مشا نزار وبقا يوسف واقف متبع ليه العين بلا مبالات ... جلس القرفصاء وتنهد على قبر امنية ... غمض عينيه بينما وقف فقيه كيقرى عليه ماتيسر من القرآن ... حزن عليها اشد الحزن ... بقا حداها بزاف كيتذكر ايامو معاها ... عارف راسو قصر معاها و عمرو زارها .. لاكن الجرح فقلبو كان عميق وكيحاول يعالجو ويتناسى وديما كيتهرب من فكرة البحث على قبرها وكيخلق لراسو اعذار ... لاكن الحلمة اللي حلم فيقاتو من الغفلة اللي كان فيها ..طول الجلسة حداها كيهضر بينو وبين راسو وكيشوف فسميتها بحزن شديد . . . تحجرو الدموع فعينيه ... مكانش باغي يفقدها .. لاكن لله في خلقه شؤون ..و اللي طاحت ورقة سميتو كيمشي ويخلي حبابو يبكيو من موراه .. وتلموت مكتفرقش بين كبير وصغير او تسنانا حتى نستاعدو ليها عاد تجي ... و اللي خلا يوسف مرتاح من جيهت امنية هوا انها مشات طاهرة نقية ومحجبة وبينها وبين خالقها حبل متين .. رتاحت من عذاب الدنيا وتهنات ... ربي بغاها وربي خداها ... ويمكن مابغاهاش تبقى تعدب فوق الارض او تحصد ذنوب من بعد ما شدات طريق الله ... وكأن الموت كانت كتسناها تستيقض من غفلتها باش تخطفها بالزربة وهي طاهرة.
وقف ودوز يدو على اسمها ... تنهد تنهدية مرتجفة ورجع ادراجه يديه فجيبو وراسو حادر ... شد الطريق لعند مرى اخرى رزقو بيها الله واللي معاها غيكمل حياتو ويربي ولادو وتعوضو الحب والحنان وتعالج جروحو ، وصل للفيلا ودخل سمع صوت ولدو كيبكي ... هز راسو المحبط يشوف مصدر الصوت ومشا نيشان لقاه ناعس كيبكي فبلاصتو ويتجبدو ... هز حط ليه راسو على كتفو كيسكت فيه ويمشي ويجي ويبوسو ومرة مرة يضحك ليه فوجهو حتى سكت ... كان شبيه ليه فكلشي .. الشعر والملامح ... تماما بحال الطفل اللي شاف فمنامو .. دخلات خديجة كتجري هازة رضاعة فيدها كتبردها
يوسف: خليتيه كيبكي مسكين
خديجة : مشيت جبت ليه الرضاعة كنجري ... اراه
يوسف : صافي انا نرضعو .. اريها
جلس حال رجليه مجلس ولدو على واحد الفخد وشاد ليه الرضاعة . . . جلسات حداه خديجة وحطات يدها على كتفو كتشوف فيه
خديجة : فين مشيتي؟ تعطلتي !
شاف فيها وقال : كنت ففاس
خديجة : شنو مشيتي دير تما ؟ ماقلتيعاش ليا!
يوسف : مشيت زرت أمنية ... امنية هي سميت المرى اللولة اللي تزوجت اخديجة
هبطات راسها بأسى وبقات ساكتة
يوسف: ماعندكش علاش تغيري منها .. مشات عند الله
هزات فيه راسها وقالت : ماغرتش ايوسف ... ماغرتش ...وكن قلتيها لي نمشي معاك مكاين حتى مشكل
يوسف : باستغراب) تمشي!
خديجة : وعلاش مانمشيش ... نمشي معاك وقت نا بغيتي تمشي
تكات على صدرو كتغمض عينيها وتحلهم وهوا كذلك و أحمد يوسف ناعس على جنبو حداهم نيفو كيزوي وكيشخر .
بعد مرور اربع سنوات ....
اربع سنوات ... توفا فيها ادريس راضي على يوسف ... و تبناو فيها عاءلة برادة بنت صغيرة من الميتم سماوها امنية ... وفتح يوسف ميتم لم فيه جميع الاطفال المتخلا عنهم وخلا خديجة اللي مكلفة بيه ... واخا امية لاكن عندها عقل كتفكر بيه ... رجع الورث كامل ليوسف بسهولة بلا صدع و بلا مشاكل ، لاكن منساش ولد عمو عثمان اللي محضرش لموت باه ... خلى ليه دار ادريس والارض ديالو وكاع داكي اللي كان كيملك قبل ميستولى على ورث يوسف ... قلب عليه يوسف فأمريكا حتى لقاه وجابو عطاه حقو وشدو فبلادو يقابل ورث باه احسن ليه مايبقا ضايع فبلادات الناس ... حياة يوسف مستمرة ... بلا مشاكل .. المشكل الوحيد اللي كان عندو مع نزار والتهديدات اللي كتوصلو وضع ليهم حد ... مكانش باغي يضلم نزار ... يكفي حتى هوا محروق على فقدان حبيبتو ...
تسجن لمدة قصيرة من بعد توسط ليه يوسف خرج يشوف حياتو حتى هوا ... لانه ماعندو دنب فاللي وقع وحتى هوا ضحية حب من طرف واحد ... وداق العذاب معاهم وكانت نفسو طاغية عليه ، مشا نزار اللي كانو كيعرفوه .. تبدل ... بل تهز واحد وتحط واحد ... ورجع من الجامع للدار ومن الدار للجامع .. طفات الشمعة ديالو ... في حن شمعة اخرى ناوية تشعل من جديد فحياتو . رغم العذاب .. الاحزان ... الآم اللي مرو بيهم كاملين ... وكانو ميقلبو على فجوة يتنفسو منها .. ونهار لتاجأو لله عز وجل عاد اكتاشفو الفجوة اللي كانو كيقلبو عليها .. وكانت هاديك بداية حياة جديدة لكل واحد فيهم .
اليوم نهار جديد بعد مرور سنوات ... لابسة خديجة قفطان واسع وطالقة شعرها .. كرشها لفمها وكتلبس احمد يوسف جبادور ... وهوا كيجبد ليها فشعرها ، حسات بشي واحد واقف موراها وناضت تلفتات لقات يوسف ضاحك وناشر يديه كيوريها الجلابة البيضاء اللي لابس والبلغة والتقاشر بيضين ... شعرخا ممشوط اللور فازك شوية ولحيتو مقادة . وجهو منور وريحتو زوينة ضحكات ورتبات ، على صدرو كتقاد ليه التحتية من العنق
يوسف : كي جيتك؟
خديجة : غزال تبارك الله الله يعمي عين الشيطان قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا وقب ومن شر النفتات فالعقد ومن شر حاسد اذا حسد ... تبارك الله مشاء الله
أحمد يوسف : وأنا؟!! ماتقرايش عليا!
تلفتات عندو كتقاد ليه شعرو : نقرى على ولدي .. بسم الله الرحمان الرحيم .. قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق ومن شر غاسق اذا وقب ومن شر النفتات فالعقد ومن شر حاسد اذا حسد ... تبارك الله مشاء الله
يوسف : يالاه
مد ليه يدو شد فيه أحمد يوسف ومشاو عاطين بضهرهم لخديجة وهي تابعاهم بخطوات بطيءة ساعيا فيهم بعيون براقة .. تكات حدا الباب وبقات غادية متبعاهم .. تلفت أحمد يوسف وهز يدو كيدير ليها باي باي بابتسامة .. ضحك معاه يوسف وتلفت حتى هوا شار بيدو ليها وخرجو .. نزلات عند فاطمة كيوجدو الطبلة دالفطور ويقادو وطالقين الامداح و ريحت العود عاطية فالفيلا ... شوية دخلات رحمة لابسة جلابة فالازرق تحتها قميص هازة بنيتة فيدها وكضحك من الباب .. تعانقات هي وخديجة
رحمة : حتى صفوان مشا مع حمزة .. واقيلة راه عيط ليه باش يصليو فبلاصة وحدة ... مزيان باش يولفو يصليو
خديجة : يوسف كل جمعة كيديه معاه للجامع وكيصلي بينا فالدار فاش كايكون .. رجع أحمد هوا اللي كيجر يوسف كيقوليه نمشي للمسجد ههه
رحمة : تبارك الله الله يحفضهم وينجيهم ويبعد عليهم عين بنادم .
حطات طبسيل فيه الحلوة وطلعات هزات شالها وحطات لأحمد يوسف حوايج جداد فوق الناموسية ... كما مولفين ليه ..رغم الفلوس وكلشي متوفر لاكن علموه يعطي للحاجة قيمة باش يحس بيها ويفرح ليها .. داكشي علاش بايت كيحلم فوقاش يصبح الصباح ويلبس حوايج العيد واخا بلاكار عندو غيريب وكان ممكن يخليوه يلبسهم وينعس فيهم ويجيبو ليه وحدين خرين ... لاكن تفكيرهم كان بشكل اخر.. كانو باغيينو يحس بالفرحة فاش يلبسهم ويحس بالنهار المميز ماشي يجيه عادي وتبسال حياتو حتى حاجة متعجبو .. وهاكا دايرين ليه حتى على الحلويات وداكشي اللي كيعجبو ويفرحو .. واخا بإمكانهم يوفروه ليه لاكن كيقطعوه عليه الا الى دار شي حاجة زوينة عاد كيعطيوه .. وهوا بدورو كيفرح وعاطي قيمة لبزاف ديال الحوايج اللي معارفش ان واليديه ممكن يغرقوه بداكشي اللي باغي لاكن خايفين عليه يمل وماتبقا حتى حاجة تعجبو .
نزلات من الدروج بقفطانها الوردي وشالها وبلغتها تلاقات مع بيوسف و ولدها وحمزة وولدو داخلين حاميين الجو بأصواتهم .. وقفات كتشوف فيعم فرحانة كيتسالمو مع بعض ... قرب منها يوسف بابتسامة باس راسها وهمس فودنها
يوسف : كل عام ونتي الحبيبة دقلبي
شدات يدو باستها وقالت : امين
تلفت عند أحمد يوسف لقاه هجم هوا وصفوان فالطبلة ... تجمعو ضاحكين ناشطين مجموعين على الطبلة دالفطور .. كلشي لابس البلدي .. شوية دخل عليهم محمد ومليكة مرتو وولدو .. بدا السلام من الاول والمباركة العيدية ، وسط اجواء الضحك والنشاء عقدات خديجة حجبانها وشدات فجنبها .. حس بيها يوسف وجمع ااضحكة
يوسف : مالكي؟ شي حاجة؟
شافت فيه وقالت: امنية باغا تخرج تعيد معاانا .. اييي .... (خلات عينيها ) اااااااااااااااااااايييييييي
اليتيم حرب الأصول الجزء 41 و الأخير
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء