رقبة تحت السيف الجزء 16

من تأليف Ghazal trust
2018

محتوى القصة

 رواية ذهب و رياض رقبة تحت السيف

فتح إسلام عينيه بعد غيبوبة دامت لمدة شهر كامل ... شاف عائلتو كاملة دايرة بيه ... حتى مو واقفة بجنبو وحاطة جبهتها على يدو كتبكي وتحمد لله ... جدو نضال ... جداتو مروى ... وجدو عبد المالك .. وجداتو مليكة ... عمو نور ومرت عمو ميساء ... ختو ذهب وحتى خوه سيف دين ... الكل مجمع عليه فغرفة من غير غرفة الانعاش.. غرفة اخرى تحول ليها بعدما فاق .. لقا كلشي كيشوف فيه بخوف وبحب وحنان .. كلشي فرحان ومخلوع فنفس الوقت ... بجنبو واقف الطبيب كيتكلم معاه بابتسامة وأسلام عينيه تقال كيحلهم ويسدهم 
الطبيب: تقدر تهضر؟ تقدر تقول شي كلمة ؟
غمض اسلام عينيه وحرك راسو بالايجاب ... سكت كلشي عن الوشوشة وكيشوفو 
الطبيب: شنو اسمك؟ تقدر تقول ليا شنو اسمك 
تكلم أسلام بصوت تقيل مبحبح : أسلام..
الطبيب: اسلام اش؟
أسلام : أسلام سقراط
الطبيب: شوف واش تقدر تعقل على عاءلتك ... شكون هاد؟

شار الطبيب بيدو جيهت غيثة اللي واقفة بزز ووجها صفر شاحب وعينيها حومر كتشوف فيه وشادة ليه فيدو ... غمض أسلام عينيه وهز يدو بشوية اللي شادة فيها وباسها وحرك راسو بالايجاب... حركة اكتفى منها الطبيب وتأكد انه عرف مو وعاقل على كل فرد من عاءلتو ... باست غيثة يدو حتى هي بدموع حارقة ... حس بيها كتبكي ومقهورة وزير على يدها كيصبرها ويقويها ويطمنها بللي كلشي بيخير .

بداو كايجيو عندو واحد مور واحد كيعنقوه ويبوسوه ..سعداء بشفاءو ورجوعو لعاءلتو ... واخا مزال راسو تقيل وبزز باش كيهضر لاكن عارف شنو واقع قدامو وكيحس بيهم ... خرج الكل خلاو معاه غيثة ومروى واقفين حداه ... بدات غيثة كدوز يديها على صدرو بحنية وعلى وجهو وكتافو وكتشهق
غيثة : الله يحفضك ليا ولدي... الله يحفضك وينجيك ... الله يرضي عليك اولدي ... كبيدتي ... الحبيب ديالي 
ابتاسم بحب فوجها ... بنضرة كنضرة الطفل فوجه مو ... كيغمض عينيه بابتسامة وبطريقة كيهديها بيها وكيحاول يوصل ليها انه بيخير ومزيان ... دوزات مروى يدها على شعرو الكثيف والقوي ... اللي مدة ماحسنو او نقص منو ... لدرجة هبط ليه على عينيه وعلى ودنيه وبدا كيدايقو ... الشعر كثيف عطاه وجه وبريىء بحال الدراري الصغار ... وحتى نضراتو ليهم واحساسو بحب وحنان عاءلتو بان على ملامحو 
مروى: باش كتحس الحبيب ديالي ؟
تلفت براسو وقال بصوت تقيل : عيان شوية... شوية وصافي ...مي مكايضرني والو 
غيثة: الله ياولدي اشمن مكايضرك والو ... كيضرك وكيضرك بزاااف... عارفاك ماباغيش تخلعني .. واخا تعيا تخبي راني حاسة بيك... حاسة بوليداتي مساكن .. حاسة بيهم ومقهورة عليهم
شافت فيها مروى وخرجات عينيها خافتها تبقى تهضر حتى تزبلها ولا تفلت ليها شي كلمة تصدمو بيها ويصدق فخبر كان قبل كاع مايوقف على رجليه
سكتات غيثة وكتفات بلمس يديه ووجهو وشعرو فرحانة برجوعو وهو قالب وجهو جيهتها ساد عينيه .



فغرفة اخرى ومن بعد ما حكا نضال لعاءلت نينا على الاصابة اللي تعرضات ليها وشرح داكشي اللي عرف من عند الطبيب... خلاهم معاها فبيتها حازينين اشد الحزن على بنتهم الوحيدة وعلى ماجرى ليها ... هي ناعسة وحاطة راسها على رجل مها وباها جالس على كرسي حادر راسو كيخمم ويفكر وياءس بينما امها كدوز يدها على راس بنتها وعلى شعرها وكتحصر على جمال بنتها اللي مشا فقبضة وحش سلبها الحاجة الوحيدة الجميلة اللي كتملك ...سلبها وجها البريء والجميل وهي فريعان شبابها ... سنها لايتجاوز العشرين عاما ... مزالة وردة كتفتح .. مزال ماشافت ماجابت فالدنيا .. مزالة فغوة ونية معارفة والو .. لدرجة اللي هضر معاها بسوء النية وضحك عليها كتيق بيه .. لانها بكل بساطة معاشتش بين المنافقين والكذابين والخونة باش تعرف تكذب وتنافق .. كتيق وتصدق اي حاجة تقالت ليها ... وكتعرف طريق وحدة وهي المعقول .. فتاة شبيهة بالقطة المنزلية ... مربية وعايشة فسلام .. مكتعرفش معنى الغذر ... وبسرعة تعلقات بأسلام وبغاتو بنية صافية .. واخا كان قبيح معاها وكدعي فيه ... لاكن حاجة وحدة اللي مستحيل تقبلها هي ياخدو ليها شي واحد من بعد ما رجع ديالها وشافت خوفو عليها و مساعدتو وأمنات ليه وهزها بين يديه مسافة طويلة ومسمحش فيها .. وكان كيصيد ويجيب ليها ويبقى عاس الليل كامل وحال عينيه باش هي تنعس مرتاحة ... كل هادا خلاها تزيد تعلق بيه وخلاها ماتشوفش الجانب السيء فيه وكلامو المسموم ليها وعينيه الشرانية فيها بعض الاحيان ... من بعد ما انتهى الكابوس اللي عاشوه فالجزيرة نسات على كلشي .. وبقات عاقلة غير على الزوينة اللي شافت عليه.

حلات عينيها فبيت كبير وعلى سرير كبير عمرها نعسات فيه من قبل .. على فراش ناعم وغطاء حريري .. لابسة بيجامة بتوب بارد حريري لونها كيتمح بين الرمادي والبنفسجي ... مزال الضمادات مغلفة وجها واخا صحتها رجعات وكتقدر تحرك ... خرجات من غرفتها الراقية بأتاتها الفخم حافية القدمين وشعرها منسدل وراء ضهرها ... حركات عينيها لقات السقييييل ... هبطات مع الدروج الرخامية لتحت كدور عينيها وهوا يبان ليها أسلام جالس حاط يديه على ركابيه وساهي كيفكر... مشات عندو بابتسامة وجلسات حداها كتقرب منو .. هز راسو مهموم شاف فيها وقال وهوا كيحرك صبعو جيهت المطبخ

أسلام : سيري تفطري .. سيري راه كلشي تما 

ابتاسم ابتسامة مسطنعة ليها واخا مافيه اللي يضحك .. ابتاسمات وناضت مشات ... شوية وقف نضال على أسلام وقال 

نضال : حاول ماتقلقهاش... حاول تسايس معاه الله يرضي عليك 
أسلام راه قلت ليك ماتزوجتش بخاطري ... وانا مستحيل نتزوج بيها 
نضال : فهمتك ... راني فهمت مي دابا ..هانتا كتشوف حالتها ... ومزال ماعارفاش حقيقة شنو واقع ليها ... الى زدتي حتى نتا قلبتي عليها غادي تعقد وتقدر تنتاحر كاع

أسلام : راسي عااامر دابا وماباغايهاش تبقا تلسق فيا ... وهاما غير غاتزيد تعلق فيا و ماعندها ما تصور مني وماعندي باش نفعها ... اللي عليا غنصبر عليها حتى ترجع كيما كانت والله يعاونها ديك الساعة .... ومكنفكرش فيها دابا حيث عقلي مع سلام ... الى مشا حتى كان ميت بصح كما قالت ذهب وكما عاودات ليا ... بيدي غادي نصفيها لعهد سقراط... وماتقولش ليا باك حيت انا ماعنديش با ... مكنعرفوش 

نضال : قول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... نعل الشيطان ... ان شاء الله يكون بيخير وحاول على صحتك راه الطبيب قالك عندك القلب وماخاصكش تنفاعل 

أسلام : شحال دابا باش خرجت من لكلينيك... علاش مزال مابان سلام ... وعهد حتى هوا غابر ومزال كيقلب... هاد المدة كاملة ومزال مالقاه ! (غزز سنانو) والله وطلع سلام ميت ونتوما كضحكو عليا بهاد الهضرة مانعقل لا على عهد لا على غيرو ... من هنا كنقولها ... غنرجع مسخوط باه ونقتلو بيدي الى بصح كان سلام مات



تنهد نضال وخرج بلا مايزيد يشحف راسو معاه فالهضرة وخلاه جالس فبلاصتو كما هوا ... بقا شوية كيخمم وناض مشا طلع عند ذهب لبيتها ودخل لقاها مزالة على نفس الحال ... فين ما تفيق تشرب حبة اخرى باش ترجع تنعس ... حبة مور حبة بدون انقطاع .. مابغاتش تبقا حية وتذكر شنو وقع وشنو شافت عينيها وكتفضل تبقا ناعسة ماتحلش عينيها ... صحتها تدهورات وعينيها دخلو وضعافت ... لقاها جالسة كتفتح واحد الحبة باش تشربها وتنعس وهوا يجلس حداها خطفها من يدها وقال

اسلام : قولي ليا .. واش متأكدة سلام مات ... واش متأكدة

شافت فيه بعيون تعبانة وفمها ناشف وحركات راسها بالايجاب

رجع قال وعينيه مغرغرين كيصبر راسو

أسلام: عاودي بيا كلشي كما شفتيه ... عاودي ليا بلا ماتكدبي ولا تخبي

قالت بتعب: عاودت ليك 10 دالمرات... وفين ما نعاود ليك كنمرض .. ماكرهتش نموت ونتهنا

رجعات هزات الحبة بغات تشربها وهوا يحيدها ليها من فمها وقال

أسلام : نتي متأكدة مات !

ذهب: عفاك ا أسلام ... كاتزيد تكمل على ما بيا . عافاك خليني فحالي اللي فيا كافيني .. براكة عليا داك السبع اللي فين ما ندور ونتلفت كيخرج ليا ... براكة راني عييت بدواء وبغيت نتسطا ... سلام مشااا عند الله ... وباك مابغاش يتيق ولا يتقبلها حيت ماشافش داكشي اللي شفت انا ورياض . . . معارف والو ومعارفش اش داز علينا ... وكن يعرف ماغايزيد حتى دقيقة فهاد الدنيا ... ياك شحال هادي وهوا فالجزيرة ... علاش مزال مالقاه ! سلام طاااح فالبحر ... والبحر راه فيه الحوت ..وفيه الروكان ... داكشي علاش واخا يبقا باك حياتو كاملة كايقلب ماعمرو يلقاه ... وانا ما عمرني نسمح ليه .. وماعنديش با وماكنعرفوش ومابغيتش نشوفو

شربات الحبة وتبعات ليها الماء وحطات راسها على المخدة كتقلب على النعاس... بقا أسلام واقف فبلاصتو وعينيه مزيرين .. شوية بدا كيبكي ويسوط ويحل فمو فالسماء كيتنفس بصعوبة ... خرج خلاها ومشا لبيتو نيشان دخل وزدح موراه الباب بقوة وتكى بيدو على الطبلة دالمرايا ... حادر راسو وعينيه خارجين ... وجهو حمر وكيتنخصص ودموعو كتقطر على الطبلة ... بقا صابر صابر صابر وكلام ذهب كيتكرر فودنو ... فجأة هز راسو وخشا يدو بقوة فالمرايا بقوة حتى تقسمات وغوت بأعلى صوت وطاح على ركابيه فالارض هاز راسو فالسماء كيغوت بهستيرية وكامل كيترعد ... صوتو خلا كاع اللي فالفيلا يجريو عندو ... دخلات عليه غيثة كتجس بواحد البينوار وطاحت حداه مفزوعة على ركابيها كتشد فيدو وفوجهو وهوا كيردد اسم " سلام على فمو " الوحيدة اللي ماتحركاتش فالفيلا هي ذهب ... لانها مقطعة فكار الموت غايبة على العالم بسبب الحبوب اللي كتشرب ، وقفات نينا والخدم واخوة أسلام كاملين ثدلمو كيشوفو لهيجانو وهوا كيبكي بحرقة .. لاول مرة كيشوفو فديك الحالة ... لأول مرة كيبكي وكيضعاف وكينهار وكيبقا ليه متنفس واحد يفرغ بيه ويعبر بيه على مشاعرو بالبكا داكشي علاش صدمهم وخلعهم لانهم عمرهم شافوه فديك الحالة ... طاع على الركبة دغيثة بجبهتو كيبكي بصوت مسموع ويتألم وهي كتبكي معاه ودوز يدها على ضهرو وعلى راسو وتصبر فيه فعوض مايصبرها هوا ... دخلات مروى كتجري لقاتو هاكاك وجلسات حداه كتنوضو وتشد ليه فوجهو وراصو كيتمايل ولحيتو فازكة بالدموع ... نيفو رجع حمر وفمو تشقق والنفس كتقطع فيه ... بطولو بقامتو بشخصيتو القوية الجريءة والعنيدة كيستسلم للبكا وكيبكي بكل جوارحو حتى خلا كلشي اللي حداه كيبكي ، عنقاتو غيثة وجرات راسو لصدرها كتبوس فيه وتعنق وتبكي معاه وتفكرو بمرضو وبخوفو عليها ... خلاتهم نينا وسط جو مليىء بالدموع ومشات لغرفتها كتقلب باش تمسح عينيها وتشوف كي دير للضماض اللي تحت عينيها اللي فزك ليها بالدموع وكيقنطها ... وقفات قدام المراية كتمسح وتشوف فوجها المغلف كليا ..شوية وسوس ليها الشيطان وبغات تجرب تحيد الضماد بما انها مكتحس بحتى حاجة كضرها ... بدات كدورو وتفسخو شوية بشوية وخايفة تقصح ولا تضر بشرتها لاكنها كتفاجىء بداكشي اللي مكانتش متوقعة وعمرها تخايلاتو فحياتها ... وجه ناشي وجها اللي مولفة تشوف فالماء فالجزيرة ... بل وجه اخر كيخلع ومكمش ماباين عليه محرووق ولا ملسق .. ملامح مازضحاش وبشرة حمراء طايبة ونصف فمها مخيط مع حنكها وكلشي مرقع بطريقة عشواءية ... بقاو فيها غير العينين اما البشرة كلها تشركات وفمها عواج ... مباشرة من بعد ماشفت شكلها وعنقها تخلعات من راسها وغوتات بأعلى صوتها وعينيها خارجين فالمراية

يتبع

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.