بارون الجزء العاشر

من تأليف ابتسام قراري
2018

محتوى القصة

بارون الفصل العاشر بعنوان قطهة من روحي فارقتني

ڤيلا كونتيسا / كالا دي سان فيسينتي /الساعة السادسة مساء

تململت روعة فوق فراشها بإنزعاج فاش شعرت بشي حاجة كاتلمسها ،... فتحت عينيها ببطئ حتى توضحت ليها معالم الغرفة وشافت فالشي لي كايحاول يلمسها لكنها تفاجئة بجرو صغير من سلالة الهاسكي السيبيري ، لونه رمادي ممزوج باللون الأبيض الثلجي وعيونو فاللون الأزرق الزجاجي .

كان ناعس عند يديها وفاش شاف فيها بعيونو السماوية الزجاجية بنظرة كلها برائة نبح بصوتو الصغير وطلع فوق بطنها وحط راسو بهدوء.

فالأول هي كانت متفاجأة لكن فاش شافتو نعس فوق بطنها ظهر شبح إبتسامة على وجهها الرقيق ورفعت يديها ببطئ باش تتحسس فروه الناعم ثم تنهدت براحة فاش ماحاولش يهرب ولا يغوت ... رفعت اليد الثانية باش تقيس فيه ، لكنها تفاجأت بحبل السيروم لي متوصل بعرق الوريد ديال يديها ورجعت بذاكرتها للخلف .

اflash back

-يالاه نهبطو للغرفة لي لتحت 

شافت فيه بإستفهام وتوترت من ديك الطريقة المايعة باش غمرزها وتسائلة "هذا مالو تسيف بهاد السرعة" وقالت:

-وعلاش؟!!!

مرر جبل اصابعو حول خصلات شعرو الاسود وقال :

-واش مكاتشوفيش شحال ديال عمال الصيانة على هاد اليخت ، ماشي معقول نبقاو واقفين فوق ريوسهوم ، يالاه معايا

شدليها فيديها بدون إستأذان وجرها موراه وهبطو بجوج للغرفة لي فالأسفل وهي مافاهمة والو .

دخلو للغرفة وتقدم جبل للسرير عوطو وحط الوسادة وجر روعة باش تكلس عليه وهو كايقول :
-نتي مريضة خصك تنعسي.

لكنها خطفت يديها وبعدت عليه ، إستغرب جبل وضار شاف فيها وقال: 
-مالكي واش...

لكنها قاطعاتو وقالت بصوت عميق :
-شكون نتوما ؟؟

عقد جبل حواجبو بإستنكار وشك أنها ممكن تكون كتاشفت شي حاجة على البضاعة هذا علاش مال براسو بلاما يعيق وشاف فالجدار لكنه إندهش ملي شاف طرف من ورق الجدران مقطع وكايبان منو غير شويا حيت كان مغطي بالشنطة لكبيرة الزهرية ... لكن مع ذالك تصنع الا مبالات وقال بسخرية :

-حنا هوما حنا ... وشكون نتي ؟

ربعت يديها وعلات حاجب واحد فيه وقالت بحدة:
-أنا هي أنا ... وشكون نتا ؟ 

لثواني بقا جبل مندهش من طريقة كلامها الحادة معاه ..وستغرب من هاد البنت لي غير قبل سويعات كانت كاتبكي على صدرو وكأن القط يقدر ياكل عشاها ، لكن النظرات لي كادير فيه الأن كانت لروعة أخرى .

ضحك بتصنع وقال:
- هه... أنا جبل محمد إبراهيم مرتجى ... عطيتك الإسم الكامل كاع ...

إبتسمت روعة بتصنع حتى هي وقالت بنفس طريقتو :
-وأنا ... روعة قاسم الطيب الخطيب ... وهاهو اسمي الكامل ولكن ماشي هذا هو سؤالي فاش قلتليك شكون نتوما فكانقصد بيها ... شنو علاقتك بالسي مرزوق ؟؟

للحظة شك فيها ولو مكانتش الأمواج هي لي سحبتها لعندهوم كان غادي يقول أن المخابرات سلطتها عليه لكن لي كايوقف ضد شكوكو وتصوراتو انها كانت نصف ميتة فاش لقاها ...حتى انه شك فالأمواج يمكن يكونو متواطئين ضدو لكنه نفض راسو من دوك الأفكار السخيفة ورسم أكبر إبتسامة متصنعة على ملامحو وقال : 

- ماعندي حتى علاقة بداك مرزوق .

ضيقت عينيها فيه بتشكيك فغمض جبل عينيه بغيظ ورج قال 
- فالحقيقة هو خدام عند خالي داوود

شتم نفسو فديك اللحظة مليون مرة حيت تهور وقال هضرة سخيفة بحال هاديك ..، وإستغرب من هاد البنت لي غير نظرة وحدا من عينيها خلاتو يعتارف بلاما يشعر ...لكن روعة كانت مصدومة من الشئ لي قال ... وقالت فنفسها :
"مسكين جبل إلا عرف ان خالو داوود ومرزوق مهربين لحشيش اكيد غادي يتصدم " ...

ولكن بلاتي هي مازال مافهمت مزيان. .. هو واخا ماشي صوقها ولكن الفضول ماعندو اصل فقالت ضارت لعندو وقالت بصوت جاد:

- اوكي ... بما انك من عائلة غنية وتبارك الله خالك عندو يخت خاص بيه ... نتاااا شنو لي خلاك تسافر بهاد الطريقة الخطيرة فالوقت لي تقدر تسافر بطريقة قانونية نتا وختك .

تنهد جبل بغيظ وبدا كايشعر بالإنزعاج من هاد البنت لفضولية لكن روعة فاش شافت وجه جبل لي ولا كايصفار ويخضار قالت بتوضيح :

- سمحلي بزاف مكانش خصنيي نتدخل فحاجة مكاتعنينيش ...، ولكن يعني هادشي غامض بلا قياس . واش متافق معايا ؟؟

ربع جبل يديه فوق صدرو وقال بنبرة جليدية وهو كايشوف فيها بهدوء :

- كانفضل مانحكيش فأموري الشخصية كيفما انا ماسولتكش على اب الجنين وعلى سبب محاولتك الانتحار وسط لبحر.

بقات غير ساكتة وكاتشوف فيه ... تمنات لو انها ماهضراتش وفتحت هاد الموضوع ولا هاد الإحراج والقصف بالعرض البطئ ... شافت فالحائط لي فيه لحشيش وتراجعت على فكرة اخبارو بيه بما أنه سد الموضوع بطريقة مستفزة ، فقالت وهي كاتحاول تتصنع ابتسامة صفراء :

-فعلا عندك الحق ... امورنا الشخصية مكاين لاش نقولوها ... سمحلي بزاف .

حس جبل أنها نحارجت من القمعة لي دار ليها وباش يغطي على هاد الموقف تقدم لعندها وقال :

- صافي نساي علينا هاد الموضوع التافه وخلينا فالمهم ... واش ماجاكش النعاس ؟؟.

شافت فيه روعة و قالت بسخرية .
-مانقدرش نعس . 

عقد جبل حواجبو بطريقة رجولية وسيمة ثم قال:
-وعلاش الأنسة روعة مابغاتش تنعس؟

ردت عليه بنفس الإبتسامة المتصنعة وقالت:
-مكاين لاش الألقاب ، خلينا نرفعو الكلفة بيناتنا ... روعة باراكا .

أومأ جبل بتفهم وقال:
-اوكي ياروعة علاش ماتقدريش تنعسي؟

ضحكت بهدوء وقالت :
-حيت ولفت حتى كانعنق أختي عاد كانعس

اووه بدا جبل كايحس بالتسلية فضحك بسخرية وغمزها للمرة الثانية وهو كايقول:
-حتى دابا مكاين مشكل ... حسبيني خوك وعنقيني ، يالاه ديريلي بلاصة حداك .

لثاني مرة غادي يغمزها بعينيه الخضرة وفكرات ان هاد الشاب اكيد غادي يكون نسونجي من الدرجة الأولى واخا هو كايبان العكس ...ضحكت وقالت بسخرية :
- كون تحشم .

شاف فيها بمكر وقال: 
- ‏مالكي راني بحال خوك ، أولا نتي كاتشوفيني شي حاجة أخرى؟ 

-هه ... ‏لا نتا ماشي بحال خويا ، حيت كون قلت لخويا ماقادراش نعس كون قالي هاكا بصوتو الغليض...

غلضت صوتها وقالت :
-هاي هاي هاي بقالك غير لفاس ولقياس وخصك لي ينعس معاك ، سهطي ولا نجي نسهطك مك بشي تسرفيقا.

إنفجر جبل بالضحك على لي قالتو و على صوتها لي غلضاتو بطريقة ساخرة وقال:
-شوقتيني نتعرف على هاد خوك ، بانلي غانتفاهمو أنا وياه!

شافت فيه روعة وإبتسمت بحزن حيت تفكرة عائلتها لي خلات ليهوم خلفا لغز إختفائها المفاجئ بلا شك هوما ماخلاو فين قلبو عليها؟، بلا شك أن ماماها ماغادي تكون شبعات بكاء عليها مسكينة .


تنهدت وطردات دوك الأفكار من راسها وهمست وهي كاتشوف فعيونو الزمردية لي كانت الإضائة القرمزية زايداهوم جمال فوق جمالهم العادي :
- نقولك واحد السر؟؟

أومأ جبل براسو بفضول فكملت روعة وهي كاتهمس بصوت رقيق :
-حديثي معك كايدخل على قلبي الفرحة واخا نتا إنسان غامض ولكن كانحس ان الداخل ديالك فيه واحد شويا منهوم بجوج الغموض والعفوية الواضحة.

إبتسم جبل وتنحنح بخجل رجولي ثم حنى راسو للأرض لثواني و إسترجع إبتسامتو الهادئة وشاف فيها وقال:
-نقوليك واحد السر؟؟

أومأت روعة برأسها بفضول وكمل جبل بهمس:
- نتي زوينة .... وجمالك أجمل من أن يتشوه مزاجك لحدث عابر تسبب فيه كائن مغفل ماعارفش شحال نتي روعة أكثر من إسمك .

إبتسمت روعة بخجل وشافت فالأرض لثواني ثم رفعت راسها وقالت بإبتسامة رقيقة:
-واش تقدر تعطيني ، شويا منك نخبعو للذكرى بما أن موعد فراقنا قريب ؟؟

لحظات صمت و نظرات حانية متبادلة مرت ببطئ بيناتهوم ...كان جبل واقف متكي على الجدار ..فإستقام فوقفتو و تقدم ببطئ لعندها حتى وقف أمامها بطولو المهيب 

شافت فيه روعة بإستفهام بالخصوص أنه قرب منها بطريقة غريبة ...شاف هو فعيونها العسلية الكراملية ثم إنتقل إلى أنفها المستقيم وإلى شفايفها الوردية وغمض عينيه للحظة راجع فيها نفسو ثم حنى راسو وتمسك بيديها الرقيقة وطبع قبلة حنينة على باطن كفها و شاف فيها وغلق أصابعها على أثار قبلته فباطن كفها وهمس:

- هاذا جزء بسيط مني ... إحتفضي بيه للذكرى.

شافت روعة فيدها المسدودة وحررت أنفاسها أخيرا بعدما كانت كاتماهم بتوتر فاش كان كايشوف فعينيها شعرت فديك اللحظة بقلبها كاينبض بسرعة ... قاطع نظرتها ليديها جبل فاش قال وهو كايشوف فيها بهدوء.

- الأسود يليق بك.

إبتلعت ريقها بتوتر وفكرت أنها تجاوزت حدودها معاه ، لأنها بدات كاتحس بالإنجداب ناحيتو وهادي هي طبيعتها فكل مرة كاتيق فشي حد أو كاتبغيه كاتجيها موصيبة من بعد بالإضافة أنها خدات درس ماعمرها تنساه مع داك قليل الشرف ، فماعندهاش إستعداد تكرر الغلط مرة أخرى ...

ضحكت بتوتر مخلط مع سخرية وقالت وهي كاترجع بخطواتها للخلف .

-الأسود يليق بك ، رواية زوينة سبقلي سمعت بيها ولكن ماعمري قريتها .

همهم جبل تفهم ثم قال :
-لا أنا قصدت ان اللون الأسود كايجي معاك .

شافت فلحوايج لي كانت لابسا ثم قالت بسرعة وهي كاتحاول تغطي على توترها .
- جبل بغيت نعس .... يعني بغيت نرتاح شوية 

شعر جبل بإنزعاجها وتحسسها من الموضوع فأومأ براسو وقال بهدوء :
-واخا لي بغيتي ، تصبحي على خير .

ضار وقرب من الباب وحلها لكن إستوقفو صوتها وهي كاتقول :
-جبل ...

إستدار جبل وشاف فيها بهدوء فكملت وهي كاتقول بهمس :
- موضوع الإجهاض ،... خليه بيناتنا ،... مابغيت حتى شي واحد يعرف أنني كنت حاملة .... نتا ممكن تلاقا مع تاليا واسية ومراد وياسين ،.... أما أنا فلا .. عافاك بغيتك تصحح ليهوم هاد المعلومة... قولهوم أن روعة مكانتش حاملة وبلي هذاك غير سوء فهم ... خليه سر صغير لإنسانة واحد النهار طلاقيتيها وعرفتيها ..

بقا جبل كايشوف فيها بصمت ثم أومأ براسو وقال بلهجة رسمية :
-اصلا نتي ماقلتي والو وماعلقتيش على موضوع الحمل هوما لي بقاو كايأولو لهضرة من دماغهوم كيف بغاو ،... لكن كوني هانيا أنا غادي نتكلف بيهوم ...

إبتسمت روعة بتوتر وقالت وهي كاتشوف فيه: 
-شكرا ليك 

رد عليها جبل بإبتسامة متصنعة 
-العفو .... أنسة روعة .

خرج جبل وسد موراه الباب وخلا موراه روعة لي تنهدت بتعب ولعنة راسها مليون مرة فاش وصلات معاه لمواضيع بعادين كل البعد على الموصيبة لي هي فيها ولي خصها تفكر ليها ...، بالإضافة لمناداتو ليها بالأنسة روعة رغم أنها طلبت منو يرفع الكلفة بيناتهوم ... هذا يعني أنه شعر بتوترها ... 

إستلقت على السرير و تنهدت وهي كاتفكر فمستقبلها المجهول ، وحياتها لي غادي تبداها إبتداء من الغد على أرض الواقع برا هاد اليخت لي ماكرهتش تتاخد من هاد الغرفة سجن ليها طول حياتها غير باش ماتخرجش لواقعها لي كايخوف ،... وعالمها جديد لي فيه ناس جداد وثقافة جديدة ولغة جديدة مختلفة على لغتها الأم .. 
تنهدت روعة بحيرة ثم خرجت جنينها من داخل صدرها وطبعت قبلة على راسو اوضعاتو فوق قلبها وغمضت عينيها ونعسات

اBack to reality

لمست روعة صدرها وتحسساتو بقلق لكن فاش مالقاتهاش ناضت بسرعة حتى أن الجرو قفز على الأرض بالخلعة وهرب ....، نترت الإبرة من يدها حتى خرج موراها الدم بقوة اوقفت على رجليها ،... لكن مع الوقفة جاتها الدوخة حتى أن الغرفة ولات كاتبانليها منها جوج وحتى الجرو للحظة تخيلات منو جوج وثلاثة .

تمسكت بالعمود الحديدي لي كان معلق عليه السيروم وغمضت عينيها حتى قدرت تسترجع السيطرة على نفسها عاد فتحتهم ببطئ وشافت فراسها ...، كانت لابسا هاد المرة ، بيجامة حريرية فاللون الأسود ..

غلبتها الدمعة فاش رجعت تحسست صدرها ومالقاتش جسد بنتها الصغير ونزلت على الأرض كاتبكي بحرقة وهي ساندا راسها على جنب السرير .... 

لكن خلف مزهرية الورود كانت تما بالضبط عين إليكترونية كاتراقب كل تحركاتها بترقب بينما صاحبها كان جالس على مقعدو داخل الطيارة بأعصاب مشدودة وهو كايشوف فيها كاتبكي ... مكاينش هاد المرة لي غادي يطبطب على كتفها ويصبرها على فراق بنتها .

مالت روعة براسها ناحية طاولة الصغيرة لي مجاورة السرير ولمحت رسالة مكتوب علي غلافها .

"روعة ،.... سمحيلي حيت دفنت بنتك ألماس بدون إذنك تحت شجرة التوت الأسود الوحيدة لي فالحديقة ." وتحت منها إسم "جبل مرتجى"

إستوعبت أخيرا أنها إنتقلت لمنزل جبل بلا حتى ماتحس لأن أخر حاجة مازالة عاقلة عليها من ليلة البارح هي أنها حطت راسها على الوسادة ونعست وبالإضافة أن جبل هو الوحيد لي عارف بموضوع بنتها ألماس .

ناضت بسرعة وخرجت من الغرفة بلحفا وهي كاتحاول تجاهل الدوخة لي كاتحس بيها لكن همها الوحيد هي تلقى باب لي تخرج منو لهاد الحديقة الملعونة ،.... وقفت أمام رأس الدروج لكبار وحلت فمها فداك المنظر الملوكي لي مابين ليلة ونهار لقات راسها وسط منو ، السقف لي ملئ بالنقوش الفكتورية ولا ثريات الفخمة ولكبيرة لي غير ثمنها يكفي باش تشري دار فالمغرب ولا زرابي لي مفرشين على طول الممرات والدروج ...

لكنها تجاهلت كل ديك الفخامة وهبطات بسرعة من الدرج وهي متمسكة بالدرابزين مباشرة ناحية الباب الزجاجية لملونة ولكبيرة ، .... وقفات عندها بتردد وشافت فديك الحديقة لكبيرة لي عامرة بشجر والورد والروائح الطبيعية المنعشة .

ضارت بيها الدنيا وتخلطو عليها الشجر مابقات قادرا تفرق بين شجرة التوت وشجرة البرتقال او شجرة البرقوق ، لكنها مايأستش وبقات كاتقلب بين شجر وعينيها ملئين بالدموع ، وكاتقلب بحال شي مجنونة وتبكي 

‏-ألماس ... بنتي

همست بها بصوت مبحوح فاش لمحت شجرة توت كبيرة فوق هضبة متوسطة مشات ليها كاتجري بكل قوتها لكن فاش وقفت عند راسها .... يااااه على داك المنظر لي شافت .

جنة الفردوس فوق الأرض ، كتشفت أن الفيلة مبنية فوق جبل عاالي وتحت منو مباشرة أمواج البحر كايضربو فالمغارات لي تحت منو ، كانت الشمس واقفة عند منتصف البحر فطريقها للغروب .... منظر الغسق لي إنعكس فبؤبؤ عينيها كان بحالي شمس أخرى إستوطنت عينيها العسلية ...

كان شعرها الأسود الطويل كايحاول يلعب مع نسمات الرياح الخفيفة بينما بيجامتها لسقت على جسمها الرشيق بسبب الريح لي كان كايحاول يدفعها للخلف باش تتراجع وتبعد من حافة التل الكبير ....

أشجار فكل الجوانب وكأن جبلين طلاقاو فالوسط باش يصنعو حواف فكل من الجانبين باش يكونو بحيرة فوسطهم لون مائها سماوي صافي ومنعش ...

تراجعت روعة للخلف وضارت لعند شجرة التوت وشافت فيها ... كان جبل تارك علامة على أسفل الشجرة وتحت منها أثار للحفر والردم .. بينما فجوانب الشجرة تناثرت حبات التوت لي نظج وتحول لونه إلى اللون الأسود على كامل الأرض تارك العصارة ديالو الحلوة فكل مكان .

تنهدت روعة بحزن وحنات على ركابيها للأرض وهزات حفنة من التراب وقربتها من شفايفها ثم طبعت قبلة طوييييلة مع شهقات بكاء صامتة و حزينة ...، إستمرت على ديك الوضعية لبضع دقائق ثم وضعت التراب على الأرض ومسحت دموعها وهي كاتقول بهمس

-رحمك الله ، ياقطعة من قلبي فارقتني .... غادي يبقى رحيلك وجع كافي يمزقني طول عمري ......عسى أن يكون قبرك نعيما ، ياحبة التوت خاصتي .

تنهدت وتكات على الشجرة بجانب قبر الجنين وجبدت الرسالة لي كتبها ليها جبل ، وفتحاتها ...

كانت مكتوبة بالحبر الأسود كلمات خطت بأنامله الرجولية كايقول فيها ....

"روعة...... عزيزتي روعة الخطيب ..... كانعتادر لأنني دفنت ألماس تحت هاد الشجرة بدون إذن منك ، .... اشنو !!!!! واش غادي تبكي عاوتاني ؟ "

شهقت روعة فاش قرات كلماتو ونزلو دموعها على الورقة لكنها كملت القراءة وهي كاتحاول تصبر راسها :

"واش البكاء غادي يرجعليك ألماس ؟ ... واش تهدمات حياتك بموتها؟ ... واش تحطمات أمالك وطموحاتك ؟؟
ماغاديش نقولك ماتبكيش ...، وماغاديش نقولك ماتحبيش ولكن على قبلك وعلى قبل عينيك وقلبك ،... ماتعلقيش أمالك بأي شخص ماغايرجعش وماتخليش حياتك تتوقف ...الحياة مستمرة سواء بكيتي ولا ضحكتي ... طحتي ولا نضتي ...، حتى شي واحد ماغادي يهتم ليك ولا غادي يوقف حياتو من أجلك شكون ما كان يكون ... بل غادي يمشي فالطريق لي رسمها لراسو بدون مايفكر فيك .."

مسحت دموعها بضهر يديها ثم كملت القراءة :

"روعة ....سمعيني مزيان ...ديري نقطة خلف كل لي فات ورجعي لسطر وبداي من جديد ... محتاجك تفهميني .... الشموخ.... ماعمري ماشفت فحياتي كائن حي كايموت وهو شامخ بحال الشجرة ..... كوني بحالها يا روعة .."

هزت رأسها وأومأت وكأنها كاتسمع صوتو الرجولي كايخاطبها وكملت القراءة:

" فهاد الحياة كوني قوية ... لأن الدنيا مكاتقبلش الضعفاء .... ربما تغربتي وبعدتي على وطنك ،... وربما توحشتي خبز الوالدة ديالك ولكن كوني قوية ....، قولي لهداك لي كايتسنى سقوطك أو موتك قولي ليه ماتوجدش كفني مازال مامتش ، مازال بين ضلوعي البرد والرعد ، ....كانحس بيهوم بين عضامي ،.... قولي ليه بأعلى صوتك ماتوجدش كفني مازال كانحس بلأمواج كاتلعب بيا ...، ماتوجدش كفني مازال عايشة كانتنفس بقوة ضد فيك...."

شهقت روعة ثم غوتت بأعللللى صوتها :
-ماتوجدش كفنييييييي ... مازاااالة عاااايشاااااااا .

وخدات نفس هدأة نفسها وكملت :

-كوني قوية ...غادي تحلمي بحاجة وغاتلقاي واقع مغاير على داكشي لي حلمتي بيه ،.... ولكن كوني قوية ...غادي تلقاي راسك أمام الدنيا بوحدك .... غادي تقاتلي أمواج الدنيا بوحدك ولكن كوني قوية وتفكري مزياان ان الدنيا مكاتقبلش الضعفاء ابدا ." جبل مرتجى.

غلقت روعة الرسالة وحتافضت بيها فيديها وعلات راسها للسماء وغوتت:
-أنااااااااااا ... قوياااااااااااا

ثم غمضت عينيها غمضت عينيها وتنفست الصعداء حتى غابت الشمس وسلمت مكانها للقمر .

الساعة الأن الثامنة مساء 

‏كانت روعة مازالة چالسا فمكانها تحت الشجرة وكادندن بكلمات أغنية القناص بصوتها الرقيق والعذب لي لطالما كانت أمنيتها أنها تولي مغنية مشهورة ومحبوبة عند الناس بحال "رشى رزق" بسبب حبها فأغاني الكرتون ديال جيلها ... سكتت شوية وعاودت الأغنية من جديد بصوت هامس مجروح. لكنها سكتت أخيرا فاش شعرت بجفاف حلقها والريح لي كان كايضرب فيها من كل جنب مخلي شعرها الطويل يطير فكل مكان ...مدت يديها وتحسست تراب القبر الصغير وهمست .

- اااه يابنتي .... هاد الأغنية عشت معاها طفولتي كلها ...

إبتسمت بهدوء وكملت:
-فاش كنت صغيرة ...كنت كانشوف الدنيا بأعين بريئة ...مكانش فقلبي شي حاجة من غير أحلامي الصغيرة ... فاش كنت صغيرة ، كنت فاش كانشوف دموع لكبار كانبكي حتى أنا باش نشاركهم أحزانهم ...كان كايحسابلي أن الحزن مجرد دمعة.... ماكنتش عارفا أن الحزن رصاصة ملعونة كاتصيب القلب وكاتهدد العين باش تسييل دموعها .....

تحسست تراب القبر بيديها وكملت :

-فاش كنت صغيرة أبنتي كان يحسابلي أن الحب هو مجرد إبتسامة تقدر ترسمها على شفايفك لا غير ....، ماكنتش عارفا أن الحب هو تسلم مفاتيح قلبك للغير باش يدير فيه مابغا ،.... يجرحو فوق مابغا ، ويتخلا عليه ويرميه فوق مابغا ..... فاش كنت صغيرة ... كنت كانظن أن الناس بحال ألعابي كايضحكو ليا ويونسوني ...كنت عايشا فعالمي الخيالي ، مع دروب ريمي وإيملي و الملعونين تيمون وبومبة والجاسوسات ... وكانو كايضحكوني بزاف وكنت كانلقا سعادتي معاهوم وكنت كانتمى نكون شخصية من شخصياتهم ....، داك ساع كان أكبر حلم عندي هو أنني نفيق شي نهار وندير قنات سبايستون ونتسناهوم حتى يكونو كايشهرو المونيكا لي كاتهضر باش ندخل يدي فالتلفازة وناخدها ...،هداك كان أكبر أحلامي هي أنه تكون عندي دمية "بيبي حبيبي" لأن بابا مكانش يقدر يشريهالي بمرتبو البسيط ،.. بالإضافة لمتطلبات خوتي لكبار وصغار ، ...أنا كنت الوسطانية فخوتي من بعد خويا لي كبر مني .... ماكدبوش لي قالو أن الأبناء الوسطانين هوما المواطنين المضلومين وسط كل الأسرة فالوقت لي كاتيمتعو بيه الأبناء لكبار بالسلطة والخوت الصغار بالفشوش والدلال ، والوسطاني مسكين ياعيني عليه ...

إبتسمت بوهن وكملت:

-فاش كبرت عاد تعلمت أن الواقع مختلف تماما على عالمي الخيالي لي عشتو فطفولتي . ٱكتشفت أن عالم الكبار ، ملئ بالأقنعة ، ممثلون على مسرح الحياة ...قمة البراعة لدرجة التفنن فإختيار الأقنعة الخادعة لي تخفي حقيقتهم لي فيها كل التشوهات والعيوب الإنسانية ،.... حتى للنهار لي كاتقرب النهاية وكايتقلب السحر على الساحر ، ....كاتسقط الأقنعة عاد كايبانو الوجوه الحقيقية لي بيديهوم كايكتبو مشهد نهاية رواية "منافقون طبعا وطابعا" وكاتنزل الستارة ديال المسرح وكايتفرق الجمهور.... 

علات راسها للسماء وكملت :
-واش هادي حياة فنظرك لي يستاهل الواحد يقاتل على قبلها ولا يبقا عايش باش يشوف مشاهد مكررة مملة وسخيفة من رواية "منافقون طبعا وطابعا"

قاطعها صوت رجولي فذ خلفها وهو كايتقدم لعندها بجسمو الرياضي وبخطواتو الرزينة وبصوتو الموزون قال :
-من فقد الأمل فقد الحياة .

فصل خفيف ضريف ... بيه غادي نوضع خط النهاية لأحزان روعة باش غادي نخلقو روعة جديدة ونبرز ليكم طبيعة شخصيتها الحقيقية من بعد ماتخطات صدمت موت بنتها ... ياااب ... الفصل الجاي غادي توضح فيه بزاف ديال الأمور وكل شخصية غادي تاخد مكانها الصحيح لي رسمو ليها في الرواية 

يتبع

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.