عنوان الفصل : من قلة الخيل ربطنا على الكلاب السروج
محتوى القصة
الساعة الأن 12 مساء بالتوقيت الصيفي
ناضو لبنات بتلاتة نزلو للغرفة لي فأسفل اليخت لكن قبل ماينعسو عاودتليهم تاليا على حياتها كاملة وعلى خوها جبل وخوات قلبها فالهضرة بدال مكان خوها دايرليها الحصار على لسانها وكانت خايفا تهضر يقطعولها , بينما طلعو مراد وياسين لسطح اليخت نعسو ، اما مرزوق فنعس فكابينة القياة الخاصة بيه ، إلا جبل لي كان مازال واقف بنفس الوضعية فرأس اليخت وبين يديه سيجارة كايدخنها بأعصاب مشدودة.
لاح السيجارة وسط البحر و شد فلحدايد ديال مقدمة اليخت وحني راسو وغمض عينيه لي كانو حومر بحال جمر بسبب التعب والإرهاق ، بسبب الغضب القاتل لي كايشعر بيه.
عدل وقفتو وتاخد قرار لا رجعة فيه ، غير غادي يوصلو للجزيرة على خير وبيخير غادي يلقن "شفشاوني " درس ماعمرو ينساه باش يعلمو كيفاش يخدم معاه واحد بحال مرزوق عديم الشرف وستأمنو على البضاعة ديالو وهاهو دابا ناعس بكل أريحية وكأنه ماهازش معاه بضاعة لي كاتسوى لملاين .
بدا ماخافش يخرجو فيهوم خفر السواحل ويعتاقلوهوم بل ناعس مرتاح ، ومافيهاش الشك انه كايحلم راسو دابا بين حضن شي عاهرة من عاهراتو..
ضرب رجليه بغضب مع أرضية اليخت وشاف فكابينة القيادة بشر. تقدم لعندها اوقف امام الغرفة وبغا يحل الباب لكن تردد وهمس بين شفايفو بصوت مبحوح:
ـ لا .. هاد النوع مكايفهمش بالهضرة
بعد على الباب وتاجه للأسفل . هبط مع الدروج بخطوات حذرة باش مايحسوش بيه البنات لي كانو ناعسين ،.... قرب من الباب وحلو غير بشوية ودخل.
كانت روعة ناعسا على السرير التحتاني وتاليا فوق منها فالسرير الفوقاني بينما اسية فسرير لي فجنبهم وسرير لي فوق منها كان خاوي.
ظن جبل أن العيون كلها ناعسة لكن عيون روعة الباكية والحزينة كانت مازالة فايقة كاداوي جراحها ،... فاش شافتو فلمرة الأولى يحسابلها غير كاتخيل لكن فاش مال بجسمو الطويل وضرب ضوء القمر لي كان متسلل خفية من نافدة اليخت المستديرة قدرات تكشف هويتو وعرفاتو هو ... لكن مع ذالك حافضت على هدوءها وماتحركاتش.
بقا واقف فمكانو بهدوء وكأنه كايفكر فشي حاجة ثم حرك رجليه ... لكن فاش شعرات بإقترابو منها حست بقلبها كايزدح بقوة الخوف ، ماعرفاتش نيتو ولا علاش جاي مستقصدها هي بالضبط؟
عصرت عينيها بأعصاب مشدودة لكن فاش وصلاتها رائحة عطرو الفاخرة المخلطة مع رائحة السجائر حست بقلبها غادي يطير من بلاصتو ويهرب منها.
تحنى جبل وركع على ركابيه بهدوء ودخل يديه تحت السرير لي كانت ناعسة عليه روعة وجر من تحتو حقيبة ديال الثوب سوداء من الحجم الكبير ، تحسس داكشي لي لداخل فيها وإبتسم بخبث ...
تحرك و جا نايض لكن توقف للحظة فاش إنتبه للجسم لي فوق السرير .
كان وجهها ضارب فيه ضوء القمر و قدر يلمح ظل رموشها الكثيفة منسدلة تحت جفونها بطولها وببياض بشرتها لي عاندت ضوء القمر فجمالو ولا حمرة خدودها وإنتفاخ شفايفها بشكل مثير.
تسمر أمام جسمها لكنه توقف عن تأملها فاش نتابه لنفسو أنه سهى بنظراتو لبنت هو فالأصل مكايعرفهاش .
جا نايض لكن إنتبه لإنكماش جسمها وظن أنها كاتحس بالبرد ..، مد يديه بتردد لعندها ثم سحب الغطاء من فوق خصرها بهدوء وغطا بيهم يديها لي كانو كايرجفو بالخوف .
إستقام واقف ثم قرب من الباب وحط يديه على المقبض لكنه رجع وإلتفت لجسم روعة وشاف فيها بمكر وإبتسم .
خرج وسد موراه الباب غير بالحس عاد قدرت روعة تحرر انفاسها لي كانت حابساهم بسبب الخوف , فواحد اللحضة ظنت انه جاي مستقصدها باش يتحرش بيها لكن رتاحت نسبيا فاش غطاها ومشا بحالو بلا ماياديها ولا يلمسها.
تنهدت براحة وإستقامت جالسة لكن لالم لي كانت كاتحس بيه ملي وضعت راسها على الوسادة هادي ساعتاين مافارقهاش بل زادت الحدة ديالو .
ماكرهتش فديك اللحظة تغوت وتحرر ولو غير عشرين فالمئة من نسبة المها لكن مابغاتش تخلع لبنات على والو .
مدت رجليها الحفيانين للأرض الباردة ، جات تنوض لكن حست بشي سائل بين افخادها وشعرت بقلبها كايضرب بسرعة غير طبيعية .
مدت يديها و تحسست مكان السائل وشهقت بخوف .. ناضت غير بشوية و قربت بحدر من المصباح القرمزي وشعلاتو وشافت فيديها .
مسكينة تصدمات فاش شافت يديها ملطخة بالدم , توقف الزمان عندها وضارت الدنيا امامها . فلحظة شعرت بأن الكرة الأرضية كاملة طاحت عليها بتقلها.
مابقاتش قادرا تشعر برجليها ونسابت على الأرض بهدوء , عضت على شفايفها وانفجرت الدموع من عينيها... ولدها كايضيع منها بلاما تقدر دير حتى حاجة باش تنقدو .
حضنت بطنها بيديها بجوج بقوة وكأنها كاتحاول تمنعو من السقوط , مابغاتوش يموت ...مابغاتوووش هي راها كانت مستعدة تموت معاه وماتقتلوش .
مابغاتوش يموت اعباد الله مابغاتش تعيش من بعدو وحيدة هي راها جازفت بحياتها على قبلو. بغات تعيش معاه بعيدة فسعادة لكن هو غادي يخليها فمنتصف الطريق , علاش حتى هو خانها ؟ علاش حتى هو تخلا عليها بحال الأب ديالو هداك عديم الشرف والإنسانية ؟ علاش كايوقاع ليها هادشي كامل ...علاش؟ . هادشي لي كانت كاتفكر فيه روعة وهي متمسكة ببطنها .
حاولت تكتم صوت بكائها اوضعت يديها على فمها باش مايسمعوهاش لبنات , باش مايفضحوهاش شهقاتها لي كانو كايخرجو ببكائها المتزايد مع صدرها لي كايطلع ويهبط بوتيرة متزايدة .
مابغاتش تبان قدامهم هاديك البنت الضعيفة المثرة للشفقة ، كرهت هذاك الشعور... الإحساس بالضعف والوحدة ... كرهاتو لدرجة تمنات لو أنها ماتت ولا بقات حتى تعيش نهار بحال هدا
همست بإسم " يا الله" بحرقة وألم ...ترجاتو باش يسامحها لكن جزائها كان دفع ثمن غلطتها وهي عايشا؟ يمكن الله بغاها تكفر عن دنبها وتعيش الغلطة فكل نهار وتشربها مزيان وتستفيد منها ...
بينما جبل كان واقف خلف الباب وكايسمع شهقات بكائها ... فالاول فاش شاف الضوء تشعل هو رجع حل الباب غير بشوية بلا ماتنتابهلو روعة وفاش شافها هي لي فاقت ماشي ختو رجع سد الباب بهدوء وجا طالع لكن فاش سمع صوت شهقاتها رجليه تبلوكاو ووقف لكن ماقدرش بل ماتجراش يرجع يفتح الباب ويطمن عليها بحجة شكون هو باش يسولها ,...
هوما مجرد غرباء ويمكن هي ماترضاش انه يقتاحم لحضة من لحظات ضعفها لهذا تنهد بأسف وطلع مع دروج بهدوك كيفما نزل .
ضربت مع وجهو لفحة هواء باردة خلاتو يرتاعش من شدة البرد خاصة وهو لابس سوميج رقيق وسط ضباب ورطوبة البحر فالليل .
حط الحقيبة فوق أرضية اليخت وحلها ...تفحصها بعينيه قبل ما يجبد منها رشاش كلاشينكوف كان جايبو معاه غير للإحتياط .
البحر مافيه أمان , هادي هي الجملة لي قالها فاش قرر يهز معاه السلاح بالإضافة لجماعة "الكاريبي" ممكن يخلطو عليهم فأي لحظة ويدمرو ليه كولشي .
قرب من باب كابينة القيادة وضع يديه على المقبض وحل الباب بهدوء ودخل وسدو موراه غير بالحس وكيف كان متوقع شخير سي مرزوق كان حابسو غير لباب أما هو يتسمع على حدود البرتغال .
تنهد بغضب وسخط وهمس بشتائم قذرة بين شفايفو الدقيقة ...قرب منو وحط فوهت الرشاش فوق راس مرزوق وماكرهش فديك اللحظة يقتلو ويتهنا منو لكن وجود ختو معاه خلاه مضطر يتحكم فأعصابو.
حرك رجليه بعيد و جر كرسي الكابتن ثم كلس عليه قبالت سي مرزوق ،.... مد رجليه ضرب بيها حرف الكنبة لي كان ناعس عليها مرزوق بقوة حتى فاق مخلوع وبسرعة خيالية جبد من تحت وسادتو شفرة حادة اوجها ناحية جبل وهو كايقول بخوف:
-شكون تما ؟؟
كان الظلام هدا لاش ماقدرش مرزوق يشوف شكون حداه لكن الصوت لي نطق خلاه يدير ليه ألف حساب وحساب وهو كايقول بصوتو الرجولي الخشن:
ـ أبوك أمير وأبوي أمير , لكان مين راح يسوق الحمير يا حمار.
رجف قلب مرزوق من شدة التوتر هاد الصوة سبقلو سمعو ، هاد الصوت المهياب سبقلو دايز فودنو من مدة ماشي بعيدة .. لكن اللهجة باش كايهضر مكاينش فهاد اليخت لي غايتقنها من غيرو هو.
-جبل ؟!!
قالها مرزوق بصوت متوتر لكن فاجئو جبل وهو كايحط الرشاش بين عينيه وظهر وجهو بالكامل فاش قرب من رقعة ضوء القمر وقال بصوتو المهياب:
-في مثل عندنا بيقول ، من قلت الخيل ربطنا على الكلاب سروج
ابتلع مرزوق ريقو بقلق وخوف وهو كايشوف ف فوهة الرشاش بين عينيه ... لاح الشفرة من يديه وهز يديه لفوق راسو بإستسلام وتمتم وهي كايقول:
-شششنو كاتقصد اسي جبل ؟؟
قرب جبل فوهة الرشاش وضرب بيها جبهة مرزوق مع كل كلمة نطق بيها وقال :
على شويا كانت غاتجي لمرزوق سكتة قلبية من شدة الصدمة , واش عارف هو معامن , وتحت رحمة شكون؟ هدا راه البارون لي غير سميتو كاتزرع الخوف فنفوس المافيا لي فالمغرب . هو غير فالمغرب عندو نفود كبير على هاد الحسب كيف غايكون حالو مع المافيا الإسبانية .
ـ نبوسليك يديك ورجليك اسيدي البارون ، كانترجاك ماتقتلنيش اولدي انا رجل كبيرة وعندي عائلة كانصرف عليهم ، عندي ستة ديال دراري كولهوم معاقين انا المعيل الوحيد ليهوم الا خطيتهوم أنا اسيدي غادي يموتو ... سمحلي كانترجاك ،... سي شفشاوني ماقاليش انك غاتمشي مع البضاعة ديالك ، هو قالي أنك غادي طلاقاني فإسبانيا مع دون ماركيز . كانقسمليك كون كنت عارف .
قاطعو جبل وهو كايقول بصوتو الخشن :
-شووووو ، قطع الحس ... لي كايكون واعر فخلق الأعذار ماتوقعش منو شي حاجة مفيدة من غير المزيد الأخطاء والمزيد من الأعذار.
-ولكن اسيدي
همس بيها مرزوق لكن قاطعو جبل بغضب:
-طمع بحال الماء دلبحر ، كلما شربتي منو كولما زدتي عطشتي كتر ،... ماكفاتكش لفلوس لي عطاك شفشاوني ولي غانعطيك فاش توصل البضاعة , لا نتا زدتي هزيتي معاك ناس نتا مكاتعرفهومش.
ابتلع مرزوق ريقو وماعرف مايقول هو راه طاح فيد الشيطان السوري لي كان متسبب فالكوابيس للمافيا المغربية , كيفاش غادي يدير دابا باش يبرر موقفو واش غادي يقنعو بالحاجة للفلوس لكن حتى هادي ماغاديشش تشفعلو امام البارون لأن الفلوس لي كان غايشد كان يقدر يشري بيها ارض وجوج ديور وسيارة هو ماعندو حتى شي مبرر من غير الصمت , لكن مع ذالك تجرء وقال بهمس وتردد:
-ولكن اسيدي علاش ماقلتي حتى حاجة كون..
قاطعو جبل بغضب :
-كون اش .. هاه بإمكاني نراقب غباء الناس ، وممكن نضحك عليه ، وكذالك ممكن نشفق عليهم ولكن مانقدرش نسكت عليه ولا نشوف حاجتي كاضيع بسبب غباء وطمع واحد كلب بحالك.
شاف فيه مرزوق بنظرة الجرو المسكين وقال بصوت ودود زيادة على اللزوم :
-حتى دابا مكاين مشكل اسيدي أنا غادي ندير لي فجهدي باش نصلح الجي بي اس والا بغيتي كاع نقلعو من دابا لكن مانضمنلكش فين نقدرو نخرجو اسيدي, ممكن نلقاو اليابسة وممكن نبقاو وسط البحر لي ماعندو نهاية ولكن نتا ختار.
-اي جملة كاتجي موراها كلمة ولكن مكاتبقا عندها حتى معنى
رجف مرزوق من هيبة صوت جبل لي رجع تكى على الكرسي بفخامة وكمل وهو كايقول :
-واش كاضحك عليا ؟؟..هم كانبانليك انا مسخرة قدامك؟
-والله مكانضحك عليك اسيدي , أنا غاندير لي فجهدي باش نحدد موقعنا غير كون هاني ورتاحلي مع راسك
ناض جبل من جلستو وعلق الرشاش على كتفو وقال وهو كايعوط حزام سروالو بخيلاء ومعلي راسو بشموخ وكايشوف فمرزوق بنظرات قاتلة :
-عندك الزهر ياولد الكلبة كايهرس لحجر , وجود لبنات على هاد اليخت هو لي مخليني نغض الطرف عليك ونتجاهل الغلطة ديالك ..., كون كنتي جيتيني فشي ضروف من غير هادي لي حنا فيها كانأكد ليك كنتي غادي تخرج فتابوت منقوش عليه اسمك بلماء ديال الذهب .
حنى مرزوق راسو بخوف وشكر الله مليون مرة وشكر لبنات فخاطرو حيت قدرو يهزو عليه الضربة القاضية لي كانت غادي تنهي خدمتو وحياتو حتى هي
-سربي طلق راسك
قالها جبل ورد عليه مرزوق بسرعة بعدما رجعت فيه الروح
-اه واخا اوامرك فوق راسي اسيدي .
حرك جبل راسو يمين وجمال بقلت حيلة ثم تمتم بين سنانو:
-استغفر اللــــه
تنهد بغيظ وجا خارج لكن ستوقفو مرزوق وهو كايقول بصوتو المستفز:
-لكن اسيدي ، بغيت غير نسولك ..
لتافت جبل بجسمو الرجولي برزانة وشاف فيه بنظرة قاتلة فكمل مرزوق وهو كايقول بخبث :
-واش مراد حتى هو معاك , يعني واحد من رجالك؟
عقد جبل حواجبو بإستنكار لسؤال مرزوق وقال:
-علاش كاتسول؟
وقف مرزوق بسرعة وقال وهو كاينفض حوايجو:
-لا والو غير حيت شفت عندو مسدس وفصبح هددني بيه وكان باغي يقتلني اسيدي .
قالها مرزوق وكمل بابتسامة شيطانية , غادي ينتاقم من تهديد مراد ليه بأي ثمن حتى الى كان غادي يكذب على البارون باش يهنيه منو برصاصة بين عيونو .
- ختك مسكينة هي لي نقداتني منو وبقات كاترغب مراد باش مايأدينيش فاش نتا نزلتي للبحر باش تنقد داك البنت المسكينة زوينة الضريفة ،... ختك مسكينة شبعت بكاء لكن هو كان معصب لدرجة حطليها المسدس فوق راسها وهددها الى ماسكتاتش غادي يقتلها . حتى أنه ضربها لرجليها حتى طاحت وهددها بالقتل .
شاف فيه جبل بنظرة تشكيك فصحة كلامو , وفكر انه لو كان فعلا مراد هدد تاليا باسلاح كان غادي يعرف مكانتش غاتخبي عليه تاليا , وحتى الى خبعات عليه مكانتش غادي تجلس عادي وضحك معاه عادي فاش كانو كايتعشاو , لكن باش يكون هاز معاه سلاح بالنسبة ليه هادي خصها اعادة نظر , دخلو الشك فمراد ومع ذالك تصنع الا مبالاة وخرج وخلا موراه مرزوق كايتنفس الصعداء .
وقف جبل واحد شويا مور الباب كايفكر لكن الوسوسة ديال مرزوق دارت خدمتها فرجع الرشاش للحقيبة وهز مسدس وكاتم صوت ... وركبو فيه بسرعة ...ثم وقف وهو عازم على داكشي لي فبالو وهمس بصوت شيطاني غليض وهو كايشوف فالسطح ديال اليخت
بارون الجزء الخامس
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء