بارون الجزء السادس موجوع قلبي

من تأليف ابتسام قراري
2018

محتوى القصة

رواية بارون الفصل السادس بعنوان موجوع قلبي

روعة... هاديك البنت قليلة الحظ كانت جالسة فالحمام على الارض وكاتشوف ف فلدة كبدها لي ماتجاوزش ثلاثة اشهر
كانت ماسكاه بين يديها وكاتامل فيديداتو صغيورين لدرجة ماقدرتش تستوعبها ولا رجيلاتو ولاعضيماتو لي كانو مازالين عبارة عن غضرف طري ولا راسو لكبير و عويناتو ونيفو صغيور وشفايفو الصغورن

كان جنسها انثى , يمكن هاد البنيته كانت غادي تشبه ليها فاش تكبر., يمكن كانت غاتشبه لجمال بباها بعويناتو الكحلين ويمكن كانت غاتاخد دقنها وشفايفها وتاخد انف جداتها وشعر خالها عمر , لكن هي دابا خلاتا فوسط طريق بوحدها تواجه مصيرها المجهول خلف البحر .

قربتها من شفايفها وطبعت قبلة على راسها الصغير بالم ودموع , وهي كاتشوف كبدتها ميتة بين يديها ... و اخيرا قدرت تجرب احساس الأم , روح الأمومة , هاديك الغريزة العضيمة عند كل مرأة سوية لي كايوهبها الله سبحانه وتعالى ارقى العواطف الانسانية وانقاها . مكانتش عارفا معنى الأمومة حتى ارزقها الله بهاد الطفلة عاد عرفات ان اي شئ قدماتو لامها مكيسواش ليلة وحدا سهرات فيها من اجلها وهي مريضة .

تفكرات ماماها , كيفاش غايكون حالها دابا , واش غادي تكون حتى هي مازالة سهرانا كاتبكي على كبدتها بحالها , ولكن كيفما كان الحال ماغاتكونش بحالها هي لي شادة كبدتها بين يديها ميتة , كيفما كان الحال ماماها عندها امل انها ترجع ليها شي نهار ولكن هي .... هي راه ماعمرها ماغاترجع ليها صافي ماتت , واش عرفتو شنو هي ماتت يعني مابقاتش , غاتشوفها يعني حلمها انها تسناها ستتة اشهر لي كانت مازالا على ولادتها باش سمع صوتها , هي صافي مابقاتش غاتسمعو ,غادرتها بصمت مؤلم , مشات وخلات فقلبها فجوة كبيرة , هي راه كانت مستعدة دير اي حاجة على قبلها, اي حاجة ولو انها تهجر عائلتها على قبلها , لكن دابا هي مشات وخلاتها وخلات الأحزان فصدرها والأفراح لي كانت غاتعيشهوم معاها فالقبر

قربتها لصدرها وحضنتها وهي كاتهمس بين شفايفها:

-مشيتي يابنتي وخليتيني فظلمة اشد من ظلمة القبر ,اشنو درتليك باش تخليني .... اشنو درتليك باش تعامليني بكل هاد الصد والهجران ؟... مشيتي بلاماتخليلي سبب لهجرانك ليا , علاش ...؟ واش ذنبي انني جبتك فالحرام؟.... واشد ذنبي أنني كنت باغيا نموت معاك؟ ,.... واش ذنبي أنني رسمت خيالك فقلبي وحفضت صورتك بين جدرانو ,.... فين مشيتي وخليتيلي جسمك صغير بين يديا ,.... فين مشيتي ...؟ واش غادي ترجعيلي شي نهار؟ اولا غادي تخليني نعشق الأحزان برحيلك عليا ...., علاش ابنتي؟ , فينك دابا ؟.... واش كاتسمعي ندائي ؟,.... رجعيلي الى كنتي كاتسمعيني ....., رجعيلي يا اجمل لؤلؤة سحرية شافتها عيني ,..... اشنو غادي ندير بدونك ؟..... مشيتي وخليتي مستقبلي مبني على المجهول,.... مشيتي حتى بلا وداع.... ولا حتى بكاء ولو حتى دمعة ...., اااااتتااه صبر قلبي يارب ,... صبر قلبي على عقلي .... وصبر عقلي على قلبي ... يارب صبرني عليهم بجوج , كانترجاك.

لملمت شتاتها واستقامت واقفة وبين يديها جسم جنينها الصغير .... طلعت مع دروج بدمائها الغزيرة المتسللة بين اقدامها , طلعات فدروج بهدوء الى ان وصلت للسطح برجليها الحفيانين وتقدمت لراس اليخت ,... علات راسها للسماء واستنشقة اكبر كمية هواء وخزنتها داخل راتيها ورفضت تطلق صراحها وتمنات فديك اللحظة تموت مخنوقة اهون ليها من اي حياة مجهولة وقاسية بحال هادي .

لكن فوق سطح غرفة القيادة تختل جبل وكأنه أسد مستعد ينقض على الفريسة ديالو وبين يديه مسدس بكاتم صوت ... قرب غير بشويا وتحنى لعند رأس مراد وهمس بصوت خافت :

-اليوم غادي نعرف شكون نتا !!لكن فاش لمح جسم روعة واقفا عند رأس اليخت والدم ملطخ حوايجها بسرعة سحب المسدس ديالو وخبعو خلف ضهرو وناض ...

لكن فاش لمح جسم روعة واقفا عند رأس اليخت والدم ملطخ حوايجها بسرعة سحب المسدس ديالو وخبعو خلف ضهرو وناض ...

وقف لعدت لحظات كايشوف فيها بدهشة ثم نزل من السطح غير بشوية وقرب منها بهدوء وقال:
-أنسة روعة

استفاقت روعة ورجعت لوعيها فاش سمعت صوتو المهياب وهو كاينادي باسمها ,... وكرهاتو فدك اللحظة ,... ماحملاتش حتى شي مخلوق تحت البحر او فوقو يشوف دموعها وضعفها ,.... مابغاتش دور لعندو وبقات واقفا لكن منظر فستانها الأبيض لملطخ بالدم مكانش بالساهل على جبل انه يتجاهلها من جديد ويقول انهم غرباء ,.... هاد المرة تقدم لعندها ووقف خلفها كايشوف فالدم لي عالق فكسوتها وقال:

- انسة روعة واش نتي بيخير ؟

-سير بحالك

قالتها بصوت غاضب خلات جبل مصدوم من ردها المفاجئ لكن مع ذالك كان مصر وقال:

-انسة روعة حوايجك فيهوم الدم !!

لكنها قاطعاتو فاش قالت بصوت غاضب وهي كاضغط على أسنانها.:

-إلا نظرة الشفقة مستحيل نخلي شي حد يشوفني بيها فأي مقام من مقامات حياتي.. تجي نتا لي تولدتي فحياتي بين لبارح وليوم وتشوف فيا بيها...

دارت عندو بسرعة وقالت بصوت بصراخ:

-قلتليك سير بحالك واش مكاتفهاااامش؟

بسرعة طار لعندها وشدليها فمها بيدو وقال :

-أنسة روعة غير بشوية غادي يسمعوك دراري ويفيقو وغادي تكوني مضطرة تشرحيلهوم شنو واقع معاك..

أزال جبل يديه من على فمها ببطئ بعدما شاف الهدوء على وجههاا ثم تراجع بخطوة للخلف باش مايبقاش ملصق معاها.

شاف جبل داكشي لي كانت ماسكاه فيديها لكن ماقدرش يميز شنو هو حيت كانت مخبعاه بيديها بجوج وكأنها شادا شي عصفور بين يديها وخايفاه يهرب منها فقال بفضول:

-شنو مخبعا وسط يديك؟

جاوباتو بسرعة وبصوت غاضب:

-ماشي سوقك ديها فسوق راسك وسير تنعس

تصدم من وقاحتها معاه واش هادي ماعارفاش معامن كاتهضر؟ هدا راه البارون بقدر قامتو , لكنو ابتسم بهدوء وقدر حالتها النفسية وقال بعدما دور الموضوع فدماغو :

-واش البيبي بيخير .؟

واخير هدئو ملامح وجهها المشدودة وهي كاتشوف في عينيه المهتمة , غمضت عينيها بهدوء ثم حلت يديها وسمحتليه يشوف جنينها لي سبقتها دمعتها ليه , شهق جبل بصدمة وحزن وشاف فيها وقال:

-مات!!!!

حدرت روعة راسها بحزن ثم علات راسها شافت فيه بعينيها الدامعة وهمست:

-ماتت بنتي ماتت.

ماعرفش منين جاتو ديك الجرأة لكنو ماشعرش برراسو فاش قرب منها وحضنها بين دراعو وسمحليها تبكي على صدرو . كانت كاتحاول تكتم شهقاتها لكن ماقدرتش عيات من التظاهر بالقوة وطلقات سراح دموعها على صدرو وبكات وهي كاتحس يديه كاطبطب على ظهرها ويد كاتمسح على راسها بحنان , هو براسو تصدم من ردت فعلو ماشي من عوايدو يتعاطف مع الناس بهاد الطريقة .

همس جبل بين شفايفو بشفقة :

-شوو صافي تهدني عافاك

رجعات لوعيها فاش سمعات صوتو المهياب وبعدات عليه بسرعة لكنو شدليها فكتافها وجبرها باش تشوف فيه وهمس بهدوء:

- سمعيني ، كولشي من الخير اوكي

وعلى كلمتو نزلات روعة على أرضية اليخت وجلسات بإنهزام وقالت وهي كاتحظن جنينها بقوة :

-الخير!!! .....انا كانحس بقلبي ولا بحال الجليد وفداخلي كانتحرق ,على أشمن خير كاتهضر؟؟، انا فقدت نفسي , فقدت روحي كانحس بالم غير معقول داخل قلبي .

تنهد جبل و نزل لمستواها للأرض وقال وهو كايطبط على كتفها بهدوء:

-اي حاجة كاتعيشيها دابا غادي تفوت انشاء الله

حركت راسها بعنف وهمست وهي كاتشهق :

-حتى حاجة ماغادي تفوت ,...حتى حاجة ... غادي يعيش معايا طيفها حتى نموت , حتى حاجا ماغاتفوت قولتليك .

اوماء جبل بتفهم وقال وهو كايشوف فيها بنظرات الشفقة:

-شووو ..هذا قدر الله , لا أرض ,...ولا مال , ولا بيت يرد الباب فيه ...صبري .. , صبري واحتسبي عند الله اجرا , كوني قوية وقوي ايمانك بالله .

شافت فيه يعيونها العسلية الحزينة وإستغربت من هاد الغريب لي كايحاول يواسيها ... ومازالة نظرة الشفقة معتلية ملامحو .ماعمرها كانت تتخيل أن ديك روعة القوية تتحط فموقف بحال هذا وتولي فعيون الناس مسكينة وضعيفة ، وشحال كرهت نفسها فديك اللحظة ...

خدات نفس ثم همست بهدوء بعدما تهدنات شوية:

- الإيمان ,... فقدت حلاوة الإيمان وكرهت الحياة . فقدت لذة الإيمان ومابقيتش عارفا كيفاش نحصل عليها مرة اخرى , وكما ان همتي ضعفت بزاف, ومابقيتش قادرة نستحمل .

أومأ جبل برأسو بتفهم وبقا ساكت لعدة لحظات ثم يديه بتردد وبغى يلمس راسها لكنه تراجع وشاف فعينيها لي غمضتهم بالم وقال :

-ماتقوليش هاكا ... كايبان لي انك بنت ناضجه وقوية

حلت عينيها بهدوء وشافت فعيونو الزمردية وهمست بصوت مريض:

-بنت!! ...انا مجرد بقايا بنت .

ابتسم جبل بدفئ وشاف فالجنين لي معنقاه وقال:

-مافهمتش شرحيلي شنو معنة بقايا بنت !

حنات راسها لثواني ثم رفعاتو للسماء وشافت فالنجوم وهمست بصوت خافت:

-يعني هاد البنت لي كاتشوفها قدامك باقي منها بحرا طريف صغيور

ظهرت إبتسامة جانبية على ملامح جبل وقال وهو كايشوف فعينيها لي كانت معلياهوم فالسماء 
- والباقي؟؟!!

زولت عينيها من النجوم شافت فنجوم عيونو الامعة وابتسمت بالم وقالت:

-تلفتو!

تعمق في حزنها وابتسم على ابتسامتها وهو كايقول:

- انا كانهضر معاك من نيتي.

تنهدت روعة بهدوء وردت عليه :

- وحتى انا كانهضر معاك من نيتي

همهم جبل وقال بلهجتو السورية:

-هممم ...وين تلفتيهن بالله!!

سكتات وغلفها الصمت للحظات غلقت فيها عينيها وحملتها الذكريات عبر كثبان وحقول حياتها لي اصبحت من الماضي الغير بعيد ... جمعت رجليها لصدرها وكأنها كاتقلب على الدفئ وهمست بين شفايفها :

-مابقيتش عاقلة ,...... ولكن فمراهقتي كان يحسابلي انه باش نكون بنت ناضجه غادي يخصني نحط شوية ديال العكار وشوية ديال البودرة على الخدود , ... وفاش وصلت لثانوي ظنيت ان البنت الناضجه هي جوج رشات من بارفان غالي وتسريحة شعر على الموضة ، ومعجبين وشباب وكل ماتجمعو عليا غادي نكون ناضجة اكثر... وفالجامعة ولات البنت الناضجه مختالفة فنظري ,... ولات لبس فساتين وصايات ..بودي قصر وسروال مزير, ولكن مابقاش كافيني انه يتجمعو حولي المعجبين... وليت باغياهوم يدابزو على قبلي وكل ماكانو كايتقاتلو اكثر ..., كل ما كان كايضيع مني الشرف اكثر ,.... وعلاقات حب كاتزدق لعب وعلاقات لعب كاتحول لحب ... بقيت هاكاك علاما تعلمت ان صدر بوحدو ماكايديرش من البنت بنت الى مكانش موراه قلب ... داكساع وليت باغيا نحب باش نكون ناضجة اكثر ... فلملمت هاد البنت لي لطالما حلمت نكونها فيوم من الايام , وحبيت .

همهم جبل بهدوء وقال وهو كايشوف فكل تفاصيلها:

-هممم ومن بعد؟

شافت فيه وابتسمت وهي كاتقول بألم:

-الشخص لي حبيتو سدق مسكين بحالي .. سدق حتى هو بقايا رجل ... فالحقيقة ماطولش بزاف على ماكتاشف ان البنت لي قتل راسو باش يحصل عليها هي زوينة غير من برا ,

بعدت انظارها وشافت فالمدى البعيد وكملت:

-والجوج لي كايجمعهم سرير .... مكايفرقهمش من غيرو .

اومأ جبل براسو بتفهم وقال:

-خانك ؟

هزت راسها بالنفي وهمست:

-شئ اعضم من الخيانة

حنى جبل راسو وقال بصوت رجولي خشن:

-لا ..مكايناش شي حاجة لا أكبر, ولا أبشع من الخيانة , الخيانة هي أبشع شئ بالكون , وأحقر شئ بالكون ومكاينش شي حاجة لي كاتوجع كتر من الخيانة , صدقيني خصوصي لما تكون من شخص انتي حاطة فيه كل ثقتك

شافت فيه روعة بفضول وقالت بصوت أنثوي حنين:

- شكون لي خانك؟

رفع راسو , شاف فيها وقال :

-الدنيا كلها خانتني , البلد خاني , الحرب خانتني ,.... لي خدمتهم خانوني .. الزمن كلو خاني , يمكن الشئ الوحيد لي مناويش يخوني, هو الموت .

- الله ينجيك

قالتها روعة بهمس خلات جبل يبتسم لدعوتها وكملت وهي كاتقول:

-غريب , عاودتلي تاليا عليك ... فالحقيقة هي ماسكتتش وكل سيرتها كانت عليك , وعلى قوتك وقالتلي انكم اغنياء , يعني غريب واحد قوي بحالك وعندو هبية وهالة خطيرة من حوليه يكون موجوع حتى لهاد الدرجة

ابتسم جبل على كلامها وقال:

- غادي نقولك واحد السر , .. انا ماشي قوي , هاد الشكل المرسوم من برا وهاد الجبروت ... مخبي وراه واحد مكسور , ضعيف ومهزوم ,... فاش كاتاكلي الطعنة من اقرب الناس ليك ومن شخص انتي كنتي حاطة فيه كل ثقتك , كل هاد القوة بلحظة مكاتبقاش كاتلاشى وكاتموت .

ياااه ، وكانه وضع اصبعو على موضع جرحها بالضبط ، كل قوتها فلحظة ختفات فاش تخلا عليها عديم الشرف ومابغاش يعترف ببنتها لي فكرشها .

سكت جبل شوية وكمل وهو كايشوف فعينيها العسلية وقال بمواسات:

-شوفي يا روعة , احيانا اقوى ملوك الأرض الى يقدر يهزم جيوش كاملة ... إلى خانوه أحبابو وصحابو كايدمر ... مكاتبقاش فيه أي صفة من صفات الملوك كاينتهي أمرو . لكن الضربة لي كاتخلي أثر كاتولي بحال الحبر على ورق صعيب تمسحو بأي محاية كيف ماكانت نوعها ، لكن هذا الأثر كايتحول لدرس كل ماشفتيه كاتستحضر العبرة منو وكاتعلم .

ماعرفتش باش تجاوبو بعد الشئ لي قال ولي كانت متأكدة تماما من صحتو وواقعيتو ... حنات راسها وطبعة قبلة على راس جنينها وهمست بصوت مجروح

-عندك الحق الحياة هي أصعب معلم فالعالم ... كايعطيك إمتحان قبل مايشرحليك الدرس .

همس جبل وهو كايشوف فمنظرها المؤلم :

-تماما

مرت عدة دقائق ببطئ مغلف بالصمت ولاحظ جبل أن السمرة كانت قوية وشذرات الندى كانت كاتنزل على أجسامهوم بحال الثلج .. ويبدو أن روعة مازال باغيا تگلس على الأرض ...

كانت منكمشة على نفسها وواضعة راسها بين ركابيها وحاضنة بنتها بكل حنان ... شاف فيها جبل وكان كلو رغبة باش يدخل يعس على مرزوق باش مايتكاسلش على إصلاح اليخت ، لكن جانب منو كان متردد يمشي يخليها بحدها وهي فحالة صدمة ممكن دير أي حاجة تأدي نفسها بيها ...

هذا لاش ماتحركش من حداها ، كان كلو فضول باش يسولها على سبب عثورو عليها فوسط البحر تقريبا نصف ميتة وعن أب هاد الطفلة لكن ماتجرأش يسولها وهو كايشوف دموعها لي مانشفوش بل هي هزمت الريح لي كان كايحاول يجفف خدودها بإصرار من الدموع وكاتحطملو إصرارو فاش كاترجع تبللهم من جديد حتى يأس الريح منها ومشا بحالو تارك خلفو نسيم هواء خفيف و بارد

حرك جبل رجليه ودخل لغرفة القيادة هز الغطاء لي كان حاطو مرزوق على ركابيه باش يسخنو وخرج وخلاه كايشوف فيه بدهشة وإستغراب... رجع عند روعة لي كانت كاترجف بالبرد بسبب فستانها الرقيق ثم وضع الغطاء على أكتافها وجلس فجنبها

علات روعة راسها وشافت فيه وشافت فالبطانية فوق أكتافها وإبتسمت إبتسامة خفيفة كاتعني "شكرا" وبقاو على نفس اوضع حتى كسر جبل الصمت بصوتو الرجولي وهو كايقو :

-شنو كنتي باغيا تسميها؟
رفعت روعة عيونها البندقية وجاوباتو بهمس
-ألماس ... حيت كانت غاتكون عندي غاليا بزاف بحال الألماس

إبتسم جبل ومد يديه بتردد ولمس رأس الجنين الصغيور لي كان فحجم حبة مشمشة صغيرة وكان كايتوقع صدها ليه لكنها مدارت حتى شي ردت فعل فاش شافت إصبعو الإبهام كايلمس رأس جنينها بلطف . علات عينيها وشافت فوجهو لي كان قريب منها ، دقنو الملتحي وحواجبو الحادة وأنفو المستقيم ونظرتو والحنينة رغم قسوتها . وقدرت تلمح فعنقو وشم ماستطاعتش تحدد شكلو بسبب ظل الكول ديال السوميج لي كان لابس .

وصلتها ريحة عطر جسمو الطبيعية مع بقاية رائحة السجائر العالقة بين ثنايا ملابسو .
غضت بصرها بخجل وشافت فإصبعو الإبهام لي كان كايلمس بيه جنينها بينما باقي يدو موضوعة فوق يدها ، شعرت بشوية ديال التوتر لكن لفت إنتباهها وشم أخر على ظهر يدو تحت أصبع الخنصر ، كان على شكل دائرة مقسومة على نصفين جزء أبيض وجزء أسود وفكل جزء من اللونين نقطة الجزء الأبيض عليه نقطة سوداء و الجزء الأسود عليه نقطة بيضاء .

قاطع تأملها فالوشم صوتو وهو كايقول
-كنتي غادي تكوني أم عضيمة .

ورفع راسو شاف فيها ، بينما هي بقات كاتشوف فالوشم وهمست بصوت خافت:
- مع الأسف

رفعات عينيها شافت فيه وتوترات فاش إلتقت عينيه بعينيها وكانو قراب لبعضياتهوم بزاف ، لكن جبل لاحظ توترها وبعد عليها بهدوء.... مرت فترة صمت قصيرة وروعة مركزة على الوشم الدائري لي فضهر يدو لكن فواحد اللحظة حرك يديه وترفع كم سوميجتو وظهر وشم اخر بل مجموعة وشوم وكأنه كم أخر ملسق مع الجلد ديال يديه وهو فالحقيقة غير وشم

همست روعة بهدوء فاش أثار فضولها الوشم:
- شنو قصة هاد الوشم لي فيديك؟

شاف جبل فيديه ثم تكى بضهرو وقال وهو كايلمس الوشم بصبعو :

- هذا رمز إسمو "يانچ" كايرمز للخير والشر ... الشكل الدائري كايمثل العالم لي كايتكون من 50 في المئة من الخير و50 في المئة من الشر وكايعني ان الخير ماكاملش لأنه كايحتاوي فوسط منو على بقعة شر والعكس صحيح بالنسبة للشر لي كاتلقى وسط منو بقعة خير .

مد إصبعو واشار للخط الفاصل لي فوسط الدائرة ثم قال:
-التموج لي فلوسط كايوصف الصعود والنزول فالحياة، كايوصف السهولة والصعوبة والمعنى ان كل أمر مايمكنش تصنفو كساهل او صعيب فهو مركب من السهولة والصعوبة

شاف فيها وإبتسم ثم كمل بسخرية:
-موضوع فلسفي غبي خصو بزاف ديال الشرح ياك؟

ظهر شبح إبتسامة على وجه روعة وقالت:

- بلعكس واضح ...أنا كانعرف مزيان هاد الرمز حيت رافقني تقريبا فطفولتي كلها ... بابا عندو نادي للكراتيه ورمز اليانچ هو رمز مشهور كايتستعمل للرمز إلى للفنون القتالية ..... بنسبالي بانلي أنه كايوصف التبدل وعدم الثبات فأمور الحياة ... اي ان الصعيب مكايدومش والساهل حتى هو مكايدومش . الخط لي فالوسط كايعني ان الخير والشر فتداخل وإندماج بحيث ماتقدرش تفصلهوم على بعضياتهوم ...اذن المعنى أوسع .... الناس فالأصل شخصيات شريرة وشخصيات مزيانة ، لأن كل شخص فداخلو شويا منهوم بجوج ... الخير والشر ... الفساد والصلاح ... الجيد والسئ ... السعيد والحزين... تناقضات وأضضاد بمعنى أوسع وأشمل.

توسعت إبتسامة جبل وعجبو ذكائها وصوتها الرزين ، كانت بحال شي أستادة الفلسفة كاتشرح الدرس لتلامدتها ... 
فتح جبل فمو باش يهضر لكن لكن صوت مرزوق المستفز قاطعهم وهو كايقول بلغوات:

-سيدي ... سيدي

وقف جبل بسرعة وقرب عندو وقال بغضب

-ياك لاباس امرزوق

عطاه مرزوق لمنظار وقال بخوف :

-شوف تما أسيدي شي واحد جاي مستقصدنا

خطف جبل المنضار من يد مرزوق بسرعة ودارو على عينيه ولمح قارب كبير متجه لعندهم بسرعة فائقة بدا كايلعن فحظو ويسب وبسرعة رما المنضار من يديه والتفت لعند روعة وقال:

-انسة روعة الى سمحتى هبطي للغرفة لتحت وفيقي لبنات وسدو عليكم لباب مزيان اتفقنا

هزت روعة راسها وقالت بفضول ماشي وقتو:

-ياك لباس أسي جبل؟

-والو باس , عندي مشكل بسيط غادي نحلو كانواعدك ماغاديش يوقاعلك حتى حاجة

تمسكت بحديدة اليخت بألم في محاولة النهوض لكنها شعرت بالألم فبطنها وظهرها وقالت 

-اااااه ...لا دابا نتا خلعتبني ديال بصح !

لكنو ماعطهاش فرصة تكمل فلهضرة حيت اصلا ماعندوش الوقت باش يشرح ليها خطورة الأمر عليهم كاملين , قرب ليها بسرعة وهزها من الأرض بحال شي ريشة فاش شافها كاتألم فقالت هي بتوتر فاش شعرت براسها ودعت اقدامها سطح الأرض:

-سي جبل أش كادير ؟.

لكنو ماجاوبهاش ودخل فالدروج وهبطها وحطها امام الباب الغرفة و قال :

-ماعنديش الوقت نشرح ليك فيقي لبنات وسدو عليكم الباب من داخل مزيان , والى ماسمعتيش صوتي اياكي تحلي الباب إتفقنا.

ماقدراتش تجاوبو حيت كان طلع بسرعة بلا مايعطيها وقت باش تفهم شنو واقع لهذا دخلات للغرفة وبغات تفيق لبنات لكنها لمحت باب الحمام محلول ودمها كان منتشر فالأرض ، مشات سدات باب الحمام باش مايتخلعوش البنات من منظر الدم على الأرض وشافت فراسها ، كانت حالتها وفستانها لبيض موسخ بالدم ، مالت براسها ناحية اليمين ولمحت شنطة فاللون الوردي ... فكرات ان الشانطة ديال لبنات يعني اكيد غاتلقى فيه لحوايج باش تبدل ، وضعت الجنين على السرير و توجهات ليه بسرعة وسحباتو لعندها بمشقة الأنفس لأنه كان تقيل لكنها جرات معاها ورق الجدار لي تمزق وطاح منو كيس بلاستيكي شفاف وداخل منو معجون فاللون البني 

شافت روعة بصدمة فالجدار ثم هزات الكيس بيديها وشافت فيه . فالوهلة الأولى ظنت أنه التمر المعجون لي كايستعملوه فإعداد حلويات العيد ...لكن فاش قرباتو من أنفها وشماتو نفت الامر... تفكرات انها كانت كاتشوف هاد الشكل ديما فالأخبار على عصابات إجرامية ضبطو محملين بأكياس الحشيش وكان شكل الكيس كايشبه لداكشي لي كاتشوفو فالأخبار

بسرعة لاحتو من يديها بخوف وتراجعت للخلف وهي شادة فقلبها وكاتفكر فالورطة لي لقات راسها وسط منها ... اويلي لحشيش وأكيد هاد الناس لي جاين من بعيد ماغادي يكونو غير البوليس ...

- ياربي تحضر السلامة ، ياربي فين هزيتيني وحطيتيني ، عنداك يكونو الشرطة هوما لي كانو جاين قبيلة!! ، ياربي مابقيت فاهما حتى شي حاجة .

بقات كاتفكر شنو غادير ، وبسرعة وكأن ربي وهبها طاقة فوق طاقة جسمها الضعيف والمنهك ، رجعات الكيس لبلاصتو وكحزات الصاك باش يغطي مكان ورق الجدران لي مقطع ، أوقفات وبدات كادور فوسط الغرفة بتوتر .

اشنو واش تفيق لبنات لكن إلى شافوها بهاد المنظر غادي يبداو يسولوها ... بسرعة رجعت لداك الصاك وحلاتو ، قلبت فيه مزيان وجبدات منو سروال أسود و تشرت حتى هي اسود ودخلت للحمام بسرعة خوات الماء على داك الدم لي فالأرض وخوات الماء على نصها التحتاني ونظفاتو وبدلات حوايجها بسرعة وخرجات .

قربت من جنينها الصغيور وهزاتو وهي كاتفكر كيفاش غادي تخبعو باش مايشوفوهش لبنات .... جاتها فكرة مناسبة .... شافت فيه وطبعة قبلة حنينة على راس الجنين وهمست

-سمحيلي أبنتي على هاد التكرفيصة ، لكنني مضطرة.

بسرعة وضعاتها بين صدرها وسط السوتيانات لي كانت لابساهوم ، وتنفست الصعداء ، خدات نفس هدأت بيه راسها وعوطت حوايجها وشعرها عاد توجهت عند لبنات باش تفيقهم. 

يتبع

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.