بارون الجزء 33 امرأة رغما عن أنفك

من تأليف ابتسام قراري
2018

محتوى القصة

رواية بارون الفصل 33 بعنوان امرأة رغما عن أنفك

منزل عصام / الساعة 06:00 صباحا

كيف العادة وديما كايجي الصبح باش يقول لينا انه كاين يوم جديد وامل جديد او ... كارثة جديدة

في منزل عصام لي مكايبعدش بزاف على ڤيلة كونتيسا ... كان مازال ناعس وهو في مرحلة النوم العميق لأنه نعس حتى للرابعة فجرا ... مارجعو من برشلونة هو وتاليا حتى لـ 3 ديال صبح وعاد مشا لدارو ونعس .

صوت جرس الباب دوى فالمنزل بشكل مزعج ... تململ عصام في فراشو بانزعاج لكن الجرس رن من جديد بطريقة خلاتو يشتم ويسب فالشخص لي جاي عندو على الصبح ..

استقام من فراشو وبعثر شعرو الطويل بعشوائية ثم توجه للباب وهو مغمض عينيه وعاري الصدر لابس غير سروال ديال القطن فاللون الرمادي وحافي القدمين ...

تسائل مع نفسو على الشخص لمريض لي هدد هدوء صباحو ... فتح الباب بقوة وحل فمو باش يتكلم بصوت مرتفع وبطريقة فظة إلا أن لسانو تبلوكا وعقد حواجبو وهو كايشوف فالبنت لي واقفا قبالتو رافعة وجهها ليه بهدوء وكاترمش بعينيها .

هي ماشي بــــــنت ... هي تقدر تقول عليها طفلة ... لا عندها ديك 11 لعام 12 ... وعيونها كايلمعو بتعالي عجيب وثقة فوق طولها .
كانت فارقة شعرها فالنصف على شكل جوج گرينات مضفورين , فكرو لون شعرها بلون خشب شجرة الأرز بني أشهل بينما عيونها بلون البحر .

تمالك عصام نفسو وحرك راسو يمين وشمال وهو كايديق فعينيه وكايحاول يستوعب وجود ديك الطفلة على باب دارو فهاد الوقت من صبح .... فقال بصوت متمهل وبطئ 
- صباح الخير واش غلطتي فالعنوان ابنتي؟

رفعت البنت راسها شافت فيه بغيظ من كلمة "بنتي" ثم قالت بين شفايفها الكرزيتين بكل رزانة :
-واش ماشي هو هذا منزل عصام الهاشمي ؟

تعلاو دابا حواجبو بجوج ... الى انه سيطر على إستغرابو وقال ببطئ شديد وهو كايراقب ملامح وجهها الثابتة 
- اه ... انا هو ... وشكون نتي اانسة.

ردت عليه بابتسامة ديبلوماسية وقالت:
- انا ... صوفي .

هز عصام راسو ثم قال ببطئ اكثر :
- اوكيي ... اهلا صوفي تشرفت بمعرفتك ... تقدري تقوليلي اشنو سبب زيارتك الكريمة ؟

تأملها مزيان فاللحظة لي سولها فيها ، عندها رزانة وثقة فالنفس أثارت اعجابو فديك اللحضة لي كانت واقفة كاتشوف فيه بكل جرأة بلا ماتحني عينيها بخجل على الأقل من منظر صدرو العاري ، فعادتا شكله الخشن كايخلع الأطفال لي هوما فسنها لكن هي مختلفة .

قالت صوفيا بتملل وهي كاتعدل يد حقيبة ضهرها :
- جيت باش نشوف بابا

لعدة لحظات بقى عصام مسمر وكأنه ماسمعهاش حيت ماتهزات حتى شي عضلة فوجهو المتلبد .... ثواني وطلقها بضحكة بصوت عالي وهو كايطل فالممر يمين وشمال على الله يبانليه شي حد مخبي ثم قال بتسلية :
- اوكي شكون مول هاد المقلب ... دانياال ولا ابراهيم ... بلا شك هادي روعة .

بقات صوفي غير كاتشوف فيه ببرود وماتحركاتش من بلاصتها وهي عاقدة يديها لصدرها وهو كان قريب منها وكايقلب براسو على هاد المشاغبين لي باغين يطيحوه فالفخ

اختفت ضحكاتو فاش مالقى حتى واحد والممر كان هادئ
شاف عصام فصوفي ورفع حواجبو وقال باستهزاء :
- اوكي اصغيورة ... سالا وقت اللعب ودابا جا الوقت باش تقوليلي شكون نتي ... فاعصابي غير على سبة ومزاجي مكايسمحليش نلعب مع لبعالك ... شكون نتي وشكون هاد لمريض لي سلطك على بابي على الصبح!!
رفعت صوفي وجهها وقالت بغرور زائد:
- الى عرف بابا انك كاتهضر معايا بهاد الطريقة غادي يجري عليك من خدمتك ... هذا علاش احترم نفسك قبل مانعيطليه حيت غانعيطلو دابا الى ماخليتينيش ندخل لهاد الخربية لي كاتسميها دار ، حيت عيت وانا هازة هاد الشانطة التقيلة فوق ضهري.

كان عصام كايشوف فيها بدهول من وقاحتها لي ماعمرو شافها على بنت فسنها الا انه تمسك باخر درجات الصبر وقال باستهزاء:
- الجيد فالامر هو انني ماشي هو بابا

ضحكت صوفي بسخرية وقالت:
- وكيفاش غادي يكون برهوش بحالك أب لبنت فسني ... واش حماقيتي ... لا باينا حماقيتي .

تصدم عصام من صراحتها المستفزة الى كان هو برهوش إذن هي شنو!... تحنى عندها وقال بدهول ساخر:
- استسمح منكي يا مولات العقل الديناميكي ... عذرا لسياتكِ الموقرة

تنهدت صوفي في محاولة الحفاض على هدوئها ثم قالت بتعب
- واش ماغاديش دخلني...؟ الطريق من فالينسيا لابيزا طويلة بزاف ... وبابا غادي يشكرك بزاف الى تهليتي فيا على مايجي يديني .

قال عصام بجدية وهدوئ:
- وشكون هو هاد باباك؟
شافت فيه صوفي بشك وقالت:
-وشكون غادي يكون فنظرك يافهيم! ... داوود بن كيران .

تسمر عصام فبلاصتو وهو كايشوف فيها بصدمة قبل مايعقد حواجبو وقال بخفوت
- سي دون ماركيز عندو بنت وحدا ...سميتها...
قاطعاتو وهي كاتقول بهتاف:

-صوفيا ... ولي هي انا صوفي.
إبتسمت صوفي بإبتسامة جانبية وكملت كاتقول بحدة وإنفعال وهي معليا فيه حواجبها :
-ودابا ...واخا دخلتيني وتكرمتي بشويا ديال (الشهامة) من فضلك فمعاملة مرأة بحالي هازة شانطا تقيلة

عقد عصام حواجبو أكثر وقال بإستنكار :
-مرأة!! ...نتي مرأة ... بينما أنا برهوش !!!

ردت عليه بغيظ وهي كاتبرك على أسنانها :
-مرأة ونصف و بسيف عليك البرهوش.

هي فعلا كانت كاتختابر صبرو ولكن هو بلا مايضيع الوقت خرج وبدا كايقلب براسو يمين وشمال على الله مايشوفوهش الجيران مدخل لدارو ديك الموصيبة لي طاحت عليه من السماء ويطيحو عليه تهمة التغرير بالقاصر ...

بدوون مقدمات شد عصام الحقيبة لي كانت معلقة فضهرها ورفعها هي ومولاتها وجرها للداخل وهي كاتغوت بغيظ باش يطلقها .إلا أنه سد الباب موراها بلامايطلقها متجاهل غواتها.
-طلق مني الباشار ... اشنو كايحسابلك راسك كادير!؟

طلق منها عصام وتكى على الباب وربع يديه لصدرو وقال ببرود:
-كنت كانحاول نبين شويا ديال (الشهامة) لسيادتك بحمل شانطتك الثقيلة

عوطت صوفي ملابسها بغضب حتى أن وجهها تزنك ولا حمر وقالت :
-تهز الشانطة بوحدها ... ماشي وأنا معلقة فيها

ماردش عليها بقا غير كايشوف فيها والحق يقال أنه بدا كايحس بشويا ديال الحماس والتسلية رغم خطورة الموقف الكارثي لي طيحات راسها فيه .
كانت عفريتا صغيرة بوجه حمر مزنک وكبرياء ونضج فايق عمرها ولكنو أجبر نفسو على الكلام بهدوء وهو كايشوف فيها كاتحيد الشانطة من فوق اكتافها وتحطها على الأرض

-مبدأيا وكانعتاذر على التطفل ... سميتك هي صوفيا.

رفعت وجهها ليه وقالت بفضاضة:
-سميتي صوفي

رد عصام ببرود مستفز بلاما يتحرك من بلاصتو وهو كايطلع ويهبط فيها :
-امممممم لا سميتك صوفيا ..حيت أنا لي صوبتليك عرام ديال لوراق الرسمية قبل مانتشرف بزيارت سيادتك ..فبلا ماتنكريش

قلبت صوفي عينيها بغيظ وقالت:
-هاد سميا ماما لي ختارتها لي ومكاتعجبنيش ، مكانبغيش لي يفرضها عليا ...صحباتي كلهوم كايعرفوني بإسم صوفي وحتى نتا غاتناديني صوفي اوكي.

رد عليها عصام ببرود:
-سمعا وطاعة الالة صوفيا

قلبت عينيها بملل ودخلات ... كانت كاضور فالدار براحتها وكأنها دار باها قبل ماتلاح على الأريكة وتنهدت بتعب .... رجعت راسها للخلف وغمضات عينيها .
بلاتي واحد الدقيقة .. إلا كانت هادي هي صوفيا بن كيران ... وبما أنه يالاه سالالها شي وراق ماشي من وقت بعيد بخصوص مدرستها ..فإذن هي ..

عقد عصام حواجبو وسولها فجأة بإرتياب :
-شحال فعمرك بالضبط؟؟

فتحت صوفي عينيها بإرهاق وشافت فيه بعدم إهتمام وقالت بملل :
-إلا كنتي نتا هو البطل الخفي عصام الهاشمي لي مكلف بأوراقي فالخفاء ... فأكيد راك عارف شحال فعمري .

رد عليها عصام بشك:
-من المفترض أن العام الجاي غادي يكون عندك الباك كاينا ولا لا ...

قلبت شفايفها بملل وقالت :
-لعام الجاي غادي تكون عندي الجامعة اسوبر هيرو وهذا كايعني أنني على أبواب لـ 18 ...تقدر تقول أنه باقيلي غير 10 أشهر وجوج سيمانات وربعيام وخمسة ديال الساعات وربعين دقيقة وخمسة ثواني

رفع عصام حواجبو بصدمة وقال:
-لي يشوفك يعطيك غير 10 سنين .

ضحكت صوفي بسخرية وقالت:
-اوكي ... هادي هي أكثر نكتة بايخة سمعتها لحد الأن ... واش عندك مشكل فالنظر .

شعر عصام بالغيظ منها وقال بإستهزاء:
-هذا على أساس ان سن 18 كايشكل شي فارق ... نتي مازالة برهوشا ... وفيك لبسالة بزاف .. نتي من داك نوع ديال لبراهش لي كايبغيو واليديه يغرقوه حي غير يتزاد

شعر بعينيها كايتوسعو من شدة الغضب ... حتى أنه حس بعينيها تغرغرو ... وشحال بغا فديك اللحظة يضرب راسو على ديك الهضرة الغبية لي قال 
حلت صوفي فمها بطريقة وكأنها غادي تردليه الإهانة مضاعفة إلا انها صدماتو فاش قالت :

- إذن أحسن حاجة ديرها باش تريح راسك من بسالتي هي تعيط لبابا باش يجي يديني

غمض عصام عينيه بقوة وضغط على أنفو بعصبية وهو كايحاول يفكر فهاد الكارثة وكيفاش غايتعامل معاها 
-بلاتي ... بلاتي ، الأمر ماشي بهاد السهولة .. خصنا نهضرو أولا

قرب منها وكلس على المقعد المجاور .. وخدا شويا ديال الوقت وهو كايتأملها ... خدا نفس عميق وغاضب وحل فمو باش يهضر لكن صوفي سبقاتو وهي كاتقول:
-واش غادي تكلس حدايا بصدرك عريان بهاد الشكل ...ماعندك ماتلبس ونتا كاتستقبل ضياف فدارك

تسمر عصام للحظات وحنا راسو وشاف فالمنظر ديال صدرو لي كان بالفعل عاري ...فناض بسرعة ورفع يديه كايبعثر خصلات شعرو الطويلة بعشوائية وقال بصرامة 
-ربما كون كانو الضياف مصوابين كون خداو موعد قبل مايجيو ..بقاي هنا .. دقيقة وغادي نرجع ليك

ناض بسرعة ولتافت باش يمشي لكنه رجع شاف فيها وقال بتهديد:
- عنداكي تحركي ..

شافت فيه بتملل وقالت ببرود:
-وكأنه عندي فين نمشي.

شاف فيها عصام بغيظ ثم قلب الضورة ودخل لغرفتو وزدح الباب بقوة عن قصد باش تسمعها ، ثم تكي على الباب وتنهد وهو كايمسح وجهو بيديه وكايفكر فشي حل لهاد المصيبة لي تسلطت عليه.
______________

ڤيلة كونتيسا الساعة 6:30 صباحا

كانو أقدام عارية كاتمشى بالحس فممر الطابق الثاني ديال ڤيلة كونتيسا ... الهدووووء وهادي 8 ديال صبح ... تسللو دوك الأقدام خطوة خطوة حتى وصلو لباب غرفة روعة ودخلو دوك الرجلين وسدو لباب بالحس.

كانت روعة ناعسة بهدوء والغرفة استعمرتها خيوط الشمس الذهبية ... طلعو دوك الرجين فوق السرير وانقض الجسم على روعة وبدا كايدغدغها ويضحك .

حلت روعة عينيها وهي كاضحك بسبب الدغدغة لي كاتحس بيها وغير شافت فوق منها تاليا قرصتها حتى غوتت وتلاحت على السرير حداها وهي كاتقول بتذمر :

-اااي ... عيب عليك بغيت غير نفاجئك زعما ...

ضحكت روعة وهي كاتحك عينيها بكسل وكملت تاليا وهي كاتقول بحماس :
- واش بصح داكشي لي سمعت ... غادي تولي ساكنة معانا فڤيلة كونتيسا .

إبتسمت روعة ومررت يديها على خصلات شعرها وهمست :
- امم غير مؤقتا... شكون قالها ليك .؟

ردت عليها تاليا وهي كاتبتاسم ... 
- خويا لي قالها ليا ... ولكن تعصبت فاش قالي ان علي مورو هو لي غادي يولي يوصلني فعاوطك ؟؟ واش مابقيتش باغيا توصليني اروعة؟ ... واش تقلقتي فاش خبيت عليك علاقتي بهاري ؟.

إختفت إبتسامة روعة غير سمعت إسم هاري ... تنهدت وناضت من على السرير بتكاسل وقالت بسخرية وهي كاتزول بيجامتها .

- لا بلعكس ولكن جبل عرض عليا نخدم معاه ... وزادني فالخلصة اما داك خالك لمقشاش حلف مايزيدني سانتيم ... وانا قلت اشنو اجي نضرب الحديد ماحدو سخون ونربح خدمة جديدة مع نفس لوجوه هاكا ماغاديش نبقا نتفرق عليك ، علي مورو يحضيك برا وانا نحضيك لداخل ... كاين ماحسن من هاد الخنقة ؟

ضحكت تاليا بتصنع وقالت بوهن وهي كاتنوض :
-هه لا مكاينش ماحسن منها ... ولكن فرحت حيت غادي تبقاي معايا نتونس معاك شويا ... واخا غادي نضطر نتحمل داك علي مورو ديال الزفت وهضرتو لخاوية .

شافت فيها روعة فاش حست من صوتها انها مازالة ماخرجتش من غيمة هاري ... تنهدت بهدوء وقالت:

- حبيبتي تاليا ... هاري..

لكن تاليا قاطعتها وهي كاتقول بوهن:
- مابقيتش بغيت نسمع اسمو ... بغيت نساه اروعة .. بغيت نخرجو من عقلي .

أومأت روعة بتفهم وكملت تاليا وهي كاتبتاسم بتصنع :
- سربي لبسي حوايجك وهبطي نفطرو أنا وياك غادي نتسناك لتحت اوكي .

ردت عليها روعة بهدوء :
- اوكي .
________________

منزل عصام 🏡

لبس عصام تيشرت فاللون الزيتي الغامق ووقف قدام الباب ... خدا نفس كبير باش يهدئ نفسو ثم فتح الباب وخرج ....

كانت صوفي كالسا فبلاصتها كيفما خلاها لكنه وقف مصدوم فاش شاف شنو حاطا على الطبلة ... كانت حاطة علبة فيها الفرماج وطرف ديال الخبز يابس وكاتاكلو بكل هدوء

رمش عصام بعينيه باش يتأكد من داكشي لي كايشوف ثم قال بصوت جاف :
-هاد الخبز دازت عليه سيمانة!!

ردت عليه صوفي بلامبالات وهي كاتمضغو بصعوبة! 
-هادشي لي كتاشفتو ..تقدر طرق بيه لمسامر فالحيط ، ولكن الجوع كايخلي بنادم ياكل حتى لحجر

ضم يديه لصدرو وقال بغيظ:
-ونتي اشنو كاتعرفي على الجوع ابنت دون ماركيز 
هزت كتافها وقالت ببساطة وهي كاتحشي ففمها طرف ديال الفرماج كولو

-لي عارفاه هو أنني فيا الجوع لدرجة تخليني ناكل هاد الفرماج المنتهى الصلاحية

قفز عصام من بلاصتو بسرعة وهجم على العلبة ديال الفرماج وحيدهالها من يديها وهو كايشوف فتاريخ الصلاحية .. وفعلا كان منتهى الصلاحية من ثلاثة ايام فرماها بعيد وقال بهتاف
-بزقيه ... بزقيه دابا .. يالاه حلي فمك

الا انها هزت فيه عينيها وكملات المديغ بكل بساطة ثم قالت بهدوء:
-ماتخافش .. الشركات كايديرو تاريخ صلاحية اقصر من التاريخ الحقيقي .. يعني مازال ليه شي سيمانة عاد يولي سام ديال بصح.

رفع عصام يديه ومسح وجهو بغيظ وقال بهتاف:
-يااربي... منين طاحت عليا هاد الموصيبة تاني

إلا أنها ماهتمتش لغضبو وعضات طرف أخر من الخبز اليابس وقالت ببساطة:
-ماشي بزاف وغادي نختافي من حياتك لمرونة ... غير علاما يجي بابا يديني.

تنهد عصام ثم غمض عينيه لعدت لحظات قبل مايرجع شعرو للخلف بيديه بجوج في محاولت تهدأت نفسو ثم جر كورسي وكلس قبالتها .. تسند يمرفقيه على ركابيه وعلى راسو باش يشوف فيها ...بادلاتو نفس النظرات بكل هدوء ...
عصام فواحد اللحظة كان مضطر يعتارف ان عينيها هوما اجمل عيون فيروزية شافهوم فحياتو 
‏تنهد ثم قال بصوت لطيف وهادئ
‏-صوفيا...

‏قاطعاتو بهدوء:
‏-صوفي

لكنه تجاهلها وشدد على حروف إسمها وقال:
-صوفياااا....سمعيني مزيان اصغيورة ... باباك تافق مع ماماك باش تبقاي معاها من بعد الطلاق ... فكيفاش تهورتي وتصرفتي بهاد الرعونة ... واش قادرا تخيلي حالت القلق لي غادي تكوني سببتيها لماماك فاش غادي تكتاشف غيابك .

قالت صوفي وهي كاتمضغ الخبز اليابس مصدرة صوت القرمشة بغير إكتراث:
-اه عارفا تماما ...ماما تزوجات وهي دابا فشهر العسل فطوكيو واخر همها هي انا

تنهد عصام بعمق ولكنو قال بصرامة :
- مكايهمنيش ... نتي ماخصكش تتصرفي بهاد التهور واش متخيلة شنو كان ممكن يوقاع ليك فالطريق!!!

ردت عليه صوفيا بتحدي وعينيها كايلمعو:
-اولا انا فعمري 18 لعام ثانيا ... انا عارفا مصلاحتي فين كاينا ومستحيل نضر نفسي.

تأفف عصام بصوت عالي وهو كايحك فشعرو بنفاد صبر ... وكانت صوفي كاتشوف فيه ثم قالت فجأة
-علاش مطول شعرك بحال لبنات؟ .. علاش مكاتقطعوش؟

جاوبها بفظاظة وبصوت وقح:
-كنت راجل ... ودابا وليت مرأة... واش فخبارك .. كون كان شي حد اخر فبلاصتك والله مكان يفلت من البونية ديال يدي هاد صبح ... فحمدي الله وشكري اسم بَّاكْ

ماتهزت حتى شي عضلة فوجهها دليلا على الخوف منو كيف كان كايتمنى ... بقات كاتشوف فيه بصمت .. فقرر يستخدم اسلوب اخر واكيد كايجيب نتيجة مع البنات كاملين :

-وزايدون لاش معصبك شعري ..حيتاش رطب ... ونتي شعرك حرش كايشبه لسلوكا ديال نحاس

تضلمو عينيها .. وتحول لون وجهها فجأة فتكى عصام على الكرسي بتفاخر ودار رجل على رجل وقال فنفسو :
-أخيرا غلبتك

رفعات صوفي حاجب واحد فيه وقالت :
-الرجلة ماشي بشعر .

رفع عصام حاجب واحد بحالها ورد عليها بتحدي:
-ولكن الأنوثة بيه كاينا ولا لا ؟!

بقات ساكتة واحد الشوية ثم قالت:
-عندك نظرة سطحية بلا قياس على لبنات اسي عصام

هاد المرة هو لي تضلمو عينيه وتنفس بحنق ثم قال بصرامة:
-ماعلينا من هاد المواضيع .. خلينا نرجعو لموضوعنا ..

الا انها قاطعاتو وقالت بإهتمام 
-شنو هو السبب ديال الكدمات لي كانو فصدرك قبيلة

رفع عصام حواجبو بتفاجئ ... اش هاد البنت الغريبة مولات عيون اليمامة .. عادتا كايقولو ان الناس لي عيونهوم ملونين كايكون النظر عندهوم قليل لكن .. يمكن خصهوم يعيدو النظر فهاد القضية .

لكنه جاوبها بهدوء:
-كانروض الخيل

مافيه مايشرح ليها ... اش غادي يقولها انه كان كايدرب مع جبل قبل ثلاثة ايام وهاد الكدمات سببهوملو جبل كيما هو تسببليه فكدمات فجسمو ..

-بصاح .. كاتروض الخيل ..فين؟؟

قلب عينيه بملل من حماسها الزائد وقال بإستخفاف :
-فالغابات وأدغال أفريقيا

خنزرت فيه صوفي فاش عرفت أنه كايتبهلل عليها ... تأفف عصام وقال بخشونة:
-حطي داك الخبز من يديك.. هانا غادي نطلب ليك شي حاجة من برا تاكليها

ردت عيه صوفي بسرعة وهي كاتبتاسم بهدوء:
-لا مكاين لاش نعدبك

ابتسم عصام بسيف عليه ثم قال بخفوت:
- غادي تعدبيني كثر ملي كاتصوري إلا مارجعتيش منين جيتي... حطي داكشي غادي نطلبلك ماتاكلي ومن بعد نوصلك للمطار

استقامت من چلستها فجأة ولمعت عينيها بالرفض وقالت :
-كايبانلي مافهمتينيش .. انا ماغاديش نرجع لعند ماما ابدا .. انا بغيت نعيش مع بابا وغادي نبقى معاه

تكى عصام براسو للخلف وتنهد بقسوة ويأس قبل مايرفع راسو وقال بقسوة :
-دخلت عليك بالله .. فقتاش اخر مرة شفتي باباك فيها

بقات كاتشوف ليه فعينيه بصلابة ثم قالت ببرود:
-شفتو جوج ديال المرات واخر مرة كانت قبل 7 سنين

تنهد عصام وقال بلهجة دات معنى:
-خلال 18 لسنة شفتيه بحرا جوج ديال المرات .. شكون لي قاليك انه غادي يقبل التغير دابا

بقات صوفي كاتشوفليه فعينيه بصمت ...قدر عصام يلمح نظرة الألم فعينيها ... لكنها نجحت فإخفائها بسرعة ومهارة وتحدي ... هذا لاش قالت بقوة :

- هذاك وقت .. وهذا وقت ... هو ماجاتوش فرصة باش يتعرف عليا ... انا واثقة أنه إلا طلاقيت معاه .. غادي نقدر نقنعو بطريقتي ... كما انني متفوقة فدراستي وانسانة رياضية يعني انا مثال للإبنة المثالية لي يقدر يتمناها

رد عصام بسرعة قبل مايعطيها فرصة التبرير:
-هو ماعندو مايدير بالمثالية ، عايش حياتو بطريقتو .. اذا علاش غادي يحمق راسو بمسؤوليتك طالما انه سمح فيك هاد السنين كاملة

كان فظ وقاسي ومكايعرفش معنى العطف فكلامو ...ولف من ديما يقطع العرق ويسيل دمو على انه يبقا يلف ويدور ... ربما صوفي غادي تألم شويا ... لكن هذا افضل ماتبقا عايشا فأحلام واهيا ماغاديش تتحقق....الا انها كاع مايأست وقالت :

-حتى شي واحد مكايختار ولادو .. انا بنتو وهادشي ماشي بيدو ... بسيف عليه غادي يتقبلني

غمض عصام عينيه بيأس ثم قال بهدوء:
-سمعيني ... باباك تكفل بيك وأمن ليك حياة مرفهة تتمناها اي بنت وحداخرا فنفس سنك وعندك ماماك معاك ...اذن علاش باغيا تتجاهلي كل داكشي وتتشبتي بحاجة صعيبا ...

بقات صوفي غير ساكتة وحانيا راسها كاتلعب بأصابعها بتوتر ثم قالت بصوت خافت:
-انا مازال متاحتليش الفرصة باش نقنعو بنفسي ... هو ماخلاليش رقم تلفونو باش نتاصل بيه ....الوصول ليك كان اسهل من الوصول ليه لقيت رقم تلفونك وعنوانك عند ماما ... بينما هو والو ...كايدير بيناتنا الحواجز فكل مرة باش مانقدرش نشوفو ... الا انه عارف تماما بلي الا طلاقاني غادي يقتانع بيا ... ولكن هو ماباغيش

بقا عصام غير ساكت وكايشوف فيها ثم قال بهدوء:
-الا عيطت ليه دابا ... غادي يجرحك جوابو ..وتقدر تكون عواقب الإتصال صعيبة ... هو يمكن يتعصب ويعاقبك ... اشنو رأيك واش مازالة مصممة باش نتاصل بيه

جاوباتو بعد صمت :
-اه ... مازالة .. تاصل بيه

سيطر الصمت بيناتهوم وبقاو كايشوفو فعيون بعضياتهوم قبل مايقول عصام اخيرا بفتور:
-واخا لي بغيتي ...ولكن تفكري انني حذرتك

ماردتش عليه صوفي هاد المرا وكأن الرد خانها فبقات فبلاصتها كاتشوف فيه بصمت وهو كايبادلها النظرة وكأنه كايعطيها فرصة باش تتراجع لكن فاش ماستاغلاتهاش ، ناض من بلاصتو وهز تلفونو ودوز الرقم ووقف كايتسنا قبالتها وهو حاني راسو وشعرو الكثيف مغطي وجهو باش يخفي عليها عينيه البائسة ...بينما هاد الثواني لقليلة كانت مذمرة لصوفي وهي كاتسنى مصير حياتها كيف كاظن

سرعان مارفع عصام راسو وقال فاش تفتح الخط
-صباح الخير سي دون ماركيز ... اه اه بيخير ..سمحلي حيت صونيت عليك فهاد الوقت كايبانلي فيقتك من نعاس

سكت شي شويا كايشوف فصوفي بجمود ثم كمل وهو كايقول
-سي دون ماركيز كاين واحد المشكل ... بنتك قدرات تعرف الطريق ليك وهي راها هنا ... باغيا تـ...

ماقدرش عصام يكمل الحوار ... غمض عينيه وبعد التلفون على ودنيه باش الطبلة ديال ودنو ماتتقبش بسبب صوت دون ماركيز لي كان كايغوت بغضب حتى ان صوتو وصل لصوفي لي كانت كاتسمعو شكايقول ..

-كيفاش ... كيفاش حتى وصلات ليك اعصام ..ياك حذرتك... كيفاش خرجات بوحدها ... لا وقطعات لبحر بدون رقيب ... قطع ليها دابا تيكيت فطيارة ورجعها لمها ... هادشي لي بقا ناقصني غير هاد لبنت ومشاكلها وعطيها لفلوس الا كانت محتاجة ... بغيتها تغبر من هنا اعصام تصرف ودير هادشي لي قلتليك

كان عصام فديك اللحظة مازال مغمض عينيه وهو متأكد أن صوت دون ماركيز وصل لصوفي بوضوح ... ولكن هو فالواقع كاع ماهموش ..كايضن ان هادشي لصالحها ...
-لي فهمت انها مامحتاجاش للفلوس اسي داوود ... هي باغيا غير فرصة باش توصل ليك وتهضر معاك شويا...كاضن انها محتاجاك ...

شدد عصام على كلمة "كاضن"بطريقة مهينة نوعا ما الا أن دون ماركيز ماهتمش بل قاطعو وقال بقوة :
-عنداك تعطيها رقمي ولا العنوان اعصام ...غير تأكد أنك توصلها لمها ونهي الموضوع بسرعة وكن حريص أنها ماترجعش وإلا عاقبتها اشد العقاب وقولها هادشي باش ديرو بحسابها

رفع عصام عينيه فعيون صوفي لي كانت كالسا فبلاصتها كاتبادلو النظر بصمت .. مكانش باين على وجهها حتى شي تغير إلا ان عينيها كانو فاضحينها وكايقولو ليه أنها سمعات كاع الهضرة لكن الكبرياء لي فيهوم رفض يصرح بألمها

للحظات بقا النظر بيناتهوم متواصل .. وكأن حوار داير بين عينيها وعينيه ... فتمتم عصام بشتائم قذرة بصوت خافت لكن دون ماركيز بحالي سمعو وقال :
- شنو قلتي اعصام ؟!
رد عليه عصام ببرود :
-قلتليك اوكي اسي داوود لي بغيتي

قطع عصام الخط وشاف فصوفي لي حنات راسها بإنكسار لأول مرة ملي دخلات لدارو
كانو عيونو كايتحرقو بنار قادرة تحرق المحيط لي داير بيه كيف حرقت صدرو 
الدون ماركيز عاونو بزاف مايقدرش ينكر وبلا بيه يمكن كون إنتهى بيه الأمر مقتول ولا محبوس ولا بنهاية كحلة لا بياض فيها
لكن فديك اللحظة شعر بالكره الشديد ناحيتو فاش شاف نظرات الإنكسار فعيون بنتو فتكلم اخيرا وقال بصوت قاتم:
-اش غادي ندير بيك دابا؟

رفعت صوفي عينيها وكانو فارغين بشكل غريب لكنها تكلمت بنفس هدوئها ورزانتها :
-تقدر تحجزلي تذكرة كيفما طلب منك ... بـ بابا ...كون كان عندي لفلوس دابا كون عطيتك ثمتها ...ولكن علاما يبدو انني تأملت اكثر من الازم و وثقت فنفسي بطريقة مثيرة للسخرية ... فماهزيتش معايا حتى ريال

كان كلامها فوق عمرها وهو لي مازال كايشوفها ديك البنت لي فعمرها عشرة سنين ... وهادشي لي خلاه يتعصب وماعرفش واش معصب منها ولا من تهورها ولا من باباها وتصرفو الندل ... 
قرب منها وكلس حداها ثم قال بحنق وكأنه كايهضر مع نفسو:
-مانقدرش نخليك تسافري بوحدك ... الأمر خطير وماخصكش تتهوري مرا اخرى

هزت صوفي اكتافها بغير إهتمام وقالت:
-ماشي حتى لديك الدرجة هي مجرد ساعتين فالعبارة و30 دقيقة فالطيارة

رد عليها عصام بإعتراض شديد
-مستحيل
رفعت حواجبها وهي كاتقول بإستهجان :
-إلا كان بابا لي ولدني مخافش عليا ... فعلاش نتا غاتخاف

تنهد عصام وقال بتذمر
-عتابريني من نوع قديم الطراز ... ماعنديش شي حل أخر غادي ندخل ندوش ... ومن بعد غادي نوصلك.

بقات صوفي چالسة فبلاصتها ساكتة وكاتشوف فيه كاينوض بعينيها الفيروزية فتنهد عصام وشاف فيها بغيظ قبل مايدور ويمشي ...

شافت صوفي فتيليفونو لي خلاه على الطبلة فعضت على شفايفهت بتوتر وشافت بعينيها واش صافي عصام غبر وغير سمعات الباب تسدات قفزات من بلاصتها وهزات التلفون من على الطبلة بأصابع مرتجفة .. دخلات لجهات الإتصالات ودوزات اخر رقم إتصل به عصام ... بقات كاتشوف فالرقم للحظات بتردد وتوتر ثم دوزت الإتصال و رفعاتو لودنيها وقلبها الصغير كايدق بعنف وترقب.

سرعان ماسمعت صوته الرجولي وهو كايقول بصلابة وبلكنة مغربية ماغيرها لا الوقت ولا البلاد :
-اشنو عاود اعصام !... مازال ماحجزتيش ليها التيكيت .. سمع اعصام بغيتك تنهيلي هاد المشكلة فأسرع وقت...

كانت صوفي كاتترجف بقوة وعيونها توسعو لأقصى درجة مصدومين حتى وجهها ولا حمر وشفايفها كانو كايرجفو بإبتسامة حنينة وكأنها مراهقة أول مرة غادي تتاصل بحبيبها الأول
إبتلعت ريقها بتوتر فاش سمعات دون ماركيز كايقول بخشونة
- مالك ساكت أعصام ؟؟!

استجمعت صوفي قوتها وقالت بخفوت وبصوت ثابت
-هادي أنا ابابا... صوفيا.
سمعاتو كايتنهد بغضب ثم قال بصوت متباعد
-اااه ياربي ..

إلا أنها قاطعاتو بسرعة وكأنها عندها فرصة صغيرة وخصها تستغلها
-‏بابا سمعني عافاك ...انا ظنيت أنني فعلا غادي نخليك تفتاخر بيا بسبب مستوايا التعليمي ... أنا هي الرتبة الأولى فمدرستي ... انا كنت كانقرا مزيان من ديما ... وكايعيطولي غير النابغة ...انا فزت بعدة مسابقات علمية وأدبية ..وعندي صورة مع وزير التربية والتعليم وهو كايسلمني شهادة التقدير ... أنا بغيتك تفتاخر بيا .. وبغيت نجي نسكن معاك .. انا سمعت عليك بزاف و...

قاكعها صوت دون ماركيز الغاضب
-صوفـــــــــيا ... باراكا من هاد الهضرة الخاويا... لي درتيه تستاحقي عليه عقاب ماتقدريش تنسايه لسنين ... كيفاش تجرأتي تسافري بوحدك وجيتي عند شاب غريب مكاتعرفي عليه والو ... كون كنتي قدامي دابا كون صرفقتك حتى تشوفي الضوء قدام عينيك ... غادي ترجعي لعند مك وغادي تنساي هاد تخربيق لي قلتيه عاد دابا ... واليديك هوما لي كايقررو حياتك ماشي نتي ..انا وماماك طلقنا حتى قبل ماتزادي ... تقبلي هادشي حيت ماعندي مانقدمليك من غير لفلوس .. وفاش غادي تقبلي الوضع... كاع طلباتك غادي نفدهومليك ... غير هادشي غادي تلقاي وجه اخر ماعمرك شفتيه .

ثم سمعات صوت إنقطاع الخط وكأنه سدليها الباب على ودنيها بقوة 
بقات صوفي فبلاصتها لعدت لحظات والتلفون على ودنيها لمدة طويلة قبل ماتسمع صوت الحركة خلفها فدارت ولقات عصام وهو كايشوف فيها بغيظ قبل مايقول بصوت قاتم :
- كنت عارفك غادي ديريها!

ماردتش عليه بل خفضت التلفون من ودنيها ببطئ ورجعاتو لبلاصتو ثم تراجعت جوج خطوات للخلف وقالت بصوت هادئ:
-سمحلي ... مكانش عليا نهزو 
بقا عصام كايشوف فيها ثم قال بصوت خافت 
-‏واش غادي تبكي ؟
رفعت وجهها لي ولا حمر وهمست بهدوء وهي كاتشوف فيه
-علاش ... كانت مجرد محاولة!

كاع ماصدقها لكنه تجاهل الأمر وهز التلفون من على الطبلة ومشا للحمام لكنه زدح الباب بقوة حتى تسمعات عندها وتمسك بالحوض بقوة حتى بياضو مفاصل أصابعه ثم حنى راسو و إختفت ملامحه وبدا كايسب فدون ماركيز بكاع الشتائم القذرة

خرج عصام من الحمام بعدما سالا التدواش ومشط شعرو المبلول وربطو بقوة على شكل ديل حصان 
عقد حواجبو وهو كايشوف فالأرجاء بإستنكار ... فين مشات هاد البنت عاود !!.. ياكما هربات

-موصيبة هادي...
تمتم بيها عصام مشا بسرعة للباب باغي يخرج يقلب عليها لكنه لمح الشانطة ديالها لي كانت مازالة فبلاصتها خلاتو يوقف ويتنفس الصعداء وبدا يقلب عليها فالدار فداتو رجليه للمطبخ بما أنها سبقليها قتاحماتو .. 
فالأول بانليه خاوي .. لكن صوت خافت خلاه يتسمر فبلاصتو ويدقق النظر ... كان حدائها الرياضي الأبيض باين من مور الثلاجة بينما جسمها مختفي وهي كالسا على الأرض وضامة رجليها لصدرها ..

كانت كاتبكي بحال لوليدات الصغار ولو مكانش عصام متأكد من سنها كان فعلا غادي يعتابرها صفلة صغيرة 
وقف عصام فبلاصتو وبدا فعلا كايحس بشعور غريب .. ماقدرش يفسرو ..
منظر إهتزاز جسمها الهزيل ... وصوت بكائها لي كانت كادير كل جهدها باش تخفيه عطاوه واحد الشهور مقلق وغير مريح 
تحرك من مكانو وتوجه للحوض وهو كايدير راسو ماشافهاش حتى عطاها بضهر ولاحظ بأنها سكتات علا الله مايشوفهاش 
إلا أنه تجاعلها وبدا كايغسل فالكيسان لموسخين لي كانو فيه وغير حس بيها كاتسلل على يديها وركابيها باش تهرب منو قبل مايشوفها حتى قال بصوت عالي بلا مايضور لعندها :
-كاين واحد الشويا ديال لحليب منتهى الصلاحية ... تبغي تشربيه ؟؟ ..حيت غادي نصوب لفطور دابا

تبلوكات صوفي فبلاصتها على يديها ورجليها وعلات راسها كاتشوف فيه بعينيها الحمرين وبنيفها المنفوخ ثم قالت بصوت منخفض:
- لاحضت حتى واحد شويا ديال سوسيس ... وسالو ريوكي حيت عجبني ..واخا طيبتيلي شويا ..هذا إلا كان الحم ديالو من شي كائن صالح للأكل ...فأنا ماكليتش من لبارح بقوة الحماس لي كان فيا ... لكن علا ما يبدو أن الإحباط عندو مفعول عكسي

إبتسم عصام بلاما يدور عندها ... لكنه قال بصوت صارم
-إلا بغيتي تاكلي خدمي على طرف ديال الخبز بعرق كتافك ... سيري لصالة وخمليها ونضفيها باش نقدرو ناكلو وسط بيئة صالحة فـ فالغالب غادي تلقاي تما شي عائلة ديال الفيران

قفزت صوفي من بلاصتها اوقفت وهي كاتقول بحماس و كاتمسح نيفها بباطن يديها:
-أنا كانعرف نصيد لفيران ... واش عندك شويا ديال السم وشي مصيدة 
توقف عصام على داكشي لي كان كايدير ثم عقد حواجبو وقال بدهول :
-علاش ماتبدايش بالوضيفة السهلة اولا !؟؟.. وعاد نشوفو شي حل للفيران ... لكن حتى نساليو من الماكلة

-اوكي شاف
قالتها وخرجات كاتجري من المطبخ مخليا موراها عصام كايحاول مايضحكش لكن فاللخر غلباتو بسبب لطافتها وطفوليتها وبدا يضحك وهو كايحرك راسو يمين وشمال بقلت حيلة.

___________

للإشارة شخصية صوفي استلهمتها من وحدا من روايات تميمة نبيل لعزيزة عليا فحبيت شخصية من شخصياتها تعيش داخل روايتي واخا ماغاديش تلاقي نفس المصير حيت كل وحدا و دورها المختلف .. لكن تميمة نبيل عزيزة عليا بزاف هي وروايتها وحبيت شخصية من شخصياتها تعيش داخل لبارون واخا غير بدور صغير ... فترجمت هاد الفصل وحولت البطلة لصوفي كتكريم لديك الكاتبة الرائعة .... لكن واعيييدها راه ماشي نفس القصة غير هاد الفصل ... راه روايتي بفكرتي الخاصة وقلتها ليكوم باش ماتقولوش راني شافراها من شي حد عاود اللهم نبرء دمتي ..

كان بإمكاني ندير احداث اخرى للقاء صوفي وعصام لكن فضلت انني ندير نفس لحدث باش نعرفكوم على هاد لكاتبة الرائعة الرواية سميتها "طائف في رحلة ابدية " وهي رواية مصرية كانتمنا تعجبكوم

يتبع

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.