البارون الأعظم الجزء 46 إتهام

من تأليف ابتسام قراري
2018

محتوى القصة

البارون الأعظم الجزء 46 إتهام

نزل جبل من سيارتو وتمشى ناحية سيارة إيزيك منتصب القامة كايشوف للأمام وفعينيه نظرة قاتلة ... بسرعة جبد إيزيك تلفونو وبعت رسالة لشاهين باشا ولحسن حظو ان زجاج سيارتو اسود ومكايبينش .

نزل أسد مالك ونورسين و نزلو حتى رجالو كاملين وحاصرو سيارتو من كل جيه وهوما موجهين أسلحتهم ومستعدين للإطلاق فأي لحظة ... تقدم جبل وفتح باب وشنق على إيزيك وخرجو من سيارتو بسيف لكن إيزيك كان مستسلم . اصلا اش عند لميت مايدير قدام غسالو شحال من مسدس مصوب ناحيتو .. غادي يكون اكبر غبي إلا فكر يهاجمهم او يدافع على نفسو .

إبتسم إيزيك بلامبالات وقال بسخرية :
-‏ وليييه وليييه أش هاد الصدفة زوينة البارون ..

شنق عليه جبل وشد رأس إيزيك وزدحها مع إطار باب السيارة حتى سال دمو ثم قرب من أدنو وقال بصوت وكأنه فحيح أفاعي:
-‏ فين هي إيميليا كلارك .

تأول إيزيك بألم وبغا يهز راسو وهو كايحس بغضب جامح كايقطع قلبو لكن يد جبل كانت باركا عليه بقوة .. نفث الهواء من فمو بغيظ وقال :
-‏ ااه ..الى لقيتي فرصة باش تقتلني قتلني حيت من بعد ماغاديش نعطيك فرصة باش تتوسل اجبل .

تحولت الرؤية أمام جبل للأحمر الدموي مابقاش كايشوف قبالتو شي لون أخر من غير لون الدم وريحة الدم ..
بقوة الغضب جمع شعر إيزيك بيديه ورفع ليه راسو ونزل عليه بضربة قوية لحرف باب السيارة حتى غاب إيزيك على الوعي وطلق منو طاح للأرض .

المشاعر كانت مختلطة فديك اللحظة بين الدهشة لي كانت على وجه نورسين وبين الغضب لي كان كايحس بيه عصام وجبل وبين الإستمتاع والنشورة لي كان عايشها أسد وبين الترقب والتأهب لي كانو مستعدين ليه باقي الرجال .

-‏ هزو هاد الكلب وديروه فالكوفر .
غوت بيها جبل فبسرعة رد عليه عصام وقال :
-‏ معلييييم ... خليني خلص عليه .

ضيق جبل عينيه فعصام وكان باغي يقتلو هو نيت ... واللعنات واش هو حار يفرغ خزان مسدسو فراس إيزيك .. هو محتاجو عايش باش يعطيه معلومات على روعة واللعنة ... قرب لعندو وقال بغضب وهو كايهددو بإصبع السبابة :

-‏ راح خلص عليك بإدي ياعصام ... أقسم بالله لو ضفت كلمة وحـ..

قاطعو أسد قبل مايكمل حلوفو ودفعو باش يبعد على عصام وقال بحزم : 
-‏ صافي .. ماشي وقت الدباز دابا جبل ..

ورجع ضار لعند عصام وقال :
-‏ هز معايا .

تعاون أسد وعصام فربط إيزيك ووضعو فكوفر السيارة تحت أنظار جبل لي كان كايدخن سيجارتو بشره وغضب قاتل .. قربت نورسين حتى وقفت فجنبو وقالت :
-‏ لطالما كنت ومازلت كانأمن بمقولة .. " لا تعذب شخصا الى مستوى يجعله ينسى ماهو الألم " ... ماشي بهاد الطريقة غادي تجبد منو المعلومات اسي جبل .

إلتفت لعندها جبل بهيبة خطيرة ودار فيها نظرة كانت فيها ألف معنى ومعنى وإكتفى بالصمت هو المجيب .. لكن نورسين رجعت قالت بعناد :
-‏ سي جبل هادشي لي كادير فيه راه ..

قاطعها جبل بصوت حاد وقال :
- ‏لي‏ غادي نديرو مازال مابداش امدام نورسين .

حرك رجليه وتوجه لسيارتو وركب لكن نورسين تبعاتو بعناد وفتحت الباب وقالت بإنفعال : 
-‏ سي جبل .. نتا مازال معصب .. غادي تخليني أنا نحقق معاه بعدما يسترجع وعيو .. أنا غادي نعرف نخرج منو المعلومات بطريقتي .. تفاهمنا .

تبادل جبل بعض النظرات الغاضبة مع نورسين معناها الرفض التام فهو مصر غادي يخرج من إيزيك المعلومات بنفسو ولو اضطر غادي يقتلو ويشرب من دمو ... مد يديه للباب وبغا يشدها لكن نورسين منعاتو وقالت بتحدي وبلهجة قاسية وهي كاتشوف ليه فعينيه :

-‏ عنداك يحسابليك بلي راك غادي تقدر ضحك عليا بدوك جوج كلمات لي قلتيهم لينا قبيلة فطريق ... أنا ماشي هي رافاييل لي صدقك بكل غباء انا نورسين مالكي وكانطيرها فسما قبل متنزل للأرض .

ضيق جبل عينيه فنورسين وقال :
-‏ اشنو كاتقصدي ؟؟

ربعت يديها لصدرها وقالت بلهجة حازمة :
-‏ انا سرقت ملف بصمات مسرح الجريمة لي تقتل فيها هاري بلاك من مقر الإنتربول ... سرقت تقرير قبل مايطيح فيد الرقيب رافاييل ديمورو ... وتخيل معايا .. الأمورة ديالك بصماتها كانو فالملف وبالضبط فالكأس ديال الويسكي ... إميليا كلارك أو روعة الخطيب غارقا حتى لودنيها .. عملت عليها بحث مكثف طول هاد الفترة وتصور معليا هي مطلوبة للعدالة فالمغرب بتهمة محاولة القتل والضرب والجرح ... بالإضافة أنها مهاجرة غير شرعية ... وعندها هوية مزورة فالإسم والجنسية ... وعاد فوق هادشي كااامل .. كانت ليلة مقتل هاري بلاك داخل غرفتو والبصمات توضعو على الكأس قبل قتل هاري بـ 5 خمسة دقائق .. وهادشي مذكور فملف التشريح ديال الجثة .. فيا عزيزي جبل مرتجى ...

شافت فيه بحزم وكملت :
-‏ انت قلتي بلي هي الحارسة الشخصية ديالك .. واش هذا كايعني بأنك نتا لي كلفتيها تقتل هاري بلاك وتاخد السي دي وتطمس المعلومات لي فيه ... ومن بعد تنكر ...

شاف فيها جبل بصدمة مخلطة مع دهشة وقال بصوت غاضب لكن منخفض باش مايسمعوهش :
-‏ أشنو كاتخربقي نتي ؟؟

ضحكت نورسين بإستخفاف وقالت :
-‏ هه .. القضية راها واضحة وضوح الشمس ... الكاريبي خطفوها حيت هوما عارفين بلي هي لي سرقت السي دي ...

خرج جبل من سيارتو وضار شاف فأسد لي كان مشغول مع عصام وجرها من يديها لمور سيارتو وقال :
-‏ راه إلا كنت ساكت ليك هذا مكايعنيش انني خفت منك ولا فعلا لهضرة لي قلتيها صحيحة .. كانحتارمك ايوا ماطلعيليش فوق راسي بهضرتك لخاوية .

حرك رجليه باش يمشي لكن نورسين جراتو من دراعو وقالت بتحدي وهي كاتشوف ليه فعينيه :
-‏ نتا اسي جبل وديك البنت مشاركين فهاد العملية وعارفين السي دي فين هو .. وخايدين كاتلعبو علينا كاملين ...

تنهد جبل بقلة حيلة في محاولة السيطرة على أعصابو .... وكأن هادا هو الوقت المناسب للهضرا فهاد الموضوع .. شاف فيها بحزم وقال :

-‏ هادشي كامل لي قلتيه تخربيق ... روعة حارستي الشخصية .. وانا سيفطتها تفتش على السي دي فالغرفة وقالت لي بلي غير سمعات صوت رصاص تخلعات وخرجات ويبدو انها نسات لكأس ديالها تما .

شافت فيه نورسين بتشكيك ثم قالت بلهجة فضة :
-‏ انت كذاب ... القرعة ديال الويسكي ولي كانو عليها البصمات ديال هاري بلاك هي نفسها لي تخوا منها الويسكي فالكأس لي عليه بصمات مدموزيل روعة بالإضافة لكأس اخر كان مهرس فالأرض وكانو عليه بصمات هاري ... وتخيل معايا نتا المشهد .. روعة وهاري كانو بجوج وسط الغرفة وهاري كب كأس ليه وكأس ليها .. وتطورت الأحداث بينهم وكأس هاري تهرس بينما كأسها بقا صحيح ومحطوط على الطبلة ... ونزيدك معلومة اخرى لي ماغاديش تقدر تستحمرني بيها ... أخر بصمة كانت على مقبض اليد ديال باب الغرفة كانو بصمات الأمورة المخطوفة روعة الخطيب .. اام بغيت تقول إميليا كلارك

إبتسم جبل إبتسامة غريبة محملة بكل أنواع الثقة فالنفس وقال بهدوء متصنع :
-‏ كايعجبوني ناس لي كايخدمو العقل بدل السلاح ماشي للسان .. وضربتهم القاضية هي الصمت وماشي كثرة البلابلا . ومدامك عارفا هادشي كامل علاش بقيتي ساكتة.

توترت نورسين من إبتسامتو لي كانت كاتحداها بعدما حطت كل المعلومات لي عندها لجبل بلاما حتى يسولها ولو كان فعلا متورط فهاد القضية كان عليها تستر معلوماتها حتى تقدمها للمجلس وتما يحققو مع جبل ويصنفوه خائن كيفما تاهماتو او العكس .. رجعت شعرها للخلف وقالت بتردد :
-‏ حيت .. حيت كنت باغيا نحمي الشاهدة الوحيدة ..

همهم جبل وقال بإستهزاء :
- ‏ههمم واضح ... ‏واش مكاتشوفيش راسك شويا متناقضة .. لو كنت فعلا سارق السي دي واش كانو غادي يخطفو حارستي الشخصية باش ياخدوه منها .. انا اكبر عدو ليهم ولو كان طاح السي دي بين يدي ابدا مكنت غادي نتسنا هاد لوقت كاامل .. كنت غادي نكشف على المعلومات لي فيه باش نتهنا من كابوس شاهين الزفت ... اصلا أنا مامضطرش نشرح ليك حتى حاجة .. وهاد المدة كاملة لي خديتيها باش تحللي لامور على حسب قناعاتك الشخصية .. خودي وقت اخر بحالو وحللي هادشي لي قلت ليك على الله تفهمي شي حاجة أخرى .

تراجع جبل للخلف لكن نورسين تبعاتو بإصرار وقالت :
-‏ جبل سمعني .. خلينا نتفاهمو .

وقف جبل وضار لعندها ثم قال بحدة :
-‏ علاياش غانتفاهمو ؟

ردت عليه نورسين بإصرار :
-‏ شوف ... حنا متعاونين على قضية وحدا يعني حنا فريق واحد .. وخصنا نخدمو كاملين .. وانا لي غادي نحقق مع إيزيك تافقنا ..

بقا جبل كايشوف فيها بقلت حيلة ثم قال بإستهزاء قارس :
-‏ ماضحكينيش الله يخليك .. حنا أولا ماشي فريق وإلا ماكنتوش غادي تخبيو عليا موضوع البصمات وماكنتيش غادي تسرقي الملف من الرقيب رافاييل ..

تعصبت نورسين ومابقاتش قادرا تصبر ثم غوتت بإنفعال :
-‏ وحتى انت ماكنتيش غادي تخبي ان أخر شخص شاف هاري بلاك هي حارستك الشخصية .

رد عليها جبل بصراخ :
-‏ كنت كانحاول نحميها ..

ردت عليه حتى هي بصراخ :
-‏ وحتى حنا كنا كانحاولو نحميوعا ..

صراخهم لفت إنتباه أسد لي مشا كايجري لعندهم وهو كايقول :
-‏ اشنو واقع علاش كاتغاوتو ؟؟

تجاهلات نورسين سؤال أسد وبقات كاتشوف فجبل لي كان كايبادلها نفس نظرات الغضب .. لكن تنهدت فالأخير باش تسيطر على أعصابها وقالت بهدوء :

-‏ نتا عارف مزيان ان الكاريبي عندهم عملاء داخل الإنتربول ... ولو عرف رافاييل ان روعة هي الشاهدة الوحيدة .. كل الانتربول كانت غادي تعرف وكانو غادي يوصلوها للكاريبي وغادي يقتلوها ..

فهم أسد الموضوع لي كايهضرو فيه وإكتفا بالصمت والإستماع وكملت نورسين بنفس الوتيرة :
-‏ جبل .. انا غادي نسحب كاع لهضرة لي قلت وغادي نعتاذر منك لأنني إتهمتك صافي ... نتا كنتي كاتحاول تحميها وانا واسد كنا كانحاولو نحميوها بالصمت والبحث لكن بثلاثة بينا تحشات لينا ولأوغاد ديال الكاريبي قدرو يوصلولها كيفاش الله اعلم !! ... لكن دابا .. حنا خصنا نخدمو فريق واحد ..تافقنا .. خلينا نخطو خلافاتنا جانبا .. غايتنا دابا هي نلقاو روعة الخطيب ..

_____________

الكاتيدرائية المهجورة / الساعة 11:30 دقيقة مساءً

داخل غرفة من غرف الإستراحة الخاصة بشاهين باشا كانت بنت طويلة القامة وشقراء الشعر تتمايل على نغمات موسيقية مايعة وكاترقص بخصرها بطريقة مثيرة قصد إثارة شهوة شاهين باشا لي كان كايتمايل معاها ويميل عليها .. ثواني حتى انقلب الرقص لقبلات ساخنة ولمسات جريئة وتأوهات خطيرة ... دفعها بلطف على السرير وطلع فوقها وأمطر جسمها بقبلاتو الى أن بلغو دروة شبق ودروة اللذة عندهم بجوج ..

تلاح بجنبها كاينهش بتعب وهو كايشعر بالخدر فكل أطراف جسمو ... كان محتاج ينعس شويا ومايزعجش نومو حتى شي حد وإلا غادي يقتلو بدون تردد .. 
‏- حبيبي ..
همست بيها البنت الزعرة لكنه قاطعها بحدة وقال :
-‏ شووو ... مانسمعش حسك

تأففت البنت بملل وناضت بجسمها العاري وتوجهت للحمام باش تغتسل بينما غفى شاهين وغمض عينيه لكن قاطع نعاسو صوت وصول رسالة من تلفونو لي كان حاطو من تحت الوسادة ... دخل يديه وجبد التلفون وهو كايشوف فيه بعين وحدا بينما العين الثانية مغمضة .

غير قرا الرسالة لي كانت واصلة من عند إيزيك تنهد بغضب وكتب رسالة مستعجلة إيدوارد أليكزاندر وغير سالا .. ضرب التلفون مع الحيط حتى طاح للأرض لكن لحسن الحظ ماتهرسش ورجع دار الوسادة فوق راسو ونعس .

لكن والو هاد المشكل طير نعاس من عينيه فبدا كايتمتم تحت انفاسو ويسب فكل سلالة وعرق البارون ... ناض بتثاقل من السرير ومشا لعند التلفون هزو .. وبقا كايشوف فيه لثواني قبل مايقرر يتاصل بداك الرقم البغيض..

______________

قلــعــة مـــيــخور / الساعة 12:00 من منتصف الليل .

داخل غرفة فيكتورية الطراز وفوسط سرير كبير ذهبي اللون كان البارون الأعضم متكي على ظهر السرير وبين يديه كتاب سياسي للكاتب "روبرت غريبن" بعنوان :
" 48 قانونا للسلطة " وتقريبا كان واصل فيه للمنتصف ... مد يديه عدل النظارات فوق أنفو وقلب الصفحة .. لكن زوجتو باتريسيا لي كانت فسن حفيدتو رؤية تقلبات فنعاسها ودفعت الغطاء من على جسمها حتى إنتبه لفخدها العاري ... تنهد بقلة حيلة ثم مد يديه سحب الغطاء ستر بيهم أفخادها وهو كايتمتم :
‏- اااخ على شباب اليوم .. متهورين فكلشي حتى فنعاسهم .

قاطع تمتماتو صوت رنين تلفونو لي كان من نوع نوكيا قديم الطراز وكبير فالحجم ... مد يديه هز التلفون لكن فاش انتبه لـلـرقم .. زول الغطاء وناض متجه ناحية البالكون .. دخل وسد الباب ثم فتح الخط وقال بإستهزاء:
-‏ صـديـقـي !.

قلب شاهين عينيه بغيظ وقال :
-‏ واحد الدبانة من صبح وهي كاتزنزن عند ودني وماكرهتش نقتلها باش نرتاح .

رفع بهجت حواحبو بإستهجان وقال :
-‏ إيوا ..

تعصب شاهين فاش مافهمش بهجت قصدو وقال بإنفعال :
-‏ سمعني اداك شارف ... صبري بدا كاينفد ... وماغاديش نزيد نصبر لا عليك ولا على دوك الأغبياء ديال أحفادك الواليد لي كان عاقد معاك إتفاقية الهدنة مات الله يرحمو ..

رد عليه بهجت ببرود :
-‏ ومن بعد !؟ ..

صك شاهين على أسنانو وقال بغيظ مكتوم :
-‏ حفيدك جبل .. خطف واحد من رجالي ... ولو مابعدش من طريقي كانقسم ليك بلي غادي نقلب دنيا على راسو وغادي نقتلو بلا رحمة .

تنهد بهجت بهدوء ثم حشا يديه فجيب البينوار الرجالي لي كان لابس وعلى راسو شاف فالنجوم لي متوسطين السماء وقال :
-‏ يبدو أنك سخيتي بروحك اشاهين ... واش نسيتي شحال كنت كانشبع فيك سقل ونفرك ليك ودنيك فاش كنتي صغير .. كبرتي وطواليك اللسان .. شحال فعمرك دابا وصلتي لـستينات ؟؟ ...

قدر بهجت يسمع زمجرة شاهين من خلف السماعة وعرف بأنه وصل لقمة غضبو ... إنتقل بهجت ببصرو من السماء للأرض وقال بصوت رجولي غليض فيه كل معاني الهيبة الخطيرة والوقار القاتل :

-‏ في بعض الاوقات مايمكنش ليك تهزم رجل حامل معاه ارادة عمياء فدمو .. وحفيدي الغالي .. باغي يقتلك حيت قتلتي ليه أمو والرجل لي رباه وكبرو ... فكانضن بلي خصك تكون مستعد للمعركة وماتجيش تشكي عليا بحال شي شيخة .

ضحك شاهين بصوت عالي وقال :
-‏ كلي إستعداد ... وصدقني أنا متشوق كل الشوق باش نقطع راس داك التافه ديال حفيدك وكانواعدك غادي نسيفط ليك هدية عما قريب كعربو لإفتتاحية الحرب بيناتنا ... غادي نكون بحال العقرب لي غادي يسمم ليك حياتك .

همهم بهجت وظهرت إبتسامة صغيرة باردة على شفايفو المنكمشة وقال بسخرية قصد إستفزاز شاهين :
-‏ ياعقربينو .. الحشرات ماعندهومش الحق يهضرو مع البشر بتعالي .

كان قصف قاسي من بهجت لجبهة شاهين باشا لي ماعرفش باش يرد عليه فكمل بهجت وقال ببرود باش يتسلى بأعصاب شاهين :

- ‏اااخ ياشهووون ...‏ البشر مايقدروش يحصلو على أي شئ الا ماضحاوش بشئ يعادله فالقيمة .. ونتا لا بغيتي حفيدي يبعد عليك وعلى رجالك اعطيك راسك فالمقابل .. وغادي ينتهي هاد الصراع السخيف كلو ... العالم كلو غادي يرتاح فاش غادي تكون نتا تحت الأرض .

زمجر شاهين وقال بغضب قاتل :
-‏ غادي ندفنكم كاملين تحت الأرض وكانواعدك بلي غادي نبول على شواهد قبوركم واحد واحد حتى نصفي كل سلالة البارون القذرة .

تغيرت ملامح بهجت من الباردة والهادئة للغضب الأسود .. تمسك بدرابزين البالكون بيديه المنكمشة وقال بتهديد : 
-‏ الكلب لي كاينبح مكايعضش اشاهيين ... بالنسبة ليا مكايهمنيش إلا ضربتيني ولا سبيتيني ولا قللتي من شأني هادشي كامل مكانهتمش ليه ولكن إلا حاولتي تأدي شعرة وحدا من أحفادي أقسم بالثمانين سنة لي عشتهم والسنوات لي باقين من عمري انني غادي نخسف بيك الأرض وتذكر أنك عندك عائلة وأولاد ولي يقيصلي فولادي نرزيه فولادو ..

______________

في مكان مجهول على حدود البحر / الساعة 02:00 صباحا

وسط حي قديم مكتفي بضوء القمر لي إنعكس على برك الماء لي خلفتها الشتاء بعد سقوطها الكثيف .. الصمت كان هو السيد الحكيم لكن مرا مرا كان يعكر صفوه نباح كلب أو مواء قطة شوارع متشردة ...وداخل مبنى مهجور آيل للسقوط ، عانا جبل باش يشعل سيجارة وسط الريح لي مكانش باغي يوقف فديك الليلة .

كان واقف بالقرب من نافدة زجاجها مكسور وكايشوف فالاشئ بأعصاب مشدودة و بين عينيه إبتسامة روعة .. همسة روعة .. لمسة روعة .. صوت روعة .. وحركات روعة .. لكن هي مكايناش ... كان كايحس بالعجز وكره راسو فاش ماقدرش يحميها وماوفاش بوعدو ليها حتى قاطعو صوت رجولي من الخلف وهو كايقول :
-‏ غادي نلقاوها ... ماتخافش .

إلتفت جبل وشاف فيه بنظرة كئيبة وقال :
-‏ هادشي لي من المفروض يكون ... 
ضيق جبل عينيه وكأنه كايفكر فشي حاجة ثم قال لا شعوريا :
-‏ أسد ..

همهم أسد وهو كايتسناه يكمل كلامو لكن جبل تراجع على الشئ لي قال .. ودار ليه حركة براسو كاتعني " والو " ثم رجع ضار لناحية النافدة وهو كايفكر بعمق فحل لهاد المشكل ... خصو يدير المستحيل باش يرجع حبيبتو وإلا غادي يحماق ...

أشعل سيجارتو مرة أخرى فاش خانتو الكلمات .. كان في أوج سخطه على نفسه .. حرق سيجارة أخرى للمرة الثالثة وهو كايشوف كل أحلامو كاتحرق قدام عينيه ... سيجارة وحدا قطفت من روحو لهيب أيامو وخدات من قلبو قطعة من جرحو ورفعت من جسدو جزء أصبح من الرماد القاتل ... هي فقط سيجارة كانت قادرا تهدء أعصابو شويا ... فماذا لو كانت روعة ؟.. هي بوحدها فيها نيكوتين يكفيه طول عمرو ...غير فاش كايشوفها كايلقى جوارحو مستكينة وهادئة ومستعدة تستقبل اي حركة منها . غير كايشوفها كاتشد الهموم فيد بعضها وكاتسقط من فوق راسو لأخمص قدميه وكأنها كاتقوم بغسيل يشمل جميع أعضاء جسمو منهنياه من الهموم إلى إشعار أخر .

تنهد أسد بهدوء فاش لاحظ أن جبل كايدخن سيجارة مرو سيجارة ... مكايعطيش مجال لرأتيه باش تستريح من داك السم القاتل وقال : 
-‏ مسكينة ديك البنت أول مرة شفتها كانت هاربا منك وخايفة لدرجة الموت ...

تفكر أسد الليلة لي كان مع نورسين داخل سيارتو و شاف روعة خارجة من ڤيلة بلازا بعد حادثة مقتل هاري بلاك ... تألم جبل فاش تفكر داك اليوم وكيفاش عاملها بقسوة وتهمها بجريمة هي ماعندها حتى شي ذنب فيها ..

لاح عقب السيجارة من السرجم ثم تنهد بحزم وقال بنبرة جادة : 
-‏ أسد مالك .. صاحب لقب الوحش المظلم .

إبتسم أسد فاش تفكر هاد اللقب لي كان كايزرع الرعب فقلوب المجرمين .. ورد عليه بنفس الطريقة وبنفس النبرة الجادة :
-‏ جبل مرتجى ... صاحب لقب الشيطان السوري .

همهم جبل وقال بحزم :
-‏ ماتوحشتيش أيام المنظمة ؟.

عقد أسد حواجبو بإستنكار وقال :
-‏ أشنو كاتقصد ؟؟.

رفع جبل رأسو بشموخ وقال وهي كايشوف فالاشئ بنظرة غريبة :
-‏ ماغاديش نكلس مكتوف الأيدي و نتفرج فالكاريبي وهوما كايحاولو يأديو الناس لي كانبغي ..

شاف فأسد بنظرة باردة لكنها تحمل داخلها عمق بركاني على وشك الثوران وكمل بنفس الوتيرة:
-‏ بغيتك تتوسط لي عند الأسياد .

مكانش قادر أسد يخفي الدهشة ديالو من الشئ لي قال جبل .. لكنه رد عليه بديبلوماسية :
-‏ كنت قريب نصدق أنك إعتزلتي عالم المافيات ووليتي انسان شريف مكايقربش من الإجرام بتاتا ... ياك وضعتي يدك فيد القانون والمخابرات .. أشنو لي غير رأيك دابا ؟.

إلتفت جبل لعند النافدة ثم قال وهو كايشوف فالمدى البعيد :
-‏ القوانين شباك عناكب يجتازها الذباب الكبير ويعلق فيها الدباب الصغير . وأنا ماخلاقيتش باش نكون صغير .

همهم أسد وقرب من النافدة .. وقف بجنب جبل وشعل سيجارة أخد منها نفس وقال بصوت حازم :
-‏ بين يديك مرتزقة خصك غير تعرف تستخدمها .

شاف فيه جبل وقال بإستهجان :
-‏ اشنو كاتقصد ؟.

نفث أسد رماد سيجارتو مع شباك السرجم وقال :
-‏رجال بهجت مرتجى .. عددهم فوق الخيال .. بإمكانك تنهي أمر الكاريبي بكلمة من فمك .

عقد جبل حواجبو بإستنكار وإلتفت لعندو وهو كايشوف فيه بشك .. حتى شي واحد مكايعرف بإسم البارون الأعضم الحقيقي من غير الناس مقربين ...

الإسم ديالو المتداول عند الجميع عند أعدائو وحلفائو هو "البارون الأعضم " بينما الإسم "بهجت مرتجى" أحفادو وأولادو هوما الوحيدين لي كايعرفوه .. إذن أسد كيفاش حتى عرف إسمو الحقيقي ... قال جبل بحدة :
-‏ ومنين كاتعرف نتا البارون الأعضم ؟

تنحنح أسد وتوتر فاش عاق براسو وقال :
-‏ احم .. بحالي سمعت نورسين كاتعيط ليا .. واقيلة إيزيك فاق غادي نمشي نطمن عليها .

حرك أسد رجليه باش يمشي لكن جبل شدو من دراعو وقال بحدة :
-‏ أشنو كاتعرف على بهجت مرتجى ؟.

سحب أسد دراعو من يد جبل وقال بقلة حيلة :
-‏ داكشي لي عارفو نتا .

همهم جبل وقال بتشكيك :
-‏ كايبان ليا بلي نتا عارف كتر مني ... إسم بهجت حتى شي واحد مكايعرفو من غير العائلة والمقربين إذن شكون فيهم نتا .. اسي أسد مالك ؟.

يتبع

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.