البارون الأعظم الجزء 52 أنا أشعر بك

من تأليف ابتسام قراري
2018

محتوى القصة

رواية البارون الأعظم الفصل 52 بعنوان أنا أشعر بك

-‏ كنت متوقع ان نتا لي غادي تجاوبني 

دعس جبل على فران السيارة وركنها بجنب الطريق بسرعة خلات أجسامهم ترتد للأمام بقوة وتسمع صرير عجلات السيارة مع الأرض قبل مايقول جبل بصوت غاضب ومتوحش :
-‏ شاهين الكلب .

قلب شاهين عينيه بغيظ وهو جالس وسط مكتبو الفخم وكايلعب برصاصة ذهبية بين أصابعو وقال :
-‏خلينا نحتارمو بعضياتنا .
وكمل برزانة :
-‏أشنو كايدير تلفون الأنسة إيميليا معاك ؟ ...

تحولت نظرات جبل لغضب أسود يشد قبضته على المقود و كايشوف فالاشئ .. فزمجر قائلا:
-‏ فين هي إيميليا ؟؟

إبتسم شاهين بخبث وتفكر فاش كان غادي يتصل بجبل لكن إيدوارد قال ليه قبل مايخرج .." حنا مامتأكدينش أن إيميليا كاتعني شي حاجة لجبل ممكن يكون مكايبغيهاش وغير كايتسلى بيها .. وإلا بغيتي تتأكد إتصل برقم تلفونها ولو جاوب هو غادي تتأكد أنه فعلا كايبغيها وطلب منو لي بغيتي وغايعطيك فالمقابل عينيه "

إعتدل شاهين فجلستو بشموخ وقال :
-‏ من قبيلة وأنا كالس كانفكر .. مابغيتش نأدي هاد البنت وهي كاتبان إنسانة بريئة وصحتها ماتستحملش المزيد من الضرب والتعذيب بعد ما ضربوها رجال خوك صخر بقسوة.

توسعو عيون جبل بقوة الصدمة فاش سمع اش قال شاهين .. صخر وصلت بيه الحقارة والذناءة يعدب روعة .. هو راه شاف وجهها كلو مغطي بالدم فالتسجيل ديال الكاميرة .. هذاك التافه الحقير تجرء يلمس حبيبتو بسوء ااااخ .. حس بالقلب ديالو كايغلي العافيا كانت شاعلة فيه .. هو كايتوقع من خوه أي حاجة لكن باش يعدب بنت سبق وقال ليه أنا مزوجها فسر يعني مرتي.. هادي ماقدرش عقل جبل يتقبلها وزاد حقد على صخر وكرهو لدرجة الموت ..

فتح جبل باب سيارتو ونزل وهو كايحيد أزرار سوميجتو بعنف وماكرهش يحيد حتى الجلد ديالو باش ينفس على العافيا لي شاعلة فيه وكمل شاهين كايقول :

-‏ أنا قلت ماخصنيش نكون إنسان همجي بحال خوك صخر ونعذب البنت المسكينة ...وفضلت نحقن جسمها غير بالهيرويين ... 

تهالك جسم جبل وكان غادي يطيح على طولو من شدة الصدمة لولى الدون ماركيز لي لحقو بسرعة وشد فيه لكنه نتر دراعو وتمشى داخل الغابة .. كايفكر فالبنت لي كايحب وسط دياب مكايرحموش .. كان مستوعب خطورة الأمر لأن هادو هوما الأساليب الأكثر حقارة حتى أشد من التعذيب بحد داتو .. وماقدرش يتخيل أن روعة تولي مدمنة .. تكا على جدع شجرة كبيرة وعلى راسو لسماء الصباح كايفكر كيفاش غادي ينقدها من بين يديهم ؟؟ 

كانت أعصابو تلتهب ضجرا فلا هو قادر يغوت ويحرر غضبو ولا هو قادر يبقا ساكت .. مدام شاهين هو لي متصل فيلزم على جبل يبان متزن فكلامو وفأعصابو باش مايكونش معاه شاهين متطلب لو عرف أنه غادي يموت إلى وقعت لروعة شي حاجة ... تنهد وقال بصوت ثابت ورزين :

-مع أنه عندي من الرجال مايكفي لسد مكان ديك المغنية إلا أنني محتاح نكفر على الذنب لي دار معاها خويا صخر ...‏ خلينا نتافقو على واحد صفقة .. عطيني إيميليا وفالمقابل أنا غادي نسلمك إيزيك ... 

همهم شاهين وقال بعد صمت قصير :
-‏بغيتي تبين ليا أنك كاع مامهتم بالمغنية حتى لو قتلتها .. لكن نبرة صوتك اجبل كاتقول العكس واخا كاتحاول تتصنع الثبات ... أما إيزيك ولا بحال ديك الخردة لي مابقاتش صالحة للإستخدام .. تقدر تقتلو ولا تحرقو مكايهمش .. ولكن الصفقة ديالي ... أفضل بكثير ..

وكمل :
-‏ واش مستاعد تسمعها ؟

مكانش عندو شي حل أخر من غير أنه يقبل .. فقال بثبات:
-‏ كانسمعك .

طال الصمت بيناتهم وكأن شاهين كان مستقصد يلعب ليه على الأعصاب وبعد صمت قال :
-‏ تعدييتي عليا وكنت صابر ليك هاد المدة كاملة .. قتلتي جوج من رجالي الكولومبي والنيويوركي وضيعتي ليا صفقات كبيرة .. وزدتي زرعتي جاسوسك وسط من رجالي .. ومع ذلك مادرت حتى حاجة لأنني كنت مقيد بإتفاقية الهدنة لي كانت بين الأب ديالي وجدك .. 

إعتصر جبل عينيه وتمتم بغضب :
-‏ ختاصر .

تنفس شاهين بهدوء وقال :
-‏السي دي لي خداه جاسوسك اللعين هاري بلاك .. 

ضحك جبل بإستهزاء وقال بتهجم :
-‏ لو كان عندي هاد سي دي لي كاتهضر عليه فنظرك واش كنت غادي نصبر عليك حتى أنا هاد المدة كاملة .. مكاين لاش تأدي ديك البنت المسكينة هي ماعندها حتى شي علاقة بهادشي كامل .. هاري بلاك كان الجاسوس ديالي ولو كان عندو هاد السي دي المزعوم كان غادي يعطيهلي أنا ماشي لديك البنت لي مكاتجمعو بيها حتى شي علاقة .. مع انني غادي نموت ونعرف داك سي دي شنو فيه .. طلق البنت اشاهين دنبها أنها حضرت فالحفلة وذنبها الثاني أنها ماماتتش وسط المجزرة لي رتاكبها إيزيك فڤبلا بلازا .. 

فكر شاهين فصحة كلام حبل وبقا ساكت .. البارون وأحفادو مجانين .. شحال زرعو من الجواسيس داخل عصابتو وماربحو والو ..ولو فعلا كان بين يديهم السي دي أبدا مكانوش غادي يچلسو مكتوفي الأيدي .. 

-‏اشنو لي وصلنا لهاد المشاكل كلها ... كونا صحاب وحباب والأب ديالك كان صديقي الصدوق وليليا كانت .

قاطعو جبل بحدة :
-‏ ماتجبدش اسم ليليا على فمك .

لكن كمل شاهين بعناد وقال :
‏-‏ وليليا كانت الزوجة المثالية لي يتمناها أي رجل .

ضرب جبل يديه مع جدع الشجرة بقوة حتى تحرحات وقال بغضب :
-‏ غادي تدفع الثمن على داكشي لي درتي فيهم .. ماتخافش الزمان كايضور اشاهين .

تنهد شاهين وقال :
-‏ أنا مادرت والو .. محمد إبراهيم مرتجى هو لي كان كايقلب على الطريق المختصر للقمة .. وكيما كاتعرف باش تصعد للقمة .. خصك تطلعها درجة درجة .. سلم النجاح كايطلب سنوات وسنواات ديال العمل الجاد .. لكنه فضل يركب فصاروخ أعمالو الوسخة .. ونتا عارف مزيان أن زوج أمك كان رجل فاسد بإمتياز .. بين ليلة وضحاها أصبح وزير الدفاع فسوريا ومن بعد الثورة أشنو كاتوقع .. بشار الأسد قضى على كل خصومو لي كانو كايشكلو خطر عليه وأنا غير عاونتو يعني درت الواحب وسهلت عليه طريق .. 

سكت شويا وكمل:
-‏محمد إبراهيم كان وزير الدفاع و الحربية والجيش السوري كان كايتحرك بأمر منو واش كاتوقع أن بشار الأسد غادي يخلي الجيش فيد محمد إبراهيم .

تفكر جبل الكابوس لي عاشو فسوريا طول مدة الحرب ... قبل 8 سنوات كان الشعب السوري كايعاني من ويلات الحرب لي بدات ومازال ماسالات لحين الحظة كان الموت هو الزائر الوحيد لي كايحل عليهم فكل ليلة من الهاون والبراميل المتفجرة والغازات الكيميائية وكأن بؤس كتب على الشعب السوري كافة .. 

كان عند جبل أربع إخوة من أمو كان هو الأكبر وموراه سمر وأميرة وساهر وأخر العنقود تاليا .. ماعمرو ينسا اليوم لي هجم عليهم شبيحة الأسد وحاصرو منزلهم وطوقوه من كل جيه قبل مايشعلو فيه العافيا لي تسببت فموتهم كاملين من ليليا لمحمد ابراهيم وسمر وأميرة وساهر ونجى فقط جبل بمعجزة إلاهية .. الغرفة ديالو كانت فالقبو حيت تصميم الفيلة كان هكاك وبعض الغرف كانو فالأسفل ومن ضمنهم غرفة جبل .... وليلتها كان تعبان ونعس حتى فاق على صوت صراخ خواتاتو البنات وكل عائلتو .. دار المستحيل باش ينقدهم لكن العافيا كانت بحال الجحيم حتى أنه مالقاش طريق من غرفتو باش يمشي ينقدهم .. وبقى محبوس داخل غرفتو تحت الأرض حتى تدخلت الوقاية المدنية وأطفأت الحريق .. 

رجع لأرض الواقع على صوت شاهين وهو كايقول :
-‏ عندي ليك عرض أفضل اسي جبل .

غمض جبل عينيه بقلة حيلة وقال :
-‏ شنو هو ؟

حال الصمت دون أي كلام وكأن شاهين كان كايراجع قرارو .. قبل مايكسر الصمت ويقول :
- ‏البارون الأعضم ... 

عقد جبل حواجبو وقال :
-‏ أشنو بغيتي بيه ؟؟

رد عليه وقال :
-‏ بغيتك تسلمو ليا عايش هو والسي دي.. وفالمقابل غادي نرجع ليك حبيبتك ومعاها خوك هدية .

فتح جبل فمو باش يتكلم لكن شاهين قاطعو وقال بسرعة :
- ‏‏ عندك 2 ساعات إلى ماجبتيليش البارون الأعضم مدلول كيف الكلب ترحم على حبيبتك .

__________

مقر الإنتربول / ساعة 7:30 صباحاً

إبتلعت تاليا ريقها بتوتر وهي كالسا داخل السيارة وكاتشوف فمقر الإنتربول من النافدة .. باغيا تدخل ولكن مترددة حتى قاطعها صوت دانيال لي كان كالس فمقعد السائق :
-‏ خالك كايسول عليك امادموزيل وطلب مني عصام نردك لڤيلة كونتيسا .

تجاهلت تاليا كلام دانيال وفتحت باب السيارة و تاجهات للمدخل الزجاجي ديال الانتربول و قلبها مزير لكن وقفت وماقدراتش تدخل وهي كاتفكر كيفاش تسببت ليه فجرح فوسط يديه بسبب طفوليتها وغبائها وكانت خايفا من ردة فعلو فاش غادي يشوفها.... 

جافاها النوم الليل كامل بعد المكالمة لي دارتها مع رافاييل فالأمس فخرجات لحديقة الكونتيسا كاتجري وكادير بعض الحركات الرياضية باش تعيا شويا وتنعس حتى رجعت لغرفتها وفيديها كأس عصير الليمون .... 

ملأت البانيو بالماء الساخن وضافت فيه خلاصة روح عطر البابايا باش تحس بشويا ديال الإنتعاش وتحشات فيه .. ترخات فالأول لكن عقلها كان كايدور ويرجع لهاري وكانت محتاجة تشغل نفسها بأي شئ ... هزات تيليفونها، و لقات بزاف ديال الاشعرات من الفيسبوك ...، دخلات لقات بلي كلشي كيهضر على شي جريمة بشعة فلتات منها غير طفلة صغيرة ... لفت إنتباهها إسم الرقيب رافاييل لي كان مكتوب فالعنوان لكن ظنت بأنه غير تشابه فالأسماء يعني مجرد صدفة وماهتماتش ...

خرجات من الفيسبوك بضجر و دخلات للچوچل و هيا تخرج ليها تصويرة ديال رافاييل و مايسي بين درعانو فالإشعارات ديال الأخر الأخبار كان كيشوف فصاك الكحل ديال الموتى وسيارات الإسعاف و الأمن من موراه. تهزات من بلاصتها بحال الا ضربها ضو وماقدراتش تصدق الشئ لي شافت ... نشفت نفسها بسرعة ولبست ملابس سوداء كتعبير على حزنها وخرجات كاتجر فدانيال باش يوصلها للمقر 

تنهدات تاليا و هيا كتدفع الباب متاجهة لإستقبال و فنفس الوقت كتخرج راسها من افكارها و وقوة الاسئلة الي عارفة بلي الإجابة عليها غادي غير تعصبها ...

-الرقيب ديمورو عفاك.
قالتها فاش وقفات عند الإستقبال فشاف فيها الشرطي وطلع وهبط فيها ثم سولها بصوت حديدي كايتناقض مع منظرو الشبابي و الهادئ :
-نتي من صحافة ؟

قلبات عينيها بملل، و ترددات قبل ما تجاوبو :
-لا .. أنا من العائلة .
إستغربت من نفسها فاش إختارة كلمة العائلة بدل صديق لكن الشرطي بقا كايشوف فيها بنظرة غير مصدقة .. هكذا كايديرو الصحافة فاش كايبغيو يتجسسو على جديد الأحداث و الأخبار .. كايختارو هاد المبررات الغبية .

-‏ هيهو !!!.. 
قالتها بضجر وكملت :
-‏ واش مازال معايا فالخط !!.. بغيت نشوف رافاييل و مايسي لاسمحتي.

غير نطقات سميت مايسي ترفعو حواحب الشرطي بإستيعاب .. ثم شاف فيها بنظرة حزينة وجاوبها :
-تفضلي آنسة الطابق تاني على اليمين، اخر مكتب فالممر. 

شافت فيه تاليا بامتنان واضح، و شكراتو بصوت عذب:
-شكرا.

حرك الشرطي راسو بابتسامة شفقة بمعنى "ولا عليك" وبقا متبعها بعينيه حتى طلعات فالدروج و دارت على اليمين وعبرات الممر حتى التالي ... وصلات قدام المكتب كتستجمع القوة ديالها ثم هزات راسها كتشوف فالباب الأسود الي كان عليه لوحة ذهبية مكتوب عليها ثلاث حروف S.R.D وتحت منها مكتوب بالإسبانية
Sargento Raphael Demoro .. الرقيب رافاييل ديمورو .

رفعات يديها باش تدق لكن لفت إنتباهها صوتو الرجولي و كان باين كايتكلم فتلفون :

-‏ فين تعطلتي اأسد .. كانتسناك هادي ساعة ..
رد عليه أسد وقال:

-‏ واحد ساعة ونكون عندك جبت نورسين للدار تبدل حوايجها .

حل الصمت وفهمت تاليا أنه أنهى المكالمة فمدت يديها بتردد ودقات جوج دقات وفالحين وصلها الرد منو كايطلب من الطارق الدخول .... حسات بقلبها تهز، و تفكرات هضرتو المتملكة، و قبلاتو المتحرشة ... بغات دور و تمشي بحالها، و هيا تسمع انين بنية صغيورة عرفاتها مايسي فبلاما تشعر بنفسها لقات راسها دفعت الباب ودخلات. 

كان رافاييل حاني على مايسي فوق الأريكة وكايطبطب على ظهرها باش ترجع تنعس .. حتى شعر بالحركة خلفو .. إعتدل فوقفتو وضار وغير طلاقات عينيه مع عيونها قال بإندفاع وخوف :

‏- تاليا واش نتي بيخير ؟ .. واش وقعات ليك شي حاجة؟ 

توترت تاليا وهي كاتشوف فملامحو التعبانة وشعرو المبعثر ووجهو الشاحب وعيونو لي كانو داخلين ورجعات حنات راسها ... ماقدراتش تشوف فيه مازال بقات غير كاتلعب بأصابعها وهادشي زرع الخوف فقلو فاش تفكر ان روعة مخطوفة وخاف يكونو تعرضو ليها حتى هي .. قرب منها و جرها من دراعها ودفعها لعند مكتبو وقال :

-‏تاليا .. شوفي فيا وقوليلي شنو واقع .

ماقدراتش تحبس دموعها وبدات كاتبكي بحرقة وهي كاتشوف بعينيها مايسي بجسمها الصغير لي مازال ماكملش الأربعين .. علات راسها وشافت فيه بعينين دامعين وهمست ببكاء :
-‏‏ مُـــراد .

ثم إرتمت فحضنو و عنقاتو ... تسمر رافاييل من الإسم لي ناداتو بيه .."مراد" هو الإسم لي عرفاتو بيه أول مرة على يخت الجوهرة وهو نفسو الإسم لي كانو العائلة لي رباوه كايناديوه بيها ... رفع يديه وحاوط خصرها.. عنقها بقوة .. كان فأمس الحاجة لهاد الحظن ...أول مارجع من المشرحة وبين يديه مايسي تمنى لو أنها معاه يعنقها ويشكي عليها همو .. وهاهي دابا بين يديه .. 

بعدت عليه ثم مسحت دموعها بأصابعها وشافت فيه .. كانو نظراتو فارغة وتعبانة .. شافت فيه واحد رافاييل ماعمرها شافتو .. رافاييل لي كايتحامل على نفسو باش ماينهارش قدامها .. رافاييل لي قلبو مكوي بنار القهرة ورافض يعبر .. رافاييل التعبان والمحتاج للي يواسيه .

حنات راسها ثم رجعت رفعاتو وشافت فيه وهمست بصوت خافت :
-‏ أنا ... أنا حاسا بيك ارافاييل ...

إبتسم رافاييل بوهن وهمس :
-‏ مراد .. ناديني مراد 

ماقدراتش تبادلو نفس الإبتسامة بل إستمرت على نفس نظرتها الواهنة وكملت :
-‏ حتى أنا قتلو ليا خوتي .. أميرة وسمر وساهر .. حتى أنا تقطع قلبي عليهم أمراد .

تغرغرو عيون رافاييل بدموع الحرقة لكنه رمش بعينيه باش مايضعفش ويبكي قدامها وقال :
-‏ الله يرحمهم .

مدت يديها بتردد ولمست خدو بلمسة حنينة غلق رافاييل عيونو على إثرها ورجعت قربت منو وضمت خدودو بيديها بجوج وهمست :
-‏ نتا كاتألم ... حاسبة بيك .. قلبك عامر .. ودموعك محصورين فعينيك...ماتحاولش تحبسهوم ... خليهم يخرجو . 

وهو مغمض عينيه فلتت منو دمعة وشهقة مجموع فيهم وجع السنين .. مررت أصابعها الرقيقة على خصلات شعرو وهمست بصوت رقيق:
-‏ أجي .. عندي .. قرب مني .. تقدر تبكي على كتفي .

تهالك رافاييل على كتفها وعنقاتو هي بقوة .. كانت كاتسمع شهقاتو لي كان كايدير المستحيل باش يكتمهم بدون جدوى بينما كانت حتى هي كاتبكي معاه وكاتمسح على راسو ..

بكى رافاييل وكأنه يستعيد وصلته المفقودة في الحياة بكى وكأنه طفل صغير ، بكى وكأنه أب مكلوم .. رفع يديه مسح عينيه من الدموع باش ماتشوفهومش تاليا مع أن إحمرار عينيه كان واضح ثم بعد عليها شويا وقال :
-‏ البكاء ماغاديش يرجع حق ختى وراجلها .. 

-‏ البكاء مايقدر يرجع مفقود مايقدر يوقف فوجه المكتوب ولكن بعد المرات كايريح القلب المحروق .

تنهد رافاييل بألم وتمسك بيدها وجرها معاه حتى كلس على الكرسي المجاور لمكتبو ثم شاف فيها بنظرة فهمت معناها لكنها سحبت يديها من بين يديه وضارت ... حس رافاييل بالإحباط لأنها رفضاتو للمرة المليون فتكا براسو على الكرسي الجلدي وغمض عينيه هو كايتنهد حتى قالت بصوت لطيف 
-‏ ودابا واخا ... 

فتح رافاييل عينيه وغير شافها هازا مايسي علىّ راسو وتصدم أنها مافاقتش وبقات ناعسا فلو لمسها هو غير بصبعو كاتحل عينيها وتبدا تبكي .. لكنها ناعسا وسط حظن تاليا بحال شي ملاك منزل من السماء ... إبتسم لا شعوريا ومد يديه وكأنه كايقول ليها قربي عندي ....وقربت منو بخجل وسحبها هو بهدوء حتى كلست على رجليه وبين يديها مايسي .. 

هي كانت كالسا وسط حظنو ومايسي كانت وسط حظنها ومنظرهم كان زوين بزاف ملئ بمشاعر مخلطة بين نبضات قلبها لي مابغاتش تحبس بقوة السرعة الخيالية ملي دخلات وبين الشعور الأمان لي نتاشر فكل جسم رافاييل و داك شعور بالوحدة ، من بعد فقدان ختو نداثر كي الغبار فاش كاتهب الرياح العتية .. بقا كيشوف فيها و هيا كتقتارب منو حتى حطت راسها فوق كتفو .. وماترددش هو ..حاوط ضهرها وخصرها بيديه وحط راسو على راسها ... وباليد الثانية ضم مايسي لوسطهم .

مدت هي يديها ولمست خدو الملتحي .. مافهمتش منين جاتها هاد الجرأة كاملة لكنها كانت كاتحس بشعور مختلف .. هاد لمرة مكانتش كاتحس بالحقد ناحيتو لأنه باسها بالغصب حتى ترك علامات قبلاتو على جسمها .. كان مغمض عينيه وكايتنفس بهدوء ومستمتع بلمست يديها على خدو وصوت أنفاس مايسي الصغيرة كان ضايف جو حميمي عائلي .. ..

غمضت تاليا عينيها ثم همست بصوت خافت باش ماتفيقش مايسي :
-‏ كنت خايفا نجي عندك هاد صبح. 

مسح رافاييل على شعرها الأسود وهمس بصوت خافت وهو كايشوف ليها فعينيها :
-‏ وعلاش ؟

علات راسها وتقابلت معاه كانو قراب لبعضياتهم ونظراتهم إلتهمت بعضها .. إبتلعت ريقها بتوتر وهمست:
-‏ فاش كانتفكر شنو درت فيك لبارح .. كانحس بالإحراج .. ماكرهتش الأرض تنشق وتبلعني .

همهم رافاييل ورفع يديه كايشوف فالجرح لي كان فباطن يديه وتفكر فاش كان محاصرها فالحمام وسط الماء وجرحاتو الصابونة لي كانت هاد لعفريتة حاشيا وسطها زيزوار ماضي :
-‏ واش كاتحرقك ؟

أومأ رافاييل براسو .. لكنها مكانتش كاتحرقو وقال :
-‏ أه كاتحرقني بزاف حتى أنني مكانقدرش نهز بيدي حتى حاجة حتى مايسي .

شافت فمايسي وشافت فيديه ثم شافت فيه وقالت بأسف :
-‏ شنو نقدر ندير باش نعتاذر منك .. أنا نقدر ندي معايا مايسي لڤيلة كونتيسا نعتاني بيها ونتا تبقا تجي عندها كل نهار تشوفها .

عرضها كان مغري فالحقيقة .. هو غادي يشوفها كل نهار إلى دات معاها مايسي ويضرب عصفرين بحجر واحد .. تما تيماء غادي تعتاني بمايسي ومايحتاجش يجيب ليها مربية .. غادي تكبر مايسي وسط عائلتو المستقبلية .. غادي تكبر وتحل عينيها على ماماها الجديدة "تاليا" 

مرر يديه على خصلات شعرها وهو كايقرب من شفايفها وهمس بصوت رجولي:
-‏ اام عرض مغري .. ولكن ماكافينيش كإعتذار .

توترت تاليا فاش فهمت قصدو وإبتلعت ريقها وهي كاتشوف فشفايفو .. تسارعت دقات قلبها وإضطرب تنفسها ...غمضت عينيها حتى كانت غادي تستسلم لمشاعرها الجديدة وكانو شفايفهم قراب لبعض وهي تحل الباب ودخلت ديانا كاتقول بحماس :
-‏ أُولا رافايلو .. جبت ليك لفطور .

تسمرت ديانا فبلاصتها فاش شافت منظرهم الحميمي فبسرعة هزت تاليا مايسي وناضت وهي كاتحس بالإحراج بينما غمض رافاييل عينيه بغيظ وبقلة حيلة تنهد وناض وهو كايقول :
-‏ ديانا !!..

طلعت ديانا وهبطت فتاليا بنظرات نارية وقالت بإزدراء وسخرية :
-‏ أوبس .. كان كايحسابلي مازال حزين على موت أختك وراجلها .. كون عرفت أن قبلة غادي تغير مزاجك هكا كون..

قاطعها رافاييل وقال بحدة :
-‏ كايبانلي أن الباب ختارعوها نهار لأول باش توفر للناس شويا ديال الخصوصية أديانا .

شعرت ديانا بالإحراج ومارضاتش قدام تاليا لي كانت كاتشوف فيها بفضول وكاتفكر .. شكون هاد المخلوقة العجيبة لي دخلت عليهم بعجاجتها وزايداها بحشيان الهضرة ؟ .. 

تنحنحت ديانا بإحراج وميلت شعرها الأشقر الطويل للخلف ثم قالت
-‏سمح ليا نسيت مادقيتش لباب يحسابلي غادي تكون غير بوحدك ... 

حطت الكيس الأبيض لي كان فيديها وقالت بإبتسامة متصنعة :
-‏ ماغاديش تعرفني على ضيفتك ؟

تبادل رافاييل بعض النظرات مع تاليا ثم قال :
- تاليا مرتجى أخت صديقي .. تاليا هادي ديانا سيناتور زميلتي من الشرطة العلمية 

قربت ديانا من تاليا وسلمت عليها ببرود وبإبتسامة صفراء حتى أنها بحرا لمست أصابع تاليا وسحبت يديها بسرعة وخلاتها مندهشة من تصرف هاد المخلوقة العجيبة وقربت من مايسي طبعت قبلة على خدها وقالت بصوت رقيق :
-‏ اووه مينيو .. لغزيولا ناعسا . 

علات تاليا راسها شافت فرافاييل فبادلها هو نظرة كاتعني "تحمليها غير على وجهي " فتنهدت تاليا بقلة حيلة وقلبت عينيها .. وفتلك اللحظة تسمع طرقات على الباب :

-‏ دخول .
قالها رافاييل فتفتحت الباب ودخل منو نورسين فالأول ومن الخلف أسد مالك .

______________

الكاتيدرائية المهجورة / تحت الأرض .

دخل الدكتور وهو هاز فيديه نفس الحقيبة الصغيرة لي جبد منها الهيرويين .. ردة فعل روعة كانت عادية لأنها ماعارفاش شنو داخلها بينما ردة فعل صخر كانت عنيفة .. بدا كايفركل بيديه ورجليه بقوة وغوت بغضب مدمر خلى قلب روعة يتوقف بالخلعة والخوف :
-‏ إيدواااااارد .. لا 

إبتسم إيدوارد وشاف فيه بنظرة هادئة وقال :
-‏ كيما كانعرفو كل واحد عندو هيوايتو الخاصة.. نتا مهووس القنابل وأنا مهووس الهيرويين ... 

فتح صخر فمو باش يسبو لكن قبل مايلحق يقول شي كلمة سبقو إيدوارد ودخل ففمو منديل أبيض فتحول صراخو لأنين مشوش ومامفهومش .. 

إستدار إيدوارد وشاف فروعة لي كان اللون ديالها مخطوف وهي كاتشوف فداكشي لي دار فصخر لكن مع ذلك تظاهرت بأنها سيدة الموقف في حين أن قلبها تغير ميزان دقاتو وولات كاتشوف قبالتها كارثة جايا مترصداها 

-‏ ضحكنا بزاااف أزوينة ودابا جاء الوقت باش ندخلو لصلب الموضوع ..
إلتفتت براسها لعندو والتقت عيونهم بنظرات ملتهبة ... فضلت روعة الإحتفاض بلسانها داخل فمها .. ماجاوباتوش بقات ساكتا وكاتشوف فيه لكن فاش لمحت بعينيها الحقنة لي مدها الدكتور لإيدوارد قبل مايسد الباب موراه يخرج .. جن جنونها وإستولى عليها غضب ما إنفك يزداد ويزداد فندافعت للأمام موجها ليه بعض الإهانات والتهديدات :

-‏ اشنو غادي دير ؟ أشنو كايحسابلك راسك هاه !! .. كانقسم ليك إلى مشيتي حتى قصتي فيا بداك السم غادي نقتلك .

رمش إيدوارد بفيروزيتيه وإبتسم إبتسامة شيطانية وسيمة .. حرك رجليه وقرب منها ثم همس بصوت رجولي 
-‏ واحد المثل كانقولوه عندنا فروسيا كايقول " عندما يقطع الرأس لا نبكي على الشعر "

إنحنى لعندها وتفرسها بنظرات شهوانية بينما قابلاتو بنظرات مشمئزة إلى حين فاش مد يديه ولمس ركبها العريانة بأصابعه الباردة ودخلهم تحت فستانها كايتحسس أفخاضها متجاهل أنين صخر لي كانو عينيه غادي يطرطقو وكايضرب بيديه وبرجليه وراسو بغضب قاتل وهو كايشوف فيه كايتحرش بيها .

-‏ اووه واش الجو ولا سخون فجأة ، ولا هي حرارتي غير أنا .. 

شعرت روعة برعشة خوف خطيرة من لمستو الكريهة حتى أنه تجرأ وبدا كايقرب شفايفو من شفايفها باغي يبوسها لكنها حافضت على برودة أعصابها مع أن داخلها جحيم لا يطاق ولمساتو حسستها بالغثيان ... خلات حتى بقا بين شفايفهم بعض الإنشات وقالت بحدة:
-‏ وكانعرف واحد المثل كايقول " تاج القيصر لا يحميه من وجع الرأس "

علات راسها بقوة ودخلت فيه بجبهتها حتى جاتها الدوخة بسبب ديك الضربة القوية لي تسببت فكسر السن الأمامي لإيدوارد وبدا الدم كايسيل من فمو بغزارة .

-‏ أثنو درتي الموثيبا (اشنو درتي الموصيبا)

غوت بيها إيدوارد بطريقة خلات صخر ينفجر بالضحك فاش سمعو أش قال .. إستبدل حرف الشين بحرف الثاء .. تعصب إيدوارد وفار دمو فعروقو وهو كايشوف على وجهها نبرة الإنتصار لكنه مستحيل يخليها تفرح أكثر .. بزق الدم فالأرض ومسح فمو ومشا ليها بسرعة إنقض على عنقها بيديه بجوج كايحاول يخنقها و يكتم أنفاسها . وتمتم بغضب

-‏ غادي نقتلك الكلبة ... نطقي قولي فين ثي دي (سي دي)

شهقت روعة وقالت بتكابر:
-‏ ماعـ رفـ تش !!.
زاد زير عليها بقوة وغوت بصوت زلزل الغرفة :
-‏ فين هو ثي دي ؟؟.. فين خبيتيه ؟؟

حاولت بكل قوتها حتى قدرت تجبد الشفرة من تحت يديها وتمتمت بصوت مخنوق ومكتوم :
-‏‏ ماعـ رفـ تش !!.
-‏ فين هو ثي دي (سي دي) ؟؟.. فين خبيتيه ؟؟
-‏‏ ماعـ رفـ تش !!.
-‏غادي نقتلك الـ ..
-‏كـا نـ تـ ر جـ ا كـ ... مـا عـ ر فـا ش .
- ماعرفتيث (ش) .. هانتي غادي تفكري دابا .

زير عليها إيدوارد وضغط على حنجرتها بقوة خلاتها تتخبط فوق السرير كانت كاتجبد أطرافها وكأنها باغيا تخلعهم .. فلا هي قادرا تبعدو عليها ولا هي قادرا تغوت ... تحقن فعينيها الدم أولا وجهها أحمر مزرق .. فقدت السيطرة على جسمها وترخات يديها على الشفرة الحادة لي كانت كاتحاول تفك بيها راسها... شعرت بالروح كاتغادر جسدها .. شعرت بأنها كاتغادر هاد العالم بمرة .. 
واش صافي هادي هي النهاية؟ .. 
واش هاد اللحظة هي نهاية كل كوابيسها ..
كم هي عسيرة هذه اللحظة !!..

للمرة الثانية غادي تقابل الموت .. كانت كاتشعر بأن جسدها كلو ينتفض بقوة حتى انها شعرت بفقرات رقبتها تنقلع من مكانها ... وفجأة نقزت ليها شي حاجة على وجهها . حاولت تفتح عينيها وماقدراتش .. ماكانتش قادرا تشوف حتى حاجة بسبب حاجز أسود حجب الرؤية عليها .. شعرت بفقدانها لكل حواسها .. ومابقاتش قادرا لاتهضر ولا تسمع ولا حتى تحرك أطرافها وتطلب الرجاء ..
شعرت بأنها كاتدخل لعالم مظلم حالك السواد كايشبه لنفق ..حست براسها كاطير وسط منو وفاش قدرت تفوتو وتخرج منو ظهر ليها عالم أخر ملئ بالألوان البراقة الامعة والفسفورية والذهبية .. شافت فنفسها ولكن مالقاتش جسدها سمحت فيه خلفها وتجاهلاتو تماما فضلت تستمتع بهاد العالم فائق السحر والجمال ... شعرت بكمية سعادة مكاتوصفش .. تجردت من كل مشاعرها .. مابكاتش وماتألماتش ومكامش للحزن طريق لقلبها .. خلات كل شئ قبيح خلفها وإنتقلت لعالم أكثر طهارة ونقاوة .

إستوعبت ساعتها بأن هذه الحياة فانية وبأنه مكاين لاش نخافو من الموت لأنه غير مؤلم البتة ..هو كعملية انتقال بحته .. والزمان تما كان مختلف بشكل كلي كانت كاتشعر بأن الدقيقتين تعادل يومين ونصف وثلاثة .. وعيها كان غير طبيعي وأكثر من المعتاد .. إحساسها بالمكان والزمان تغير تماما .. ملي داقت حلاوة داك المكان الساحر كرهت كونها على قيد الحياة .. 

رجعت ليها كل حواسها الخمسة مصحوبة بصوت طنين مزعج وقوي داخل أدنها .. مابقاتش قادرا تسمع صوت نسمات الرياح ومابقاتش قادرا تشوف لون السماء البنفسجي ومابقاتش قادرا تشم عبير الخزامى والياسمين ومابقاتش قادرة تتدوق طعم حريتها .. تسلط عليها ألم الرأس كالشيطان الرجيم .. أي حياة رجعت ليها هاد المرة ؟؟

ظهر أخيرا بصيص من النور .. وبعينين شبه مغلقة حاولت تكتاشف شنو ضاير بيها .. فين هي ؟ .. وفأي مكان ؟ كان المكان ضيق بزاف وتسائلت بصوت متحشرج :

-‏ أنا شنو لي جابني لهنا . 

يتبع

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.