اسماعيل غير واقف مصدوم ماقادر يدير والو...كيتفرج فحصيدة أعمالو...عائلتو كتنهار واحد مور واحد...كيبانو ليه الخدامات كيتجاراو وصوت الغوات فودنيه كيسمع غا الطنين...هزوها فحالة مستعجلة لطبيب وهو باقي واقف متحركش...الدنيا كدور بيه ...
كالسة كتفيبري برجليها وكتفرك فصبعان يديها من قوة التوتر...نفس مقطوعة فيها وراسها كيغلي...كيرجعولها احدات الليلة شوية بشوية تا كتنقز من بلاصتها وتغمض عينيها بقوة باش تحبسهوم ...لاكن داك المشهد تحفر فالذاكرة ومعمرو غايحيد...جاها تأنيب الضمير لاول مرة...عينيها نشفو من دموع وداتها مانشفت من العرق...شاداها التبوريشة من قاع رجليها...عقل يدي وعقل يجيب...واش صافي هادي هي النهاية...واش اخر يامها تولي مجرمة...قتالة...قتلات روح وغادوز شبابها كولو فالحبس...دوزات شلا عذاب وذرفات شلا دموع ومزال الحياة كطلعها تالفوق وتخبطها بلا رحمة بلا شفقة...الي تحملاتو صعيب على أي انسان يتحملو..دنبها انها بغات من قلبها وبغات بصدق...ضحات بكل مايمكن ضحي بيه ..تنازلات بزاف...وخ تغلبات عن امرها وتقطع راسها ...ولكن صبرات ...ودبا كدفع تمن غلطة مادارت فيها لا بيديها لا برجليها...تملكها خوف رهيب من الي جاي...حياتها كاملة دازت مبنية على خوف من الي غايطرا غدا...ولفات المفاجئات والصدمات...حتى قلبها رجع خاوي من داخل ومابقا كيحس بوالو من غير نبضات قوية كتزيد نهار على نهار وكتعزز حبها ليه. هو وشكون من غيرو...ساكن قلبها وشاغل بالها...والمستحود على تفكيرها...قاطع سكونها صوت الباب الي تحل علات عينيها فادا بها لمحاتو ...قلبها تفاجا وعينيها وساعو ..ناضت بلا هواها مشات كتجري تعلقات فيه عنقاتو ومزيرة عليه..بحالا باغا تخبا من شي حاجة...كانت محتاجة هاد الحضن من بعد الليلة العصيبة الي دوزات نصها فالكوميسارية بين سين وجيم...خلاها تا رتاحت فحضنو على خاطرها وقابلها معاه شافيها...
علي: شوية دبا؟ خاصك شي حاجة نجيبهالك؟
ميرا: خايفة...
علي: (ابتاسم باش يطمنها وباسها فراسها) متخافيش كولشي غايتسالا...
ميرا: واش مزال غانبقا هنا بزاف؟؟
شافيها مطولا كيفكر واش يكوليها ولا لا ماقادرش يقرا نضرة الحزن فعينيها...جرها من ييها كلسها وكلس القرفصاء مزير ليها على يديها وكيدوي بشوية...
علي: كتيقي فيا ياك؟
ميرا: (ابتاسمت بدون شعور) كتر من راسي ...
علي: التحقيق سالا وغاتقدمي الصباح لوكيل الملك ومن بعد غادوزي للمحاكمة...
تزاد معاها زايد وتخلطو فيها الاوان وبداو يديها يترعدو بين يديه...
ميرا: يعني؟ غاندخل الحبس؟
علي: (باسلها يديها الي كيرجفو) شتت...تهدني أحبيبة ...ديري داكشي الي كنگولك عليه ومتخافيش...محتاجك قوية ماشي ضعيفة ..وخ؟
ميرا: (هزات يديه باستها وغمضات عينيها كتستنشق ريحتو مدة عاد شافت فيه وابتاسمات )غانصبر...على ودكوم...نتا وبنتنا
علي: (قرب منها باسها فحنكها بشوية وهمس فودنيها تا طلعات معاها السخانة) كنبغيك...
تزنگات وحدرات عينيها ماقداتش تجاوب من غير دقات قلبها الي تسارعو بحال شي مراهقة اول مرة كتسمع هاد الكلمة...لاحض توترها وابتاسم وهو كيدوز بيديه على شعرها...وقال
علي: ماغاتقوليلي والو؟
ميرا: (وترها بلمساتو ونضراتو ونطقات بلا متشوفيه) حتى أنا...
علي: حتى نتي شنو؟
ماقدراتش تجاوب وبقات غير كتبلع ريقها...حتى دق الباب ونقدها من الموقف...كان الضابط دخل باش يديها...ناض علي كيهضر معاه وهي غايبة مزال تحت تاتير الحب نسات علاش هي تماك والضروف الي ضايرة بيها...وبقات كتبتاسم غي بوحديتها كيفاش توترات حداه بحالا اول مرة كتشوفو...
طاح اللبل وبانو نجومو...دخل عيان مسخسخ من بعد نهار دوزو كولو غي معاها...حتى كملو كاع الاجراءاات ودخلات الحبس فين غاتبات على ماتقدم غدا لوكيل الملك....ومن بعدها غاتسنا جلسات المحكمة لين غايخرجوها...سمع التبجغيط ديالها من الباب ابتاسم بلا هواه...دخل لقاهوم مجموعين عليها...باه واختو الصغيرة وحتى الي مزوجة ويامنة ..كولها منين كيفرح بيها...بغض النظر على الظروف الي جابتها وشكون هي مها...لاكن كتبقا ملاك صغير من لحمهوم ودمهوم...شافتو يامنة دخل حطات ميرلي ومشات عندو...بانليها وجهو صفر ومخطوف...شداتليه فيديه وقالت بقلق...
علي: (تنهد) لا مكنتش عارفها بنتي...وهي دبا راها فالحبس...
الحاج: (بدهشة) فالحبس؟
علي: وي فالحبس...(عاودلهوم كولشي)
يامنة: (شادة فمها من الصدمة) يا ربي تستر...
الحاج: لا حول ولا قوة الا بالله.. (سكت شوية كيخمم ورجع شافيه) شوف اولدي نتا راك عارف اش كدير...حنا فجنبك...البنية بنتنا ومغنفرطوش فيها...هي ماعنظها تا دنب...وبالنسبة للام ديالها فهادشي كيبقا عليك...نتا أدرى بشنو بيناتكوم...حنا الي علينا نوقفو بجنبك تا يحن الله...وربي غايدير الي فيه الخير...
علي: (فرح فاش سمع كلام باه طول عمرو راجل حقاني وكيحكم عقلو...جر يدو باسها وقال بامتنان) لهلا يخطيكوم عليا الواليد...
الحاج: الله يرضي عليك
#في_الزنزانة
كانت بحال شي طير مقطوعة جناحو...وسط داك ربعة دالحيوط لونهوم غامق كيجيبو الكآبة...دايرين بيها شلا عيالات...وهي مقنتة شادة كوان جامعة رجليها داتها مشوكة عليها وغير كتخمم فالي جاي...الفكرة ديال انها غادوز سنين وراء القضبان مزال مستوعباتها...هي مزال مادار عليها النهار حسات براسها كتخنق والنفس حابسة...منين دخلات وهي ساكتة كدور فعينيها والي معاها كيرمقوها بنضرات مامفهومينش وجوهوم مضلامة وتعابيرهوم ممحية...لكل وحدة فيهوم قصة وصلاتها لهنا وكل قصة أقود من تانية...تقدمات عندها مرا كبيرة شي شوية...كلسات حداها بلا ماطلب الاذن...ضحكات فوجهها وقربات منها كدوز على شعرها...
المرا: متخافيش...مكاينش الي غايأديك...ايلا بغيتي تعاودي مرحبا...مابغيتيش غايجي نهار وتعاودي لا بقيتي هنا...واش تحكمتي؟
ميرا: (اومأت راسها بلا)
المرا: الله يفك صراحك على خير...وجهك ماهو ديال هاد القنت...
ميرا: (بصوت تعبان) أميين شكرا بزاف...
$الساعة تشير الى منتصف الليل...حاط بنتو على صدرو وناعس كيضحك معاها وفنفس الوقت كيفكر فشنو غايدير...حاط بزاف ديال الاحتمالات..قلبو مقبوط وماعارفش اخرة هادشي فين غايوصل...
علي: (كيتمعن فيها بحب) هممم..ميرلي...كان عليا نعرفك بنتي غير من سميتك...(باسها فعنقها وشم ريحتها) يالله على ريحة...(كيلعب فنيفها وهي كتعنكش فعينيها وخاشية صبعها فمها) توحشتيها ياك؟ (تنهد من الاعماق) ماغاتكونيش بحالي...يالله نعسو أبابا غدا تابعانا خدمة كتيرة مع ماماك...نزلها حطها حداه ومد يدو هز البيبرون الي خلاتهالو يامنة دارهالها فمها وتكا كيتسناها تنعس...
كانت باقا على نفس الوضعيةديال البارح مانعسات ماغمض ليها جفن...غير سمعات سميتها علات عينيها وناضت كتجري لبسات بنطوفتها كانت باقا لابسة البيجامة الي عطاها علي ديال مو من بعد مادوشات...شعرها مطلوق ومخربق...تحت عينيها كحل بالسهير والبكا...ولحمها زرق بقوة الاعصاب الي رجعو عليها وحتى الضرابي الي باقيين طريين من ديك ليلة...مشات عندها شداتها من دراعها وخرجاتها...غادية والابتسامة على وجهها حيت عارفة شكون غايجي عندها...وشكون من غيرو ...من ينبض له القلب ليل نهار...حلات شي تللتة دالبيبان عادا باش وصلو لبلاصة الزيارات...دوزات على وجهها وشعرها كتقادو...دارت ابتسامة مزيفة حيت مابغاتش تبان ضعيفة قدامو حلات ليها الباب وصاتها باش متعطلش ودخلات...
كانت كضن انه علي...لاكن خاب ضنها وكان بانتضارها اخر شخص ممكن تبغي تشوفو...كان باها الحاج اسماعيل...كالس حاني راسو بانكسار...حاط يديه حداه وكيهز فرجلو بتوتر...غير حس بيها دخلات علا عينو شافيها...هي مقدراتش تشوفيه...طالعة فعماين ومن نهار تزوجات كانت كتفادا تلاقا بيه او تسمع عليه خبار..وفاش تلاقاو الاعين دبا حياو جراح كتيرة مزال جرحها طري وكيحرقها لدبا ومستحيل تنساه...وايلا كانت اليوم بين القضبان فهادشي بسبابو...تقدمات عندو بخطوات تقال...بقات واقفة كطلع فيه وتهبط مادوات مانطقات...هو بقا مدة كيشوفيها بنضرات شوق وندم وحسرة...حتى نطق وقال بصوت غالب عليه دموع...
اسماعيل: گلسي ابنتي بغيت نهضر معاك...
ماطواتهاش معاه...دفعات الكرسي وكلسات ببرود بينما هي فالداخل ديالها كتغلي...علات راسها للسما وكتسناه يهضر...
اسماعيل: (بصوت منكسر) جيت نطلب منك طلب وخ تقيل عليك لاكن ايلا قبلتيه غاتخففي عليا حمل تقيل...عمري حسيت بالذنب اتجاه شي حد...حتى اليوم...كنت طاغي وضالم...تبعت ملاهي الدنيا وضحيت بيك...كنعتارف بهادشي...ومتصوريش شحال ندمت ...(شد فيديها وشافيها بعينين عامرين دموع وقال) قسيت عليك بزاف ابنتي....جيت طالب منك تسمحيلي...
شافت فيه بعينين متحجرين ماحركات فيها هضرتو تا حاجة بالعكس زادت كملات عليها...تفكرات كاع العذاب الي دازت منو طول هاد السنين والي كان بسبابو...نهار لعب بيها وجرا على عائلة علي ..نهار الي ضربها تا وصلها لطبيب...نهار قررات توضع حد لحياتها ...تفكرات مها الي ترزات فصحتها...و.نهار عرسها وتلت سنين من عمرها ...حقدات عليه لدرجة الكره وخ باها...سحبات يديها من يديه وناضت جمعات الوقفة...هزات نيفها للسما وقالت بكل تقة من بعد ماعطاتو بالضهر خارجة بحالها...
ميرا: طلبك مرفوض السي اسماعيل ...
ماتسناتوش يجاوب دقات فالباب جوج مرات حلاتليها الحارسة ومشات بلا مدور ...خلاتو محطم كليا ومصدوم من ردة فعلها الباردة...خلاتو كيتخبط فبحر من الندم والحسرة وجوابها البارد بين ليه انه قسا عليها ومن شدة القسوة قلبها مات من جيهتو وحقدات عليه...بطريقة بشعة كل البشاعة .....
كالس فوق من كونطوار فواحد من البيران فالرباط...حداه كاس ويسكي حاط لافيست ديالو حداه ...كيجغم ويشوف بعيد...حتى تلاحت جاكيطة حداه ومن بعدها كلس طلب كاس تاهو وتقابل معاه...
علي: (جغم كاسو دقة وحدة هز جاكيطتو جبد الفلوس حطهوم عل الكونطوار هبط من الكرسي وقال مع ابتسامة) داكشي الي كانديرو فكل جلسة...
طبطب على كتفو وتم غادي وقال بلا مايشوفيه
علي: داكشي راه خالص...(دارلو اشارة بيديه زعما تهلا ومشا)
حسام: اودي يا ودي غي الله يخرج هادشي ديالكوم على خير...
فالصباح الباكر...
كالسة مقنتة كالعادة وهاد المرة لابسة حوايجها جابتهوم ليها يسرى فاحدى الزيارات هاد السيمانة...كالسة كتفيبري برجليها والخلعة شاداها من صبعها الصغير عينيها على الباب...كتسنا غير يعيطو بسميتها...حتى كلسات حداها رشيدة هي نفسها المرا الي كانت جات عندها اول مادخلات...فهاد السيمانة كانت كدوز نهارها كولو غي معاها...عاودات ليها قصتها من اللول حتى لتالي...
رشيدة: (شدات ليها فيدها) خايفة؟
ميرا: بزااف...اليوم الجلسة ديالي...
رشيدة: متخافيش كولشي غايدوز مزيان...يكون خير انشاءالله...
ميرا: اوووف...ماقادراش نتنفس ةالي زاد كمل عليا هو ماجاش عندي كاع هاد سيمانة...ماعرفتش علااش...
ميرا: (شافت فيه بنص عين بحالا مكاينش ورجعات كتبوس فبنتها) راه شفتك...
حس بيها مقلقة...قرب عندها شدها من يديها وجرها لعندو وهي دايرة فيها فگعانة مابغاتش تشوف فيه...
علالها راسها شافت فيه مخنزرة...باسها من جبهتها ...ومن حنيكاتها وهي مسمرة كتبرقق فعينيها والبنت وسطهوم...مادارت تا ردة فعل...حتى حسات بانفاسو عند نيفها وريحتو تغلغلات داخلها ...حط شنايفو على ديالها عاد طلعات معاها السخانة وتبورشات فنفس الوقت وسدات عينيها مستحلية القبلة...شحاال توحشات هاد القبلة الي كيكون عندها طعم خاص وكدوبها بين يديه انساجمات معاه حتى كانت غاطلق ميرلي كون ماحكمهاش هو...فصل القبلة وشافيها وهو كيضحك...
علي: دبا مزيان؟
ميرا: (رخات شنايفها ومادواتش زعما راه مزالة مقلقة)
علي: (كيلعب بخصلات شعرها المتناترة على وجهها...وقال وهو كيتأمل فملامح وجهها ) إيلا كنت ماجيتش عندك هاد سيمانة فهادشي كولو على ودك...مجيتي لهنا بزاف ماصالحاش...مابغيت تا واحد يدوي ..باش مايأترش هادشي على الجلسة...
ميرا: (ابتاسمات بحب) عارفة...غير توحشتك وصافي...
علي: حتى أنا توحشتك...وقريب نشاءالله غانكونو بجوج...
ميرا: خايفة بزاف...
علي: تأتأ...مابغيتكش تخافي...بالعكس اليوم بغيتك توگضي مزيان...جاوبي على قد السؤال...حاولي متوتريش..ومدخليش وتخرجي فالهضرة..وخ؟
ميرا: غاتكون حاضر ياك؟
علي: (هزلها البنت من يديها وهي كتشوفيه...وقال وهو خايف من ردة فعلها) قضيتك انا ااي غانحكم فيها..يعني أنا القاضي...
ميرا بقات حالة فمها ومامتيقاش...دغيا بقاو الافكار كيطيحو عليها وحدة تلوى الاخرى...تخربقات وماعرفات متقول..بقات مدة غي مصدومة وعقلها كيدي ويجيب..حتى نطقات بتشكيك...
ميرا: دبا من بين شحال من قاضي فالمحكمة قضيتي طاحت غي فيديك؟؟!!! ماشي صدفة ياك؟
علي: (تنهد بعمق) لا ماشي صدفة انا الي دخلت باش طيح بين يدي...
ميرا: (حركات راسها بلا وتحجرو دموع فعينيها) لا أعلي لااااا..علاااش درتي هكا؟؟ (رجعات جوج خطوات اللور تا كانت غاطيح...مد يديه شدها...گلسها على الكرسي ومشا حط البنت فالبوسيت بوربة ورجع عندها شدلها فيديها)
علي: تهدني مالك؟؟
ميرا: مالي؟ هادشي كامل اي درتي ومزال كتسول؟؟
علي: هادي علاش مكبرة الموضوع انا شديتها غير باش تكوني نتي مرتاحة...و..
ميرا: (قاطعاتو ونترات يديها منو) ماضحكش عليا بهاد جوج كلمات...المحامي الي سيفطتي ليا مكيخبي عليا والو...كاع الادلة ضدي ومتاهمة ببزاف .دالحوايج...يعني ماغاديش نخرج من هنا...(رجعات شداتليه فيديه وقالت بترجي) علي الله يخليك لا كنتي كتبغيني متغامرش بمستقبلك ...نتا وانا عارفين لاش درتي هكا...حلفلي بحياة بنتنا مديرش شي حاجة تندم عليها...(باستليه يديه وهو غي كيسمع ليها) علي...انا مصيري ماختاريتوش...كاع داكشي الي درتو مكانش عندي خيار اخر فيه...لاكن نتا عندك...أنا مستحيل..نق...
قاطعها صوت الباب والحارسة كضرب فيه باش تمشي حيت سالا الوقت القانوني...ناض من حداها...من بعد ماباسها وهي مصدومة كتسنا منو يقول شي حاجة لاكن هز بنتو ومشا بلا مايدوي...ناضت كتجر فرجليها وعقلها مرفوع...دوزاتها نيشان للادارة تسني شي وراق باش توجه مباشرة للمحكمة...حيت جلستها من بعد ساعة من الان...خرجو على برا وركبات فالطوموبيل ديال السجن هي ومجموعة من السجينات بحالها غايتحدد مصيرهوم اليوم...يا اما يرجعو لوراء القضبان ولا يتخلا سبيلهوم....
الساعة تشير الى الحادية عشر صباحا....المحكمة الابتدائية بالرباط...
عمرات القاعة بالحاضرين...من مقربين وناس عاديين...فالصفوف الامامية كانو كالسين...يسرى ومها وباها وكاع خوتها جاو يحضرو الجلسة بالاضافة لحمزة وحسام ..بجنبو يامنة والحاج ...وفالطرف الاخر كان جالس الحاج موحى هو وعائلتو كاملة...كولشي هلى أعصابو فانتضار بدأ الجلسة...
ورا الباب كان كالس فالبيرو ديالو داير يديه على راسو لابس البذلة ديالو وراسو من داخل كيغلي...لتاحقو بيه المستشارين الي غايكونو معاه فالجلسة...لاحض واحد منهوم التوتر ديالو وجاتو اعجوبة حيت ماموالفاليهش..تقدم عندو حط يدو على كتفو علا راسو شافيه...
مستشار: ياك لباس أ استاد؟ ياكما عيان؟
علي: (زير على عينيه بصبعو وكيحاول يصحصح) لا بيخير شكرا...
ابتاسم المستشار ومشا بحالو لتاحق بباقي الاعضاء...خلاه عاود دخل فدوامة من التفكير والخوف من الي جاي...
فإحدى الغرف من مستشفى خاص فالدار البيضاء فين كانت ناعسة سعيدة وبجنبها اسماعيل..الي مافارقهاش ولو لحضة...اخسر بنتو ومامستاعدش يخسرها تاهي...حلات عينيها لقاتو عند راسها كالعادة...
اسماعيل: (شد فيها كيقادليها الخدية) صباح الخير ...كيصبحتي ؟
سعيدة: (بدات تنطق من بعد داك النهار فاش طاحت لاكن مزال لسانها معقد ومخارج الحروف مامفروزينش) ل..لبس (لاباس)
كاين شخبار؟
اسماعيل: (طبطبليها على يدها) تهدني...الجلسة عاد غاتبدا...انشاءالله يكون خير...
سعيدة: (غرغرو عينيها بالدموع وحبسات الشهقة متخرجش) يا رب كون معاها...
الطبيب: (عرالها على رجليها وبقا كيطويها ويعاود يجمعها وهي كتوعت) مزالة كتقصحي؟
سعيدة: (معنكشة عينيها ) اه..
الطبيب: مزال خاصك الترويض متقلقيش انشاءالله غاتشافاي خاصك غير تستاجبي للعلاج...هادشي كولو كيما قتلك قبل سبابو صدمات نفسية...الاولى وصلاتك للشلل والتانية كانت سبب باش تبراي...
اسماعيل: وشنو على يديها ادكتور..لحد الان ماكاين تا تحسن!!
ناضو كاملين وقفو فاش دخل القاضي...وكلسو من بعد ما كولشي شد بلاصتو من غيرها هي الي ماعلاتش راسها ماقدراتش تشوفيه...حادرة عينيها وكتفرك فيديها بتوتر...وهو بدورو مادورش راسو يشوف جيهتها باش مايضعافش...افتتح الجلسة برقم الملف واسم المتهمة...وبدات المحاكمة الي غاتحدد مصيرها فجو متوتر ...واخد ورد بين محامي الدفاع ومحامي الضحية الي كان دارس الملف ديالو مزيان واغلب التهم الي وجه لميرا كانت بغرض اتبات التهمة عليها والمطالبة باقصى العقوبات...القتل زائد الخيانة الزوجية وعلاقة خارج نطاق الزواج ناتجة عن حمل...
استدل بتحقييق الشرطة القضائية وتقرير الطب الشرعي وكدالك ورقة اتبات النسب ديال البنية الصغيرة الي كتبت ان البنت ناشي بنت الضحية...وجات عن طريق علاقة غير شرعية وهي مزوجة...علي كيسمع لهادشي والنفس كتحقن فيه خصوصا فاش كيوجه ليها المحامي اسئلة حرجة بهدف استفزاوها واللعب على أعصابها فكيكون علي مضطر ينحاز لجهتها بلا مايحس ويوقفو...الادلة كاملة كانت ضدها...ميرا تضغطات فالتالي...التوتر لعب بيها وخلاها كدخل وتخرج فالهضرة خصوصا ان محامي سعد والي موكلو الحاج موحى كان متعمد يلعب باعصابها ...زمتها بالرغم من ان محامي الدفاع ديالها حاول يخفف من حدة سير الجلسة...وكيحاول ما امكن يتبت ان القضية قضية دفاع شرعي عن النفس وبالي المتهمة كانت عندها اضطرابات نفسية وبالي تزوجات مرغمة عنها...وكانت محبوسة هاد المدة كولها وكتعرض للضرب والعنف الشئي الي اتر على نفسيتها وقدم ك اتبات على هضرتو تقرير الطبيبة النفسية الي كانت متبعة عندها ...تسالات الجلسة من بعد ماسمعو لكولشي وحتى للشهود...وحبس علي الجلسة من أجل المداولة...هز الملف وخرج تبعوه الاعضاء ااي معاه...
يسرى: (شدات فحسام) بففف...ياربي تستر كنرجف بالخلعة...موقف صعيب..مكانش عليه يشد القضية..دبا لنفرض كان خاصو يتحكم عليها كيفاش غايدير ليها...أنا عقلي تبلوكا والله
حسام: (تنهد بعمق) انا اكتر منك...
يسرى: (شافت فيه وصغرات عينيها) زعما يديرها؟؟
حسام: لا رد...
فالجهة المقابلة...
محامي سعد للحاج موحى مع ابتسامة تفاؤل..: ماتخافش الحاج...كيما شفتي القضية نشاءالله غاتحكم لصالحنا...زمتناها...وحتى القاضي كيتعتابر من أنزه القضاة فالمحكمة...معروف عليه العدل وحقاني...(سكت وقال بفخر) ياك قولتك ماتحتاجش رشوة ولا تدخلات...غير الملف الي وجدت ليها كان كافي...شفتي كيفاش محامي دفاع ماقدرش يتزعزع وأدلتو كانت ضعيفة بالمقارنة مع ديالنا...
الحاج موحى: (شاد فعكازو وعلى وجهو ابتسامة انتصار وفرحة) شكرا جزيلا استاذ كنتي قد المسؤولية تباركالله عليك...بغيتها ترشا فالحباسات...
المحامي: أكيد القليلة ااقليلة شي 20 عام...
ح.موحى: غانتهلا فيك أ استاد...
المحامي: العفو الحاج هدا واجبي...
فداك البلاصة الصغيرة الي عاطينها فين تگلس ومعاها واحد من رجال الامن المينوط فيديه كان حيدو ليها فاش دخلات...كالسة حانية راسها والشعر هابط على عينيها...مكتشوف والو من قوة الدموع الي غارقة فيهوم...هاد اللحضة تعد من اصعب لحضات حياتها ...قلبها كيخفق بشدة...الدنيا ضلامت فعينبها وشداتها الدوخة بالخلعة من الي جاي...معمرها كانت كضن انها غاتحط هي وعلي فهاد الموقف تكون هي المتهمة وهو القاضي...كيفاش غايقدر يحكم عليها...
فالغرفة المجاورة مكانش اقل منها...ولاول مرة مكيكونش مركز فقط كيسمع...المستشارين الي معاه لاحضو هادشي...
م.1: كنضن دبا كولشي واضح...تبتات انها قضية دفاع عن النفس...لاكن التهم لوخرا لازمها عقاب...
اعلن حاجب المحكمة عن انتهاء وقت الاستراحة والمداولة واستأناف المحاكمة...دخل القاضي ووققو احتراما له ورجعو گلسو...ناضت ميرا وقفاات قبالتو...وهاد المرة شافت فيه وفيكسات عينيها جيهتو...هو بدورو منزلش عينيه عليها وماتفاداش الشوفة فيها بحال فالجلسة...توقف الزمان بالنسبة ليهوم...سادت لحضة صمت...اللسان تعقد لاكن العيون كتقول شلا كلام...داز شريط علاقتهوم كولو قبالت عينيهوم..ابتداءا من اول نهار شافها...مزال كيدكر مزيان داك اللحضة...باقي عاقل على التاريخ والنهار وحتى على شحال كان فالساعة...باقي عاقل شنو كانت لابسة وكيفاش كانت گالسة...باقي عاقل على الحوار الي دار بيناتهوم وحافضو كلمة بكلمة...ضحك فنفسو على سخرية القدر...شكون قال من بعد داك اللحضة وهي الي كانت مسانداه وواقفة معاه باش يحقق حلمو غايدوزو سنين وغاتوقف قدامو وغايكون هو القاضي وهي المتهمة ومصيرها متوقف بين يديه...باقي عاقل على كل كلمة خرجات من فمها...وكيفاش كانت مستاعدة تصبر معاه وتعيش معاه ولو على حصيرة حتى يوقف على رجليه...تنازلات بزاف حيت بغاتو...وقررات توضع حد لحياتها فاش فارقاتو...وسنين دازت ومعمرها نساتو...كتسول فيه كل ليلة ودموعها على خدها...وشاءت الاقدار تولدليه بنت من لحمو ودمو...وتحميها وتصونها وعلى ودها قتلات ووصلات لهنا فالوقت الي كانت كتصارع بين الموت ولا البقاء بوحدها...انسان طبيعي مايقدرش يتحمل هاد الكم الهائل من الاضطرابات والصراعات الي مرت بيها ...ضحات بزاف على قبل حبهوم...ومتأكد كل التأكيد انه ايلا تاحت ليها فرصة اخرى باش ضحي على قبلو وقبل بنتو ماكانتش غاتردد ولو للحضة...خرج من سهوتو وبراكين الدكريات الي فاضت عليه...هز المطرقة ديالو...دق جوج دقات فجو متوتر...غالب عليه السكون والترقب...وكولشي على أعصابو...وقال وهو مقتانع كل الاقتناع...
علي: بعد الاستماع الى كل ما جاء في هده القضية...وبناءا على تقرير الشرطة القضائية وتقرير طب النفس....حكمت المحكمة حضوريا ببراءة المتهمة ميرا بنت اسماعيل..من جميع التهم المنسوبة إليها....رفعت الجلسة!!
علات عينيها شافت فيه والدنيا كدور بيها مامتيقاش اش سمعات بالصداع الي فودنيها...واقفة مصدومة ماقاداش تحرك...كتسمع غوات وزغارت ماللور وتصفيقات الحاضرين...وأصوات غاضبة ومحتجة على الحكم الي صدر...وخلا عائلة الحاج موحى تزمجر بسخط وغضب جامح...لاكن لا شيئ يعلى على قرار القاضي...كتشوفيه بنضرات مامفهومينش..حب وعشق وفنفس الوقت عتاب...غير من عينيها قرا انها كتعاتبو وكتقولو علاش درتي هكدا...ناضو باش ينساحبو لبرا...هز وراقو وخرج تبعوه الاعضاء الي كانو معاه هوما بدورهوم مصدومين...ومافهمو والو..ماشي هدا هو القرار الي خرجو بيه فالمحكمة...تقدم واحد منهوم باش يدوي معاه لاكن حبسو اااخر وسحبو لعندو...دارلو اشارة بعينيه باش مايدويش معاه حيت عرفو كاينة أن تماك...مشاهد تتكرر قدامهوم بزاف لاكن عمرها طرات مع علي باعتبارو قاضي نزيه وكولشي كيشهد بصمعتو...
كلس على الكرسي رخف ربطة العنق ديالو وحيد اللبسة الي كان لابس...دار يديه على راسو خوات الحجرة وبقا بوحدو الدنيا كدور بيه...
على برا كانت ميرا كتلقا التبريكات...دايرين بيها كاملين كل واحد منين كيبوس وهي بالها كولو معاه...حتى تقدمات عندها يامنة الي كانت مراقبة الوضع من بعيد...جات وقفات حداها...بقات ساهية فيها للحضة كدكر اخر مرة شافتها فيها...متنكرش انها كرهاتها فواحد الفترة معينة لاكن فاش كتشوف هاد كمية الحب الي بينها وبين ولدها وكيفاش عاد دبا ضحا بماباديئو على ودها كيعجز اللسان عن الكلام والقلب عن الكره...بقات ميرا غير ساكتة كتشوفيها حتى ابتاسمات ليها بحب وجراتها عندها عنقاتها...
يامنة: الحمدالله على سلامتك...ومرحبا بيك بيناتنا...
رجعات للحبس واستغرقات منها الاجراءات تمن ساعتين...ولحد الان مزال ممتيقاش بالي صافي كولشي تسالا وغاتخرج وخ غاتخرج حاملة دنب جريمة قتل غايرافقها طول حياتها لاكن هادشي ماختارتوش هي بل تفرض عليها...حلولها الباب الكبير غير حطات رجليها برا...لمحاتو من بعيد كيتسناها متكي على طوموبيلتو...بمجرد ماشافتو طلعات معاها التبوريشة...استنشقات الهوا بعمق وتنهدات...ومشات عندو كتجري طلاقاها بدراع مبسوطة ترمات فحضنو تا كان غايطيح...تخشات فيه وزير عليها...سدات عينيها كتمنع الدموع مايخرجوش..تخالطو عليها بزاف دالاحاسيس...الفرحة ديال انها خرجات واخيرا رجعات حرة..والاهم من هادشي تفكات من كاع القيود...وبين يدين الراجل الاول والاخير الي بغاتو فحيتها...حلات عينيها وبعدات عليه شوية شداتليه فيدو وقالت وهي كتشوفيه بعتاب...
ميرا: علاش درتي هكا؟؟
علي: (حضنلها وجها بيديه وباسها من راسها وخلا جبهتو فوق ديالها قربها ليه وكيدوي بهمس) تستاهلي نضحي على ودك بحياتي ماشي غير بمبادئي...هادشي مكيجيش نقطة فبحر داكشي الي درتي على ودنا...انا وياك وبنتنا...شحال من قاضي نزيه غروه الفلوس والرشوة...وانا غرني حبك...ومعمري غانحس بالذنب حيت انا مقتانع ببراءتك بقد مامتأكد من حبك...مدامك بجنبي غانقدر نتجاوز كولشي...خاصك تعرفي بالي نتي مصدر قوتي ومانقدرش نعيش بلا بيك أبنت الناس...هاد سنين الي دازو خدات منا الحياة بزااف...جا الوقت الي تعطينا...بغيت نسالي معاك...(بعد راسو وشاف مباشرة فعينيها) واش تقبلي تزوجي بيا ؟
ميرا: (هبطات دمعة حارة من عينيها مسحاتها دغيا وشافت فيه وهي كتأمل فعينو بحب) يااه شحال كنت كنتمنا نسمع هاد الكلمة من عندك؟ (ضحكات بخجل) حتى أنا بغيت تكون نهايتي معاك كيما كنتي اجمل بداية وأحلى حاجة فحياتي...أكيد غانقبل...اه أنا قابلة نتزوج بيك...
جرها لعندو عنقها والفرحة ماسايعاهومش..هو كان عارف جوابها لاكن هادشي مكيمنعش من توتيق هاد اللحضة...جرها من يديها حلها باب اللوطو وديمارا...شادلها فيديها حاطها جهة قلبو وهي الضحكة واصلة ليها حتى لودنيها...
ميرا: دبا صافي كولشي سالا؟ واش بصاح انا حرة؟
علي: (كيضحك) تبغي نبين ليك؟
ميرا: (فهمات قصدو) لا لا بلاش ههه...(تنهدات بارتياح عاد تفكرات شي حاجة وقالت) علي...وايلا طعنو فالحكم؟
علي: صافي نساي الله يخليك
ميرا: قبيلة كان كيدير فيا شي شوفات كون لقا يقتلني...
علي: (باسلها يديها) متخافيش احبيبة معندهوم مايديرو...حتى ايلا ستانفو ماغايصورو والو...القضية تبتات دفاع عن النفس وفيما يخص الخيانة فماعاتابعيش عليها استنادا لتقرير الطب النفسي...(شافيها وضحك) يعني غانردوك حمقة الزين وماكنتيش مسؤولة على افعالك وقانونيا مغاتابعيش...
ميرا: (خنزرات فيه) دبا أنا حمقة؟؟
علي: دبا نقزتي على هادشي الي كلت كامل وركزتي على حمقة...انا الي حمق كنشرحليك...
ميرا: (تلاحت عليه عنقاتو وسدات عينيها كضحك) هه...كنموت عليك ونتا الي محمقني...
علي: (باسها فراسها وتنهد)
ميرا: فين غادي بيا؟
علي: (ضحك) ههه غادية بارادتك الله يخليك...غاتمشي يا لالة لدارك عند بنتك...تما غاتبقاي حتى نتزوجو...
ميرا: (علات راسها وقالت بعدم فهم) كيفاش؟
علي: احمم...خاصك تا تكملي العدة ديال ربع اشهر و10 يام...
عوجات سيفتها ومابغاتش دوي فهاد الموضوع حيت شرعا لا يناقش ومابغاتش تجبد اسمو...رجعات حطات راسها على كتفو وعنقاتو...قلبات الموضوع...
شحال ماقريتي فالمدرسة من دروس وحليتي من معادلات...شحال ماعلموك واليديك وفهموك كيبقاو دروس مدرسة الحياة من أسمى وأصعب المقررات...تا حد مكيعلم على مصيرو وتا حد مكيختارو حيت هو من اختصاص الله الواحد الاحد....حيت كون كان الاختيار بيدنا عمرنا نتعلمو ...كاين الي بدا حياتو بشكل طبيعي وهادئ من بعد كيصادفوه عواصف قوية...كاين الي كيواجهها بكل ماعندو من قوة...وكاين الي كيتخبا حتى دوز ويخرج بحالا مكاين والو...متستغربش ايلا رفعاتك لاعلى درجات وخبطاتك...ومتغرش ايلا ضحكاتليك فوجهك ونصفاتك...ومتستسلمش ايلا جا شي نهار وحطماتك...الحياة هكا دايرة بخيلة كل البخل كتعطيك شوية من بزااف...وطماعة كل الطمع كتاخد منك ومكتشبعش...يقدر تلاقيك بناس يبغيو يرجعوك اللور ويقدر تلاقيك باخرين يزيدو بيك للقدام...فكلتا الحالتين ماتمشي لا مع هدا لا مع داك...حيت طريقك ماشي هي طريقهوم...خلي طريقك ديما تكون ديالك بوحدك سير فخط مستقيم ماتملش ماتعياش وماتيأسش ودي معاك الصبر والدعاء كونيس...
دازو 6 سنين فرمشة عين...حيت الايام زينة دغيا كدوز مكنحسوش بيها لاكن كتخلي انطباع زوين واشراقة جميلة فحياتنا...وهاد الايام الزينة قادرة باش تشفي الجراح الي خلاتهوم اوقات صعبة قبل منها...حيت من بعد العاصفة ضروري مايصحا الجو وترجع المياه الى مجاريها...كيبقاو دكريات ونذوب طفيفة كيحاول بنادم يتناساهوم ويلوحهوم وراه...باش يقدر يكمل..حيت ايلا بقا حبيس الماضي والدكريات معمرو غايعيش المستقبل مرتاح وهداك علاش ربي عطانا نعمة النسيان...هو كان ليها السند ومصدر قوة...ودراع حامي...وهي كانت ليه شريكة حياة ...رفيقة درب...زوجة مطيعة...أم حنون...وروح نقية...تزوجو مباشرة من بعد ماسالات عدتها...دارو حفلة بسيطة ديال ضريب الصداق تحت طلبها هي...ومشاو سافرو لمدة شهر عاشو الحب بأنواعه ...وكانو كيحاولو يتناساو الماضي ويبداو صفحة بيضة وجديدة ...وبجنبهوم ميرلي ...تمرة حبهوم الاولى والي كانت السبب باش تجمعو من بعد سنين ديال الفراق الي كانت قاسية وصعيبة....دازت 6 سنين وهوما كيحاولو يرممو جراح ويطفيو النار الي خلاتها سنين الفراق...
كملات ميرا علاجها النفسي بمساعدة علي الي بقا بجنبها ومافارقهاش...كان كيحاول ما امكن ينسيها فالي فات باش تستامر...كان بجنبها فكل حصة...وحتى فدار كيحاول يعوضها ما أمكن على داكشي الي داز...وهو معاها كان كينسا حتى نهارو المتعب وبعض المناوشات الي كيتعرض ليها فالخدمة...حيت من نهار الحكم على ميرا افتح المجال لرؤوس الفساد باش يعرضو عليه رشاوي او خدمة مصلحة شخصية فكل قضية لاكن كان كيقابلهوم بالرفض الشي الي كان كيخلق ليه مشاكل وكيشكل خطر على حياتو وحياة عائلتو...كان كل يوم فمواجهات بهاد الشكل...لاكن مكان يبين والو لميرا خصوصا وهي ففترة العلاج...الي دام عماين...
كانت غادية جاية فالصالون هازة طفل فيديها كتراري بيه...عندو حوالي العام والنصف...طفلهوم التاني الي ختاروليه إسم محمد...
هازة تيلي فيديها مرة مرة تصوني عليه مكايجاوبش وعينيها على الساعة الي كانت كتشير ل التاسعة مساءا...
جات عندها الخدامة...
سناء: مزال مابغا يسكت؟
ميرا: ((شافت فيه كيسد فعينو وهضرات بهمس) صافي هاهو كينعس...
سناء: أري نديه لبيتو...
ميرا: غي خليه أنا دبا نديه ...غير سيري أختي نتي تعطلتي اليوم...شوفي حسن يوصلك( الشيفور) الليل هدا والبرد...
سناء: وخ اختي خليتلك الراحة...تصبحي على خير...
ميرا: تلقاي الخير...
مشات الخدامة وبقات غادية جاية كتنعس فالولد حتى غفا فخطرة...حطاتو قدامها كطبطب عليه حتى صونا تيليفونها كانت مها...
ميرا: الو..ماما...
سعيدة: أمضرا؟ كيبقا سيمحمد؟
ميرا: واخيرا نعس...ماغايسالي تنبات هاد السنان حتى يخرجها مني...
سعيدة: ههه ايوا جربي الترابي ابنتي اما تا داك الشيطانة رباتها غا عگوزتك ...
ميرا: ههه واييه راه تا هدا شحال من مرة كتقوليا خليه ليا مع بقات غي بوحدها هي وشيخي رجع كيجيها الملل مسكينة...
سعيدة: ايوا الدنيا هي هادي..دوزيليا الشيطانة توحشتها...
ميرا: بفف راه مزال مادخلو...ماعرفتش فين تعطلو كنعيط مكيجاوبش...كتخرج من المدرسة مع الستة شوفي دبا شحال ساعة...
سعيدة: (بخيبة أمل) والله يهديك أبنتي ...نخليك على راحتك تصبحي على خير...
ميرا: تصبحي على خير (قطعات تيلي ولاحتو حداها طالعليها دم فكل مرة كتهضر مع مها وتجبد ليها باها كيتعكر ميزاجها...كانت سامحاتو يالله مؤخرا لاكن مكتمشيش عندهوم ومكدويش معاه...حاول كل هاد سنين يصحح الاخطاء الي دار لاكن تصلح كولشي ما عدا علاقتو مع ميرا...طلق مراتو التانية والي كانت داخلة غي على طمع من بعد ماعلن فاييت سمحات فيه ومشات..بقات فجنبو غي سعيدة...الي مهما دار فيها وشنو دوز عليها بقات معاه وسانداتو فمحنتو..حتى عاود وقف على رجليه من بعد ماباع كاع املاكو والاسهم الي كانت باقاليه فالشركة وبدا بيهوم مشروع صغير غادي وكيكبر فيه بمساعدة حمزة...غاديين مع الوقت ماعندهومش وماخاصهومش...واهم حاجة تعلموها هي القناعة والرضى بما كتب الله...وان الفلوس مكتشريش السعادة بالعكس الفلوس دمرات ليه عائلتو ومزال كيتعايش مع تأنيب الضمير ليومنا هدا...كان حدا سعيدة من بعد ماقطعات تيلي معاها وكانت دايرة مكبر الصوت وسمع كولشي...رجعات هادي هي عادتو...كيعطيها تيلي ويگلس حداها يتصنت لحديتهوم واش غاتقول عليه لعلى وعسى يكون قلبها حن...لاكن ديما من بعد ما كيتقكع التيلي كيخرح بخيبة أمل ...
اسماعيل: (حاني عينو بحزن والدمعة واقفة فطرف عينيه) ماعرفت ا سعيدة كنضن تا حاجة مغاتصلح...شوفي شحال من سنين ومزال قلبها ما حن...كنخاف نموت ومنشوفهاش...
سعيدة: بطول عمرك انشاءالله ماتقولش هكا...متنساش راه كانت مريضة ويالله تشافات...ومع ترابي دبا والمسؤولية ما حيرتها لراجلها ولا لولادها...راك عارف ...ومتنساش راه سامحاتك
علي: هممم...دبا حزرنا الصغيرة وجا وقت الكبيرة...اممم نتي دواك ساهل...
خشا وجهو فعنقها كيوزع فقبلات خفاف حتى بورشها وترخات ورجع طلع لخدها كيبوس وهي مغمضة عينيها ومستحلية القبلات خصوصا من بعد ماختمها بوحدة من فمها دابت بين يديه...
علي: (فصل القبلة وشافيها) هه.صافي دبا مزيان؟ من بعد ماخديتي دوا؟
ميرا: (سرحاتها بلاصتها غطاتها وباستها فراسها) بونوي يا عمري...يالله نعسي...
ميرلي: بغيت بابا...
ميرا: هممم مزال ماسالا ليك القصة؟
ميرلي: اليوم...
ميرا: هانا غانعيط ليه...ايلا تعطل نعسي...وخ؟
ميرلي: وخ...
رجعات باستها...طفات عليها الضو وخلات غير ضو الفيوز...سدات الباب ومشات فاتجاه بيتها...حلات الباب لقاتو كالس فوق ناموسية حتى هو داير نضاضرو وكيقرا فشي كتاب...علا راسو خنزر فيها حيت تعطلات...ابتاسمات بمكر ومشات فاتجاه المراية حيدات بينوارها لاحتو جنب وگلسات قبالت المراية عاطياه بالضهر كانت لابسة بيجامة بسروالها قطنية ومالابساش سوتيانات حيت مزالة كترضع...طلقات شعرها الحريري وهزات مشط كتسرحو قدامها وهو موراها ساهي فيها كيتقصاها شبر شبر وهو هائم كل الهيام...فأنوتتها الي كتهيجو...كتير غريزتو...وكتفيق دئابو البشرية...انتى بمعنى الكلمات...زادها سن التلاتين جمال على جمال...ايلا كان شحال هادي كيعشقها فدبا تعدا مرحلة العشق للهيام...حط الكتاب ..حيد نضاضر وناض فاتجاهها وهي مراقباه وكتبتاسم...قلبها كيخفق بشدة وهدا حالها فكل مرة كيقرب ليها ...كيلمسها أو كيقبل خدها...وصل عندها وتحنا باسها من راسها وهي كتشوفيه من المراية ...بضحكتها البريئة الي كتخرجو عن طوعو...مد يديه لامسات خصلات شعرها البني المتموج المتناترة هنا وهناك...نحالها الشعر على عنقها وخشا راسو كيوزع قبلات حارقة ونفسو السخونة كضرب فشعرها الي ريحتو تغلعلات فأعماق أعماقو...هي سادة عينيها مستمتعة لابعد حدود...هز راسو حلات عينيها ابتاسم ليها...فهماتو وناضت وقفات...جرها تساطحات مع صدرو ...كيتامل فوجهها بحب...فكل مرة كيدير فيها هاد شوفات عقلو كيكون غايب...هاد الشوفة ماتبدلاتش طول هاد السنين كيبقا يحقق فيها شبر شبر بحالا اول مرة كيشوفها...وفكل مرة كيزداد خجلها أكتر وأكتر...
علي: (كيدوز بصبعو الابهم على وجهها وقال بهمس) آه من أنوتتك..من سحرك...من جادبيتك...شنو درتي فيا يا بنت الناس؟ (باسها جنب فمها) .
احمرت من الخجل وحدرات عينيها...حشمانة بحال عروس ليلة دخلتها...هاد الحشمة الي فيها مزال متبدلاتش ...من ديما كيعجبو يديرلها هكا...رجعات عادة عندو ...هزلا راسها شافيها وابتاسم عارفها مغاتجاوبوش فهاد اللحضة على كلمات الغزل حيت كتكون مبنجة...ميل راسو وتحنا عندها فاتجاه شفتيها...بمجرد مالامسهوم هزات يديها دارتها على عنقو وغرقو بجوج فبحر من القبلات وحدة تابعة الاخرى...كيبداو حنان حتى كيتحولو لقبلات حارة من شدة النشوة والرغبة ديال كل واحد فيهوم فالاخر...هزها بالخف من بعد.ماحس بيها ترخات بين يديه...واتاجه بيها لسرير الي كيشهد.كل ليلة على مشاهد حميمية...بين عاشقين لم تزدهم السنين سوى جرعات تقيلة من الحب والعشق...سافرو بجوج فسفينة الهيام ككل ليلة يجردها من ملابسها مع قبلات تارة في رقبتها ..يديها...شفتيها...رأسها وجبينها...قبلات حنينة كتصاحبهوم تأوهات من عندها وهي كتفرغهوم فأحضانه...وكأنها تستنشق أكسجين الحياة من أنفاسه...كتحس براسها كطير بين الغيوم...كينعشها بلمساتو...ودفئ صدرو العاري والعرقان وهو يداعب وجنتيها برقة ويهمس لها بكلمات مشبعة بالحب...كلمات كتكون غايبة مكتسمعهومش بوضوح ولكن كتحس بيهوم نابعين من القلب...عن حب ورغبة...التحمت أجسادهم ليضاجعها بكل شهوة وبدون توقف حيت مكيشبعش منها...حتى عيات وتسهتات وبدات ترمش فعينيها من شدة التعب...باس على راسها وجرها عندو غطاها جسمها السخون لاسق على صدرو وهو كيعاودليها كيداز نهارو حتى يطيب نعاسها...حس بيها غمضات عينيها ونعسات...بعدها عليه ...غطاها مزيان وناض دوش بالخف ...خرج لبس حوايجو طفا الضو عليها ..سد الباب وخرج نيشان لعند بنتو...حل الباب غي بشوية باش مايفيقهاش...ساعة لقاها مزال حالة عينيها...
علي: أميرتي مزالة فايقة؟
ميرلي: (تقادات فالگلسة وجرات عليها الغطا..عقدات غوباشتها وقالت بغضب) تعطلتي!! واعدتيني اليوم تكملي الرواية...
علي: (ضحك وحيد الغطا تخشا حداها جرها عندو عنقها) كنت كنعاود لماماك رواية يالله ساليتها...
ميرلي: عاودهاليا حتى أنا
علي: (غلباتو الضحكة وباس على راسها) ههه...لا هادي رواية خاصة غي بالكبار...نتي غانكمل ليك ديالك...عاقلة فين بقينا؟؟
ميرلي: (بحماس) اااه...فاش مات الشرير...
علي: هممم...براڤو بابا ماعندي منسالك...يالله غمضي عينك باش نكمل...
غمضات عينيها وزادت تخشات فيه...وبدا يعاودليها بحال كل ليلة حتى كتغفا ويديها نعاس بين يديه...حس بيها نعسات سرحها بلصتها طفا الضو وخرج فاتجاه بيتو وقبل داز طلل على سيمحمد فالغرفة الي حداهوم مباشرة لقاه ناعس فستين نومة...قاص جبينو لقاه بارد...تبسم باسو وخرج ..دخل لبيتو تلاح حداها جرها لعندو عنقها ماللور كيبوس فدراعها ووجها حتى داه النعاس...
اليوم الموالي...
وصلات وقيت الغدا كانت لابسة ومقادة كتسناه يجيب ميرلي من المدرسة باش يمشيو لعند حسام ويسرى...يتغداو معاهوم ويودعوهوم...ساللت التلباس لسيمحمد من بعد ماغلفاتو مزيان من البرد..جمعاتليه الصاك ديالو صغير ومشات للمراية كتقاد شالها على راسها...قرار الحجاب كان من اختيارها ودارتو عن اقتناع...سمعات الكلاكسون...لاحت عليها مونطوها ..هزات معاها الخدامة الولد وخرجات لعندو...ركبات حداه ونطالقو فاتجاه دار يسرى...مسافة الطريق كانو عند الباب...دقو وكانو فانتضارهوم...دخلو تسالمو..رحبو بيهوم...ومشاو گلسو فالصالون...ميرا معنقة يسرى ودوزليها على كرشها...
ميرا: ناري يالصگعة عنداك تولدي فالطريق ههه
يسرى: ههه ماحنا على فالك أختي...
بقاو كيضحكو حتى قاطعاتهوم ميرلي...
ميرلي: (ليسرى) خالتو فين علي؟
يسرى: راه فالجردة يا روح خالتو...
مشات كتجري للجردة كان الجو بارد وهو گالس جنب البيسين...مشات كلسات حداه ...حتى هو غضبان وراخي شنايفو وماحاملش يمشي ويخليها...
علي: خاصك تعتامدي على راسك دبا ...نتي بطلة الي هضر معاك خرجي فيه عينك...متسمحيش فحقك...فعوط متبكي دافعي على راسك...وخ...
ميرلي: وخ...وعنداك تنساني...
علي: نتي هنا(شار لقلبو) نتي صديقتي ماعمري نساك...
فرحات ببراءة ولمعو عينيها...تلاحت عليه عنقاتو وزيرات عليه وكيضحكو بينما هناك عيون باكية مراقباهوم من بعيد...حتى حسات بيدين حاوطوها ماللور ودوا فودنيها...
علي: (باس يديها) هاد السنين كاملة ومزال مافهمتيش بالي كنحس بيك وخ تكوني بعيدة على عيني؟ (هز يديها داها جهة قلبو) هاد القلب كينبض غير ليك...فاش كتكوني فرحانة كنحس بيك والعكس...متصوريش شحال كنبغيك...فوق مكتخيلي...وخ نعيا نوصفليك مغانوفيكش حقك...وحتى كلمة ماغاتقد تعبر على هادشي الي فقلبي من جهتك...وماغاتكفي لا حياة لا خلود...نتي روحي...والنور الي ضوا حياتي...
ميرا: (كتسمعليه مأترة والدموع كينزلو من عينيها)
علي: شتتت...متبكيش ...
ميرا: (كتنخصص ودوز بيديها على وجهو بحنان) كنحمد الله ليل ونهار حيت نتا فحياتي...شكرا حيت وقفتي فجنبي وصبرتي عليا وبغيتيني بعيوبي...معاك كنسا راسي...مكنعرفش نعبر على شنو عندي لداخل من غير دموع...متخافش احبيبي هادو دموع فرحة...الفرحة الي بغيتها دوم حتى توقف الاجال...كنعتادر لا خانوني الكلمات ولكن خاصك تعرف بالي كنبغيك قدك واكتر...( باستليه يديه بجوج) الله يخليك ليا..ولولادنا...بلا بيك حنا مكنسواو والو...
ستعيشين بداخلي الجزء السابع والأخير
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء