البارون الأعظم الجزء 90 رجل وسيم

من تأليف ابتسام قراري
2018

محتوى القصة

البارون الأعظم الجزء 90 رجل وسيم

جزيرة إيبيزا / ميناء سانتا أولاليا / الساعة 22:03 دقائق مساءً.

كان الجو متوتر عند الجميع فالمقر الجديد عند المرسئ .. بهجت أصبح منبود من قبل أولادو .. لا جبل ولا بهجت كايهضرو معاه .. ولو مكانتش مهمة الكاريبي ماعمرو كان غادي يشوف وجههم مازال لكنها مسألة وقت ، يمكن الى تحل المشكل وقضاو على شاهين وجماعتو ماغاديش يرجع يشوفهم من جديد .. ريحة ديال الكره كانت كاتفوح من صخر كلما تحرك حداه وهادشي كان كاينهيه ويقتلو من داخل .هو لي رباه حتى كبر وولا راجل واخا وقاع داكشي كامل هو مايقدرش يرجع الزمن للخلف ويصحح خطئو لكنه ماعمرو ندم فاش ولدهم ، أهم حاجة أنهم معمرين ليه عينيه وكايشوفهم قبالتو .

- السلام عليكم.
دخل برهان وألقى السلام على الجميع لكن لي جاوبوه هوما اسية وياسين ولباقي كل واحد فين كان مستغرق فتفكيرو .. قرب برهان من بهجت وقال :
- يابا .. كيفاك منيح ؟.

رفع بهجت عينيه فبرهان وإبتسم إبتسامة صغيرة إنكمشت تجاعيد وجهو على إثرها ثم وضع المصحف على الطاولة وهمس :
- أنا بخير يا إبني .

- باين إنو صحتك عم تدهور يوم عن يوم يابا .. إنتا بتشرب دواك ماهيك؟.

تنهد بهجت ورد عليه وهو كايحيد النظارات من عينيه:
- شو لزوم الدواء هلأ بعد كل لي صار .. أنا خلاص إنتهيت.

شاف فجبل وصخر وكمل بوهن:
- وعدني إنك راه تهتم بأخواتك بعد ماأموت

- الله يطول بعمرك يابا ويخليك تاج فوق راسنا .. 
قالها برهان وكمل :
- إخواتي صارو رجال مابينخاف عليهم 

حرك بهحت رأسه بالنفي وقال:
- مع هيك أنا بخاف عليهم .

عم الصمت بيناتهم لواحد الفترة قصيرة .. كان برهان كالس حدا بهجت وبين يديه سيجارتو كايدخنها ويفكر فهاد العملية لي هوما على وشك دخول ليها ممكن يخرجو منها عايشين وممكن لا .. لكنهم كلهم كانو كالسين على أعصابهم في إنتظار الرجال يرجعو وهوما معاهم أخبار مزيانة وهادي 10 وهوما ماتاصلو مارجعو .

قاطع تفكيرو بهجت وهو كاياخد السيجارة من يد برهان أخد منها نفس ثم رجعها ليه وقال :
- لازم تشوف لك عروسة تتزوجها يا إبني ، العمر قصير والبني أدم لازم يخلي على الأقل إبن صالح يدعيلو بعد مايموت .

تنهد برهان بضيق وقال بسرعة:
- إنشالله يابا .

حس بهجت بشعور الخزي من نفسو فاش جاوبو بديك الطريقة فقال بتهكم :
- ماتخاف .. ماعد فيني حيل .. بعرف أنك حرمت تتزوج بعدما عرفت إني إغتصبت مرت أخوك .

شاف فيه برهان بنظرة قاسية لأول مرة ملي دخل وقال بحدة
- إنت بتعرف إني بتنرفز لما بتذكر هديك الأيام بترجاك سكر الموضوع ... ولا قلك أنا رايح .

قبل مايلحق ينوض تمسك بهحت بدراعو ورجع كلسو بسيف عليه وقال باش يجدب إنتباهو :
- أنا أذيتك بدون ما أقصد يا إبني .. أسف كثير .. خليتك تكره الزواج وتخاف منو .. كنت خايف تتزوج ويطلعو ولادك إخواتك مثل ماصار مع أخوك .

رد عليه برهان وهو يصك على أضراسه بعنف:
- خلاص ياااااباااا.

سحب بهجت يديه من دراع برهان ثم خداليه السيجارة من جديد وقال :
- ماضل كثير وقت وراح موت ساعتها فيك ترتاح وتتزوج وأنت متأكد إنو ولادك راح يكونو من صلبك .

زمجر برهان بغيظ:
- خلاص 

اخد بهجت نفس من السيجارة قبل مايلوحها فالأرض ثم قال :
- إنتا كمان كنت مثل صخر .. حقدت علي وكرهتني حد الموت .. في نظرك قلب صخر راح يحن مع الوقت مثل ماحن قلبك علي ؟.

رد عليه برهان بغيظ:
- قلب جبل حن فيك شي لحد هلأ ؟

شاف بهجت فجبل لي كان كالس بعيد كايخمم وبين يديه تلفونو وهمس :
- لا لساتو بيكرهني .

إبتسم برهان وقال بتهكم :
- لكان ماتتأمل شي غير الكره بقلب صخر تماما مثل أخوه جبل ..

سكت شويا وكمل بمرارة:
- ‏ أما أنا .. خترت الطريق القصير .. ووفرت على نفسي إني إكرهك لأني مارح أستفاد شئ ، بالأخير صار الي صار .. بحبك وبكره حالي لأني ماقدرت أكرهك .. كنت دايما بشوفك إنسان غريب ... سفاااح وبنفس والوقت كنت أب صالح لإلي وخواتي وكنت زوج وفي لإمي وبتحبها .. ماقدرت إكرهك بس مابنكر إني بحقد عليك .. جواتك نصف شيطان ونصف إنسان لما بيفيق الشيطان جواتك بتأذي كل الي حواليك بقصد أو بدون قصد لكن الإنسان الي جواتك أحيانا بيغطي على ذنوبك وأحيانا بيشكل غطاء وحاجز على خبثك وبيخلي الإنسان يشوفك مثل الملاك وإنت شيطان يابا.. القرأن مابيفارق إيداك ولسانك بينضج خبرة سنين بس كيف بتقدر تأذي ناس أنا مابعرف ؟. 

حنا بهجت راسو بقوت الإحراج من نفسو لكن برهان كمل بنفس اللهجة:
- حاولت تكفر عن ذنوبك وعملت منظمة وقتلت مجرمين وسفاحين وخلصت ناس من شرورهم لكن يابا نحنا مين ؟. مين كان بيقدر يخلصنا من شرك ؟؟.

برهان فاش حس براسو كايأذي مشاعر بهحت رغم أن كلامو صحيح .. تنهد وقال بقلة حيلة :
- أسف يابا .. لكن مع هيك أنا كثير بحبك .

رفع بهجت رأسو وقال بوهن وهو كايطبطب على يد برهان:
- الله يرضى عليك ياإبني وينور طريقك وين مارحت .

في المغرب / دار لخوالات / الساعة 21:03 دقائق مساء
(المغرب وإسبانيا متفاوتين بساعة على ما أظن)

كان دون ماركيز كالس فالصالون المغربي وداير رجل على رجل .. قبالتو كانت بهية حاطة نظارات على أنفها وكاتخيط لتاليا كنزة من الصوف فاللون الزهري بينما جميلة فالمطبخ كاتوجد ليهم لعشاء وكاتعاونها صوفي..

تاليا كانت كالسا حدا داوود و شادة تلفونها وكاتخربق فيه .. شاف فيها داوود وقال وهو كايقلب القنوات بالتيليكوموند :
- بلاما تصوني على جبل ماغاديش يجاوبك ابنتي .

تأففت تاليا وقالت :
- كانصوني على رافاييل .

شهق داوود وطار ليها على يديها خطفلها التلفون وقال بحدة:
- حمقا نتي .. قلت ليك ماتصوني على حتى واحد واش ماكاتفهميش .

- وعلاش بسالامة .. توحشت مايسي وبغيت نسمع صوتها اشنو فيها كاااع .

- عاارف أنكي توحشتي رافاييل فبلاما ديري بمايسي سبة .

مدت تاليا يديها بعناد وقالت:
- عطيني تلفوني .

دارو فجيب سروالو وقال :
- مع الأسف غادي نضطر نزولو ليك حيت حذرتك شحاال من مرة وقلت ليك ماتصونيش عليهم ونتي مكاتسمعيش 

- أصلا هوما ماكايجاوبونيش .. لو غير جاوبوني كنت غادي نرتاح 

تنهد دون ماركيز وقال بغيظ:
- واش كاتأمني بالله ... راه قلت ليك بلي كولشي بيخير ولكن فهاد الفترة هوما مشغولين بزاف وحتى رافاييل ماغايجاوبكش هذا علاش بلاما تحمقي راسك وتحمقيني...

وكمل بغيظ:
- ‏ شحفتيني بلعطش مكاتقاضااايش

قلب على الماء فوق الطبلة لكن فاش لقى القرعة خاوية قال بضجر :
-تفوو ضاروري نوض ضاروريي ...
وكمل بصراخ:
- صوفييييااااا جيبيلي نشرااااب ..

ردت عليه صوفي من الكوزينة :
- مامساليااااش لي بغا لماء ينوض ليييييييه .

السكتة قلبية كانت غاتجيه لمسخوطة كاتقلي ليه السم .. قلة ترابي هادي .. شد فقلبو وقال بصدمة:
-ويلي لفصعونة كاترد عليااااا ... انا غادي نوريها لغوات كيف داير قليلة الأدب.

ناض بسرعة لكن فاش جا يلبس البانطوفة تعكل وكان غادي يجي على فمو .. حركت بهية راسها بقلة حيلة على غباء خوها صغير بينما شبع هو سبان فديك لبانطوفة لي ماعندها ذنب .. إستوقفاتو تاليا وهي كاترغب فيه:

-بلاتي اخالي عطيني تلفوني الله يخليلك خوالاتي زوينات

خنزر فيها داوود وقال بزعاف:
-على هاد الدعوة الى شديتيه أجي عكريلي بلماء دعطارة ياسليعفانة

لكن غير جات عينيه على بهية لي دارت ليه سكانير بعينيها بنظرات قاتلة قلب ضورة ومشا وهو كايغوت على لي غايقد يحكر عليها :
- صوفيااااااااا افينك امسخوطة لواليدين ... كاتردي عليا لهضرة ! ... مراضعين انا وياك ؟. ولداتنا نفس القابلة ؟.. قريتي معايا فنفس القيسم؟... لعبنا انا وياك حابة فراس درب المزغوبة ؟ .. كأس دلماء ماتعتقينيش بيه اسفرطة لكمارة وزرقة لعينين .. حتى الشبه مكاتشبهيليش ... أنا يياربي شنو درت فحياتي تعطيني بنت مسخوطة كاترد عليا لهضرة وهي مازالة لاصقا فالأرض .

ضرب باب الكوزيننة برجليه وكأنه فرقة مكافحة الشغب ودخل عليهم لكن وقف مصدوم ... أولا من الريحة لي ششم وثانيا من منظر صوفي ..كانت حازمة راسها بسبنية ديال الأمازيغ فاللون الأصفر ودايرا منديل ديال ناس شمال على خصرها فاللون الحمر وهازة مغرف فيديها ومخبية مور عمتها جميلة خوفا من عصببية داووود .

وشحال عجباتو بنتو وهي فديك الحالة كانت دايرا بحال شي مرأة مغربية كبيرة وحادكة . ولكن ديك الريحة لي مسيطرة عى المطبخ .. امم وشحال بنينة خلاتو يبتلع ريقو و بقوة الجوع نسا كاع علاياش جاء للكوزينة وضار عند البوطة كايقلب فطناجر على شنو مطيبين .

الطنجرة الأولى كانت فيها لحريرة مكتراالها جميلة لكرافس وحتى ولات غير تشمها يجيك نعاس بينما لمصدر الثاني ديال الريحة كان من مقلة غير حلها طلعت معاه ريحة لبايلة بلكروفيت مزينة بالحامض لمصير والزيتون .. 

طارت لعندو صوفي وقالت بحماس وهي كاتشير بالمغرف للبايلة:
- دون ماركيز .. واش عجباتك أنا لي طيبتها؟.

علا فيها داوود عينيه وقال بغيظ:
- دون ماركيز !! كانلعب معاك حابة أنا .. ولا كاتساليني لكريدي ... عيطيلي بابا أقليلت لأداب.

واخا طلبها تقول ليه بابا بطريقة بغيظة بحالو إلا أنها تحتسب ليه نقطة فقلب صوفي .. إبتسمت بحماس وضارت شافت فجميلة لقاتها كاتغسل لماعن .. فقربت لعندو وشوشوت ليه فودنيه بصوت خافت :
- بابا .. أنا وعمتي مخاطرين .. هي قالت بلي لحريرة ديالها لذيذة على لبايلة ديالي قالتلي نتوما لي تربيتو فلخاريج مكاتعرفوش تقليو تابيضة .. حكراتني الواليد حكراااااتني 

الله وشحال عجباتو ديك "الواليد" لي خرجات من فمها .. غلباتو إبتسامة لكن بسرعة جمعها وقال فاش تفكر زبلتها:
- راني مازال مانسيتش أنك هربتي من إيبيزا مع داك لحلوف ديال صخر بلا خبـ

لكن قبل مايكملها حشات ليه معلقة ديال الروز ففمو أولا باش تبدل الموضوع وثانيا باش يعطيها رئيو فلبايلا واخا عااارفاه غايعيب عليها :
- شوف واخا ماتكونش زوينة قول العكس وغادي نضبر عليك الواليد 

مدغها بحذر حيت كانت سخونة وقال :
- فاش غاضبري عليا ؟

رجعات قربات منو وشوشات ليه فودنيه:
- مخاطرين انا وعمتي على 1000 درهم للي غايلقا تصويت كثر غادي ياخدها .. والى ربحت غادي نقصمها معاك 500 درهم ليك و 500 درهم ليا 

وكملت بصوت رقيق ومتوسل:
-فاش خرجت مع عمتي للمدينة شفت واحد سروال زوووين وعجبني بغيت نشريه داير ب 600 درهم عافاك بغيت نربح باش نشريييه

ربع داوود يديه لصدرو وقال بعبقرة أنشتاين فالحسابات: 
- والى ربحتي وخديت أنا 500 درهم منين غاتكملي نتي ديك ل100 درهم باش تكملي فلوس سروال ؟

ضورت صوفي عينيها بتفكير ثم شافت فيه وقالت :
- اام غادي نتسلفها من عندك .. غادي نعطيك غير 400 درهم و 100 درهم بقا تسالهالي .

همهم داوود وقال بعد تفكير:
- هممم .. واااخا الالة لفهيمة.. وهانا كانتسالهالك ايوا منين غاتجيبي لفلوس باش ترديهالي ؟؟؟؟. 

ردت عليه صوفي بسرعة البرق :
- من لمصروف لي غاتعطيهلي .

غلباتو الضحكة هاد المرة وماقدرش يسيطر عليه فقال: 
- هاهاها ياااااك المطورااااا .. خرجتي كاتشبهي لمك فكولشي إلا الذكاء ورتيه مني .

قلبت جميلة عينيها على غرور داوود بينما إبتسمت صوفي بحماس فكمل داوود وهو كايبتاسم بسخرية:
- اري شي معلقة وحداخرا نشوف هاد زبايلا لي مطيبا

عمرت ليه معلقة دارتهاليه ففمو وقالت بحماس:
- هاهي وسميتها بايلا ماشي زبايلا ابابا

على ديك بابا ماكرهش ياكلها هي فبلاصت لبايلا .. سرط دغيا وقال:
- غاتعطيني 500 درهم ماتنقصي منها تاريال 

شهقت صوفي وقالت بصدمة:
- وسرواااااال ؟؟؟

هز داوود أكتافو بغير إهتمام وقال:
- تسناي تاتشدي مصروفك شهر جاي وشريه ...

وقبل ماتقول شي كلمة ولا تعترض شاف داوود فجميلة لي كانت مازالة واحلة فلماعن وقال بهتاف متصنع واخا ان لبايلا كان مداقها مابيهش إلا أنه بغا يرفع لمعنويات لصوفي ويستافز جميلة :
- اااووووه ياااربي على حلاواااا ... ياربي على مدااااق... بايلا تشهي وتعمر العين من يدين لالات لبنات ... سيري الله يعطيك الصحة ابنتي لغزالة .. ماشي بحال شي ناس عمرو لكوكوط بلكرافص ويحسابلهوم مطيبين لحريرة .

ضارت جميلة بالعرض البطئ دارت فيه شوفة كاتقتل خلاتو يتنحنح بتوتر وجاب الله صونا تلفون ديالو وعتق الموقف قبل ماتقلب عليه طاوة ديال لحريرة سخونة وتحرق ليه وجهو ..
- أستأذن ... مكالمة عاااجلة ..

خرج دون ماركيز وتبعوه عوينات صوفيا لي كانو غادي يطيرو بالفرحة وغير غبر طلقتها بواحد الضحكة ومشات كاتجري عنقات جميلة وهي كاتقول :
-هاهاها ياااااس الخطة ديالك نجحااااااات 

رفعت جميلة عيونها بتفاخر على الإنجاز لي قامت بيه .. فاش سمعو دون ماركيز جاي كايغوت وباش يطفيو النار لي شاعلة فيه قالت ليها ديري راسك نتي لي طيبتي هاد لبايلة ونسيه فغضبو راه بوكريشة وكايموت على لماكلة وداكشي لي كان والخطة نجحات ..

حيدت صوفي السبنية من راسها وقالت:
- ولكن منين غادي نجيب ليه 500 درهم ؟

شافت فجميلة لكن الأخرى قالت بلا مبالات:
- أنا قلت ليك عطيه غير يدوق ماشي عطيه الرشوة .

قربت منها صوفي بتوسل وهي كاتقول :
- عااافاك فكيني من هاد لوحلة .. منين غانجيب 500 درهم لاماعطيتيهاليش نتي اعميتو .

فكت جميلة يديها من صوفي وقالت ببساطة وهي خارجة من الكوزينة :
- عطيهالو من المصروف لي غايعطيك ... خدمي شويا ديال الذكاء لي ورتيه من باباك .

طلع دون ماركيز للسطح واخا كان البرد وفتح الخط وهو كايترعد وقال:
- نعام .. كاين شي جديد احيحيم ؟؟

رد عليه حيحيم خلف السماعة:
- اياه اسي دون ماركيز .. وقفات واحد السيارة كحلة من نوع جيب تحت دار ديال مدام روعة ونزل منها واحد الراجل ماكبيرش بزاف وماصغيرش بزاف يقدر يكون فبداية الأربعينيات 

نفخ داوود فيديه باش يسخنها وقال:
- سربيني ومن بعد؟ .

رد عليه حيحيم:
- صافي راه واقف كايشوف فالموبل ...بلاتي بلاتي 

تأهب داوود بريبة وقال :
- اش واقع ؟

جاوبو حيحيم بعد صمت:
- سي دون ماركيز .. مدام روعة خرجات لعندووو... بسلامة دابا شويا ونصوني عليك 

شهق داوود بقوة الصدمة بدا كايغوت بعصبية:
- الو الو الوو اولد لحرااااام ... حيحييييم .. حيحيم

كان "عبد العالي حيحيم" كالس وسط السيارة لي مراقبة روعة هو تقريبا فمتوسط الستينات كان كايشتاغل محقق فشبابو وملي شد التقاعد قلبها محقق ومتعقب خااااص سيارتو كانت من النوع القديييم أنتيكة ديال فاسل فيجا 1959 فرنسية

تجاهل "حيحيم" رقم داوود لي كان كايصوني عليه وجبد كاميرة رقمية حديثة وبدا كايلتاقط صور لروعة من بعيد هي والدكتور ياسر وعلى وجهو إبتسامة مكر .
- أكيد غادي يخلصني سي دون ماركيز على هاد تصاور .. ولكن عاافاك امدام روعة شي وضعية زوينة تصلاح للتصوير .. شدي ليه فيديه مثلاااا .. ولا بوسييييه ... لا أنا كان خصني نكون مصور باباراتزي .

( باباراتزي تعني : صحافة المشاهير او المصورين لي كايبقاو تابعين المشاهير فينما مشاو ويصوروهم )

داكشي لي كان كايتمناه حيحيم هو لي طرا .. ضار الدكتور ياسر حول السيارة سبقها وفتح ليها الباب لي فجنب السائق ثم لحق عليها وتمسك بيديها باش يعاونها وهو كايقول بصوت رجولي لبق:
- كان من المفروض تشري جوج عكاكز واحد ماكافيش .

تجاهلت روعة ملاحظتو السخيفة بالنسبة ليها و تبسمت بتصنع وقالت وهي كاتدخل للسيارة:
- سمحلي عذبتك معايا .

توسعت إبتسامة ياسر حتى ظهرت أنيابه الفتانة وقال وهو كايسد الباب:
- عذابك راحة ..

إنطلق بسيارتو رباعية الدفع وإبتعدو على الحي بمسافة حتى دخلو فزحمة الطريق العامة .. كانت روعة كالسا على أعصابها و كلها فضول تعرف حالة ماماها الصحية .. كاتشوف فأضواء الطرقات والسيارات المسرعة وكاتفكر إيبيزا بأضوائها وفخامتها وناسها .. وعلى ذكر ناسها .. تفكرت كل لحظة ركبت فيها مع جبل وسط سيارتو وطريق لي كانت كاتجمعهم بخصامات أحيانا وبضحكات وسخرية أحيانا أخرى ... إلتفتت عند ياسر وشافت فيه .. توحشات داك الجسم الضخم لي كان كايبغي يفرض سيطرتو عليها بالقوة كان كايقولها "أنا قائدك وخصك تسمعي لهضرتي وتنفديها " واش كانت كادير هي كاضرب تحذيراتو بعرض الحائط ودير داكشي لي فراسها ... وكلما عانداتو كلما زاد حلاوة بعصبيتو .. كان كايفرض رجولتو وسيطرتو عليها وهادشي لي خلاها توقع فحبو كالمجنونة ... توحشاتو بزاف .. وتوحشات صوتو وحركاتو وقبلاتو وحنانو. . أاااخ لو كان هو لي سايق بدل ياسر اااخ .

إنتبهت أخيرا لنفسها أنها كاتشوف فياسر مند دقائق وأول حاجة لاحظتها فيه هي رموشو الكثيفة ... حواجبو قرابين لعينيه بحدة رجولية وعضام فكه بارزة .. شفايف دقيقة وأنف مستقيم وحاد وتفاحة أدم كاطلع وتهبط تناعما مع إبتلاع ريقه ... ماقدرش يخبي إبتسامتو لي كانت كاتحاول تظهر ويخفيها وهو منتبه لنظرات روعة ليه فإبتسم أخيرا وقال باش مايحرجهاش :

- ‏ كيفاش حتى تهرستي من رجليك ؟

توترت روعة فحولت أنظارها بسرعة للطريق وقالت وهي كاترتب شعرها الأحمر :
- ااام كنت كاندير شويا ديال الرياضة وطحت .

شاف فيها ياسر وقال بحماس وهو كايوقف السيارة فجنب مقهى على الشارع:
- ااه اذن نتي من عشاق الرياضة ؟.

فتحت روعة حزام السلامة وهي كاتقول :
- ماشي غير من عشاقها .. انا محترفة فرياضة الكاراتيه وعندي شهادات وميداليات تقديرية .

بغات تفتح الباب لكن ياسر دار ليها إشارة بيديه باش ماتخرجش وخرج هو بسرعة إلتفت حول السيارة وفتح ليها الباب ثم مد ليها يديه وهو كايقول :
- اذن فاش غادي تبرا رجليك غادي نديرو انا وياك شي مباراة 

بقات روعة كاتشوف ليه فيديه وماعرفتش واش كايتصرف بحال هاكا حيت هو رجل جنتل مااان ولا غير حيت رجليها مهرسة وبغا يساعدها .. لكن مكايهمش مدت يديها الرقيقة تمسكت بيديه ونزلات وهي كاتقول:
- نخاف عليك ادكتور ضربة ديالي قاصحة شوية

جبد ليها عكازها من المقعد الخلفي ثم مدولها وهو كايقول بصوت عمييق وفخم وتاخد وضعية بيديه باش تشد فيه:
- واثقة من راسك 

شافت فيه بتردد لكنه دار ليها إشارة باش تتمسك بيه وبما أنها عندها غير عكاز واحد مكانش عندها شي خيار أخر .. تمسكت بدراعو وقالت:
- كل الثقة .

إبتسم ياسر بهدوء وعجباتو ثقتها الا محدودة .. فضلت روعة تكلس غير فلاطيراس باش تحس بلوقت الى شافت دنيا بدات تخوا تمشي بحالها .. تقدم لعندهم الكارسون عطاهم قائمة الطعام .. رفضات روعة انها تاكل وقالت ليه يدخلو فالموضوع نيشان لكن ياسر كان مصر وقال:

- واش بغيتي تخليني بالجوع!! ملي تغديت مع 12 فالمستشفى وراني مازال كانضور على معدة خاوية ولا مابغيتيش نتي تاكلي حتى أنا مانقدرش ناكل ونتي كاتشوفي فيا ..

إنحرجت روعة ووافقت باش تتعشى معاه فطلب الدكتور بعض الأطباق لمتكونة من شرائح اللحم والمقبلات .. وطول ماهما كاياكلو وعيون ياسر كايختالسو النظر لروعة مرة مرة .. لاحظ بأنها كاتاكل بطريقة أنيقة ومهدبة دليل على أن سنة ونصف من العيشة مع الطبقة الغنية خلاتها أكثرا لباقة وحتى فجلستها كانت موقفة ظهرها بأنوثة طاغية .

رغم أن مظهرها كان متكامل إلى أنه لاحظ ألم كبير داخل عيونها وفنبرة صوتها لي ولات بااردة .. ومن حركاتها وهدوئها كانت كاتبان إنسانة باردة ميتة وفنفس الوقت عايشة .. قرر يكسر الصمت وبغا يسمع صوتها بدل صوت إرتطام الشوكة والسكين مع الصحن فقال :

- من فقتاش ونتي دايرا جبيرة ؟

رفعت عينيها شافت فيه ببرود وقالت:
- اام شي جوج سيمانات تقريبا .

همهم ياسر وقال :
- وكاديري عليها كونترول ؟

حطت الشوكة والسكين من يديها ثم مسحت شفايفها بمنديل وقالت :
- صراحة منهار لي تجبرت رجلي مارجعت شفت شي دكتور 

حتى هو وضع الشوكة والسكين على جنب ورد عليها وهو كايبتاسم بعدوبة:
- إذن غادي نرجع موراك غدا فصباح من بعد مانسالي العملية وغانعرفك على صديق ليا دكتور فالعضام يكشف ليك على الكسر ويقولك فين وصل فمرحلة الشفاء

فتحت فمها باش تعترض لكنه سبقها وعيط للكارسون حتى وصل لعندو ورجع شاف فيها وقال:
- شنو تشربي ؟

كانت باغيا تقول ليه والو .. ولكن ملي مازال ماهضروش فالموضوع المهم قالت :
- اي حاجة سخونة .

شاف ياسر فالكارسون وقال:
- جيب ليا أنا كأس دلقهوة وجيب للأنسة كأس دلحليب عضيماتها محتاحين للكاليسوم .

وابزاف على هاد الإهتمام المبالغ فيه تقول كايعرفها هادي عشر سنين .. تنحنحت روعة بإنزعاج ثم قالت:
- ممكن ندخلو فصلب الموضوع ادكتور تعطلنا شويا وغادي يخصني نشرب دواء ديالي من دابا لنصف ساعة .

غير من نبرتها فهم أنها نزاعجت من تصرفاتو المبالغ فيها فتنحنح بإحراج وهز حقيبة صغيرة من جنب الكرسي فتحها وجبد منها صور مقطعية مدهم ليها وقال:

- فصراحة الأم ديالك كاتستاجب للعلاج كيما قلت ليك و .. 

كان باغي يشرح ليها مكانش عندو كيف يدير فناض وكلس فجنبها على الكرسي لي حداها وأشر بإصبعو لنقطة معينة فالصورة وكمل:
- كيما كاتشوفي هنا فهاد الصورة بلي الورم مازادش كبر كيف كنا متوقعين بقا على نفس الحجم ديالو وهذا كايعني ان العلاج غادي مزيان والخبر زوين هنا هو أنه ولا ممكن اننا نديرو ليها عملية جراحية ونسبة نجاحها 70 فالمئة 

توسعت إبتسامة روعة وإختفى البرود لي كان محاوطها وشحال كانت إبتسامتها زوينة وغير متصنعة فعيون ياسر لي خلا الشرح وبقا كايشوف فيها وففرحتها لكن ماشي بوحدو لي كان كايشوف حتى حيحيم لي كان كايصور من سيارتو المشاهد لي كانت كاتبان في غاية الرومنسية واللطافة بالنسبة ليه .

شافت روعة فياسر بإبتسامة عريضة وقالت:
- فرحت بزاف .. ماقادراش نصدق .. ووو لعملية شحال غادي تطلب ديال لفلوس 

رد عليها بنفس الإبتسامة وهو كايشوف فعيونها العسلية:
- مكايهمش لفلوس لي كايهم دابا هو تنجح العملية

حطت روعة الصور على الطاولة ثم قالت وهي كاتشوف فيه:
- ولكن بالنسبة ليا مهمين بجوج

تنحنح ياسر بتوتر من نظراتها ثم قال :
-اام مسئلة المبلغ ديال العملية محلول تكلم معايا واحد فاعل الخير من واحد المدة وتكلف بكاع المصاريف ديال العلاج وحتى العملية 

قالت روعة بإستنكار:
- شكون هذا ؟

رد عليها ياسر وقال:
- أنا براسي ماعرفتش شكون هو .. رفض يقول إسمو ورفض يعطي اي معلومات عليه وإلا كنت قلتها ليك .. ولكن فاش كان كايهضر قال بلي هو صديقك .

تسمرت روعة أمام كلمة صديق .. وشكون غايكون وهو حتى شي واحد ماعارف من غير نورسين وصخر وأسية ولكن بلاتي تفكرات جبل فاش كان كايسبها قبل أسبوع قال ليها ماماك كاتموت بالسرطان ونتي .. مابغاتش تتفكر لكمالة ديال الحوار حيت كايفيق جروحها من جديد ... زعما يكون الصديق لي قصد ياسر هو جبل ومابغاش يكشف على هويتو .. كانت غادي تحماق بقوة التفكير لكن لو كان بصح هو لي تكلف بمصاريف العلاج هي غادي توضع ليه حد حيت مابقات باغيا حتى حاجة منو ولخير يمشي يديرو فراسو ويصلح عضمة لسانة ..

شافت فياسر بحدة وقالت:
- سمعني ادكتور ياسر .. ماما مامحتاجا لحتى شي فاعل خير كيفما كان .. أنا عندي لفلوس لي تكفيها وتوفيها وغانصرف على علاجها وحتى العملية لي غادير ليها ..

تمسكت بعكازها وكملت وهي كاتحاول تنوض:
- ‏ طلب من هاد فاعل الخير يمشي يتصدق بفلوسو على الفقراء والمحتاجين .

تمسك الدكتور بدراع روعة وقال بسرعة :
- واخا لي بغيتي والله مانخسر ليك خاطرك كون يحسابلي غادي تقلقي كاع مانقبل المساعدة ديالو ..

وكمل وهو كايسحبها باش ترجع تكلس فبلاصتها:
- مازال بغيت نهضر معاك فموضوع أخر .. وماتخافيش على الوقت غادي نرجع نوصلك تالباب دار ومانمشي حتى طلي عليا من السرجم وترتاحي.

بقات كاتشوف فيه روعة بتردد لكن فالأخير فضولها هزمها وكلسات فكمل ياسر وقال:
- فصراحة كنت باغي نشوفك وجها لوجه وكولي فضول نعرف هاد الإنسانة لي كانت كاتخلص مصاريف علاج ماماها وهي متكتمة على شخصيتها .. علاش ماكنتيش باغيا عائلتك يعرفو بلي نتي لي كاتخلصي جلسات العلاج ؟؟

قلبت روعة عينيها بغيظ وقالت بفضاضة:
- واش هاد السؤال داخل فالعملية لي غادي ديرها لماما ؟

تنحنح ياسر بإحراج وقال:
-كيفاش ..أكيد لا 
وكمل:
- هو غير جاني شويا ديال الفضول وصاف .

ورجع قال بسرعة قبل ماتنوض وتخليه كايهضر بوحدو:
- فالحقيقة فينما كنت كانهضر معاك وكانسمع نبرت صوتك الحزينة كنت كانبغي نسولك ولكن كنت كانخاف من ردة فعلك .. 

حط الكارسون لحليب امام روعة والقهوة أمام ياسر وغير مشى قالت روعة بحدة:
- فين بغيتي توصل بهضرتك ادكتور ؟

أخد ياسر نفس كبيير ثم قال :
- سمحيلي بزاف ولكن الحالة لي كانت فيها الأم ديالك خلاتني نضطر نقول ليها الحقيقة 

ردت عليه بإستنكار وحواجب معقودة:
- اشمن حقيقة ؟

حك ياسر لحيتو بتوتر وقال:
- انك نتي لي كاتسيفطي ليها لفلوس 

توسعو عيون روعة بقوة الصدمة ولو كانت شي حجرة حداها كانت غاتفلقو بيها.. هي وصاتو باش يتكتم على هويتها وهو فرش كولشي .. كانت باغيا تقتلو لكن هو سبقها وقال بسرعة:
- سمعيني قبل ماتقولي حتى شي كلمة تضلميني بيها .. ماماك فواحد الفترة مكانتش كاتستاجب للعلاج وشحال من مرا كانقولو بلي صافي وصل أجلها وغادي تموت .. شحال من مرة فاش كنت كانبغي نكشف عليها كانسمعها كاتهلوس بسميتك وهي ناعسة ماشي مرة ماشي جوج. ساعتها فهمت بلي هي مرضها الحقيقي كاين داخل قلبها مرضها لحقيقي هو هداك الإسم لي كاترددو فكل لحظة ألم كاتمر منو ... كانت كاتعذب على فراقك والعلاج مكايدي منها لا حق ولا باطل .

هدأت ملامح روعة الغاضبة وإحتلت مكانها ملامح الحزن فكمل ياسر هاد المرة بصوت هادئ:
- ‏واحد نهار سولتها شكون هي روعة مع أنني عارفك نتي وصبقلي هضرت معاك ... لكن لو تعرفيها شنو قالت عليك 

شاف ليها فعينيها لي تحجرو بالدموع وكمل :
- روعة هي ديك البنت لي تضلمات بنتي لي ترزيت فيها .. وتحرمت من ريحتها .. شكات عليا وعبرتلي على إشتياقها ليك ‏ ومن بعد عاودت ليا على قصك كولها...

سكت شويا وكمل بتردد: ‏
- ‏مع جـــهــــاد 

نزلو الدموع من عينيها بلاما تشعر ومن شدة صدمتها إستقامت واقفة بسرعة وهي كاتقول:
- غادي يخصني نمشي تعطلت .

لكن العكاز طاح فالأرض فسبقها ياسر هزو وقال :
- نتي ماعندك حتى شي ذنب فلي وقاع .

صكت روعة على أضراسها ثم قالت وهي كاتمسح دموعها بعنف:
- عطيني عكازييي

مابغاش يقلقها منو ومابغاش لقائهم ينتهي بهاد الشكل المريع فعطاها عكازها وراقبها وهي كاتمشى بيه بحذر خوفا من السقوط وكان كايسمع شهقاتها وتمتماتها وهي كاتقول:
- علاش أماما ؟؟.. علااش علااش؟؟

فستوقفها وقال بصوت عالي باش تسمعو:
- ماماك كاتسناك اروعة ..

توقفت روعة بصدمة مامصدقاش داكشي لي سمعات فلحق عليها ياسر وقال وهو خلفها:
- واعدتها بلي غادي نجيب ليها بنتها اليوم تشوفها 

إستدارت روعة وهي مامصدقاش وعينيها كايلمعو بالدموع فكمل ياسر وهو كايبتالع ريقو بتوتر من منظرها وشكلها لي كان زوين واخا كاتبكي :
- هي .. هي كاتسناك دابا فالمستشفى ومتشوقة باش تشوفك بعد عام ونصف ديال الفراق .

نهاية الجزء
يتبع

جاء الوقت باش طلاقا الأم مع بنتها ... يااااي اااام سوووكسايتد😻😻😻

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.