المجهولة الجزء الثاني

من تأليف فاطمة اليوسفي
2018

محتوى القصة

رواية المجهولة

دابا عاد تأكدات ان عندها الزهر ربما طول حياتها كتعاني لكن الناس لي عوضها الله بهم من بين افضل الاشياء لي وقعو ليها .. كلهم بهيئة ملائكة كيبانو ليها .. واش حيت هي هكاك كتشوف الناس بهاد المنظور او انهم بصح هكاك .. ملي صبح الصبح فاقت بكري .. الفرحة ومادير .. الأيام كتعطيها اكثر مما كتطلب .. صافي كانت بغات فقط مكان آمن يصدق ليها كيف بغات .. لكن دابا كتعايش مشاعر جديدة .. دفئ جديد كيدخل لقلبها .. ويستكن مابين ضلوعها الغص .. احساس بأنها تولادت من جديد .. عاد تحطات فزيف الحياة الابيض .. حيت عاد كتشوف الحياة من اول وجديد .. ببساطة قبل ماكانتش عايشة .. عاد الضحكة غتخرج من اعماقها قبل ماترسم على ثغرها .. غتكون حقيقة ماشي مجرد تزييف للوقائع ..
عاد الحياة كتعطيها من جديد .. خدات منها الكثير .. وربما الآن كتعوضها .. ولو يكون التعويض بسيط .. فهي كتشوف مروان بجنبها الدنيا ومافيها .. ضحكته فوجهها نساتها عبوس المديرة فالميتم .. كلامه الحنين معاها .. نساها معاملة الشغالين القاسيين ..
ملابس كانت عطاتهم لها مريم اول مرة كتحس انهم قدرين ينسيوها ف الفستان لي ضاع منها وتحرقات على قبله .. 
هكا دار الامر فراسها .. طايرة بالفرحة لأقصى حد .. شنو ناقصها هي لاشيء .. كانت مجهولة .. والآن بدات تتعرف على طريقها .. وعلى الأمور لي تفيدها والأمور لي لا .. اذا بقات دافنة راسها شكون يشوف فيها .. دائما غتبقا تشوف نظرات الشفقة فعيون الاشخاص لي دايرين بها .. على انها انطوائية .. لكن اذا ماتغلبات على شعورها .. وخلات أمرها يتصرف وهي تعاود تأسس قانون جديد لها .. قانون يضرب كل شيء عرض الحائط .. باش تبني امال جديد .. اساسه مقوم .. والمشاعر كتختلف من مرة لأخرى .. يمكن هي لي تخلينا نشوفو من الجحيم جنة .. ومن العذاب نعيم .. ومن الانكسار نرممو روحنا .. لكن اذا كانت حياتنا خالية .. بدون اي شيء .. كتصبح قاسية وجافة .. لذلك الواحد يعيش مابين الواسطية والاعتدال .. محتاجين قليل من العاطفة على العقل حتى يلين وقليل من العقل على القلب حتى يستقيم .. مثالها هي .. دائما كتصرف بعقلها اكثر من قلبها لذلك اصبحت مشاعرها باردة وحياتها باردة .. كغرفة ثلجية .. وقناع سقط على قلبه ليغلفه باش ميشوفش الواقع .. حتى القلب لا ينبض بين ضلوعها .. كأن دوره هو ضح الدم .. يضرب فقط فالأوقات لي كتخاف فيهم .. لكن الآن مشاعرها خرجات على حدود العقل والمنطق .. والقناع ذاب وتلاشي واصبح كل شيء اولي وجديد .. 
كل مادارت فنصف النهار الاول دوشات دوش خفيف .. شعرها اخترت عائشة تضفرو ليها واخا قصير .. وبعض من الشعيرات اللولبية بقا متناثرين خلف اذنيها .. 
اخترت معاها ايضا لباس مناسب لخروجها .. طويل ودافئ فنفس الوقت .. حيت عرفات ربما يتعطلو برا .. .. لكن ما ان سولتها .. قالت ليها صفية انه غيهدر معاها فقط على المرض .. واخا دخلها الشك والفضول فنفس الوقت.. تعرف شنو كاين .. لكن ربما عندها الحق فصفية على مايبدو ماكتكذبش وصحيح هي مكذباتش لانه عارفا راسها كتقن فن الصمت ومع مروان غيكون الامر مقتصر انهم يهدرو على مرضها او على حياتها بالمعنى الشامل .. ____
كيف ماتوقعات طول ما مشات معاه فالطريق على متن سيارته كان الصمت فقط .. وكل واحد كيغرق فأفكاره .. حتى كيعاود يلقي عليها بضع كلمات او يبادلها الابتسام .. وواخا الطريق .. كانو بالاه قطعو مسافة قصيرة .. لكن هي الطريق بانت ليها جد طويلة .. كحبل طويل لا نهاية له .. والملل بدا ينتابها .. حتى تكلم مروان .. 
مروان : تسمعي للموسيقى ؟! 
صفية : ااه .. واخا
مروان ( ابتسم لها ) اختر اغنية عشوائيا لكن لحظها كانت اغنية رومانسية .. وهادئة فنفس الوقت .. وهي من ديما كتعشق الموسيقى الهادئة .. الاغلبية لي كيكونو على شكل اشعار .. لكن اغنية فيروز كانت كتصدح فالسيارة .. وهي اكييد فهاد الايام جات على مودها .. وحسات براسها عايشة وسط الاغنية .. كأن كلماتها كيقصدوها هي .. والاغنية تغنات خصيصا لها .. لذلك بدون شعور بدات تبتااسم ونسات راسها وبدات تدندن معاها .. كلشي يبان ليها زوين .. الدنيا كتبان فعينيها مضوية .. وشمس حياتها شرقات من جديد .. واش حيت بصح كلشي زوين .. ولا حيت هي صافي قررات تشوف كلشي زوين .. وتلفظ الماضي الفاسد من حياتها .. وابتداءا من اليوم. لكن هي فخضم لعبة صعبة .. ماعرفاش بقوانينها..ولا اساسها .. بدون اي خبرة دخلات فلعبة الحياة .. والقدر كيلعب بها كيف بغا .. 
صفية :(بهدوء ) زوينة الاغنية ..
مروان( شاف فيها ورجع ساق ) : بزااف .. 
تحرجات شويية لكن الأمر عادي .. واعدات راسها انها غتصرف على طبيعتها .. لكن مكتقدرش .. مروان دائما كتبقا محتارماه فنظرها .. كيبقا عنده مكانة خاصة سواء بعقلها ولا قلبها ..
وبقا الحال نفسه حتى وصلو للمكان لي عارض فيه عليها .. والصدمة هنا كانت قوية !!!! 

مطاحش فبالها الامر بتاتا وانه مروان ممكن يختار مكان كهذا .. كانت ظنات ان الامر مجرد غذاء عادي .. والكل غيكون عادي حتى انهم غيجلسو فالداخل .. والامر غيكون اكثر عملي .. ولكن هي كيفما كان غتشوفو اجمل .. البلاصة لي خداها ليها ابدا مكانتش متوقعاها.. حسات به تعمد ياخذها لماضيها .. يفكرها به .. باش تعاود تبني اسس جديدة .. دون اقصاء الماضي من حياتها .. حيت هو كان وغيكون دائما مهما حاولات تنكر.. وتعاود امر التجاهل مرة اخرى .. 
الميتم لي كبرات فيه ودوزات فيه اقسى ايام حياتها .. هو المكان لي اختاره .. حيت كان كيشوف من منظروه .. انها محتاجة تتصالح مع نفسها .. ودون ماتلفظ اي حاجة .. لي يوقف بجنبك يهموه ظروفك .. ماشي نسبك .. او طبقتك فالمجتمع حتى يوقف معك .. تهمو انت كشخص .. وكروح .. 
ما إن شافت المكان كل الذكريات رجعو يطيحو فبالها كلهم .. صورة وراء صورة .. ومشهد وراء مشهد .. حتى تشكلت حروف ماضيها من جديد قدام عينيها .. كأنه فهاد الايام حاولت تمحيها .. تتنساها .. تلفظها من حاضرها دون ما تترتبط بها كأنها مجرد شيء وفات .. ومهما فات الزمان واندثرت ايامه .. يبقى له طابع خاص بالروح .. ربما يكون افضل شيء وتتمنى انه يرجع .. اذا كانت ذكرياته رائعة ودوزوتي فيها احلى ايام حياتك ..او اسوء زمان وتتمنى لو مكانش اصلا .. حيت كل ماتفكرتيه كيكون فقط آلم كيعصف بروحك وكيرجع سقف الحياة .. جدار صلب .. كيسقط عليك فكل مرة .. لكن انت كتلقا راسك مربوط بسلاسل الوقت .. كتسلم روحك فداء لهاد الايام ..
او ان هاد الزمان الماضي وذكرياته لا يشكلون شيء .. مكيفرقو عليك بوالو.. فحال وجوده فحال عدمه .. فالحالة الاخيرة ما كيكون لا تقدم لا والو فحياتك .. لا طموح لا تحديات فالحياة .. فقط الهدوء والقدر كيتصرف ..
لكن الآن كتعاود من نقطة الصفر .. وها هما واقفين لداخل .. كتشوف فبلاصة دوزات فيها تقريبا ثلث قرن الا سنتين .. واخا عاشت تما اسوء الايام وكانت كوابيس.. والفرحة فذلك المكان كانت معدودة على رأس الاصابع .. حسات بواحد الحنين فشكل فنفس الوقت .. واخا عاشت فداك العيشة .. على الاقل كانت مرتاحة حيت ماعرفاش بمرضها .. ودائما كانت كتسمع بمرض السررطان وآلامه لكن عمرها عرفات انها غتعيش وغتعايش مع هاد الآلم رغما عنهت..
رجعات شافت فمروان كأنها كتأنبه على المكان لي جابها ليه .. واش كيدير فيها هادشي بلعاني وكيتعمد يحط الملح على الجرح او غرضه شيء اخرر .. وهو ايضا رد البال لملامحها لي اكتساها الوجوم .. وشفتييييها لي ارتجفو كالعادة .. اما حداقيتها كانو بحرر آخر من الوجع .. خيبة وراء اخرى وموت على قيد الحياة .. وفجوات الوجع تضيق اكثر .. وربما لو كان لو للوجع صوت .. لم ينام الناس من ضجيج قلبها .. لكن هو باغي يغير كلشي من حياتها .. يردها مبينة على الصح .. ماشي فأول منعطف فالحياة تتوقف .. يكون عندها هدف وغاية .. والامر يبقى مجرد ذكرى تحس بها انه كانت لها الفضل لما وصلت ليه بهاد الامر وليس العكس ..
صفية :~( هدرات بخفوت): علاش جاين ل هنا ..
مروان :~(بابتسامة) انا عرضت عليك وانت قبلتي اذن علاش السؤال ..
صفية : (بتساؤل )واااااش ضروري كان خصنا نجيو لهاد المكان ؟!
مروان: اه ضروري ..
صفية (بحزن ) : انت عارفني محملاش نرجع اللور .. 
مروان : اذا متصالحتيش مع ماضيك عمرك ماتقدري تبني مستقبلك .. 
صفية : ولكن مابغيتش .. بغيت نخلي كلشي ورايا ..
مروان :تيقي بيا ..
صفية (بدون وعي ) : كنتثيق فيك .. 
مروان :~(بهدوء) اجي معايا .. 
ااه كتثيق به لدرجة لا تصور .. فالثقة فالاخر كقلعة من الرمال يصعب بناءها .. وفبعض الاحيان كنثيقو فشخص بمجرد تصرف واحد منه.. لأنه ربما ماشافته منه فهاد الايام خلاها تغمض عينيها .. ولو يقول ليها يمكن لوحي راسك فالبحر .. تقوم بالأمر بدون شك حيت متأكدة غيجي ينقذها .. بعض المشاعر كتخلينا نرجعو اغبياء احيانا بدون منحسو .. وكنشوفو لون العالم وردي من حولنا والايام على زهور .. كل ساعة من اليوم هي ذو عبق ورائحة من الأحداث .. والثقة دائما كتخلينا نشوفو الامور اجمل فهي كترد من العصفور صقر .. ومن الوردة حديقة ومن الحلم حقيقة ...

ما ان عبرو بوابة الميتم الى الداخل .. ردات البال صفية لأنه كلشي بالداخل تغير .. حتى من الجدران لي كانت مقشرة وكلها موسخة اصبحت افضل .. والاطفال لي كانو معاها فالوقت لي كانت تما كتبان حالتهم الآن مشرقة ومنورة .. زادو غلاضو وكيبان على وجههم الراحة .. وايضا افراد جداد تزادو فهاد المدة .. حيت فكل مرة كيتحط طفل جديد ليدخل سجل الحياة ويصبح مجهول مرة اخرى .. فقط عنده اسم وجسم والباقي الله يجيب .. اطفال كانو نتيجة لقولة " انت مرتي وعمري نتخلى عليك " .. اغلبيتهم كيكونو غير شرعيين .. غير ولد وسيب فحالا انهم صافي طعام وفات عليه الوقت .. مبقاش صالح .. خوفا من الأسرة وخوفا من العار .. كيلقيو بفلذات كبدهم لأيدي الغرباء دون لوم ولا حتى تأنيب الضمير .. ماعارفينهمش انهم يقدرو ثمانية عشر سنة يعيشوها تما لكن من بعد فين غيمشيو .. وهما دون اي شيء .. واش يطلبو انه عمرهم يتعاود من الاول .. او انهم صافي كمل اجل حياتهم غادي يلقاو الزنقة فوجهم كاين لي غيكافح ويصبر .. وكاين لي غيبيع لحمه وشرفه غيقطع من جسده باش تعيش روح .. وكاين لي غيلقا الموت هو السبيل باش يتهنى .. او ربما كاين لي كيوقف معه الحظ وتتكفل شي عائلة باش ينعم من دفئ الاسرة لي تحرم منه فسنواته التي قبل .. لكن حضوظ التكفل كيكون عند الذكور اكثر من الاناث .. حيت كل اسرة بغات تتكفل شي حد لأول مرة كيطلبو منها تاخذ الذكر .. عاد يمكن لها تاخذ موره البنت .. لأنه الإناث مطلوبين للتكفل بهم اكثر لذلك كيسبقو لهم الذكور .. هي ايضا بغات تتكفل بها احدى الاسر معندهمش الذرية .. لكن طاحت فهاد الحالة وخداو ولد فعوضها وعاشت على امل يرجعو شي نهار .. لكن عمرهم مازال رجعو .. ومن تما ماسول حد فيها .. حيت كانت بدات كتكبر .. والاغلبية كيختارو لي كيكونو باقي فمهدهم باش مايعقلو على والو .. ظنا منهم انهم اسرهم الحقيقة .. الى حين يأتي يوم وكيتصدمو من الواقع اللاذع ومرورته .. ربما دائما كانت منبوذة دائما وحيدة .. ومكنين عليها المعقدة داكشي علاش تا حد ماتكفل بها ... او انهم فحال الا كانو عالمين بمصيرها .. ومرضها لي غادي يلاحقها .. داكشي علاش بقات مابين جنبات الميتم حتى عاشت ما عاشته .. 
تساؤلات عديدة دارو بخلدها علاش الميتم تغير لهاد الدرجة هادي .. واش هي ملي كانت هنا ماكان عندها زهر حتى لهاذ الدرجة .. شعور بالحسد تسلل لقلبها رغما عنها .. ماشي حسدات دوك الكتل من البراءة الصغيرة .. حسدات حظها العاثر .. لكن لو ماكانتش ديك الايام قاسية .. ربما عمرها كانت تتعلم من تجارب الحياة .. وتسعة عشر سنة والقليل لي مرت كانت اكثر شي استفدت منه .. درس ابجديته الحياة .. 
ما ان دخلو استقبلهوم بابتسامة الشيء لي ممتعوداهش فهاد الميتم .. وشافت فوجه المديرة .. كانت صارمة فيما قبل .. وجهها الآن اكتساتو التجاعيد اكثر .. وكأنه الزمن غير منها الكثير .. وحتى نظرتها تغيرو من القسوة للحنان ما ان لمحات صفية .. خداتهم معاها للمكتب كأول شيء .. ومع ذلك اعين صفية لاحقات طيف الاطفال اليتامة .. ونظراتهم لمروان وليها .. فكروها فطفولها هي فهاد المكان .. واخا كانت سكوتية ومكتهدر مع حد .. كانت كتفرح فاش كيجي شي حد لتما .. وخصوصا فاش كيجيو اصحاب المساعدات .. على الاقل .. كيقدرو يدوزو النهار على خاطرهم دون ضرب او شتم .. حيت المترأسين خايفين على مكانتهم وكيهتمو بمظهرهم وتصرفاتهم الزائفة .. 
افكار صفية تقاطعو هاد المرة فاش وصلو للمكتب وجلسو
المديرة : مرحبا بكم .. 
مروان : بارك الله فيك .. 
المديرة : مسيو مروان كنشركوم بزاف على مساعدتكم وتبرعاتكم لي كل مرة كنتوصلو بها ..
مروان : بالعكس هذا امر واجب .. 
المديرة : انت كتشوف حالات الاطفال كل نهار كيتزادو .. وحتى هما مساكن محتاجين شكون يهتم بهم .. لذلك شكركم مغاديش نوفيه .. 
ااه دابا عاد فهمات علاش هاد التصرفات من طرف المديرة .. لأنهم لقاو كبش فداء جديد.. يمارسو عليه سحرهم .. مكرهاتش تقول غير كيكذبو وهاد السيدة هي عمرها اهتمت حتى شكون هما .. والدليل انها معاقلاش على صفية .. ولو كانت مهتمة بتفاصيلهم مغتنسى والو .. صحيح دوك التبرعات مكيمشيوش هباءا منثورا .. كيتصلح بهم العديد من الامور.. لكن اغلبتهم كيمشيو لخزينة الميتم.. وكتتفرق على المدراء والمكلفين بالمكان .. فحين الذين يستحقونها لهم الله وبعض الفتات منا تبقى .. كأنهم يأخذون رغيفك ويعطون لك منه جزء صغير وكيطلبوك تشكرهم وتمجدهم للأبد كأن تصرفهم لم يتصرفه احد من قبل .. كياخذو منك اكثرر ما ينبغي وكيعطيواك اقل مما تستحق ..
رجعات تأملات فالمديرة لعل وعسى تعقل عليها لكن والو .. يمكن شرفات او انه بصح مكتهتمش لي خرج فحال لي دخل .. ما هو كل نهار كيدخلو نسبة معينة وكيخرجو نسبة معينة ..
مروان : نعرفك هادي صفية .. 
تعجبات اكثر فتصرف مروان كيعرفها عليها .. نوعا ما خداها لنفس المكان .. عاشت فيه من قبل .. من الطبيعي غتكون كتعرفها المديرة دون مايعرفها عليها..

المديرة :ماشاء الله .. متشرفين ابنتي 
صفية (ابتسمت لها ) .. الشرف ليا
مبغاتش تبين انه كتعرفها صافي .. بلا ماتحرجها .. لكن جملة مروان خلاتها تراجع الامور فنفسها على مايبدو هو متكلف بكلشي..
مروان : ولكن نتي كتعرفيها ..
المديرة : (بتساؤل) انا ؟
مروان : ااه .. صفية راه غير عام ونص تقريبا فاش خرجات من هنا .. 
المديرة: كيفاش ؟
مروان : تربات فهاد الميتم .. 
المديرة : (شافت فصفية ووسعات عينيها ) واش متأكدة كنتي هنا معانا .. فميتم "الوفاء".. 
صفية حركات راسها بإيجاب.. الأمر لي صدم المديرة وخلاها تحس بالإحراج وتبان مكشووفة الاوراق قدامهم .. لذلك تمتمات باعتذار
المديرة : سمحيلي ابنتي .. راك عارفا شحال من صفية دخلو وخرجو من عندنا .. والامر ومافيه بديت نشرف ماكنعقلش مزيان .. 
قلبات الكفة والموازين لجهتها .. احتجت بالعمر والكم الهائل من معدومي النسب .. هذا مادار فبال صفية .. طبعا غتخلق اعذار تافهة ربما تكون حقيقة .. كانت تيقها لو ماعاشتش تما ودازت عليها الايام السوداء فحين هي كانت كتحتاج لبياضها .. لذلك كالعادة ارتدت قناع اللامبالاة .. شافت فمروان .. كان مركز معاها فكل حركتها وحتى فتعاببر وجهها .. 
صفية :(وجهات كلامها للمديرة ) واخا نسولك ..
المديرة : الله اودي .. مرحبا .. 
صفية : فين هي مي زهرة .؟! قاع ماشفتها مع الدراري .. كانت وحدة جديدة معهم.. 
المديرة :( سكتات شوية ومسحات دمعة من عينيها عاد قالت بحزن )زهرة ماتت الله يرحمها من خمس شهور .. (عاودت تنفسات بعمق) كانت مريضة بالسرطان .. وتوفى اجلها ..
ااه حتى حاجة ماتوصف احساسها .. لهيب حرق الروح وهدم الجسد .. دمعة حبيسة دون ماتحس هبطات من مقلتي صفية .. ووجع خفي عصف بها ..ربما لأول مرة غتحس بهاد النوع من الآلم مخلط مع الخوف .. تحطات امام أمر الواقع اكثر ..نفس حالتها .. مرض فمرض .. وبزوج بهم ماكان عندهم احد .. ماعندهم علاش يقاومو .. كيبقى الامر هو فارق السن فقط ..
كأنه شافت راسها هي فهاد الحالة كتموت .. وكيهزمها المرض .. مي زهرة كانت هي الرئيسة د الميتم .. مهتمة بكل الشؤون واخا كانت قاسية فتعاملها معهم .. حتى انه هي لي حرقات يد صفية فالقديم .. لكن تعاطفت معاها اكثر .. قالت يمكن غتكون عانت كثيرا قبل الموت .. معاناة المرض لي كيستناها وباقي فبدايته .. لكن ما ان يزيد يتطور .. اكيد غتتألم اكثر.. غيطيح شعرها اكثر .. غيسقطو رموشها اكثر .. غادي توجع روحها اكثر ..
ربما فذلك لوقت غتخضع للعملية .. او تخلي الحريق ياكلها .. كتطفل الجراثيم على شيء حتى كيخليواه مجرد بقايا ..
لكن هي الآن فنظرها عندها علاش تعيش .. كاين سبب كافي انه يخليها تقاوم .. سبب يخليها تهزم المرض بدل مايهزمها .. لكن ماذا لو كان هاد السبب واهي وفارغ .. وعاقدة امل على الخواء.. وكلشي كان سراب .. ما ان تبغي تلمسو بيدها حتى يطير .. وتبقى هي فمحلها بنفس الحالة .. وبرودة المشاعر غتنتابها من جديد ..
دون استئذان .. وبعد هاد الاحتمالات كلها.. 
تلك الدمعة ماكانت سوى اول وحدة فرت من عينيها لتتبعها دمعات اخرى حارة .. رسمات خط واضح على وجهها.. خارت قواها النفسية فنفس اللحظة .. لذلك دارت وجهها مابين كفوفها وانتحبت في صمت موجع للقلوب لي دايرا بها .. مابغاتش تبين ضعفها لكن رغما عنها كل المواقف كتجبرها على ذلك ..
ولأنها حنينة وكتحس بالآخر اكثر وامرأة فقسوة زهرة الله يرحمها ويغفر لها .. الواحد مايبكيش عليها .. ولا يتشفى فيها .. حيت الموت عمرها ماكانت تشفي.. كلشي بقدره سبحانه .. غادي يعتبر الامر عادي ويمر مرور الكرام فقط غيواسي بتعزئة .. 
المديرة اكثر وحدة عارفا تصرفات زهرة وانه كيتصرفو بمنهج واحد وسياسة وحدة .. لكن هاته الطفلة الآن كتبكي عليها .. هي لي صاحبتها ومدمعوش عينيها عليها بقدر مابكات صفية فهاد الدقائق كلها .. 
لكن صفية كانت تبكي على زهرة وعلى نفسها وعلى ماضاع من يومها وأمسها .. على الايام لي صفعاتها .. وجلداتها بسوط قسوتها .. الايام تعدات عليها بشكل موجع ودامي للقلوب .. 
مروان طاح اختياره للميتم عن قصد .. كان دارس كل شيء .. وعارف ما ان توصل صفية غتلاحظ غياب زهرة وغتسول عليها .. فالاخير غتعرف ان مرضها كان مرض زهرة ايضا .. وانه سبب موتها .. تعرف خطورة ماهي كتأجل فيه .. وماباغاش تفكر فالعملية من الاساس .. بغاها تجرب .. وتذوق طعم الآلم قبل مايتطور اكثر .. باش فالاخير تخضع للعملية ويتهنى بمرة من مسؤوليتها

لكن فذات الوقت كانت روحه ايضا كتحترق معاها فكل دمعة .. سالت على خدها .. هو كيقدر يقراها فأي لحظة وعرف انه الامر كله ذكرها فراسها .. فكل مرة كتدمي قلبه اكثر .. وكتخلي تأنيب الضمير يتآكله شيء فشيء .. فليعترف ان منبع الصفاء مارست عليه سحر من نوع خاص كتخليه يتألم آلامها ..ويحس بها جزء منه .. 

لذلك مابقاش قادر يستمر اكثر فلا نفسه ولا روحه كانت قادرة على ذلك خلاها مازال على نفس الحال وتحت نظرات المديرة خرج برا تاركا خلفه كل شيء ..
___
وخلال خروجه وقف مدة طويلة كيمسد جبينه .. وكيزير على يديه .. لدرجة مفاصيله بيضاو .. وتشجنجو عظلات عنقه .. فتح صدايف الشوميز حيت مبقاش قارد يطلع النفس ولا يركز اكثر .. 
ثنى كمامها حتى لمرفقيه.. بعد ذلك اجرى اتصال هاتفي معجل كل ما قاله فالأول سبع كلمات لمخاطبه على الهاتف فقط لكن تلك الكلمات كانت كتحمل فجعبتها ندم من نوع خااص .. ندم لحد الموت .. 
:~ كنحس براسي نادم وبزاف .. وروحي كتحرق معاها 
جاوبه الشخص الآخر ببضع كلمات .. الأمر لي خلا مروان يتعصب اكثر .. سكت فترة .. وبعد ذلك بضع دقائق وهدر بنبرته الجافة :
:~فليكن مايشاء .. غادي ندير لي فبالي ... صافي عييت من هادشي مابقيتش قادر .. غنحررها مني للأبد .. 

مرت ساعة او اكثر وكل حد فيهم غارق فمعاناته .. حتى لو بانت الاشكال طاهرة .. ومعندها هموم .. لكن فالداخل كيكون ضجيج من نوع اخر .. كتمزع الروح قبل الجسد .. و يا ويل الشخص اذا توسخات روحه .. كيولي من الداخل مسخ مشوه .. نفسه مليئة بالخبث .. لكن فنفس الوقت تقدر روح طاهرة فليلة وضحاها تغير مجرى حياة بأكمالها .. وتنقذك من الغرق والوحل لي طحتي فيه شيئا فشيئا حتى تعاود تحيا من جديد .. وتشكل احرفك بنفسك .. كأن هاد الروح كانت بصيص امل .. او بضع قطرات ماء أسقت صحراء حياتك القاحلة باش تخليك تواصل البحث على ..
ويأتي البكاء حين يقف ثمانية وعشرين حرف عاجزين عن التعبير .. نفسيتها ارتاحت اكثر.. وحسات براسها قادرة تقاوم اكثر .. وكل يوم كتتأكد من ذلك .. هكذا كان تفكيرها وهما على طاولة الغذاء مجموعين كلهم .. اطفال ومشرفين .. حتى المديرة جلسات معهم .. غذاء بسيط لكنه دخل الفرحة فقلب كم من يتيم .. رسم بسمات على ثغرهم لا يمكن تشريها بمال الكون .. حتى منبع الصفاء صفية اندمجت معهم اكثر .. واسترجعت ايام طفولتها الضائعة .. ايام عاشتها هنا لكن ماحساتش بطعم الحياة .. ايام كانت كتشوفها كأنها نقطة سوداء سقطت على صفحات حياتها البيضاء .. باش تخفي لون الايام والشهور .. لكن دابا استعادت كلشي .. ربما لأنها على وشك تجرب معنى الفقدان .. هي محتاجة لذلك .. محتاجة للحياة تنبض مرة اخرى مابين ضلوعها .. وتعطيها نفس جديد باش تواصل معركة الحياة ولعبة القدر.. 
.. مروان لي فكل مرة كتصدمه هاد الانثى الصغيرة .. كان معصب لأقصى درجة لكن ما ان دخل تغير كلشي وكأنهم فقط عايشين الوقت الحالي ونساو كل مافات .. وواعد راسه انه غيخرج صفية من كل مشكل ومن كل عثرة فطريقها .. كيحس براسو عيا اكثر منها .. وكل ما يفعله فوق طاقته .. لا هو قادر يستمر ولا قادر يتراجع .. واقف فقارعة الطريق .. تلك الصافية عمره مايوسخ صفائها .. لكن الأيام كتخبي أشياء اخرى لم تكن في الحسبان .. كلنا نخضع لقانون واحد .. ما اذا تم التلاعب به .. ربما نلقاو راسنا بدون شعور فما تحت الصفر .. ونسقطو فالهاوية .. دون رجعة .. ما إن تمد يديك يساعدك أحد .. كيوليو الناس صغار فعينيك حتى كيتلشاو وكتبقا بوحدك كتصارع حبل الحياة .. ربما تحصل على النجاة او ربما تبقى ما بين الحياة والموت .. او ربماا تكون نهايتك الخلاص .. وانت مادرتي لا بيديك ولا برجليك .. ماذا بعد ؟. تطوي الصفحات .. تقلب الدفتر او تقطع دفتر الحياة وتعاود تبدا من جديد .. وتواجه الصعوبات والتحديات وحدك .. دون مساعدة من اي احد .. وتلقا راسك وصلتي للقمة بفضل مجهودك .. او تبقى فالقاع فقط كتستنى احد يحن فيك .. شخص يكون فائز فمعركة الحياة لتصعد بجانبه .. ويديك فيديه .. 
____
هكذا مر نهارهم اغلبه فالميتم .. لكن قبل مايرجعو .. قرر مروان ياخذ معه صفية لإحدى المقاهي فهو اليوم اخذه اجازة واصلا مستشفاه شكون يقدر يقول ليه يجي ولا لا .. عارف خطواته مزيان وشنو كيدير .. كان الوقت مسائي .. وصفية من عشاق هاد الوقت .. كتحماق على شي حاجة سميتها الليل .. البرد .. المطر .. الجو البارد .. وقطرات الندى .. والاغاني القديمة عشق من نوع آخر .. الخواطر .. الاشعار .. اي شيء متعلق بالآداب .. 
خداو مكان بعيد على الناس شوية .. من اجل الراحة والهدوء.. وحتى انه ياخذ راحته فالهدرة معاها .. طلب ليه قهوة سوداء سادة وهي خدا ليها عصير .. حس بإحراجها فاش دخلو لكن ماكانتش قادرة ترفض .. فهي سلمات كل الحصون .. وبقا فمها كينطق فقط بكلمة من ثلاث حروف "وخا" .. 
ما ان جلسو كالعادة غلف الصمت المكان .. كل واحد فيهم كيبغي يخلي الآخر على راحته ... واصلا صفية دائما صامتة قليل فين اذا هدرات ومروان كان كيحاول يلطف الأجواء ويبتاسم مرة مرة حتى فات وقت طويل عاد بداو الهدرة عادي .. 
مروان : (باعتذار)~ نتمنى مايكونش اليوم اثقل كاهلك .. انا تعمدت ناخذك لتما ..
صفية (سكتات شوية وخدات نفس): بالعكس .. حسيت بروحي تطهرات .. وربما تسامحت مع ايام مشات من حياتي .. كنت كنعتبرها الأسوء .. لكن دابا كنشوفها بنظرة اخرى .. ( عاودت تنفسات بعمق ) .. ربما كنت عمرني نقدر نتجاوز الماضي .. 
كل ماكانت كتقول ليه كان كيسمع ليها باهتمام الشيء لي كيزيد يأسر صفية .. ويخليها تشووفو لوحده .. كيزيد يغرقها اكثر .. لقات الاهتمام لي عمرها حسات به .. ولا عاشته طوال حياتها .. شحال من نظرة كانت عليها ملي دخلات للمقهى لكن ما اهتمت لأحد ببساطة كتشوف شخص واحد .. 
مروان (بابتسامة) :~ هذه هي صفية القوية .. لي ميهزمها احد .. (سكت شوية واضاف )واش زهرة ؟! كانت قاسية فتعاملها ..
صفية :~ ااه .. لكن مابغيتش نهدر عليها .. منها لله .. ربي يرحمها ويغفر لها .. انا سامحتها من كل قلبي حيت لو ماكانتش كان غيكون شخص آخر فبلاصتها .. 
مروان : انت روحك طاهرة بزاف .. لدرجة كلشي كتشوفيه صافي .. سمحي ليا بزاف اصفية .. لو نعتاذر كل نهار منقدرش نعبر على آسفي ..

كلماته كانت كشيء لذيذ كتذوق طعمه لأول مرة .. حلاوته فائضة .. كتزيد من نسبة نشاطها .. كيمدح فيها .. ااه هاد الكلمات عمرها تنساهم .. بصح هي قوية .. هي قادرة على المواجهة .. قادرة تعاود من جديد .. وهادشي كله بفضله.. يمكن احسن حدث وقع لها هو طول عمرها هو هذا .. 
صفية (بابتسامة): بالعكس انا مسامحاك .. انت لي سامحني .. 
اي روح طاهرة هي .. كتطلب السماح ماخلف الستار وهي ماعرفاش شنو كاين فالموضوع اصلا .. حس بطعم المرورة عاوتاني كيستولي على فمه .. 
مروان (بوجع):~ شنو دابا مبغيتيش دير العملية .. واش خايفة لهاد الدرجة ؟! ثيقي بيا حتى هاد المرة.. راه كلشي ساهل .. غير توكلي على الله .. الامور غتمشي كلها مزيان .. انا لي غندير لك العملية بيدي .. واذا ماكتثيقيش نجيب لك امهر الأطباء واكثرهم خبرة .. غير وافقي اصفية .. 
صفية (سكتات شوية ): كنثيق فيك لدرجة لا تصور .. غير هو كنحس براسي مازال ما مستعدة .. ومعنديش النفسية لأي شيء .. 
مروان : كتصعبي الأمور اكثر على نفسك .. وكل ماطال الوقت ماشي فصالحك ..
صفية : مغنتعطلش بزاف .. فقط مدة قصيرة .. نسترجع فيها فقط نفسيتي .. كنواعدك .. 
مروان: (بابتسامة) غنستنى .. حتى تكوني مستعدة .. ولو تبغي تراجعي غنحاول نقنعك مرة اخرى .. او نبزز عليك الامر .. مايهمش .. لكن الآن نخلي كل شيء على راحتك .. وانا فالخدمة (مع غمزة)
الاحراج زاد فحدته .. وكتحس تلك المشاعر مرة اخرى كتتجمع على شكل كومة وتستوطن قلبها .. كتلة من الاحاسيس الجياشة تشعر بها تتدفق بفؤادها..

صفية بغات فهاد المدة كلها تتأكد من حقيقة مشاعرها .. ومشاعر مروان اتجاهها واش غتكبر يوم ما ؟! واش غتستمر؟! .. واش غيكون اصلا شي مشاعر كاينة او انه غيمحيها الوقت .. هاد الوقت هو نفسه المهلة لي غتقرر فيه واش واش دير العملية او لا .. واش السبب كان كافي باش تقاوم لأجله او لا .. 
اكبر خطأ يتخذه الإنسان هو يربط حياته بأشخاص بدل الاهداف .. لو تربط حياتك بهدف محدد اكيد يوقع لي وقع غيكون الوجع اقل .. عكس لو انك كتغامر على قبل شخص .. ربما يحس بك او لا .. ربما يبادلك مشاعرك ويربط حياته بك ايضا .. وربما لا وستبقى انت الخاسر فهاته الحالة .. كتندب حظك وايامك لي تاخذتي فيها اهتمامك بهم قدوتك فالحياة وهدفك الرئيسي .. 
بعد ذلك استمر حديثهم العابر فأمور عديدة .. حتى انتهى اليوم بأكمله .. ورجعو للمصحة مرة اخرى .. وصلها ومشا لمكتبه يقدي شغاله قبل مايمشي .. 
وهي دخلات لغرفتها ودعاته على اساس اللقاء مرة اخرى او انه يعاود يعرض عليها .. ودعاته وهي مسخايش بالجماعة معاه.. واخا اغلبية الوقت ساكتين .. لكن خلف الصمت حروف تحكى .. وقلوب تنسج من الواقع حكاية .. ومن الحكاية بداية لواقع جديد .. مكرهاتش اليوم يزيد يطوال .. والدقائق يرجعو ساعات .. والساعات ايام .. وهو معاها .. غير يجلسو بزوج .. ولو يكون كصديق .. فقط يسمع ليها .. بغات نفس الاهتمام .. نفس النظرة لي شاف فيها بها .. نفس كلامه المحفز .. 
كانت متلهفة .. تتقرب منه .. تعرف كل مايخص مروان .. اصبح اكثر شيء كيهمها .. نسات المرض .. ونسات آلامه .. حتى العملية اذا ماقررات ديرها .. على قبله غتكون .. اكثر من انها على قبلها ..
بقات كتشوفو غير هو قدام عينيها .. صافي واخيرا غتلقا سعادتها .. غتعيش لراسها .. مروان حجرة صلبة لكن معاها دائما ليين .. شخص ريما صعب المراس لكن معاها اضرف واحد شافته .. واكثر واحد كيفهمها .. تقدر تثيق فيه .. او نقولو صافي ثاقت فيه .. ولو يعميها غتبقى تشوفه فظلمتها انه هوو النور.. ولو يقتلها بسكين الخيانة غتشوفو هو داك السكين البارد لي تحط على عنقها دون ماينحرها .. ولو يرميها من سابع سماء غتشوفه ذلك الهمام لي غينقذها ما ان تصل الى الارض ..صافي غرقات حتى لوذنيها .. وطغات العواطف على المنطق .. وطغى القلب على العقل .. الشيء الذي ممكن يكسرها بسهولة .. كأنها قلم من رصاص .. فجأة تعرض لبطش غير متوقع .. كأنها بلورة طاحت دون قصد .. والجرح كيتعمق وكيولي غريز حد الموت .. حد السكون .. حد الهدوء .. الى حد لا حد له .. 
محتاجة حضنه الدافئ مرة اخرى تتمرغ فحنانه .. تحس براسها اقرب لنبضات فؤاده .. تستكن على ذلك الصدر حتى تغفو .. ويطول نومها دون كوابيس .. دون اوهام .. ودون صاحب الاعين الوحشية .. فقط غيكون هدوء سمفوني .. وعالم ساكن .. كسكون النجوم فليلة حالكة السواد .. كسكون الاجساد بعد خروج الروح .. وكسكون الأيام دون وجود المتاهات والصعاب .. وكسكون منبع الصفاء عندما تعشق ...

شحال مر ؟! ربما شهر بالتمام .. او اكثر بأيام .. المهم هو انها فهاد المدة كلها محساتش بمرور الايام .. او عقارب الساعة لي كدور .. نسات اجواء المستشفى تماما .. ولات عايشة حياة عادية لكنها مفعمة بالسعادة .. مروان وعائشة هاد النعمة لي ترزقات بها عن طريق الصدفة مكيفارقوهاش .. تقريبا كتشوف مروان ثلاث مرات فالأسبوع .. وفكل مرة كيخرجها معاه .. لمقهى مختلف .. ومرة عرض عليها للغذاء ايضا فمكان راقي .. لكن ماكيفوتوش الخمسة د العشية برا .. كيكون رجعها .. والا فهاد الحالة اكيد غادي تكثار الهدرة والناس فعوض ما يحضيو همهم غيبداو فقذف المحصنات .. وتنزيل الباطل مرة اخرى
عائشة ايضا مكتخليش من جهدها لا فالمأكل ولا فالمشرب .. حتى من بعض الهدايا بعض المرات .. وفكل مرة كتخرج صفية مع مروان هي لي كتزينها .. هي لي كتصاوب لها كل شيء.. حتى من شعرها كضفرو ليها كيف كيعجبها واخا قصير .. كأنها ممرضة خاصة بصفية فقط .. لكن كانت صديقتها قبل ممرضة .. طوال النهار لي مكتخرجش فيه صفية كيبقاو مع بعض لتحت فالجردة .. حتى صفية تطلقات طبيعتها اكثر.. ورجع وجهها لطبيعته .. لأنها ارتاحت نفسيا .. وجسدها ربما يوم العملية بسهولة غادي يستاجب للعلاج .. العملية لي واخيرا قررات تخضع لها،مهما كلف الامر لكن باقي ماعلمات حد من غير مذكرتها فكل مرة كتكتب فيها شيء لكن هاد الأواخر هملاتها .. ما ان تدخل من برا وبعد العشاء تطلق الاغاني الرومانسية الحالمة القديمة .. حتى من الكتب اصبحت تفضل الروايات الغرامية .. وعائشة اعطاتها البعض منهم.. يعني صفية ما ان تطلب كلشي موجود .. وغيجي حتى لبين يديها .. هي فقط خصها تآمر .. بعض المرات كانت كتستغرب من كرم هاد الناس .. لهاد الدرجة ..مافيهم غلطة ..ماباغيين منها والو .. كيعاونوها بدون .. ربما لأنها انسانة طيبة ولقاها ربي مع من هم اطيب منها .. دعواتها دائما كانت " الله يلاقينا مع من هم احسن منا " .. كيحسسوها كأنها وحدة منهم .. اذا ماتقاست ينهشو لي يقيسها بسنانهم .. ماتنساش غير قبل ثلاثة ايام طاح ليها الكاس وتجرحت شوية فيديها .. متنساش خوف مروان عليها كأنها شيء ثمين كيخاف من انكساره ..ودموع عائشة لي بكات معاها رغم ماكانش الألم .. لكن خافت عليها .. وهادشي كله شكل فارق كبير فحياة صفية ..فهي بالفعل اول مرة غادي تجي للدنيا وغتيعشها ..اول مرة تحس بهاد المشاعر .. ناس خايفين عليها كيبغيوها.. حتى انهم بعد المرات كيخرجو بثلاثة ..
حب مروان كل مرة كيتقذف فقلبها اكثر .. فكل تصرف شهم من طرفه كيزيد يكبره فعينيها .. فقرارة نفسها يقدر يكون كيبادلها هاد الشعور او لا .. لكن هي غتختار العملية وبعد ذالك غتعترف بعشقها ليه .. ولو ميتقبلهاش .. هي راضية على ذلك .. فقط بغاته يعرف وهي متأكدة انه مغيرفضهاش .. احساسها يخبرها ذلك .. حتى لو متجاوبش مع حبها .. تخليه يبغيها بجميع الطرق.. 
المرحلة الاولى هي العلاج .. وخلال هاد الفترة ممكن كلشي يتغير .. ومروان يطيييييح فحبها .. فالوقت لي كنسقطو فيه فشباك الحب احيانا كنرجعو كتلة من الغباء تمشي على الارض.. وكيبان لنا كلشي ساهل .. المشاعر صعبة التغير .. بالرغم من انه القلب سمي قلبا لكثرة تقلبه .. لكن بعض المشاعر كتبقى خالدة للأبد .. مايمحيها لا زمان ولا مكان ولا شخص آخر .. فقط مغروسة فقلبك لا هي غتزول وتحيد عذابك.. ولا تبقا وترحمك .. 
الكوابيس مازال مرة مرة كتنتابها ماكتعرف واش واقع ولا حلم .. لكن تهنات نوعا ما .. ما ان تخاف بالليل .. تشرب الماء وتقرا بضع ايات من القرآن الكريم حتى كتنعس براحة ومكيبقى يتسمع غير زفيرها .. لكن زفير غاضب اخرر كل نهار مراقبها.. كيشارك معها الغرفة دون ماتحس .. كيخليها فقط تنسى باش يعاود يبان فحياتها .. ويتلذذ بنظرة الخوف فعينيها الفيروزيتين... كلشي تحت السيطرة والامور تحت اليد ... خص غير الوقت المناسر ويرد كل شطر لبلاصته .. والامور غتعاود تسوء اكثر 

اليوم كان غير كل الايام،كان مفاجأة خاصة من مروان ل عائشة وصفية انهم غيخرجو معه لشي مول يتقداو .. هو كان متأكد من قرارة نفسه ان صفية واخيرا اقتنعت بالعملية لذلك كان محضر لها شيء خاص .. هو انه غيهديها فستان ..ونهار غتنجح ليها العملية .. غيعيطها تلبسه و يعرض عليها للعشاء .. وغيخبرها انه غيسجلها فإحدى المدارس تكمل قرايتها .. ربما يدبر لها خدمة عند احدى معارفه باش تقدر تصرف على راسها .. كان يقدر يصرف عليها ويعيشيها فالنعيم .. لكن هي غتحس بالإهانة .. ومن جهة اخرى ماغترضاش تاخد الفلوس من واحد ماكتربطها به حتى صلة .. حيت من بعد ماتنجح لها العملية وتسالي العلاج غادي يخرج من حياتها بمرة .. كأنه عمره كان .. يرجع فحالو خارج المغرب .. يبني حياتو من جديد .. وغيكون وفى بوعده .. ولكن ماشي كله .. غير جزء منه فقط .. لأنه تراجع فآخر لحظة .. كان كيعتقد الامر ساهل .. فقط حيلة .. لكن غير كتعاشر شخص وتقرا نيته والصدق فعينيه كيخليك تتراجع على اشياء كثيرة كنتي نقوم بها ..

تقريبا فوقت المساء .. وفإحدى المولات .. الاجواء عامرة .. حيت مابقا كيفصلهم على رأس السنة سوى يومان فقط .. 
كانو كلهم مع بعض عائشة ومروان وصفية .. يمكن مجرد خرجة عادية .. لكن صفية كانت كل لحظة كتقضيها معهم كتشكل عندها فرق كبير .. وفكل مرة كتحس بمشاعرها كتزيد تكبر
دار لهم خاطرهم فين مابغاو يدخلو شي حانوت يشوفو شيء.. كيدخل معهم وهو صابر ..واخا اكره شيء عند الرجل هو التسوق .. كانو باغيين يكتاشفوو خبايا كل محل ... محلات الفاستين .. الأحذية .. الحقائب .. الروايات .. الكتب .. لكن كل شيء من تحت راس عائشة .. صفية غير كتساعف معاهم .. واخا كتحس براسها شي مرات عييانة .. ولكن مبغاتش تبين .. فهذه اللحظات ثمينة.. وهي بغات تعيشهم بأي كان .. كما انه مقررة تخبر مروان بأنها صافي وافقات على العملية .. خصه غير هو يختار اليوم المناسب.. والإجراءات المناسبة تأملات انه كاين علاج .. وكاين امال اكبر .. 
فاتو ساعات والبنات عياو جلسو يرتاحو فمقهى بالمول .. بغاو يردو النفس على الاقل .. ومروان اعتذر على شي شغل .. و انه نسا شي حاجة فشي محل كان غيشريها ودابا رجع يجيبها .. بينما البنات بقاو كيديو ويجيبو فالهدرة وقدامهم كوبين من العصير .. وحدة فيهم كتهدر على آخر صيحات الموضة .. بينما الاخرى غارقة فبحر من بحور التفكير .. كتجاوبها غير بإيماءة براسها .. فحال اذا عارفا علاش كتهدر .. وباش متخليهاش تتكلم بوحدها فحال الحمقة ..
هاد النهار استثناء لكل الايام ... تعطلوو مارجعو للمستشفى .. صفية غترجع للمصحة .. كتخاف من القيل والقال الشي لي كيخليها متوجسة للخرجات فحال هاد الوقت رفقة رجل غريب لا تربطها به سوى صلة المرض.. وبنادم خصه يلقا غير مايقول .. وبدل مايتلهاو فالمرض .. غيزيد ابتلاء اخر .. لي هو علاقة الدكتور مروان بصفية .. اما عائشة حالها ساهل كان خصها ديريكت ترجع لدارهم .. وبما انهم أسرة متفتحة .. الامر عادي تدخل فوق مابغات .. 
يمكن ربع ساعة ومروان باقي ماجا باش ينوضو يمشيو .. وفهاد الوقت لي جلسات فيها صفية كله كانت كتحس بمغص فكرشها وخا ذلك كانت صابرة.. دورتها الشهرية على وشك الوصول .. قالت ربما تكون هي لي دارت ليها هكا لذلك ناضت تمشي للحمام .. بغات ترافقها عائشة لكن قالت تبقا تحضي حقائبهم وعنداك يجي مروان ومايلقاهمش.. على الاقل تبقا وحدة فيهم .. ومعنده مايوقع اذا مشات بوحدها هكذا كان الأمر فبالها .. 
من بعد مانعت ليها السيرفور المرحاض .. مشات تتعثر فخطواتها وكتشابببك فأصابعها .. كتحس بكل النظرات كتلاحقها واخا حد ماكايشوف فيها .. كتبقا مسوسة مع راسها .. فالايام الاخيرة اصبحت كتخاف من خيالها ..
وبالفعل كانت هناك عيون اخرى تلاحقها .. تكاد تلتهمها .. وتلك النظرات الوحشية مرة اخرى كتطغى على زرقتهم .. وبحر تلك العيون كيتحول تلقائيا من الهدوء الى هدير ..كيفترسها فكل لحظة .. 
فالوقت لي دخلات تقريبا لتما وهي غافلة على مايدور فالخفاء .. ذلك الكيان كان موجود خطته من بكري .. وكيستنا فقط الوقت المناسب للإنطلاق .. ينتظر مرة اخرى تلك الرعشة اللذيذة لي كتغذي روحه الشريرة.. ما ان يشوف روحها على وشك الخروج من جسدها .. ذلك الشعور بالإنتعاش دوما كان كحبات ماء سقطت على صحراء قلبه القاحلة لترويها .. لكن كل مرة كيحس بعطش اكثر وانه يتمادى فتصرفاته الى ما لانهاية .. 
____
دخلات لحمام السيدات .. موضعه بعيد شوية مع فين كانو جالسين .. لقات ماكاين والو .. غير الوجع على باطل .. غسلات يديها لكن قبل ماتخرج عاود وقف الزمان من جديد .. والوقت كيعيد نفسه .. فقط المكان مختلف هاد المرة .. وزيادة على ذلك انها فكامل وعييها .. يعني لم يكون كابوسا ..لم يكون حلما.. ماشي هلوسة .. هو واقع .. حقيقة .. حقيقة اختفت عن الانظار لمدة طويلة لكن عاودت شكلات حروفها وتبنات من جديد.. ويكتب التاريخ بأبجديته على صفحات كتاب الحياة .. وبطلته هي صفية..
لأنه ما ان عتبات الباب باش تخرج حساب بيد صلبة .. فحال شي ملقط سد على كتافها وعاود دخلها لغرفة الحمامات وسد الباب من بعد بعنف حتى خلاها تعاود كلشي من جديد وتندم اشد ندم علاش جات بوحدها .. كتحاول تبدا دائما من اول وجديد .. مواقف فحال هادو كيردوها لما تحت الصفر .. والروح كتنهار قبل الجسد .. اكرام الميت دفنه ..بينما اكرام الحي هو تسقي روحه .. لكن هي كلشي واقف ضدها كل مرة كتعثر وطيح وتنهض على امال انها تبقى كجبل شامخ لكن كتعاود الكاسيطة من جديد وكتستمر فالسقوط نحو الاسفل دون هوادة 

قبل ما تشوف فالشخص او شيء آخر .. كانت تخنقات من الدخان لي فالحمام .. رد ظهرها مسند لصدره .. قبل ماتشوف وجهه الكامل .. او حتى تحاول .. حركاته دائما سريعة وهي خصها تمشى معاها .. غير من خلال رائحة البرفان مخلطة مع السيجارة توقعات سجانها .. وكل ماطاح فبالها هو عيونه الملتهبة .. التي لا تقل عن نار شاعلة .. ملتهبة .. او وميض ضوء ..ما ان تلتقي بهم غادي يتكهرب جسمها .. غادي تستلم لفقدان الحركة .. والشلل غادي ينتابها من جديد...

حسات بزفير حار.. غاضب .. قاتل .. مدمر .. كيخرج من شفتين خشنتين ..قاسيتين .. يديه بياضو مفاصيلها ..إعصار مدمر .. فحال السكون ما قبل العاصفة .. حاسة بكلشي لكن ماعندها لا جرأة ولا القدرة تتكلم .. 
لسانها تبلع مرة اخرى.. وريقها تقطع .. هو الصياد وهي الفريسة .. هو الجلاد عيونه السوط وهي الضحية .. تلك النظرات التي كانت علقم .. وهربها منه هو الترياق .. ياريت الارض تشق فجأة وتبلعها .. ياريت يكون كابوس كعادته من ان تفيق تلقاه غير حلم .. ياريت فهاد اللحظة بالضبط يدخل مروان .. ينقذها من براثينه .. لكن الحقيقة صغعاتها.. والواقع كان بمثابة جلاد ... 
كانت متوقعة اشياء .. هاد المرة فجأة رجع وجهها مقابل مع وجهه .. ورجع سدها من كتفيها .. مخصوش تهرب والآن حان وقت المواجهة.. 
طلعات عينيها لتلقي بمقلتيه هاد المرة فعناق واضح للعيون .. نصف وجهه الآخر ملثم كالعادة .. ماكيبان غير تشنجه الواضح .. وعرق نافر جانب عنقه .. وتفاحة آدم لي فكل مرة كتطلع وتهبط .. كنبضات قلبها لي كتزاد فكل مرة بشكل غير متوقع .. 
استمرت عدة لحظات ماعارفا ماتقدم ولا توخر .. كأن فجاة كلشي أصبح ساكنا .. الجو خانق لأقصى درجة بغات تهرب .. لكن كالعادة رجليها توقفو عن الحركة دون ماتحس.. وركابيها خانوها .. كأنها فحلم بغات تهرب لكن رجليها كيرجعو بها اللور .. وكيخليوها فنفس النقطة.. 
فنفس السطر ..وكدور فنفس الكوكب .. اصبحت تمثال حجري .. مصنوع من الشمع .. كيضوي على الآخرين بينما جسدها كيتلاشي عضو وراء عضو .. ماء بارد تكب عليها .. وزاد من برد مفاصيلها كثر ماهي باردة اثر برودة الجو .. حداقتيها استمرو فالتحديق شيء فشيء .. ماقادراش ترمش .. ولا تحركهم .. 
لكن بريق دموع فيروزي تكون فيهم .. يأبى التحرر والنزول لكن فنفس الوقت يأبى البقاء بمكانه .. وجهها مرة اخرى اصبح فشحوب الاموات .. حتى انه انتابها قيء مفاجئء ومغص فبطنها بسبب الخوف لكنها لا تزال صامدة .. شامخة وصبورة .. غتحاول ماتفقدش وعيها حتى تشووف الحقيقة بأكملها .. 
ربما دقائق مرت والامر نفسه يديه مازال شادين فكتفها .. غير كل مرة كيزيدو يزيرو عليهم اكثر .. والمسافة الفاصلة بيناتهم كتقلال كان على وشك ارتكاب ذنب عظيم واقتناص عسل شفتيها الكرزيتين .. كصائم طال صبره وحان وقت افطاره .. لكن افطاره على شيء محرم عليه .. رغبة جامحة تحثه انه يدنس ما هو مقدس .. ويشبع جوعه .. لمرة واحدة وبعدها فليحترق الكون وانتقامه .. 
لكنه بمجرد رؤية نظرة رعب اخرى فعينها.. وفيروزيتيها اكتساهم الهلع والرعب ..مستعد يعطي كل مايملك فداء لتلك اللحظة .. ومع ذلك الصبر هو الحل .. فهو غيلعب على انه كل يوم يشوف هاد النظرة وفكل ساعة من وقتها .. غيسكن كل خلية .. غيزرع نفسه فكل مسام .. اللعبة على وشك انتهاء فصلها الاول .. وبداية فصلها الثاني .. الذي هو فصل الانتقام .. وقائده هو وحده .. وهو من سيستولي على امرأة عزت عرش هدوئه .. باش تخرجو على طوعه .. 
وبهذه الافكار فمه لي كان قريب من ثغرها .. بسرعة غير موضعه لخلف آذنيها .. تنفسه كيزيد اكثر .. شهيق زفير فاكثر من ثانية .. رئتيه محتاجين هواء اكثر .. ربما هي كتحس بالوضع صعيب لكن هو دوما كيحس به اصعب .. 
ما ان حط ثغرهه الرحال خلف اذنيها .. همس بنبرته الجافة لكنهاا فشكل لدرجة خلات حواسها يتيقضو ..لأي حركة وقلبها غيخرج من بلاصته : 
" بين صفية وعيوني الفيروزية
والذي يعرف صفية
ينحني ويصلي للإله في العيون الفيروزية "

مرر انفه على شعرها .. كيستنشق رائحته البندقية بسادية .. كلمات شعرية ربما .. لكنها حساتها كنصل حد مزق أحشائها .. او كصفيحة تحط عليها قلبها وهي كتشوفو بعمق عينيها كيتشوا قدامها .. لكن لا تستطيع ان تحرك ساكنا .. الشعر لم يكن فقط غزلا .. الشعر لم يكن فقط حمامات نطيرها .. ربما احيانا كيكون عبارة عن غضب طالت اظافره .... 
الحركات دياله كيمرو قدام عينيها بوثيرة اكثر من بطيئة .. لكن فنفس الوقت مسرعة .. ماتجي تستوعب نظرة او كلام او اي حركة .. حتى كتلقا الاخرى فاتتها ..
تصرفه الموالي صادم محيير .. خدا مشبك كان عنده فجيبه .. سد بيه شعرها وهو مازال مقربها منه .. اما هي اصبحت كجماد .. ورجليها تقريبا يخواو بها .. ولازالت تدعي فسرها انه يكون مجرد حلم، بينما التصرف الاخير كان هو الذي قلب كل الموازين ملي شافته كيفتح ليها زوج صدايف المونطو لي لابسة من فوق حوايجها .. عاد تحركو يديها باش يبعدوه من عليها .. لكن كيف لجسم بعوضة يقدر يدفع جسم اكثر منه بالكثير ضخامة .. مكتبانش قدام جسمه .. لكن سد يديها بعنف كيمنعها على اي شيء .. 
وخا هكاك نطقات بصوتها الباكي 
صفية :(ببكاء )~ بعد مني .. (زادت فوثيرة البكاء) ماديرش فيا هكا .. حرام عليك ..

لكن تلك النظرة المرعبة عاد مازادت اسرته اكثر والرغبة باش يكمل على مابداه ..كتزيد فكل شهقة .. فكل دمعة .. دون ماينطق كلمة او اخرى ..يديه فتحات الصدافة الثالثة وتسلات لعنقها الطويل هاته المرة..
انذار كيحذرها انه صافي غتفقد اعز ماتملكه .. بغات ولا كرهات .. بالإجبار عنها .. حتى لو تحاول تغوت تاحد مغادي يسمعها.. .
تمتمات فسرها .
"يارب انقذني .. يارب انقذني"
" اللهم قنا شر من يكيدوا لنا "
هنا تلك الكلمات لي حبساتها فجوفها خرجات على شكل مااء دمع حار .. مخلط بالحسرة والمرارة ..
وملوحية دوك الدموع حرقات بشرتها .. وحسات بالشوك والدم مخلط بالوجع كيهبط من عينيها ماشي مجرد دموع عادية
دموع القهر .. دموع الظلم .. دموع مخلطة مع دعوااات فنفسها .. وحذاري من دعوة المظلوم .. فهي ليس بينها وبين الله اي حجاب ..

لاتخذلني ، ولا تكسرني ، ما دمت انا لك فلا تدعني احتاج لأحد غيرك ، مادمت أحبك فلا تنظر لغيري ،لا تبكيني ولا تحزنني ، أحبني بقدر ما أحبك ، أعطيني بقدر ما أعطيتك أنا ♡♡ ...
________
خانتها العبرات لتسقط صبا على خديها .. الخوف هو لي اكتسى ملامحها .. فهي كانت كتشوف راسها غتفقد اعز ماتملكه بأبشع الطرق وفمكان نجس .. كأنها مذلولة وهي لي دائما حفظات على شرفها تاج فوق راسها .. خلاته امانة .. تلك الروح العذراء .. بغا يوسخها .. جسدها الذي لم يلامس جسد رجل يوما قط .. فلحظة غيرجعها ملكه .. لدرجة عاشت فالزنقة .. كلات من اي بلاصة .. بقايا الطعام الفاسد .. وبالرغم من ذلك حافظت على نفسها .. لكن هو فلحظة باغي ياخذ منها كلشي .. كيف خذا الطمأنينة والسلام من حياتها .. دابا ها هو يسعى لما هو اكثر .. مقدراش تقاوم .. او تهدر .. او تغوت .. هو كيحركها كيف الدمية .. من بعد ما فتح الصدايف الثلاث من المونطو ..
فخضم تفكيرها وفنفس هاد الوقت .. كانت كتسمع الحان لموسيقتها المفضلة .. بهدوء .. وكل ماكيعجبها .. تلك الموسيقى لي دائما فأيامها الاولى فالمستشفى كتسنط لها .. وكتنعس على أنغامها ... هنا تأكدات انه عارف عليها كلشي .. غير من تلك الانغام .. لكن لا يمكن .. يستحيل .. ربما غير كتحلم .. 
غمضات عينيها لعله وعسى يزول الآلم .. يتلاشى هاد الكيان من قدامها لكن لا .. يديه تجرأت حتى وصلت لجانب عنقها .. كانت كتحس بكفه الباردة كتحط على عنقها الدافئ مثال سكين بارد تحط عليه .. وعرق نافر كيضرب بالجهد .. انها على وشك فقدان الوعي .. فأي لحظة ممكن يطلع روحها بين يديه وهي ماعلييها سوى تشوف .. وتلاحظ تعاقب الدقائق .. 
عاودت غمضات عينيها اكثر .. فالوقت لي حسات بيه حيد يديه بعنف .. وشي حاجة فحال الشوك دازت على عنقها وجرحاته .. نصل حاد.. كان الوحش قطع لها سلسلة مريم .. لي عطان ليها .. فتحات فمها تهدر لكن دون صوت .. ودون حروف .. 
علاش يقطعها .. علاش .. كيحاول يدمرها .. بينما هي عمرها شافته فقط كان كيتشكل فكوبيسها ... اخذ اعز ذكرى تملك .. عاد ردات البال انه كيحطم روحها شيء فشيء .. كيخليها تنهار باكية طلبا للرحمة والعفو .. وهي ماذنبها والو .. واش كيتلذذ بظهورها فحياتها؟ ويقلبها دوما رأسا على عقب .. واش كيحس براسه منتصر وحقق ذاته على وحدة لا حول لها ولا قوة .. اذا تكلمات وقالت هادشي لي كتشوف غتسمى مجنونة .. واذا التزمت الصمت غتولي رسميا مجنونة .. فكلتا الحالتين الجنون يلازمها .. 
الكلمات عاوتاني تحبسو فجوفها .. وخرجو على شكل شهقات مرتفعة .. تبعاتها حروف متقطعة كل مانطقاته هو كلمة 《علاش 》.. لكن ماخلاها تستوعب أي شيء حتى كان كيلبسها سلسلة اخرى .. بعنف اكثر .. كيعوض احسن شيء ليها .. بأسوء تذكار .. واخا يديها حاولو يحيدو يديه .. مقدراتش كتحس بكل قواها خارت .. وبنيبته القوية هي المتحكمة فالموضوع .. كتحس بتشجنه عظلات يديه وعظلات ساعديه فوق بشرتها .. وقبل مايحررها همس فوذنيها《 وانت الخير لكل عام يا منبع صفائي 》 .. وبعد ذلك لأخيير مرة قربها لعنده وادمغ جبينها بقبلة حاارة .. ليثبت صك ملكيته .. وخرج فحاله من الحمام .. ومن حياة صفية فهاد السنة التي ربما هي على وشك الانتهاء .. 
مع انه كان بلثام .. لكن اللثام كان شفاف .. فهي احسست بقبلته على جبيينها ووحشتيها .. ادمغها وخرج فحاله .. مخليها مع هلاويسها وافكارها .. كل شيء فهاد الشخص وحشي لأقصى درجة .. كيثير الرعب فكل ذرة من جسمها .. 
مازادت فكرات حتى فكلمة كانت كتهرب من الحمام مرة اخرى بحالتها الخائفة .. كترمي كل لحظة عاشتها تما .. وكل دقيقة مرت عندها جحيم .. السرعة باش تخرج من تما كانت هي الحل .. اسرعت خطاها اكثر .. حتى كانت غتدخل فشي حد لكن سدها فيديها فآخير لحظة ومنعها من السقوط ..
----
لي سداتها كانت فتاة فمقتبل عمرها .. يمكن تكون قد صفية او اكبر منها بقليل ..
صفية : (بهلع ) س .. س.سمحيلي اختي ..
البنت : (بابتسامة) ماشي مشكل .. 
ردات البال لحالة صفية لي كانت باينا فيها هاربة من شي حاجة .. وملامح الرعب كيبانو بوضوح على وجهها .. 
تكلمات مع صفية .. لكن هي كانت كتمثال حجري .. وحتى بقايا دموع عالقة برموشها .. وبشرتها احمررت اثر الضغط لي تعرضات ليه .. صافي فيلم سينيمائي وكيدور قدامها .. فيام مرعب .. مر .. هو المخرج والمنتج وهي ما عليها سوى تنفذ الدور .. 
البنت : واش لبااس اختي مالكي ..
لكن دون ماترد عليها تجاوزتها ورجعات لبلاصتها .. فكل خطوة كانت كتحس بسااهم نظراته تخترقها .. وان لم يكن هناك .. سهامه كتبعها فكل مكان .. همسات مع نفسها .. صافي مشا فحاله .. كان كابوس مجرد كابوس .. واقيلة بسبب الدوا لي كتاخذ .. واخا كان حقيقة وشي لي كيأكد ذلك شعرها لي تجمع والسلسلة لي فعنقها لكن معندها حتى رغبة ولو تحاول تحيديها او تلمسها .. برودتها حرقات بشرتها .. وهادشي لي عاشتووو كان كثير .. مشهد خلط الشكلي فالعكلي .. وبقات هي فالحضيض ماعارفا اي شيء .. 

رجعات عند عائشة وملامحها متشجنة وظاهر عليها انه مغيرة .. جلسات وهبطات على كاس د الما .. كتبرد جوفها وحلقها لي نشف ..
عائشة : تعطلتي .. عاد كنت جاية نقلب عليك .. فين بقيتي ؟.. قلت ياكما ضراتك كرشك بزاف وبقييييتي تما .. . واصفية .. فين مشيتي .. صفية .. والزمررر .. معااك كندوي ..
صفية غمضات عينيها ودارت يديها بين راسها كتحاول تنتااازع تلك الهلاويس .. ياك صافي كلشي سالا .. ولكن علاش نفس للصورة كتمشي وتجي فبالها .. وكتزيد توضح كلما بغات تبعد .. عاد ردات البال ل عائشة من الصبح وهي كتهدر . فحين هي كانت غايبة تماما .. 
صفية (بتعب): عييت .. عييت ا عائشة.. 
عائشة (بخوف): مالكي ملي رجعتي من الحمام وانت ماشي هي هاديييك ..واش كضرك شي حاجة ؟ ومال وجهك محمر ..
صفية :~(بتعب) ااه .. كيضرني راسي .. كيضرني كلشي .. نياط قلبي كيتمزقو .. عييت عييت بغيت نرتاح .. واش ماشي من حقي .. ( طاحو تلك الدموع الحبيسة تحت رموشها ) .. 
عائشة : لا لا نتي ماشي هي هاديك .. واش نبقاو نعاودو نفس السيناريو ! .. راك كتقتلي فراسك .. 
صفية : نتي معارفاش شنو كيوقع معايا .. معرفت راسي واش ميتة ولا عايشة .. واش فايقة ولا كنحلم .. صافي غنموت .. غنتسطا .. 
عاىشة(بخوف) : واش دار لك حد شي حاجة فالحمام .. هدري اصاحبتي ..
صفية (سكتات شحال ): اااه .. دار .. ودار بزاااف ... 
عائشة (بالجهد): اشنووووو ؟!
حتى جميع لي فالقهوة دارو عندها ... ماتسوقات لحد والخوف واضح فعينيها 
《 هدري ازمررر .. شنوو وقع لك وشنو دارو لك ...》
صفية : ماوقع والو .. والووو .. (ببكاء ) غيرر عيت .. بغيت نمشيو من هنا .. مابقيتش حاملة نجلس هنا ..
عائشة :~(قربت لها ) صفية قولي لي مالكي ... (دارت يديها على وجهها ) .. عاوديلي شنو وقع .. غير بشوية واش تعرض لك شي حد ( عطاتها تشرب ) ..
صفية (شربات) :.. ماتعرضلي حد غير بغيت نمشيو من هنا .. عيت .. 
عائشة ( سدات فيديها ) : واخا غير يجي مروان .. نمشيو فحالنا .. صافي غير تهدني .. عارفاك عيتي .. 
صفية ( مسحات دموعها ) : واخا ..
عائشة: يالاه صافي ... سكتي دابا .. رتك طيبتي عينيك .. ضروري زعما تبكي ..
صفية :الوقت هي لي كتبكي .. والظروف لي انا عايشة فيها ..
عاىشة ( بغات تبدل الموضوع ) صافي .. مالكي جمعتي شعرك ... كان جاك زوين مطلوق .. ونتي ديما كظفريه ..
عائشة منين تكالمات فحال اذا حطات الملح على الجرح .. عاوتاني تفكرت ملمس يديه الخشنة .. قربه الهالك .. ملامحه المتوحشة وهي كتراقبها .. كيفاش كان شادها بعنف .. لدرجة تخيلت راسها غادي تغتاصب وحد ماغادي يجيب خبارها .. سكتات وعاود شدات على راسها اكثر باش متبكيش .. وجاوبتها وصوتها مخنووق [ غير جاني الصهد ] .. دابا نحيده .. 
عائشة : العجب الصهد فعز الليالي .. شمن صهد وهو فصل الشتااا ..
صفية هزات غير راسها وخلاتها تهدر .. لأنه عياات .. هاد النهار مكانش فباله غادي يفكرهها فنهار الخرجة د الغابة .. نفس التعب .. غير الفرق انه مفقداتش وعيها .. هنا كانت شي حاجة اكثرر .. شي حاجة كتخليها تطلب موتها قبل حياتها .. ومعرفات راسها واش حمقة ولا لا .. واش هي لي كدير داك التصرفات وفبالها شي حد اخرر معاها غير كتوهم .. او شيء ااخر .. بغات غير تحط راسها على الوسادة وتنسى كلشي .. صافي عياات وعيااات لأقصى درجة .. ولا زالت متحملة .. 
حتى فاتت شي نص ساعة يمكن عاد قدرات تستعد هدوئها وذاتها مبقاتش كترجف .. والذكرى كتدخل لطي النسيان عاوتاني ..
صفية:(شافت ف عائشة ) عيطي لمروان اعائشة شوفيه وقتاش غيجي حيت عييت..
عاىشة: معنديش الصولد ... غنسيفط له ميساج ..
يالاه بغات تسيفط له ميساج كاان رجع مروان .. كيبان ناشط .. لكن فنفس الوقت ملامحه ما مفيرينش .. وفيديه هاز واحد الساشي كبير شوية .. 
مروان : (جلس معهم) تاخذو شي حاجة اخرى .
يالاه بغا يعيط لسيرفور .. وقفاتو صفية بخجل وقالت ( لا مبغينا والو .. غير مكرهتش نرجعو ) وبدون كلمة اخرى كان نفذ امرها .. شاف حالتها لي ماشي هي هاديك .. لكن قال مع باله ربما فقط التعب هو لي دار ليها هكاك .. خصوصا انه ماموالفاش تبقا برا حتى لهاد الوقت .. 

الطريق كلها وهي غير ساكتة .. من بعد ماوصل مروان عائشة .. غياخذ صفية للمستشفى .. 
صافي وغينتهي اليوم .. تمنات لو الوقت يطوال .. مع ذلك كتلقا راسها كدور فحلقة مفرغة .. الوقت مر ببطئ قاتل .. كل ماكان كيهدر معاها مروان .. تجاوبه غير ب آه او ب لا ..كأنها غارقة فأفكارها .. حتى هو مبغاش يحكر عليها اكثر .. خلاها على راحتها ..

صافي واخير قررات قرار واحد .. انه غادي تخبرو انه بغات دير العملية .. ماربما الامر يخفاف من جهة .. ومعرفاتش واش مروان كيحس بشي حاجة من جهتها .. لكن هي غتقول ليه كلشي .. غتقول ليه انه كيعجبها .. انه على قبلو بغات تغامر بحياتها ودير العملية .. فقط على قبله .. باغيا تغير من راسها فهي ربما كتبغيه .. هادشي لي تأكدت منه طوال هاد الاشهر .. وانه شعورها اتجاهه كيكبر نهار كل نهار .. حتى فاض صبرها ومابقا عندها غرام دالصبر .. تمنات فهاد اللحظة تعتارف ليه وبعدها فليأتي الطوفان .. لكن لا يزال امامها الوقت .. اول شيء تعرف باش تبدا كلامها .. وشنو غتقول ليه اصلا .. حيت دابا هي على وشك الموت .. كتحس براسها على حافة شي جبل ومابقا ليها والو طيح .. وتصبح فالاسفل .. 
تحسسات مرة اخرى عنقها .. حتى طاحت يديها على السنسلة لي ربط لها فعنقها .. حيداتها بعنف اكبر .. حتى تألمت خصوصا وانه الجرح فعنقها باقي طايب .. ملي يالاه قطع السلسة .. برودتها على عنقها كانت كلسعات عقرب .. فضولها اكلها تعرف شنو مكتوب فيها .. كانت خايفة بمجرد تشوف فيها توقع ليها شي حاجة .. او تنتابها نفس الهلاويس عاوتاني .. زيرات عليها بكفها وعاود فتحاتها عاد قرات بتمعن فنفسها الاسم المكتوب عليها "اسماعيل " ..
اسماعيل .. فقط هاد السبع حروف كانت كافية تبعث تكهرب مفاجئ لجسمها ... اذن ربما يكون اسمه .. لأنه ميمكنش يلبسها سلسلة وفيها اسم شخص مكتعرفوش .. او فقط بغا يذكرها باسم لا صلة لها به ... هاد الاسم عمره داز فخيالها .. يمكن مرة وحدة فالميتم .. كان معهم شي حد سميته اسماعيل .. فالوقت لي كانت فيه باقي مراهقة .. وتبناتو شي اسرة من تما .. مابقات سمعت هاد الاسم .. 
على مايبدو السلسلة ماشي د النقرة مصنوع من شيء غالي .. حيت فالضو كيف كضوي وكتبان لامعة وصافية .. بغات تلوحها لكن كانو النوافذ مسدودين لذلك رداتها لجيب المونطو .. ما ان ترجع للمستشفى اكيد غتخلص منها .. 
بغات تتخلص منها باش ماتبقا تربطها حتى ذكرى مع هاد السيد .. الشخص لي كتمقت وجوده فحياته .. فررق كبير بينه وبين مروان .. مروان شافته فقط مرتين وبغاتووو .. اما هذا مرتين فقط .. كانت كفيلة باش تزرع فقلبها جميع مشاعر البغض ومجاوراها .. ياريت يوقع له شيء وعمره مايبقا يبان فحياتها .. ياريت يكون مروان كيبادلها شعورها .. وهو لي غياخذ بيدها من الظلمات للنور .. هو لي غيمسح الدمعة ويردها ابتسامة .. بقات على افكارها حتى وصلها وتوادعو .. وكانت عازمة على انه فالصباح غتخبره بكلشي .. اعترافين الاول كتبغيه والثاني انها صافي بغات دير العملية .. تجرب حظها .. لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفون .. ومن هنا للصباح باقي12 ساعة يعني يقدر يتغير كلشي .. ربما يتغيرو الاشخاص او الظروف او الاعترافات ايضا .. 
______
مرت يوماااان بأكملها .. بصباحها وليلها .. كان من المقرر تخبر مروان البارح بقرارها .. لكن نسات انه يوم الاحد .. والاغلبية مكايكونش فالمستشفى حيت عنده نشاطات اخرى .. وكيبقاو مسؤولين اخررين .. حتى عائشة لم تأتي .. لذلك مر نهارها كله فالتفكير وفغرفتها .. السلسلة رماتها فسلة المهملات هي ورقة صغيرة .. بدون ماتحس كان دسها لها فجيب المونطو .. وكان فيها نفس العبارة لي قال ليها .. مكتوبة بخط يديوي وتحت منها توقيع باسم ☆اسماعيل ☆ .. 
عصرات دماغها حتى عييات فين ممكن تكون سمعات هاد الاسم من غير الشخص لي عرفاته شحال هادي .. لكن دون جدوى .. وانهت الامر انها قطعات ديك الورقة طراف صغار .. كتبرد فيها غدايدها .. 
____
يوم جديد فسجل حياة المجهولة .. اليوم لي قررات فيه تنفض غبار الذاكرة .. اليوم لي قررات فيه انها غتبدا اول مراحل العلاج .. فاقت بكري .. والوقت كله وهي كتمشي وتجي فغرفتها ... كتحفظ سطرا سطرا باش غتبدا كلامها .. . كان فالتاريخ 31/12 يعني لا يفصلهم سوى بضع ساعات على رأس السنة .. بغات تبوح بمشاعرها باش تبدا سنة جديدة سعيدة .. بغات تبداها وهي صفية اخرى .. روحها صافية وكذلك جسدها خالي من اي مرض .. كان الوقت مازال بكري شوية يمكن جوايه 9 صباحا .. اخطت اول خطواتها نحو مكتبه .. لي ولات حافظة طريقها . ماهي كل يوم كتمشي عنده .. واخا هو لي كيسبق يزورها فالصباح .. هاد المرة بغات هي تكون البادي .. البادي فكل شيء .. اذا بقات ساكتة .. عمرها تتوقع اعتراف من مروان .. لذلك هي غتبدا وتخلي الامر عليه انه غيكمل ..
بغات تدق فالباب كالعادة من باب الصواب لكن مشاعرها حثتها انها تفتح الباب غير صدفة .. ربما باقي الحال مايكونش تما .. والليلة رأس السنة غيكون كيوجد لإحتفال بسيط سمعات من ايام انه كيتقام فكل مستشفى فكل سنة .. لكن ياريتها دقات الباب .. ياريتها مامشاتش اصلا .. وياريتها ماانتقلت لهاد المستشفى كانت غادي توفر عليها عذاب أيام وشهوور .. لكن قدرها كان قد كتب واحرفه كانت مكتوبة من زمان .... 

" لا تحزن عند الصدمات ..فلولاها لبقينا مخدوعين لمدة طويلة ..هي قاسية .. لكنها صادقة "
______ 

ما ان شققات الباب وفتحاتها .. كانت موجدة ابتسامتها العذبة .. لكن ما شافته ..تلك الابتسامة تحولت لدمعة فيروزية متحجرة بعينيها .. مروان مع وحدة فوضع حميمي .. ربما هي صديقته او حبيبته او زوجته على الاغلب .. هي ماعارفا والو على مروان ..كانت كتشووفه بعينها بزوج وهو كيقبلها .. وحتى كيفاش كان كيمسح دموع تلك الفتاة وكينطق بعبارة "مابقا والو " 

الدموع تجمعو فمقلتيها .. وحسات بطعنة اصابتها فالصميم .. وهي كتشوووفه بعيينيها بزووج .. مستحيل تكذب لي شافته .. ؟! يستحييل يكون هو .. دارت يديها على قلبها .. ضرها لدرجة لا تصور .. الى ما لانهاية .. طعم الصدأ تكون فمها .. المرارة مخلطة مع الحسرة .. 
خلات تلك الضبابة القاتمة فعينيها تشفق عليها ويهطلو امطارها .. الندم هو الشعور الذي انتابها .. لعنات روحها .. لعنات اي شيء .. الغدر هو الشعور لي حسات به .. وهي غبية تبعات قلبها .. تبعات مشاعرها حتى طاحت فالهاوية .. المنظر لي شافته كان بمثابة سكين بارد تذبحات به روحها .. دوما الثقة هي منبع الخيانة .. اكثر ما يؤلم الروح هو عندما تثق في احدهم ثقة عمياء ويثبت لك هذا الشخص فعلا انك اعمى.. شي حاجة كتمزق نياط قلبك .. وكتقطع شراينه ..
عشرون سنة من المعاناة فكفة والمنظر لي شافته فكفة اخرى .. آلم بشع قطع قلبها .. وغرز سكاكينه بروحها .. صفيحة حديدة تحطات عليها مشاعرها ... حسات براسها تخانت بدون سبب .. خانتها مشاعرها .. خانتها أحلامها .. خانتها الأيام ..غدراتها ومرمداتها .. ولكن اليوم كان الحد الفاصل .. قلب كل موازينها .. من بعد ماحسات براسها انها تقدر تكون اميرة .. سقط بها العرش الى الاسفل .. وطيحها فبئر عميق ..ظلامه دامس .. كانت فوق جبل عالي وفالأخير لقات راسها فالحضيض .. كتستنجد بأحد دون وجود منقذ .. هذا الأمال القاتل .. كتشوف فشخص الدنيا كله لكن فلحظة كيطلعك للسماء السابعة ويسقط سقوط حر ..
عاد راجعات راسها .. حلماات وحلمات بزاف .. واش فواقعها واحد فحاله غيشوف فيها هي .. شكون يبغي يربط سعادته بوحدة فحالها .. لا اصل لا مفصل لا شيء من غير ماضيها حاضرها ومستقبلها كلهم مجهولين .. لكن علاش يعطيها الأمال .. علاش يتصرف بشهامة معاها ... علاش حاول يقنعها تعيش ..على ود من غتيعيش .. تبقا صامدة .. باش تشوفه مع وحدة اخرى .. عروسه غتكون وحدة غيرها .. وهي لي حلمات جات الأخرى وفبلاصتها حققات ..علاش غتبقا .. باش نهار تتشافى .. تلقى الزنقة كتستناها .. او باش تشوف الشفقة فعينه .. دابا عاد حيدات داك الجلالة من عينيها وقدرت تحكم بمنطق .. لعنات نفسها .. بكات شهقات غوتات .. لكن اين المفر .. الروح ذبلات فلحظة .. والموت صار هو الخلاص .. كل مرة الحياة كتعاقبها .. شنو ذنبها؟! .. التيتم .. السرطان .. الفقر .. دون اصل .. دون هوية .. دون نسب.. مجهولة فقط .. اسمها دوما كان هو الصفاء لكن هي ماشافت غير الايام الملوثة .. ايام بمرارة القهوة .. ايام شبعاتها تكرفيس .. وهي مازال كتبتاسم فوجهها .. لكن صبرها تقاضا ... وصلت لطريق مسدود .. هو طريق النهاية 
باش غتبرر !! غتبكي !! او تقول لي شافتو عينيها كذوب .. غتجاوز كلشي ! غتعاود من جديد ! كيفاش غتعاود وهي بداية وحدة بداتها .. تمسح الدمعة على خدها او تمسح المشاعر لي طلعات جمرة وكوات قلبها .. مشاعر سقطت على طيات ورقة من كتاب ايامها البيضاء ولوثاتها .. واش غتقطع الورقة .. او غتقطع الدفتر بأكمله .. دفتر حياتها الأليم ..الحب دوما كان كيخلق فبنادم بلا ارادة .. ماعندنا قدرة نتحكمو فقلبنا ميدقش .. معندنا قدرة نتحكمو فمشاعرنا .. دوما هي لي كتقودنا .. هذا هو ذنب لي جرجراتو مشاعره .. وتعامل معاها اكثر من المنطق .. دوما العاطفة محتاجة للعقل ..لكن ماذا لو هاد الحب ضرب بقانون المنطق عرض الحائط .. باش يتصرف كيفما بغا .. اكيد النتيجة غتكون كاريثية .. ها مازرعته من ثقة محصوله كان مزيدا الآلام.. تظل ؟! تبتعد ؟! تقترب ؟! ام تظل صامدة ..اي صمود وفصل السعادة لم يشكل سوى وقت مؤقت ..وقت فصلات فيه وخيطات .. لكن فالنهاية المقص باش خدمات .. تغرز فأحشائها .. ادمى فؤادها دون وجود دم .. فقط اعتصره آلم .. صديد تكون فأحشائها .. وقتلها ببطئ .. حتى قالت انها عايشة .. جا الامر كرياح عاتية قلب كلشي.. وعصف بها من جديد .. وخلاها جسد بدون روح ..جسد فارغ حامل للحطام .. 

كانت باقي واقفة فبلاصتها ودوار عنيف عصف بها .. سائل دافي هبط منها .. حسات به ملي تحركات من تما بالزربة قبل مايشوفها شي حد .. كل مابغاته هو تهرب .. ترمي كلشي خلفها .. رجعات دغيا للغرفة خدات المونطو لي كانت لابسة البارح .. باش يحميها من البرد .. لكن قبل ماتخرج تفكدات انه معندها لا فلوس لا والو .. وكلشي دون قيمة .. من غير السلسة لي رمات البارح كتبان غالية .. دارتها فجيبها على الاقل تبيعها وخا غير بنص الثمن المهم تهرب .. مابقاتش باغيا مروان بصفة نهائية فحياتها .. تغدرات لأقصى درجة .. والفرار هو الحل ..
اللهم تعيش حياة الشرد .. حياة الزنقة .. احسن ماتبقا تما كل مرة وهي كتشوف مروان مع خطيبته او حبيبته او ربما زوجته من يعلم .. الوضع الحميمي لي شافتهم فيه كان اكبرر دليل .. كيف كان مروان كيشوف فداك البنت .. كيقبلها بهدوء .. دوما كانت كتحلم بقبلتها الاولى
كيف غتكون .. ومع من.. ومؤخرا كان جوابها هو مروان .. لكن كانت غالطة .. فمروان عايش حياته بحذافيرها هي لي ربطات حياتها فسراب .. ما ان اقتربت منه تلاشى بالمرة .. 
حتى بريق عينيه عمرها شافته كيشوف فيه .. كان مخصص فقط لحبيبته .. كيف كانت البنت لي معاه كتبكي وهو كيسكت فيها .. ظنات ان مروان يوما ما يكون لها وتكون ليه لكن الأمر لم يكن سوى شفقة .. وهي لي دوما فسرات نظراته بالمعنى الخاطئ 

الشتا دوما كانت كتحس بها كتغسل روحها .. دائما كانت كتعشق هاد الجو الماطر .. كتحس به كينقي ذاتها .. لكن اليوم كان غير .. اليوم ذبحت بسكين الواقع المر من الوريد الى الوريد حتى اصبحت الشرايين كيجي فيها السم بدل الدم .. كرهات هاد الجو .. كرهات حياتها بمرة .. كرهات غبائها لي طيحيها فما هي فيه الآن .. كرهات كلشي .. حتى مروان لي بان ليها هو الأمل .. غادي تتشبت به حتى تصحى .. اليوم ظهر ليها مجرد مخادع .. اعطاها امال واهي .. تخيلات اسرتها الصغيرة معاه كيف غتكون .. هدمات فالمرض واسست العلاج .. لكن دون جدوى.. كلشي كان غدر .. وخيانة .. كلشي كان سم وعلقم .. كذوب فكذوب .. القناع المزيف واخيرا تلاشى.. وبقا الوجه الحقيقي كمسخ مشوه .. انتزعت جميع الحقائق .. وبقات الروح عارية .. دون غطاء المشاعر او الانسانية .. 
لكن ما ان تتفكر منظر مروان وهو يقبل تلك الفتاة مرة اخرى .. روحها كتبغي تخرج من موضعها .. 
طالما تمنات تكون فبلاصتها .. حلمات انه نهار تعتارف ليه غيستقبلها بالأحضان .. غيدفي روحها .. وانه صدره هو ملاذها الآمن .. مهما هربات وقاومات كانت مشاعرها اكثر منها .. لكن هي هي من ررمات قوانين المنطق وركزات على المشاعر حتى انكسرت بهاد الطريقة المخزية .. العار تملكها .. كيفاش حطات عينيها على واحد .. ماشافها يوما ما سوى صديقة .. او ربما اخت صغيرة .. بينما هي من فراغ ايامها اعتبراته هو المنقذ .. هو الفارس ذو الحصان الابيض .. علاش هو مايبادلهاش نفس الشعور .. علاش .. واش هي لهاد الدرجة متستاهل لا اصل لا مفصل لا حب .. فقط صداقة حصلت عليها وخسرتها بحبها من طرف واحد ..
النهار كله وهي كتبكي .. وتلك القطرات من المطر المخلطة برياح خفيفة .. تنذر على وجود عاصفة رعدية .. كانت متأكدة حاليا غتكون الأمور مقلوبة عليها فالمستشفى .. لم يبقى ربما غير نصف ساعة باش تبدا السنة الجديدة .. الكل كينتاظر تتغير فيه حياته للأفضل .. لكن هي تهرسات روحها ومن سيرممها مع نهاية السنة .. تخيلات وظنات غتبداها فشكل لكن كان للقدر كلام آخر .. من الوقت لي خرجات فيه من تما وهي غير كتبكي فحال شي حمقة .. حتى الدورة الشهرية لي جاتها عن طريق الغفلة .. مافكرات تبدل حوايجها وتلبس لبااس من البرد .. فقط بيجامة خفيفة .. وصندالة د الميكا فرجليها .. وداك المنطو .. ربما الذي كرهته لأنه مخلط مع عبق الرائحة لصاحب العيون الوحشية .. لأنه لمسه .. لكنها الآن مجبورة تلبسه وتدفى فجناباته .. شعرها المخلط مابين البندقي والأشقر اصبح حالته حالة .. لي داز من قدامها كيقول الله يييحسن العون .. حاسبينها حمقة .. ااه حمقة وغبية .. حيت بغات شخص قلبه مرهون بغيرها .. اه حمقة لأنها ثاقت وتشبتات بخيوط الوهم حتى فاقت على سقطة الواقع .. ااه حمقة حيت هربات من تما .. من بعد مالقات مكان يحضنها بكل عيوبها .. ااه حمقة حيت بغات دير العملية على قبل شخص ..ماشي على قبلها .. ااه حمقة حيت روحها نقية وصافية .. ااه حمقة اخترت مرة اخرى حياة التشرد.. واش كاين شي حماق كثرر من هذاا .. الجنون هو الطقس الذي نمارسه نحن كنضغطو على انفسنا باش نبانو فأحسن مظهر .. نطبقو عادات وقوانين المجتمع .. ما ان نختافيو على الانظار كيتغير كلشي .. تحت ما يسمى العيب .. 
عمرها ماتندم انها خرجات فداك الوقت .. ولو تموت تحت هاد البرد القارص الذي يعصف ببنيتها الهشة .. الندم لن يجاورها حيت هي اخترت وعليها تتحمل مسؤولية القرار .. ربما مروان غيقلب عليها لكن هي بعدات وبعدات بكثير .. بما انه المستشفى كان على حدود المدينة .. خرجات بقات غير كتمشى رجليها قادوها الى حيث لا تدري .. حتى لقات راسها فواحد الجردة .. ومن ذلك الوقت وهي جالسة .. دون اكل دون مشرب .. دون ماتلبس حوايجها .. لعل الموت ترحمها .. وتقرر تعتق رقابها . هاد المرة بصح كتحس بمعنى التعب الحقيقي .. معنى الوجع الحقيقي . معنى يتهدم جدار روحك .. ومتلقاش شكون يصلحه معاك .. 
طول جلستها جاو عشاق .. اطفال .. كهول .. متشردين .. كل احد كانت كتشوف فيه حالتها .. كل واحد فيهم كان كيمثلها ولو بنسبة معينة .. ربما فالبراءة .. ربما فالغباء .. ربما فالتيتيم .. ربما فالفقر .. او ريما فالحظ العاثر .. 
آلم كيعصف بفؤادها لم تعهده من قبل .. بكت على مروان كما لم تبكي من قبل ..
بقات هكاك حتى سمعات اصوات المدافع تندفع معلنا على سنة جديدة .. قدوم ما هو اسوء اكثر فحياتها.. ربما كل الناس كتحتافل مع بعضها .. وهي هنا على هاد الكرسي .. زراقت بالبرد .. ومن يعطف عليها !؟ .. لا خوف لا شيء .. ببساطة الجسد فقط لي بقا اما الروح صافي انتهت بشكل كامل ... وبقايا الروح هي من ظلت على شكل فتات ورماد .. يحمله هذا الجسد الضئيل بجوفه .. 
ربع ساعة بعد منتصف الليل .. خدات زوج كراطن باش تفرشهم على الكرسي لي جالسة فيه .. تغيب على الواقع على الحياة ..فقط تغمض عينيها .. ويطيح الظلام فمقلتيها حتى للصباح ..

تخرشيش قدامها .. كان ينذر فقط على وجود مراهقين سكرانين .. فعز اليوم الجديد .. الهلع اصابها من جديد.. لو كان شي سفاح او قاتل .. كانت تسلم راسها بكل بساطة .. لكن هاد الزووج لي وقفو حداها .. صعالكة .. وتلك النظرة الطاغية على عينيهم .. وكيفاش امتزجت الشهوة مع احمرار العيون اثر السكرة .. تلك النظرة لن تخطأها آبدا .. عرفات ربما غادي تغتاصب .. او غادي تغتاصب وتقتل .. غتحمي شرفها بأي كان ..حتى لو معندهاش القوة الكافية .. تنهشهم بسنانها قبل مايقيسوها .. واخا مراهقين باينا عليهم ان بنيتهم الجسدية لا يستهان بها ووحدة فضعفها غير واحد فيهم غيجيب لها التمام .. لكن السكرة دارت عمايلها .. وواخا هكاك كيدندنو ويغنيو .. وهما واقفين قبالتها مدورينها متقدر لا تهرب ولا تنفس ولا تتحرك .. والابتسامة الشيطانة لاحت فأفق شفتي كل احد منهم .. كأنهم لقاو كنز ثمين .. بنت جابها الله حتى لبين يديهم يكرفسوها ويحركوها كيف الدمية كيف بغاو دون أي مقابل .. 
قبل ماتقوم بأي حركة او أي شيء آخر .. كان لي واقف ورائها شادها من يديها من وراء بوحشية .. بينما الآخر كينتازع صدايف المونطو لي لابسة .. كتغوت بالجهد لكن لا من مجيب .. كتبكي يبعدو منها لكن ما من مجيب.. حتى السلسة لي تفكراتها عندها فالجيب بغات تعطيها لهم لكن لا من مجيب فقط نظرة الشهوة كتزيد .. وكتحس بها كتدنس روحها .. وكتوسخها .. بغاو جسدها .. ماشي شيء اخررر .. غريبة هاته الحياة نوات غتبداها فشكل لكن على مايبدو غتبداها باغتصاب الروح وتعنيف الجسد .. يكملو على مابقا ليها من الصباح .. روحها تذبحات ودابا كيزيدو يكملووو عليهاا ويمزقوها .. كتستنجد مرة اخرى لكن ما من مجيب .. حيدو لها المونطو .. قبل مايبداو دوك الزوج يتخاصمو على شكون يبدا الأول وشكون يستنا نوبته كأنها سلعة فاابور .. حسات براسها رخيصة لأقصى درجة .. وهما مازالين كيتخاصمو عليها ..
تسلالات يديها بقوة منهم وطلقات رجليها للريح .. فحين بزوجهم كانو مصدوومين وبغاو يتبعوها .. ماقادرة لا تجري ولا والو .. حتى وجع العادة الشهرية زاد .. الماء د الشتا مخلط مع التربة كيعكلها فالمشيء اكثر وهي غير بصندالة د الميكا .. ودوك الدموع ضببو عليها المشية ... قبل ماطيح فيد واحد فيهم سادها من شعرها بقوة .. وضحكة شريرة كتعني واخا تهربي غنلقاك غنلقاك ..

.. لكن قبل مايبدأ فانتهاك عرضها وشرفها .. قبل مايدنس جسدها بديه القذرتين .. الليل زاد اسدل ستاره .. وعينيها الباكيتين اصبحو ضبابيتين اكثر .. لكنها استطعت تشوف بوضوخ اليد الصلبة لي تحطات على كتف لي بغا ينتهكها ووقع ما لم يكن فالحسبان .. هيئة ضخمة .. صوت كاط زنزن فوذنيهم بثلاثة .. فرقعة اصابعه .. التعجب اكتسى ملامح دوك الشمكارة بزوج .. بينما صفية غلفها الخوف عاوتاني .. قالت هادو صغار ماربما تقدر نتفك منهم يمكن هذا صاحبهم الثالث .. ببنيته الضخمة .. غطات عليها الشوفة .. ولات فحال التمثال الشمعي .. لكن كان داير بظهره عند صفية .. مع ذلك ماقدراتش تتحرك .. تعاود تهرب وتنقذ حياتها .. فقط وقفات فحلقة مفرغة ... 
الامور وراء ذلك دازت مسرعة .. ردها مور ظهره اكثر كأنه مابغاش تشوف شنو غيوقع من بعد زفيره كيتسمع اكثر منهم كلهم .. ونطق بغضب
《 سدددي عينيك وسددددي وذنيك》" ... 
مستوعباتش ذلك الكلام علاش تسد وذنيها وعينيها .. ربما بغا يتكرفس عليها .. ومبغاهاش تشوف .. يا للعجب !!! لكن الامر الذي استغربت منه انه لا يزال حاميها وراء ظهره .. دون ماتشوف ملامحه .. وهاته المرة صوته افزعهها مرة اخرى ..وهو يكرر كلامه بصوت جهوري اكبر .. ووحشيته زايدة حتى افزعها بكلامه.. 
《 قلت لك سدددددي عينيك وسددددي وذنيك .. مااااانبغيش نعاااود هدرتي 》 
... ماكان عليها سوى الامتثال لذلك بخوف قبل مايدير فيها شي مصيبة ... 
واخا سدات وذنيها كانت كتسمع الشتائم لي تقالت ... عمرها سمعاتها .. اسوء واقذرررر الالفاااظ .. من عند هاد الشخصص ... ربما دائما كانت كتعرف ان هاد النوع من الشتم عيب .. ماكاين غير الدين والملة .. وكلااام تحشم تعاوده حتى مع نفسها ... طييييييييييييييييط ... هكذاااا دازت فودنيها .. كل تلك الكلمات .. 
وبعدها تلاه صوت تلاطم الاجساد .. فرقعة عنق احدهم .. لكمات عنيفة ووحشية .. خداوها دوك الزوج .. كل مادار فخلدها يمكن هاد الشخص بغاها ليه وحده.. داكشي علاش عنف صحابه باش تبقا ليه الجائزة وحده .. 
انتهى منهم ونفض يديه بعنف .. حتى مابقا يتسمع غير تنفسهم .. هاد فتحات عينيها ببطئ .. وحيدات يديها من على اذنيها .. لتراه طقطق عنقه عاد دار لعندها دورة كاااملة..
لكن ما ان دار عندها .. استطعت بسهولة تحل عينيها وتقرا تلك الملامح الوحشية لي بانت فوجهه .. ماحسات غير بصفعة غتهوي على خدها .. وعينيها لي كانو متورمين اثر البكاء .. الآن توسعو اكثر .. والوجه وضااااااح كامل هاد المرة .. لا يفصلهم لا لثام ولا احلام .. سوى ظلمة الليل الحالك .. واخيرااا اكتمل الوجه بأكمله ..

حسات بيديه طلعات على حر من جهدها .. وبغا يهوي عليها بصفعة .. لكن ماسداتش عينيها هاد المرة .. كانت تنتظر تلك الصفعة القاسية .. تحط الرحال على وجهها .. لعل وعسى تفيقها من شنو كتشووف .. تكذب عينيها ولا تثيقهم .. او تقول مرة ثانية مجرد كابوس وغيفوت .. لكن لا هاد المرة وجه حقيقي ... ماشي ملثم .. كان وجهه كامل كيبااان .. 
هادشي لي كان ناقصها .. غير هاد السيد لي معارفا عليه سوى اسم اسماعيل .. ربما يكون اسمه او لا .. علاش كل مرة كيظهر قداامها .. شنو باغي منها .. اكيد دار فبالها غادي يكمل على مابداوه الاخرين .. اللعنة عليه وعليهم وعليها هي لي هربات .دون مبرر .. باش تلقا راسها فالزنقة مرة بعد مرة .. 
واش تصدمات ؟! .. واش تصعقات ؟! .. واش من تذهلات مما يحدث .. لا لا شيء اكثر .. لا يعبر عنه بالكلمات .. دموع نشفو .. بقا غير بريقهم .. والذهول الذي اكتسى ملامحها لا مثيل له .. خلاها تحل فمها بصدمة ... 
لكن انتظرت وانتظرت الصفعة بدووون .. قبل ماتوصل لوجنتيها .. كان رد يديه بالزربة .. زير عليها اكثر حتى بياضو مفاصيلها .. كانت بسهولة قادرة تلاحظ دوك العروق البارزة .. وتلك الحمرة القانية .. حبيبات من العرق تخلطو مع ماء الشتا .. غير من خلال عملية الشهيق والزفير الذي يمارسها.. صافي بغات عاوتاني تهرب .. لكن مافلتاش الفرصة انه تحقق فالوجه كامل .. هاد المرة كان بدون لثام او اي شيء اخرر .. من غير ملامحه التي تنذر على عاصفة آتية لا محال .. انف حاد كنصل السيف .. عينيه كيف العادة باغيين غير معامن .. مخنزر وعاقد 11 بين حاجبيه .. وامواجهم كبحر عاصف فليلة عاصفية .. فمه قاسي .. ما ان شافت فيه تذكرات تلقائيا قبلته على جبينها .. وتلك الشفاه القاسية لي لامست بشرتها .. ملامحه كلها حادة لا تقل خشونة عن نظراته وجسمه .. كانت كتشوف الشيطان خرج من عينيه ونقز لبرا .. وتلك النظرة الوحشية عاوتاني كتحرقها .. كيركز مع كل تفاصيلها دون ميرمش .. 
يالاه بغات تتحرك على الاقل تهرب منه واخا غبر تبعد مسافة مترين .. لكن كان اختزل تلك المسافة فأقل من سنتمترين .. سدها من معصمها واليد الاخرى كان ساد بها مؤخرة رأسها وغارز اصابعه فشعرها البندقي .. كلما بغات تتحرك .. كيزير عليه اكثر .. كأنه كيتحدها تقوم بحركة اخرى ..
نظرة واحدة من عينيه حكاية اخرى .. نظرة واحدة كانت كفيلة باش تزرع جميع مشاعر الرعب وماجاوره فخلايها .. عينيه نقطة جمر ازرق مخطلة مع احمرار دموي .. الغضب الأعمى ثم الغضب هو للي استولى على عينيه بشكل كلي ... لهيب انفاسه الهادرة .. وزفير غاضب كيخرج ما بين شق شفتيه القاسيتين .. قادر يحرقها وهي واقفة ..
بقاو على نفس الحال ولا هي قادرة تتحرك ولا هو ارحمها انه يحيد يديه .. لكن قرب ثغره اكثر من سنتيم عاد تكلم بغضب .. 
:~ عاجباك حياة الزنقة ياااااااك ... عجباااااك ياااك .. 
عاجباك الزنقة يااك ... دووووي .. نصااااصات الليل .. زعما كديري فييها شجاعة .. دوي الله ينعل اععععععع ( قطع كلامه فالنص قبل مايكمل ) وبقاو غير عينيه لي شاعليين كحمم بركانية .. 
صفية ( ببرود عكس ما بداخلها ): الله ياخذ فيك وفيهم الحق .. عطيني التيساع .. 
اما هو الجنون ركبوه .. فلحظة وحدة كان كيبان ليه الأمر كله يقتلها ويزهق روحها بين يديه .. كمية الأعصاب لي تركبات فيه وهو كيشوف نظرتهم الشهوانية ليها .. قتلاته فلحظتها .. باغي يدمرها ولكن بوووحده بوحده لعنده الحق فذلك .. وغير هادشي حتى مخلوق ماعنده دخل .. 
كلامتها كانت كتزيد من عصبيته اكثر..
باغيها غير تسكت ونظرة الخوف لي كتنعشه تطل من عينيها مرة اخرى ... نتظر منها تغوت بالجهد .. لكن ملي جاوباته ببرود استفزته اكثرر . لذلك جاوبها ببرررود اكثر من ديالها .. 
~: يسحااااااب لك أنا مسوق ليك ... ياك .. ديري فبالك طحتي فيدي وحد مغيفكك مني اصفية .. 
صفية (حاولت تملص منه واستجمعت كل قواها):~ بعدد مني ... 
لكن فحال اذا كانت كتكب الماء على الزيت فوق العافية .. زاد سد على شعرها اكثر .. هاد المرة .. حسات به .. غيتقطع من الجذر .. 
~: نبعد منننننكك ياك ... أنا غنوريك كيفاااااش غنننبعد منككك .. 
وقبل ما تتاخذ اي حركة كان شن عليها هجوووم عاطفي من نووع آخر .. دون ماتزيد اي كلمة .. لقات راسها كتخنق دون داعي .. كفيه تحيديو من شعرها .. وبعد ذلك احدى يديه دارت على عنقها .. واليد الاخر سدها من خصرها لعنده دون ماتحلم تتحرك او اي شيء اخرر .. اما الصوت لي تتكلم به ضاع.. فهو فذلك الوقت كان يمارس عليها طقس مشااعره الملتهبة .. 

ربما الامرر اكثر من صدمها .. الحالة لي ولات كتعيشها مؤخرا غير ذهول فذهول .. لكن باش هاد السييد لي قدامها يشن عليها هجومه العاطفي على شكل عناق .. هذا ما لم يكن في الحسبان .. اتت بعطر وسترحل بعطرين وحشية العناق اطغت على مشاعرها .. كسر ضلوعها مابين صدره .. بغات تتحرك .. تهرب .. تبعده عليها .. ولكن لم تستطيع .. ما عاشته اليوم كثير .. فوق طاقة تحملها .. حتى بنيتها الجسدية هشة .. كزجاجة سهلة الكسر .. تخنقاات اكثر .. كل ماكتبغي تتحرك كان كيزرعها اكثر مابين نبضاته .. ربما لو كانو فموقف اخرر موقف حبيبين وليس العكس .. كان غيكون الأمر اكثر شاعرية .. فليلة مظلمة تحت المطر ومع بداية سنة جديدة .. عناق من نوع آخر.. لكن هم فموووقف جاء العناق غير عن طريق الصدفة.. عن طريق الانتقام .. هي فموقف كيشوفها فيه عدوته وهي لي غتبررد عليه نار الثأر .. عنقها بهدف واحد يستكين غضبه ... ويمزج رائحته برائحتها .. يخلي لها ذكرى عمرها تنساها مهما طال الزمان.. 
وهي بالنسبة لها كابوس سيء .. تحقق فالواقع قبل الاحلام .. قيء مفاجئ عاوتاني اطغى على معدتها .. مكتحملش هاد الريحة .. كتمقتها .. بسبب شخص واحد .. عجبا لبعض المواقف كتخلينا نكرهو اشياء واخا تكون راقية غير بسبب شخص كنمقتو وجوده .. ونبغيو اشياء اخرى واخا بسيطة غير حيت هاد الشخص له معزة خاصة فقلوبنا ..
واخيررااا ارحمها من ذلك العناق وارحم نفسه .. تنفسه انتظم اكثر .. غير من طريقة شهيقه وزفيره ..عاودت شافت فوجهه ردات البال لأن وحشية وجهه زالات هاد المرة ووجه غلفه البرود مع نظراته الحادة كالصقر .. عمرها تحيد ولا تزول .. وبعدها عليه قليلا .. 
ظنات صافي انهى امره عاود بان فحياتها غيمشي فحاله فحال كل مرة .. وعاوتاني غير تستقر حالتها غيعاود يبان من جديد .. باش يزرع فيها الرعب والهلع .. لذلك معرفات مادير من غير انه كتبرقق فعينيها .. فهي فموقف لا يحسد عليها .. فكرات تطلق رجليها للريح غير تخليه يستااكن قليلا .. لكن قرا صمتها وفهمو وعرف تصرفاتها بحذافيرها.. غير من حركة عينيها وبؤبؤهم لي كل مرة كيتحرك ومامرزنش فبلاصته ...
خدا سيجارة من جيبه وشعلها .. خلا غير الدخان كيتناثر مع الهواء .. فحال الدخان لي خارج من افوههم بزوج اثر البرد .. وعاود نطق ببرود ...
اسماعيل : (ببرود ) واياك ثم واياك تفكري غير تتحركي .. (اضاف بضحكة مستهزءة ) .. يحساب ليك ماحافظش تصرفاتك .. ودابا غتزيدي قدامي بدون كلمة او زوج .. 
صفية الخوف قتلها لكن آخر حاجة ممكن ديرها هي تبين له ذلك .. لذلك حاولت ماتبكيش .. وتبين راسها فحالة ضعف .. وجاوبااته ببرود اكثر من بروود كلامه .. 
صفية : علاش غنمشي معك باش تكرفس عليا حتى انت .. سكتات شوية واضافت 《 شنو بغيتي مني 》. 
قالت يمكن غتصدمو بسؤالها .. لكن على مايبدو على ملامحه انه كان متوقعه .. نفث الدخان من سيجارته .. وكلامه كان كجيلد .. بارد مثل برودة كل مايحيط بهم .. 
~: شنو بغيت منك ؟!!! (بضحكة مستهزءة) .. بغيت منكككك بزااف ا صفية .. بزاااااف .. ولا ممكن يتصوره عقلك .. 
ذاك البرود استفزها اكثر .. كأنه كيأمرها .. لذلك نطقات صفية : لي فجهدك ديرو .. ودابا مغاديش نمشي معاااااك .. بعدد مني 
جاوبها وبدا التعصب كيبان على وجهه اكثر .. 
"غادي تزيدي قدامي بزز منككك .. ولا كنقسم لك بالله داك الوجه غيووولي خريطة من دابا شوية.. اشنو بان لك " .. 
وقبل ماتجاااوبه .. كان حسم امرررره .. وحيد تجاكيط لي كان لابس من الفوق .. لبسو ليها بزز وهي كتغوت وتتحرك .. لكن كان هو المتحكم فكل شيء .. واخا كانت كترتاجف بالبرد .. مبغات حتى حاجة تربطها به .. تمووت ومتمشيش معاه .. اعدت حد ثلاثة فنفسها .. باش تعاود دير شي حركة وتهرب .. لكن قبل ماتوصل للرقم الثالث .. كان سدها من يديها بعنف .. وجارها بزز منها ورائه .. 
عاد طلع معاه الامر وبدات تغوت .. لكن هل من مجيب .. شكون يسمعها والدنيا كتصفر .. كيفما توقعات نقذها من هادوك باش تبقا ليه بوحده .. غير من ملامحه كانت باينا ناوي لها الشر .. بغات تسايس معه ربما يبعد عليها .. وبدات تبكي وترغب .. حسات براسها طيحات كرامتها فالوحل .. لكن شكون تسوق لها حتى دار عندها .. وبايييينا وجهه لا ينوي على خير .. عاوتاني كتشوووف تلك النظرة الحادة لي كتحرقها .. وزفيره كيزيد يطلع .. يعني عصباته وستفزااااتو لأقصى حد وجاوبه بصوته والعصبية مسجلة مابين طياته ... 
" غسكتني ولا نخلط ديلمك هنااااااا نيت .. ودابا زيدي قدامي "
وزاد فعنفه اكثر حتى حسات بمعصيمها غيحيد من بلاصته .. وهو جارها ورائه وهي باقي كتحفر وتضرب رجيلها مع الارض لعل وعسى يمل منها .. لكن دون جدوى .. ف على مايبدو هو قرر وكينفذ وهي ما عليها سوى الصمت .. 

بعد ساعتين كانت جحيم لا يطاق .. واخير تخلص من امرها بهاد المعنى الواضح كان كيشوف الامر ... الغوات والبكا لي بكاته وهو جارها فيديه كيزيد يشفي غليله .. خطفها او شيء آخر .. اكثر بكثير من ذلك .. من إن وصلها لبيته .. سد عليها فبيت كان موجده مسبقا ليها .. وكيستنى فقط الفرصة المناسبة ليقتنص فريسته .. وها قد تم القبض الفريسة والصياد اكمل مهمته على اكمل وجه .. لكن لا يزال في البداية .. حوايجه فزكو بسبب الشتا .. الغيس والوحل غطا حوايجه .. لذلك ما ان وصلو ونفذ مهمته .. آخذ دوش .. الماء كان بارد اكثر .. قطراته يتساقطت على جسمه .. كان كيحس به كيبرد عصبيته وحرقة قلبه .. ها قد حان وقت المواجهة ما إن يشوف فيها او يلمس جزء منها .. لا يتذكر سوى اسم واحد .. " سعيد جبران " .. الإسم الذي يمقته .. بشكله ونسبه واسمه .. لدرجة لا تصور .. ليطغى الحقد على عينيه .. وظلمة الإنتقام كفجوة كل يوم غادي تزيد تكبر اكثرر .. 
بعد انتهائه وقف أمام المرآة بصدره العاري .. ضخم .. فقط بسروال بيتي .. لون عينيه كيتغير كل مرة كتغيير وجهه وحياته ككل .. ثارة أمواج هادئة .. وثارة بحر هادر .. لكن هاته المرة لونهم غير .. كينم على وجود نظرة عابثة داخلهم .. ابتسامة وحشية ظهرات مابين فمه .. ابتسامة حقيقة .. تدل على الكثير .. الصورة لي كيبان بها فكل مرة كتروق ليه اكثر .. ماهي سوى انفصام .. شخصيته لي كتبان كل مرة فشكل آخر .. وهي كتتعايش مع كل وجه له رغما عنها .. 
ما ان كيتفكر صورتها وهي مرعوبة كيحس بنوع من الانتعاش .. رعشة شريرة كتخليه يتمادى اكثر .. تلذذ غريب كيطغى على اعماقه وكيريحها من جذورها .. فحال الا داكشي لي كيدير كييخلي كيانه مرتاح لأقصى الحدود .. باغي تخاف منه فكل ثانية .. كل دقيقة .. كل يوم .. لدرجة يتخلط مع كل خلية من جسمها .. يغزو كل مسامها .. ما يروح من بالها ولا يغب عنه ولا لحظة واحد .. 
لكن فلحظات اخرى كطيح فباله.. كيبان على وجهه تشنج واضح .. وكيزير على يديه اكثر حتى يبرزو عروقها .. ويبياضو مفاصلها .. كلشي كيخليه يسافر لبعيد .. افكاره مخربقة .. وبقدر احساسه بالإنتعاش بقدر ما اختلت موازينه .. لكن الأمور كلها تحت السيطرة .. وكلشي تحت تصرفه .. هو من يضع النقط على الحروف .. الحروف هي حياتها والنقاط حياته هو .. فهو الحاكم وهي المحكوم عليه .. وخصها ترضى بحكم قدرها بعينيها مغمضين .. 
على نفس الوضعية لا يزال يطالع صورته بالمرآة .. مسح تللك الضبابة لي تكونت اثر بخار الماء لكن .. فجأة تذكر كلام زيدان وضرب فجدار اذنيه كناقوس " شنو ذنبها " .. 
ااه ذنبها واحد انها دخلات لحياته .. او ذنبها انها كتفكرو فالماضي... ذنبها أنه كتفكرو فأمها لي عاشت مظلومة .. ذنبها انها ابنة الشيطان لي دمر حياة مراهقة .. ذنبها انها استقرت فالرحم الخطأ ودمها تربط بدم الشخص الغلط ..
هو اسماعيل الأيوبي .. الآن سنه اربعة وثلاثين سنة .. ربما فذلك الوقت كان صغير ومقدرش ياخذ بحق ابنة عمه .. او لانه مكانش عارف الظالم الحقيقي .. لكن الآن الأموور اصبحت واضحة .. وصفية عبارة عن بيدق فيديه غيحركها كيف بغا .. ومن له الحق ان يتدخل في ذلك ؟!! او يوقفه على ما سيفعله بها .. 
ربما هي تشبه امها كثيرا فالشكل .. من غير الطباع لي مختفلة تماما .. نفس عيون امها .. نفس الملامح البريئة .. كل شيء .. الفرق انه وحدة فيهم كانت ابنة عمه .. تكرفسات بزاف.. متمردة .. ودمها بريء .. ضاعت فشبابها وعي باقي صغيرة .. 
والنسخة الاخرى لي هي صفية .. هادئة .. لكن الدم لي كيجري فعروقها .. هو دم الغدر .. 
خصها تخلص ما فعله ابوها فالماضي .. تخلص كل أفعاله .. كيف ما تعدا على ابنة عمه وهي لاتزال مراهقة .. كيف ما ذاقت من كأس المر .. صفية غادي تذوق من نفس الكأس لعله يشفي غليله .. لعله يشفي نظرة الوجع لي كانت فعيون نادية وهي كتعاود ليه هادشي مؤخرا .. 

عيونه الشيطانية هاد المرة عاوتاني اكتساها بريق فشكل ..وهو كيتذكر طفولته .. مراهقته .. وشبابه .. 
كيتذكر كل الايام .. كيفاش وعلاش باغي ينتاقم منها هي بالضبط .. وهو كانت عنده فرصة اكثر يدمر بأبوها بشتى الطرق .. لكن اذا مابغيتي تخرج على حياة احد ما .. اقترب من ما هو عنده عزيز .. وكيكون محتاج ليه .. 
تلاح فبلاصته مغمض عينيه .. وقطرات الماء لا تزال على جسمه.. هاته المرة دون سيجارة ودون اي شيء .. فقط ذكريات الماضي رجعات على شكل صور .. لأول مرة غيحس براسه مرتاح اكثر .. لكن كان خصه وضروري .. يعاود يخدم ذاكرته من اول وجديد .. ليغذي ذلك الانتقام فداخله .. كل تفصيلة اصغر .. كتزيد تكبر هاد الانتقام حتى يصبح وحش .. يلتهم كل من في طريقة دون رأفة او رحمة ... واولهم كانت منبع الصفاء .. ابوها صاحب الذنب وهي لي غادي تودي فبلاصته العقوية .. 
وبهذا ذاكرته رجعات سنين للوراااء ... ورجعاته لأيام لن تعود ...

يتبع

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.