المجهولة الجزء التاسع والأخير

من تأليف فاطمة اليوسفي
2018

محتوى القصة

رواية المجهولة

عرفات ؟ كيفاش عرفات انه باها .. وهو فدار غفلون .. كان كيستنى رقية تنفي الامر وتقول فالاخير غير كذوب ؟؟؟
اسماعيل:~(مازال مزير عليها) شهاااااد الزبل ؟
ملامح وجهه كانت غير مفسررة .. الغضب عامي عينيه لدرجة لا تصور ... 
رقية: (غمضات عينيها ) ااه .. هي عرفاتو .. ونتا عارف هادشي !
هو عارف .. فوقاش عررف .. اذن كل واحد كان كيلعب من ورائه .. حتى صفية كانت عارفة .. وكاذبة .. وبكل وقاحة كتسوله على باها .. وكتصنع الصدمة عاد ..
اسماعيل:~ كيييف عررفتي نتي بااااهااااا ؟ .. 
اصلا حتى حد من غيره .. وزيدان ومروان لي كانو عارفين باها .. حتى خوته ماعارفينش شكون هو بالضبط .. باينا شكون قالها لها .. 
رقية:~(بصراحة) مروان .. 
شبه متيقن انه هو لي عاونها حتى عرفات سعيد .. كأن ماكفهاش ان فالأول كان طيف لاحقهم فحياتهم .. حتى دابا باقي مابغا يخرج من سوقه .. كل مرة كيبان ايه شخص من الجنب 
دفع رقية بالجهد ومسح على وجهه بغضب .. 
اسماعيل:~ مابغيش نطلع شماااتة ونصفيها لطاسيلتك على آخررر أيامي .. 
رقية:~(بترجي) انا ماقصدتش .. مستعدة نعتذر لكم على هادشي .. 
تعتذر ؟ من بعد ماضيعات كلشي بين يديه .. من بعد مافقد رأس الخيط .. 
كان كيكبح غضبه بصعوبة .. هو لي كان فقط يخشى سراب الحقيقة يظهر عند صفية .. لكن هي فاته بأشواط.. صدق هو لي ماعارف والو .. 
اسماعيل:~( شاف فيها ببرود) ضيعتي كلشي .. من اليوم .. اعتبري شي حد سميته اسماعيل مات .. مابقيت كنعرف حتى وحدة بسميتك .. 
الخطأ لي دارته عادي .. لكن هو خوها أكيد ماغاديش يفوتها هذا كان هو كلامه .. لكن داك التعبير فوجهه خلاها تتيقن انها كانت واهمة فقط .. تجاوزت مرحلة الخطأ وقامت للخطيئة .. 

بعد ذلك خرج من تما .. ضحك باستهزاء .. ملي ركب فسيارته .. باقي خصه يخسر بزاف د الناس .. بداو كيتناقصو واحد ورا واحد .. وآخير وحدة اكيد غادي تكون صفية .. يعني كانت عارفة .. غير خداعها كانت مغلفاه تحت قناع البرائة .. فوقاش تلاقته ؟ .. اصلا كانت مصرة تعرف الحقيقة فهاد الاواخير .. يعني كان وسوس لها راسها .. 
الدم فار فعروقه .. الدنيا ولات كتبان ليه فاللون الأسود .. يستحيل يعيشو فقط شهر بدون مشاكل .. اذا رجع دابا .. مانعرف شنو يدير فيها .. زير على قبضته .. وبغضب عامي كسيراااا بالجهد .. حتى بقا فقط الغبار كيتناثر ورائه ...

_____
شدات الهاتف بين يديها .. كانت باغيا شي حد تفرغ قلبها عليه .. ادخلت رقم عائشة .. بيدين مرتجفتين .. لكن غير بغات تضغط على زر الاتصال .. لقات يديها تلقائيا رجعو حطو الهاتف .. ماشي دابا .. اصلا غاتتحمل هادشي بوحدها .. شكون يحس بها من غير راسها .. حتى تلقى شي حل لهاد المأزق .. حيت الحاجة لي كتخطط ليها .. ديما ماكتصدقش .. شافت ف صنية الفطور باستهزاء .. ورجعات غمضات عينيها .. كتطلب فقط شوية من راحة البال .. واذا كانت الموت احسن ليها مرحبا بها .. هكذا داز عندها الصباح وتقريبا اليوم بأكمله .. 
فتحات عينيها مرة اخرى .. نفس الشيء .. نفس الغرفة .. الوقت مابغاش يفوت .. لكن هاد المرة .. شي حاجة كانت مختلفة .. غير من صوت الباب لي شافته تفتح وعاود تزدح .. وهو داخل عليها .. غير من خطواته .. شافت فصنية الاكل .. لي شاف فيها حتى هو.. لكن ماهتمش لهاد الامر
اسماعيل:~(شاف فيها باستهزاء) ماعيتيش من كثرة الدراما ؟ 
بدا بشوية كيبين على وجهه الحقيقي .. رجعات شافت فيه بصعوبة .. ماقادراش حتى تهدر ولا تجاوبه .. هادشي كله لي قال ليها وخصه تنساه بهاد السهولة .. 
اسماعيل:~(بفحيح) صفييية يااااا صفية .. كتجني على رااااااسك بيديك .. 
رجعات غمضات عينيها .. مخنوقة من وجوده .. ومن هدرته ااه فهاد الحالة.. وكيطنز عليها بدون مايرمش ليه جفن .. حسات بيديه هزها بالجهد حتى جااابها كالسة على الفراش.. 
اسماااعيل:~(شد فذقنها كيحركه بعنف)ملي نكوووووون كنهدررر معك جااااوبي ..
صفية:~( بهدوء) ماعندي اش نجاوبك..
كتقول كلامها وكتشوف فيه بتحدي بارد .. ماقادراش تهدر .. بدون لف ودوران .. حسات بصوت كسهام اخترقو جسدها .. 
اسماعيل:~ (بنفاذ صبر) كتعررررفي سعيد جبرااااان ؟؟؟
قدر يخرجها من داك البرود .. وملامحها تغير لونهم .. اصفرت وشحوبها اصبح فشحوب الأموات ..قالت مع بالها اليوم يقتلها .. اذا عرفه هو لي دخل لها الوساويس فراسها .. وهو لي كانت جالسة معه فالمستشفى .. 
صفية:~ (باستنكار) ماكنعررررف حد بهاد الاسم ..
مصرة تنكرررر .. مصرة تخرجه على طوووعه .. ملامح تغيرو وغضب عاصف .. سيطر عليه .. قاع داك البرود ذاب .. فقط بقاو ملامح الشررر على وجهه
اسماعيل:~( بالجهد كيهزها بعنف ) عاااااااااااارفاااه... (اضاااف مغززف) هوووو باااك ... وكتبغييي تمثلي عليا البرااااءة .. 
غير كلماته لي كيترددو ف اذنيها .. وسعات عينيها بتعجب .. تضببات فيهم الرؤية .. ومابقا كيبان لها يديه لي طلعات لفوق باغي ينزل عليها بصفعة...

يديه طلعات لفوق وباغي ينزل على وجنتيها بصفعة .. لكن فحال اذا شديتي كفه الفوق .. ماقدرش يزيد ملي شاف ..قطرات من الدم كيهبطو من انفها وحدة تلو الاخرى .. 
صفية:~ (بذهول) بابا .. 
مافكراتش انه باغي يضربها .. كانت مستسلمة كليا.. فقط كلمة "باك" لي ترردات فآذنيها .. كان قريب منها لهاد الدرجة ؟ حتى حسات بسائل سخون كيشق طريقه من جيوبها الأنفية .. 
اسماعيل:~(غمض عينيه بتفكير) ماكنتيش عارفاه .. 
يالله كيفاش فكر .. انه يقدر يصفعها .. الذهول والتلخبط على وجهها فيقوه من زلته.. بصح ماكانتش عارفة .. للمرة الثانية .. كيتسرع .. الامور ساءت ماشي تصلحات .. رجليه ماقدروش مازال يقربو منها ..
اسماعيل:~ الدم هابط من نيفك .. 
كان هذا مجرد نزيف شكلي .. النزيف الحقيقي كان داخل قلبها .. ملي تمزقو نياطه البارح .. واخير درجات التحمل لي كانو بقاو ليها .. دابا استنزفتهم .. لعبة .. فقط كانت ذنب وخطيئة .. جات فالوقت الخطأ .. وعند الناس الخطأ .. 
صفية:~ هوو .. كاان باغي .. (اختنقو الحروف فجوفها) هو كان باغي يعرفني على بنتو .. انا .. 
ضحكات بآلم .. حتى خاجة ماكتوقع صدفة .. كلشي مخطط له .. علاش غادي تستغرب .. 
اسماعيل:~(جبد واحد المشوار من درج الكومود) كنتي غادي تعرفيه شحال ماطال الزمان .. 
كان مازال باغي تفسير .. فين عرفاته ؟ فين تلاقاته ؟ لكن فهاد اللحظة .. كره راسه .. عاوتاني غاترجع لنفس الحالة .. وغتستمر تجلد ذاتها بسوط الماضي .. يمكن سبق رقية ومروان بخطوة ولا قفزة احسن .. لكن ماعرفش يفسر لها .. بل رجع خطوات للوراء.. وحتى دابا غادي يخسرها للأبد .. 
صفية:~ (بغبن) علاش كيظهرو فحياتي غير باش يخربوها عليا ؟
عمرها كانت كاتظن كلشي بهاد السهولة .. غير البارح كان كيقسم مايقول لها اسمه .. لكن دابا افصح على كلشي ..
عضت على شفتيها بارتجاف .. شحال قدها تتحمل من صدمة .. يمكن هاد المرة اذا سمعات المزيد تمشي فيها بدون رجعة .. 
مسح لها انفها .. كانت فقط ساكنة .. ربما من واقع الصدمة .. ولا داكشي لي سمعات خلاها تعرف انه باقي غادي يكونو ايام اصعب .. 
اسماعيل:~(سد على انفها) ماتفكررريش دابا .. 
قاع داك الغضب رجع ببرود .. واحد العقل كيقول ليه رجع عند سعيد .. وصفيها ليه للأبد .. قاع داك السنوات لي فاتو .. ماكانوش كافيين باش يبردو دمه .. لكن كيبقا باها .. 
صفية:~( بصوت مكلوم) خرجتو ليا على حياتي .. 
شافت داك البريق فعينيه .. فخال اذا معصب ولكن كينعل الشيطان .. ماشي وقت الغضب دابا .. 
اسماعيل:~(جرها للحمام) دخلي غسلي وجهك .. 
اكثر حاجة كانت كتفكر فيها هي تسد باب الحمام وتشد شي زيزوار تقطع بها معصمها .. ولا تخنق راسها فالما .. وداك الوقت يبقا لهم الريح علاش يتصارعو .. كل احد فيهم كيستعملها ورقة رابحة ضد الآخر .. 

سند راسه على الحيط .. يمكن هاد النهار ارتفع لها ضغط الدم .. وكل مرة حالتها كتسوء .. فحال العيشة لي ولات مستحيلة بيناتهم بزوج .. ولكن ماعندهم حتى حل .. مايقدرش يخليها تمشي .. اصلا فين عندها فين تمشي ؟ اذا خرجات من حياته .. غاتخرج روحه من بعدها .. 

حسات به اقتحم خلوتها .. وملامحه بدون تعبير .. كانت .. مازال كتأمل انعكاس صورتها من بعد ماغسلات وجهها .. وداك النزيف توقف .. حتى باغتها بسؤاله 
اسماعيل:~ فييين عرفتيه ؟؟؟ وفوقاش هدر معك .. 
صفية:~(بصعوبة) شكون ؟ .. 
قتامة وجهه .. من خلالها عرفات الجواب على سؤالها .. كانت متأكدة انهم كيكرهو بعضهم لدرجة الموت .. سعيد لي خلاها حياتها فالزنقة ؟
وفالاخير باغي تسمح ليه .. غير من خلال الهدرة لي قال على بنته .. وللعحب كانت متأكدة ان هاد الابنة غاتسمحو .. ولكن دابا اخير شيء تفكر فيه هو هذا ..
صفية:~( زيرات علة قلبها) هو لي جلس معايا داك النهار فالمصحة .. 
شتم ببذائة فسره .. وهو كيتوعده بالشر .. والخلاص .. قدر يقتحم حياته فحال السم .. وهو ماجاب اخبار .. كان كيظن كيحميها .. بما انها معه .. لكن شحال ماحاول .. كتعيش الوجع بوحدها .. وهي ماعندهاش القدرة تتحمل .. سكين من فولاذ تغرز فمسامه .. 
اسماعيل:~ شنو قال لك ..
كان باغي يعرف كلشي .. 
صفية:~ قال باغي بنتو تسامحه .. 
قالتها باستهزاء .. كانت نبرتهل باردة وجافة .. قاع داك الهجوم لي علنات عليه البارح .. استسلمت للقدر ببرود .. 
صفية:~ هانتا عرفتي كلشي .. ووصلتي لشنو بغيتي من الأول .. هانتي طيحيتيني للارض .. وقضيتي عليا .. كتحس براسك مرتاح؟ وفالاخير عمره ماهتم بيا ولا غادي يهتم بيا ..(اضافت بحرقة) اخترتي الشخص الغلط ا اسماعيل .. 
هي بوحدها لي كانت خاسرة فهاد المعركة .. خسرات نفسها.. خسرات كينونتها .. لكن على الأقل عمرها خسرات انسانيتها .. لي فقدوها قبل منها الكثير .. واولهم لي سماو على راسهم واليديها .. 

اليوم الثالث على التوالي .. فاقت على شعاع الضوء لي داخل من النافذة .. هي سدات كلشي البارح بالليل .. اكيد اسماعيل تعمد يرجع يفتحهم فالصباح .. باش تفيق بزز منها .. غير عظامها كتحس بهم مفكوكين على بعضياتهم .. حتى من داك الضو مامحلاتوش .. اكثر حاجة بغاتها دابا هي العزلة .. تبقى فشي بلاصة بوحدها .. ماتشوف حد .. ماتتكلم مع حد .. لكن ماعندهاش الحق فهادشي .. 
رجعات ناضت بثناقل .. سدات الستائر .. ورجعات تغطات بداك المانطة الثقيلة .. حتى تلوات فيها كاملة.. مابقا ظاهر والو من جسمها .. لكن قاطع نومها .. رنين الهاتف .. مرة واثنان .. حتى فقدات أعصابها .. وفتحات الخط بنرفزة .. بلا حتى ماتشوف فالرقم .. 
صفية:~ شنووو .. 
جاها صوت عائشة من الطرف الآخر .. كتسولها على احوالها .. 
عائشة:~ لباس عليك ؟ مااالكي غااابرة ؟ واش واقعة لك شي حاجة 
صفية:~ الحمد الله .. (غمضات عينيها بتعب) لا ماواقع والو ..
ماباغيا تبرر لحد .. حتى النوم ماتنعس فراحتها .. بغات غير ترتاح من صداع الناس .. بغات ترتاح من شوفة الشفقة فأعينهم ..
عائشة:~ جاني صوتك ماشي هو هذاك .. بك شي حاجة ؟
عضت على فمها بغبن .. وفكرات سريعا فشي تلفيق .. باش تقطع هاد الاتصال لي حساته دابا ثقيل على قلبها .. وماقادراش تزيد تتكلم . 
صفية:~(بحبحة) والو .. غير مريضة شوية .. حتى لمن بعد ونعاود ليك .. خصني نقطع دابا .. 
وبدون ماتسمع حرف اخر .. كانت انهت الاتصال .. ورجعات حطات راسها على الوسادة .. كتمشي لعالم النوم .. على الاقل كتنسى شوية .. لكنها عاودت فاقت .. على الباب لي تفتح .. حيدات الغطاء عليها وحدقت فمحيطه الازرق من بعيد .. 
اسماعيل:~(بدون تعبير) ماباغيش نعاودو نفس السيناريو د البارح .. 
قال كلامه واقترب منها .. اما هي .. الكلمات اصيبو بالجفاف فحلقها .. فقط بقايا صوتها .. غير شافته .. تفكرات هاد ثلث ايام كيف دازت .. رفضات الاكل .. من غير قطرات الماء .. لي كانو كيفزكو حلقها .. رفضات تهدر معه .. علنات برودها التام .. مابقات كتآلم .. ولا تتكلم .. كانت باغيا تجلد روحها .. باش يتجلد معها .. هو فكفة الميزان .. وهي فالكفة الاخرى .. اما يطلعو بزوج ولا يسقطو بزوج .. 
حتى من الأكل البارح.. وكلها بزز منها .. وبتهديداته لي ماكاتساليش .. حتى النوم .. ماهجرش فراشهم .. واخا ماكرهاتش هي تبعد .. ولكن .. كان مبزز عليها الامر .. بحجة انه حتى حاجة ماغادي تتغير .. 
صفية:~(نطقات بلامبالاة) انا نايضة ..
مشات غسلات وجهها .. وجلسات على الفراش .. كتاكل بصمت .. 
اسماعيل:~ نسافرو ؟ ماباغاش تغيري الجو ؟
خرجها هاد السؤال .. من صقيعها .. ضحكات بدون صوت .. وبلا ماتحرك فمها.. اصلا فوقاش كان القرار فيديها .. بصح هاد الجو خانق .. بغات تبعد
صفية:~(باختناق) دير لي بغيتي .. دائما كتقرر فبلاصتي .. 
زير على يديه بغضب .. ثلاث ايام وهو كيشوفها كتموت ببطئ .. لا تحرك ساكنا .. فقط جافة .. وموت جليدي .. حتى الفرصة فين يشرح لها بهدوء .. ماعندوش .. فقط كتفكر ف الفراق .. 
اسماعيل:~(غمض عينيه) نتي لي ديما كتشوفي الامر من الجانب السلبي .. ماباغياش حتى نشرح لك كلشي ..
ماباغياش تسمع ليه .. اصلا غيأثر عليها بكلامه .. هي فقط كتخلص ذنب ماليها حتى ذنب فيه .. 
صفية:~ حتى انا ماساينتيش نشرح لك اني ماعندي ذنب .. ماشرحتيش لي من الاول .. حتى ل دابا .. 
دائما كتشوف الكأس الفارغ من الموضوع .. باش يتلملمو الجراح خص وقت طويل وربما سنوات .. لكن احيانا حتى السنوات ماشي كافيين .. باش تنسى كلشي .. 
شاف فيها بغصب لكن حاول يكتمه .. 
اسماعيل:~ بغيتي تمشي فحالك .. 
ماجاوباته ماوالو .. فقط اكتفت بحركة واحدة ..
صفية:~ حركات كتفيها بدون جواب .. 
واخا يعتاذر.. واخا تغيرو الأمور غاتبقى على نفس الفكرة انها دائما ماعندهاش حق الاختيار .. 
اسماعيل:~(تكلم برود) غير نرجعو من السفر .. بغيتي تمشي فحالك سيري .. بغيتي ترجعي عند بااااك سيري .. هاد المرة غانعطيك حق الاختيار .. حتى الطلاق اذا بغيتيه غادي نعطيه ليك .. (باستهزاء) وقرري فحياااتك هاد المرة براحتك .. 
أحيانا الاقتراب .. كيعني الاحتراق .. والبعد افضل وسيلة .. يكفي هادشي .. 
شافت فيه بتعجب .. فحال اذا خايفة انه يكون كيكذب فقط ويوهمها .. لكن نظرة عينيه خلاتها تصدق ولو لآخير مرة ان هادشي لي كيقوله حقيقي .. 
صفية:~ واش بصح ..
اسماعيل:~ ماكنكذبش عليك .. (مسح على وجهه) ومن هنا لتما .. خلي هاد الايام يدوزو على طبيعتهم .. وداك الوقت ختاري لي بغيتي .. 

فنفس اليوم .. 
كان جالس بكل اريحية .. فسيارته .. كيحس براسه وصل لقمة اللعبة .. مروان كان شبه متأكد ... انه اسماعيل مستحيل يقدر يعاود ل صفية فهاد الوقت .. بحق العشرة لي بيناتهم .. شي حاجة غالية على قلب اسماعيل مستحيل يخسرها بهاد السهولة .. اذن معركة كبيرة امامه .. اذا مارجعات صفية لصفه .. اكيد غايكون كلشي مزيان .. واخا هو لحد الآن باقي مامافسرش شعوره اتجاهها.. حتى ملي بدا كيقرب من نهاية اللعبة .. ماحسش بالانتصار لي خصه يشعر به فهاد الوقت .. تكلم بحشرجة .. 
مروان:~ قلتي غادي تتصل بيييك ؟ (اضاف باستهزاء) وكنتي متأكد .. 
سعيد لي كان وجهه فشكل .. جالس جنب مروان .. حتى هو لا يفرق شعوره عن هاد الاخير .. 
سعيد:~ كنت متأكدة .. ولكن يمكن ثايقة ف اسماعيل (قال اسمه بغل وغضب) لدرجة ماغاتصدقني لا انا لا نتااا .. 
مروان:~ المهم الحقيقة بغيتيها تعرفهاا من عندك ..
سعيد:~ اذا كان قال ليها الحقيقة غانكونو غير كنضيعو فالوقت .. 
مسح على وجهه .. كيحاول يطرد فكرة انه يقول لها كلشي .. ويدمر عليهم كلشي .. اكيد غايفقدو راس الخيط .. والكفة غاتقلب لصالح اسماعيل .. ويموتو هما فشرهم .. غايكونو قتلو راسهم بسمهم .. 
مروان:~(بتمني) نتمناو يكون العكس .. 

اما هو من بعيد كان كيراقب كل ماكيمر أمام عينيه .. يوماين فقط.. كانت كافية باش يجمع كلشي عليهم .. من بعد ماخرج من عند صفية .. هاد المرة غايعطيها حق الاختيار وهي فيديها كلشي .. عندها حق الاختيار .. اما تغرق بهم سفينة القدر او توصلهم للبر بأمان .. 
توجه نيشان لفين نعت ليه احد الرجال .. كان عارف من كلام اخته رقية اكيد انهم غايكونو مازال كيخططو .. 
ملامحه فلحظة اصبحت غير مفسرة .. واش الغضب لي ظاهر على وجهه .. ولا الهدوء .. فقط كان صامت ويديه كيقبضهم بشدة على مقود السيارة ..
حتى نزل سعيد من سيارة مروان .. عاد قرر هو ينزل من سيارته .. وبسرعة ذئب .. كان كيلتاقط فرائسه .. وهما ملطخين بالذنب .. 
اسماعيل:~ (باستهزاء) ياكما قاطعت عليكم شي مشروع .. ولا شي بلان مهم هذا ..
غير وقف عليهم ملامحهم بزوج تغيرات بذهول .. مروان شاف ف سعيد بتوتر .. 
اسماعيل:~(ببرود) كيظهر ليا الشركاء نساو علاش كيهدرو اصلا ..
صدمة سعيد .. كانت كبيرة .. ماقدرش يصدق .. واخا سنوات ماشاف اسماعيل .. لكن ملامحه فالصغر هي نفسها .. باقي نفس الطبع الخشن .. 
مروان:~(بتساؤل) كنتي تابعنا ..
اسماعيل:~(شاف جهته) لي عارف هو نتوما لي تابعيني فحياتي .. (باستهزاء) وللأسف ضيعت عليكم اللعبة ..
ملامح اصبحت سوداء بفعل الغضب .. واخا هكاك .. كان باغي يبين الأمر عادي .. هادو مايصلح معهم غير برودة الدم .. 
سعيد:~ عرررفات ياك .. (بدموع ) عرفاتني باها .. 
باها .. ماحملش هاد الكلام .. كيهدر على امرأته فحال اذا كيعرفها من سنين .. اينا اب هو .. 
اسماعيل:~(شنق عليه بدون شعووور ) اينااا اب نتا ؟؟ (شاف فيه باشمئزاز ) دابا عاااد مفكرررها ؟؟ ودابا عاد بااانت ليك .. 
مروان كان لايحرك ساكنا .. فقط من كلام سعيد وجواب اسماعيل .. عرف هاد المرة سبقهم بخطواااات .. وعرف كيفاش يقلب الامر بأكمله لصالحه .. 
سعيد:~ هااديك بنتي بغيني ولا كررررهتي .. كنبقى باها .. عااارفك خديتيها غيرر باش تنتاقم مني .. 
اسماعيل :~(طلق منه وتكلم باستهزاء) دابا عاد عرفتي .. فات الفوت .. وفات بزااااف .. 
فاش تواجه معه فبداية هاد اليوم .. كل ماكان كيفكر فيه انه يقتلو .. ويهني الوقت .. لكن غيضيع شبابه بدمه الوسخ .. وعاد هي ماتستحقش منه هادشي .. اذا هادشي كله وماقادراش تغفررر .. شنو اذا قتل باها .. 
مروان:~ خلييها تمشي مع باها .. 
اسماعيل:~(ببرود) شريكي .. ماتكونش غبي فحال ايامك ..(اضاف بغضب) هاديك مرااااااااني ولي عنده الحق فيكم يحااول ياخذها مني ... 
مروان حس بالحنق .. ماينكرش انه من دائما كان فاشل فحياته .. حتى من مهنته لولا اسماعيل .. لا كان ضيعها فنهاية المطاف بعد سنوات من الدراسة .. لكن دائما هو كياخذ كلشي .. حتى من صفية فالأخير بقات معه .. وهو مرة بعد مرة .. كيستمر فالخسارة .. 
مروان:~ أنا غير عاونت باها (شدد على كلمته ) باش يلقاها .. 
اسماعيل:~ كيفما عاونتي صاحبك بدون مصلحة باش ينتاقم .. 
رد الضربة لمروان اقوى .. هاد المرة .. حس بلكمة فمعدته بدون مايقيسه ..فقط بكلامه .. قدر يسيفط سهم مسموم لروح مروان .. اما سعيد كان فقط كيمسح بضع قطرات من الدموع .. كيحس بتأنيب الضمير .. انها عرفات بلا مايقول لها .. لكن فنفس الوقت .. ماباغيش يخليها لاسماعيل .. 
اسماعيل:~(شاف ف سعيد) بلاااش من دموووع النساااا .. وعمرررك باقي تفكررر تقرب لجيهتها .. والا غادي ننسى انك باها شي نهار .. 
قال كلامه بتهديد .. وقلب وجهه للجهة الاخرى .. باغي يرجع لسيارته .. لكن سعيد قاطعه بكلامه ..
سعيد:~ باقي ماسالينا الكلام ..

بصح باقي ماسالاو .. وبيناتهم حساب طويل .. لكن الأيام .. كافية تعطي لكل واحد حقه .. بدون مايتدخل .. فقط القدر لي كيلعب لعبته ..
اسماعيل:~(من تحت سنانه) انا لي كنقرر فوقاش نبده وفوقاش نساليه .. 
سعيد:~ خليها ترجع لعندي وشوف .. 
كتم غضبه بصعوبة .. اصلا واخا باها ماكيهموش .. كيبقى رجل غريب عليها .. رجل عمرها تربات فأحضانه ..حتى من الاسم خلاها دوما مجهولة .. ودابا كيطالب بوجودها فحياته .. 
اسماعيل:~(باستهزاء) وااثق من راسك .. 
سعيد:~ خلينا نشوفو ؟ كنبقى باها مهما نكرتي .. 
اسماعيل:~ خمس ايام .. اذا بغات ترجع عندك من بعدها .. (غمض عينيه) غاتكون ربحتيني بمرة .. 
خلا التساؤلات كاسين وجه مروان .. والحيرة بانت على ملامح سعيد .. معركتهم بزوج .. معركة غنيمتها مجهولة .. كصاحبتها .. احدهم غايربح والاخر غايشد السراب فيديه .. 
هو متأكد ان صفية غادي تتخلى على فكرة الرحيل .. للأبد هاد المرة .. فقط خصه يشرح ليها بلاتي وهو هادشي لي غادي يدير فهاد الايأم لي بقاو .. وهاد المرة انطلق لعندها باش يبداو سفرهم .. وربما هادي تكون هي رحلة الغفران ..
_____ 

فتحات الماريو .. كتجمع ملابسها .. حتى هي قررات تخوض هاد الخطوة .. مانعرف ربما تقدر تقتل شبح الماضي بمرة من حياتها .. ولا يبقى ملاحقها دائما .. تقريبا خدات شنو غادي تحتاج .. فقط لبضع ايام .. 
حتى تفكرات الهاتف لي عطاتها عائشة .. من نهار تحولو ل هنا تقريبا مابقات شافته .. فتحات فمها بشهقة مخاطة مع الخوف .. كتقلب تحت الحوايج هي متأكدة كان عندها تما .. وأخير مرة خلاته تما .. اكيد غادي يكون غير تحت شي حاجة .. قالت مع راسها يمكن ماثابتاش مزيان على فين حطاته ..
صفية:~(شدات على راسها) يا ربي فين مشى ..
بغات تكمل على التقلاب.. لكن جاها صوته ملي شافته واقف وفيديه الهاتف .. كيحركو اما عيونها المذهولتين بهدوء.. وتكلم بنبرة غير مفسرة ..

اسماعيل:~ كتقلبي على هذاا ؟؟
ترجعات خطوات للوراء بهلع .. ملي سمعات الحروف لي خرجو من جوفه .. كان كيقول كلامه بجفاف ..
اسماعيل:~(عاود سؤاله) كتقلبي على هذا ؟ 
صفية:~ (حركات راسها بنفي) لا .. 
كانت مصرة تنكر .. على الاقل هاد اللحظة .. شافت تشنج فكه .. ولكن ملامحه بقاو بنفس التعبير مامفسرينش .. 
اسماعيل:~ ماشي ديالك هذا .. 
حتى هاد المرة كان حديثه بارد وصقيعي .. حساته كيطنز عليها.. عارفه ديالها .. وغير كيبغي يدير لها هادشي .. 
صفية:~( رجعات حركات راسها) لا ..
قالتها بصوت مهزوز .. جميع داك البرود القاتل لي تصنعاته هاد الايام .. ضاع فهاد اللحظة .. وبان توترها .. كيعرف كيفاش يمشيها على كيفه .. حتى بقات كتحس براسها بدون شخصية اي شيء كيأثر فيها .. 
اسماعيل:~ غانستناك لتحت .. 
شافت غير فمه لي كيتحرك بتعصب .. والأحرف واحد تلو الآخر كيخرجو من ثغره .. ما فاقت الا على الباب لي تسد بحدة..
زفرات بضيق .. ورجعات لبسات ملابسها بعصبية تعادل عصبيته .. أصلا ماباغياش تسافر معه .. يمكن بعد المرات كتحس براسها باغيا تزيد معه خطوة للأمام .. لكن فأغلب الأحيان .. كتبغي تبعد منه عشر خطوات اخرى .. وتبقى بوحدها مجهولة فدروب الحياة ..

ركبات قدامه فصمت .. شافته حتى هو مغير ثيابه .. وباقي وجهه بدون تعبير .. دارت السمطة.. تنهدات بأسى .. وغمضات عينيها .. 
حتى تحركو عاد سمعات جملته لي فيقاتها من راحتها .. 
اسماعيل:~ كنتي باغيا تهربي ؟ 
شهقات بدون صوت ..فقط كتماتها فقلبها .. عارف كلشي يمكن .. ولا غير كيجربها اكيد .. على حساب الهاتف .. واذا كان باقي مهدن لحد الآن أكيد شي بلان فراسه .. 
صفية:~(بدون شعور) اااه..
كانت باغيا تلاحظ ردة فعله .. ماشي هو دائما لي غادي يقرر فحياتها .. هي لي عندها الحق فنفسها اكثر من أحد فالدنيا .. بغات تهرب ومن بعد .. ماعنده مايدير لها قاع .. الا كان على الحبس .. كان كيحبسها من دائما .. 
اسماعيل:~(ببرود) واش كيسحاب لك ناعس على وذنياا .. وباغيا تهربي ..
يديه قبضو بشدة على المقود .. باغي يهرس لها راسها على هاد التفكير .. عند بالها قادرة تقرر وتنفذ بوحدها بدون مايسيق لها الاخبار ..
بصح هاتفها عاد لقاه فالأيام الأخيرة .. غضبه كان فوق الطبيعي لكن مابغاش يتسرع .. كان عارف امور خفية كاينة فالموضوع .. حتى اخذه عند شخص عنده مع هادشي .. هو لي رد ليه تسجيلات المكلمات فالايام الاخيرة .. ولقا معظم كلامها مع عائشة على الهروب .. 
صفية:~ باش عرفتي .. 
اسماعيل:~ (بلامبالاة) وعائشة كانت كتعاونك ! امم بلاتي شنو كان فالخطة ..
عضات على شفتيها بحنق .. باغيا حتى هي تعامله ببروده .. اصلا هو مجرد جلف .. وماكسواش .. ولكن غاتخليه على راحته وفالاخير هي لي غادي تقرر فحياتها .. اذا كان فالاول خداها بزز .. وحتى ف الزواج اثر عليها .. دابا اكيد العكس غايكون .. حتى حاجة ماغادي تقرر قرارها لي تاخذته مسبقا وهي مصرة عليه هاته المرة .. 
صفية:~ ااه هي لي كانت غاتعاوني .. حيت نتا لي خليتيني معك ..وجبتيني معك بزز مني .. وحتى دابا باقي غادي نمشي فحالي .. 
اسماعيل:~(بدون تعبير) حتى انا ماغاديش نحبسك .. 
قلبات وجهها .. كيستفزها بكل الطرق الممكنة .. واخا عارفها ماعندها فين تمشي .. ولا فين تبقى .. واذا بقات شي نهار معه .. فكانت مجبرة على ذلك هادشي باش بررات لراسها .. ومشاعرها بالحب .. ماكانت سوى غبية.. وباقي غبية.. كل نهار كتزيد تبغيه .. رغم قساوته .. رغم تسلطه .. اذا هو ماتنازلش على جزء كبريائه وغروره حتى هي عمرها تتنازل على حقها .. 

وقت طويل .. حتى وقف جاب ليه بعض المأكولات .. كلاتهم بصمت .. بدون ماتتعاند معه .. ولا تتسوق ليه .. اما هو اكتفى انه يكمي سيجارته برا السيارة .. قبل مايرجع يسوق بصمت .. 
صفية:~ فخبارك لي كيكمي كيمشي للنار ..
هدرات ورجعات غمضات عينيها بلامبالاة .. يمكن باش ترد دينه انه عالجها .. لقات كلامها هو الشيء الوحيد لي تقدر تعطيه ليه ونصيحتها .. واخا عارفاه .. عمره غادي يقطعه لي فيه شي طبيعة عمره مايبعا .. 
اسماعيل:~( باستفزاز) حتى لي كيكيذب كيمشي للنار ؟
ندمات اصلا لي قالت ليه شي كلام .. كيشوف راسه هو لي عنده الحق فكلشي .. مريض بجنون العظمة .. 
صفية:~(بثقة) انا مااكذبتش .. 
ارتخت بتعب على الكرسي .. ملي سمعات من فمه فقط همهمة خافتة .. يمكن تلقا كلشي الا الأجوبة على أسئلته .. قوست شفتيها بغضب .. ورجعات غمضات عينيها كتسنى هاد الرحلة لي وراها هي بنفسها غادي تغير حياتها جذريا .. 

ما وصلو حتى لنص الليل تقريبا .. الطريق كانت طويلة ومتبعة بحق .. البيت فين حطو رحالهم .. منزل بطابق واحد .. كان معزول شوية على ضجيج المدينة ..
صفية:~ ديالمن هاد الدار .. 
اسماعيل:~ د واحد صاحبي .. 
زمت شفتيها .. مابغاتش مازال تسولو .. اصلا ماشي شغلها فهادشي .. غير الفضول لي كياكلها بعد المرات .. همسات باختناق ..
صفية:~ بغيت ننعس ..
قالتها وتفوهات .. بحال اذا كتستناه يوريها الغرفة فين تحط فيها كسدتها .. وتعاود تغرق فنعاسها .. ماتفيق حتى يسالي هاد السفر .. وهاد المعمعة كلها .. 
اسماعيل:~ حتى تتعشاي ..
كان باين على وجهها العيا .. ولات فحال شي طيف ..
صفية:~ مابغيتش .. 
لاحظت انه زير على فكيه بدون سبب .. غمضات عينيها تأهبا لشي هجوم غير محتمل .. من كلامته السانة لي كترشقها لنصفين .. لكن ملي فتحاتهم شافته اشار لها لواحد الغرفة امامهم .. 
اسماعيل:~(بجمود) سيري تنعسي ..
هزات شانطتها .. ومشات بدون اي ردة فعل .. غير دخلات للغرفة .. اول شيء دخلات للدوش .. فقط غسلات جسمها .. حيدات عليها عليها التعب .. ولبسات بيجامة دافئة .. حيت الجو بارد .. حتى حسات براسها ارتاحت شوية .. عاد خرجات .. 
لقاته جالس على الناموسية .. تأملها فصمت .. حتى هي بادلاته نظراته .. يمكن اكثر حاجة كينجحو فيها هي اخترقو بعضهم بسهام العيون .. بدون اي تعبير كمل واحد كان فاهم الاخر .. 
اسماعيل:~(مد لها واحد الظرف) هاكي ..
صفية:~(باستغراب) شنو هذا .. 
شداته من عنده .. فقط ظرف ابيض اللون .. مافيه لا اسم لا والو .. 
اسماعيل:~ وصية من عند الواليدة ديالك الله يرحمها .. 
زيرات على الظرف فييديها .. حتى باش تترحم عليها ماقداتش ..
صفية:~(ببرود) مابغيتهاش .. 
بغات تقطعه .. وتلوحو .. لكن لقا راسها ماقادراش .. 
اسماعيل:~(شاف ردة فعلها) ماتغلطيش غلطة حياتك ..
صفية:~ علاش هي ماغلطاتش غلطة حياتها ملي ( اختنقو الحروف قحلقها) .. 
حيد قميصه امامها .. وزير على رأسه ملي سمع كلماتها .. ماكانش باغي فهاد اللحظة يفكرها فالماضي.. هو بغا ينساو ماشي العكس .. ولكن ضروري يشدو بعض الثغرات لي كانت واقفة فالطريق ..
اسماعيل:~(قرب منها وسد فكتفيها برفق) بصح هي غلطات .. يمكن اذا ماقريتيش هادشي غاتندمي حياتك كاملة .. دعي ليها بالرحمة ومايكونش قلبك قاصح عليها ..
قال كلامه ودخل للدوش خلاها فحيرة من أمرها .. بغات تفتحها .. لكن حطاتها ببرود على الكوافوز .. ماقادراش تغفر دابا .. خصها وقت طويل .. حتى تستوعب كمية هاد الأحداث ..بقات جالسة فنفس المكان .. وكل فكرة كتجرفها نحو الاخرى .. انتظراته .. ربع ساعة او اكثر كان خرج .. فقط ب سروال بيتي .. فحال اذا ماكيقرش فيه البرد .. 
صفية:~(بهمس) شكون كان اسمها .. 
اسماعيل:~ نادية .. 
اسمها كان كيعني السخاء والكرم .. بصح سخات بجزء منها ولاحته فالزنقة بدون مايرمش لها جفن .. تزيرات عليها معدتها ملي تفكرات هادشي .. اصلا غير كتهدر عليهم .. مزاجها كيتغير .. مستحيل تسمح لهم .. ماقادراش هادشي فوق طاقتها .. 
صفية:~ واش كانت ندمانة ؟ 
كل مرة كتصعب عليه الامور اكثر .. من خلال زيارته ل نادية قبل ماتموت .. ماهدراتش عليها او فكرات فيها ..
اسماعيل:~ ااه ..
صفية:~(عضت على شفتيها) وعلاش مارجعاتش لعندي .. كان باقي الوقت فين تصلح كلشي .. 
مسح على عنقه .. كان عاطيها بظهره .. داك الشوفة د اللوم والانكسار فعيينها كتقتلو .. مابغاش يشوفها .. ودابا هو خصه يعرف يوضح ليها الامور ولو كذبا .. غايزيف الحقائق على الأقل .. حتى ترتاح نفسيتها .. 
اسماعيل:~ (غمض عينيه) كانت ندمانة لدرجة ماقادراش تطلب منك السماحة .. 
الصمت كان هو جوابها .. ملي رد وجهه لجيهتها .. كانت مازال جالسة .. هاد المرة عرف انه نجح ولو مبدئيا .. يخليها تحس بنادية .. ملي بصح هي غلطات .. لكن حتى هي كانت ضحية الحب الكاذب .. ودخلات لحبل العشق المزيف .. 
صفية:~ تصبح على خير ..

غير قالت كلامها .. حسات به واقف وراء ظهرها .. انفاسه كتلفح عنقها .. قلبها بدا كيضرب .. وعرفات قربه علاش .. ملي شعرات بانفه كيدوز على شعرها البندقي .. ويديه ببطئ دارو على كرشها .. كيقربها منه اكثر .. 
اسماعيل:~ (قبل عنقها بشغف) تووحشتك .. 
همس بكلمته جنب اذنيها .. قبل مايرجع يقلبها لعنده .. ويطبق على شفيتها بعناق حار من ثغره .. كيبث فيه كل شوقه .. زيرات على نفسها .. بغات تقاوم .. هما مخاصمين .. ماشي دابا .. لكن لماساته خلاتها تترخى بلا ماتحس .. حتى دقات صدره لي كان قريب منها .. كانت اكثر شيء خلاها تلمس صدق مشاعره .. 
صفية:~(بصعوبة) لا مابغيتش .. 
اسماعيل:~(بهمس) شششت .. (شفتيه سقطو على فكها الناعم بتملك ) ماعندك فين تهربي مني .. ارتجفو حدقتيها .. ومابغاتش تكمل هادشي .. واخا هكاك سلمات حصونها ..
لأنه زاد كتم اعتراضها .. بمشاعره لي كانت اكبر من انها تقاومها .. 

في الصباح..
فتحات عينيها بحنق .. مرة ثانية .. من بعد مافاقت تقريبا من ساعة .. ندمانة على انها سلماته راسها بهاد السهولة مرة اخرى .. حتى ملي حساته فاق قبيلة .. تصنعات النوم واخا كانت فايقة قبل .. الخزي تملكها .. اصلا مستحيل تسامحه .. واخا يدير لي دار على قبلها كيبقى كذب عليها .. ومشاعر حبه المزعوم جات من بعد .. حتى عذبها نفسيا حتى قالت باراكا.. هي ماباغياش مازال تربط حياتها بما سبق..
من بعد روتينها الصباحي .. خرجات من الغرفة .. لقاته جالس .. كيخربق فشي اوراق .. ولا مانعرف .. وبجانبه كأس من القهوة .. 
صفية:~ صباح الخير .. 
قالتها بفتور .. وبدون اي تعبير .. الانزعاج كان واضح على وجههم بزوج .. 
اسماعيل:~ صباح النور ..
حتى هو قالها بنفس النبرة الجافة .. ورجع يكمل شغله .. 
دخلات للكوزينة .. كانت كتطل على فين جالس.. لقات فوق البوطاجي حط لها شي ساشيات.. وشي سخرة .. يمكن عاد خرج جابها ملي كانت ناعسة ..
صفية:~(طلات عليه من الكوزينة) شنو ندير لك تشرب .. 
اسماعيل:~ ماديري والو .. غانخرجو نفطرو برا .. 
كانت كتفادى حتى تشوف فيه .. توقعات انه غيحاول على الاقل يصالحها ويراضيها .. لكن كبريائه عمره غادي يتنازل عليه .. وعلاقتهم كتتجه نحو الهاوية .. 
صفية:~ واخا ..
لكن قبل ماتوصل للغرفة .. كان وصل عندها .. وجبدها لعنده من معصمها .. اغمرها فعنااق حار .. وقبل طيات شعرها مطولا .. 
اسماعيل:~ باغي نصلحو علاقتنا .. (تنهد بعمق) يمكن ماكنعرفش نفصح على مشاعري .. ولكن كنبغييك .. ( بعدها عليه وسد بين وجهها ) واش فكل مرة خصها توقع بيناتنا .. خصك تباني كل صباح ندمانة .. 
بهاد الكلامات القليلة .. حاول يشرح لها .. شنو عنات ليه ليلة البارح .. معها بوحدها لي كيحس بهاد الاشياء .. ماشي مجرد رغبة عابرة .. وشغفه بها كان انسب طريقة .. 
كان عارفها فايقة ملي ناض من بلاصته .. غير من تململها وتعابير وجهها لي حاولت تخبيهم .. ماعارفش كيفاش يهدن الأوضاع .. وهاد المرة كيحس ان زمام الامور كتفلت بين يديه .. وخمس أيام .. ربما مايقدرش يرمم فيها كل ماتصلح .. لكن غايحاول على الاقل .. غير هي خصها تفهم .. 
صفية:~(حركات راسها بزيف) أنا ماندماناش ..
حقق فعينيها حتى توترات .. كان عارفاه كيقدر يقرا طيات مقلتيها بكل سهولة .. واخا تعيا تخبي .. كلشي باين ..
اسماعيل:~ كلشي واضح فعينيك ..
حركت شفتيها بدون نفس .. ندمانة .. و بزاااف.. لكن رغم ذلك ماقادراش تقولها .. اذا هو دوز عليها بسكين الماضي من الوريد للوريد .. هي لا .. ماشي بهاد السوء .. 
اسماعيل:~(بهدوء) سيري غادي نتعطلو ..

ارتدت ملابسها .. وعدلت شعرها .. عاد خرجات لعنده .. كان حتى هو موجد .. وكينتظرها ..
صفية:~ واش بعيد الحال ؟ حتى لفين غادين .. 
اسماعيل:~(دار كفها بين يديه ) لا قريب الحال .. غانتمشاو حتى لتما .. 
توحشات هاد الحرية .. انها تخرج .. تحس بالارض تحتها .. ريحة الارض وهي معبقة بقطرات الندى .. ريحة التربة مخلطة بعبق الازهار .. 
فقط كانت كتأمل وجوه الناس .. سبحان الله .. هاد المرة ملي بعدات من داك البيت المشؤم .. والمدينة المشؤمة عاد حسات براسها شوية .. قادرة تواكب أحداث حياتها .. صفية:~ هنا أحسن من فين ساكن ..
اسماعيل:~ عجباتك البلاصة .. 
صفية:~(حركات راسها بايجاب) وي زوينة .. شحال غادي نبقاو هنا .. 
اسماعيل:~ بقا لنا اربع ايام .. 
مطت شفتيها .. اربع ايام فقط هي لي كتفصلها على قرارها والخطوة لي غادي تتاخذ فحياتها .. هاد المرة طلبات ماتكونش كتاخذ طريق الغلط من جديد .. وتبقى ندمانة حياتها كلها .. لا مجال للصدمات مرة اخرى .. 
فطرو فإحدى المقاهي .. فطور بلدي وصحي .. اكلت بنهم .. والشهية د الاكل تفتحات هاد النهار .. ملي قررات تغلق صفحة التفكير حتى يحين أوانه وتعاود تفكر باش تغوص فاعماق افكارها ..
اسماعيل:~ نرجعك للدار ولا تبقاي .. 
تنفسات بعمق .. ملي خرجو من تما .. 
صفية:~ بغيت نبقى مازال .. 
ماجاوبهاش اكتفاو .. بالصمت .. فقط غلفهم السكوت .. كان باغي يزيد يوضح ليها شحال من امر لكن باقي شوية .. ماشي دابا .. لكن هي باغتاته بسؤالها .. 
صفية:~ عاود ليا عليها ..
قالتها بارتجاف .. جزء منها باغي يعرف ماضيها .. وكيفاش حتى تحولات من نطفة لخطيئة .. مصيرها الزنقة .. ماتبقاش الحقيقة .. مغلفها الواقع المزيف .. 
تأمل عيونها من نصف وجهها .. كانو براقين .. وزاد زير على يديها... كيعطيها الدعم اكقر .. لأنها محتاجة تتصالح مع ماضيها.. وتصبر على شنو غادي تسمع .. 
اسماعيل:~(بهدوء) شنو بغيتي تعرفي عليها .. 
صفية:~ كلشي .. واليديها .. كيف كانت ... كيفاش حتى تلاقاته ؟ وعلاش تفلى عليها ؟ 

استغرب بحق من اسئلتها .. وهادشي زاد ريحه انها بدات كتطلق راسها وحاس بها باغيا تعرف بزاف د الامور .. والحقائق هي لي غادي تسد الثغرات .. وتخليها تبدا حياة نقية .. 
اسماعيل:~(تنهد بعمق) ماماك .. 
مسح على وجهه و يالاه بغا يسترسل ملامه قاطعاته ..
صفية:~(بلامبالاة) هاديك ماشي ماما .. 
ماحملاتش هاد التنعيت .. مابغات حتى حاجة تنسبها مع هاد الناس ..لي كيسميو راسهم واليديها.. فقط هادشي يهم حياتها .. هي لي خلاتها على قارعة الطريق .. ماعارفة شكون يكون بيها .. فين عمرها الأمومة كانت بهاد الصقيع .. هي لي باعت راسها رخيص .. 
اسماعيل:~(زير على فكه) واخا تنكري .. ماغاديش تبدلي هاد الحقيقية .. وهي امك بغيتي ولا كرهتي .. هي لي ولداتك ..
عضات على شفتيها بحنق .. مابغياش هاد الشعور بالشفقة اتجهها يعاود يحيى من جديد .. كيف ماكان مصيرها .. هي لي قطعات مشاعرها طراف صغار .. حتى مابقا مكان لا للشفقة ولا شي احساس اخرر .. 
صفية:~ ااه هي لي ولاداتني ولكن مارباتنيش .. ماهتمتش بيا بمرة .. ولا شكون انا فحياتها .. كنت غير خطأ .. 
اسماعيل:~(بنفاذ صبر) شنو بغيتيها كنتي تقتلك .. راه الواحد كيوقع فالغلط .. 
اكيد لو شافتها فأيامها الاخيرة .. ماكانتش غادي تقصح قلبها .. وتلبد داك الاحساس فأنه تسامحها.. 
لاحظت تغير ملامح وجهه .. اصبحو فقتامة الجو .. كيبغي يبرر لها بأي طريقة .. ربما يحن قلبها .. واخا الامر حد صعب .. على الاقل تحاول .. واخا هي ماقادراش .. لكن القلب اصبح صدئ .. وأبواب الغفران انغلقت منذ سنوات ..
صفية:~ كاين بعض الاخطاء كانقدرو نغفروهم وكاينين لي لا .. فحالها .. عمرني نسمح ليها .. 
اكثر وحدة خلصات ذنبوهم .. وفالاخير تسمح بهاد السهولة .. 
اسماعيل:~ خلي قلبك يلين .. اتجهاهها على الاقل .. نتي محتاجة تسامحيها اكثر ..
يمكن فاش نطق كلمة السماح جاته ساهلة اما بالنسة ليها .. تقدر تنطقها ولكن واش غاتحس بها بقلبها .. واش غاتحس بنار داك الحروف لي خرجو من جوفها كتبرد .. هذا كان تفكيرها ..
تجاهل حنقها .. هاد المرة .. اذا بغا يقنعها .. خصه يوم بأكمله .. وغاتبقى تعاند عن عمد .. واخا فداخلها هي تتوق لذلك .. لكن كلشي خصه الوقت .. هو هدفه تسمع جزء من الحقيقة .. هاد النهار ومن بعد يكمل ليها الباقي .. 
اسماعيل:~ (بتجاهل) كانت عايشة معانا مدة طويلة .. ملي ماتو جدودك .. بزوج فحادثة سير .. بسبب طيش المراهقة تعرفات مع باك وغلطات معه .. ومن بعد هربات .. 
كان كيتعمد يقول لها مكانهم الحقيقي .. اجدادها وابوها .. وحتى امها لعلها تحس .. بشوية .. يمكن اكثر شخص كيكره هو سعيد لكن على قبلها .. كان ماباغيش يزيد يكفرها من جيهته .. ولا يقول لها انه بسببهم مات باه بالفقصة .. لي فات مات .. غايحاول يصلح الأمور .. بأكثر الطرق إمكانا .. 
صفية:~ (بلعات ريقها) واش غلطات معه .. ولا تفلى عليها ..
شاف فيها بضيق .. اصلا نفس الشيء والنتيجة كانت واحدة .. هي لي مشات فريسة .. والصياد ربح فالاخير .. والنتيجة كانت وحدة مجهولة .. 
اسماعيل:~ هو لي تفلى عليها .. ولكن غلطو بزوجهم .. 
كان فمقدروه يقلب الكفة لصالح امها .. ويزيد فكلامه .. يسمم افكارها نحو سعيد .. غير بالحقيقة .. لكن فهاد اللحظة هي لي كانت غاتاخذ الوجع .. وتتخذو سبيلها .. 
صفية:~(باهتمام) فوقاش ماتت .. 
اسماعيل:~ قبل عاماين تقريبا .. قبل مانلقاك .. 
هنا زاد اجذب اهتمامها .. ولقات راسها بدون شعور .. كتهدر على امها مرة اخرى .. واخا كان فضولها فسؤال واحد فقط .. هو تعرف ديالمن كان الخطأ .. فهادشي كله .. 
صفية:~(بتساؤل) وباش عرفتيني انا بنتها .. نقدر نكون غير تغلطت لكم .. عطا الله الخيريات .. تقدر بنتها تكون ماتت ولا خداوها شي ناس اخرين .. 
اسماعيل:~ نتي بنتها .. كتشبهي لها .. هي لي حطاتك قدام الميتم لي كنتي فيه (ضيق عينيه) وعطاتني فين خلاتك ..
جمعات شفيتها .. بدون اهتمام .. باغيا تعرف .. ولكن كل مرة كتزيد تكرههم .. ربما لو رجعات عندها ولو بعد سنوات .. كانت تقدر تسامحها ولكن دابا .. يستحيل .. 
صفية:~ وهو فوقاش عرفني بنته .. حتى لدابا عاد دخل لحياتي .. 
زير على كفيه .. كيكره سيرة هاد سعيد .. غايبقى تابعهم طول حياتهم بزز .. باغيها تسمح ل باها ولكن تبعد منه ويبعد من ساحتها بمرة .. 
اسماعيل:~ رقية قالت ليه .. 
لكمة فمعدتها .. هكذا حسات بهاد الخبر .. برود اجتاح عمودها الفقري .. فحال اذا درتيها فشي ثلاجة باردة .. والجو صقيعي .. 
صفية:~(باستغراب) علاش ؟
زفر بغضب .. وعاود كمل لها باقي الحكاية .. اما هي كانت كتسمع ليه بصمت .. وبهدوء .. بدات الأمر بسؤال .. لكن جواب تلو جواب .. كان كل مرة كيشفي .. فضولها .. نحو كل مافات .. 

كانت ممدة على الارض .. راسها فحضن اسماعيل كيلعب فشعرها .. فقط الصمت لي غلف المكان .. وطغى عليهم .. علنات واحد الهدوء غريب حاليا .. 
من بعد ماسمعات البارح جميع خيوط الحكاية .. يعني كلشي ظهر امام وجهها .. مابقات حتى حاجة مخبية .. شي حاجة داخلها تحركات .. نوعا ما واخا واليديها غلطو .. وغلطهم كان كبير لا يغتفر .. ولكن تقدر تتجاوز .. اذا ماسمحتهمش غاتكون فقط هي لي خاسرة .. هي لي غاتبقى فتأنيب الضمير .. أما امها خدات نهارها .. وباها ربما ماحاسش حتى بوجودها .. هي بوحدها لي غايبقى قلبها صدئ وكينزف ..
غمضات عينيها .. ملي حسات بيديه كيزيدو يتغلغلو فشعرها .. 
صفية:~ واش دابا غايبغي يعطيني وراقي على الأقل ..
اكثر حاجة كانت باغيها .. هي تتسجل باسمها الحقيقي .. تقطع تذكرتها من شخص مجهول ... لوحدة عندها نسب .. 
اسماعيل:~ غايبغي يعطيهم لك .. كنضن باك ندمان بزاف .. 
تجاهل انه يقول لها البارح على عائلته .. وعلى ماوقع فيهم بسبب ابوها .. لكن مابغاهاش تكرهه اكثر .. تأمل هدوئها .. كانت كتفكر على غير عادتها .. 
صفية:~ (حركت كتفيها) ولكن هو .. ماكنضنش لي كايدير هادشي كله يقدر يكون عنده قلب فين يندم .. 
فلحظة تفكرات دموعه .. وهو كيتكلم على بنته .. ضربات الفكرة فبالها باستهزاء .. فقط كان تمثيل يمكن .. حيت اصلا لو كان باغي لها الخير .. ماكانش غايحاول يخرب علاقتها باسماعيل ويقول عليه كيكذب .. كان غايهتم فقط لأمر انه باها .. لكن كالعادة مصلحته قبل كل شيء .. واخا باها لقات راسها نافراه .. 
اسماعيل:~ واش ماكتحسيش براسك .. ولو شوية شافقة عليهم .. 
صفية:~(تنهدات بعمق ) ماعرفتش يمكن اكثر حاجة ممكن نحس بها هي الشفقة اتجاههم ..
ركزات فعيونه .. ولهيبهم الأزرق .. كيحرقها من جديد .. حسات به كيرشقها بداك العافية لي فعيونه .. 
اسماعيل:~ قراي الظرف لي خلات ليك تقدري تلقاي الاجوبة لكل اسئلتك.. وتغيري نظرتك عليهم .. الواحد كيطيح فالخطأ ..
صفية:~ واخا .. 
قوست شفيتها بعدم اقتناع .. فقط البرود هو لي كيجتاحها اتجاه كل حاجة متعلقة بالماضي .. شحال عادي كانت متشووقة تعرف شكون هما واليديها لكن دابا الظروف اختلفت ..
صفية:~(تحركات فجأة) دابا اذن زواجنا غير جائز ..
شافت فيه بذعر .. وبؤبؤ عينيها ثابت كتشوف فيه يثبت لها كلامها .. 
اسماعيل:~ اش كتخرربقي ؟ 
يمكن غير كتهلوس هادشي لي قاله .. مانعرف الصدمات اثرو لها على عقلها .. 
صفية:~(عضت على فمها بحنق) حيت تزوجنا بنسبي الآخر .. ولنفترض انه عطاني نسبي الحقيقي ؟؟ 
بصح هاد المرة هو لي كثرة الصدمات اثرو على عقله حتى مافكرش فهاد الامر .. واخا هادشي .. يطرا لي يطرا فالاخير غايعطيها سعيد نسبه بزز منه .. غير بدعوة وحدة من المحكمة ..
اسماعيل:~ لا .. ماشي باطل .. فقط غانعاودو نصححو الأوراق .. ملي يتحول نسبك على نسب باك ..
قالها من تحت سنانه ..زفر بضيق .. هادشي لي باقي ناقصه .. غير يكون زواجهم باطل ويعاودو من الاول .. داك الساعة واقيلة عمرها تعاود ترجع ليه .. حست غاتكون تحررات منه بسهولة .. لكن خصهم يغيرو فقط نسبها من عقد الزواج .. هذا هو كل ما في الأمر .. 
صفية:~ خصك تتصالح مع اختك .. 
قالتها بنبرة فشكل .. فحال اذا كتترجاه بخفوت .. مابغاتش شي حاجة تتخرب بسبابها .. كل واحد كيغرق فشره .. وعلى ماعاود لها .. صافي اكتفت .. وبما انهم بزوج عليهم كانو فنفس الكفة .. بزوجهم خصهم يوقعو على بند الغفران حتى تتلصح الأمور .. 
اسماعيل:~(ببرود) واخا هادشي كله لي دارت ؟
صفية:~(حركات راسها) نتا قلتيها الواحد كيغلط .. واخا داكشي كله كتبقى اختك .. 
وجهه اصبح قاتم .. غصة وحلات فحلقه .. وزيرات على حنجرته بشدة.. موضوعها جبد عليه البلاوي .. لو ماكانتش هي اكيد .. كانت الحقيقة لحد الآن مخبية حتى كان غايسرحها لها فشي وقت لي تقدر تفهمه .. لكن لي ماقادرش يسامحها عليه هو تواطئها مع مروان .. وحتى من الكلام لي قالت ليها .. 
اسماعيل:~ يكون خير ان شاء الله .. 
حرك يديها ببطئ على وجهها .. حتى حد ماكيهمه من غيرها هي .. فاش كتكون فحال الميت وفجأة كتولد من جديد .. هكذا كانت حياته من قبل .. لكن دابا كلشي تغير .. 
بعد ذلك فقط احاديث عادية لي تكلمو فيها .. حتى غطت فنوم عميق .. واستسلمت لإرهاقها .. حتى حسات به هزها وحطها فالناموسية .. قادها فبلاصتها وغطاها .. وجسمه الضخم تحط قدامها .. معنقها من كرشها ظهرها عند صدره .. حتى عاودت غفات من جديد ..

كانو شبه مصالحين .. وكل احد فيهم تجاوز لي فات بخطوة كبيرة .. وأغلبية الامور توضحات .. فقط نفسها معذبة من جهة .. كتحرق راسها بالتفكير .. وهو كيتحرق معها فنفس النار .. وبحرارة نفس السعير .. الماضي .. فتح عليهم ابوااب الجحيم .. ودخلو برجليهم للنعيم الأسود .. 
كل مرة كان كيزيد يلين تصرفاته معها .. فين ماتعطاته الفرصة كيحاول يشرح ليه اكثر .. غرضه كان هو تتصالح مع ذاتها اولا .. وبعد ذلك الأمور الأخرى غاتصلح تلقائيا .. 
ماتنكرش ان تصرفاته .. اثرو فيها بدرجة كبيرة .. ومعاملته .. حتى فاتت اربع ايام كلها .. ولا مرة خسر فيها خاطرها .. حتى هي كانت هادئة وكتحاول تلطف الجو ما أ امكن .. محتاجة هاد الهدوء والساكنة .. محتاجة تبعد على شي حاجة اسمها المشاكل ..
لذلك هاد الايام فاتو من احسن ايام حياتها .. ارتحت نفسيتها بدرجة كبيرة .. حتى داك الغلالة لي كانت على عينيها حساتها تحيدات وقادرة تتاخذ قرارها بوحدها .. 
صفية:~(زمت شفتيها) صافي .. غادي نمشيو ..
اشار لها بصمت .. انقضت الخمس ايام وانقضت معها روحه .. كان متجوس عندك هاد الخمس ايام ماتكفيهش يرجع كل حاجة لمكانها .. لكن صلح اكثر مما توقع .. 
اسماعيل:~ وي .. خصني نرجع للخدمة .. غدا ان شاء الله.. نرجعو مرة اخرى ان شاء الله .. 
حركات راسها بايجاب .. بصح ايام وهو معها بدون اي تحرك .. همل حياته العملية .. ومستشفاه محتاجه اكثر من ما محتجاه هي .. وبالنسبة لمرة اخرى .. اكيد ماغاديش تكون بعد اليوم .. هي لي وقعات على بند ضروري خصصها تنفذه .. 

شدو طريق العودة .. داز كلشي مزيان .. فقط كانو بزوجهم ساهيين ..ماعرفاتش شحال داز د الوقت .. المهم طرييق طويلة .. لي فاتت .. زفرات بضيق وردات راسها اللور .. غمضات مقلتيها.. وخلات دمعتين يتقطرو من حجر عينيها بسخاء .. كانت كتحاول تشد راسها بصعوبة.. لكن الامر كان اكثر من انها تتحمله .. حتى اختنق ماء عينيها .. وتزيرو الحروف فجوفها .. حتى حسات بيديه هزاتها بالجهد .. 
اسماعيل:~ صفييييية
صفية:~(بذعرررر) ااا .. اا ..
تأمل عينيها لي حمرين من الجناب وحتى واحد الدمعة وصلات تقريبا لفمها ..
اسماعيل:~ بك شي حاجة .. 
حركات راسها بالزربة .. وعاودت تنفسات مرة اخرى .. 
صفية:~(بصعوبة) لا لا غير كنت كنحلم .. 
عارفها كتكذب ؟ زعما تحلم لدرجة ان شهيقها تسمع لعنده .. ملي كان ساهي فصمت .. لذلك وقف سيارته .. مسح دموعتها بكفه .. حتى ارتجفت بشرة وجهها .. 
اسماعيل:~ ماتنعسيش قربنا نوصلو .. 
زاد زير على المقود .. حتى هو ماحملش يرجعو هنا .. ولكن الصبر .. وكلشي كيتحل مع الوقت .. وهو حاس براسه قطع شوط كبير .. 
كانت الشمس قريبة تغرب .. ملي وصلو .. غصة استحكمت فؤادها .. وزيرات على دقات قلبها بشدة .. فحال اذا شديتي شي مقص وكتغرز فجسمها بلا بنج .. 
اسماعيل:~(شاف فيها بهدوء) على سلامتنا .. 
بدلاتو النظر بدون اي كلمة اخرى .. كان مازال ملهي مع هاتفه فشي اتصال .. فنفس اللحظة لي نزلات فتحات فيها فمها بشهقة .. ملي شافت باها واقف قريب منهم .. فحال اذا كان كينتاظرهم من مدة طويلة .. يديها ارتجفو تلقائيا .. حتى من مقلتيها تحجرو عليه .. 
صفية:~ اسماعيل ..
اول اسم عيطات عليه بارتجاف .. خرجو الحروف من حنجرتها .. بطعم الصدأ والمرورة .. حتى الذعر انتابها بدرجة كبيرة ..
اسماعيل:~ شششت تهدني .. 
حسات بيديه عليها كيزيرها عنده .. وفكه انقبض بشدة .. اسوداد بشرته كانت اكبر دليل على غضبه .. 
اسماعيل:~(اضاف فاذنيها) كنتو غاتلقاو شي نهار شحال ماطال الزمان ..
عارفة كانو غايتلاقاو لكن ماشي بهاد السهولة .. قلبها دق بسرعة .. ملي شافته كيقرب منهم .. ببطئ .. ظهر لها فصورة شي حيوان مفترس فقط باغي بها الشر .. او مسخ مشوه .. يمكن امها غلطات لكن هو لي سمح فيها .. وعمره فكر يقلب عليها..
سعيد:~(فتح حضنه ودموع القهر طاحو من عينيه ) صفيية ..(اضاف بندم ) انا جيت ناخذك معايا .. عارفك ماغاديش تخلي باك .. 
وسعات مقلتيها .. ورجعات خطوات اكثر للوراء .. لكن لقات رجليها تثبتو فالارض .. فحال اذا دقتيهم بشي مسمار .. حولات نظرتها لاسماعيل .. شافت شفتيه ارتجفو .. وافرج على كلمته لي أصابتها بمقتل بدون ماتحس .. 
اسماعيل:~(غمض عينيه بغضب) اختاري .. 
شافت فيهم بزوج بذهول .. كل مرة كيعاملوها بطريقتهم .. هما لي كيتحكمو ويختارو على كيفهم .. كل احد باغيها تبقى معه باش مايخسرش فهاد المعركة . ولكن كانت هي الغنيمة .. غنيمة حرب باردة .. دخلات لها بدون اسلئحة وبدون إرادة منها .. حسات براسها مخنوقة .. صافي تحطمات حتى للنهاية .. وهي باقي فبداية المشوار ..
اسماعيل:~(بهدوء) بغيتي تقرري ف حياتك .. دابا القرار بين يديك ..
كان كيقول كلامه .. وهو شبه متأكد انها فالاخير كتنتامي ليه .. هو لي السند لها .. غايحميها من كلشي .. حتى نظرة الذعر فعينيها باش شافت ابوها .. عنات ليه بزاف .. ماتقدرش تخليه كيفما ماغاديش يخليها .. وحتى كبريائها اللعين .. غاتتنازل عليه .. على قبله .. كيف هو تنازل على كلشي من اجلها .. الاقدار حطاتهم قطريق بعضهم فالاول .. لكن هاد المرة كيعطيها حق الاختيار .. 

صفية:~(باختناق) نتا قلتيلي غير نرجع نقدر نمشي فحالي ..(غمضات عينيها بآلم. ووجنتيها محمرين ب التعب والبكا) سمح ليا ماقادراش نكمل حتى للأخير .. 
واخير حاجة دارتها هي حيدات الخاتم من يديها ومداتو ليه ..(تنهدات بضيق وقلبات وجهها ) سمح ليا.. 
وبعد ذلك كفكفات دموعها ووسط ذهولهم .. خدات باليزتها وتوجهات نحو المجهول ..
😢😢
عرفت بأنني قد استنزفت كل محاولاتي المتاحة للحصول على السعادة في الحياة ، عرفتُ بأن هذه المجهولة إن رحلت فجأة ، سأفقد أهليتي في أن أكون إنسانا كاملاً .. بُتُ أدرك بأنه سيُطوى قيدي من الحياة لو تركتني .. ! .. لكنني لن أطلب منها البقاء أبداً.. أنا رجلٌ لا يطلب .. أنا رجل يأتيهِ كلُ ما هو مقدّر له .. بلا طلب ، ولا سؤال .. ولا استجداء للقدر .. لن أستجدي القدر يوماً، لن أسأله حباً .. ولا مالاً ولا مجداً .. قُدرَ لي ان احيا شقياً وبدون انتماء .. أن أعيش فراغاً داخلياً ، وأن أموت ممتلئاً بالفراغ ..

غاتوقف .. يمكن غير كتضحك .. هي ماتقدرش تبعد .. ماتقدر تتاخذ قرار بهاد السهولة .. فحال اذا قاع داكشي لي دوزو ما نقش فصخور قلبها والو .. هذا كان هو امله .. لكن على مايبدو .. قررات وكتنفذ ..
اذا غير رجعات دارت لعنده صافي غاتبقى .. لكن تأمل بزاااف .. ضحك باستهزاء .. ملي شافها سرعات خطواتها بدون رجعة .. عاد أسرع خطواته هو الآخر ..
اسماعيل:~(بدون تعبير) وقفي !
قالها بنبرة صارمة .. نبرة امر .. لكن صوته كان بدون تعبير فحال لوحة وجهه .. الجمود فقط .. 
مابغاتش توقف .. صافي انتهت من هاد الامر للأبد .. مابغياش يزيد يأثر عليها بكلامه .. لكن الرجفة طلعات مع عمودها الفقري خلاتها توقف بدون شعور ..
صفية:~( تنفسات بضيق ) ياكما غاتمنعني عاوتاني .. 
فقط بضع خطوات كتفصله عليها ... كانت عارفة انها نقشات كلمات النهاية لقصتهم وكتباتها بمغراز من حديد .. تذبحات به من الوريد قبل منه.. لكن لأول مرة ابواب الحرية تفتحات فوجهها .. وهي مستعدة تقفلها فوجه اي احد !!
اسماعيل:~ حاولت نصلح كل شيء .. (اضاف باستهزاء) ولكن انتي فالمقابل ضيعتي كلشي .. 
داك البرود اول مرة تشوفو لهاد الدرجة فعينيه .. واخا كانو جمرتين ملتهبين .. ولكن داك الصقيع الجليدي مغلفهم ببراعة .. 
صفية:~(بتأنيب) مابقيتش قادرة نتحمل اكثر .. 
اسماعيل:~( وجهه بدون تعبير) بما انك بغيتي حريتك .. ورقة طلاقك غاتوصلك ..
حسات بأنها النهاية بصح هاد المرة .. والفراق كان دواء حامل دائه .. 
صفية:~ غانستناها .. 
آخير مرة رجع شاف فعينها بعمق .. غايفارق هاد المرة حجرهم الأزرق .. لأن العيشة اصبحت مستحيلة .. فقرارة نفسه.. عيا مايشرح لكن والو .. هاد اللحظة كانت بالنسبة ليه هي الفارق .. كانو فنفس السفينة لكن هو غرق للأسفل .. ابتلعه وجع الفراق .. وهي نجات ببراعة .. كانت بمثابة روح داخله .. لكنها رحلت ومابقى سوى الفراغ .. 
حتى العيون تفارقو لأخير مرة .. عاد عطاها بظهره .. وفارقها هو هاد المرة بكل برود .. وبدون اي ردة فعل .. بعيونه كان كيقول كلمات الوداع .. 
رجعات مرة اخرى تنفسات بضيق ..رموشها كيرفرفو كثيرا .. باغيا فيت تبكي لكن بعيد على اعينهم .. باغيا فين تخوي خيبتها .. وتملأ روحها من جديد .. 
كانت ضربات مانعرف شحال فالطريق.. المهم كتقلب على شي طاكسي ياخذها للعنوان لي بغات بسرعة.. الجو اصابها بالاختناق..وقفات فراس الشارع .. لكن دقيقتين ملي وقفات سمعاته صوته ورائها ..
سعيد:~(بآلم) صفية ..
غمضات عينيها بلامبالاة .. ماباغياش على اخير ايامها تصدق فعقوق الوالدين وتصدق مزبلاها معه .. 
صفية:~ ماا بغيتش نهدر معك .. 
سعيد:~(قرب منها) سمعي مني .. (مسح دمعة من عينيه) سمحيلي ليا .. 
قلبات وجهها للجهة الاخرى .. متجاهلة وجوده .. باش متأثرش بدموعه .. 
صفية:~(باستهزاء) نسمح ليك .. عرفتي نتا السبب فكشي خربتي حياتها وحياتي وحياتنا كلنا .. وفالاخير ساهلة تقول كلمة سمح ليا ..
سعيد:~(بندم) مايكونش قلبك قاسي .. 
غمغمت بقهر .. والدم رجع كيغلي فعروقها .. عشرين سنة وهي ميتة بوحدها .. دابا باغيه يكملو عليها 
صفية:~ (باستهزاء ) قلبي نتااا لي خليتيه يولي هكا .. ياك انا كنت غير نتيجة غلط .. والغلط كيبقى غلط شنو مادرتي .. 
سعيد:~(بآسف)غانعوضك على كلشي ..
لقات لسانها تطلق .. باغيا تبرد فيه الفقصة .. والايام لي عاشتهم وهي كتتخيل ان واليديها ربما ماكانش بيديهم يتخلاو عليها .. لكن كانت خاطئة بزاف .
صفية:~ علاش غادي تعوضني .. على عشرين عام لي فاتت .. ولا على الأيام لي جاية .. ولا على الأم لي ماتت بسبب التفلية ديالك .. ولا شنو؟
قطرات من الدموع تقطرو تحت رموشها ،ماقادراش تصبر .. مانعرف منين خرج لها هادشي كله .. كون غير ماتت بالسرطان وتهنات .. ولا بقات حياتها كلها فالزنقة .. حتى يقتلها شي حد وتتهنى بمرة 
سعيد:~ خصك تفهمي .. راجلك فهمك الامور غلط .. هو لي خلاك تحقدي عليا حتى لهاد الدرجة .. 
زيرات على كفها بحنق .. مازال كيبغي يبرر افعاله ويردها على ظهر غيره .. 
صفية:~(بانكسار) مابقيت بغيت منكم والو .. صافي خرررجوو من حياتي كلكم .. ما بقيت بغيت حد .. 

فهاد اللحظة داز واحد الطاكسي .. وقفاته .. ماهتمتش لبريق الدمع لي فعينيه .. ولا ديك نظرة الندم لي مازال مرسومة على محياه .. كانت فقط باغيا تهرب .. 

صفية:~ (اضافت بدون تعبير) غادي نرجع عندك ..
كانت واثقة من كلامها وهي كتقوله .. حتى الدمع مابقى سوى بريقه .. متلألأ ف فيروزها .. 
سعيد:~(شاف فيها بعدم تصديق) بصح .. 
لهفته كانت واضحة فملامحه المتجعدة .. حتى بركة العسل فعينيه برقات بغريزة ابوية تلقائية .. 
صفية:~ متأملش بزاف .. غانرجع ناخذ وراقي وتسجلني فاسمك بزز منك ..(بتهديد) والا راك عارف اسمك ومكانتك المرموقة .. كلشي غايولي .. فالحضيض نهار نكشف الحقيقة .. 
ملامحها رجعو بدون تعببر حتى هاد المرة .. وانطلقت فسيارة الاجرة .. وخلاته مازال مذهول .. 

البرود اجتاحها .. ملي خطات خطواتها الاولى .. فالشقة الجديدة .. كانت صغيرة على قد الحال .. جرحات كبريائه فالصميم .. وزادت وركات على الجرح بقرارها .. لكن ماكان حتى حل فنظرها .. 
جاها صوت عائشة لي كانت كتستناها من وقت طويل .. 
عائشة:~ (بخوف) مالكي فحال الميتة ؟ 
شافت فيها بابتسامة باردة .. اغتصبت داك الضحكة على ثغرها ..
صفية:~ والو .. (عنقاتها برفق ) شكراا .. 
عائشة :~ ماكاين لاش .. ماخسرت والو .. 
ملي كانو مسافرين اغتنمت خروج اسماعيل وتكلمات مع عائشة شرحات لها كلشي وانها محتاجة شي شقة ولا شي منزل مؤقتا .. يكون بأثاثه وبثمن مناسب .. وماكان منها سوى تنفذ طلبها .. واخا عيات فيها تستقر معها .. لكن ماكانت باغيا حتى حد يعرف بمكانها .. ومايمكنش تكون عالة على شي حد .. 
عائشة:~ كنتي تقدري تبقاي معايا فالدار .. 
صفية:~ (بدون تعبير) انا محتاجة نبدا من جديد .. ماكنتش نقدر نبقى بزاف .. بغيت نعتامد على راسي ..
كانت كتحاول تتصنع القوة .. ماشي دابا هو الوقت لي تنهازم فيه من بعد ماوصلات ل هنا .. من بعد ماتفكرات من اغلال الماضي .. 
عائشة:~ (بتساؤل) واش متأكدة من قرارك ؟ 
ارتجفو حدقيتها فلحظة .. فكرات حتى عيات فنتائج هاد القرار .. لكن بدون فائدة .. كانت فقط كتمشي فدرب مجهول ..
صفية:~(بابتسامة) مية ف مية .. (مصمصت شفتيها بتوتر) ونتي شنو فنظرك ؟
تنهدات عائشة بعمق قبل ماتطول النظرة فمقلتيها .. 
عائشة:~ مانعرف .. لأول مرة مانوافقكش فهاد القرار لي خديتي .. كنتي تقدري تداوي جراحك ونتي معه ..هكا غير غاتعذبو بزوج .. 
قوسات شفتيها بحزن .. ملي سمعت هاد الهدرة .. وقلبها ضرب بالجهد .. صافي اخير رمق كان بقى ليها قضات عليه .. اصلا دابا صافي كلشي سالا بيناتهم .. غاتبقى فقط تستنى دعوة الطلاق .. 
صفية:~ ماديريش لي تأنيب الضمير .. 
عائشة :~ بالعكس كنفتح عينيك على الحقيقة .. اسماعيل مايستاهلش منك هادشي .. 
بصح هو مايستهلش منها هكا .. هادشي لي دار فخلدها .. واخا دير شنو مادرات .. كيبقى فضله عليها كبير .. لكن هي كانت مثال شي عصفور سجين عاد لقى حريته بمشقة الانفس .. 
صفية:~ اصلا كلشي بيناتنا سالا.. 
قلتها بصوت ثابت .. فحال اذا متأكدة من انه كانو اخير الأيام فصفحات حياتهم بزوج .. 
عائشة:~ ان شاء الله غير ترجعي مزيان متأكدة غاترجعو احسن من الاول ..
صفية:~(حركات راسها بنفي) غانطلقو .. 
شهقات عائشة باستنكار كتحاول تكذب وذنيها من شنو سمعات ..
عائشة:~ ياكما قلتي ليه يطلقك .. 
بريق عينيها اختلف لونه هاد المرة .. سماء عينيها اكتست عليها ضبابة .. وغيمة رمادية على شكل دمع .. لكن حلفات ماتنزلهم .. 
صفية:~(باستهزاء) لا هو لي قالها هاد المرة .. 
صقيع مقلتيه ضرب فمخيلتها .. ونظراته رشقوها من جديد .. 
عائشة :~ شنو غادي ديري دابا .. 
صفية:~(حركات كتفيها) ماعرفتش .. المهم غانقلب على شي خدمة ولا شي حاجة حتى يحن الله ..
كان التعب واضح على وجهها .. حتى عينيها كيبانو من تحت صفرين .. 
عائشة:~ على الاقل كنتي تبقاي حتى ترجعي شوية مزيان .. 
زيرات على قماش قميصها بيديها .. مابغاتش مازال تطول فهاد المعركة .. وتكون غير على مصلاحتها .. يمكن غاتتعذب .. غاتكبي .. غاتتألم باش تنساه .. لكن عارفة فالأخير غايرجع كلشي لمكانه.. 
صفية:~ اذا كنت زدت يوم واحد .. كنت غانبقى دائما .. 
غير معاملته معها اثرات فيها لدرجة كبيرة .. مكان عندها لا كلام لي تزيده ولا القدرة لي مازال تتحمل .. 
عائشة:~ وباك شنو غادي ديري معه .. 
غير سمعات كلمة باك .. ملامحها توجمو .. ورجعو بدون تعبير مرة اخرى..
صفية:~ بغيت منه حاجة وحدة يدير ليا وراقي وداك الساعة الله يعاونو .. ما انا بنتو ما هو با ..
عائشة:~ لأول مرة كنحير .. ماعرفت واش نقول لك غلطتي ولا هذا هو الصواب .. على الله ماتندميش من بعد ..
ابتسمت بأمل .. فعز وجعها .. بغات تقلب لهدرة لموضوع اخر وتتجاهل موضوعها ..
صفية:~ بافقي مابغا يحن قلبك حتى نتي .. صافي واش الرفض كان قرارك النهائي ؟
شافت الحيرة كسات وجه عائشة .. 
عائشة:~ ماعرفت .. الصراحة ملي مابقا كيبان فحياتي حسيت بواحد الفراغ فشكل .. المهم يعاودها لمخو .. غير هاداك لي بقا ليا.
صفية:~ الله يصلح حالنا 
عائشة:~اميين ..(شافت فساعتها) خليني نوض نمشي فحالي راني تعطلت.
ملامح صفية تغيرو .. بقنط ..
صفية:~ بقاي تباتي معايا 
بدلاتها عائشة النظر بآسف .
عائشة:~ واالله ماكرهت ولكن غدا خدامة بكري .. وخصني نعلم فالدار .. غدا ان شاء الله نرجع عندك ..
صفية:~ وبقاي معايا بعدا غير شوية وسيري .. 

اسدل الليل ستاره .. حتى لنص الليل تقريبا عاد مشات عائشة .. من بعد ماودعاتها .. عطاتها صفية الفلوس لي خصلات لها فالكرا د الشقة.. كانت مابغاتش تاخذهم .. لكن اصرت عليها حيت مابغات حد يبقى يتسالها ..
حسبات الفلوس لي كانو باقي ليها .. مبلغ يكفيها شهور طويلة .. على كل حال كيبقاو ديالها ..تفكرات كلامه عنده الحق ملي قال لها فلوس مهرها ربما تحتاجهم شي نهار .. وهي خداتهم معه عن عمد لأنه كانت مقررة قرراها من اول مرة اخبرها انه اذا بغات تمشي فحالها لها الاختيار ..
دابا لقات راسها محتاجهم .. حتى البطاقة البنكية لي عطاها قبل ايام ماباغياش تستعملها .. غاتقضي بهاد الفلوس حتى تلقا شي خدمة .. باش تقدر تصرف على راسها .. وغير حطات راسها .. نعسات على داك الفوتوي لي فالصالون ... بدون حتى ماتحيد حوايجها فقط كانت باغيا تنسى هاد اليوم بأكمله .. 

انتصف الليل عنده .. والوقت مازال مابغا يفوت .. حتى طعم الماكلة مر بلا بها .. الدنيا اسودت فعينيه .. ملي رجع لبيتهم ..ريحتها باقي لاصقة فجميع الأماكن .. حوايجها فنفس المكان .. كلشي باقي فبلاصته .. فحال اذا كيشوف طيفها مازال تما .. فحال شي سراب .. ما ان غايمسكو بيديه غايتلاشى ومايبقا والو ..
عمره باقي يفكر فيها ولا يدخل فحياتها .. غلطه كان كبير . ملي فرض عليها اختيارتها .. ودخلها عنوة لحياته ..صافي اخترت حياتها .. وبما انها بغات تقصي هاد المرحلة من قدرهم .. حتى هو غايدير نفس الشيء ..
اذا كان فالاول كيجلد راسه بسوط الانتقام .. دابا غايجلد عقله بسوط النسيان .. وهكذا قرر غايمكل حياته بلا بها .. سواء كانت او لا .. على الاقل كان هذا احسن حل .. حيت بالنسبة ليه .. ملي فكر مزيان .. انه كان غايجي واحد الوقت .. ربما اذا بقاو على نفس الحال .. هو لي غادي يقول لها سيري .
___
صبح عليها الصبح .. باقي فنفس المكان .. غير حطات راسها البارح على الوسادة .. غابت على الواقع .. حتى فيقها شعاع الشمس لي داخل من برا .. وصوت الدراري الصغار ولعبهم .. كيتسمع من عندها .. اطرافها كانو جامدين .. حيت نعسات بلا غطاء بلا والو .. واخيرا لقات طعم داك الراحة لي افتقدتها من سنين ..
اول شيء دخلات للحمام .. دارت روتينها الصباحي .. ستفات ملابسها فواحد البلاكار .. خرجات تقدات من برا شنو غاتحتاج هاد الايام غير من حانوت قريب من تما .. 
هكذا دوزات معظم نهارها .. غير فالدار والتفكير .. لكن بزز كانت كتنفي اي حاجة تنغص عليها استقرارها،وباش تلهي بالها .. نظفات المنزل .. ووجدات العشاء .. حتى رجعات عندها عائشة فالليل باش تبات معها..
عائشة:~(بابتسامة) انا جيييت ..
صفية:~(ردات عليها الابتسامة ) فرحتيني .. يسحاب لي عاود غانبات بوحدي .. 
حيدات المونطو ديالها .. وجلسات ف الفوتوي ..
عائشة :~ لا قلت لك غادي نجي هي غانجي .. 
مسحات على عنقها بتوتر .. باغيا تسول فيه .. واخا هادشي كله .. كانت عارفة خلات خلفها قلب مكسور .. وشظاياه تناثرت من ورائها .. واش كمل حياته؟ورجع لخدمته؟ فحال اذا ماكاين والو!
صفية:~(زمت شفيتها) بغيت نسووولك .
عائشة:~(شافت فيها باستفهام) شنو سولي ؟
قلبها كان كيأنبها انها خصها تسول .. لكن عقلها شيء اخر .. كيحثها تسكت .. وماتفضحش شوقها ليه بهاد السرعة .. هي عاد فبداية الطريق .. واول شيء هو تتجاهل وتنسى .. 
صفية:~( قلبات حديثها) دابا بغيت نبدا وراقي .. فين غادي نلقا با .. 
شافت بها عائشة باستنكار ورفعات حاجبها الفوق فحال اذا ماثيقاتش هدرتها .. لكن كلامها خلاها تقلب تفكيرها 
عائشة:~ علاش ماخديتيش عنوانه ؟
صفية:~(اومأت لها برفض) اصلا اول مرة تلاقيته هو الباررح .. من بعد ماعرفت كلشي .
الحيرة ظهرات على وجهها .. وتفكير عميق اكتسح عقلها ..
عائشة:~ الصراحة ماعرفتش .. حتى حد ماتلقاي عنده عنوانه من غير اسماعيل .. هو لي غايكون عارفه فين كاين ..
فتحات عينيها على مصرعهم .. يعني امالها ضاع .. حتى فداك شوية د الحق لي عندها انها تستقل بحياتها خصها ترجع ليه .. وهو الوحيد لي عارف جميع خيوط الحكاية ..
صفية:~ لا مابغيتش نسولو .. ومابغيتش نتلاقاه مازال ..
وجهها ولا صفر .. حتى من عينيها كانت نظرته بلا تعبير .. حجر مقلتيها الازرق فحال اذا فقد داك البريق .. 
عائشة:~ نتي راسك قاصح .. عادي سوليه فحال شي اصدقاء .. واصلا عمرك تزيدي للقدام اذا بقيتي بهاد التفكير ياك نتي بغيتي تتجاوزي كلشي ..
زمت شفيتها بحنق .. بصح باغيا تتجاوز كل شيء .. لكن غير غاتعاود تتلاقاه .. غاتنهار من جديد .. وروحها بزز منها غاتطالب وجوده فحياتها .. والبارح كانت مازال البداية .. حتى جفائها هاد النهار كان فقط قناع مزيف .. غايتلاشى مع مرور الساعات ..
صفية:~ شي حل آخر من غير هذا .
عائشة:~(بتفكير) ماعرفتش .. واش متأكدة من باك بعدا غادي يوافق يدخلك للحالة المدنية ..
صفية:~(بدون تفكير) بزز منوو ..(باستهزاء) ياك هو كيقول ندمان و غايعوضني .. اوا يعطيني وراقي .. 
ملامحها تغيرو من ليونة للقسوة .. الايام كافية انها تصلبها .. وكل ثانية كتمر .. كتزيد من عنادها .. 
عائشة:~ رجعي عيشي مع باك .. عطي فرصة لراسك تسمحي ليه ..
صفية:~ (حركات راسها برفض) مستحيل ..
عائشة :~ واش كتشوفي راسك قادرة تهزي راسك ..
بلعات ريقها بتوتر .. وتشنج اصاب حلقها ..
صفية:~ ااه .. غانقدر .. ماشي هما لي وصلوني لهنا .. اذا كنت عشت حياتي كلها بلا بهم .. حتى دابا نقدر . ومن غدا نمشي نقلب على الخدمة ..
ابتسمت عائشة .. واستغرقت ثانيتن فتفكيرها .
عائشة:~ كون غير كنت ماخداماش نمشي نقلب معك .. 
صفية:~(بامتنان) عذبتك معايا بزاااف ..
عائشة:~ (ضربتها لكتفها) ماتقوليش هكا .. المهم نتي شوفي .. اذا مالقيتيش نشوف لك مع الواليد يقدر يكونو معاريفه .. عندهم شي خدمة تفيدك .. 
صفية:~(براحة) بصح ؟
عائشة:~ غانحاول .. ولكن مانضمنش لك ..

الليل كله وهي كتفكر كيفاش غاتعاود تتلاقى ب سعيد .. ماعندها حتى وسيلة .. حتى من نمرته خلاتها فالمنزل .. قبل ماتسافر .. اليوم الاول قلبات حتى عيات والو مالقاتش .. فين ما مشات كيصدوها .. لكن حلفات ماتفشل هاد المرة .. 
ثلاث ايام مرو بنفس الروتين .. على نفس المنوال .. عائشة ماعاودتش رجعات عندها .. بقات هي بوحدها .. اول قرار تاخذاته فهاد النهار .. هو تخرج تشم الهوا .. ومنه تقلب على الخدمة مرة اخرى .. كانت عافة ان الامر اصعب ملي كتتخيله .. خصوصا وهي كتخرج لبرا بدون اي شيء .. فحال اذا الحياة عاودت داكشي لي دارته معاها من قبل .. 
كانت الساعة تقريبا 11 د الصبح .. لبسات ملابسها .. وصاوبت هندامها بأناقة .. اول مرة غاتواجه العالم الخارجي بوحدها .. 
غر خرجات مع الباب لقات واحد المرأة باينا كبيرة فالعمر شوية .. معها بنت تكون اصغر من صفية واقفين قدام الشقة المقابلة لفين ساكنة ..
صفية:~(بخفوت) السلام وعليكم .. 
ردو عليها السلام بنبرة فضولية .. زادت بضع خطوات .. لكن ماغفلاتش على نظراتهم .. كانو كيشوفو فيها باستغراب .. يمكن فحال شي كائن فضائي نزل عليهم .. البنت:~(استوقفاتها) واش نتي جارتنا الجديدة .. 
كانت باغيا تزيد تمشي فحالها .. لكن من الصواب على الاقل ترد على البنت .. واخا شوفتهم الفضولية مارتاحتش لها .. 
صفية:~(حركات راسها) ااه ..
البنت:~ مرحبا بك .. (ابتسمت لها) انا اميمة .. وهادي خالتي .. 
حتى هي ابتسمت لها بصمت .. من هاد ركن التعارف على الصباح .. نفسها ضاقت .. خصوصا ملي شافت المرأة كتشوف فيها بتوجس .. 
صفية:~ متشرفين .. 
المرأة :~(بتهكم) ساكنة بوحدك ؟
نبرة صوتها صعقاتها .. فحال اذا ماعاجبهاش الحال .. انه تسكن بجنبهم او تشارك معهم داك نص ميترو د الارض ..
صفية:~ ااه ..
المرأة:~اخير الزمان هذا .. 
رجعات بنظراتها المتهكمة كتدقق فصفية .. وفيديها .. عاد تفكرات انها مادايرا والو .. لا خاتم فيديها .. لي يدل مزوجة .. يعني اكيد حتى هاد السيدة غاتكون نوات فيها السوء .. زفرات بضيق .. وخلاتهم مازال واقفين .. حتى من المصعد ماستعملاتوش .. هبطات فالدروج .. كتلملم شتات انفسها .. اول خطوة وبداتها صعيبة خصها تتحمل حتى للنهاية .. 
حتى وصلت لتحت .. وقفات تاخذ انفاسها .. وتسترجع نظرتها لي بدون تعبير.. عاد سمعات صوت نفس البنت من وراها .. 
اميمة:~ اختي .. 
دارت عندها صفية والضيق واضح على ملامحها .. يمكن لي بقا من خالة هاد البنت جات تكملو لها هي .. لكنها كانت متأهبة لأي كلمة نارية .. هاد المرة قالت غاتلقا جوابها وتخرج على صمتها .. كانت باقي ساهية فتقاسيم البنت لي قدامها .. ملي عاودت دوات .. 
اميمة:~ ماتديش على خالتي .. راها هكاك .. فين ماجا شي حد جديد .. كتسولو نفس الأسئلة ..
نبرة صوت البنت كانت عطوفة وهي كتخاطبها .. فحال اذا كتعتاذر منها خفيا ..
صفية:~(بلامبالاة) ماشي مشكل ..
اميمة:~ نتي باينا فيك جديدة فالمدينة ..
حركات راسها بنفي .. وزادت زيرات على يديها فجيبها .. بغات غير تتنفس .. ماباغيا تهدر ماحد ولا تزيد تتعرف على حد .
صفية:~ سمحي ليا خصني نمشي .
اميمة:~(بإحراج) بالعكس سمحي ليا واقيلة انا لي ثقلت عليك ..
عضت على شفتيها بحنق .. والإحراج لي كان على وجه اميمة رجع حتى لوجهها هي .. وتصرفها ماكانش فمحله ..
صفية:~ (حركات راسها بنفي) لا .. غير تعطلت وخصني نمشي ..
اومات لأميمة بايجاب ..
بلا ماتزيد معها كلام اخر .. رجعات شدات طريقها للاماكن لي باقي مامشاتش تقلب فيهم .. الاغلبية كانت كتمشي اما للمخبزات يا اما للمحلات .. لي ماكيحتاجوش الخبرة .. ويقدرو يخدموها معهم ... لكن الامر كان صعيب خصوصا انها بدون اوراق .. واوراقها كاملين بقاو مع اسماعيل .. لذلك كان خصها اما ترجع لعنده .. او تلقا حل ..تضرب عصفورين بحجر واحد ..وتصاوب وراقيها الاصلين ..
حتى غربات الشمس .. ورجلييها ضروها من كثرة الدوران .. جلسات فواحد الجردة .. كتبكي حظها التعيس .. والايام لي لاحتها فالزنقة .. وهاد الظلام لي كتعيشو .. والامر باش تتحمل المسؤلية صعيب .. بدات كتعيا وهي ف بداية الرحلة .. خصوصا ملي تورمو رجليها .. بكثرة الدوران .. بكات حتى شبعات .. وفشات قلبها مزيان ..
عينيها حمارو .. وتزير قلبها ..قنطات لدرجة كبيرة .. حتى تنفسها ضياق وتخنقات .. نفسيتها مريضة .. ناضت تمشي فحالها .. لكن غير وقفات .. فحال اذا ابواب الامل تفتحو من جديد ملي تفكرات ان شخص واحد اخر .. غايكون عارف الطريق ل باها من غير اسماعيل .. وهي خصها تتلاقاه على وجه السرعة .. على الاقل هو ماكيعني لها والو .. غاتاخذ منه العنوان وتمشي فحالها .. واخا كانت عارفة صعوبة الخطوة لي كتتاخذها .. ولكن داك الاوراق .. كانت كتشوفهم هما بداية الاستقرار على الاقل داك البطاقة الوطنية.. لي فين مامشات خصها تثبت راسها .. وماتبقاش هكا مجهولة فدروب الحياة .. 
اخذت هاتفها وطقطقت رقم عائشة .. 
صفية:~(بدون تعبير) .. الو عائشة.. لا لا كلشي مزيان .. بغيت رقم مرروان ضروري.. (عضت على شفتيها ) سيفطيه لي دابا.. من بعد ونقول لك علاش .. 

خدات رقم مروان وعنوانه من عند عائشة .. لكن ماكانش عندها الجرأة الكافية .. باش تستاعن به .. غير على مادار فيها .. تخاف يعاود يبني لها شي فخ من جديد .. وشافت ان قرارها اصلا لم يكن في محله بتاتا .. ربما استعانها باسماعيل غايكون مؤلم .. فأنها تعاود تشوفه .. لكن اذا عاودت دخلات مروان لحياتها ولو غير تاخذ منه شنو بغات .. تأكدات أنعا غاتكون كتفتح أبواب الجحيم .. وتحرر الذئب من محجره .. 
جدران الغرفة الباردة اطبقو على تنفسها .. بشدة .. كانت كتعاود تخمم واش اتصالها بمروان غايكون عنده شي تقدم فحياتها .. لقات الجواب هو لا .. هو لي غرقها الف مرة .. ومن المستحيل تطلب منه يد العون مرة اخرى .. والو يكون هادشي فصالحها .. 
وجدات عشاها .. لكن كالعادة ماكلتها كانت ناقصة .. حتى الاكل كان بدون طعم .. فقط المرورة لي فحلقها كتزير على جوفها وتخليها تذوق كلشي بطعم العلقم .. 

مشات تنعس لكن الشوق كان كيفتك بقلبها بدون رحمة .. كيجلدها بقسوة .. توحشاته .. واخا كبريائها اللعين كان ضمن قوانينه عدم الاشتياق .. لكن فؤادها تمرد .. حتى 
تقلبات حتى عيات .. عيونها اصبحو بدون تعبير .. وتخنقات فبلاصتها .. حتى داك شوية د الهوا لي كان كينفذ داخل رئتيها لقاته .. فحال السم .. 
شعلات المصباح .. وهاد المرة اخذت الظرف لي خلاته ليها المدعوة والدتها فقط بالاسم .. كانت فقط باغيا تصيع بيه الوقت .. لكنها كانت جاهلة على انه هاد الظرف ربما غادي يغير حياتها كلها .. 
بيدين مرتجفتين استخرجت الورقة البيضاء .. لي تكتب عليها بحبر اسود باهت .. وغاصت بين الحروف .. وفكل مرة عيونها كيتغير تعبيرهم .. فحال ملامح وجهها .. 

" صغيرتي .. ها انا ذا أكتب إليك بروح ضائعة.. روح لطالما تخبطت في أوجاع الماضي .. واستكانت على رماده .. اجل هذا ما اشعر به وانا اخط بقلمي على هذه الورقة البائسة .. كم وددت ان اضمك لصدري وان ارتوي من رائحتك الملائكية وانت صغيرة في المهد !! كم وددت ان اسمع منك كلمة أمي وأنت تلفظينها لأول مرة !! لكني لم أستطع ذلك فرغم قساوة الظروف لتركك في الميتم .. لم اقدر على نسيان ملاحمك الطفولية الصغيرة من ذهني .. عندما آتوا بك لحضني وأخبروني انك فتاة في تلك اللحظة بالذات شعرت بنبضك الخافت وتأملت ملامحك الصافية .. كنت كمياه الجبل الراكضة تشعين كنور السماء في الخريف .. 
والآن .. انت بعيدة عني كبعد الفرح عن قلب كئيب مهوم حزين .. وحيدة مثلي .. 
اعلم انني ذبحتك من الوريد للوريد اثر تخلي عنك .. واستبعادك عني .. اعلم ان ذنبي كبير واثمي عظيم يا صغيرتي !! لكن أمام كل هذا فإني قد تحملت احتراق روحي وابعدتك عن دخانها القاتل .. ابعدتك عن هذه الحياة الخرقاء التي اعيشها .. فلو لم ابعدك لنال مني قلبك الصافي .. لإتهمتني بأنني أن السبب وراء التعاسة التي ستتربع أمام باب روحك .. وتلتصق بجدران قلبك .. فيحدث ان يصير صدئا كصدأ الحديد .. وقاسيا كصخر الشواطئ .. 
فيا إبنتي وفراشتي الزرقاء سامحي !! سامحي هذه الام الآثمة وترحمي عليها .. لعلك عندما تفتحين هذا الظرف وتقرأينه يكون جسدي قد دفن تحت الثرى .. وروحي قد صعدت تئن بذنوبها الى السماء .. 
دمت سالمة ..
نادية ❤ "

بدون كلام اخر .. لقات هاد المرة دموعها سابقينها .. مشاعر جارفة كتحثها انها تتجاوز .. وتحن فهاد الام الراحلة .. كانت كتعتبرها بدون قلب .. ولكن الآن فشكل .. يمكن واخيرا حنات .. رجعات قراتها مرة واثنان وثلاثة .. وفكل قراءة .. كتتأنى فيها .. فحال اذا باغيا تسامحها بدل مرة واحد عشر مرات .. حتى موت الغفلة لي خطفها وهي مازال صغيرة .. كان مثل شي تنبيه دق فآذنيها .. سعيد دار فيها مابغا .. لكن طلب الغفران .. وهي عليها تصفح ليه .. يمكن حتى هو غاتاخذه الموت .. او هي لي غاتسبقها .. تزير تنفسها كلما ذكرات الموت .. وحلفات انه لو يرجع عندها فهاد الايام أبوها .. غاتعطيه فرصة انه يبين ندمه .. باش حتى اذا صفحات عنه غاتكون بدات صفحة جديدة بدون شوائب .. 

يمكن المرة العشرين كانت كتعاود تقرا الظرف .. سمعات الدقان فالباب .. طرقات خافتة .. لملمات تشتتها وضياعها .. طلات غير من شق الباب وجها وجه اميمة .. 
صفية:~(بنفاذ صبر) اففف .. 
اغتصبت ابتسامة باهتة على شفتيها .. 
صفية:~ نعاام
اميمة:~(بخجل) ممكن ندخل ..
شافت فيها بتوجس .. لحد الآن ماباغيا تتعاشر مع حد .. وهي كتفرض عليها راسها .. 
تنحات لها جانبا .. عاد دخلات .. كانت هازة فيديها واحد الطبق .. مانعرف باشنو مغطي ..
اميمة:~ هذا سيفطاتو لك خالتي .. بغات تعتاذر على كلامها فالصباح .. 
صفية:~( حركات راسها) ماكاين لاش .. 
اميمة:~ لا من واجب اي احد يدير هكا .. المهم غادي نمشي .. 
صفية:~ شكراا .. 
ابتسمت بزز عاوتاني .. قبل ماتفتح الباب لأميمة .. بادرتها بسؤالها .. 
اميمة:~ واش كتقلبي على الخدمة ..
حركات شفتيها باستنكار .. على مايبدو تكشفات من اول نهار هنا .. 
صفية:~ لا لا .. 
اميمة:~ طلعات حاجبها الفوق .. حيت شفتك كتسولي شي حد فواحد المحل .. 
صفية:~(بنفاذ صبر) واش تابعاني ؟ 
اميمة:~(بإحراج) لا .. لا ماتفهميش غلط .. غير بلاصة خدمتي قريبة لفين شفتك .. ويسحاب لي كتقلبي على شي خدمة .. حيت كاينة بلاصة خاوية فين خدامة .. 
وجهها لي كان شاحب .. كانت فحال شي ميتة دابا عاد رجعات فيها الروح .. 
صفية:~ (بلهفة) واش بصح كتقلبو على شي وحدة .. 
اميمة:~ (حركات راسها بايجاب) ااه ..
صفية:~ تشوفي ليا معك .. (غمضت عينيها ) بصح كنقلب على الخدمة .. ثلث ايام ومالقيت والو .. 
عضت علة شفتيها باحراج .. من الصباح وهي كتصد هاد اميمة والسيدة كانت ناوية ليها غير الخير .. 
اميمة:~(بابتسامة) اوك نسول ونرد عليك .. المهم بسلامة تعطلت .. 
صفية:~ فاش بعدا .. 
اميمة:~ فواحد المكتبة .. المهم غدا نرد عليك ..
صفية:~(بلمعة فرح) شكراااا ..
ودعاتها بابتسامة وشدات الباب .. حسات براسها فحال اذا ملي فتحات داك الظرف تفتحو معه ابواب الرحمة من جديد .. تنهدات بارتياح ورجعات مرة اخرى تداري وجعها الخفي فورقة وقلم ..

واخيرا تفتحو الابواب فوجهها .. الخدمة لي كانت محتاجاها .. لقاتها .. نقية وشريفة .. الرصيد كان كافي .. يخلص لها الكراء ويعيشها .. حتى تلقا ما أحسن .. وكان الخير فأميمة .. لي سولات صاحب المكتبة فين خدامة .. حيت شي وحدة كانت خدامة معهم خرجات قبل ايام فقط .. وحظ صفية وقف فصفها .. 
اسبوعين .. مرو نمطيين .. بدون اي جديد .. النهار كله وهي فالخدمة .. كتحاول تمشي بكري وترجع معطلة .. الجلوس فالبيت .. كيخنقها .. كتقنط بوحدها .. عاد فالاخير حسات براسها بقات وحيدة .. حتى حد ماسول فيها .. من غير عائشة .. لي دامت لها .. اما اميمة كانت كتحاول تجبد معها الهدرة .. لكن هي كتتفاداها .. نظرا لما جاها من الناس الغرباء .. واخا ماكتنكرش فضلها عليها فهاد الخدمة .. لكن صديقة واحدة فحال عائشة كانت كافياها .. هاد الاخيرة .. لي ولات كتبقى يوماين او ثلاث ايام وتجي تبات معها ..

كانت جالسة كالعادة فالمكتبة.. شادة واحد الكتاب فيديها .. كتقراه بشرود .. ومرة مرة .. تحطو .. وترجع تهز واحد القلم .. تخط به على جنبات الورقة البيضاء .. هادشي لاش كتونس راسها .. 
حتى سمعات صوت خطوات .. غادين فممر المكتبة .. يمكن شي حد بغا يشري شي كتاب .. هادشي ماجا فبالها .. واميمة كانت كتساعده ..
= "بغيت هذا " .. 
جاها الصوت فاذنيها .. نبرة هاد النغمة مألوفة .. رفعات عينيها بشوية .. لتصطدم بنظراته البنية .. كيحدقو فيها .. 
صفية:~(بلعات ريقها) ماكنضنش زوين ..
قالتها بنبرة هادئة .. فحال اذا شي غرباء اول مرة كيتلاقاو .. 
سعيد:~(مسح عينيه) اذن اختاري ليا شي وحدة على ذوقك .. 
تمشات معه .. بصمت .. فقط زفيرها المتوتر هو لي كيخرج من انفها .. ماعرفات واش جا هنا غير من باب الصدفة .. ولا جا بصح هاد المرة يقلب عليها .. 
صفية:~(مدات ليه واحد الكتاب) هذا زوين .. قريتو مؤخرا .. (اضافت بخفوت ) يقدر يعجبك .. 
رجعات شافت فيه وقلبات وجهها شوية .. واخا تنكر .. وتحاول تنكر احاسيسها .. كيبقى باها .. هو جا عندها .. زفرات بضيق .. ملي سمعات صوته كيتردد فآذنيها .. 
سعيد:~ سمحي ليا .. ( مسح على وجهه) كنت غالط بزاف .. 
حركات راسها بنفي .. بدون جواب.. كانت مركزة على شنو كيقول .. بانتباه تام .. وماتنكرش ان هدرته قاستها من الداخل .. الصدق كان فعينيه هاد المرة عكس المرات الاخرى .. 
صفية:~(زمت شفتيها) خليها للوقت ..
اومأ لها بصمت .. وهو كيفكر منين غادي يبدا لها كلامه .. هاد المرة ماغاديش يبرر .. غايعاود لها كلشي وهي عندها حق الاختيار .. واخا اكيد كلشي غاتكون عرفاته .. لكت تسمع بصوته وتبرد حرقة قلبها.. عارف لو يبقى يعتذر عمره كامل .. غايكون فقط نقطة فبحر الاعتذرات لي خصه يقدمهم .. 
سعيد:~ نتكلمو شوية ؟ 
حتى هي بغات تسمع له .. عن جد هاد المرة .. كلشي سبابه الرسالة لي قراتها .. خلاتها خايفة تفقد شي حد .. واخا دارو فيها لي دارو .. الدم عمره ماكيولي ما .. 
صفية:~ (بتفكير) دابا .. مانقدرش عندي الخدمة .. 
كانت باغيا تشوف الاصرار فبركة عينيه البنية .. انه واخا هي تبعد هو باها غايرجع .. غايصر يشرح لها مرة اخرى .. 
خلصها فالكتاب لي خدا .. وبقا واقف شحال .. اما هي تجاهلت وجوده .. خصوصا مع نظرات اميمة الفضولية .. مابغاتش تهدر تما .. عاد خصها شي مكان لي تستوعب فيه كلشي .. وتكون بنفسية جيدة .. 
بادلها النظر بصمت .. تأنيب الضمير كان كينهش فيه من داخل .. عرف انه بقدر ما هي محتاجة له حاليا .. هو محتاج لغفرانها اكثر .. يكفر شوية على ذنبه ..
شاف فيها بفخر .. ملي دخلات احدى الفتيات للمكتبة .. كيف كانت كتتعامل معها برقة.. وحجر عينيها الازرق .. باقي بريئ .. فحال شي طفلة .. واخا ذبحوها فالماضي بسكين مسنن .. داك عرق القوة لي بقا خدام فقلبها .. حياها من جديد .. ودفع بها للأمام .. 

بعد مدة .. عاد رجعات جلسات .. كتكمل كتابها .. حتى حسات بشي يد كتحركها ..
اميمة :~(بتساؤل) شكون هذاك ؟ 
صفية:~(مطت شفتيها) ضروري خصكي تسولي زعما .. 
مسحات على وجهها باحراج .. ورجعات شافت فصفية .. 
اميمة:~ ونتي غامضة .. وهادي ثاني مرة سولتك .. غير على هاد الشايب وديك صاحبتك القرطاسة .. 
ابتسامة خفيفة سبقت لثغرها قبل ماتتكلم .. 
صفية:~ هداك بابا .. 
قالتها بنبرة ارتخاء .. ورجعات راسها اللور بصمت .. وبدون هواها شفتيها طلقو كلمة بابا .. كانت متأكدة انها فطريقها الصحيح .. واخا عقلها كيأنبها على هاد الثقة والتسرع .. لكن هاد المرة غاتبع قلبها .. هو لي غادي يرشدها للطريق الصحيح .. 
اميمة:~ باباك ؟ وعلاش ماعايش معك .. فشكل هادشي .. 
صفية:~(بتأنيب) بلا أسئلة بزااف .. هاد العادة ماشي مزيانة .. مايكونش فيك الفضول .. 
زفرات بحنق على كلام صفية .. ورجعات جابت واحد الكرسي وجلسات جنبها .. 
اميمة:~ فخبارك نتي فشكل .. غير ملي جيتي كنتي فشكل .. ودابا فشكل اخرر .. 
صفية:~(وسعات عينيها) كيفاش فشكل ..

اميمة:~ مانعرف كنت كنشوفك كتبكي بزاف .. ودابا نقصتي .. حتى من وجهك كان اصفر .. كنتي فحال شي شبح .. واول مرة شفت فالعمارة .. كنتي فحال شي ميت خرج من قبره .. دابا رجعات فيك الروح شوية ..
صفية:~ بعد المرات الدموع ماكينفعوش .. واخا تبكي الدم .. خصك نتي تفكري .. كيفاش غاتبدلي حياتك .. واخا ماقادراش تنساي .. حاولي .. 
مسحات على وجهها .. واخا تنكر باقي كتشتاق له بجنون .. باقي آثر سحره عليها مابغاش يزول .. اذا كان دمغها اسماعيل باسمه ف راه دمغها للأبد .. قلبا وقالبا .. صرها قلبها .. طول هاد الايام ماحاولش يرجع .. ولا فكر يسيفط لها ورقة الطلاق .. على الاقل يحررها من جحيمه .. باش تفدر تنساه وتنفيه من حياتها للأبد .. 

فالصباح .. 
كيف العادة .. ارتدت ملابسها .. فطرات .. حتى سمعات الدقان فالباب .. ناضت فتحات .. لقات اميمة فوجهها .. 
صفية:~(بنفاذ صبر) تعطلتي عليا .. 
اميمة:~ يالاه قدرت نوض .. ونتي كيعجبك نمشيو بكري .. 
زمت شفتيها بحنق .. اصلا هي ماغاتفهمهاش .. كتبغي تهرب من القنطة لي كتشدها بوحدها .. غير كترجع لداك الدار .. روحها كتعصر .. 
صفية:~ صافي .. 
قلبات وجهها بصمت .. كتحاول تزفر بهدوء .. حتى خرجو من المصعد .. عاد تنفسات الصعداء ..وبما انه الحال قريب لفين خدامين .. كل نهار كيتمشاو على رجليهم .. 
اميمة:~ شنو داكشي فيديك .. 
صفية:~ الاوراق .. 
حركات بصرها .. بين الاوراق مرة اخرى وعاودت سولتها 
اميمة:~ بغيت غير نعرف .. علاش كل نهار كتجيبي وراق جداد .. وكتكتبي فيهم وترجعيهم .. 
زفرات بعمق .. عرفة انه اذا ماجوبتهاش غاتبقى تطقطق عليها .. شافت فيها وتكلمات بهدوء .. 
صفية:~ كنكتب رواية ..
عينيها توسعو تلقائيا ولقات راسها ماقادراش توقف فضولها .. 
اميمة:~ واااو بصح .. علا اشنو كتكتبيها .. 
كانت منتعشة بداك الجو الصباحي .. وداك الهوا النقي لي كيدخل لرئتيها .. كتاخذ نفس اكثر مما كتزفر ..
صفية:~ يمكن تقولي سيرة ذاتية .. عاد كنحاول نجمع افكاري .. 
اميمة:~ باينا غاتكون شي حاجة زوينة .. 
صفية:~(بابتسامة) ان شاء الله .. 
بقاو على نفس الحالة .. مرة تتكلم اميمة وتجاوبها صفية .. مرة يسكتو بزوج حتى وصلو للمكتبة .. عاد وقفو .. 
اميمة:~ شوفي شكون .. باك جا .. 
حولات نظرها لورائها .. شافته واقف كيستناها .. يمكن من مدة طويلة وهو هنا .. 
صفية:~ نقدر نتعطل .. تغطي عليا ؟ 
اميمة:~(بتفكير) اامم كاين مقابل .. 
شافت فيها باستغراب .. ورفعات حاجبها زعما شنو .. 
اميمة:~ اول نسخة من الرواية غاتكون ديالي .. 
صفية:~ (بتفكير ) امم جاتك .. المهم ماغاديش نتعطل ..

حتى دخلات اميمة .. بقات هي على نفس الوقفة .. كتنفس بهدوء .. عرفاته ما جا ل هنا الا باش يتكلم معها .. وهي فضخم تفكيرها كان وقف قدامها .. 
سعيد:~ كاين مجال نهدرو اليوم .. ولا حتى اليوم عندك الخدمة .. 
نبرته الاخيرة كانت بصوت مرتجف .. فحال اذا باغي يبرر عدم رغبتها انها تهدر معه .. غير بالخدمة .. 
صفية:~(حركات كتفيها) ماعنديش الوقت بزاف ..
كتحاول تكون مسؤلة فخدمتها .. يوقع لي وقع .. هي بدات رحلتها وغاتكمل مشوارها وحتى حاجة ماغادي تمنعها .. 
سعيد:~ (اشار لها لسيارته) اجي .. 
صفية:~لا بغيت غير نتمشاو .. 
حرك راسه بايجاب .. ورجع قرب منها .. فالاول فقط عم عليهم الصمت لفترة طويلة .. حتى حد فيهم ماباغي يهدر .. حتى قررات تفتح مجال للحوار .. 
صفية:~ بغيت دير ليا وراقي كلهم .. 
الهدوء فقط هو لي حاوطهم ملي نطقات بجملتها .. 
سعيد:~ (حرك راسه بايجاب) نبداو فيهم انطلاقا من غدا .. 
فكها تزير .. وتوجسات شوية .. لكن ماعليهش كيبقى باها .. ماعنده مايدير لها .. واذا مشات هي بنيتها حتى هو غايكون ندم .. 
سعيد:~ (غمض عينيه بآلم ) شنو ندير باش تنساي مادرت ف نادية.. 
اسمها خرج من ثغرره بنبرة مهزوزة .. عرفاته شابه الندم .. بحال لي غزا الشيب راسه .. لكن فات الفوت بزاف .. 
صفية:~(ببرود) ماعرفتش .. انا ماعندي حتى علاقة .. (حاول تقوي راسها ) هي الله رحمها .. وانتي ربي يغفر لك .. 
سعيد:~(بأمل) ونتي واش غاتسمحيني .. 
قوست شفتيها بعدم الرغبة .. فحال اذا اتخذت هاد الخطوة وندمات .. مستعدة لكن فنفس الوقت ماباغياش .. او باغيا وفنفس الوقت مامستعداش .. 
صفية:~(بآسف) مانقدرش ننسا هادشي بسهولة .. ولكن غانحاول .. 
قالت مع راسها ان الايام كفيلة باش تنسيها .. والاقدار لي حطاتها هنا الا لحكم عديدة .. وظهور باها احسن من عدمه .. بقات فصمتها .. حتى سمعات صوته كيقطر آسفا..
سعيد:~ غراني المال .. وعماني الانتقام لدرجة كبيرة .. كانت هي باقي فعمر الشباب .. ماعرفتش نتصرف معها .. نهار بعد نهار .. حلفت حتى نخلي عائلتها يركعو تحت رجلي .. بغيت ندخل عليهم الذل والعار .. وكانت هي الحل .. مشات معايا بنيتها .. من بعد مادرت كلشي فحقها .. (سكت مدة كويلة عاد تكلم ) عاودت قلبت عليها مؤخرا .. (مسح عينيه) لقيتها كانت الله يرحمها فدار الحق .. 
عرفت انا لي وصلتها لداك الطريق .. (مسح عينيه مرة اخرى) ماعرفت فين غادي نقلب عليك مرة اخرى .. نتي لي بقيتي ليا فهاد الدنيا .. سمحي ل باك .. غير حاولي .. (شد على قلبه) ماعارف فالعمر شحال بقا .. بغيت نكسب مسامحتك .. 
غمضات عينيها بآلم .. وعاودو دموعها انهمرو فصمت .. مسحاتهم مرة بعد مرة .. لكن الوجع كان اقوى .. ولسان آلمها كان هو العبارات لي كيسقطو صبا على وجنتيها .. 
صفية:~ (عضت على شفتيها) نتا تعديتي عليها.. 
حرك راسه بصمت بذل وخجل .. ماقادرش يعترف بذنبه .. الذنب كان عظيم والخطيئة كانت طفلة .. 
صفية:~(بهدوء) فخبارك حتى اسماعيل كان غايدير معايا نفس الشيء .. كنت غانولي انا هي نادية .. 
شافت داك الدموع لي انهمرو من عينيه بصمت .. داكشي لي دار هو كان غايتخلف فبنته .. الدنيا كفيلة انها ترد الصرف.. 
صفية:~ ولكن هو ماشي فحالك .. هو ماشي فحالكم .. (زيرات على قلبها ) هو وقف معايا هو لي عاود حيا فيا داك الروح لي ماتت .. (اشارت ليه بوجع ) عرفتي باش يخلي صورتك مزيانة فعيني ماقالش ليا تعديتي عليها .. ماقالش ليا الشيء لي عانته عائلته بسببكم ..
تذكرات هاد الكلام فقط قالتو ليها عائشة مؤخرا .. عرفاته غير عن طريق زيدان .. ودبا لقات راسها بدون شعور كلامها كيتوجه ليه .. فحال اذا كتأنبه على خراب علاقتها به .. 
ناضت من بلاصتها ماقدراتش تستمر مازال ..
يديها ولاو كيترعدو .. ووجها رجع شاحب .. 
صفية:~غانمشي دايا ..(مسحات على وجهها) بغيت غدا نبدا وراقي .. ماتخذلنيش لأخير مرة !!

ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﺣﻠﻤﺎ ﻣﻘﺪﺭﺍ ﻟﻪ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻬﻲ ... ﻛﻨﺖ ﻓﺼﻼ ﺟﻤﻴﻼ ﻣﻠﻴﺌﺎ ﺑﺎﻟﻮﻋﻮﺩ ﺍﻟﻜﺎﺫﺑﺔ ... ﻛﻨﺖ ﻛﺘﺎﺑﺎ ﺣﻔﻆ ﻛﻞ ﻣﺎ ﺿﺎﻕ ﺑﻪ ﺻﺪﺭﻱ يوما ... ﻛﻨﺖ ﻋﻄﺮﺍ ﺇﻣﺘﺰﺝ ﺑﻤﺴﺎﻣﻲ ﻭ ﺗﻐﻠﻐﻞ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻕ ﺭﻭﺣﻲ ﻭﺃﻭﺭﺩﺗﻲ...ﻛﻨﺖ ﻟﺤﻨﺎ ﺣﺰﻳﻨﺎ رﺍﻓﻘﻨﻲ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻟﺤﻈﺎﺕ ﺿﻌﻔﻲ ﻭﻗﻮﺗﻲ...ﻛﻨﺖ ﻟﻴﻼ ﻃﻮﻳﻼ ﻣﻈﻠﻤﺎ ﻣﻠﻴﺌﺎ ﺑﺴﻬﺎﺩﻱ ﻭ ﺣﻴﺮﺗﻲ...ﻛﻨﺖ ﺩﻣﻌﺔ ﻭ ﻓﺮﺣﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﻜﺘﻤﻠﺔ ،ﻛﻨﺖ ﺟﺮﺣﺎ ﻭ ﺑﻠﺴﻤﺎ.....ﻟﻘﺪ ﻛﻨﺖ ﻛﻞ ! ﺷﻴﺊ ﻭ ﺍﻷﻥ ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺃﻱ ﺷﻴﺊ !!
____
الأيام كتمر .. بسرعة البرق .. لكن الوقت ثقيل بالنسبة ليه .. الوجع مخلط مع المرارة والفقدان .. عشرين يوم مرت عنده بمثابة السم .. كيفيق باش يعاود يتحرق اليوم بأكمله .. فجحيم شوقه .. الشوق لي اعتبره هاد المرة محرم عليه .. غارق فمعصيته حتى النخاع ..
الخدمة هي كل ما كان كيقضي فيه وقته .. كيقتلها من باله ويقتل راسو معها .. واخر رمق كيسحبو من روحه .. فحال اذا غرق راسه فداك الخدمة .. غاينسى اشتياقه لها .. لي فكل مرة كيزيد يفتك بأوصاله .. فحال شي وحش كيفترسه بدون رحمة ..
زيدان لي جلس معه فنفس المكان .. حتى هو خيبته لا تقل عنه .. بعد المرات كان كيدوز عنده للخدمة .. يدردشو هو وياه ..
زيدان:~ اشنو بان ليك بالليل نمشيو للكلوب ؟
اسماعيل:~(حرك فكه بامتعضاض) باقي مابغا يعفو عليك الله من دوك البلايص ..
كان صوته متهكم .. فحال اذا تغيرات نظرته للحياة .. داك السهير والشراب .. كانو مجرد طيش .. كان كيقتل وجعه بشي مزيف .. بينما الآلم الحقيقي ساكن فأوردته
زيدان:~ مانعررف .. (اضاف بمرح) بغيت ننساو شوية ..
رد راسه اللور .. وحرك عنقه بتعب.
اسماعيل:~(بهدوء) غير سير عندي مايدار .. 
زيدان:~(ضحك باستهزاء) غاتمشي عنددها .. باقي تابعها ..
بريق عينيه العاصف .. اصبح فلون دموي .. والحجر الاسود لي فبؤبؤ مقلتيه .. رشق زيدان بنظرات نارية .. حتى حلقه تشنج .. كان ناقصة غير هاد السؤال .. رجع فحال اذا عايش انفصام .. جزء منه كيتبعها ويرد لها البال النهار كله تقريبا .. وحتى بالليل بعد المرات .. حاول يبعد .. نهار يوماين .. لكن ماقدرش اكثر من ذلك .. نفذات لمسامه وكفى .. حتى داك الخلايا لي كيتجددو فجسده .. كتقتحمهم هي عنوة .. 
اسماعيل:~ (بدون تعبير) دخل سوووق راسك .. 
مسح على وجهه بغضب .. مكشوف لهاد الدرجة .. تابعها فحال ظلها .. هي الوحيدة لي ماقداتش تكتشف هادشي .. 
زيدان:~ كنحس بالتاريخ كيعاود نفسه .. ونتا كتعاود تغرق كثر من الاول .. 
زير على مقلتيه .. كيحس بالنار فقلبه .. كيتحرق على مهل .. هي عايشة حياتها .. صافي لقات استقرارها .. ولي بغات وصلات ليه .. وهو لي باقي فحال شي حمق بلا بها .. سنة تقريبا وهو فنفس الدائرة .. من نهار ظهرات فحياته وهو تابعها بدون جدوى .. وهاد العشرين يوم .. رداته لشهور للوراء.. لكن دابا حدة السم تزاد بجرعة كبيرة ففؤاده .. عشرين يوم وهو بعيد وقريب فنفس الوقت .. كيعبأ قلبه ليوم كامل ويحطم قليلا من شوقه .. ولو غير من بعيد .. لكن شوفتها .. لساعات ماكانتش كافية ابدا.
اسماعيل:~ (ضحك باستهزاء) لا هاد المرة التاريخ مختلف بزاااف .. حيت ماغانعاود نبزز عليها والو .. 
فباله انه حتى فالسنة الماضية .. قبل ماتعرفه .. كان فكل خطوة فحال خيالها .. وحتى دابا .. لكن داك الوقت دخلها بزز منها لحياته .. هاد المرة عطاها الاختيار. 
زيدان:~ الله يصلح
قبل مايكمل جملته .. دخلات عائشة .. القات السلام .. غير شافته ملامحها تغيرو تلقائيا .. ورجع الجمود على وجهها .. 
ناض وقف امام النافذة .. وقلب وجهه .. بدون مايعيرها اي اهتمام .. لكن فداخله كان كيسترق بعض الشوفات .. بدون قصد .. وكيرجع يأنب ضميره .. 
عائشة :~ هادو هما اوراق التحاليل لي طلبتي .. 
اسماعيل:~( حرك راسه) صافي يمكن لك تمشي .. 
كانت محيدة حوايج الخدمة .. واكتفت بملابس الخروج .. حيت وقت عملها انتهى ..
عائشة:~ بسلامة .. 
حرك لها راسه بصمت كان باغي يسولها عليها .. عارف انها هي الوحيدة لي كتمشي ل عندها .. لكن لا يحق له السؤال من بعد ما هي لي اخترت تبعد .. كبريائه وكرامته اعتبرهم اهم .. هي لي قصات هاد الفترة من حياتهم .. حتى باها لي ماخلا مادار فالماضي .. غفرات ليه بهاد السهولة .. لكن هو ؟؟ 
حتى سمع الباب لي تسد من ورائها عاد فاق من سهوته .. وشاف ف زيدان لي كانو عيونه كيحدقو ف طيفها الراحل .. 
اسماعيل:~ (ضحك باستهزاء) حتى انت الله يصلح .. 
شاف ملامحه لي تغيرو اثر خروجها .. فحال اذا داك صاحبه لي عاهده منذ سنوات .. شي حاجة تغيرات فداخله .. داك المرح لي كان على وجهه زال .. حتى هو اصابته نفس اللعنة .. 
اسماعيل:~(اضاف بهدوء) باقي باغي تتزوج بها .. 
زيدان:~(زفر بضيق) شنو الحل ؟
اسماعيل :~ قبل شهور كنت غانقول شدها وتزوج بديلمها بزز منها بغات ولا كرهات .. (زفر بغضب) ولكن ديلمهم من طينة وحدة .. (عاود تنفس بضيق) شحال مابززتي عليهم غايبعدو فالاخير .. 
زيدان:~ (ضحك ) ما هيا على بالي .. المهم غانمشي تهلا .. حتى نعاودو نتلاقاو .. 
بعد خروج .. بقا فمكتبه رد راسه اللور .. مرة اخرى .. كيحاول يبعدها من تفكيره .. بكن بدون نتيجة .. بمثابة سم .. كينخر عظامه .. وذاته .. وجع كيقطعه من الوريد للوريد .. حتى انها هي لي ملأت روحه .. ودابا ملي خرجات بمرة مابقا غير الفراغ .. 
قاوم فترة .. دقائق فقط .. لقا راسه خصه يرجع يشوفها مرة اخرى .. يراقبها من بعيد .. باش يهداو نبضات قلبه .. يعرف مقدار الراحة لي عايشة فيها بعد بعده .. ويتذبح بوحده بسكين الوحدة ..

من بعد ماخرجات من الخدمة .. واحد العقل كان كيقول لها سيري عند صفية .. وعقل آخر .. كان كيقول لها رجعي للدار .. هي عارفة ان صفية كترحب بوجودها فأي وقت .. بالعكس كيعجبها الحال فاش كتمشي عندها .. لكن طاقتها كانت لا تحتمل أي نشاط اخرر .. لكنها غير تحركات بضع خطوات .. سمعات صوته من ورائها .. 
زيدان:~ خصنا نهضرو 
دارت ببطئ لعنده .. مانعرف ملامحه غير مفسرة .. هادشي لي ردات ليه البال من اول نظرة .. 
عائشة:~(بلامبالاة) ماعندناا فاش نهضرو .. 
حسات به زير على معصمها .. وكيحركها برفق .. 
زيدان:~(بعصبية ) ياااكماا كتضني مسووق ليك .. ولا راني محروق عليك ابنت الناس .. 
حركات كتفيها بلامبالاة .. ملي شافت فيه ..ولاحظت سواد عينيه رشقوها بنظرة حادة ..
عائشة:~(باستهزاء) اوا ملي مابقيتيش مسوق ليا .. لاش تابعني مازال اسي ؟
بغات تبعد .. لكن لقاته واقف طريقها .. 
زيدان:~ بغييت نهضرروو .. 
عائشة:~(بعناد) وانا قلت ماعندنا فاش غانهضرو .. 
زيدان:~(حرك فكه بامتعضاض ) ماغاديش نهضرر على موضوعنا وانا مابقيتش من الاساس مسوق ليك .. عندي شي هضرة نتوصليها لداك صاحبتك .. 
وسعات عينيها بصدمة .. غير من كلامه عنده شي موضوع مهم .. لكن استمرت فعنادها .. 
عائشة :~ ما انا لقتيني مسوقة ليك .. ولا غانموت عليك عندك تخليني هاهاها .. 
كان عارف ان فيديه .. خط من خيوط قصة اسماعيل وصفية .. هو بنفسه لي قادر يبوح به .. اسماعيل عمره ماغادي يعترف بشنو دار على قبل صفية من قبل .. ولا يمتن عليها .. غايكون طوى الصفحة بمرة .. كيفما طوى صفحتها من حياته .. لكن هو عارف .. غير من داكشي لي عاود ليه .. عرف شنو دار على قبلها .. 
زيدان:~ سمعي .. ( بغضب) .. ماعرفت الغباء واش فمكم صفة متوراثة .. ولا غير داك صاحبتك .. اخترت الزنقة .. احسن لها .. ونتي كتعاونيها .. فحال اذا راك دايرة شي انجاز عظيم .. 
عائشة :~(بنفاذ صبر) مانسمحش لك .. ونتا شنو دخلك فهادشي .. ممكن نعرف.. (بنرفزة) ولكن انا لي حمارة .. جالسة نتسنط لك ..
صد عائشة بالنسبة ليه كان درس قاسي .. مرة بعد مرة .. وحتى دابا اصطنع اللامبالاة فحالها هي .. ودار راسه مامسوقش لها .. وفالحقيقة كان كيهمه موضوع اسماعيل اكثر .. 
زيدان:~(بجدية) سيري قولي ليها .. راها ضعيااات من حياتها واحد .. عمره تلقا فحاله .. داكشي لي دار اسماعيل على قبلها .. حتى قبل ماتعرفه .. ولو يجي داك باها يعوضها غير جزء منه مايقدرش عليه ..
مسح على وجهه بغضب .. كان عارف راسه كيفضح احد اسرار اسماعيل لي ماقولو غير له .. لكن هو صاحبه وهي صاحبتها يعني عندهم امل يردو الامور لمنصبها .. 
جلب اهتمام بكلمة "قبل ماتعرفه" .. حتى هي كانت كتشوف معاناة صفية .. وربما هاد الكلام لي غايقول حساته انه يقدر يغير من حياتها .. وداك الكبرياء اللعين لي كيمنعها تتصرف وترجع له .. هاد الكلام هو لي غايخنقه .. وغايخلي صفية تطالب برجوعه لحياتها .. 
عائشة:~ شنو دار على قبلها قااااع .. 
زيدان: عارفة شكون خلص عليها المستشفى .. شكون لي اهتم بها قبل ولا ماعارفاش ؟ عارفة شحال تبعها قبل ماتعرفه .. من نهار عرفها واش خلا شي حاجة مادارهاش على قبلها .. حتى من دواها كان كلشي هو لي كيخلصه .. حوايجها .. مكانها فالسبيطار .. حوايجها .. 
عائشة:~(فتحات فمها بصدمة) بصح.. (بفضول) عاود ليا كلشي ..
زيدان:~ ماشي هنا .. اجي معايا .. 
وبدون ماتزيد معه هدرة اخرى .. ركبات معه .. حتى عاود لها كلشي .. ملي كان كيوصلها لدارها .. 
عائشة:~ (بتأثر) واش هو دار هادشي كله ..
زيدان:~(حرك راسه بإيجاب) سيري شرحي لها كلشي .. حتى دير عقلها وتوقف على غبائها .. واخا كنضن الوقت فات عليها بزاف .. (اضاف بعصبية) خرجات ليه على حياته .. 
عائشة:~(حركات راسها بايجاب) خصها تفهم كلشي .. خوذني لعندها .. 
عطاته العنوان وبعد ذلك ساق بصمت .. اما عائشة كانت باقي متأثرة .. وتحت الصدمة .. ولأول مرة اتفقت مع زيدان فأنه صفية خطأت خطأ حياتها بقرار البعد ... اسماعيل كيبغيها بهاد الطريقة .. وهي كتستمر فتعذيبه وتعذيب راسها .. غير باش تبين انها قادرة تستمر بوحدها .. 
_____

كانت اميمة لي مكلفة بالمكتبة .. لي بغا ياخذ شي كتاب .. اما هي باقي جالسة فنفس المكان .. فالمكتبة .. برفقتها .. دايرا السماعات فآذنيها .. غادية مع اللحن لي كيصدح فاذنيها بحزن .. غمضات عينيها كتسمع نبضات الاغنية لي مواتين مع نبض قلبها ..
اليوم فالصباح بدات فالإجرائات مع باها .. باش تصايب وراقيها .. هو لي كان متكلف بكلشي .. هي فقط تابعاه فشنو كايدير .. حتى ملي مشات معه فضلات يشدو طاكسي .. مابغاتش تمشي معه فسيارته .. باقي ماباغياش تختلي به ولو يكون ابوها .. الصمت كان كيغلفهم .. حاول يطرح عليها اسئلة .. تعاود ليه على حياتها كيف دازت فهاد السنوات.. لكن كانت مكتفية فقط تحرك راسها بايجاب او برفض .. حتى للاخير .. سكت وماولاش حكر عليها .. لأنها باش تتطلق معه خصها وقت طويل ..
كانت مازال على نفس الجلسة والتركيز .. ماسمعاتش الخطوات لي دخلو عندها بصمت .. والعيون لي متربصين بها .. كانت مازال مركزة اغنيتها .. ملي حسات بشي يد تحطات على يديها لي فوق الطاولة .. غير رفعات عينيها حيدات الكيت من اذنيها .. وفذات اللحظة سمعات كلمة شي كلمة كتخرج من شفتي مخاطبيها .. 
" توحشتك بزاااف " 

وسعات عينيها بصدمة وذهول .. فحال اذا ضربتيها بشي صقلة .. لقات الحروف التصقو فجوفها .. حلقها ما خرج حتى حرف اخر من فمها.. من غير اسمه ..
صفية:~(بصوت مهزوز ) مروان ..
خضراوتيه حدقو فيها باصرار .. واحد الشوفة فشكل ..
مروان:~(بحزن) ااه مروان اصفية ... باقي عاقلة عليا بعدا .. 
مسحات على وجهها .. وعاودت شافت فيه .. المكر والخداع ظهرو لها على ورقة ملامحه واخا كان كيحاول يكون معها لطيف .. من قبل دابا عاد تأكدات انه لم يكون سوى مسخ مشوه .. واخا يكون جا يعتاذر او يقول كلام اخر ويعمرها بكذوبه ماغاديش تتنسط ليه .. 
صفية:~(بهدوء) خرج من هنا .. 
مروان:~(شاف فيها بحزن) توحشتك بزاف .. 
هاد الاعتراف انتظراته ف زمان قبل شهور ملي كان باقي عقلها فارغ .. وشافت مروان هو فارسها .. هادشي مادار فخلدها لكن دابا نفراته لأقصى درجة .. 
صفية:~ خرج من هنا .. وخرج من حياتي بمرة .. مابقيتش باغياااااك ..(خرجات فيه عينيها) سير بعد علياا .. 
حجر مقلتيها الازرق كان كيحدق فيه باشمئزاز .. دابا عاد بان ليها انه هو السبب فكل ماوقع ليها .. مانعرف كيف قدرات تبني عليه امالها شي نهار .. وهو حياته ايضا كانت مزيفة ..
مروان:~ علاش نتي قاسية هكا بغيت غير نصلح لي فات .. 
صفية:~ نتا تصلح .. هما يصلحو ياك ..(قوست فمها) الحمد الله ملي عرفتي راسك غلطتي بزااااااااف .. وماعندك غير تصلح .. من غير التيساااع .. 
قالت كلامها وهي كتترعد .. بقات ثابتة فبلاصتها وجسمها لصق فالكرسي .. كانت باغيا تلومه .. تغوت .. ولكن واحد فحال مروان .. كانت غاتقتلو ببرود .. حيت اصلا مابقاش كيهمها .. علاش غاتضيع معه وقتها .. 
قلبات وجهها لقات اميمة واقفة من بعيد .. عاطياهم مساحتهم .. باش يهدرو .. 
صفية:~(بالجهد) اميمة .. هاد السيد بغا يشري شي كتاب .. على "الوفاء" واخا تشوفي ليه شي كتاب .. 
حركات راسها باستفزاز .. وعاودت شافت فيه .. 
صفية:~ تفضل تقدر تعطيه ليك هي ا خويا .. وتعلم منه اكثر
قالت كلامها بدون مايرمش لها جفن .. شافته باقي ماتحرك من بلاصته .. فقط لون النعناع لي فعينه هو لي تكلم .. 
مروان:~ علاش مشيتي .. (مسح على وجهه) باش هو احسن مني .. حتى اختاريتي تبقاي معه .. 
ملي قال كلامه الاخير .. جات تقارن .. لقات انه لا مجال للمقارنة بيناتهم .. اذا بغات تشوف اسماعيل مقارنة مع مروان .. الاول هو كلشي بالنسبة ليها اما الثاني ماكيعني لها والو .. الاول هو داك النبض لي بقا كيمشي فعروقها هو الحياة لي ولات ليها من جديد ومروان ماكان سوى محطة فحياتها .. اسماعيل مجرد اسمع كيكفي باش يدغدغ حواسها .. ويخليها فحال الحمقة .. كترجف بوحدها .. اما مروان فقط والو .. كتعتبره بمثابة الشيء لي بدون منفعة فحياتها .. بغا يعطيخا الحياة لكن كان كيدمرها بسهولة .. 
صفية:~(بثبات) عمررك تقارن راسك معه .. عرفتي علااااش ؟؟؟ حيت فايتك بزاااااااف امروان .. 
ووجهك الطيب لي بيتي ليااا .. صدق الف مرة اكفس من وجهه لي اكتشفت اول مرة ..(باستهزاء) مابغيتش نزيد نجرحك اكثر .. 
مابغاتش مازال .. تطيح بكرامته للأرض .. احتراما لداك اللحظات لي خلاها تحس فيهم انها انسانة عن حق ولو يكون داكشي مزيف .. 
مروان:~ انا ندمت بزاف .. ماكانش بخاطري .. كنت كنرد دينه .. 
صفية:~(ضحكات بغبن) الدين .. اينا دين ؟؟ مستقبلك لي ضيعيته بيدك وصلحو فبلاصتك ؟ رد دينه بمرة وحاولوتخرج من حياتنا .. 
فتح فمه بصدمة .. يعني عارفة كلشي .. دائما كان هو صاحب الاخطاء .. بصح اسماعيل صلح حياته .. لكن هو كان فايته فكلشي .. حتى من صفية لي عاملها هو مزيان .. اسماعيل خداها بسهولة
مروان:~ بغيت نسولك لاخير مرة .. شنو لي خلاك تمشي فحال ؟
صفية:~(حركات فمها بامتعضاض) رجع عند خاطيبتك .. نساني .. وخرج من حياتي عارفاك ماكتبغينش .. نتا غير متوهم .. انك قادر تتحداه .. دخلتي مع رقية (حركات فمها بعدم رغبة فالحديث ) اتفقتو ورا ظهري وخربتو حياتي .. كيف ظهرتي فيها .. دابا عيت منك .. 
فخضم هادشي كامل كانت كتشوف راسها تحررات من لعبة الايام .. والقرار اصبح بيديها .. وهاد المرة غاتنبذ مروان حقا من حياتنا .. مابغات حتى صلة بيناتهم .. 
مروان:~(بآسف) كنعتذر لك .. 
ماجاوباتوش فقط اكتفت تهز راسها .. وتقلب وجهها .. بدون اي ردة فعل .. بعد مدة طويلة عاد هدرات ..
صفية:~ اعتذارك غانعتبره اعتذار ملي تخرج من حياتي .. مابقا لك عندي فيها مكان ..
شافته انسحب بصمت والخيبة كانت واضحة على وجهه .. قالت يمكن غايحاول يرجع لعندها ولكن غاتصده باش ما كان .. حتى لو ماكانتش الضرورة .. عمرها ماترجع تتكلم معه .. ولا تعطيه من وقتها .. فقط بغات توضح ليه
اميننة:~(حركاتها برفق) شكون هذا 
صفية:~(فتحات عينيها) هذا كان من الدروس القاسية لي علموني بزاف 
رغم ذلك ماقدراتش تحقد عليها حتى لشي درجة كبيرة .. اصلا ماكيعني الها والو .. عاد عرفات ان حتى داك الحقد اتجاه الاخير .. كيخليك تعطيه قيمة بلا ماتحس.. مروان كان مجرد درس قاسي .. خداتو بدون ارادتها .. تعلمت منه بزاف د الامور .. وان الاوجه البريئة هي منع التيهوديت ... 

هو من بعيد كان مراقب كل شيء .. وصل قبل قليل فقط .. ملي شاف مروان خارج من عندها .. أسوء شعور حس به .. الآلم لي حس به فالمرات الماضية دابا رجع مضاعف .. صافي دغيا استغلو بعده عليها .. 
زير على مقود السيارة .. والعرق كيتصبب منه بسبب الاعصاب ..عرق نافر فعنقه كان كيضرب بجنون.. حتى من عقله مابقاش كيشد الامور بدقة .. كان كينتاظر فقط شي تصرف يثبت صحة افكاره .. مريض .. بلا بها.. لواحد الدرجة لا تصور .. حتى من النعاس مابقاش كيشوفو بلا بها .. وهي دابا على راحتها .. كأنه مكفاهش باها .. دابا مروان داخل فحال السوسة كينخر فحياتهم .. عجبا قادرة تغفر لكل واحد فيهم .. من غيره هو .. 
بدون شعور لقا نار الغيرة كتنهشه من الداخل .. وشعور بداخله .. كان كيقول ليه سير جرها وخوذها هاد المرة عاوتاني بزز .. هي مراتك .. 
لكن فكر مزيان هي ماغاديش تتنازل وهو كبريائه اكثر !! لذلك التزم مكانه وفكل ثانية كيتهدم ويرجع رماد .. 
عينيه جفلو للحظة ملي شافها .. خرجات بدون ماتعير مروان اي اهتمام .. ااه من داك الشعور لي كان كيحس به كله تصبح كماء بارد.. ملي داك الهوا لفح بضع خصلات من شعرها .. غمض عينيه بدون شعور .. 
امرأته .. وهو ماعندهش الحق يقرب منها .. فحال اذا كاينة غير هي .. بحر عينيه تبعها لمدة طويلة .. وكيتمنى الوقت يوقف مرة اخرى .. يروي قليلا من شوقه .. فقط ساعة .. ساعة واحدة تكفيه انه يتحمل ساعة اخرى وهي بعيدة.. وتدوز ليلته بدون اي صراع داخلي .. 
خلاها حتى فاتت بضع خطوات.. وطيفها بدا يتلاشى .. عاد نزل قاصد مروان .. هاد الاخير لي كان غادي فحاله حتى حس بشي يد على كتفه .. رداته اللور حتى اختل توازنه .. 
اسماعيل:~(مغززف) حذرتك وعاود حذرتك ماتقربش من شي حاجة ماشي ديالك .. ولكن نتااا عزيزة عليك الحاجة د غيرك .. 
مروان:~(بذهول) اسماعيل .. 
حل عينيه بصدمة .. لكن قبل مايداري جفوله .. كان اخذ لكمة ففكه بعنف .. 
اسماعيل:~ اااه اسماعيل لديلمك ..( قرب منه شانق عليه ).. بالرررب وباقي تقرررب منها ..
شتم ببذائة .. وزاد زير عليه من الكول د الفميجة ..
مروان:~ (غمض عينيه بلا ما يزيد يحتمي على راسه) سبقتيني فكلشي .. 
اسماعيل:~ (مغزف) غااانقتل طاسيلت بووك .. وباقي نلقااك مرة اخررى هنا .. 
مروان:~ غاننساحب بمرة من حياتكم غير تهنى .. 
الانكسار كان واضح فصوت مروان .. هادشي ماشي برد عصبية اسماعيل بالعكس زاد عصبه .. ااه كانو صاحبو .. هو لي عاونه الحمد .. لكن فالاخير خرج عليه الطريق وبغا يسلبه الشيء الوحيد لي بقا ليه .. داك بصيص الامل لي خرجه من قوقعة الانتقام .. 
اسماعيل:~ هااااااديك مرااااتي اسي لي رااااااك تدوي عليهااااا .. مراااااااتي ..
طلق منه بعنف .. كان باقي مروان باغي يهدر .. لكن ملامح اسماعيل العاصفة ماخلات المجال لا للشرح ولا لشيء اخر .. فقط رحل من تما حامل خيبته وانكساره .. والحفرة لي حفرها فالاول .. طاح فيها وتخنق فالاخير ..
اسماعيل:~(غمض عينيه وزير على يديه) نتا لي ضيعتي كلشي .. (مسح على لحيته باش يتهدن) نتا لي دخلتي معايا فهاد المعمعة وفالاخير لعبتي بذيلك ... 
كان غادي فحاله ملي سمع كلام اسماعيل حس بواحد تأنيب الضمير .. ربما مان خصه يشوف صفية .. باش يقرا فزرقاوتيها انه لا مجال له معها .. اسماعيل لي امتلكها منذ دخوله لحياتها .. سيطر عليها كلها .. 
مروان:~ غلطت بزااااف .. 
مشا بدون مايتلفت لورائه .. مابغاش مازال يخرب داك الصورة دياله فعينيها .. ربما ملي سكت على الحق فالاول .. ظهر لها شيطان اخرس .. لكن الان كان باغي يبقى مرحلة جميلة فحياتها .. 
اما اسماعيل مسح على وجهه بنقاذ صبر .. فكل مرة كيقول غايستبد بها الشوق وغاترجع هي .. لكن كان عارف ان داك الرمق الاخير من كرامتها ماباغياش تتنازل عليهم .. هذا يمكن قرار كان فصالحها بالنسبة ليه .. غاترجع له هاد المرة وهي ما مبزز عليها احد .. غايصبر لايام فقط .. وبعد ذلك يحن الله .. ولي كان مصبره اكثر ان القدر لي جمعهم المرة الاولى .. ماغاديش ييعاود يفرقهم .. 
رجع لسيارته .. يمكن نصف ساعة او اكثر وهو كيعاود يوزن الامور لعقله .. سطاسيونا امام باب العمارة فين ساكنة .. واخا ماغاديش تخرج دابا .. هو حفظ مواقيتها بدقة .. لكن كان كيشوف ان بضع جدران فاصلينهم .. ماشي هما اميال او مترات .. 
ادمانه عليها بهاد السرعة .. كيحاول يتغلب عليه .. كيف ماقطع سيجارته هاد المرة والشراب للأبد .. حلف انه ماباقي يقرب ليهم .. حتى سمع اذان العشاء .. عاد انسحب بصمت لإحدى المساجد .. والمرحلة هذه من حياتهم .. كانت له منفعة اكثر من مضرة .. عاود وازن امور حياته بثبات .. وتأكد الحياة تستسحق تتعاش .. اذا لقيتي معامن وبالطريقة المناسبة.. تعيشها ونتا قريب من الله .. ماشي غارق فالمعصية ..

ﺍﻭﻟﻢ ﺗﺸﺘﻖ ﻟﻲ ..
ﺍﻭﻟﻢ ﺗﺸﺘﻖ ﻟﻀﻤﻲ، ﺍﻥ ﺗﺤﻀﻨﻨﻲ ﻭ ﺍﻧﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺻﺪﺭﻙ .. ﺍﻥ ﺗﺴﺘﻨﺸﻖ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺷﻌﺮﻱ ..ﻣﻠﺊ ﺭﺋﺘﻴﻚ ﻭ ﺗﻐﻤﺾ ﻋﻴﻨﻴﻚ .. ﺍﻥ ﺗﺴﻜﺮﻙ ﺭﺍﺋﺤﺘﻲ.. ﻭﻋﻄﺮ ﺟﺴﻤﻲ ﺍﻭﻟﻢ ﺗﺸﺘﻖ ﻟﺤﺪﻳﺚ ﻋﻴﻮﻧﻨﺎ ﺍﻟﻄﻮﻳﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﺠﻴﺪﻩ ﺟﻴﺪﺍ.. ﺍﻧﺎ ﻭ ﺍﻧﺖ ﺩﻭﻥ ﺳﻮﺍﻧﺎ .. ﺍﻟﻢ ﺗﺤﻦ ﻟﻠﺬﺑﺬﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻬﻮﺍء.. ﺑﻤﺠﺮﺩ ﻭﺟﻮﺩﻧﺎ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ..
اولم تحن بعد !!
____
كانت جالسة معها عائشة فالدار .. من نهار قالت لها كلشي .. وحالتها فتدهور تام .. واخا كتجاهد راسها باش متضعفش ولكن ماقادراش ..الاحساسيس لي كتحس بهم فوق طاقة تحملها .. كغيرزو دواخلها بدون رحمة !! 
عائشة:~(بحنية) مابقيتيش كتاكلي .. 
صفية:~(حركات راسها برفض) مافياش .. (بحزن) معدتي مزيرة .. 
خمسة عشر يوم فاتت مرة اخرى .. خمسطاش اليوم فاتت عليها صعبة .. كانت بمثابة جحيم صامت .. هاد المرة بصح وصلات لأخير مرحلة من ندمها .. من نهار عاودت لها عائشة على كل مادار على قبلها من قبل .. والندم كيتأكلها بشدة .. كل مرة كتستناه يرجع بنفسه .. الحنين لداك اليام كان كيخبرها انه غاتلقاه فشي صباح كينتاظرها .. باغيها تعاود ترجع .. لكن كل صباح كتفيق باش يصفعها الخذلال .. وتذبحها الخيبة بسكين حافي .. 
عائشة:~ كتقتلي راسك بشوية .. سيري عنده .. 
صفية:~(حركات راسها برفض) لو كان مازال باغيني كان غايرجع هو .. 
هي لي اخترت وكان عليها تتحمل نتيجة قراراها .. لأول مرة شافت هاد القرار ماكانش صائب بتاتا .. ومن خمسة عشر يوم .. مايعادل 360 ساعة وهي كتعيش نفس الحالة.. صراع نفسي .. تتنازل وترجع هي لعنده ؟؟ ولا هكذا أحسن ليهم بزوج .. عارفة ان حتى قرار ماساهل فيهم .. لكن اذا كان هذا هو عقابها .. ونتيجة خطأها غاتتحمله بصمت .. 
عائشة:~ فكل علاقة .. خص واحد يتنازل شوية .. واش هادشي كله باقي كيبان لك والو ..
غمضات عينيها بآلم .. اصلا هادشي عمرها توقعاته منه .. جزائه عمرها ترده .. دابا عاد تأكدات انه كان رجل حياتها .. هو لي وقف معها فكل مرحلة فحياتها ولكن هي بغبائها ضيعاته .. 
صفية:~ والله مانرجع .. ومايرجعش هو .. واخا نموووت .. ونتقطع طراف طراف .. 
عائشة:~(بنفاذ صبر) باز اختي على قصوحية قلبك .. عاجبك هاد الموت لي كتحسي به .. 
فهاد الايام كلها كانت كتستناها ترجع لعنده .. تقرر قرارها .. لكن والو .. فحال شي حجرة جامدة .. كتفتت مرة بعد مرة .. 
صفية:~(قوست شفتيها بحزن) ااه تووحشتوو .. وتووحشتووو .. وكنمووت عليه .. وكنمووت بلا به .. ومانرجعش ليه .. والله مانرجع.. اذا مارجعش هو .. 
عائشة:~ نتي ماكتعطيش فرصة لراسك .. دائما كتتسرعي .. خليه حتى يضيع بين يديك .. 
غمضت عينيها بحنق .. اصلا هي دابا وكتحس به ضاع منها .. ماشي باقي عاد غايضيع .. اذا كان حتى هو نفسه فوق نيفه حتى هي غادي دير بالمثل .. وغاتصبر حتى يحن الله .. 
صفية:~(بحزن) لا .. الأمر صعيب .. نموت ومانرجعش بوحدي .. 
عائشة:~(عضت على شفتيها) مابقيت عارفة ماندير معك ..
صفية:~(حركت فكها) دابا شكون خصه يطلب السماحة من الآخر .. 
ضحمات عائشة بالجهد .. حتى تخنقات ..
عائشة :~ شفتي نتي نحلف على مك من كفار قريش .. واش هادشي كله وباقي كتفكري فالاعتذارات .. 
شافت فيها وابتسمت بحزن .. كانت عارفة انها كتفكر فشيء لا محل له من الاعراب .. ولكن كانت كتحاول تلقا شي فكرة تشغلها عليه .. كتبات تفصل وتخيط .. باش فالصباح يتغرز السكين فأحشائها بخيبة امل جديدة .. 
صفية:~ حيت عارفاه ماغاديش يرجع اصلا ..
عائشة:~(فتحات عينيها) باش عرفتي ؟
مسحات على عنقها بغضب .. 
صفية:~ نتي براسك قلتيها .. كان كيجي للخدمة الايام لي فاتو .. يعني ماوقع والو بالنسبة ليه .. كلشي عادي .. (زفرةت بضيق) المهم قلبي الموضوع .. 
بقاو شحال ساكتين حتى عاودت هدرات عائشة .. 
عائشة:~(بخجل) نقول لك واحد الحاجة .. 
صفية:~(بابتسامة طفيفة) داكشي لي فبالي ياك .. زيدان ؟
وسعات عينيها بتعجب .. وشافت فصفية..
عائشة:~ باش عرفتي ..
صفية:~ كانت باينا غير من داك الاتصالات لي كتستقبلي دابا وساعة هههه .. دابا فوقاش العرس .. 
عائشة:~(بخجل) حتى نديرو الخطبة بعداا .. قررت نعطي فرصة لراسي معه .. عندك نندم فالاخير .. 
لأول مرة كتشوف عائشة فحياتها حشمانة .. تفكرات حياتها هي .. حتى زواجها باسماعيل ماكانش على البال وجا مزروب .. لكن قلبه دق من بعد .. واخا هكاك احلى شيء كان فحياتهت .. اكتشفت غلطها حتى فات الفوت .. واخا كل شيء تقريبا تصلح فحياتها .. حتى من علاقتها مع باها بدات كتاخذ منحى جديد .. وأوراقها تقريبا سالاوهم خصها غير تاخذهم .. حتى من العيش بغاها تعيش معه لكنها رفضات .. ونفات الغكرة من بالها .. وقررات انها دير واجبها الأبوي تزوره كل اسبوع .. هادشي لي قدرات عليه .. والله لا يكلف نفسا الا وسعها .. 

مشات للخدمة .. النهار كله وهي ساهية .. حتى رجعات فالعشية .. تعمدات تتأخذ اكثر .. باش غير تجي تتلاح فبلاصتها تنعس .. بلا مايفتك بها الشوق عاوتاني .. ككل ليلة . وتبات سهرانة الليل .. كتداري وجعها .. 
السكات كان مغلف اجواء العمارة .. حتى ملي فتحات باب الشقة .. كان الضو طافي .. كيف خلاته .. والجدران اطبقو عليها بشدة .. وخنقو تنفسها .. غير خطات بضع خطوات للداخل .. حسات بشي يد جراتها للحيط بالجهد .. وريحة عطر قوية زكمات انفها .. وتغلغلات داخلها .. 

غير خطات بضع خطوات للداخل .. حسات بشي يد جراتها للحيط بالجهد .. وريحة عطر قوية زكمات انفها .. وتغلغلات داخلها ..
ريحتو .. ااه .. ريحتو .. تعرفها مابين جموع البشر .. شهقات بعنف .. ملي زاد جرها هاد المرة لعنده ..حسات بقلبها كيرجف .. فحال اذا غاب سنين .. قالت يمكن غير من حر شوقها ليه ولات كتهلووس .. وكتتخايله .. لكن باقي بنفس العنف .. باقي هو نبضها .. باقي قلبها كيخرج من بلاصته كلما فكراته .. ولا سمعات سميته .. واذا شافته خلاص ..
زاد دفعها للحيط .. ماحسات غير بشفيته عانقو شفتيها بتدهور .. كتم تنفسها الصعب .. بتنفسه الاهوج .. لمدة طويلة .. كيرتوي من كرز شفتيها العذب ..
قبلته الشغوفة خلاتها تذوب فبلاصتها .. ولات ماقادراش توقق .. وتفكر مزيان .. ماجات ترد نفسها.. حتى زادت سمعات صوته ضرب فحال الصاعقة فجذران اذنيها .. 
اسماعيل:~(كينهج ) تووحشت دييييلمك .. 
صفية:~(بعدم تصديق) ن .. ن ..نتا .. 
قالت يمكن غير كتحلم فحال عادتها .. لكن كان هو .. كتلة العظلات الضخمة .. زاد كتم عليها بجسمه .. ويديه فخصرها كيزيرها لعنده .. وانفه دفنه فطيات عنقها .. فكل مرة كانت كترد راسها باش تتأكد من وجودها ..
اسماعيل:~(بتعب) عييت بلا بك .. واش مازال مابغا يحن قلبك .. 
مكانتش قادرة تميز صورته مزيان بسبب الظلام لي كاين فالشقة .. من غير الضوء لي ضارب من النافذة .. قدرات تفرز عينيه ... عينيه كانو حكاية اخرى .. لهيب ازرق .. تعبان .. بحر هادئ .. فليلة عاصفة .. داك الشوفة لي توحشاتها .. كانت غاتموت قبل ماتشوفها فعينيه مرة اخرى .. غاتموت بشوقها ليه .. دابا عاد تأكدات انها لهاد الصعلوك وحياتها كلها غاتبقى كتنتامي ليه.. شنو مادار .. كتبقى كتبغيه بجنون .. قدر يتخلل لمسامها .. ويستوطن خلاياها وحدة وحدة .. اذا بعدات عنه يوم آخر مازال غا تبقى فارفة من الداخل ..
عاودت شعرات بثغره سقط على فكها .. كيثبت ملكيته بحرارة ..
اسماعيل:~ توووحشتك .. (غمض عينيه كينهج) منبع صفائي .. (قبل تجويف عنقها بشغف) توووحشتك .. كنموت بلا بك .. 
قبلاته زادو تجرؤ .. على وجهها .. كيتلذذ بداك الطعم البندقي فشعرها .. كيتلذذ بريحتها .. نوع خاص به .. كيسكره .. ويخيله بلا هواه كيترجا قربها .. طعم النبيذ على ثغرها .. لي اصبح محرم يتذوقه لمدة طويلة .. مريض .. مريض .. ودابا اذا بعد دقيقة اخرى كثر .. غاتزهق روحه .. 
ارتخت بتعب ..وزادت زيرات عليه.. حتى هي باغيا هاد القرب .. ارتجف الحجر الازرق فعينيها .. والكلمات تزيرو فحلقها مالقات ماتقول .. من غير داك الفيروز تبلل ببضع قطرات من ماء عينيها .. 
صفية:~ تاا انا .. حتى انا تووحشتك ..
(غمضات عينيها واضافت بلكنتها لي كتهبله ) اسماعيل .. 
زاد كتم تنفسها مرة وزوج وثلاثة بفمه .. وباقي مارتوى .. توحشهااا بزااف .. حتى مابقا للقلب فين يزيد .. دقيقة اخرى .. فقط دقيقة غايموت لو مارجعش لعندها .. وريده تمزق بلا بها .. والشريان تقطع بدون رحمة .. 
اسماعيل:~(ضحك بتعب) مابقيتش قادر نعيش بلا بك .. كتقتليني ونتي بعيدة .. (زير على يديها ودارهم على صدره ) كنموووت بلا بك .. حسي بيا .. (قبل فكها مرة اخرى) منبع صفائي .. 
عضت على شفتيها بعدم تصديق .. خايفة يكون هادشي مجرد وهم .. غير حلم .. طيفه ظهر وغادي يختفي وتبقى بوحدها .. كتفكره .. دارت يديها على ملامحه وجهه الخشنة كتأكد من وجوده .. مررت كفها فوق انفه الحاد .. شفتيه الخشنتين .. فكه لي مزير كيف العادة .. تنفسه كيضرب فوجهها فحال النار ..لهيب ساخن .. كيفرج عليه من اعماقه .. عاودت همسات بخفوت و بعدم تصديق .. 
صفية:~ اسماعيل .. 
اسماعيل:~(بتعب) اسماعيل كايموت بلا بك اصفية .. 
شهقات بخفوت .. وحطات يديها على صدره بخوف .. كتحس بنبضاته.. فحال ديالها .. بزوجهم فصراع مع قلبهم .. شكون يسبق الآخر .. 
صفية:~(بتأنيب) تسنييتك بزاااف .. 
اسماعيل:~ علاااش لديلمك راسك قاصح .. حتى انا ستنيتك بزااااف .. حتى مابقا لي فين نزييييد .. 
ضحكات بخفوت .. وبصدق هاد المرة .. عضت على فمها بعدم تصديق .. باقي مامتيقاش هادشي لي كيوقع .. 
اسماعيل:~(دار اصبعه بين شفتيها ) كتجنيني .. سطيتيني وحمقتيني .. 
زادت تعلقات فيه بدون كلام اخر .. 
صفية:~ كنبغييييك ..(دارت يديها على خده وهبطات وجهها لعندها بصعوبة ) حتى انا كنموووت بلا بك .. 
اسماعيل:~(زير عليهامن خصرها حتى اصبحت صفحة ملامحها مقابلة لوجهه) هاد المرة تمشي معايا بالخاطر .. ولا بزز عاوتاني ؟ 
صفية:~(بخفوت) ماغاديش نمشي ..
اسماعيل:~ (بقا شادها بيد وحدة واليد الاخرى حرر بها شعرها .. كيمرغ فيه انفه) غيرر حاولي .. هاد المرة ماناويش نخلي قطعة مني من ورايا .. نتي مراااتي .. مراتي ديالي .. حبيبتي .. 
صفية:~(همسات فآذنيه بحرارة ) صفية ملك اسماعيل من الاول وغاتبقى دائما ملكه ..
فحال اذا كان خصه غير هاد الجملة باش تزيد على ما به .. 
وتزيد تجننه .. ماحسات غير بيديه زادو تجرؤ اكثر عليها .. حتى هي هي مامانعاتوش .. التريكو لي كانت لابسة طاح فالارض .. وقميصه من ورائه .. وبعد ذلك اكملو ليلتهم بشغف .. كيعوضو كل مافاتهم فالايام السابقة .. 

بعد مرور سبعة اشهر ..

فالصباح .. وقفات قدام المرآة مرة اخرى .. لكن هاد المرة غير كل الايام لي فاتو قبل .. الضحكة لا تفارق ثغرها .. فرق كبير بين الماضي والحاضر .. من داك الليلة لي باقي كتذكرها فحال البارح .. وعلاقتهم فتحسن اكثر .. بعد ذلك رجعات معه بخاطرها .. مابغاتش مازال تقتل راسها ب البعد اكثر .. اصلا ماقادراش .. يكفي لي عاشته بوحدها هاد السنوات كاملين .. ماغاديش تخنق راسها بيديها .. حتى فاش هو لي رجع لعندها .. شكل عندها هادشي فرق كبير .. واخا هي لي مشات .. حسات براسها مرغوبة .. مع شخص كيبغيها صدقا .. ماشي هي بوحدها لي تتنازل .. 
حمرة قانية غزات وجنتيها .. قلبها تسارعو نبضاته .. حتى من الكلام تلعثم فجوفها.. ملي شافته خرج من الحمام .. باقي نفس المشاعر كتنتابها عند وجوده .. كل مرة كيستوطنها اكثرر .. 
صفية:~(قاست كرشها) مابغاتش تكبر .. 
حسات بيديه على كرشها كيدوزها ببطئ فوق قميصها .. ومقربها لعنده .. ظهرها ملاصق له .. 
اسماعيل:~(دار راسها على كتفيها وقبل عنقها ببطئ) طبيعي .. عاد عندك .. شهر وثلاث اسابيع .. 
عضت على شفتيها بتوتر من قربه المهلك .. استنزفها كليا .. وعاد دابا كتحس بهاد النطفة لي فكرشها غاتربطها به للأبد .. ثمرة عشقهم لي تكللات على شكل بذرة صغيرة فأحشائها .. 
صفية:~(بلهفة) بغيتها تكبر دغيا .. 
اسماعيل:~(ضحك بخشونة) حتى انا بغيت نشوف بطبوطتي بالكرش .. 
فرحته كانت اكبرر مما تصورات نهار اكتشف حملها .. هادشي كان فقط قبل اسبوع .. مشاعرها لي غمرها بهم طول هاد المدة .. اهتمامه .. عمرها عامله شي حد بمثل هاد المعاملة .. 
حسات بثغره مازال مستقر فوق كتفيها فوق قماش قميصها .. فحال اذا غير كيشم داك الريحة لي معبقة جسمها .. وكيعاود يحيد عاوتاني يرجع .. ماقادرش يفارق داك الطعم ..كيسكره .. خاص بها هي بوحدها .. 
كلامه دغدغ امومتها بوحشية .. دارت كفها الصغيرة على يديه لي فوق كرشها .. وابتسمت برقة .. 
صفية:~ هنا غادي تكون منال ولا انور .. 
اسماعيل:~(همس فآذنيها) غاتكون منال .. 
وسعات عينيها .. وعينيها اكتسى عليهم بريق بحري زاد كشف زرقة فيروزيتيها .. 
صفية:~(بتسؤل) باش عرفتيها .. 
اسماعيل:~ مجرد حدس ..(بعشق) غاتكون كتشبه ليك .. 
قوست شفتيها .. وعادوت استقرت بنظرها عليه .. وانعكاس صورته المرآة .. عينيه .. فقط عينيه كافين يمليوها تبلع الكلام لي فحلقها وتنصاع ليه .. 
صفية:~ واش غاتبقى تبغيني ديما فحال .. 
هز راسه بشوية .. كيتأمل فيروز عينيها من المرآة بصمت .. رشقها بنظراته لي بوحدها قادرة تفهمها .. 
اسماعيل:~ ديما .. 
ماشي غير كيبغيها شي حاجة اكثر .. هو ماقادرش يبغيها فات هاد المرحلة بكثيرر .. ماجربش حبها .. جرب عذابه .. وارتشف كؤوس الآلم وهو سعيد بذلك .. الشيء لي كان كيمقته لكنه عاجبه ومستحيله في آن واحد ..
صفية:~ وعلاش ماكتقولهاش لي ديما .. 
اكثر حاجة عقداتها هي هاد الكلمة د "كنبغيك" يمكن المرات لي سمعاتها من عنده معدودة .. فقط فالاوقات لي كيبغي .. هادشي ماكيعنيش .. انه ماكتحسش بها من طرفه .. بالعكس كتحس بها فكل ثانية .. فكل جزء منها .. لدرجة ماقادراش تنافس مشاعره الجامحة اتجاهها .. 
اسماعيل:~(دورها لعنده) بغيتك .. وكنبغيك وغانبقى نبغيك .. (هز يديه وحطها جهة صدره) مايحتاحش كل نهار وكل ساعة نقولها لك .. عشقي ليك غايبرهنوه ليك تصرفاتي .. 
ابتسمت بدفئ .. كيعرف يقنعها بكلامه .. واحد فظ وماكايعرفش يعبر على ما ف قبله .. لكن تصرفاته دائما كيبرهنو لها شدة حبه .. شدة تعلقه بها .. غايموت اذا بعدات منه وهي كذلك .. 
صفية:~ غدا غانمشي عند بابا .. 
شافت ملامحه لي تغيرو تدريجيا .. باقي لحد الآن علاقته مع سعيد شبه منقطعة من غير صفية لي كتزوره كل اسبوع .. كياخذها اسماعيل بنفسه ويعاود يردها .. بلا مايتكلم مع باها .. قدر يتجاوز ظلام الماضي لكنه ماقادرش يزيد اكثر .. 
اسماعيل:~(زفر بعمق) ان شاء الله .. 
صفية:~ (قوست شفتيها) باقي ماكتحملش نمشي عنده .. 
صفحة وجهها تغيرات .. باقي لحد الآن ماقادرش يتقبل ان سعيد باها .. كيتعامل مع الامور بمنظور متقدم .. لكن عمره ماغادي ينسا ..
اسماعيل:~(شد وجهها بين يديه ) كيبقى باك .. وانا عمري غادي نمنعك عليه .. 
زادت قربات منه .. حتى عنقاته بدفئ .. كتحس بنبض قلبه جنب اذنيها كيضرب بالجهد .. استحلت التعنيقة حتى فقيها من سهوتها .. 
اسماعيل:~ بقيت هنا ..(شاف ف ساعته) تعطلت على المدمة ..
حركات راسها ب بابتسامة .. حسات بثغره كياخذ رشفة طويلة من كرزيتها .. كعادته قبل نايفارقها النهار بطوله .. لكن بالنسبة له كانت مجرد رشفة صغيرة .. 
كياخذ بها اكسير الحياة .. اذا كان شي نهار كيظن انه حبه ليها غايتوقف كان غالط .. دائما كتزيد تمشي فدمه ..
صفية:~ ماتعطلش .. غادي نتجمعو فالعشية .. 
اسماعيل:~ ان شاء الله .. 
وصلات معه امام الباب بابتسامة .. وبعد ذلك رجعات تكمل شغلها .. حيت فالعشية عرضات على ابراهيم وليلى وحتى رقية وراجلها لي تصلحات علاقتها معهم .. واعتذرت بمرارة .. ندمانة على مادارته .. ماكان عليها سوى تسامحها .. كيبقى الانسان بطبعه كيخطأ..

من مساء نفس اليوم .. 
فات العشاء فأجواء صاخبة .. الضحك والنشاط .. قدرو يجمعو اسرتهم الصغيرة .. من بعد زمان .. كانت حاضرة رقية وعلي راجلها .. ليلى وابراهيم ومولودهم الصغير لي تزاد عندهم قبل شهراين فقط .. حتى عائشة وزيدان كانو متواجدين معهم .. فاي تجمع عائلي كايكونو معهم .. ولاو من العائلة تقريبا .. حتى هما تخبطو .. بقا لهم فقط العرس بعد شهراين ..
تفرقات الجماعة دخلات للبيت حيدات فولاراها .. لي دارته قبل أشهر .. ملي رجعات عند اسماعيل تقريبا .. حتى الصلاة لي ماكانتش كتصليها ولا عمرها عرفات القبلة فين كاينة .. بدات بشوية بشوية حتى ولفات .. واذا ماصلاتش ولات كتحس بشي حاجة ناقصة .. ماشي حيت مجرد فريضة .. حيت قدرو هاد الصلوات الخمس يخليوها تتقرب من الله .. وحبها لاسماعيل وهو ايضا .. كان مبني على الصح لكن بغاو محبتهم تكون متكللة برضى الله عليهم بزوج ..
حسات بيديه جبدها لعنده .. كيغرفها فعناق حاااار .. وقبلة شغوفة .. فحال اذا كيشكرها على وجودها فحياته كل نهار وكل ليلة .. 
اسماعيل:~ (قبل باطن كفها) الطياب كان بنين .. 
ابتسمت برقة اكثر .. ودارت يديها على عنقه .. كتمرغ انفها فالريحة لي ماكانتش كتحملها من قبل لكن دابا كتموت عليها .. 
صفية:~ بصحتك .. 
اسماعيل:~ لبسي حوايجك وأجي معايا .. 
صفية:~(بتساؤل) فين ؟
قبل جبينها ببطئ .. ماقادرش يبعد .. مغناطيس كيجذبه ليها .. 
اسماعيل:~ نخرجو .. 
صفية:~ ولكن الليل ونتا عيان من الخدمة .. 
اسماعيل:~ ماعليهش .. 
ابتسمت بعمق حتى بانو غمازاتها و لون عينيها الازرق برق بفرحة .. لبسات بسرعة فقط عشوائيا .. 
طول الطريق وهو شاد فيديها .. كيهضرو مرة مرة .. شافته كياخذ طريق المستشفى ..حتى وصلو تقريبا لتما.. ووقفو قدام واحد المحل مشدود من برا .. 
صفية:~ (بتساؤل) شنو هذا .. 
اسماعيل:~ شششت .. 
جبد ساروت من جيبه وفتح الباب .. دخلات فالاول باستغراب ودهشة .. دهشتها تحولات لدهشة كبرى .. ملي فتحات عينيها على مكتبة كبيييرة .. فيها العديد من الرفوف فوق كل رف العديد من الكتب .. 
صفية:~ واااااو
اسماعيل:~ عارفك كتقنطي من الدار .. داكشي علاش اختريت لك هادي قريبة ليا للخدمة .. ومن اليوم هي ديالك .. 
شافت فيه بتعجب .. وعينيها كل مرة كيوسعاو بالصدمة .. 
صفية:~ ديالي ؟
حرك راسه بصمت .. قلبه زادو دقاته ملي شاف الفرحة مخلطة مع الدهشة ففيروزيتيها .. 
جرها لواحد الجهة ومد لها المذكرة ديالها القديمة.. لي كانت عندها فالأول ..
اسماعيل:~ اذا بغيتي تضيفي شي حاجة على روايتك من هنا .. 
صفية:~ خديتها مني مدة طويلة .. شحال قلبت عليها ..عرفتها عندك..
اسماعيل:~ (بضحكة) غانعاود ناخذها .. 
صفية:~ اول طبعة غانعطيها لأميمة واعدتها .. 
عضت على فمها بفرحة عارمة .. مشاعر مختلفة اختاجت صدرها .. 
اسماعيل:~(قرب منها حتى حاصرها مع واحد الرف من الكتب وهمس) عارف هادشي قليل .. عارف شحال ماحققت لك من احلامك غايكون والو .. (شد وجهه بين يدها) منبع صفائي .. ماعارفش .. (تنفس بعمق) ماكنعرفش نقول لك الكلام الزوين .. ماغاديش نقول لك كنبغيك كل نهار .. ولكن كنبغيك .. وكنمووت بلا بك .. بغيتك تبقاي حياتك كلها .. كلها معايا.. مراتي .. (قبل باطن كفها ببطئ ) كنعشق وجودك فحياتي ..
ابتسمت ببريق دموع .. والحروف كالعادة خانوها .. 
صفية:~(بتلعثم) انا .. انا .. حتى انا كنموت عليك ...
يالله باقي نفس الرعشة كتنتابه كل ما قالت انها كتبغيه .. كل ما بغاته بقدر ماكيبغيها .. باقي نبضه كيتسارع بشكل عنيف .. باغي فقط يزرعها بين تنفسه .. بين ضلوعه ويشبع منها .. ماقادر يكتفي منها .. 
اسماعيل:~ ماشي وقت الدموع ..(قبل عينيها) .. بغيتك ديما ضاحكة .. 
قبلت عنقه بشغف .. مشاعر ماقادراش تقاومها .. 
غمض عينيه .. ذقنه فوق راسها .. كيستنشق.. بانتشاء من داك الطعم البندقي لي كيضرب فأنفه .. 
رجعها امام وجهه .. كيحقق فعيونها الفيروزية .. سمعات صوته همس جنب اذنيها حتى تنفسها تخنق بهاد المشاعر الضخمة .. كل نهار كيغدق عليها بالمزيد .. 
اسماعيل:~ "عيناك بحر .. وماكان الغريق الا انا "
عناق حار مابين بحور اعينهم تلاه عناق شغوف بين ثغره وثغرها .. كيقبلها بحرارة مهلكة .. يموت وماقادرش يبعد .. حتى ارتوى قليلا.. عاد بعد .. 
زادت عنقاته بعد ذلك .. بحب .. كتدفن وجهها فصدره .. 
وفظل هاد العناق .. وهاد المشاعر اللذيذة .. دازو جميع مراحل حياتها من قدامها .. وبعد ذلك غضمات عينيها بابتسامة واضحة على فمها .. ويديها وراء ظهره .. كتزير عليه كيف كايدير هو .. 
القدر لاقهم بطريقة غريبة .. وجمع بيناتهم فكل صدفة .. بداياتها كانت انتقام وكره وانتهت بعشق لا حدود له .. كل احد من الاشخاص لي ظهرو فحياتها وضعو بصمتهم فحياتها ..
بداية ب مروان لي ماحقداتش عليه فقط اعتبارته مرحلة من حياتها .. علماتها درس قاسي .. اول خذلان وخيبة تعرضات لهم وتذبحات بسكينهم بقسوة... لكن لولاه ماكانتش غاتقدر توصل لاسماعيل .. ماكانتش غاتجرب العشق الحقيقي .. حتى لو بغاها مروان .. فقط كانت غاتبقى معه دوما كتحس بداك المشاعر حب ولم تكن سوى امتنان .. 
على سمعات من عائشة انه فسخ خطوبته وسافر لشي مدينة اخرى يبني حياته ويلملم انكساره من جديد .. 
عائشة ومريم هادو الاخوات لي هداهم لها الزمان الاولى بقات معه للأبد حتى مريم كذلك .. قدر اسماعيل يلقا لها نمرتها حتى تكلمو وبكاو بزوج ملي تذكرو الذكريات وباقين كيستناو امل اللقاء مجددا ..
اميمة وزيدان الاولى عاوناتها باش تستقل فحياتها والثاني بفضله فتحات عينها على الحقيقة .. لذلك حتى هما بصمو فدفتر حياتها .. 
ابوها وامها اكثر اشخاص غلطو فحقها .. لكن لقات راسها فالاخير سامحتهم .. حتى هي واحد النهار غايكونو عندها ولادها .. وتجرب احساس الامومة من جديد .. وعلاقتها مع ابوها كتطور كل نهار على ماقبل .. واخا باقي ماصفات الامور من جهيتها .. بداك الشكل لي باغيا ولكن كتحاول .. وغاتبقى تحاول حتى تنجح ولو بعد سنين .. 
المرض لي نهش صحتها وهي فعمر الزهور .. هو البداية لمرحلة القسوة ونهياته كانت نهاية فصل العذاب .. لكنه كان فقط ابتلاء .. وصبرات فيه حتى دار .. تلاشى كليا فهاد الشهور ماظهرو له حتى اعراض .. العملية كانت ناجحة بنسبة كبيرة .. يعني باقي قدامها الحياة كلها ..
واخيرا اسماعيل هذا لم يكن مجرد شخص عادي .. كان الحياة والنبض المتدفق بين اوردتها .. كان القلب لي ضرب كل دقة .. كان الروح لي عاودت دخلات داخلها من جديد وسكناتها .. امتلكها بأكملها وبرضاها هاد المرة .. 
المجهولة ماكانتش فقط مجهولة هوية .. كانت مجهولة حتى من ناحية المشاعر .. الاحاسيس .. والحنان لي توقات ليهم حياتها كاملة .. لقاتهم فشخص واحد .. ماشي مجرد زوج او مجرد حبيب .. قام بأي دور .. اعتبرته السند .. الامل .. الحياة .. كان لها كل الحياة .. وخلاها تتعرف على طريقها وتعشق وجودها من حديد .. من بعد ماكانت مجهولة فدروب الحياة .. تعرفات على طريقها ببراعة فالنهاية .. والنهاية لم تكن سوى بداية لحياة المجهولة ♡ 

النهاية ❤
تمت والحمد لله ❤

السفالة في القصة
كيفاش يمكن نصنفو هاد القصة؟
  • بدون سفالة
  • القليل من السفالة
  • سفالة مفرطة

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.