مسح دموعها بأصبعوو الإبهام..قرب ليها أكثر وحط نيفوو على نيفهاا وتكلم بهمس رجوولي وهو كايشووف فعيوونها المدمعيين
-دياب:حناا مجرد ناس أريم..أنا ونتي ضعااف وشحال ما مثلنا القوة كايكونو لحظاات اللي كانضعفو فيهوم..ربي كاايمتحناا وكاايبتليناا وحنا خااصنا نجحو فالإمتحااان..ثيقيني أناا كانتكلم من تجربتي الشخصية..المعانااة اللي عشتها ماعشتيه منها ولو النصف..ولو جيت نحسب عدد المرات اللي نجيت من الموت ماغاانقدرش..من تجااربي آمنت بأنو مفاتيح حياتنا ليست بأيدينا..وهاادشي اللي كانعيشووه من أول صرخة وحناا خارجين من رحم أمهاتناا حتى لأخر نفس هو مكتووب ومقدر علينااا..ولكن حنا نقدرو نغيرو من هااد القدر ولو القلييل وبأشياء بسيطة..تخيلي لو أننا ماعتاارفنااش لبعضنا بحبناا وكل وااحد احتاافظ بمشااعرو فدااخلوو كنا ماغاديش نتجمعوو وماغانكوونوش مع بعضنا داباا ولكن حنااا درنا العكس واعتاارفناا..شكون عرف ممكن يكون مقدر علينا عمرناا تجمعوو وحنا غيرنا هادا القدر..فهمتيني همم؟
-ريم:مااشي أنا اللي ختاريت نمثل هااد الدور..الظروف هي اللي فرضاات علياا
حرك دياب راسو بالنفي وقال
-دياب:لااا..عمرك تبرري أفعاالك بالظرووف لأنو كولناا عندناا ظرووف ويمكن أقسى منك حتى..العااهرة كااتبرر أفعاالهاا بالظرووف وبالفقر ومااعرفت شنوو..فحيين لو كاانت قوية هي تقدر توقف فوجه هااد الظرووف كيفماا كانوو وأفضل لييهاا تتسول على أنها تبييع لحمها..هادا مجرد مثاال بااش تفهمي ومااعندو حتى علاقة بييك..مرااتي نقية وطااهرة..وهااد النقااء هو اللي خلاني نبغيها
ابتاسمات ريم لكلامو وقالت
-ريم:كلامك صحيح ولكن..نتاا ماعشتييش اللي عشتوو..ااه عاارفة طبيعة عملك وعارفااك ديما فخطر ولكن..هاديك كاتبقى مهنة وبإراادتك وفأي لحظة تبغي تخرج منها غاتخرج كييفماا درتي دابا..ولكن أنا لاا..أناا الظرووف اللي عايشاهوم ماشي إختيااريين إنماا تفرضوو علياا..
ضحك دياب باستهزااء..صمت لثواني ثم قال وهو كايشوف مباشرة فعينيها
-دياب:هه يااريت كنت نقدر نختاار أي حاجة وقعات فحيااتي..أول حااجة غانختاارها هي أب جيد..أب اللي يخليني نعييش طفوولتي بحال أي طفل عاادي وماايأترش فنفسيتي..أب اللي وأنا جاالس معاه نحس بالأماان وماشي الخوف من أنو يمكن يغتااصبني بوحشية أو يضربني بدوون سبب وفأي لحظة..مااتغركش الضحكة اللي على وجووه النااس حيث ربي اللي عاالم بدااخلهوم وبالعذاب اللي كايعيشوه فكل مرة كايتذكرو هااد اللحظاات التعيسة..بحال دابا تماما..
طووول كلامو وريم كااتشوف فيه بحزن وصدمة..شنو قصد بأنو باباه كان يمكن يغتااصبو؟..وعلى إثر أخر جملة نكق بيها شدات وجهو بين يديها وكأنها كاتحاول تواسيه..قبل بااطن يدهاا وقال
-دياب:خليناا من طفولتناا والماضي لأنو مابقااش كايهمني..اللي كايهمني هو الحااضر والمستقبل ديالنا بجووج..فقط!
هبطاات ريم عينيها للأسفل وقالت
-ريم:فهمني أديااب..حناا مافيدناا والو..أنا طبيبة وعاارفة العلااجات اللي عندي..الشيمي داازت وقتو وداباا ماغاينفعني فواالو..والعملية هه..حتى هي مستحييل تنجح..أنا مانقدرش نتعلق بعملية نسبة نجااحها أقل من 10%
-دياب:نتي طبيبة جرااحة ياك؟
-ريم:ااه..جراحة
-دياب:همم مزيان..وفالمدة اللي نتي خدمتي فيها..ماصاادفتيش شي مرة مرييض فحاالك؟
-ريم:بزااف دالمراات..وغاالبهووم كاايمووتوو..اييه واخا الأطبااء ممتازين ولكن ممكن فأي لحظة توقع جلطة دمااغية أولا سكتة قلبية ولاا حتى ارتفاع فضغط الدم وديك السااعة..
قاطعها دياب وقال
-دياب:نتي قلتي غاالبهوم..وماقلتيش كلهووم..إذاا كاينين نااس اللي تشافااو..علااش نتي كاتشووفي غي اللي ماتو..علاش ماتشووفيش اللي باقي على قيد الحيااة..كوني إيجابية
بقى دياب كاايشووف فيهاا كيفاش كااتكلم..قالت ماتقدرش قالت..يعني كااع هاد الكلام المحفز اللي قال مااقضى والو..جرب معاها القسااوة مااقضااتش ودابا حتى الحناان مااقضى فيها والو..عنيييدة بزاااف..طائرة نورس عاارفة مساارهاا غاادي فاتجاه عمق البحر وبسرعة عاالية..عاارفة رااسها غاتغرق وجنااحيها ماغايفيدوهاش فالتشبت بالحيااة ومواجهة الأمواج العاتية..ورغم ذلك مازاالت مصرة على مساارها وكاتقوول أنو الصح..
قرب ليهاا وشد وجهها بين يدوو..شااف ففمهاا ورجع شااف فعينيها..هبط عينو مرة أخرى لفمها وانقض على شفايفها كاايقبل فيهووم بكل نغم..قبلة عنييفة كااتعبر على مشاااعرو..وشنو عندها ماتدير من غير أنها تتجااوب معااه..ممكن تكون أخر قبلة
بعد من شفاايفهاا ببطء وهو كاايستاامع لصوت أنفااسها المتقطعة..طبيعي مااهو ماخلاهااش تاخد ولو نفس صغيير..عض شفتهاا السفلى حتى تجرحاات..ممكن عقااب ليها..هو هاكدا فكر!
رجع كاايقبل فيهاا مرة أخرى وهو ماشاابعش من شفاايفها الحلوة..وهو كاايمدد يدوو ويبحث على مبتغااه..
بعد مرة أخرى وهو كااايشووف فيها وكيفااش جبينها عليه بعض قطرات العرق..كيفااش غاالقة عينيهاا بجووج وهي مستسلمة كلياا بين يديه..كيفاش صدرهاا كايتحرك صعودا ونزولا وهي كاتبحث على أكسيجين..على عكسو تماماا..ممكن نقولو بطلنا عندو أرقام قياسية فالقبلات وقبلة بحال هادي ماتقدرش تخنقو أكييد..
قرب ليها أكثر وبدا كايحرك أنفوو فووق بشرتهاا ويتكلم بهمس رجوولي خلااهاا تزيد تستسلم وكل مرة كاتفتح عينيها كاتزيد تغلقهووم مرة أخرى
-دياب:حياتي..نتي عارفااني كانبغيك..جربت معاك كولشي ومازال مقصحة راسك..ولكن..حبيبك راسو أقصح من الصخر والعناد هو عنوانو..ماخليتي ليا حتى حل أخر أروحي..
ماخلاش ليها الوقت فاش تقدر تستوعب كلامو وحط مندييل على فمهاا وهو كاايشوفها كيفاش كاتحااول تبعدوو ومراقبها حتى أغمي عليهاا على إثر المخدر اللي شمموو ليهاا..
هبط الكرسي ونعسهاا ودار ليها حزاام السلاامة..هبط لمستواهاا وقال
-دياب:عند باالك عنييدة ألنعجة..أناا أعند منك..
قبل خدها بخفة ورجع تقاد فمكانو..ديماارا الطونووبيل وكسيرا..جبد الهااتف من جيبو ودوز اتصاال..وبعد مدة جااوب
-يزيد:ألوو..شكون معايا؟
-دياب:شكون فنظرك؟
جااوب يزيد بصراخ وقال
-يزيد:الشااااف..هادااا نتاااا..كيف دااير لابااس؟
بعد دياب الهاتف من على وذنو حتى كمل يزيد صراخو وقال
-يزيد:لا لاا..هو خاارج دابا مع خطيبتو..الأحوال بدات كاتحسن وهو بدا كااينسى حبو لروهاان واخا باقي متأثر..و حتى أناا تعرفت على وااحد البنت..ماانعااوش ليك كيف داايرة..
-دياب:ااه بلا مااتعاودلي أحسن..فرحت بزااف اللي بدااو الأموور كايتحسنوو على الأقل ماغاانبقاش نحس بتأنيب الضمير..
-يزيد:ديااب نتا راك مادرتيش اللي تحس بتأنيب الضميير على قبلوو كااع اللي درتيه على قبل خدمتك
قطع مع يزييد وحط تيليفونوو فجيبو وهو مبتااسم.."غي رتاح أخويا"أخر جملة قااالها يزييد ليه..اييه عملوو ماكايربح منو إلا المخااطر والتهدييداات ولكن مانسااوش الناس اللي ربح..وخير مثاال يزيد و أركاان واللي كايعتابرهوم أكثر من إخوتو..وبدون مانسااو روهان وحتى دينيز واللي للأسف هوماا الآن تحت الترااب
شاف فريم كيفاش ناعسة وضحك..لحسن الحظ هو دار احتياطاتو..
بعد معاناة كبيرة قدرات تفتح عينيها..غيووم بيضااء وكبيرة كاتحسهاا كالقطن تماما..شمس مائلة للغرووب وكااتحسسك بهدووء وطمأنينة غريبة..
كااتحس برااحة ونسيم بارد خفييف كاايضرب فوجهها الناعم..واش هادي عي الموت؟..ويااك كايقولو عليا هي أصعب بكثييير..هي الآن مجرد رووح فطريقهاا للسمااء السابعة..إحسااس جميل..تحقق حلمهاا وهي الآن كااتطير كطائرة نورس..ولكن شنوو هااد الشيء اللي كااتحس بييه فووقها..
فااقت من سهوتهاا ودوراات وجهها حتى لمحاات ديااب حااط راسو على كتفها وغااط فنوم عميق..حتى هو جاا معاهاا فرحلتها للموت وماخلاهاش..لهاد الدرجة هو كايبغيها؟
دورات وجهها فالمكاان وماتطلبش منها الأمر الكثيير حتى استنتجات أنها على متن طاائرة..جمعات ابتساامتها ببطء وقالت بهمس
-ريم:إذا أنا باقي حية..
مااعرفاتش تفرح ولا تحزن..تفرح اللي بااقي على قيد الحياة وبجانبها زوجها وحبيبها اللي كاتبغي وقاادرة تمتع عيونهاا بجماالو لدقائق أخرى أو تحزن لأنو بااقي غاتعييش أحزان أخرى ومازال الألم معلق فيهااا ومصر أنو يبقى ملازمها..
ولكن..هي شنو كاتدير فطائرة؟وفينهووم المسافرين لاخرين؟أخر حاجة عااقلة عليهاا قبلة دياب ليهاا..ممكن يكوون كاع هادشي اللي كاتشووف مجرد تأثير لقبلتوو عليها..أو ربما تأثير الورم؟هي الآن فالعالم الواقعي أو أنها غارقة فأحلامها؟
تململ دياب وفاق قاافز وهو كايشووف فيها..بقى هاكداك لمدة حتى قدر يرجع لوعيو..حك عيونو بجووج..تفوه وقال
-دياب:ريم..حيااتي فقتي؟
ابتاسمات ريم وقالت
-ريم:مااعرفتش..واااش أنا دابا فايقة ولا ناعسة..ميتة ولا حية..وااش نتاا ديااب ولا شخص أخر..ماعاارفاش الزمان والمكاان..ماعاارفة والوو..
بقات ريم كااتشوف فيه بدون ماترمش والظاهر كاتفكر فشي حاجة..ولكن شنو هي؟
قرب منها دياب أكثر حتى لاامس شفاايفهاا بحركة دائرية خلاتهاا تغلق عينيهاا من جديد وهي مستسلمة..ابتاسم ابتساامة جانبية..قرب لحدا وذنهاا..قبلهاا بخفة حتى حس بارتعااش فجسمهاا وقاال بهمس رجولي
-دياب:علااش باقي تالفة همم؟فنظرك بحاال هاد المشااعر غايكونو بعد الموت؟
فتحات ريم عيوونها ببطء وبعداات وهي كاتشووف فيه..وكاتشووف فضوء الأشعة البرتقالية اللون على وجهو وعيوونو البنية..وقالت
-ريم:الله أعلم..لكن..لو بقيتي معايا بعد الموت..حتماا غايكونو هاد المشاعر وأكثر
قرب دياب..قبل جبهتهاا بحناان وقال
-دياب:ماغاتسولينيش فين غااديين؟ماغاتغوتييش وتتعصبي لأني جبتك معايا بدون إرادتك
تنهدات ريم بقوة..شدات ذقنو بين يديها وبدات كاتمرر يديها على لحيتوو وقالت
-ريم:شنوو غانستافد إذا غوت وتعصبت..عاارفاك عنييد لدرجة داافع تكاليف غاالية على طائرة خااصة بااش ناخد راحتي فالصرااخ
ضحك دياب وقال
-دياب:الإحتيااط واجب..خصوصا مع نعحة عنييدة فحالك
ابتاسمات ريم لكلامو..حيدات يديها من عليه ورجعات تقاداات فمكاانها وهي كاتشووف فالمنظر أمامهاا..كااتحس بنفسها قريبة بزاااف للشمس..واخخ شحال كاتعشق جو الغرووب وزادت عشقاتو أكثر وأكثر..
بقى دياب كاايشووف فيها وكيفاش مبتاسمة..تكوون استسلماات ببسااطة..هي عاارفة أنهاا غاتمشي للبلاد اللي قاالت مستحيل توضع رجلهاا على أرضها مرة أخرى..عاارفة أنها غاتعاالج بالغصب وواخا هي ماباغاش؟
-ريم:شش..أصلاا أناا مابقاتش عندي ديك الفكرة على تركياا..ديك الوقت نفسيتي كاانت محطمة وكنت كانحس بالغربة..ممكن نتا ماتكونش كاتحس بيها لأنك كل مرة فبلااد وبالنسبة ليك بحال بحال..تركيا بلاد زوينة بزااف وناسها طيبين ومن أيام مراهقتي وأنا كانبغيها..طيور النورس..المسلسلاات والأفلام وحتى الأبطاال ديالهوم خلاوني نعشقهاا
شااف فيها دياب بنظراات بمعنى منيتك..قالت أبطال قاالت
-ريم:اواا نتا قلتي ماكاتبغيش الكذووب أنا قلت غي الحقيقة هه..ولكن ثيقني نتا حسن منهووم كولهووم..مزييج من الجماال المغربي والتركي والمتأثر بالمنااخ الألمااني..أخخخ يااقلبي هه
عنقهاا دياب بقوة لعندو وقال وهو كايضحك
-دياب:ههه هم صبغي فياا صبغي..(جمع ضحكتو بسرعة ورجعو ملامحو باردة من جديد ثم قال)رييم..نتي بصاح مامقلقااش حيث جبتك لتركيا..هادشي ماغايشكل ليك حتى مشكل؟
-ريم:لا لاا..ماغايشكلي حتى مشكل..وحتى إذاا العلااج مانجحش وقدر الله ومت..ماكااين لاش تااخذوو الجثة حتى للمغرب..دفنوني فتركياا..
بعدها دياب من حضنو..شاف فيها بغضب وقال
-دياب:ريييم أش هااد الكلام كاتقولي..راغاانبربقك
-ريم:علاش أنا شنو قلت را الموت عليناا حق والله أعلم شنو غاايوقع من هنا لغداا..
هز دياب جهااز محطوط حداه وطلب الأكل وهو مخنزر..متجااهل كلامها..وااش ماعندها حتى موضووع تتكلم علييه من غير الموت؟ويحك ياا ريم..
جرهاا لعندو وعنقها من جدييد..وعنقاتو هي الأخرى..بااسهاا فوق راسها وقال
-دياب:عارفاني قداش كانبغيك همم؟
ضحكات ريم وسط صدرو وقالت
-ريم:ااه ولكن أنا كانبغييك أكثر
-دياب:Hayer أناا أكثر
-ريم:لاا أناا
-دياب:اييه صافي نتي كثر..عنييدة
جاات مضيفة الطيران وفيديهاا صحن فيه بعض الأكل وحقيبة صغيرة وردية اللون..
شاافتهووم كيفااش معنقين..تنحنحات وقالت
-المضيفة:احمم سيدي..جبت ليك اللي طلبتي
طلع فيها دياب عينو..ابتاسم وقال
-دياب:شكرا..حطييه هناا
هبط عينو كاايشوف فريم..هاد الأخيرة اللي كانت مخرجة عينيها من صدرو وكاتشووف فيهاا..ماباغااش تخرج وجهها أكييد لأنو ماكياجها خاسر
حطات المضييفة اللي جابت فوق الطبلة اللي تماا وهي كاااتحاول ما أمكن تبين مؤهلااتها واللي كانو زاايدين نغزة..لااحظ دياب تصرفااتو وفهمهاا طاايرة..طلعهاا من رجليهاا حتى لرااسها..لقاها كاتشووف فيه وهي مبتااسمة ابتساامة مغرية ومخرجة صدرها..غمزهاا وقال
-ريم:أختي قالك شكراا يالااه خوي أش باقي كاديري هناا
بقات المضيفة كاتشوف فيها وكيفاش الكحل هاابط ليهاا من عينيهاا و العكر خاارج من بلاصتوو..شافت فديااب بحال اللي كاتسنااه يحامي عليها..حرك راسو بمعنى شنو وقال
-دياب:شنوو كاتسنااي قالت ليك سيري يعني سيري..
-المضيفة:اا واخا..سمحولي
-دياب:بسس..أجي لهنا..أجي نقوليك
شاافت فيه كل من المضيفة وحتى ريم باستفهاام..قربات منو المضييفة وهبطات وجهها لمستواه وقالت بميوعة
-المضيفة:نعام أسيديي
-دياب:شنو كاتحاولي تديري؟
شافت فيه باستفهام وقالت
-المضيفة:ماافهمتش..كيفاش؟
-دياب:يعني..كاتحاولي تغري رجل مزوج..عيب والله
شاافت فيها ريم وهي مخرجة عينيهاا وقالت
-ريم:كيفاش تغري..أشمن إغراء
شاف فيها دياب بنظرات بريئة وحرك كتافو ورجع راسو للوراء وهو كايشوف فيهوم بنظرات شيطانية
شافت فيها ريم بغضب وقالت
-ريم:كااتدوريلي برااجلي وتحااولي تغرييه..مااحشمتيش..شنو هاد قلة التربية
مازادتش المضيفة حتى كلمة وخرجاات بسرعة وهي كاتلعن نفسهاا على اللحظة اللي فكرات تدور بديااب..هاداا حمق مافيهااش..وهي اللي قاالت هو غاايتفك من اللي معاه بشي طريقة ويحي كايجري لعندها كيف الكلب..ضااعت حساابااتها معااه وحتى مع مراتو واللي الظااهر كااتعني كلامهاا وتهدييدااتها..
رجعات ريم كااتشوف فدياب بنظراات متوعدة وعلى فمها ابتساامة..وقالت
-ريم:أناا غانقااد وجهي داباا..وفنفس الوقت نتا غاتشرح ليا..واخا أحياتي
تلفتاات وفتحاات الحقيبة الوردية وجبدات منو القطن واللي باغاا وبدات كاتمسح بعصبية على عكس الإبتسامة المرسومة على فمهاا..تلفتات لعندو بسرعة وهي مخرجة عيوونها وقالت
-ريم:كاانتسناااك
بلع دياب ريقو وقال
-دياب:حياتي..حنا عااد مارجعنا تفااهمناا ومابقيناش مخااصمين..مانخلييوش وحدة بحاالهاا تخسر لينا الجو
-دياب:غي قوليلي أناا علاش غااتعجبني هاادي..اذاا كان على الجماال..أوووه والله مابقااش كاايهمني..أصلاا جماال مراتي مكفيني
كانت ريم مازاال على وضعيتهاا وكاتحرك راسها صعودا ونزولا..طل عليها بنصف عينو وقال بتدمر
-دياب:أووه شنوو زعما ماتخلييوش بنادم يضحك شوية ويفوج..أناا كنت بااغي غي نشووف ردة فعلهاا وشنو غااتديير..بغيت نشووفك شنو غااتقولي وواش كاتغيري على رااجلك ولا لاا..بغيت نضحك شوية عييت من جو الدرااماا والكآبة ماامنحقييش..تووبة تووبة
مررات ريم لسانها على شفايفها وبقات صاامتة..
جرها دياب لعندو بقوة حتى جلساات فوق رجلييه..قربهاا ليه أكثر وقال وهو كايشووف فعيوونها بنظراتو المخدرة..هي آخر بطااقة ممكن يخدم أماام خصم قوي فحاال ريم..أنثى غيرانة وياويلك منها!
حيد دياب الشاال بحركة سلسة ودخل يدوو يفتح شعرها ثم قال وهو مدخل وجهو فعنقها وكايقبل فييه قبلاات خفيفة
-دياب:شرحي ليا..
حركات ريم عنقها وهي كاتحس بدغدغاات عليه وقالت وهي مبتاسمة
-ريم:الأنثى فااش كااتعشق الرجل هاادشي كاايعني أنهاا متيمة به..أنها كاتعيش معاه قصة غرام لذيذة..وأنها كاتتمنى عمرهاا تفارقو أبد الدهر..بحالي تماماا..
خرج دياب وجهو من عنقهاا وقبل أنفها بخفة وهو كايمرر يدو على شعرها الناعم..ورجع مرة أخرى لعنقها وبالضبط فعظمة رقبتها البارزة..مكانو المفضل..
كملات ريم كلامهاا وهي سااهية فشعراتو البنية واللي كاايلمعو بسبب أشعة الشمس واللي فطريقها للإختفاء..
-ريم:الأنثى ذات قلب رهيف..تعجب بالرجل رغم قسوته عليها أحيانا!..تعلم أنها إذا وقعت في حبه ستتألم..ومع ذلك تقع!
استنشق دياب الهوااء بقوة وسط عنقها وقاال
-دياب:فعلا قلبك رهييف..أرهف حتى من قلووب الطيوور الصغاار..صدقيني غاانعمل كل جهدي فأني نحمييه ونخليه ينبض..
دخلات ريم أنفها لشعروو واستنشقات هي الأخرى بقوة وقالت
-ريم:فور ما الأنثى كااتعشق..كاتتغير تماما..كايتغير المفهوم دأبسط الأموور عندهاا..الليل..الأغاني..الرقص..الروايات..الشعر..كوولشي
خرج دياب راسو من عنقهاا وبقى كايشووف فيها بنظرة كااتعني "لهاد الدرجة؟"
ابتاسمات ريم ابتسامة جانبية..شدااتو فشعرو بقوة وقالت
-ريم:ااه لهااد الدرجة..ممكن تقوول كانبالغ ولكن..أنا أنثى خااصك تصدقني..ثيقني أكثر بكثييير من اللي يقدر يستوعبوو عقل الرجل..للأسف طاقتكووم الإستيعابية ماتكفيش
قلب دياب عينوو بمعنى عاود ثاني..حتى فهاد اللحظات لازم تمجد فالنسااء أماموو..
-ريم:موااصفااتك مختلفة تماما على اللي كنت واضعة فبالي..كنت كانآمن بالاختلاف وكانقول أنو قدما كاانو الشخصين مختلفين قدما غايزيدو يتفاهمو ولكن لاا..(ضحكات ضحكة خفيفة خلاتو يبقى ساهي فيها وأكملت)الأنثى العاشقة تؤمن بمن اختاره قلبها..وقد تقتل فارس أحلامها ليعيش حبيبها..
لاحظاات ملامحو اللي بدات كااتخسر..هي شنو قصداات بفارس أحلام..يعني هو عمرو كان فارس أحلامها..وياك هو اللي عند بالو كااع البنااات يتمنااو..تكلماات بسرعة وهي كاتحاول تقطع حبل تفكيرو
-ريم:العاشقة مستعدة تضحي بكل ماكااتملك مقابل أنها تعييش مع معشووقهاا..مقاابل قبلة خااطفة..ولمسة خفييفة
ابتاسم دياب وهو نااسي كلامهاا عن فارس الأحلام..واخخ منك يا ريم وكيف قدرتي تنسييه اخخ..
قربهاا ليه أكثر وقبل شفايفهاا بخفة..
حساات ريم بخطواات جاايين لجهتهوم..تلفتات بسرعة حتى بان ليها خياال المضييفة جااي لجهتهووم وانقضت على شفاايفو كاتقبل فيهوم بكل نغم وهي شاادة ذقنو بيدييها الإثنين..
مااتطلبش منو الأمر الكثيير من الوقت مااهو هو الآخر سمع الخطوااات ومن صوت الكعب العاالي قدر يعرف أنها المضييفة دقبييلة..وبداا كايقبل فيهاا هو الآخر بشكل عنييف ولأول مرة تخلى على الحنية معاهاا هي اللي جاات منها البادرة إذن تتحمل العوااقب..هو هاكدا كان كايقوول فباالو..
وقفاات المضييفة كاتشووف فيهوم بصدمة وهي نااسية شنو اللي كانت باغية تقوليهوم..اااه الطائرة غاتهبط هوما خاصهووم يديرو الأحزمة ولكن..فهااد اللحظة هووما أخر همهوم الأحزمة..
شد ديااب شعرها ورجعوو للورااء حتى قدر يشووف المضييفة..ضحك وسط قبلتهووم وهو كايشووف فملامحهاا..شاافت فيه هي الأخرى..غمزهاا وفور ماشاافتوو هرباات بسرعة..داارهاا بيها المرة الأولى وهااد المرة ماغااتدارش بيهاا..هاداا راه شيطاان بصفة إنساان واللي شاافو يقوول ملاااك..
-وردة:اا والو..ماشي شيحاجة هو كاايشكر فيك ديمااا..اا سمحولي..غاانمشي عند الطبيب دماما نسولوو على الحالة دماما..عااد وصلت ولكن مانقدرش نتهاون فأمور فحال هادي ههه..بسلاامة..ديااااب حتى نتلاقااو ونتكلموو فموضووعناا
ابتااسم ديااب ولوح ليهاا بيدو بمعنى بسلاامة..تلفت لعند ريم ولقاها هي الأخرى متبعااها بعينيها..وكااتشووف فلبااسهاا القصيير..واش هادي هي اللي قال همها فحاالة ماماهاا وفدرااستهاا؟..
-دياب:هاادي هي وردة
-ريم:ااه عارفة..عاارفة..زوينة..
-دياب:ااه بصاح..زوينة
رمشات ريم عينيها بعدم صبر وتمشاات وهي مخليااه بحال اللي عارفة فين غادة..وتبعها بسرعة وقال
-دياب:رييم ماتقوليلييش غرتي منهاا..أنا كانقوليهاا ماتديرش معايا هاد الحركاات ولكن هي ماكاتسمعش..نتي أكييد ماغاتغيريش منهاا..هي رااه فعمرها 19 سنة..يعني باقي صغيرة وكانعتابرها كيف ختي..
-ريم:أول مرة تلااقينا كنت أصغر منهاا وعلى حسب كلامك أنا كنت عااجباك!
-دياب:ريييم..أشنوو هاد الكلاام غانرجعوو نعاودو نفس الكلااام
تخطااهوم دياب بجوج مخليهوم يكملو كلامهوم..تسالم مع الطبيب وعلى وجهو ابتساامة وفنفس الوقت ملامح صارمة..جاا لعندو المديير واللي كان شاب وسيم وعنقوو بقوة وهو كايربت على ظهرو
-دياب:خويا عثماان..
-عثمان:ديااب..شنو هااد الغبور..باقي روح المغامرة مابغاتش تموت..مايمكنش تستقر
ضحك دياب وقال
-دياب:هه اييه والله
شااف عثمان فالطبيب وقال
-عثمان:ديااب صديق قدييم..ولكن واخا هاكدااك ماكانتشااوفووش..وحتى فاش كانبفي نتاصل بيه كاايجااوبني المجييب الآلي..مستحيل يبقى فبلاصة وحدة
ضحكو مجموعين..حك ديااب لحيتو..تنحنح وقال
-دياب:اا..نتكلمو على موضوعنا إذا ممكن
-عثمان:ااه تفضل
جلس كل وااحد فيهوم فكرسي..جلسات ريم هي الأخرى بجانبو وبقا يزيد وااقف ومربع يدوو..عمدو فضوول كبيير يعرف السبب اللي خلا ديااب يبحث على الطبيب..هو تعذب فالطرييق..وتعذب حتى قدر يعرف عنواان الطبيب ويقنعو يجي معااه..ومن حقوو يعرف..
شااف دياب بحزم فالطبيب واللي كان فمكتبر العمر وقال وهو مشبك أصابعوو وواضعهوم فوق رجليه
-دياب:احمم..كانظن باغي تعرف السبب اللي خلاني نعيط علييك فهاد الوقت من الليل وخاارج وقت عملك يااك أسيدي؟
-الطبيب:تماماا..
-دياب:مم مزياان..سمعت عليك أنك من هيرة الأطباااء فميداان جراحة الدمااغ وأنوو جميع عمليااتك تكللات بالنجااح
ابتسم الطبيب وقال
-الطبيب:الشكر لله
شاف دياب فريم ورجع شااف فيه
-دياب:هاادي مراتي..وحتى هي طبيبة وكاانظن فنفس المجاال..الجراحة
بقا دياب كايحرك راسوو من ريم للطبيب وهو مافااهمش..الظااهر هاد الجوج دخلو فالجو زياادة..
تنحنح حتى قدر يوقفهوم عن الكلام وقال
-دياب:احمم كانظن تعارفتو على نفووسكووم هاد الكلاام حتى تكلمو عليه من بعد..اﻷهم أسي الطبيب أنوو..ريم..اللي هي مراتي..للأسف عندها ورم خبييث فدماغهاا..وبغيتك نتا تعالجها إذا كان ممكن؟
طلع دياب أكتافوو بمعنى الله أعلم وشااف فريم باش هي تشرح ليه..هاد الأخيرة اللي تنهدات بقوة وبداات كاتشرح ليه فوضعيتها الصحية..الوقت اللي ديااب كاايشوف فيهوم بعدم فهم..ماشي هو فقط إنماا حتى يزييد واللي تصدم بالخبر..
-دياب:ااه مزياان..أناا..غانطول فتركياا شوية..وممكن نجي عندكوم للبادية وندوزو وقت زوين
-يزيد:مرحباا بيك أخوياا..نتا ومراتك وولدك
-دياب:مراتي غاتدير عملية خطييرة واللي صعييب تخرح منها على قيد الحيااة..وولدي بعييد علياا..رااسي غاايطرطق بكثرة التفكيير غاايطرطق..
-يزيد:كولشي غايدوز كيف نتا بااغي إن شاء الله بقاا قوي كيف متعودين علييك وماتنهاازمش..اللي شاافك كاتضحك يقول هادا لاقي كل اللي باغي فحياتو وماعندو أدنى مشكل..
ضحك دياب باستهزاء وقال
-دياب:هه..من وأنا عااقل على نفسي وحيااتي كلها مشااكل..ماكاين مانخبي علييك حيث راك سمعاي بوذنيك حقييقة الوالييد..والعجيب فالأمر أني طوول سنواات عمري وفكااع اللحظاات اللي كاتمر علياا حزينة ولا حتى كانفقد شي شخص..كاانضحك..كانضحك وفنفس الوقت أنا باكي..دموعي ماكااتباانش..ضااغط على نفسي لدرجة كبييرة لدرجة وليت حااس بنفسي غاانفااجر..مااقاادرش نبكي كييف النااس العااديين حييث هاكداا ولفت نفسي وهاكدا ولفووني الناس..تخربقت أيزيد
-يزيد:سواء بكيتي أو لا كاتبقى الشاف ديالنا..وقيمتك كبيرة وغاتبقى كبيرة
ابتاسم ليه دياب وقال
-دياب:مابقيتش الشااف ديالكوم
-يزيد:شنوو كاتقوول نتا كاتبقى الشااف ديالناا..واخاا خرجنا من ديك الخدمة..وقتما احتاجيتينا حنا غانكونو رهن إشارتك..اللي درتيه على قبلناا مااعمرنا ننسااوه..حناا ماشي من خصاايلنا ننكرو الخيير..حنا
بقات مزيرة على عينيهاا من الألم اللي كاتحس بيه فإيديهاا على إثر قبضة دياب القوية..فتحات عينيهاا العسليتين..حركات راسها حتى رجع شعرها البني للورااء وقالت بقوة
شاافت فيه وردة وهي كاتحاول تتحكم فأعصاابها..قال فاعل الخير قاال..مافراسووش باللي دياب هو هاد فاعل الخير المجهوول
تحولو ملامحها من العصبية للحنية..فالأخيير هي راها أمام ضحية من ضحاياها اللي ماكايبخلوش عليها بالهدايا الغالية..
-وردة:سمحلي غوت عليك..أنا خفت يعرف ويفضحنا مع مرااتك..باينة هو صاحبك وأكيد غايكون عاارف ديك ل**** دمراتك
-عثمان:عندك الحق هو كايعرفها..ولكن هو ماشي فضوولي وماكايدخلش راسو فمشاكل الغير
عوج دياب فمو وقال بهمس
-دياب:اييه والله
قربات منو وردة وأحاطت عنقو بيديها وقالت
-وردة:توحشتك..
-عثمان:حتى أنا..
تلفت دياب وكمل طريقو وعلى فمو ضحكة استهزااء..مابغااش يبقى كثر لأنو عارف شنو غايوقع من بعد
عجييب أمر هاد البناات اللي فأول عقبة فحيااتهوم كاايفضلو يبيعو لحمهوم بالرخييص..ماشي كايفضلو الطريق الساهلة لأنو هاد الطريق بحد ذااتها صعيبة..
علااش وردة فور مااخرجاات من المغرب وفور مالقاات حريتهاا دارت اللي فبالهاا ونحاارفات عن الطريق الصحييح..كيفاش كاتهبط من قيمتهاا الأهم عندها تربح فلوس..تشري حواايج وماكياج وتتقلد بالناس الأغنياء..ومن بعد؟
هي شنو ولات؟مجرد مرحااض كايتفرغ فيه المخلفاات دالكبث دذكر وحاشا يكون رجل..الرجل عمرو يفكر يخون مراتو
لا والأكثر كاتلعب على واجهات كثيرة..قالت كاتبغييه..هي راهاا كاتهين الحب وتمس بقييمتوو
حمد الله لأنو لاقاه بوحدة طااهرة ونظيفة بحال ريم..اييه صح هو مادوزش القليل ولو يحصي عدد البنات اللي مرو فحياتو غايتلف..ولكن هو عمرو بزز على شيوحدة ولا استقوى وترجل عليها..عمرو احتقر أنثى كيفما كانت وكايعطي لكل وحدة ظرووف..حتى جات ريم واكتشف أنو الظروف مجرد ستار كايتخباو من وراؤو باش يبررو أفعالهوم الشنيعة..ياك حتى ريم مرات من ظروف قاهرة..علاش هي خدماات وأصراات على تحقييق أحلامها..علاش ماا انحارفااتش لطريق العهر؟
فتح البااب بشوية ووقف كاايشوف فيهوم..أو بالأحرى فيها هي..مالكة قلبو ونورسة عمرو..
كايشووفها كيفاش كاتتكلم وتحرك فيديهاا..كيفاش كاتسمع للطبيب بإنصاات..كيفاش كاتدخل بعض الخصلات من شعرها اللي كايخرجوو بحيااء..جمييلة فكل حالاتها..حتى لو ملامحها بادي عليهوم الحزن..أمنيتوو فهاد اللحظة أنها تتشاافى وترجع ليه..هو غاايهتم بصحتهاا ويرااقب أكلها وكوولشي..غايعتاني بيهاا ويحميها من الهواء..فقط تبقى معااه..مستعد يبيع كل ماكايملك فقط تبقى معاه..حتى أنو مستعد يعطيها من ساعات حياتو..أو ربما يعطيها روحوو ويموت هو بدلها..مجرد أنو يتخيل موتها كايحسسو بارتعااش غرييب فجسدو كولوو..وكايحس بشعر جسموو كايوقف..
لمح يزيد كايلوح ليه من وراءهووم..جاا لجهتوو ووقفو خارج الغرفة..
-يزيد:ولكن علااش..أنا بغيت نبقى معااك..على الأقل حتى تدووز العملية دريم..مايمكنش نخليك بووحدك
طبطب دياب على كتفو وقال
-دياب:ماتخافش علياا أنا قاد براسي ويااك نتا قلتي ماغايكون إلا الخيير..ماكاين لااش نفكرو بسلبية..نتا غاترجع للضيعة عند أركان وأنا غانوصل عليكوم..أنا وريم..وحتى من هنا لداك الوقت قادو أموركووم..وحنا غانجيو نرقصو فعرسكووم..وعد
-دياب:وبلغ سلامي لأركاان..وقوليه مايتقلقش مني حييث ماعيطش علييه..وباللي حتى هو ديما فبالي وعمري نسيتوو..
-يزيد:خوياا..
قاطعو مرة ثانية وقال
-دياب:وو بالنسبة للمشرووع دياالكووم أنا غانفكر معاكووم فشيحااجة تديروهاا وحتى إذا بغيتو أنا نقدر نعاونكوم وماتعتابروهش جميل..فالأخير كانبقى أنا السبب الرئيسي فاستقاالتكووم
-يزيد:دياااب..
قاطعو مرة ثانية وهو كاايجر فيه وقال
-دياب:يزيد..يزيد..يالااه سير..ولا عرفتي شنو..أنا غانضبر ليك فين تباات حتى للصبااح ماتمشييش فهاد الليل..الطريق طويلة ونتا مانااعسش مزياان..وراك عارف الجو كاايتقلب..والسماا مغيمة ممكن تطيح الشتاا..
وقفو يزييد وشد فيدو بقوة وقال بصراخ
-يزيد:ديااب..صافي فهمت أنا غانمشي..(غلق عينو وهو كايحاول يتحكم فأعصابو وأكمل)الشااف..علاش نتا هاكدا؟..علاش ديما كاتفكر فالنااس لاخرين وماكاتفكرش فنفسك؟..حتى لايمتا غاتبقى ضااغط على نفسك؟حتى تمرض بشي مرض لا قدر الله..رخف على نفسك..نتاا راك إنسااان إنسااان..شنو غاتستاافد الا كنتي ديما كاتبان فعينيناا الرجل القوي واللي ماكايتكسرش..وواخا يوقع للي يوقع ويموت اللي يمووت بلاصة ماايبكي كايوااسي فينا ويحاول يضحكناا..خلييك من كلام الناس وعمرك تخبي مشااعرك..عاارفك..مابااغينيش نبقى معاك باش إلا قدر الله وماتت..ماتت ريم بغيتي تعيش الحزن لوحدك وترجع ليناا بوجه ضااحك وبحال اللي ماوااقع والو..
ابتاسم دياب ابتسامة صغيرة وقال
-دياب:هي ماغاتموتش..بسلامة أيزيد
-يزيد:والله أستسلم..أستسلم
ماجااوبووش دياب فقط بقى مكتافي بالإبتساامة..اييه كلام يزيد صحيح..هو كايضغط على نفسو أكثر من اللازم ولكن شنو يدير؟من طفولتو وهو هااكدا..ياماا تضرب وتعنف من الأب ديالو ورغم كوولشي كان كايضحك..هو ماكايديرش هاادشي باش يبان الرجل القوي..لا أبداا..هو عمروو اهتم بكلاام النااس أبداا وعمرو مثل شخصية أخرى باش يعجب الناس..عمرو..
تمشى يزيد بضع خطوات..وقف وداار كايشووف فدياب كيف كان واقف وكايشووف فيه وعلى فمو ابتسامة صغيرة..تنهد بقوة ورجع شعرو المجعد للورااء وقال بصوت عالي
-يزيد:الرجل الحديدي..إلى اللقاء
"الرجل الحديدي" لقب اللي ماعجبووش..وفنظرو ماكايمثلوش أبدا..داار وتوجه لمكتب المديير حتى لمح وردة واللي فور ماشافتو غيرات الإتجاه ورجعاات لفين كانت..ضحك ضحكة جانبية..على الأقل تهديداتو ليها جاو بنتيجة..جمع ابتسامتو بسرعة فور ماتذكر واحد الحااجة..وتمشى بسرعة وهو تابعها..وأكيد حسات بيه ورااءها وبدات هي الأهرى كاتسرع فمشيتها وكل ماكايزيد فسرعتو كاتزيد هي الأخرى تحت نظرات بعض الممرضاات وحتى الأطباء اللي كايشوفو فيهوم بتعجب..هو كان أعند منها وبقى هاكدااك حتى قدر يشدهاا..
-وردة:طلق مني..بعد..شنو بغيتي؟
طلع دياب حواجبو بتعجب..صغر عينو وهو كايشووف فيها..ضحك باستهزاء وهو كايشووف فأحمر شفااهها واللي كان كولو خااسر وخاارج من شفايفهاا
-دياب:ههه ماعطلكش..شحال عطاك؟
-وردة:ونتا مالك..طلق مني..طلق ولا غانغوت ونجمع عليك كااع اللي هنا..طلق
جمع دياب ضحكو وخنزر فيهاا ثم قال تحت أسنانو
-دياب:كاتهدديني ولا شنو؟عند بالك هادشي كايخوفني؟
خاافت من نبرة صوتو وحتى من نظراتو وقالت بصوت منخفض
-وردة:شنو بغيتي مني؟يااك قلتي مابقيتييش باغي تشووفني وذوقتيني من سم لساانك شنو باقي باغي؟
قلب دياب عينو حتى لاحظ بعد الأعين عليهوم..طلق منها وقال وهو كايبتاسم ابتسامة مصطنعة فجههوم
-دياب:دااكشي اللي درتي على قبلي..بغيتك تنساايه..بغيتك تمسحي من ذااكرتك كااع اللي طلبت منك..وتنساي الخدمة اللي درتي..ويااويلك وتنطقي بحرف وااحد قدام شيواحد كيفماا كان..يااويلك من شري..ثيقيني نقدر نمحييك من الوجود وحتى وااحد ماايعرف فيينك..أصلا ماغايحسووش بغيااب وحدة مامنها حتى فايدة العاهراات عطااهوم الله فهاد الزماان..سمعتي كلامي ولا نزيد نوضح؟
-دياب:يالاه غبري من قدامي..سيري كملي اللي بديتي فيه..ااه ماتنسايش..غانبقى مراقبك..
وااقف مرة أخرى بجانب الباب وكايشوف فيها..الأصح كايتأمل فيها وفكل تفصييل صغيير مميزهاا..
ملامحوو حزيينة ومن وجهوو ظااهر الهم اللي حاامل على أكتاافو والخنقة اللي حاس بيها فقلبو..للحظة ندم على تصرفاتو الأخيرة معاها واللي كانت قاسية عليها..هو كانت نيتو إقنعها بالعلااج..
وقف الطبيب من على الفوتوي ووقفات ريم هي الأخرى وعلى فمها ابتساامة..تصاافحوو باليد وقالت
-وردة:شكرا بزااف أسيدي..شرف ليا نتلاقى معاك..دابا ماغايبقاش فيا الحال إذا مت ههه
ضحكة ماخارجااش من القلب أبداا..دياب الوحيد اللي عاارف أنوو هاد الضحكة كانت غاتخرج على هيئة دمعة..ولكن هي ماباغاش تبكي قدام حتى واحد..هي ولات مآمنة بقدرها..وكاتقول اللي فيها الخير هي اللي غااتكون..وإذا ربي بغاها تمووت فهي غاتموت لا محاالة..مايمكنش ليها توقف فوجه القدر..أصلاا مرااات حاولات ودائماا كاتفشل
تلفتات ريم ولمحاات دياب وااقف وكايشوف فيها وهو ساهي..ابتاسمات ليه وابتااسم هو الآخر..وكأنو ماشي هو اللي عاد كان مهمووم..وكأنو دياب آخر مختلف على الأول..
دخل للمكتب وعلى فمو ابتسامة عريضة..وقف بجانب ريم وقال وهو موجه كلامو للطبيب
-دياب:احمم..أكييد غاتكونو تفاهمتوو..
-الطبيب:تماما..السيدة ريم شرحات ليا كولشي بقا ليا غي نتطالع على الملف ديالهاا وندرسو بدقة..وإن شاء الله العملية غاتمر فأحسن حالااتها..
شاف دياب فريم واللي كانت مبتاسمة وقال
-دياب:إن شاء الله..
عند بالو هي متحمسة للعملية..هي بقاات عالقة فكلمة الطبيب"السيدة ريم" واخخخ شحال عجبااتها اخخخ..وهي اللي سنوات وهي كاتسمع لآنسة أجي..آنسة سيري..آنسة ديري..
ضحكات ببلاهة وقالت
-ريم:هيهي..زوجة السيد دياب
تلفتو ليهاا بجووج..الطبيب اللي مافهمش كلامها ودياب اللي فهم وفنفس الوقت مافهمش..هوما دابا كايتكلمو على عمليتهاا واللي مابقااش ليها بزااف..عملية اللي أكثر من 90%غاتخرج منها ميتة..وكاتضحك!والله عجييب!
حسات بشنو قالت..تنحنحاات وقالت
-ريم:احمم..سمحولي..اا..إن شاء الله كيف قلتي..العملية غااتكوون غدا وفالتوقيت اللي كايوالمك ماعنديش مشكل من هاد الناحية
-الطبيب:ميعاادنا غداا..نقادوو الأوراق اللازمة ونديرو اللي عليناا..غاتكون عملية صعييبة وغاانقضيو ساعات كثييرة فغرفة العمليات..يعني لازم عليك تصبر أسيدي
حك دياب لحيتو وهو كايشووف فيه ويسمع لكلامو..تنهد وقال
بعد دياب من عليها وشااف فيها كيفاش غالقة عينيها..كايفرح بزااف فاش كايعرف نفسوو كايأثر فيها لهاد الدرجة..ولو هو من ديما مأثر فالبنات سواء فالقريب أو البعييد..ولكن ريم حالة خااصة..
-دياب:ماغاتغمقيش عليا بهاد الكلاام إذا درتي علاش أنا غانعااقبك..همم ولكن..ماطلبتي غي الموجوود أرووحي
وعااد كان كايقرب ليهاا وباغي يبووسهاا حتى تفتح البااب ودخل عثماان..هاد الأخير اللي وقف مصدووم من المنظر..من ريم اللي كاتدفع فديااب ودياب اللي حلف ماايطلق منهاا حتى يكمل على خااطر خاطرو..
وأخيرا بعد عليها مخليها مهبطة عينيها للأسفل بخجل وكاتقااد شالها اللي خسر..وديااب اللي مرر لسانو على شفايفو وهو كايتذوق عبق ريقها بتلذذ..
-دياب:واخاا..عثمان بسلامة..حتى لغداا..إذا كنتي غاتباات فالداار سلملي على مرااتك..بسلااامة
شااف فيه عثماان باستفهاام وقال
-عثمان:بسلامة..
أحاط دياب خصر ريم وجرها لعندو وتمشااو بجوج مخليين عثماان كايتسااءل لوحدو..هو شنو عناا بإذا كنتي غاتباات فالداار..يكون عرف بوردة؟ولا تكوون هي قاالت ليه؟هو قضى مع وردة الوقت الكاافي اللي يخلييه يعرف مدى خبثهاا ممكن تقتل الواحد وتحضر لجنازتو..لا والأكثر تبكي وتنحط..
خرجو من المستشفى وبعداتو عليها ريم وتمشاات فاتجاه السياارة وهي غضبانة مخلياه كاايضحك..
وقفات قدام السيارة وهي جامعة يديها لعندها..مطلعة حاجبها..وكااتحرك فرجليهاا..فتح ليهاا الباب وبقى واقف حتى جلساات فمكانهاا وقادات حزام السلامة ورجعات ربعات يديها من جديد وغوبشاات..حرك راسو يمين وشمال وهو كاايضحك..غلق عليها باب السيارة وركب هو الآخر..دار شاف فيها وقال
تلفت لعندها دياب..هبط نظاراتو الشمسية حتى شااف فيها من فووقهووم..غمزها وقال
-دياب:هاداا كايسمييوه الإختلااف..يعني بااش نكون مختلف على النااس الآخرين..أصلا نعجة بحاالك ماغاتفهمش فهاادشي..
عوجاات ريم فمهاا ورجعات كاتشووف فالطريق..قاد نظاراتو ورجع كايشوف فالطرييق هو الآخر وعلى فمو ابتسامة جانبية..
قاال إختلااف قال..ماافراسووش باللي هو أصلا مختلف..وباللي تصرفااتو كلهووم وبدون إستثنااء ضرووري ماتكوون عليهوم بصمة إختلاف ولو صغييرة..
رجعاات ريم مرة أخرى كاتحس بالملل..ماااكاتبغييهش يبقى سااكت..ماكرهااتوش يبقى غي يتكلم وهي تكتاافي بالإستمااع والإنصاات..كلاامو حلو ومااكايتشبعش منوو..روحوو المرحة مستحييل مااتحبهاااش..
للحظة سهاات فيه وهي مبتااسمة ابتساامة بلاهة..حك أسفل أنفو بأصبعو السبابة وقال
-دياب:عارف رااسي وسييم..
فاقت من سهوتهاا ورجعات لوضعيتها الأولى..صمتات لمدة ونطقات من جديد
رجعات ريم كاتشووف هي الأخرى فالطرييق وكااتفكر..كااتفكر فالعملية دغذاا واش غاتنجح ولا لاا..وإذا مانجحااتش وغاادراات هاد الحياة..وديااب..وبااسل..لالة نزهة..مروان..إليناا..كريمة..وحتى أشقر وفاتي..هي غااتوحشهووم كولهووم..ولكن وااش بعد مغاادرتها هوما غايبقاو يتذكرووها ولاا حتى هي غااتنسى كيفماا تنسى باباها..ماماها.. خاالها مصطفى..سمية..محمد..حتى دينيز وروهان واللي مامرش على موتهوم الكثيير تنسااو!
بقات كااتدور فعينيهاا وتحااول تمنع الدمووع من الخرووج..هي خاصها تبقى قوية واخا كوولشي..خااصهاا تعييش هااد السااعات بحال اللي هي آخر ساعاات فحياتهاا..وربما هي كذلك!
تلفتاات لعند دياب وقالت بسعاادة مصطنعة
-ريم:اواااا..فين غااادي بياا حبيبيي
شااف فيها ديااب وهو صاامت..نفس الملاامح لكن هاد المرة زايدة تنهييدة خاارجة من أعمااق أعمااق قلبو..عارفها كاتصنع الفرحة..حتى أنو كان ملاحظ عرااكهاا مع دمووعها..ولكن شنوو عندو ماايديير؟
إسود العالم فعينو فور ماشافها كاتوجع..كيفااش مزيرة على راسها بقوة وكاتأن وتنادي باسمو..ربما يقدر ينقذها من هاد الورم الخبييث..واللي اسم على مسمى فعلا خبيث..واختار الوقت المناسب كالعادة باش يفسد لحظات سعادتها القليلة
مافيقوو من سهوتو إلا حركة اللعبة واللي بدات كااتدور..وقف من مكانو وصرخ بقوة
حك دياب لحيتوو بعصبية ورجع كايشووف فيها..شنوو زعما هي كاتستحمل هاد الألم وماكاتشربش الدواا غي حيث ماكايعجبهاش؟طبيبة وماباغاش تشرب الدوا حيث مذاقو خايب!
-دياب:نمشيو لأوطيل؟
طلعات ريم راسها وهبطاتو بمعنى ااه..وعاد كانت غاتوقف حتى لقات نفسها بين يديه..ابتااسمات وسط الألم القليل اللي مازال كاتحس بيه فراسها وحطات راسهاا فووق صدرو..المكان الوحيد اللي كاتحس فيه بتحسن..وحتى كاتنسى ألمها
عااد لقى الجواب على السؤال اللي حيرو قبل قليل..واش هو فعلا بطل كيفما كاتقول ريم؟فنظرو لا..لأنو لو كان فعلا بطل كان غايقدر يتحكم فالمشااعر اللي كايحس بيهوم دابا..وحتى فالدموع اللي زارو عينيه...اييه نعم دموع!
هو ذاق ألم الفراق مرات عديدة ومامستاعدش يجربو مرة أخرى..حتماا غايكوون أقسى
واخخ كم يزيد ألم الفقدان إذا كنت مجحفا في حق الآخر ومقصرا اتجاهه..صحيح هو مغرقهاا فحبوو وحنانو..لكن مازال كايقول مع نفسو..ياريت رجعت وقلبت عليها..ياريت ماتجاهلتش مشاعري..ياريت تجمعناا قبل ماتمر كاع هاد السنوات
فكيف تعيش مع عذاب الضمير؟..حياة أشبه بالموت..
لذلك..عمركووم تآذيو شيواحد..حيث غايجي اليوم اللي تبكيو فيه ندما..أطلقوا العنان لمشاعركم..عبروا عن مدى حبكم لمن تحبون شرط أن يستحق!
الحياة قصيرة فلا تقصروها بالعتاب والفراق..
🌼🌼الفندق..
حط دياب ريم فووق السرير..حيد ليهاا الشال وهبط حيد ليها الحذاء..وقف..شاف فيها..تنهد بقوة ثم قال
-دياب:أنا غانطلب شيحااجة تاكليها
-ريم:قوليهوم يقللو ليا من البهارات..أنا غاندوش..منها بااش نرتااح شوية
-دياب:بلاتي نعاونك
-ريم:لا لاا أنا غانمشي بووحدي
تجاهل دياب كلامها وسندها عليه حتى وصلات للدوش..بغا يدخل معاها ومنعاتو
-ريم:أنا غاندوش لراسي..نتا جبدلي الحوايج من الفاليز..ياك بعدا جلتيلي الحوايج
-دياب:ااه..إذا حتاجيتي شيحاجة عيطيلي واخا؟
ابتاسمات ليه ريم ودخلات مخيلاه واقف وتالف لوحدو..هموم كثيرة تراكمات عليه فوقت واحد!
بعد 10 دقائق..وبعدما عطاها دياب الحوايج..خرجات ريم..توجهات للخزانة بدون ماتكلم..جبدات إيزار ودوراتو عليها..ولبسات حجابها..هزات تيليفون دياب وبحثات على اتجاه القبلة..وقفات فوق السجادة وبدات فإقامة الصلاة..تحت نظرات دياب ليها
-ريم:السلام عليكم..السلام عليكم
علات كفوفها للسماء وبدات كاتدعي خالقها..كاتدعي يسهل ليها فأمورها ويدير اللي فيها الخير..وإذا هو بغاها فل يأخذها..تتضرع خشية ورجاءا..وتسأل الله أن يغفر لحبيبها..عارفة أنه رجل عاص..ماستغفرش من زمان..وأنو خطاياه كثيرة..كااتطلب ربي يطول فعمرهاا حتى يهتدي على يديها أو ربما تتصدق علييه أو تكفل يتيم باسمو من يعلمد!..وحتى إذا ماتت..كااتطلب ربي يثبت قلبوو بعد موتها..
كاايبعدها عن العملية ساعاات..عملية اللي ممكن تخرج منها حية وممكن تخرج وعلى وجهها غطاء أبيض..تخرج عرووسة تتزف لقبرها..حتى وهي فهاد الحاال بدل ماتدعي لنفسها هي كاتدعي لييه
!واخخ واش هادا كولو حب؟..أهكذا تعشق الأنثى؟
🌼🌼الساعة 9 مساءا..
جاالسة فووق سرير أبيض اللون..غرفة بيضااء اللون..هي متعودة على جو المستشفى وحتى راائحة الأدوية وكوولشي..ولكن دابا لا..ماكرهااتش تخرج منوو وماتبقااش جتى ثاانية داخلو..رائحة الأدوية خانقاها..وحتى ضجيج النااس كايضرها فراسها بزااف
وقفااات وهي كاتطل فناافذة الغرفة على الساحة الخارجية للمستشفى..سااحة اللي رغم الجو البارد كانت ملياانة..مرضى اللي حسو بالملل وهوما جالسين وسط ربعة دالجدران..أطبااء وممرضين اللي مرة مرة كايسرقوو بعض الدقاائق يرتااحو من الهرج ويتنفسوو شوية دالهوااء
ماهمووهاش كاع الناس اللي فبرا..كاتقلب عليه هو فقط..أكيد عرفتووه..دياب..ديااب اللي تصرف معاها النهار كولو كأنهاا أميرة..دلعها أكثر من المعتاد..خرجو ودارو..ماسلماتش من دعاباتو..حتى أنها ضحكات حتى سالو عيونها من الدموع..حسات بنفسها ذات حظ اللي رجعات تلاقااتو وعااشو ولو وقت قصير..على الأقل لو ماتت غاتكون جربات شعور الحب..فهماات بزااف دالمفااهيم وصححات العديد منهوم واللي كانت فاهماهوم غلط!
ولكن هو فينوو؟فين مشى وخلاها لوحدهاا؟وعلاش خرج من الغرفة بدون مايعطيها أعذار؟يكون مل منها ومن غيوم الحزن اللي دائما فسماءها..حتى إذا مشى هي عاذراه..حتى هو من حقو يفرح ويسعد فحياتو
رجعات جلسات فوق السرير وهي مربعة رجليها..شاافت فخااتم زواجها اللي فيديها وعلى فمها ابتسامة..قبلاتو بقوة..وهمسات بينها وبين نفسها
-ريم:ختي عافاك بغيت منك طلب صغير..واخا تجيبيلي ورقة بيضاء وقلم
تنهدات الممرضة وقالت
-الممرضة:واخا..تسناي
خرجاات الممرضة مخلية ريم شاردة من جدييد..وكاتشوف فخااتم زوااجهوم
دخلات الممرضة وفيدها قلم وورقة بيضااء..حطاتهوم فوق السرير وتمات خارجة بدون ماتسمع لشكر ريم..تلقى ليها ممرض حدا باب الغرفة وقال
-الممرض:علاش تعطلتي؟كايعيطو عليك فالمستعجلات
جاوباتو الممرضة بتدمر
-الممرضة:بقاو ليها ساعات وتموت وباقي كاتقلب على الوراق..أوف يالاه
غلقات باب الغرفة مخلية ريم واللي بدات كاتلاشى ابتسامتها ببطء..وعلاش ماتحزنش وهي سمعات كلامها..حتى لو تكون كلها إيجاابية مجرد سماع كلام بحال هادا غايخلي نفسيتك تهبط لتحت الصفر..وهي شكون قاليهاا ماغاتسبقهااش؟
طوول الفترة اللي كانت خدامة عمرها قالت كلام بحال هاكدا قدام شي مريض كيفما كان..عمرها تخلات على الإبتسامة أمامهوم حتى وهي غضبانة..لأنها عارفة مدى أهمية بحال هاد الأشياء اللي ممكن يبانو لينا بساط ولكن هوما كايبانو ليهوم أشياء قيمة..محفزة وكاتزيد تشجعك باش تواجه مرضك..خصوصا إذا كان مرض يدعى السرطان
لذا واجب علينا ننتاابهو للكلام اللي كايخرج من فمنا..حتى لو كنا كانخاطبو ناس فصحة جيدة..حتى لو كانو أصدقاء مقربين..ممكن تكون نيتك فقط الضحك لكن بكلامك غاتكون جرحتي قلب شخص آخر وحتى حرمتي عيونو من النوم وحكمتي عليهوم بالبكاء حتى ظهور شمس الصباح..بكلمة بسيطة!
تنفسات بقوة وقالت وهي كاتخاطب نفسها
-ريم:ماغانبكيش..كلامها ماغايأثرش فيا
ابتاسمات من جديد وخدات القلم بين أصابعاها..وبدات كاترسم وتخطط..حتى انهامكات فالرسم ونسات العالم الخارجي..ومافيقها إلا قبلة دياب على خدها
شهقات بقوة وقالت
-ريم:ديااب..حيااتي
عنقااتو بقوة وعنقها هو الآخر وهو متعجب لتصرفها..لهاد الدرجة توحشاتو
-دياب:ريم..صافا؟
طلقات منو ريم ورجعات جلسات فمكانها..شافت فيه بعيونها اللي دمعو من جديد وقالت
-ريم:سووبر
بقى دياب صامت..شنو يصدق..كلامها ولا عيونها؟..شاف فالورقة اللي فوق السرير..خطفها بسرعة وبدا كايشووف فيها بتمعن وعلى فمو ابتسامة
-دياب:طيور النورس..رسمك زوين بزاف
ابتاسمات ريم بخجل وقالت
-ريم:شوية وصاافي..مجرد هواية..عجباتك؟
جلس دياب فوق السرير..شدها من حناكها وقال
-دياب:فنظرك يمكن ماتعجبنيش شيحاجة جااية منك همم؟
عضات ريم شفتها السفلى وقالت
-ريم:اعتاابرها هدية مني ليك..ممكن هادي نهاية قصتنا..عشق النوارس..النهاية..شحال بكيت على القصص اللي نهايتهوم حزينة..ماكنتش كانظن حتى قصتي غاتكون بهاد النهاية
-دياب:رييم
قاطعاتو ريم وقالت
-ريم:شش..عافاك سمعني..إذا مت كلما تذكرتيني قرا مذكراتي..هاكدا غاتعرف شحال كنت كانبغيك..شحال كانبغيك..وشحال غاانبقى نبغيك..
عشق النوارس الجزء 17
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء