الإسلام هو العدل والنور الذي سطع في الارض بعدما عمها الظلام.. هو دين السلام والرحمة.. هو هبة من الله لنا ليرشدنا إلى أنفسنا..
هل سألت نفسك يوما عن معتقدات الديانات الأخرى؟.. إذا لنبدأ رحلتنا مع جويس فتاة نشأت وسط إنعدام الدين.. تحاول شق طريقها باحثة عن خالقها وسط متاهة إختلاف الأديان..
إسلام قلبي ❤️
فتاة تبحث عن دين الحق..
رحلة بين الأديان والمعتقدات..
بقلم: الزهرة السوداء
إلى كل إمرأة تعاني من المجتمع الذكوري.. خانتها الأديان والاعراف.. سوءا كانت عذراء أو أرملة منبوذة أو طفلة حتى أم تخشى على إبنتها.. الذي خلقك في أحسن صورة وجعلك شافعة للأب و متاع للزوج و جنة للأبناء يسر لك الإسلام.. فأسلمي قلبك لأن الرب واحد ودين الحق واحد..
"إنما النساء شقائق الرجال، ما أكرمهن إلا كريم، وما أهانهن إلا لئيم"
اصوات أنفاسها كتعالى ك أن قلبها قريب يخرج من صدرها، كتجري في الظلام ودور تشوف فالفراغ لي كيلاحقها وترجع تجري من جديد، هاربة من العدم و مستمرة في الركض بكل جهدها، وقفت وشافت ف قدميها الحافيتين على الحافة خطوة واحدة وتطيح للاسف المجهول، رجعت شافت من وراها العدم كيقرب منها شوية بشوية باغي ياخدها من نفسها، رفعت نظرها فوق كان ضوء ساطع غمضت عينيها ورخات جسدها مستسلمة لرغبة غريبة بداخلها..
فتحت عينيها وجسدها متصبب بالعرق، تفست وهي سادة عينيها نفس الحلم الغريب لي كيراودها، شافت فساعة مزال الحال ولكن النعاس طار عليها، خدات دوش ولبست عليها و دخلت للمطبخ شعلت موسيقى هادئة وهي كتحضر فطورها، كيف عادتها #جويس كتفطر باس حليب بالشكلا مع خبز توسطت بالمربى..
خرجت بلباسها الرياضي كتركض في شوارع مدينة مدريد الإسبانية وبالضبط في أزقة حي موستوليس، الجو بارد بزااف كتستمد الحرارة من حركات جسدها الرياضي وشعرها البني الفاتح لي مدفي عنقها، كانت نظرات عيونها الصغيرة حادة كتعطي إنطباع انها إمراة قوية، بالفعل هي قوية #جويس فتاة في نهاية العشرينات، شخصيتها قوية لدرجة التسلط..
وصلت للعمارة في مستقرة لقات جارة ليها خارجة من باب العمارة، تبسمت فوجهها بينما #جويس شافت فيه بنظرة دونيا وكملت طريقها وهي كتلعن الساعة لي سكنت فيها جنبها رغم أنها عمرها شركت معها الكلمة من غير الإبتسامة عند كل لقاء، يمكن بسبب "Pañuelo" أو"الغداء لي فوق راسها" كيف سماتو هي ، لأن جارتها كانت مسلمة مرتدية الحجاب و #جويس من يوم وفاة والدها وهي كتبعد على جميع الديانات على راسها "الإسلام"..
فتحت باب شقتها غير دخلت ترمات عليها ألبين حاضناها، دخلتها للمطبخ عطاتها تاكل وجلست جنبها كدوز يديها على راسها، ألبين هي ماشي مجرد كلبة بالنسبة ل #جويس هي مثابة الصديقة كتشارك معها كل شي، خلاتها تاكل على خاطرها وقصدت غرفة لي فآخر الممر فتحتها ودخلت، فتحت الشبابيك و حنات كتجمع قنينات الشراب الفارغة، كان عددها كبير بزاف اكيد الشخص لي تناولها مدمن خمر ، قربت من السرير لي كانت ناعسة فيه إمرأة في الخمسينات ماكتشبهش بزاف ل #جويس و حالتها الصحية متدهورة بسبب الشراب، حيدت ليها الغطا و دوزت يدها على شعرها لي طار نصو من الأمام و تكلمت..
جريس: mamá..
تنفست وهي كتشوف حالة امها فين وصلت من نهار غادرو فرانسا وجاو لإسبانيا سنة 2004..
طبعت قبلة على خدها و عاود تكلمت بقرب أذنها بهمس..
جريس: Despierta mi mamá..
(إستيقظي أمي)..
محولاتها في إيقاض امها فشل مثل كل يوم.. ستسلمت و توجهت للمطبخ من جديد حضرت فطور و حطاتو ليها فوق الطبلة..
توجهت لغرفتها بدلت ملابسها وغادرت البيت ركبت فسيارتها وزادت لمقر صحيفة ABC فين كتخدم..
دخلت هازة أنفها فوق مباشرة لمكتبها، شعلت شاشة الكمبيوتر وبدأت فعملها، #جويس إنسانة منغلقة على نفسها بعض الشيء صعبة الطباع ماشي من الساهل تقنعها أو حتى تكسب رضاها، لهذا السبب كل العاملين في الصحيفة كيشوفها متكبرة ماعدا المديرة لي كانت أستاذتها في كلية الإعلام و عارفة مزيان الضروف لي مرت ومزال كتمر منها..
هزت ملف وزاد غادا في الممر المأدي لمكتب المديرة ، إبتسامتها كانت أول شيء تشوفو وهي كتفتح الباب ،لقات عليها التحية و حطت ليها الملف فوق المكتب و دارت غادا مين جات..
Espera un minuto..
(إنتظري دقيقة)..
صوت المديرة لي خلاها توقف ودور تشوف فيها منتظرة تسمع مزيد من كلامها..
شارت ليها جهة الكرسي و عطاتها ملف، شداتو #جويس كتقرا فيه بسرعة رفعت نظرها وشافت فيها بتساؤل بينما تبسمت ليها المديرة وتكلمت..
لورا(المديرة): Tema interesante .. No es así?...
(موضوع مثير للاهتمام ... أليس كذلك؟ ...)
تنفست #جويس وهي فاهمة الهدف د لورا من عرض الملف عليها ولكن بغات ترفض بطريقة غير مباشرة..
جويس: Todo sobre la religión no es importante para mí..
(كل ما يخص الدين غير مهم بالنسبة لي..)
ردت عليها المديرة بحزم باغا دير النقط فوق الحروف..
لورا: Pero es importante para el periódico..
(لكنه مهم بالنسبة لصحيفة.. )
جويس: Así que deja ir a alguien más..
(إذن ليذهب أحد غيري..)
ناضت لورا وجلست في الكرسي لي مقابل مع #جويس وتكلمت بصوت هادئ وحنين..
لورا: Joyce ... Todos los trabajadores aquí hablan solo español e inglés, pero usted habla cuatro idiomas..
(جويس.. كل العاملين هنا يتكلمون الإسبانية و الإنجليزية فقط لكن انت تكلمين اربع لغات..)
دوزت يدها على ذقنها و غمضت عينيها وساطت وهي كتمتم باللغة العربية " اللعنة" ، رجعت فتحتهم وشافت ف لارا..
جويس: Soy ateo.. Será un artículo fallido..
(أنا ملحذة.. سوف يكون مقال فاشل..)
ناضت غدا بحالها ولورا تبسمت حيت عارفة بينها وبين نفسها أن هذا الرحلة تأثر على #جويس و حتى على مستقبل الصحيفة، حيت #جويس عمرها فشلت فمهمة كيف ما كانت ومقلاتها دائما من بين انجح المقالات فالصحيفة و حتى تقاريرها المنشورين فالفرع الإلكتروني كيحقق إعجاب الرواد والقراء..
دخلت لمكتبها معصبة مابغاش تخوض هذا المغامرة وكأنها خايفة من إحساس داخلها، وفنفس الوقت موضوع زوين على نظرة مختلف الأديان للمرأة و دورها ضمن مجتمعهم، ماقدتش ترفض ماشي خوفا من لورا حيت حتى ولو غادرت الصحيفة بسهولة تلقى عمل فصحيفة أخرى ولكن ردا للمعروف لان لورا وضفتها فالوقت لي كانت عاد تخرجت مزال إسمها مالمع فعالم الإعلام هي في امس الحاجة للعمل عطاتها فرصة وستقبلتها..
فتحت ديك الملف كتقراه بتركيز اكثر، بعدت نظرها وهي كتفكر فالأم ديالها مين تسافر ؟ الحاجة الوحيدة لي كتعرف ديرها هي شرب الخمر، صحيح كانت كتشربو قبل وفاة الأب ديالها ولكن ماكنتش مدمنة بحال دابا، بذلت معها قصى مجهودها بلا فائدة حتى من مصحة علاج الإدمان رفضت تمشي ليها..
جا اليوم الموعود لسفر جمعت #جويس حقيبتها وكل مستلزماتها طبعا مذكرة و الكاميرا لي تاخدهم معها فين ماتنقلت، قصدت غرفة امها فتحت الباب ودخلت كانت جالسة فوق السرير وشادة فيديها قنينة مشروب، قربت منها و هبطت لمستواها وتكلمت وهي كدوز يدها على راسها..
جويس:Mamá .. voy a viajar
(أمي.. أنا سوف أسافر)
ستنات منها تحضنها وتوصيها على نفسها أو حتى تودعها لكن ماريا (الام) بقات ساكتة و ترجف من ديك القنينة بمهل، باستها #جويس بحرارة على جبينها وزادت حاملة معها خيبة الأمل، خطواتها بطيئة مابغاش تبعد على ماماها رابط من الحنان كيشدها لور وخلي خطواتها شبه منعدمة..
حضا موفق.. إبنتي
كان صوت ماريا لي وقف بنتها وخلاها دور تشوف فيها وهي فاتحة لي دراعها بحال الحلم بالنسبة ليها، خطوا واحدة كانت ف احضان امها مدخلة راسها وسط صدرها، هذا الحضن لي توحشاتو حرمها منو الخمر لي خدا منها ماتبقى من إنفجارات الإرهابية لي سحقت جسد والدها..
جويس: احبك امي..
ردت عليها باللغة العربية كيف نطقت ماماها، ناضت مبعدة منها قبل مايمنعها الحنين من الرحيل ، جرت حقيبتها وزادت غادا وهي كتمسح دموعها كملت درجات السلم وهي تتصادف مع جارتها #المسلمة، عقدت حواجبها وشافت فيها بنظرة كره انها السبب فتعاستها بينما الأخرى بادرت بإبتسامة كيف ديما الشي لي خلاها تخرج على طوعها..
نطقت باللغة العربية باش تضمنها انها تفهمها بصوت قاصي..
جويس: أكرهكم.. أكرهكم كلكم مجرمين وقتلى..
رفعت صبعها فوجهها وكملت كلامها بتهديد..
جويس: لا داعي لتلك الابتسامة مزيفة فأنا لا اطيقها.. اتمنى عدم رايتك مرة أخرى هنا عند عودتي.. إرحلي أو سأرحل أنا..
جرت ديك الحقيبة وزادت قبل ماتسد الباب شافت فيها نظرة أخيرة وهي كتشوف الدموع فعينيها، فلحضة وقفت كتاملها فتاة بملامح بريئة ولكن هي وسط -زي إرهابي- كيف سماتو هي، فعز تدقيقها فتفاصيلها تمتمت ليها الجارة بكلمات عمر إذن #جويس تقد تنساهم..
"يارب اسلم قلبها كما أسلمت قلبي"...
كتأمل الارض وهما كيبعدو شوية بشوية، هي داخل الطائرة ولكن تفكيرها مزال مع كلمات جارتها ، حاولت تركز فلي غادا ديرو وتنسا كلام بلا معنى تقال من إنسانة مستحيل تكن ليها غير الكره والحقد..
جبدت مذكرتها كدون بعض الأمور البسيطة لي كتعرفها على اول دول تبدى منها رحلتها لي هي الهند..
(بلد يقع في جنوب آسيا سابعة عالميا من ناحية المساحة والثانية من حسب عدد السكان، يوجد به مايقارب 180 ديانة من ابرزهم الهندوسية والإسلام و المسيحية والسيخية والبوذية، الهندوسية اكثر إنتشارا..)
دارت خطين تحت الهندوسية ورفعت راسها كتفكر شي ثاني لي كتعرفو أو قدت تعرفوا على هذا البلد، شدت قلمها من جديد كدون معلومات عابرة..
(ترتدي المرأة الهندية لباس خاص من الحرير يسمى الساري وتتميز بلون بشرة أسمر جميل وشعر أسود حريري وتمتاز المرأة المتزوجة عن العزباء بصبغة حمراء في مقدمة الرأس..)
سدت مذكرتها على إثر صوت المضيفة كتعلن على إنتهاء الرحلة و وصول الطائرة للأراضي الهندية..
خرجت من المطار كتلفت يمين وشمال وهي كتسمع لغة الناس وتأمل لباسهم، تفكرت كلام المديرة على شخص لي غادي رافقها فالرحلة، جبدت المعلومات عليه لي مزال ماقراتها وحتى صورتو ماشفتهاش، كتبحث ضمن امتعتها لاعنة أعصابها لي مخلوهاش تفكر حجة مهمة بحال هذي، بعدت على جنب و خوات ديك الحقيبة كلها تقريبا كتبحث بعصبية..
"Señorita joyce... آنسة جويس .."
طلعت نظرها بشوية تاركة لي كان فيديها ودارت جهة مصدر الصوت لي ناداها بإسمها وبلغتين، كان واقف خلفها ببضع خطوات شاب بشوش بملامح عربية نوعا ما، جامع يديه ونظراتو ليها متفرقة كيشوف فأماكن مختلفة بنظرة خجولة مابغيش يركز فيها، بمجرد ما شافت فيه زرب عليها ونطق..
"حسب علمي انت تجدين اللغة العربية"
ردت عليه #جويس بحركة موافقة براسها وهي مبتسمة حيت عرفت أنه هو لي رافقها فرحلتها و لقاتو بلا عناء، بينما هو كمل كلامو..
"أنا #إسماعيل الصحفي الذي سوف يرافقك في جولتك "
غير سمعت سميتو تحولت إبتسامتها غوبشت فيه وجمعت يدها لي كانت باغا تمدها ليه باش تسلم عليه وحنات كتجمع حقيبتها وهي كتلعن هذا الرحلة ولورا لي مسايفطها مع واحد إرهابي على حسب قولها، دارت بسرعة تعطيه شي إهانة ضنا منها أنه يكون كيتأمل جسدها ولكن لقات العكس ، #إسماعيل كان واقف عاطيها بالظهر حتى حس بحركتها عاد دار بهدوء بلما يشوف فيها تكلم وهو كيهز حقيبتها ..
إسماعيل: دعيني أحملها عنك
زاد لسيارة الأجرة وهي من وراه كتحاول تهدن اعصابها، ركب في المقد الأمامي مخلي ليها الخلف بوحدها، تحرت السيارة وهي كتراقب شوارع مدينة مومباي بينما #إسماعيل كيتحدث مع السائق بالهندية وهي كتسمع ولكن مافهمت والو..
وقفت سيارة الأجرة قدام فندق 3 نجوم في وسط المدينة..
تشكر #إسماعيل سائق بعدما عطاه اجرو مين تلفت لقاها وصلت للداخل الفندق ، ربع يديه وتنفس بإبتسامة وهو كيحرك راسو بلا حول ولا قوة إلا بالله، #إسماعيل عارف نبذة عن طباعها وإختيارو كمرافق ليها مجاش عن فراغ حيت هو إنسان هادئ مبتسم على طول عندو تيسع خاطر و كيحكم عقلو في صغيرة قبل الكبيرة..
تبعها بخطوات سريعة كان واقف قدامها، شافت فيه بالجنب و تكلمت..
جويس: إذهب أنا ليس بحاجة لك..
كانت هذي اول مرة تخاطبو ويسمع فيها صوتها، قبل مايجاوبها كانت واقفة قدام الإستقبال كدوي مع البنت لي تما بالإنجليزية..
جويس: Room for one person please
غرفة لشخص واحد من فضلك...
الموضفة: Sorry all rooms are booked
آسفة كل الغرف محجوزة ...
حنات #جويس تهز أمتعتها إستعدادا للإنصراف وهي كتلعن وتعض شفايفها بغضب، سمعت صوت ماشي غريب عليها كيتكلم مع الموضفة بالهندية، فعلا كان صوت #إسماعيل ، هزت راسها فيه هي تشوف الموضفة كتعطيه مفاتح لغرفة وهو بدرو مادهم ليها، شافت #جويس فيه وفالمفاتح وتكلم بكل صخرية وعجرفة..
جويس: ما أحقركم!.. الرشوة ليس بالشيء الغريب بالنسبة لأتباع دين يقتل ويدمر بلا رحمة
شاف فيها #إسماعيل ورجع حنا عينو وحط ليها مفاتح فوق طاولة الإستقبال وتكلم بكل هدوء..
إسماعيل: غدا صباحا سوف نبدأ رحلتنا في أمان الله..
زاد بحالو مخليها من وراه كتغلي ، لي زاد عصبها هي ردة فعلو الباردة، دارت عند موظفة الإستقبال لي عتاذرت ليها على خطئ وأنها ماكنتش عارفة بلي موجود حجز بإسمها، إستغراب #جويس ماكنش بخصوص الحجز ولكن كان بسبب سكوت #إسماعيل على حقو رغم إهانتها ليه ولدينو ، كان بإمكانو يبين أنه بريئ من تهمة الرشوة و حطم بغرورها ولكن سكت وفضل ينسحب بهدوء..
واش تصرف إسماعيل صح فنظركم؟ وجويس ممكن تتقبل يرافقها صحفي مسلم ؟
دخلت للغرفة في الفندق اول شي دارتو طمنت على ماماها في إتصال هاتفي مع مذبرة البيت وكلات شوية وستسلمت لنوم إستعداد لرحلة الغد المجهولة..
فتحت عينيها مع أولى إشرقات الشمس طلت النافذة كتأمل منظر الشارع العامر بالناس ، نافذة غرفتها كانت على الباب الرئيسي للفندق ، مشات نظراتها لسيارة الأجرة لي وقفت بعيدة ببضع خطوات من باب الفندق ونزل منها شاب ماحتجتش بزاف دالوقت باش تتأكد أنه هو نفسو إسماعيل لي تبسم لسائق وشاف فساعتو قبل ما يدخل للفندق ، جلست بعض دقائق كتنتاضر قدومو عندها للغرفة لكن ماجاش ، تبسمت بحيلة ودخلت للدوش واخدا راحتها كتحاول قدر الإمكان تخليه ينتاضر كبر مدة ممكنة باش تثير غضبو، طلبت فطورها للغرفة كتاكل بالمهل وهي كطالع على آخر أخبار المنزلة في الفرع الإلكتروني من الصحيفة، فاتت تقريبا ساعة حتى ملت عاد جرت حقيبتها و هبطت وهي شبه متأكدة انها ماتلقاهش..
تلفتت يمين وشمال في قاعة الإنتظار مابانش ليها تبسمت وجبدت تلفونها تتاصل بلورا تشوف ليها مرافق ثاني ، في عز فرحتها سمعت صوت من وراها فزعها..
إسماعيل: آنستي.. هي لنذهب قبل أن يفوتنا موعد الطائرة..
خرجت فيه عينيه بينما هو هز حقيبتها وزاد مخليها مستغربة من الصبر لي عندو..
جلست فمقعدها داخل الطائرة كتراقب مدينة مومباي وهما كيبعدو، شافت فإسماعيل لي جالس جنبها كان شاد قلم و كيسجل بعض الملاحظات ، تاملت منظرو الهادئ قبل ما تسولو بلا مقدمات..
جويس: إلى أي مدينة سوف نذهب؟..
جاها جوابو مختصر كيف سؤالها وبلما يشوف فيها..
إسماعيل: نيودلهي أو دلهي..
قلبت وجهها كتفكر فبعض معلومات لي عارفاه حول هذا المدينة لي هي عاصمة الهند ، بعد مرور ساعتين تقريبا حطت طائرة في دلهي أو نيودلهي حمل هو أمتعتها و ساك صغير فيه بعض من ملابسو و زادو للأوطيل كل واحد فيهم خدا غرفة...
جلس فمطعم التابع للفندق مدة هو كينتاضرها مابغاش يأكل بلا بيها إحتراما للمهمة لجامعاهم، بينما هي هبطت و مشات جلست فطاولة بعدة عليه بلما تعبرو أو تعطي لوجودو أهمية كأنها ماكتعرفوش ، طلبت الأكل وكلات على راحتها ملي جات تخلص تصدمت بلي الفاتورة مدفوعة عرفاتو هو مول الفعلة ناضت شاعلة قصدت غرفتو ، فتحت عليه الباب بلا ما تستأذن و الغضب عاميها ، فتحت الباب عاد تنطق حتى كان سكتها الشي لي شافتو...
كان #إسماعيل مخشع كيجود ماتيسر من القرآن بصوت عذب خلا لحمها تبورش ونتابها إحساس غريب ، تسارعت دقات قلبها حيت هذي اول مرة تسمع آيات من المصحف الكريم، خدات نفس وهي كتطرد هذا الشعور الغريب وداخلها مزال باغي يتلذذ بسماع اكثر ، سدت الباب و غادرت غير وصلت لغرفتها جلست فوق السرير وصوتو كيجود القرآن مزال كتردد على مسامعها، فاتت مدة وهي على نفس الحالة حتى سمعت صوت الباب فتحت وهي تشوفو واقف بعيد وعاطيها بالظهر تكلم وهو على نفس الهيئة..
إسماعيل: إستعدي لنقوم بجولة في نيودلهي.. آنستي..
زاد مخليها مستغربة من طريقتو في معاملتها وحتى من كلمة «آنستي» لي كيناديها بيها ، بعد بعض دقائق كانت لحقت عليه هازة معها كاميرتها زادو هو الأول وهي من وراه جال بيها شوارع مدينة نيودلهي وأسواقها وخدات بعض الملابس الهندية ولبست واحد خفيف مناسب الحركة حيت الجو فالهند سخون معاكس مع ملابسها، و زارو بعض المؤاثر من بينهم معبد أكشردام ولوتس وغيرهم ، تاجهو لداخل الأحياء المدينة كيستوقفو النساء وسولهم بعض الأسئلة حول دينهم وتقاليدهم فئة قليلة لي كانت كتجاوب أما الأخرين غير شافو الكاميرا غطاو وجوهم و زادو ، فمسيرتهم صادفو موكب عرس كبير كل كيرقص بطريقة تقليدية والعريس راكب فوق خيل و لابس لباس ابيض و قبعة فيها ورود مغطية على وجهو ، عجبها جو أفراحهم وتقليدهم نسجمت معاهم دخلت وسطهم كتصورهم بينما هو بقا بعيد كيراقبها حفضا على سلامتها، فات موكب العرس و رجعت عندو مبتسمة شافت فيه وتكلمت قاصدة تستفزو..
جويس: انظر كيف للمرأة وسطهم قيمة ولها كل الحرية في الباس و الرقص عكس دينكم المتطرف..
تبسم ليها وشاف فيها بنظرة صغيرة ورجع حنا راسو ونطق بجملة واحدة..
إسماعيل: ليس كل ما يلمع ذهبا.. آنستي!
زاد بخطوات بطيئة باش هي تلحق عليه بالفعل ديك الشي لي دارت لحقت عليه وتابعو مسيرتهم حتى وصلو قدام معبد صغير وسط حي شعبي كانت إمرأة مرتدية ملابس بيضاء بدون مجوهرات ولا زينة باغا تدخل المعبد ولكن الكاهن كيمنعها، وقفو بعيد كيشوفها كفاش تتوسل وترجى فديك الكاهن لي تعصب ودفعها حتى جات طايحة فالوحل ، هذا المنظر كان كفيل يشعل نيران الغضب فقلب بطلتنا لي جبدت الكاميرا كتصور ديك الكاهن لي دخل بحالو وشد باب المعبد بينما المرأة ناضت بثيابها المتسخة كتجر جسدها الضعيف مين شافت الكاميرا، نطقت جويس وداخلها الف سؤال..
جويس: لماذا لم يسمح للمرأة بدخول المعبد؟..
رد عليها إسماعيل وهو كيشوف جهة المعبد..
إسماعيل: لأنها أرملة..
حركت حجبانها و هي كتراقب خيال تلك المراة -الأرملة- لي غادا بخطوات بطيئة كتحاول تسرع متحدية قواها المنهكة مشا نظرها لرأسها بعدما طاح ليها طرف من ثوبها -الساري الأبيض- وبان شعرها المحلوق قبل ماتسولو من جديد كان جاوبها..
إسماعيل: حلق شعر الأرامل من مختلف الفئات العمرية عادة قديمة عند أتباع الديانة الهندية للاسف مازالت سارية إلى يومنا هذا..
عقدت حواجبها بنظرة حادة من عينيها الصغار شافت جهة ديك المعبد و حقدها على الديانات والأعراف زاد كبر أكثر وداخلها الف عتاب وسؤال: علاش المرأة ماشي الرجل؟ شنو ذنبها؟..
تعصبت لأقصى فضلت زرب فالمشايا مخلياه من وراها واخا ماكتعرف فين تمشي فهذا البلد الذكوري، لحق عليها مرافقها وسبقها موريها طريق العودة في صمت..
من بعد مرور شي ساعة تقريبا سمعت جويس صوت الباب ضنت انه إسماعيل من جديد ولكن تفاجئت ببنت عاملة في الفندق خبرتها بلي هو كينتاظرها باش يغادرو..
بالفعل كان كينتاظرها في الأسفل غير جات هز ليها الحقيبة وزادو لمحطة القطار لي ف دلهي شدو اول قطار لمدينة فريندافان، كان القطار عامر بزاف عكس لي مؤلوف عندها فإسبانيا..
جلست هي قدام النافذة وهو جنبها كيستناو القطار ينطلق، طلعت إمرأة مزال شابة لابسة نفس لاباس إمرأة المعبد -ساري ابيض- راقبتها جويس فحركاتها المنهكة حتى قصدت المقعد لي خلفهم كان فيه مكان فارغ جنب رجل في الخمسينات ، يلاه بغات تجلس حتى كان صرخ عليها ودفعها وهو كيعاير فيها بالهندية بكلمات ماقدت تفهم منهم حرف، هي مزال مركزة مع موقف الرجل لي جاها غريب حتى سمعت صوت مرافقها في الرحلة كيتكلم مع ديك المرأة -الأرملة- وناض وعطاها مكانو تجلس وهو بقا واقف..
شافت بطلتنا ف ديك المرأة لي بادلتها نظرة منكسرة كأنها خايفة من ردة فعلها تجاهها ولكن رتاحت من تبسمت و مدلت ليها منديل تمسح دموعها ، شتت نظارتها بعيد باش تخلي ليها حرية التصرف جات نظراتها بضبط ف إسماعيل رمقاتو يتساءل على تصرف الرجل وحتى تصرفو هو، وكل تفكيرها فعنى الكلمات لي نطق بيها لهذا المرأة المسكينة وحتى الحوار الصغير لي دار بينهم..
فضولها الصحفي مخلهاش ترتاح طول الرحلة لدامت ساعتين ونصف تقريبا، غير نزلو زربت عليه كتسول فيه..
جويس: ماسبب اهانته تلك المرأة؟ ولماذا لم يتدخل ركاب القطار؟ أخبرني فانا لم أفهم شيء..
سبق ليها جوابو كيف العادة بإبتسامة عاد تكلم..
إسماعيل: هنا في فريندافان سوف تجدين الأجوبة على كل أسئلتك.. آنستي
شافت فعينيه بريق خاص نظراتو المسروق على قد صغرها على قد جمالها، كانت لثواني قبل مايقلب وجهو وزيد كيف العادة بخطوات بطيئة باش تلحق عليه وهو هاز أغراضو وحتى أغراضها، بعدما مشاو مسافة متوسطة حتى خرجو من محطة القطار ودخلو لأطراف مدينة فريندافان جلسو في مقهى صغير على الشارع الرئيسي حيت هو حس بيها تعبت من المشي فهذا الجو الساخن، خداو عصاير لاسي المشهور في الهند، من حلاوة مذاقو شربت هي كاسها وزاد آخر وهذا المرة زربت وخلصت هي قبل ما يصبقها ولكن رد ليها النادل الفلوس حيت هما ماكيتعملوش بعملات غير العملة المحلية، بالتالي رجع خلص هو شي لي خلاها تغضب ماحملتش أنه يخدم واصي عليها ولكن اضطرت تكتم غيظها وكتفت بتعبيسة وقبلت وجهها منو، كانت أولى خيوط الشمس شافت جهة الطريق لفت إنتباهها عدد كبير من النساء من مختلف الفئات العمرية لابسين ساري أبيض بدون مجوهرات ولا زينة غاديين فالشارع بأقدام حافية كان عددهم كثير بزاف، غادرو المقهى غاديين، كلما خطاو خطوة يشوفو عديد من الأرامل منهم لي كتسولو ومنهم لي شادين صف فوحد المكان خاص بتقديم بضع فناجن الشاي بالمجان ومعاه طبق ارز، وقفت جويس كتراقب واحدة من الأرامل كانت كبيرة فالسن، جلست على جنب بعدما حصلت على حصتها من الطعام شربت ديك الشاي دفعة واحدة و هي كتاكل طبق الأرز بكل لهفة كأنها خايفة ياخدوه منها باين جوعها كأنها سنين مداقت النعمة، بعدما كملت اكل ناضت متسندة على عصاها جارة جسدها الهزيل كتخطو بقدمين حافيتين وظهرها منحني من الزمن وأوجاعو، وقفت فراس الشارع مادا يديها كلما مر شي حد تتطلب منو ولكن أغلب الناس كانو كيبعدو عليها الفئة القليلة جدا هي لي عطاتها بعض القطع النقدية..
تحركت ديك المرأة أو كيف سماتها هي (الأرملة الساري الأبيض) من جديد شادة طرف ثوبها الابيض -ثوب الشقاء- لي من كثرة ماتسخ ولا لونو عاطي في البني، غادا وهي كتغطي بيه شعر رأسها المحلوق..
وصلت لوحد المعبد كان خارج منو صوت أناشيد و تراتيل، كان معبد مختلف كل النساء المتواجدات فيه أرامل كرددو كلمات موحدة وخاصة ولساعات طويلة في آخر يتلقاو عليها بعض القطع النقدية، هذا كان بالنسبة ليهم ماشي تعبد وإنما عمل يومي كيتلقاو اجر قليل بمقابلو، إستمرت بطلتنا بمراقبة المرأة حتى دخلت للملجئ الخاص بالارامل بينما إسماعيل كتفى يمشي من وراها مخلي ليها حرية الإكتشاف..
وقفت كطل الداخل فين مشات ديك المرأة -الأرملة- حست ب إسماعيل وقف جنبها ونطق بلا مقدمات..
إسماعيل: ملاجئ أشرام.. مكان الأرامل في الهند.
شافت فيه بكل فضول ممزوج بالأسف و تكلمت..
جويس: كل هؤلاء أليس لهم اولاد أو حتى أقارب؟..
ربع يديه ورد على سؤالها..
إسماعيل: بلا.. عدد كبير منهم لهم عائلات.. دعينا ندخل لتعرفي تفاصيل بعض الحقائق.. آنستي
خطاو أولى الخطوات داخل هذا الملجئ طبعا بعدما تكلم إسماعيل مع الحارس لي سمح ليهم بالدخول، بحثت بطلتنا بعينيها على ديك المرأة العجوز بين عدد كبير من الأرامل لي كانو تما كلهم بنفس اللباس -توب أبيض- كأنهم موتى ملوين فالكفن، من مختلف الأعمار، أرامل أشرام وجهو نظرهم كيشوفو لي جا يزورهم باعين محبة وكلهم امل يكونو جايبين معاهم مساعدات لو حتى بسيطة تخفف عليهم الحياة فهذا المكان لي شبيه بالقبر،مظلم في الليل والنهار، فيه عديد من أشباه الغرف صغيرة بلا فراش فقط حصيرة بعض الاشياء البسيطة..
قرب منهم إسماعيل بإبتسامة دار يديه على صدرو ولقا عليهم التحية وهو كيسولهم على أحوالهم ام جويس فبقات واقفة فمكانها وعينيها متحركين فكل مكان تخيلت حتى عيات ولكن عمرها توقعت هذا الحالة المزرية لي عايشين فيها هذا النساء، عايشين كيستناو الموت بحال مجرمين محكوم عليهم بالمؤبد ولكن السجن أرحم من هذا المكان هذا منفى منبوذ..
"آنيستي..."
فاقت من شرودها على صوتو كيناديها باللقب لي ولفاتو منو، قربت ووقفت جنبو بينهم مسافة صغيرة، شافت فيه وهو كيتكلم معاها وشرح ليها وهي مدوخة غير فاتحة عينيها اول مرة فحياتها تحس بهذا العجز وماتعرف مادير من غير الصمت فلحضة ماكرهتش تخرج من هذا المكان و تشد اول طيارة لإسبانيا و لكن هذي مهمة هي مكلفة فيها و عمل إنساني..
خدات نفس وهي كتجمع شفايفها لداخل حتى تشنج عنقها من النفس لي كان طويل، سرق فيها نظرة خفية بان ليه توترها عكس كيف ولفها إنسانة مستفزة و متسرعة الحكم، جبد من جيبو سماعات خاصة بالترجمة وعطاها ليها وتكلم..
إسماعيل: مبرمج للغة العربية.. هل تردين تغيرها؟..
شداتهم منو و حركت راسها بلا حاسة براسها ماقداش تدوي باغا غير تعرف قصص ارامل الساري الأبيض...
خطا إسماعيل جهتهم وقرب من نفس الأرملة لي شافها قبل -المراة العجوز- بينما جويس دارت ديك السماعات فاذنها و تسمع ترجمة صوتو..
إسماعيل: مرحبا ياخالة.. هل لنا ان نسالك بعض الأسئلة؟؟..
الأرملة العجوز: من تكون تلك الفتاة الشقراء؟ هل هي زوجتك؟..
تبسم قبل مايجاوبها..
إسماعيل: لا.. نحن من الصحافة
شافت فيه ورجعت شافت فجويس و خاطبتها وهي كتحرك يديها ليها بمعنى تعالي..
الأرملة العجوز: تعالي.. فانا لا اجلب النحس كما يعتقدون..
تحركت جويس بخطوات خفيفة مسرعة بحال كتقول ليها انها ضد هذا الظلم وانك إمرأة كيف كل نساء معتقدات مجتمعك هي لي منحوسة، وقفت مقابلة معاها شافت فعينيها إمرأة جردتها التقاليد من أنوثتها وحكمت عليها بالبأس طول حياتها..
تفرقوا الأرامل من حولهم فيهم لي قصدت مكانها واخريات رجعو للمعابد طمعا في رغيف خبز إضافي، طلقت الأرملة العجوز العنان لكلماتها كأنها كانت كتنتاضر شي حد يصغي ليها..
طفلة في عمر العشر سنوات شادة فيدها دمية هي صنعتها من بقايا الملابس الممزقة كتلعب بيها بالتخبية فرحت مين دخلوها للغرفتها ماجيباش خبر للواقع فالخارج، دخل عندها الاب ديالها وهي خبات لعبتها، قرب منها ودوز يديه على شعرها بأسف خبرها انها زوجها مات ولات أرملة بينما هي فرحت حيت تخلص من إغتصاب كل ليلة ماوعياش بلي يطرا ليها، كانت أول دمعة تدرف على اساورها هما كيخدوهم منها وهرسوهم قدام عينيها و لبسوها ثوب ابيض، كل هذا هان عليها ولكن مالي حسنو ليها شعرها ماقدتش تصبر كان قاسي بززاف على طفلة في عمرها مزال محتاجة لحضن امها خطفو منها روح الطفولة وجردوها من برائتها باش تولي أرملة منبوذة وفالآخر رماوها فملاجئ أشرام وهنا في بدأت معاناتها الحقيقية، ملي دخل لهذا الملجئ وهي طفلة أرملة اول خمس سنوات كانت مزال ماوعيا بنظرة الناس وحتى كلامهم ولكن غير نضجت و برزت معالم أنوثتها كان شي آخر..
هي أرملة ونحس و هذا عقاب من الرب ليها تقبلت هذا الكلمات ولكن نظرة الرجال ليها اختلفت، بدأت بالتحرش إلى إغتصاب وانتهت بتجارة بلحمها ولات مع بعض ارامل في عمرها سلعة رخيصة مدخولها كيسد جوع نازلات أشرام...
________________
نزلت دموعها وهي كتنهي كلماتها المختصرة حول قصتها و حياتها لي عاشت أغلبها فهذا الملجئ، ولفت هذا الثوب الأبيض لي لبساتو طيلت 65 سنة.. لقا إسماعيل نظرة خفيفة على مرافقته في الرحلة لي كانت ساكتة وكتسمع ورجع وجه سؤال لديك الأرملة المسكينة..
إسماعيل: ماهو الشي الذي مازلت تطمحين إليه؟
الأرملة العجوز: الموت! هو الخلاصي.. كتمنى في ولادتي الجديدة أن أكون رجل وليس إمرأة حتى لا أصبح أرملة..
ملاحظة: اتباع الديانة الهندية كيآمنو ان الإنسان بعد موته روحو كتعيش فجسد ثاني يمكن بصفة إنسان أو حتى حيوان على حسب اعمالو الصالحة في حياته الألى..
بعدت جويس نظرها وهي كتمد يديها باش تزول ديك السماعات وترميهم بعيد مكتفيا بلي سمعت عرفت من خلالو مدى ظلم الديانة الهندية للمرأة وإهانتها ليها، رمشت عينيها مامتيقاش شي لي كتشوفو.. كانت هي نفسها بنفس الملامح المرأة لي ركبت جنبها في القطار، كانت عاد واصلة للملجئ نداتها وحد المرأة غليضة باينة فيها هي المسؤولة تما حتى هي أرملة، دخلتها لوحد البيت و سدو الباب.. قربت جويس من إسماعيل لي كان كيراقبهم بدورو سولاتو ولكن هذا المرة مالقاتش عندو الجواب، فاتت دقائق وهما مركزين نظرهم فالمكان لي دخولو ليه حتى سمعو صداع كيزيد شوية بشوية ماقدتش جويس تصبر فضولها الصحفي و حتى الإنساني خلاوها تدفع ديك الباب لي كان مردود، حطت يديها على فمها وشهقت وهي كتشوف أرملة القطار كدفع فديك الارملة الغليضة لي شادة فيديها المقص باغا تقطع ليها شعرها.. تدخلت بطلتنا جارة ديك الأرملة مخبياها من وراها الشي لي اثار غضب المرأة الأخرى وبدأت تسرخ عليها وتحرك ليها يديه باش تبعد ولكن جويس ماخافتش منها، لولا تدخل إسماعيل لي فصل بينهم وهو كيحاول ماينيضش الصداع ولكن جويس مابغاتش تخليها تقس شعر ديك الارملة مهما كلفها الامر.. من بعد نزعات خرجو من ملاجئ اشرام ومعهم الأرملة الشابة، شدو القطار من جديد لمدينة دلهي نزلو ففندق و إسماعيل فغرفة وجويس بغات تبقى مع مانسي -الأرملة- فنفس الغرفة قبل ما يتفرقو طلبت من إسماعيل يعطيها ديك السماعات..
سدت باب الغرفة لي كانت لشخصين، فتحت حقيبتها وجبدت ملابس نظيفة و قربت من مانسي كانت مزال واقفة فالباب، عطاتهم ليها وطلبت منها تدخل للحمام بإشارة حيت مانسي كتعرف الهندية فقط...
جلست على السرير وهي كتفكر فهذا المرأة المسكينة لي ظلمتها تقاليدهم المتطرفة و سلبت منها كل أساليب العيش، فترة قصيرة حتى كانت خرجت مانسي من الحمام تبسمت ليها جويس وهي كتشوف شعرها الاسود الطويل و وجهها لي مزين بعيون كبار، تاسفت على هذا الشابة البريئة لي مزال في بداية العشرينات وهي تفكر ف نوعية الآباء لي يتخلاو على أبنائهم بسهولة، قادها التفكير للام ديالها لي ياما بكات ليالي على ابويها لي نكروها و تخلاو عليها وحسبوها ميتة باش يرضيو مجتمعهم، جبدت تلفونها وتاصلت برقم البيت عدت مرات ماكيجوبش، حطت ديك التليفون ورجعت عند مانسي لي عارفة عليها إسمها فقط هزت ديك السماعات عطاتها وحدة والأخرى دارتها هي بات تقد تتواصل معاها..
بدات جويس بالحديت باش تحسسها بالراحة وتقد تعاود ليها على قصتها وكفاش حتى وصلت لملاجئ أشرام، سولت بعد الأسئلة العادية وخلات ليها حرية الفضفضة...
فاقت مانسي مثل كل يوم ودعت راجلها لي مشا لخدمتو و قامت تباشر الأعمال المنزلية تحت صداع عجوزتها لي ولفاتو ، غير كملت من شغول الدار خرجت تتقدا كيف موالفة، رجعت لدار و هي هازة مشترياتها كان الباب مفتوح وعدد كبير دناس داخل الدار و عجوزتها سخفانة كيفيقو فيها، حطت ديك القفة و وقفت وهي كتشوف كفاش أنظارهم موجهة ليها وهي مفاهمة والو.. مجرد مافتحت عجوزتها عينيها ترمات عليها كضرب فيها وتحملها لوم وتخبرها بلي بسببها فقدت إبنها وأن هذا عقاب من الإله ليها حولها لأرملة، كانت صدمة كبيرة على مانسي ماقدت تدوي ولا حتى تبكي كتفت بالصمت بينما الكل كيلوم فيها وينظر ليها بنظرة انها شؤم و وصمت عار حتى أهلها ماتقبلوش ياخدوها معاهم رغم كل محاولتها.. بعد إنتهاء مراسم جنازة زوجها عرفت مانسي بحملها لي فرحت بيه في الاول ظنا منها أنه يمكن ينقدها أو يخلي حماتها تحن فيها ولكن وقع العكس طردتها لشارع و تهمتها انها فاسقة وبلي هذاك ماشي حفيدها، بين حياة زوجها وموتو لقات نفسها في الشارع كتسول باش حصلت على ثمن تذكرة القطار للملاجئ اشرام لي هما آخر حل كان باقي عندها..
___________________
دوز جويس لسانها على شفايفها وهي كتسمع آخر كلماتها لي تردد صداهم باللغة العربية في اذن هذا الأخيرة..
مانسي: يقول كتابنا المقدس الزوجة جزء من زوجها عندما يكون حيا.. وعندما يموت لا تحق لها الحياة تصبح شبه ميتة.. حسب تقليد ساتي عليها حرق نفسها
جويس: تقليد ساتي؟؟
مانسي: عند موت الزوج تحرقو معه زوجته حية تقليدا للآلهة لساتي زوجة الإله شيفا التي تحرقت نفسها معه ولتكون إمرأة عفيفة..
قربت منها و هي كتسولها..
جويس: هل ترين كتابكم المقدس منصفا للنساء؟؟
جمعت مانسي شعرها مور وذنيها وهي كتخمم بحال باغا تهرب من الجواب ولكن رجعت رفعت راسها وشافت فجويس ونطقت..
مانسي: لا.. بتاتا لا توجد فيه كلمة واحدة تقدس المرأة فالحيونات فيه لها مكانة و قيمة أكثر منها..
ملاحضة: تقليد ساتي كان عند الهنديين وحتى جمهورية نيبال بحيث المرأة مالي كيموت راجلها ماكتلبش الابيض بالعكس كانو كيلبسوها فستان الزفاف وزينوها و في الآخر تخلع ملابسها وينعسها مع زوجها في المحرقة، هذا التقليد كان بالنسبة ليهم مقدس ناقلينو على ساتي زوجة شيفا لي فإعتقادهم حرقت نفسها مع زوجها باش تحافض على عفتها لدرجة اباء كانو كيراقبو بناتهم الأرامل وهما كيترقو باش مايهربوش عتقدا منهم أنها كتحرر روحها وكتجيب ليهم البركة وكل سكان تلك القبيلة.
الحمد لله على نعمة الاسلام❤️
غير صبح الصبح شدو الطيارة لولاية كيرالا ياخدو مانسي عند خالتها المقيمة تما ولي حسب ماعودت ليهم عايشة بوحدها ماتزوجتش حيت كانت راقصة، بعد أزيد من ساعتين كانو على أراضي كيرالا المحطة الجديدة في رحلتهم في الهند ولي ماعرفينش شنو مخبية ليهم، حطو أمتعتهم فالفندق و خرجو كيقلبو مع مانسي لي ماعرفاش العنوان بالضبط في غضون بحثهم فاتو قدام حشد كبير من الرجال واقفين قدام معبد كبير كيتظاهرو وتما بعض العنصر النسوي تحت حماية رجال الشرطة، وقفت جويس كتسول إسماعيل لي باقي عاد كيشرح ليها أن هذا المعبد محرم على النساء قبل سن الطمث وأنهم في صراع مع الحكومة بعدما صرد قرار من المحكمة بسماح بدخولهم، ستغربت من هذا البلد لي كلما قالت فهمت تقليدو يبان ليها تخلف جديد، بحثو على مانسي مالقوهاش تفرقوا هي وإسماعيل كل واحد فيهم شاد جهة كيبحث فيها بلا جدوى كان الارض نشقت وبلعتها، توتر إسماعيل حاس براسو مسؤول عليها وأنها أمانة ف رقبتو حتى يوصلها فين باغا، شاف فجويس ونطق..
إسماعيل: كيف لم ننتبه عليها.. إبقي انتي هنا وانا سوف ابحث وسط المتظاهرين..
بعد عليها بمسافة قصيرة ودار شاف فيها واش مزال فمكانها عاد كمل طريقو، فاتت بضع دقائق طويلة على جويس وهي كتنتاضر خايفة على مانسي وحتى على إسماعيل فهذا البلد لي مابقاتش عندها فيها الثقة، ركضت عندو وهي كتشوفو خارج ولكن خاب ضنها مين كان بوحدو وزاد خوفها ملي ملقهاش..
حشود الرجال متعصبين العنصرين كان في إزدياد شافو الرجال الشرطة خارجين من وسط ديك المعبدة حامين بعض النسوة لي من خوفهم بداو يركضو والمتظهرين باغيين يهجمو عليهم رغم وجود رجال الشرطة لي ماقدوش يقفوهم، بين هذا النساء كانت مانسي لي ركضت خايفة من بطش هذا الرجال تبعها واحد شدها من ذراعها بقوة كان ومد يدو باش يطرشها ولكن تدخل إسماعيل لي شد ليه يديه ودفعو بعيد وغطا دراع مانسي لي كانت مرعوبة بطرف ثوبها -الساري الأبيض- وشدها من كتافها حاميها مانع اي واحد يقرب منها.. خرج الكاهن المسؤول على المعبد و كل سكت كيستناو يسمعو كلامو حتى جويس لي كانت كتراقب طريقة تعامل مرافقة في الرحلة مع مانسي، سمعت كلام هذا الكاهن لي جاها لباسو غريب ولكن مافهمتش منو والو بلما تفكر كانت واقفة قدام إسماعيل كتسولو باغا تفهم كيف الحاضرين..
جويس: ماذا قال هذا الرجل الشبه عاري؟..
سرح إسماعيل صوتو وحنى راسو مانع نفسو يضحك على الصفة لي نعتتو بيها..
إسماعيل: إنه الكاهن المسؤول عند المعبد.. (خدا نفس وكمل كلامو) قال إنه سوف يغلقه لمدة ساعة حتى يقوم لطقوس التطهير لأن النساء دنسنه..
ملاحضة: هذا معبد ساباريمالا في ولاية كيرالا ممنوع على النساء قبل سن الطمث حيت كبعتبروهم نجسين بسبب دم الحيض ومؤخرا حكمت المحكمة بسماح دخولهم ولكن عامة الشعب من الرجال رافضين القرار
غادرو ديك المعبد وجويس كل تفكيرها فتصرف مانسي و علاش دخلت لديك المكان، ماحست بالرحة حتى عرفت انها دخلت باش تدعي مع جنينها و تاخد البركة حيت هما كيعتبرو المذبح لي داخلو مقدس..
كملو مسيرتهم مع مانسي في كيرالا حتى لقاو بيت خالتها بعصوبة، وهذا الأخيرة كانت مريضة كتصارح آخر أيامها رغم ذلك رحبت بيهم وفرحت بزاف ملي شافت بنت ختها قبل ما تفارق الحياة..
باتو معاهم ديك الليلة و حتى الغد عاد يغادرو، في الصباح ودعو مانسي و جويس خلات ليها رقم الهاتف باش تتاصل بيها و واعدتها ترجع تشوفها، حجز إسماعيل طائرة في الغد للوجهتهم المقبلة، وقضاو الليلة في الفندق مابغاوش يرجعون عند مانسي..
جبدت مذكرتها كيف العادة كتسجل بعض الملاحظات لي تنهي بهم رحتها في الهند، ذكرت الجانب الإيجابي على الأماكن الجميلة لي زارتها وحتى كرم الناس و لطفهم ولكن الجوانب السلبية كانت كثيرة وبزاف، وأكثر شي حز فنفسها هما ديك الأرامل والحياة القاسية لي عايشينها.. ختمت ملحضتها بجملة مختصرة كتعبر على مكانة المرأة في الديانة الهندية..
«المرأة لا حياة لها في الديانة الهندية »
لكن رغم قساوة هذا الرحلة إلى أنها تعرفت على ناس جداد و وعات بالجانب الغامض من الديانة والثقافة الهندية، رفعت نظرها وهي تشوف إسماعيل جاي جهتها و فيديه عصير، تبسمت وهي كتشوف كيفاش هارب بنظراتو ومتجاهل يشوف فيها، جلس جنبها ولكن بعيد شوية عطاها العصير شربوه في صمت، حتى نطقت هي..
جويس: هل انت من أصول هندية؟
تبسم وهو كيسرق فيها نظرة صغيرة..
إسماعيل: كلا.. ولكن عشت فيها لفترة..
عاودت سولاتو بفضول..
جويس: إلى أين بلد تنتمي؟؟
عاد كان يجاوبها وهما يسمعو نداء الرحلة، هزو أمتعتهم وزادو بآخر خطى على الأراضي الهندية.. وقفت جويس على صوت تلفونها جبداتو و شافت فالرقم مستغربة، حتى هو وقف بدورو كينتاضرها مترددة في رد على هاتفها...
واش هنا تنتهي رحلتهم في الهند ولا ماخفيا كان اعظم؟..
كان رقم من الهند شي لي خلاها تستغرب فتحت الخط وهي تسمع صوت مانسي كتدوي معها و هي كتبكي ماقدت تفهم منها والو عطات تليفون لإسماعيل لي دوا معها جوج كلمات وقطع وهو كيردد "إن لله وإن إليه راجعون".. قربت منو جويس لي فهمت أنه واقعة شي حاجة من طريقة كلام مانسي معها في الهاتف وحتى تصرفو و تاثرو بكلامها، ماترددتش وهي كتسولو..
جويس: ماذا حدث مع مانسي؟؟
إسماعيل :(بأسف) توفيت خالتها..
قلب الدورة غادي سامح في الرحلة كل شوية يردد "لا حول ولا قوه الا بالله" عزت عليه مانسي مسكينة لي عاد قال وصلها لبر الامان حتى نكسر ديك الجسر، خرجو من المطار هو الأول وهي من وراه مستغربة فيه كيفاش حاسب حساب إنسانة يلاه تعرف عليها هذا كيدل على حسن اخلاقو لي مابقاش عندها شك فيها، شدو تاكسي ورجعو عند مانسي لي فرحت برأيتهم على الاقل معها شي شخص يوقف جنبها، طلب منها إسماعيل تعيطت لعائلتها ولكن رفضت حيت ماغاديش يجيو لأنهم معتابرينها ماتت من زمان، عضت جويس شفتها كتفكر فماماها لي فنفس الموقف ماعرفت علاش تخيلتها حتى هي ميتة و عائلتها رافضين حتى يشوفوها قبل الدفن، نفضت هذا الأفكار من راسها وجبدت هاتفها تاصلت بالبيت جاوبتها المدبرة طمنتها على ماماها عاد رتاح قلبها شوية ورجعت تكمل معها طقوس الجنازة لي كانت غريبة بزااف بالنسبة ليها، عمرها تخيلت تشوف جثة كتحرق قدامها، الأغرب هو طلب مانسي لي بغات تحقق آخر أمنية لخالتها وترمي برامد جثتها في نهر الغانج.. بصعوبة باش قنعت إسماعيل لي رفض يمشي لمدينة الموت ولكن فالاخر وافق باش ما يخليهم يزروها بوحدهم.. شدو طريق من جديد بثلاثتهم وهذا المرة حاملين معها الرماد جثتة خالة مانسي..
وصلو لعاصمة الهند الروحية -فاراناسي- المكان المفضل للموت عند أتباع الديانة الهندية و البودية.. وجدو الصعوبة في الحصول على غرفة في فندق فهذا المدينة، رغم كثر الفنادق إلا أن معظمها مخصص لناس لجايين باش يفارقو الحياة فيها مصممة خصيصا ليهم و كتوفر جو الحزن للأهالي، ضطرو يحجزو في نزل بعيد شوية على نهر الغانج باش يحطو فيه أمتعتهم..
كان الجو غير فهذا المدينة ملوث كلما قربت من نهر الغانج كتشم رائحة خايبة بزااف، من أكثر الأنهار تلوث في العالم والغريب في الأمر أنهم كيعتبروه مقدس يرميو فيه رماد الموتى و حتى الجثث وستحمو فيه بإعتبارو طاهر، فهذا المدينة الأكل وماشي صحي لان معظم الخضروات والفواكه مسقية من مياه نهر الغانج وحتى الأواني الفخارية مصنوعة من تراب ديك النهر..
إسماعيل كان غادي فهذا المدينة وهو عايف من كل شي فيها حيت عارف ان رماد الموتى منتشر في كل مكان، ام جويس كانت غير كتشوف بالخصوص مين صادفو الأغليين لي شكلهم ولباسهم الشبه عاري غريب.. وصلو لنهر الغانج باش ترمي مانسي رماد خالتها فيه إعتقادا بالازلية والتطهير من الذنوب، بينما هما واقفين كينتضروها سمعو صداع من وراهم كانو مجموعة من الناس حاملين جثة جايين بيها، فاتو من قدامهم وهبطو للتحت فين كاين الخشب موجد المحرقة.. كان الدخان مجهد و الرائحة خايبة بزااف الإنسان لي كرمو الله سبحانه بالدفن كيحرقوه و يرميو رمادو في النهر..
شافت جويس فإسماعيل قبل ما تسولو..
جويس: لماذا يحرقونهم هنا بالضبط؟..
إسماعيل: إتباعا لأسطورة قديمة في إعتقادهم أن كل من يحرق هنا ويرمى برماده في هذا النهر يطهر و يحصل على الخلاص و تتحقق له الحياة الأزلية.. هذا إن مات بطريقة طبيعية..
جويس:( بدهشة ) وإن لم يمت بطريقة طبيعية؟
رفع صبعو وهو كيشير ليها بعيد وسط النهر
اسماعيل: أنظري هناك.. إنها جثة طافت فوق الماء..
تبعت صبعو كتدقق الشوف كانت فعلا جثة ماردتش ليها البال.
تابع إسماعيل كلامو..
إسماعيل: إنها جثة لشخص ربما توفي في حادثة سير أو مقتولا أو ماشابه..
مع حلول المساء بداو الاغوريين في طقوسهم الدينية بالتدخين الماريجوانا وشرب الخمر حيت فنظرهم بهذا الطريقة كيتواصلو مع شيفا.. بعدما ودعت مانسي رماد جثمان خالتها طلب منهم إسماعيل يغادرو هذا المكان لي رائحة الموت كتفوح منو ولكن مانسي كانت مزال باغا تستحم فهذا النهر وحتى جويس باغا تكتشف المزيد وتعرف واش لي سمعاتو على الأغوريين فعلا صحيح..
وقف إسماعيل على أعصابو فهذا المكان كينتاظر مانسي وخايف على جويس وفنفس الوقت باغي يخلي هذا الأخيرة تزيد تكتشف بشاعة الديانة الهندية، بدأت طقوس الرقص عند الأغوريين لي مابقاوش في وعيهم وصلو لنقطة لي باغينها، كانت جويس كتشوف فمانسي وهي كتغتسل فنهر الغانج المقدس -العفن- وهي كتادي بعد طقوس التطهير إستعدادا للصلاة، ستغربت في افكار وعقائد هذا الناس لي يستحمو مع الجثث في نهر واحد.. سمعت صوت موسيقى تجهد في الجهة لي فيها الأغوريين بغات تمشي ولكن وقفها إسماعيل بكلامو.
إسماعيل: آنستي.. لا تذهبي
شافت فيه بإستغراب
جويس: لماذا؟
إسماعيل: ستحذث هناك أشياء لا يمكنك رايتها..
جويس: احقا يأكلون لحوم الجثث؟..
إسماعيل: ليس هذا ماقصدته ولكن..
زادت جويس بلاما تديها فكلامو، تحرك هو كيحاول يلحق عليها.. وصلت لمكان إحتفال الأغوريين كان المنظر بشع ومخل بالادب و الاخلاق، كل الأغوريين المتواجدين تما كانو عورات وصابغين جسدهم برماد الجثث المحترقة كيرقصو ويرددو إسم آلهتهم -شيفا- الاجسامهم العارية فقط لي حاضرة ام عقولهم غائبة بالخمر والمخدرات.. جمد فبلاصتها كتشوف لي مسميين أنفسهم رجال الدين شنو دايرين فراسهم أفعال ماكيقبلهاش العقل، زادت بحالها بسرعة متقززة من المنظر البشع، تبعها إسماعيل و وقفو بعيد كينتاظر مانسي تكمل طقوسها.. في لحظات صامتة متعاكسة مع جو فاراناسي نطقت جويس مكررة سؤالها ..
جويس: هل هم فعلا يأكلون لحوم البشر؟
إسماعيل: هذا طقس من طقوس التعبد عند سكان فاراناسي الاصليين-الاغوريين- كانو يعتقدون أنه يعزز حالة الوعي عندهم من أجل التواصل مع آلهتهم -شيفا- والبعض منهم كان ياكل حتى فضلات البشر و يمارسون الجنس مع الموتى.. انظري الضفة الأخرى من النهر تتم ممارسة هذه الطقوس هناك ولكن في سرية تامة..
سكتت جويس مالقياش الكلمات لي تعبر بيها مزال الهند وديانتها فاقت كل توقعاتها، بعد لحضات جات مانسي وغادروا مخليين نهر الغانج و القذاتو من وراهم..
غاديين على رجليهم في شوارع فاراناسي الكل ساكت، فاتت من قدامهم طائفة هازين وحد المرأة عجوز باين فيها المرض في موكب إحتفالي برقص وغاديين جهة نهر الغانج، وقفت جويس وتبعتهم بعينيها و داخلها فضول حست بلي من وراهم قصة، شافتهم وقفو و تجمعو على ديك المرأة -العجوز- حركت رأسها في الإتجاهين كتحاول تشوف سبب توقفهم وعلاش تجمعو حول ديك المرأة، تمكنت تقشع طيفها ملقات في الارض.. قرب منها إسماعيل وتكلم..
إسماعيل: لنغادر المكان من الأفضل لنا..
ردت عليها وهي مزال مركزة نظرها تما..
جويس: ما قصة هذه الطائفة؟..
تكلم باش يريح بالها ويروي فضولها..
إسماعيل:من الواضح أن هذه المرأة تأدي آخر أيامها في الصيام.. أتباع الديانة الجاينية يقومون بالصيام حتى الموت، بالخصوص المرضى منهم وحتى بعد الاصحاء في إعتقادهم أن هذا الطقس يصل بروحهم إلى الكمال و التخلي عن شهوات الحياة..
كتسمع كلام إسماعيل وهي كتشوفهم حملو ديك المرأة مرة أخرى ولكن هذا المرأة جثة بدون حراك، حسب لي باين انها فارقت الحياة بعدما عاشت اكثر من شهر على الماء المغلي بوحدو، العجب من هذا الشعب لي كل معتقد عندهم افضع من آخر كلما تقول صافي تلقى المزيد والمزيد، من الأشياء العادية عندهم تلقى الحيوانات كتمشى في الشارع و فضلاتها متواجدة في كل مكان، وبقرة تقد توقف السير و تأدي لحوادث سير في أحسن الشوارع، عجبا لشعب ملي كيموت الإنسان كيحرقوه والحيوان يدفنوه، و كيقدسو البقر و الفئران بينما المرأة لي توفى ليها راجلها -الأرملة- يتخلاو عليها عائلتها حتى تمنى الموت وهي على قيد الحياة...
سرعت جويس في خطواتها باغا غير تخرج من الهند كلها صافي إكتفت مافيها لي يعرف المزيد، شدو الطريق ديك الليلة مابغاتش هذا الأخيرة تزيد دقيقة فهذا المدينة، وصلو لمدينة مومباي خلاو مانسي لي مابقى عندها حد على قولها، وصى عليها إسماعيل وحد الصديق ليه باش يلقى ليها عمل و وفر ليها سكن وزادو بعدما ودعوها مخلينها تبدى الحياتها من جديد مواعدنها بزيارة في أقرب وقت، شدو هما الطائرة لي وجهتهم المقبلة في دولة جديدة يتعرفو على ديانة مختلفة ربما احسن من الهندية أو أسوء..
حطت بيهم الطائرة في مدينة بكين عاصمة الصين الشعبية، تنفست براحة مزال مامتيقاش انها غادر دولة العجائب، هي متأكدة مهما كانت العادات هنا غريبة ماتوصلش لربع الغرابة لي موجودة في الهند.. غادا تابعة إسماعيل في اجمل مطار في العالم مبهورة بالتقدم الصناعي لهذا الدولة لي هي عشاقها وتمنات تزورها من زمان، خرجو من تما شدو تاكسي الفندق فين يرتاحو من تعب الرحلة، كل واحد فيهم قصد غرفتو..
كانت الغرف فهذا الفندق مصممة بشكل خاص والإضاءة خافتة منتشرة في كل أرجاء الغرفة ام الحمام كيجذب يخليك تسترخي برائحة العطر الطبيعي، بعدما خدات دوش استرخات فيه من التعب النفسي والجسدي لي حل بها في الهند جبت جويس تلفونها اتصلت بالبيت هذا المرة جاولتها ماماها رغم فرق التوقيت ولكن كانت نبرة صوتها متغيرة بزااف شي لي خلا عيونها تدمع حيت توحشتها، صوتها كان كفيل يخليها تنعس مرتاحة..
غير حل الصباح غيرت ملابسها و خرجت تبحث باش تسد جوعها، كان إسماعيل سابقها كينتاظر المصعد، هبطو مجموعين في صمت و جلسو على نفس الطاولة كل واحد طلب مايكول.. غادو الفندق كيجولو شوارع بكين الساحرة، شدو تاكسي لي كانت كتسوقو إمرأة، خبرها إسماعيل على وجهتهم بينما جويس هدرت معها بالإنجليزية حيت ماكتعرفوش الصينية، تبسمت وهي كتراقب جمال هذا المدينة وشوارعها النظيفة، دولة متقدمة بحال صين أكيد يكون إحترام المرأة واجب فيها وفي عقائدها.. ودعو سائقة التاكسي وجويس متفائلة فهذا دولة تنسيها لي شافتو في الهند.. شاف فإسماعيل وهما غاديين وتكلمت كاسرة صوت خطواتهم في الصمت..
جويس: الصين موطن التقدم و الإزدهار.. متأكدة أن للميت عندهم حرمة و المرأة في ديانتهم ملكة..
سرق نظرتو السريعة في الإبتسامة لي على محياها كأنها إبتسامة نصر وهي الفائزة في المعركة وهو الخاصر، وجه نظرو من جديد امامو عاد جاوبها بكل هدوء وكأنه متأكد أنها قريب تسحب كلامها..
إسماعيل: ليس كل ما يلمع ذهبا.. آنستي
نفس الجملة بنفس الطريقة، غوبشت بحال خايفة يكون عندو الحق حيت عارفة ان كلامو دائما موزون و ماكيهدرش عن فراغ، ولكن أصرت انها هي لي تغير رايو هذا المرة وتخليه يسحب كلامو وفقت وتكلمت بحزم..
جويس: ماذا لو كنت على خطئ هذه المرة؟..
وقف بدورو و جاوبها..
إسماعيل: لكي ما تشائين..
تبسمت بكل أريحية عاد تكلمت
جويس: إعتذار.. عليك أن تعتذر لي و تعترف ان دينك إرهابي..
تبسم وهو كيحرك راسو بلا حول ولا قوه الا بالله ورجع شاف فيها و رد ليها خو كلامها..
إسماعيل: ماذا لو كنت على صواب!..
بلعت ريقها وهي كتجمع عينيها الصغار بنظرة حادة بحال كطمن نفسها من الخوف لي داخلها
جويس: لك ماتشاء..
دار مكمل طريقو بخطوات بطيئة باش تلحق عليه بلما يشرط عليها مخليها كتغلي من الداخل.. صادفت زيارتهم لبكين يوم الاحد دوزو النهار في تجوال زارو العديد من معالم من بينها صور الصين العظيم و المدينة المحرمة و معبد السماء هذا الأخير لي لقاو فيه سوق غريب كيتقام كل أحد..
في حديقة معبد السماء كان تما سوق كيتقام كل يوم احد غريب ومختلف على كل الأسواق الأخرى، حيت البضاعة كانت من نوع آخر، ماهياش مواد غذائية أو حتى ملابس كانت نساء أو بنات كيبحثو ليهم ابائهم على عرسان، على طول ممر الحديقة محطوطة مظلات فوق كل وحدة معلقة ورقة مكتوب فيها مواصفات العروس وسنها وحتى مواصفات الزوج لي باغا، تصدمت جويس من هذا الطريقة الرخيصة المستخدمة للزواج ولكن مابغاتش تبين قدام إسماعيل باش مايحسش بلي ربحها، خدات الموضوع على أنه تقليد ومرت عليه مرور الكرام بسرعة غادرو المكان متاجهين للفندق كان الوقت متاخر والشارع كلو تقريبا خاوي في طريقهم صادفو موكب عرس غريب كان غاديين في صمت جهة المقبرة، وقفت بطتلنا كتأمل كيفاش عرس في مقابر أمر اغرب من الغرابة، فضلت تشوف وتعرف بنفسها بلما تسول إسماعيل، قربت من المكان بشوية كانو كينبشو قبر بطقوس غريبة ودخلو معاه جثة إمرأة وهم كيردو اغاني بفرح كأنهم كيزوجوهم في الآخر ختمو بوليمة اكل كبيرة دايرين فيها تمثلين لعروسة وعريس و ماقوصهاش هما حطوها في المقبرة و خلاوها.. قرب منها إسماعيل كيطلب منها يرحلو من هذا المكان قبل ما يشوفوهم ملي رفضت شدها من يديها وزاد بيها، كانت هذي اول مرة يلمس يدها رغم كل تحفضو و إلتزامو ولكن هذه مسألة سلامة إنسانة في نظرو هو مسؤول عليها.. حتى بعدو عاد طلق منها، كانت معصبة حست بيه كيتحكم فيها، صرخت عليه وهي كترفع صبعها في وجهو..
جويس: أنا لست طفلة.. لا تنسى نفسك انت مجرد مرافق لي في هذه الرحلة المشؤومة مهمتك أن تشرح لي مالم أفهمه..(زرت فكها و هي تشوف فعينيه) لا اصدق أن يدي لمست يد شخص إرهابي ..(مسحت يدها بمنديل كأنها متسخة) اللعنة
دارت غادا واخا ماعرفاش فين تمشي ولكن وقفها صوتو و خلاها تندم على تسرعها في الحكم عليه من جديد..
إسماعيل: زواج الاشباح.. طقس عند أتباع الكونفوشيوسية يزوجون الميت الاعزب بإمرأة ميتة لكي يضمن إستمرار النسل حتى بعد الموت.. يعتبرون الميت الذي توفي قبل تزويجه أنه ترك شجرة العائلة ناقصة لأنهم يامنون بعبادة السلف..
هبط راسو وكما كلامو مبين ليها أنه كينفذ مهمتو فقط مخليها تندم على كلامها غير مدروس..
إسماعيل: أحيانا قد يسرقون جثث النساء المتوفيات للتزويجهم لإبنهم المتوفي كما رأيتي قبل قليل، والبعض منهم يدفع أموالا طائلة من أجل ذلك.. كما أنهم يحفلون بيوم السلف عن طريق حرق الأوراق النقدية و وضع رمادها فوق تراب القبور..
عم السكوت بينهم في ظلمات الليل حتى تكلم هو من جديد موجه سؤالو ليها..
إسماعيل: هل من سؤال آخر آنستي؟؟
جاوبها كان الصمت لي بين ليه خجلها من تصرفها لا عقلاني، ماعودش تكلم معاها زاد مخليها تابعاه حتى وصلو لمحطة خداو باص للفندق كل واحد دخل لغرفتو..
عبادة السلف أو تبجيل الأسلاف تقليد قديم عند أتباع الديانة الكونفوشيوسية والبودية الصينية.. حيت يقام معبد خاص بكل عائلة يقوم فيها أفرادها بتقديس روح أسلافهم وتقديم القربان لها بإعتبارهم كائنات إلاهية تساعد في الإتصال بقوة العليا، ولهذا نشأت ظاهرة زواج الاشباح بحيت يقوم بتزويج الميت الاعزب بجثة إمرأة ميتة مهما كان سنها لكي ينعم بسعادة في الحياة الأبدية لأنهم ينظرون إليه على أنه ترك شجرة العائلة ناقصة، كما أن البعض الاسر الغنية أصبحت تلجئ إلى شراء الجثث باثمنة باهضة تعتبرها مهرا.. الكونفوشيوسية فلسفة اساسها إحترام الأجداد وتامن بوجود إله واحد هو السماء ولكن على الرغم من ذلك يقومون بعبادة الارض لتفيزها على العطاء و يعبدون كذلك الأنهار والمظاهر الطبيعية بإعتبارها مصدر للنعمة والخير..
في إعتقادهم كل الموجودات تتكون من عناصر ثابتة: الخشب _ النار_المعدن_الماء
وصل القطار لولاية تبت طول الرحلة وجويس قالبة وجهها عليه ماكدويش معه، حط بيهم القطار بالضبط في مدينة لاسة عاصمة ولاية تبت لي فيها حكم الذاتي ولكن تابعة للصين، لاسة اعلى مدينة في العالم تقع في اسفل جبل الجيفل، أغلب سكان تبت من أتباع الديانة البودية و مجيئ إسماعيل بجويس لهذا المنطقة ماكنش عن فراغ..
حطو اغراضهم في نزل ومشاو يقومو بجولة في هذا المدينة المقدسة عند البوديين، جبد جويس كاميرتها كتصور المناظر الخلابة وهي سعيدة حيت صين في نظرها دولة الحضارة لي شافوه (زواج الاشباح و سوق الزواج) مجرد تقاليد ماتضر ولا تنفع.. مشاو مسافة متوسطة مين حسو بالتعب جلسو ف مطعم شعبي مصمم بطريقة تقليدية حتى من الكراسي والطاولة فيهم لمحة صينية، رحيقي م. طلبو أكلة صينية معروفة-ديم سوم- وجلسو كياكلو في صمت مين كملو جات عندهم إمرأة و معها شي 3 رجال رحبو بيهم و قدموا ليهم عصير بالمجان حيت هذي عادتهم مع السياح، تكلم إسماعيل بينما جويس كتفت بالمراقبة لأنها ماكتعرفش الصينية، خلاهم حتى غادرو عاد تكلم باش يشرح ليها واخا ماطلبتش منو بغا يديرها ليها على قد كلامها ومنها نيت تفهم تقاليد هذا البلد على حقيقتها..
إسماعيل: إنها صاحبة المطعم أتت لترحب بينا في تبت هي و أزواجها..
حطت ديك الكاس من يدها بدهشة وتكلمت
جويس: ازواجها؟؟
إسماعيل:نعم ازواجها.. ظاهرة تعدد الازواج في تبت الأمر عادي (شاف فديك المرأة) فمثلا هذه المرأة متزوجة من ثلاث إخوان..
شافت فيهم كيفاش خدامين فديك المطعم ومعهم شي أربعة أطفال صغار، حست بالدهشة وهي كتفكر الهند لي منعة المرأة الأرملة من الزواج من جديد بينما هدو كيعطيوها الحق تاخد كثر من واحد..
كمل إسماعيل كلامو وهو كيراقب ردة فعلها..
إسماعيل: كل ازواجها هم أباء لأبنائها.. وإذا أراد أحدهم الطلاق منها ماعليه إلا الخروج من المنزل والتنازل عن حقه في الاولاد ويعتبر خائنا لعادات العائلة..
شافت فيه وهي كتحرك راسها بالنفي و رجعت ضحكت وهزت كاميرتها وزادت، خرج إسماعيل من وراها بعدما خلص بخطوات سريعة لحق عليها باش وري ليها طريق العودة للنزل..
بصمت كملو طريقهم داخل لاسا هما كل واحد فيهم حامل داخلو مشاعر مختلفة، إسماعيل كان عارف من قبل هذا الامور حيت ماشي اول مرة يزور الصين وتبت ام هي مامزال مامتيقاش شي لي شافتو و تفكيرها كيقودها للمقارنة بين هذا البلد والهند، فكرت في مدينة الموت-فاراناسي- وهي كتقول في بالها مهما وصلت هنا الأمور ماتوصلش لديك الدرجة من الجهل..
وقفت فوجئت وشافت فيه وكأنها كتحاول تشرح ليه الشي لي مايتشرحش ولي هو فاهمو أكثر منها..
جويس: في كل البلدان توجد عادات غريبة وهذا شي طبيعي في الصين.. لكنم لا يحرقون موتاهم و يرمون برمادهم في النهر كما رأينا في الهند!..
تبسمت من الداخل وهي كتشوفو كيستعد باش يرد عليها..
إسماعيل: أتردين حقا معرفة ماذا يفعلون بامواتهم؟؟
بلعت ريقها وهي كتشوف ليه فعينيه خافت تصدم ولكن شجعت نفسها وحركت راسها بالإيجاب.. الشي لي خلى إسماعيل يبدل طريق العودة للنزل بطريق أخرى تخبي الويلات ممكن تخلي جويس تغير رأيها وتخصر في الرهان لي هي دارتو، طول هذا الطريق وهي ساهية كتراقب خطواتها خايفة ماعرفتش من شنو، لأول مرة تحس بهذا الإحساس عمرها حسبت حساب لشي شخص حتى تلاقات بإسماعيل الشخصية الغامضة كيف مسمياه باني جدار حول احاسيسو عمرها قدت تعرف واش فرحان ولا لا، دائما ساكت وهادئ وهذا الهدوء لي كيوترها وخليها ماتفهم والو.. رفعت نظرها فوق كتشوف جهة الجبال لي قممها مكسوة بالثلوج الشي لي عاطيها منظر جميل بزاف خلاها تنسى شوية سبب تواجدهم هنا..
وقف إسماعيل لي كان سابقها ببضع خطوات على السير بينما هي مزال غادا عقلها سارح ماشفتوش حتى ضربت فيه عاد وعات، بعد منها شوية عاد تكلم مخليها ترتعب كأنه غادي بخدها للموت..
إسماعيل: هل انتي مستعدة لما سوف ترينه؟؟..
شافت فيه من تحت حواجبها وتكلمت..
جويس: تمام الإستعداد..
خداها لوحد المكان عالي فيه بحال ساحة كبيرة متواجد فيها عدد من الناس كيردد تراتيل من النظرة الأولى قد تعرف أن هذا المكان بحال مصلى مخصص للاموات كل شوية يدخل واحد حامل جثة مغطات بالكامل فوق ظهرو وحطها مع الجثث الأخرى..
شافت جويس فيه وتكلمت بإبتسامة..
جويس: ما الغريب هنا؟ ارى اكل شي عادي..
إسماعيل: راقبي لتعرفي..
كملو كل الجثث يمكن هذا المكان كيجمو فيه جميع الجثث ولاية تبت حيت كيعتبرو هذا المكان مقدس، قرب واحد من الرهبان لي تما وكيقوم ببعض الطقوس الدينية الخاصة بالبديين، بعد إنتهاء منها قربو ناس مسؤولين على الدفن السماوي بداو بتعرية بعض الجثث لي كانت مقطعة بطريقة محترفة و رميها من فوق ذلك المكان لي كان في قمة جبل مقدس خاص بالدفن السماوي، أتباع الديانة البودية كيآمنو بإستنساخ الأرواح وان جسد الإنسان بعد موتو ماعندوش قيمة حيت روحو غادرت لسماء باش تسكن في جسد ثاني، بينما الجسد كيقطعوه ويرميوه من أعلى الجبل المقدس باش تلتقطو الطيور الجارحة وتحلق بيه فوق في السماء منها يضمنو لحاقو بالروح، وهذا الطقس مرخص من عند الدولة بحيت كيطلب مزانية كبيرة وكيقومو بيه ناس مسؤولين عليه لي كيرجعو يجمعو ماتبقى من جسد الميت ويعاودو يلقيوه من جديد باش تاخدو الطيور كلو.. ام بالنسبة لناس الفقراء يكتفو برمي جثة الميت دون تقطيعها لي كيحتاج لأموال طائلة وكيتم على يد الرهبان..
بقات جويس وهما كيرميو أطراف الجثث من الأعلى بترديد بعض الجمل المقدسة عندهم، وبعدها دازو الجثث غير مقطعة حتى هي رماوها حست بردان وسرات قشعريرة غريبة في جسدها هذا المنظر كان ابشع من الحرق الجماعي لي كيتم في فاراناسي، خرجت من ديك المكان شادة على معدتها بعدت شوية وبدأت ترد بإشمئزاز حتى خوات كل لي فبطنها.. طلت لتحت وهي تشوف الطيور كتلتهم في بعض القطع من جثث، زيرت فكها باغا طرطق رجعت عند إسماعيل بسرعة وسرخت عليه بصوت عالي خارجة عن طوعها..
جويس: خذني من هنا لم اعد اتحمل البقاء ولو لحضة.. احس ان الهواء مليئ برائحة الموتى وأنني.. (سكتت شوية ورجعت سرخت عليه بصوت اعلى) اخرجني من هذا المكان اتسمع!..
مازادش معها حيت الكلام قدام لي شافوه ماعندو باش يفيد، خرجو من ديك المكان متجهين للنزل غير دخلو جرات للحمام كتحك لحمها ومنظر الطيور كتلتهم اطراف الجثث مابغاش يزول من بالها كملت اليوم كلو في غرفتها ماخرجتش وحتى الماكلة مادقتهاش في بالها غير إمتى تغادر تبت وترتاح...
قصة إسلام قلبي
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء