حنان: ( شافت فعادل الي باقي على نفس الوضعية ورجعات شدات فيديها) متخافيش اسميرة...مافيك والو حوايجك نقيين احبيبة هداك غير حلم وصافي...اجي تكلسي...
جراتها تكلس تنترات منها وشدات فراسها...
سميرة: بغيت نمشي بحالي...بغيت نخرج منهنا...
شافت يمين شمال دازت فحنان وتمات غادية جهة الباب كتجري...تبعها عادل شدها على برا من يديها...
عادل: فين غادية اسميرة واش حماقيتي؟
سميرة: ( شافت فيه ونظراتها بحال شي شيطان...شعرها مشعكك وصدرها كيطلع ويهبط...كرزات على سنانها وقالت) بعد مني مابغيتش نشوفك...كتجيبلي الخنقة ( غوتات بصوت عالي فوجهو) بعااااااد مني...
بدات تنتر من يديه وهو حاكمها مزيان...هي كتغوت وضرب فيه بالركال وتفركل باغا تمشي جهة الباب ماخلاهاش...جرها لعندو بقوة وزير عليها كيهضر فودنيها وهي كترطا قدامو...
ضاعفات قوتها ودفعاتو بالجهد ومشات كتجري جهة الباب لقاتو مسدود وقبل مايوصل عليها تجننات وبدات ضرب بيديها ورجليها الي جا قدامها...كانت بحال شي مجنونة ولا شي وحدة مصعورة ...جعرات ومابقاتش حاسة براسها شنو كدير...كان غرضها تخرج من تماك حيت حسات بالخنقة وبالي مابقاتش قادة تنفس مزيان...مشا لحق عليها شدها ماللور...بدات ضرب فيديه وضرب برجلها اللور كتركل فيه باش يطلقها لاكن هاد المرة حكمها مزيان...دار موراه شاف فحنان الي دايرة يديها على فمها دخلات فصدمة ومافهمات والو...شيرلها براسو وقال وهو مزير عليها لا تهرب وكينهج...
عادل: عيطي على الطبيب احنان...
حنان: لا رد...
عادل: ( غمض عينيه بعصبية ورجع حلهوم غوت عليها حتى طفجها) حناااااان!!
حنان: (فاقت من سهوتها) هااه...
عادل: عيطي لطبيب دغيا...
حنان: وخ وخ...
بقات غادية جاية تالفة كتقلب على صاكها تالقات التيلي دوزات نيشان نمرة واحد الطبيب الصديق ديالها...اما سميرة بقات كتركل وضرب فيه وتغوت حتى خارت قواها ونزلات للارض كتنهج...نزل معاها حاضنها ماللور...
سميرة: ( مابقاش عندها الجهد باش تغوت نطقات بتعب وهي كتنهج) طلق مني طلاااق...
حس بيها بدات كترخا دورها لعندو حطلها راسها على ركبتو وبقا معنقها...حيدليها الشعر على وجهها وقال بالم وحرقة عليها...
عادل: مالك أحبيبة؟ كوليلي شنو عندك ...باش كتحسي؟
سميرة: ( شافت فيه بذبول وقالت وهي كتخرج الهضرة غي بالسيف) تخنقت...تخنقت...
سميرة: أي بلاصة متكونش فيها نتا...شاف فحنان الي واقفة بعيدة عليهوم مصدومة ماعرفات مادير...ورجع شاف فسميرة الي باقي كتعافر باغا تنوض تمشي...والي جا لفمها كتكولو...
ماداهاش فيها عرفها غير كدخل وتخرج فالهضرة...هزها بحال الريشة وناض غادي بيها لبيت...حطها على النموسية...ضارت على جنبها عطاتو بالظهر...تكمشات فراسها وبدات تبكي وتنين...سمع الدقان فالباب خلا معاها حنان ومشا حل...لقا واحد من موضفين الاوطيل الي رافق الطبيب...دخلو سلم عليه وسد الباب...
مشا دخل عندها البيت غير شافتو حنان ناضت سلمات عليه...
حنان: سمحليا انجيب جبتك فهاد الوقت لاكن ماطاح تا واحد فبالي من غيرك...
نحيب: الله اودي خيرك سابق احنان ياك لباس؟
حنان: كنضن انهيار عصبي بغيت نتأكد ادكتور...السيدة من عائلتي...
نجيب: وخ نشوفو...
حط الكاغطابل ديالو وكلس باش يفحصها..وقف عند راسهوم عادل هو وحنان كيتسناو بنفاد صبر ..
دخلات لدار كتسلت حيدات صباطها حطاتو عند الباب سداتها غير بشوية...ومشات كتختل بالحفا دخلات لبيتها...شعلات الضو لاحت صاكها وكلسات على النموسية كترد النفس وعلى وجهها ابتسامة انتصار...حتى تحل عليها الباب طفجها من بلاصتها...كان يسحابليها باها مي زدقات مها...
وداد: بففف خلعتيني يسحابلي با...
خديجة: ( كلسات حداها وقالت بهمس) امضرا شدرتي؟
وداد: ههه...فرفرتها صافي...
خديجة: طبقتي داكشي بالحرف؟؟
وداد: ااه بالحرف أمي...ماطيرتها تا كنت غانموت بالخلعة...البلاصة الي نعتاتليا داك خيتي بعيدة وخاوية...كون خرجلي شي شمكار تماك جنب البحر كون انا الي فرفرت...
خديجة: ياك كتليك نمشي معاك...
وداد: يااك تمشي معايا ولا فاق با وحس بيك مكايناش ديرلنا الشوهة...
خديجة: بفف بقا بالي معاك ماحمدت الله تا حسيت بالباب تسد...زعما هادشي يكون منو؟
وداد: (عقدات حواجبها ) ياك امي انا الي كنت نسولك هاد السؤال كلتيلي السيدة قاطعة يديها من رحمة الله...ودقتها مكتنوضش؟ عنداك تكون هاد تمارة الي ضربت كولها على والو؟
خديجة: صافي صافي انا غير مزال عندي الشك...هاديك صاحبتي الي سيفطاتنا عندها راه بسبابها باش راجلها موفرليها كولشي ودايراه تحت السباط...
وداد: نااري أمي وتزدق اقسم بالله تانتهلا فيها...عرفتي راه غاتكون برداتلي قلبي ونتشفا فيه وفيها كيما بغيت...نحمقهوم ونتفطح انا فخيرو...ههه...
خديجة: ( بقلق) نخاف غير يتقلب علينا هادشي ابنتي...
وداد: سيري غانخليك غير نتي تقلقلي السوق انا ماخاصنيش نبان فالصورة هاد الايام...
خديجة: وخ...
خرجات خديجة سدات الباب..ناضت وداد بدلات حوايجها وتلاحت فوق ناموسيتها...طفات الضو ورجعات نعسات راضية كل الرضى على داكشي الي دارت و الضحكة واصلة ليها لودنيها
سالا الطبيب من فحصها وناض من بعد ماعطاها مهدئات الي نعسوها فالبلاصة...
عادل: ( بقلق) اش بانليك ادكتور؟
نجيب: ( بأسف) انهيار عصبي حاد...داتها كولها كترجف...وضغط الدم عندها مرتافع بزاف...كنضن مشكيلها نفسي...( شاف فحنان) كنضن غاتعرفي حسن مني فهاد القضية...المريضة على مايبدو تعرضات لشي صدمة هاد الليلة...الشي الي خلاها تنهار...أنا عطيتها مهدئات غايخليوها ناعسة حتى لغدا مي ماغايفيدو فوالو...كيما كتعرفي احنان لا كانت المشكيلة نفسية الدوا ماعندو باش يفيد...هدا المجال ديالك بلا منحتاج نكولك اش خاصو يدار...
حنان: ( بتفهم) فهمت انجيب...شكرا بزاف سمحليا مرة اخرى عدبتك...
نجيب: (سلم عليها وعلى عادل) الله اودي مرحبا فاي وقت...خليتلكوم الراحة والله يشافيها...
حنان: تفضل...
مشا قدامها رافقاتو للباب وبقا عادل واقف عند راسها كيشوفيها...ماقادرش يتحرك حتى رجعات عندو حنان...شافيها وقال ...
عادل: مافهمت والو احنان...واش هادشي كولو متعلق بداكشي الي عاودتيلي؟
حنان: كلسات بجنبها غطاتها) بطبيعة الحال...وخ ردة فعلها كانت زايدة على اللزوم مي توقع اي حاجة بحال هكا...تفيق من نعاسها طافجة..يراودوها كوابيس خايبة...تغوت وتهرس وضرب بالي جا قدامها...توقع اي حاجة...
عادل: بزاف هادشي...شنو الحل؟
حنان: ( بتردد) الحل هو ترجع للطبيب...
عادل: ( عقد حجبانو وقال بتحذير) متحاوليش احنان...
حنان: بفف راه مكاينش شي حل اخر..متقصحش راسك...
عادل: هي ماحمقاش باش ترجعيها لطبيب...مستحيل نقبل...ازمة وغادوز...غانوقف بجنبها ونبقا معاها حتى تجاوزها..
حنان: ( ناضت عندو وشدات فيه) عادل الله يخليك شوف لمصلحتها...ماشي ايلا رجعات لطبيب راها حمقة...ماشي كاع هادوك الي فقسم الامراض العقلية والنفسية راه حماق...الله يهديك...
عادل: ( بصوت عالي) كتهمني كتر من اي واحد فهاد الدنيا ولكن باش نرجعها لطبيب الحماق ماغانقبلهاش...غاتعالج فالدار ولا ماقدرتيش عليها غانجيبلها احسن طبيب فهاد العالم باش يسهر على حالتها...غاتبقا قبالت عيني وبجنبي والطبيب هو الي مترجعش ليه...
حادة كانت يالله داخلة من الباب وجهها مخطوف ...الخوف باين فعينيها...يالله شدات فعادل كتسولو على بنتها مالها حتى تمات خارجة كتعيط ليها...تلقا ليها عادل شدها من يديها...
سميرة: ( تحولو نظراتها لمها لنظرات شر من بعد ماكانت كترجاها... طلقات من يديها بالنترة وتمات راجعة باللور كارزة على سنانها) حتى نتي معاهوم أ مي...باغيين تحمقوني ياااك؟؟ والله لا كانت ليكوم...
شافت يمين وشمال...هزااات فاز دالورد كان على الطبلة ضرباتو مع الارض حتى طارو شقوفو وتحنات هزات طرف دالزاج ودارتو على عنقها...تما عادل جمدولو الما فالركابي اما الباقي غير حالين فمهوم مدهولين من هادشي الي كيشوفوه...
عادل: ( قرب عندها بشوية وقال بحذر وعينيه كيغليو بالخوف) سميرة...حطي الزاج أحبيية ...غاتأدي راسك حطيها...
سميرة: ( راجعة باللور وكتغرس داك الزاجة فعنقها وعينيها حمرين بحال الجمرة) بعد..بعد متقربش والله تانقتل راسي...باغيين تحمقوني هاااا؟ ماغانخليكومش ديروها هاد المرة...انا بعقلي...( شافتو كيقرب عندها بحدر غوتات تا بان حلقها) وااامااااتقربش ماااتقربش والله تا نغرسها فعنقي ( بدات تكا على داك الزاجة حتى بدا يخرج الدم...غير شافها تزاد معاه الزايد ماقدرش مزال يخطي خطوة اخرى...حيت حالتها مكتبشرش بالخير...وممكن تادي راسها دبصح كيما كتقول
كانت ماعارفاش راسها اش كدير...حاسة بداتها كترجف والحرارة طلعات عليها...
سميرة: متقرببش...متقربش...انا كنكرهك...نتا خرجتيلي على حياتي...الله ياااخد فيك الحق بعد مني...دمرتيني( بدات تبكي بهستيرية والزاجة باقا على عنقها) اهئ اهئ خرجتيلي على حياتي...معمري نسمحلك...تقرب نقتل راسي...
عادل: ( تحقنات فيه النفس من الخوف...بقا مسمر بلاصتو وهز يديه كيكالميها) صافي غير تهدني احبيبة...شنو بغيتي؟ شنو ندير؟ شنو ندير باش تحطي داكشي؟
سميرة: ( كتنهج) بعد مني...سير فحالك مابغيتش نشوفك...
تزادت قوتها لاضعاف...جعرات وبقات تغوت بهستيرية ...كدفعو بكل قوتها كأن شي حد اخر محكم فيها ماشي هي...كتركل بيديها ورجليها وضرب فصدرو بكل قوة...لقا صعوبة باش يتحكم فيها...غلباتو غير بوحدو...حتى فاقت حادة من صدمتها ومشات كتجري لعندهوم شداتها معاه...وهي كطلع وتهبط وتشهق حتى تتقلبو عينيها لفوق...توقفات عن الحركة وهبطات كتسرس مع صدرو وهو شاد فيها فاش حس بيها ترخات...نزلها الارض ونزل معاها...صدرها كيطلع ويهبط قدامو بزربة...كيتنفخ بطريقة غريبة والنفس تحقنات فيها...تعصرات حتى رجع لونها حمر...كتحاول تخرج النفس بصعوبة....حتى قدرات اخيرا تزفر بقوة وخرجات النفس الي كانت جامعة فصدرها مع كشكوشة بيضا بحال الرغوة...قلبات عينيها الفوق وبدات تلقف وتجبد فرجليها ويديها بحال لاستيك...
خرجو عينيه...طلعات معاه البرودة من رجلو وهو كيحس بيها كترخا وكتطلق شوية بشوية بين يديه حتى توقفات كليا عن الحركة وسدات عينيها...بقات غير الرغوة خارجة من فمها...ضارت بيه الدنيا وعقلو وقف...نطق بعدم تصديق...
عادل: لا ...سميرة...لا
شاف فحادة الي شادة فراسها دموعها على خدها ماحاساش بيهوم...هز يديه الي كترعد...حطها على عنقها مكان الجرحة...
حادة: (بصوت متقطع) م...ماتتت!
دخل كيجري وصوت لهتات نفسو المهدودة كتسمع فداك الكولوار كصوت فحيح الافاعي... هازها بين يديه وشعرها الاسود القاتم مدلي للرض و كيتمايل على وزن خطواتو المتسارعة...عينيه كانت مضلامة وتايهة كتقلب على النور باش تلقا الخلاص...وهاهو دا جا عندو كيجري ومعاه ممرضة جارة باياص...تلقاوليه بسرعة...حطها بحال شي دمية شاحبة ومكتحركش...شاف فالطبيب وقال بصوت مخنوق وهو كيحاول يتشبت بداك الخيط الرفيع من للأمل الي جاي متمسك بيه طول الطريق وهي بين يديه من بعد ماقاص نبضها الغير المنتظم ولقاها مزالة كتسارع من اجل الحياة...
عادل: عتقها أدكتور الله يخليك...
الطبيب: ( رتب على كتفو بهدوء وقال بابتسامة ككل مرة كيتطلب منو بحال هاد الطلب وقال) غاندير الي فجهدي...دعيو معاها...
جرات الممرضة الباياص ومشات كتحاول تسرع فخطواتها ما امكن نظرا لحرج الحالة الي بين يديها...من ملامحها الدبلانة وااتر الرغوة المنساابة على فكها كتبين انها حالة مستعجلة ...تبعوها كاملين وعلى وجهوم علامات الذعر…البعض منهوم كيتمناو يكون مجرد كابوس مزعج... والبعض الاخر عارفينو كابوس وباغيين يفيقو منو...
دخلوها لغرفة الانعاش...وسط صمت رهيب...تكا على الحيط ورجع راسو اللور...كيلم اشتات روحو المهدودة...كيحس براسو واقف غير بزز...رجليه فشلو بالخلعة عليها ودماغو مزال مستوعب لدبا هادشي الي طرا...وفبالو اسئلة كتيرة ...واش الحياة مزال مابغات تراف بيهوم وتحبس هاد اللعبة الحقيرة الي مزال كتلعبها معاهوم بدون ملل او كلل...واش مزالة غاتختابرو بيها كتر من هادشي؟ كاع امتحانات الحياة كان كيدوزهوم بهدوء وكيمرو مرور الكرام من غير مايخليو فقلبو ولو اتر بسيط...الا فاش كيتعلق الامر بسميرة...هو لحد الان جرب معاها كاع الاحاسيس....الخايبة منها..الندم...الخدلان...الحقارة...والزوينة منها...الحب والصدق والعطاء...معاها داق طعم الحياة الحلو...بغاتو بدون مقابل وبدون قيود...و فكل مرة كتخليه يسول راسو كيفاش بنت ببساطتها وبالظروف الي عاشتها...تقدر معنى الحب والعطاء فيه...حتى كيتوقف بعد فترة باش يجاوب على سؤالو...حيت بكل بساطة...قلبها خلق فقط لكي يحب...وبقوة ماهو صافي ونقي مكيقدرش يميز رائحة هاد العالم النثنة....هادشي كيزرع فقلبو الروح وسط داك الهالة العظيمة من الحب الي كتقابلو بيها...وكيخلي الفكرة ديال انها تمشي وتخليه بمتابة الموت البطيئ فكل تانية غايعيش على دكراها...صعيب من بعد هادشي كولو تولي مجرد دكرى فحياتو...ماعندوش استعداد ولو بواحد فالمية يجرب الاحساس بالفقد وفطران القلب...غمض عينيه بألم بمجرد التفكير فالامر كيخلي قلبو يخرج من بلاصتو والنفس تحقن فيه...تحطات يد على كتفو بهدوء...حل عينيه شافيها...قابلاتو بملامحها البريئة...وعينيها الي كيلمعو وقالت بنبرة صوتها الحنينة والي كتحسو بالامان ...ولو وسط ميات مشكيل...
عادل: (زير على يديها وقال بابتسامة باهتة) ونعم بالله...
خرج طبيب من بعد فترة طويلة من الانتظار اللعين...بمجرد ماشافتو حادة الي كانت ماقاداش توقف من تاتير الصدمة عليها...ناظت كتجر فرجليها بالسيف حتى وقفو كولهوم عند راسو بملامح ممحية...قبل ماينطق عادل بترقب رهيب...
عادل: امضرا ادكتور؟
الطبيب: ( باستغراب) قمنا بفحص المريضة...ماعندها والو...حالتها كانت كتشبه لشي واحد عندو تسمم حتى اني فاش شفتها منين جبتوها مشا بالي نيشان لهاد القضية...ومسولتكومش على اش طرا والسبب ...حتى كنتصدم لداخل انها صحيحة فصيحة ماعندها والو...لاكن عندها بزاف الضرابي زورق فلحمها...كنضن بسباب الاعصاب...الي خلاها تفقد الوعي بهاد الطريقة هو انهيار عصبي...واش المريضة كتعاني من مشاكيل نفسية؟
حنان: ( شافت فعادل الي مصدوم وقالت) تقريبا ادكتور...انا طبيبتها النفسية وفنفس الوقت من عائلتي...
الطبيب: نتي غاتكوني مطلعة على حالتها كتر مني ادكتورة...حاولو توفرو ليها جو زوين وسطكوم...وكاع الي تعصبها بعدوها عليها...حيت مدام كتعصب بهاد الطريقة الا وكطلب شي حاجة ومتحققاتش ليها...
عم السكون وبقاو غير كيدورو فعينيهوم قبل مايكمل الطبيب كلامو...
الطبيب: على العموم...المريضة غانقلوها لغرفة ترتاح...وغاتبقا عندنا اليوم...عطيناها مسكنات للحرارة الي كانت مرتافعة ومهدئات باش ترتاح...هي دبا ناعسة...يمكنلكم تشوفوها فاش تفيق...لاكن بلا متعصبوها حيت جسمها ضعيف هاد الساعة ماغايتحملش شي انهيار اخر...الله يجيب الشفا
انسحب الطبيب فهدوء...تنفسو الصعداء وحمدو الله الي باقا حية...رجعات حادة كلسات بلاصتها كتلتاقط انفاسها وتنفس بارتياح...كلسات حداها صوفيا ومليكة بينما حنان تبعات عادل الي خرج على برا بخطوات مسرعة...بدات تبكي وتنوح على بنتها وعلى الحالة الي وصلات ليها...
حادة: الله يابنتي الحبيبة وعلى سعد عندك...تا كلت تزوجتي ونتهنا عليك حتى يطرا فيك هادشي يا كبيدتي...اهئ اهئ ( شافت فمليكة وقالت وهي كتمسح الدموع من عينيها ) عوينة وصابتهوم امليكة عويينة...بنتي كاانت صحة سلام...علاش غاتعصب وطيح حتى يخرحو الكشاكش على فمها؟
حادة: اهئ اهئ لا لااا...بنتي طارية فيها شي حاجة مكاين لا سبيطار لا طبيب...واش شفتوها فاش طاحت بالرياح وتقلبو عينيها ولا ماشفتوش؟؟ ( شهقات بقوة والنفس تحقنات فيها) اهئ اهئ...بنتي تخوطرات...تسكنات ولا تخطات شي حاجة...
مليكة: ( شافت فيها بعدم تصديق وقالت) سحوور زعما؟؟
حادة: ( شدات فقلبها وغمضات على عينيها بالم) وشنو الي غايدير فيها داك الحالة من غيرو؟ توريني أنا فيه...توريني فعديان الله...ماعرفت شكون ادالي بنتي...شكون بغا يحمقها؟ عييت مانحضي فليلة عرسها عييت...حتى من الحنة وقفت على النقاشة بيدي غير سالات هزيتها خبيتها باقا لدبا مخبية...منين وصلو ليها وشكوون؟ اهئ اهئ...
صوفيا: ( بقات شحال ساكتة كتصنت لحديتهوم لي جاها كيعبر عن قمة الجهل والنية ديال هاد الجوجات...قبل ماتخنزر فيهوم وقالت بحنق) واااش نتوما حماقيتو ولا مالكوم...اشمن سحور ولا زمر؟؟ وااش مزللين كتأمنو بهادشي...اش هاد العقلية ...البنت نفسيتها مريضة...خاصها شوية دالوقت والي ياخد.بيديها وتعالج ونتوما باركين عليا سحور وجنون...
حادة: ( عقدات حجبانها وجاوباتها بنفس نبرة صوتها) واااش غاتوريني فهادشي؟؟ انا بنت العروبية عن با وجدي...ماغاتجيش نتي توريني فالسحور...بنتي تخطات شي حاجة...وانا غانجري عليها بيدي...مكاين لا طبيب لا زفت...
صوفيا: ( سدات عينيها بغضب باغا تغوت بسخط لاكن تمالكات نفسها وقالت من تحت سناتها) متحاوليش دكري هادشي حدا عاادل...بلا شي راه ماعالم بيه غير الله لا مشا تا سمعكوم كدويو هكا منضمنش ليكوم ردة فعلو...
خرج للجردة...كيحاول يستنشق القليل من الهواء ينعش بيه الرئتين ديالو من بعد ماحس بصدرو تزير وتخنق...لحقات عليه حنان وقفات حداه...شدات فيديه وقالت وهي كتراقب ملامح وجهو المتشنجة وقالت بقلق...
حنان: عادل نتا بيخير؟؟ ياكما تزيرتي؟
عادل: ( تنفس بعمق وقال بذبول كيحاول يمحي اي شعور بالمرض او تشنج فجسمو) أنا بيخير بيخير...
حنان: ( بحدة ) خاصك تحاول على صحتك باش تقدر توقف بجنبها...
عادل: ( غمض عينيه وقال غير مبالي بهضرتها) انا موافق احنان...
حنان: ( بعدم فهم) علاياش؟
عادل: موافق أنها تعالج ونبعد عليها...لاكن بشرط...!!
حنان: شنو الشرط...
عادل: غانبعد عليها مي تعالج فدارهوم...سميرة ماغاتقدرش علا انها ترجع لداك البلاصة مرة اخرى...كنواعدك منشوفهاش حتى تبرا...( شافيها بملامح دابلة فتحات فمها غادية دوي حتى كمل كلامو مقاطع ليها) بلا متحتاجي تعارضي احنان...حيت غي القرار الي خديتو باش نبعد عليها مخليني نبكي الدم من داخل...
حنان: (شافت فيه مطولا كيبان على وجهو الضياع وملامحو فارغة مافيها حتى شي تعبير...عرفات أن الداخل ديالو مخبع كاع التعابير...هزات راسها بتفهم وقالت مع ابتسامة ذابلة) غانحاول...ولكن تواعدني ايلا مانجحناش باش نخليوها كونصونطري فالدار نديوها لطبيب...
عادل: ( تنهد وقال بفتور) يدير الله خير...
حنان: ونعم بالله...
عادل: غاندخل نشوفها قبل ماتفيق...
حنان: يالله ندخلو...
كانت كتبان بحال شي جتة هامدة فوق من باياص كتسنا شكون يغسلها...لونها شاحب...وتحت عينيها زرق...تقدم عندها بخطوات تقال...الي شافها البارح بتوب العروس الابيض مبهجة بحال زهرة الياسمين...مايقولش هادي هي الي مستسلمة لسرير فالمستشفى بكل هدوء...جر كرسي وكلس حداها...هز يديها الي كانو باردين بحال التلج..طبع قبلة دافئة بطعم الدموع...علا راسو شافيها وقال بخفوت...وهو كيدقق فتفاصيل وجهها بهدوء...
عادل: غير قبل شهرين من دبا كنت فاقد الامل من أننا نعاودو نتجمعو بجوج...كان كيبانلي الامر مستحيل خصوصا من داك نظرة الحزن والعتاب الي كنت كنشوفها فعينيك...ولكن دبا العكس...عندي يقين كبير اننا غانتجاوزو هاد المحنة بجوج...مستحيل نخليك من بعد ماعاودت لقيتك وممستاعدش نفرقك مرة تانية...هاد المرة غانشد فيك بسناني...حيت كنبغيك ومنقدرش نعيش بلا بيك...نتي رجعتي جزء من حياتي ...الجزء الزوين والمنور منها...( سكت شوية وكمل بهمس) غاتلقايني كنتسناك...بلا منمل...نجربو الانتظار هاد المرة...وكولشي يهون على قبلك...
ناض من فوق الكرسي وتحنا براسو لعندها طبع قبلة حنينة على جبهتها...وهز راسو مع ابتسامة أمل...بقا كيدقق فملامحها بشوق...حيت ماعارفش شحال غادوم مدة الفراق وفرصة النظر لوجهها مرة اخرى...قبل مايخرج بخطوات مسرعة بحالا خايف من التراجع فاخر لحظة...
**************
******************************
شافت فيها بعدم اكترات وهي متكية براسها على حرف ناموسيتها...طالقة رجل وجامعة لوخرا لعندها...وقالت بفتور...
سميرة: غير كضيعي وقتك معايا أ حنان...
غمضات عينيها كتحاول تكبت غضبها الجامح...ورجعات حلاتهوم شافت فيها بنفاذ صبر قبل ماتنوض من بلاصتها كتمشي وتجي حداها...دايرة يديها فوق جنبها حتى دارت عندها مزمجرة بسخط...
حنان: مافهمتكش اش باغا ا سميرة...من نهار خرجتي من الطبيب وانا كنحاول ندخلك الفكرة لراسك...
سميرة: ( غضبها ماحرك فيها حتى شعرة...شافت فيها وقالت بفتور) وانا من نهار خرجت وانا كنكولك مامريضاش باش نتعالج...
حنان: (رجعات كلسات عند رجليها وقالت) علامن كضحكي ا سميرة؟؟
سميرة: مكنضحك على حد...
حنان: ( شافت فيها وقالت بتحدي) وخ...نكولو أنك مكضحكي على حد...يالله شرحيلي شنو هادشي الي كديري؟ فسريليا تصرفاتك الاخيرة!...
سميرة: الصمت...
حنان: شفتي؟ شفتي كيفاش ماعندك حتى جواب؟؟ ايلا كنتي بصح مامريضاش ومكتعاني من حتى شي عقدة نفسية يالله كوليلي علاش درتي هكا ليلة عرسك؟ هااا؟ يالله جاوبي...
سؤالها جابليها التبوريشة وحسات بلحمها شوك عليها...كيفاش غاتجاوب على سؤال هي براسها ماعارفاش جوابو وعلاش تصرفات بداك الطريقة...سهات بتفكيرها لداك الليلة ...وصباح داك الليلة الي كانت قربات تحماق فيه...قبل ماتقاطع حنان دوك المشاهد الي كيدوزو فداكرتها وكملات كلامها...بتحدي
حنان: يالله نكري أنك ماخليتيهش يقيصك بسباب داكشي الي تفكرتيه؟؟ بلا منحتاج ندكر سميتو حيت راك عارفاه مزيان...عارفاه مزيان وماباغاش دوي عليه..وهدا أكبر غلط...
حدرات عينيها بحزن بينما حضنات راسها بيديها كتمنع داك الرعشة الي سرات فجسمها من الاستقرار فقلبها...تنهدات بضيق وهي كتسترجع داك الطيف من الدكريات اللعينة الي باقا محتافضة بيها فجزء صغير من داكرتها...لاكن فاش كتفكرها كتخلي جرح كبير فقلبها...التزمت الصمت بينما كملات حنان فهدوء...
حنان: سميرة!! عاوديلي باش ترتاحي...شنو الي خلاك ديري هكا؟؟
سميرة: ( دورات راسها لعندها و عينيها حمم ملتهبة خارجة منهوم...نطقات بحال شي شيطان وقالت بحنق) ماتعاوديش تحبديه ليا...بغيت غير امتا نتفك منو...فهمي هادشي وسيري فهميها ليه حتى هو...
حنان: ( تنهدات بضيق وقالت) غانجاوبك على السؤال الاول...نتي كضحكي على راسك ا سميرة...مايمكنش من بعد هاد السنين كولها وداك الحب الي كنتي هازاه اتجاه عادل تجي دبا تبغي تمحي وجودو من حياتك بهاد السهولة وباغيانا كولنا نتيقو هاد المسرحية ديالك؟؟
سميرة: أنا مكنضحك على حد...شحال من مرة خاصني نعاودهالك؟ انا مابقيتش كنبغيه...بغيتو يخرج من حياتي ويبعد مني...كنتخنق غير لا تجبدات سميتو...
حنان: ( باستفزاز) غي هادي سيمانة كنتي كتموتي فيه...اش تبدل بين ليلة ونهار؟
سميرة: قلبات وجهها لجنب ممتانعة عن الجواب...
زفرات بضيق وناضت هزات صاكها...خرجات من دون استادان...زدحات الباب ومشات معصبة ككل مرة كتسالي معاها الحديت بالصمت القاتل...هادي سيمانة باش خرجات من الطبيب ورجعات لدارها...الي هي فالاصل الفيلا ديال عادل الي كانو ساكنين فيها قبل العرس...طلاقاتها حادة لباب فاش شافتها خارجة كضرب فرجليها...
حادة: امضرا؟؟
حنان: ( حدرات راسها لحزن) مزال على نفس الحال...ماباغا تنطق بوالو...ماباغا تكول والو...وأنا بديت نفقد اعصابي...
حادة: (هزات راسها بتفهم وقالت) اجي تفطري ابنتي عاد سيري...
غير خرجات وتاكدات منها مشات...جبدات تيليفونها من فواطتها...ودخلات لكوزينة كتقلب فالنوامر اخر وحدة تاصلات بيها...دوزات النمرة وبقات تسنا بترقب يتشد الخط وهي كدور بجنابها حتى سمعات الو...
حادة: ( بهمس) الله اخويتي فين هادشي ديالك؟
السعدية: ( صوتها كيلهت) حلي حلي راني حدا الباب ...
حادة: كيغاندير؟ هوما راه تاواحد مامتيقني...كون تشوفي غير ختو كيفاش ضارت فيا داك النهار...اما حنان نهار الي كولتهالها طفجات فيا بحال شي شيطان...
السعدية: هاد ولاد المدينة كيجيهوم داكشي غا تخارف...وليني بنتك لا تخليهاش ضييع...نديوها وخ بالسيف عليهوم ولكن هي اش نديرو معاها؟
حادة: احياااني عليها هيا...لا تفكرينيش راه مكنقدش ندخل عليها البيت غير باش منتصدمش...كون تشوفي كيف رجعات...مكتاكل مكتشرب...رجهات بحال العود...عضمان وجحها بانو...البنت كتساس نهار على خوه...
السعدية: يكونو موكلينها؟
حادة: الله واعلم بحالها...انا بغيت غي نعرف شكون هادو الي اداوليا بنتي...
السعدية: متكونش داك غيثة؟؟ تكون مابرداتش ليها وخدماتلها شي خدمة؟
حادة: ( شردات للحظة عاد قالت) لا لا مووحال...وخ سميرة بنتي دارت داك الزبلة فيهوم ولكن غيثة مرا حقانية مكنضنش توصل بيها لهادشي...زايدون غير من بعد يوماين من داكشي فاش جابتليا وراقها تسامحنا انا وياها وكاتلي راه كولشي من الخير...ومن بعدها حنا تحولنا من تماك...وماعاوداتش شافت سميرة من بعد داك النهار...فين غاتلحقها حتى توكلها؟؟
جاية مع الكولوار كتمشا بخيلاء... عاجبها راسها كالعادة... كانت شحال هادي هازة نيفها للسما دبا الارض مابقاتش سايعاها ومكتشوفش كاع فيها...وعلاش متكبرش وهي رجعات مالكة اسهم فهاد الشركة وخ غير 5 فالمية بالنسبة ليها دايرة ليها الشان ورضات غرورها ولو غير بشوية...دازت على البيرو ديالو طلات غير من الشقة لقاتو خاوي كالعادة...ابتاسمات بغموض ومشات فاتجاه البيرو ديال فؤاد...دقات بخفة حتى سمعات الاذن بالدخول...تمحات الابتسامة من وجهها تصنعات ملامح جدية ودخلات...
علا راسو يشوف شكون الي دخل...ابتاسم فوجهها بذبول...حتى بادرات بالكلام..
وداد: كيف داير اعمي؟
فؤاد: ( حط القلم من يديه وتقاد فكلستو) الحمدالله ابنتي...تفضلي...
كلسات بلباقة فالكرسي الي قبالتو وقالت بخفوت...
وداد: ماتاحتلناش الفرصة باش نهضرو انا وياك من بعد داك النهار...بغيت نطلب منك السماحة على كل ماصدر مني...( سكتات شوية كتقرا تعابير وجهو الي مابان عليهوم تا شي تغيير وكملات كلامها) انا وعادل كانت طريقنا مسدود من شحال هادي...وكان احسن حل لينا هو الفراق...
فؤاد: ( عقد حجبانو وقال بفتور) مكانش هدا هو رأيك فاش طلبتي مقابل على الطلاق وباش تنازلي على الحظانة...
وداد: ( حافضات على هدوءها المصطنع وقالت) كان لابد نضمن حياتي من بعدو اعمي...هاديك اقل حاجة كان ممكن يديرها مقابل داك الجرح الي خلاه فقلبي واش يسحابلك الطلاق ساهل؟ باش يجي من بعد كاع هاد العشرة وبيناتنا ولد ويكولي غانطلقك باش يتزوج اخرى بسهولة ...راه جاتني قاصحة...
فؤاد: ولكن عادل مكانش غايخليك بلا حقك فجميع الاحوال اولا؟
وداد: ( ارتابكات شوية وماعرفات باش تجاوب حتى كمل كلامو وهو كينقدها من الاجابة)
فؤاد: على العموم هادشي فات ابنتي...الحديت فهاد الموضوع ماعندو باش يفيد هاد الساعة...
وداد: عندك الحق اعمي...بغيت غير نسول على عادل...شحال ماجا ياك لباس؟
فؤاد: بلا شك غاتكوني عرفتي انه تزوج...مراتو عيانة شوية هاد الايام فضل يبقا معاها شوية...
وداد: ( كتمات ابتسامتها الي باغية تسلل من بين شفاهها وقالت ببرود) مايكون عندها باس...نخليك دبا اعمي نهارك مبروك...
فؤاد: بسلامة...
ناضت كتمشا بعنفوان حتى خرجات من البيرو سدات للباب وطلقات العنان لابتسامتها العريضة تخرج...متاكدة كل التأكيد من أن شغلها زدق وخدمتها بانت...وراضية كل الرضى على هادشي الي دارتو...
دخلات عندها كتمشا بخطوات تقال...كلسات جنبها فالنموسية...كانت ناعسة على جنبها وجامعة رجليها لعندها...عينيها مفيكسين فنقطة وحدة بشرود...حطات يديها على راسها عاد نتابهات ليها
ناضت خرجات زدحات موراها الباب بالجهد هادي رجعات عادة اي واحد دخل يشوفها...غمضات عينيها بالم وعاودات حلاتهوم...لاحت الغطا وناضت بشوية بحالا ايلا زربات غاتهرس فيها شي ضلعة...نزلات برجليها الحفيانة عل الارض...جاتها بااردة بالمقارنة مع حرارتها المرتفعة والي ماكتهبطش...كتحس بيها من داخل ومن برا...تمشات بخطوات تقال حتى عضامها كيديرو الصوت ...وصلات لقبالة المراية ووقفات...شوفت انعكاس صورتها حداها ماحرك فيها حتى حاجة...كأن صورتها مابقاتش هاماها...لا مظهرها الخارجي...ولا لونها الشاحب...وعينيها الي دخلو بلاصتهوم وسط هالة من السواد الي دايرة بيهوم...شعرها الي كان قوي وبدا كينقص شوية بشوية لدرجة لا دوزات يديها على خصلاتو كتجرهوم معاها بسلاسة...تمبقاتش كتعرف راسها...ومكتحمل تهضر مع حد ولا تشوف شي حد...وفكل مرة كيجيها الشعور بالفرار...تخلي موراها كولشي وتخرج بدون وجهة...الا ان ضعفها وجسمها الهزيل كيمنعها من انها تنوض حتى لطواليط تقضي حاجتها...عايشة وسط ضياع والي سماتو حنان حالة من الاكتآب والانغلاق عن النفس...رجعات لبلاصتها بهدوء...جرات عليها الغطا ...غمضات عينيها باغا تنعس وخ يالله فاقت...
دوزات نمرتو وهي كالسة فوق مكتبها كتحك فجبهتها بضياع...حتى سمعات صوتو وقالت بهدوء...
حنان: مزال الحال هو هداك...لاول مرة كنوقف قدام حالة ماعرفت ساسها من راسها...تلفت اعادل...ضبط النفس هو اول حاجة تعلمناها...ولكن مع سميرة رجعت كنتحكم فاعصابي بالسيف...
زفر بضيق من وقع كلماتها عليه...كينتاضر اتصالها كل صباح عالله تحمل ليه شي جديد...الوقت كيدوز بسرعة والايام بدات تعاود ولا جديد يدكر...الوضع بدا يقلقو وهضرة حنان كتر...
حنان: يدير الله خير...غدا ماغانقدرش نشوفها حيت خطبتي...راك عارف...غاتجي ياك؟
عادل: بطبيعة الحال ابنت عمي...الله يسخرليكوم...
حنان: اميين يارب...فرحتي ماغاتكمل حتى حتى نعاود نشوفكوم مجموعين بجوج...
وقفو عند باب من الخشب قديمة... كيتسناو بفراغ الصبر من بعد مادقو باليد النحلسية الي معلقة فيها...شادين فيديها بجوج بحال شي متهم غاديين بيه لعدالة...حتى تحلات الباب ودخلو جارينها ...بينما هي كتمشا بخطوات تقال غير كتجر فرجليها حادرة عينيها كتحسب خطواتها فالارض بحالا كتزطم فالخوا....تسدات موراهوم الباب وتمشاو تابعين البنت الي حلات ليهوم...دخلو حتى وصلو لوسط الدار ووقفو شافو فيها...ركزات الشوفة فسميرة وقالت...
-الشريفة كتسناكوم...دخلو...
جروها كيما دخلو بيها لبيت فين نعتاتليهوم البنت...كان صالون طويل يالله فيه 3 سدادر...ريحة البخور خارجة كتعطعط...دخلات حادة هي الاولى شافت فالمرا الي كالسة فراس الصالون...شادة تسبيح فيديها وكتمتم بشي حاجة فمها...كانت مرا فاواخر الخمسينات...ملوية زيف على شعرها وخصلات الشيب كطل من تحتو...وجهها المجعد عامر وشام...وعينيها الرماديين كيبريو وبريقهوم باين من بعيد وسط الكحل الي مزينهم بحال شي غجرية ...كانو شوفاتها حادة وملامحها جامدة...شيرات بيديها لحادة باش دخل...غمزات السعدية ودخلو من بعد مارماو السلام...كلسو حداها بارتباك...بينما هي مركزة شوفتها فسميرة كطلعها وتهبطها من رجليها حتى لراسها...كانو نظراتها غريبة وكتختارقها شبر شبر...سهات كأنها كتفرج فشي حاجة قبل متنطق حادة بخفوت خرجاتها من سهوتها...
حادة: احمم...الشريفة هادي هي البنت الي كلنالك البارح...أنا مها...وهادي..
قاطعاتها بصوت حاد هازة يديها لوجهها...وقالت بحدة من بعد مارجعات تشوف فسميرة...
-هاد البنت حظها فالدنيا قلييل...( غمضات عينيها فترة طويلة حتى يسحابوها نعسات...حتى حلاتهوم فجأة وكملات كلامها) لكن جاياها يام زينة...
حولات نضراتها الحارقة لحادة ...وقالت بحدة من بعد ماعقدات حجبانها وكأنها كانت كتفكر فشي حاجة وقاطعات تفكيرها لتاني مرة...
-شششششت...
شافت حادة فالسعدية بنظرات فهماتهوم غير هي وكان معناهوم "اش هاد المخلوقة الغريبة الي جبتينا عندها ماعرفناها من انس ولا جن" هزات راسها السعدية بمعنى " غير تسناي ونعرفو" قبل ماتقاطع هضرة عيونهوم بجوج وقالت ببرود...
-نهار عرسها خدمات خدمتها...الشهبة مولات العينين عسليين...بوحديتها عند واليديها...كانت واقفة على طبلة القاضي...فقلبها الدغينة والحقد...ماشي لبنتك لراجلها...( غمضات عينيها بهدوء وسط صدمتهوم...استنشقات الهوا على مسمعهوم وزفرات بقوة...رجعات حلاتهوم وقالت) عتبة بابها احمر من الحديد...خاصها تنقا...البنت عقلها طاير فالسما...تغفلو عليها عينيكوم طج...
سكتات كتشوفيهوم...حتى نطقات السعدية حيت حادة مافهمات والو من هاد الالغاز الي قالت...
السعدية: كيفاش نفكوها الشريفة؟
سكتات شوية كتعمش فعينيها وفنفس الوقت شوفاتها موجهين لسميرة الي منين دخلات وهي حانية راسها مكدوي مكتكلم...غايبة تماما ..كأنها ماشي معاهوم...
حادة: ( شافت فيها وعقدات حجبانها) لا صافي هادي سالينا معاها...( هزات كفوفها للسما وقالت) ياااربي تسمحلينا ياربي...
السعدية: ( بعدم فهم) علاش؟
حادة: ( شافت فيها وخنزرات مزيرة على يدين بنتها) أنا كنت باغا نعرف شكون مولات الفعلة وعلى ود بنتي شركت بالله...ربي يسمحلينا أنا وياك...بنتي مسحورة وكلتهوم الله...وباش تكوليلي نحيدو سحور بسحور لا براكة علينا غير هاد الاتم...
دخلاتها لبيتها بحال شي أمانة مادوات ماتكلمات كلساتهها على نموسيتها حيداتليها السباط من رجليها وشافت فيها بأسى..
حادة: الله يابنتي وشنو كتسالك عدوة الله...غاترزيك فصحتك غادية وذبالي قبالت عينينا ...( هزات يديها كدوز على وجهها بحنان) تاكلي شي حاجة ابنيتي؟
ماهضراتش...هزات راسها بلا وتكات على نموسيتها بهدوء...غطاتها حادة بحسرة وخرجات عند السعدية الي كانت دخلات لكوزينة توجد ليهوم الماكلة...كلسات حداها دايرة يديها على خدها وعينيها مغرغرين بالدموع...
السعدية: نعسات؟
حادة: مابقات كتعرف دير تاحاجة من غير النعاس...تا هضرتها قلالت...عاد البارح كانت كتجاوب وتهضر اليوم قطعات الحس...حالتها كتكفس نهار على خوه...بسباب داك الغدارة...بغيت ربي يرزيها فصحتها كيف رزاتني فبنتي...
حادة: ( عضات على سنانها بغضب وقالت) كون نشدها نغززها بسناني السعدية...
السعدية: دبا خليك منها فكري غا فهاد الوحلة الي وحلنا...الحل كاين وشكون يساعفك فيه...
حادة: لقيتني كنكامد كيندير معاهوم...حالتها كتشفي العدا...وهوما باغين يدخلوها لطبيب زعما غايطفرو ليها...صافي قررت من غدا غانرجعها للدوار عند السي احمد...كيف كتليك...قاري كتاب الله وحافظ كلامو...كون تشوفي شحال من وحدة كانت تجي عندو فالنهار...ها الي كطيح ...ها الي حمقوها...هالمجعورة...ها المتقفة...ماكانو كيمشيو من عندو حتى كيفك الله سراحهوم
السعدية: ايوا عالله اخويتي...خليها دوز هاد الليلة عند داك البنت مسكينة تفرح بليلتها وغدا يحن الله...عايطي لراجلها ولا دبا يجي الليلة كيف عوايدو وهضري معاه الراس فالراس...بغا هو مابغاش لقاو لقاو الحل كيف درنا اليوم...
حادة: واهيا ناري لا تفكرينيش فاليوم...نخاف غايكون عيط وماجاوبو حد...
السعدية: لا تخافيشاي كون عيط كوراه لقيناه عند الباب فاش جينا...نوضي حيدي جلابتك واجي تاكلي لقيمة نوضي...
تعاشات العشية وضلام الحال...الدار كانت عامرة عند حنان...كالسة جنب توفيق حنيكاتها موردين وغالب عليها التوتر كاي بنت نهار خطبتها...الصالون كان عامر بالناس من عايلتها وعايلتو...مجموعين على الهضرة والضحك فجو من السعادة والفرح...وكان هو وسط دوك الناس عقلو غايب ومكيسمع والو من حديتهوم...كيشوف غير شنايفهوم كيتحركو...حس براسو تخنق ومابقا مركز مع تا شي واحد من هادوك الي كيحاولو يجبدوه فالهضرة...ناض خرج لبرا كيجر فرجليه...وقف عند الباب رخف الكغافاط شوية على عنقو...كيحاول يدخل النفس لصدرو...تكا على الحيط كيشوف فالسما وكيفكر فيها...حتى خرجات صوفيا كتساري فعينيها كتقلب عليه غير شافتو مشات عندو...
عادل: ( سد عينيه وقال بالم) كنحس براسي ضايع بلا بيها...كتزيد دبال نهار على نهار...حنان مابقات عارفة مادير...شنو عندها ماعرفت؟ بغيت نحماق...
صوفيا: وكتكولي رجعي اختي عند ولادك؟ كيغاندير نرجع ونخليك فهاد الحالة اخيي؟
عادل: (ابتاسم بذبول وهز يديها باسهوم وقال بامتنان) منكرش أني محتاجك بزااف ولكن مابغيتش نعدبك معايا أختي...
صوفيا: ( بابتسامة عريضة) شكون عندي من غيرك أحبيبي...ماغانتحرك من هنا حتى نشوف الضحكة رجعات لوجهك ...بغيت نعاود نشوف عادل خويا الي الريح ماتهزو...
ابتاسم بحزن جا يهضر لاكن قاطعو صوت التيليفون فجيبو...جبدو غير شاف النمرة تنفض من بلاصتو وقلبو مشا وجا...فتح الخط وقال من بعد مابلع ريقو...
عادل: مي حادة!
شد فراسو وبداو حجبانو كيتعقدو وملامحو كتبدل من بعد كل كلمة كتقولها...غمض عينيه كيعصرفيهوم حتى ساللت هضرتها وقطعات الخط...كانت الصدمة متمكنة منو ماقادرش يتحرك حتى شدات فيديه صوفيا وقالت بقلق...
صوفيا: عادل ياك لاباس اخويا؟؟
******************
حبس اللوطو حدا الدار تا تحكو الروايض مع الارض...نزل وشعط موراه الباب...تبعاتو صوفيا دايرة يديها على قلبها وكتجري موراه...كان بحال شي تور هايج...حل الباب ودخل لدار...حس بالبرودة طلعات مع رجليه...سمع البكا والنواح د حادة من الباب...مشا نيشان للصالون غير شافوه وقف ناضت من بلاصتها وقفات...شافيها بحنق...كيحس باعصابو فالتة والنفس مامنتاضماش فصدرو...غوت حتى بانو حلاقمو...وقال
عاادل: كيفااااش غفلتي عليهاااا تا خرجااات؟؟
حادة: ( طفجات من صوتو ورجعات جوج خطوات اللور كتبكي وتشهق) اهئ اهئ ماعرفتش ماااعرفتش...خليناها فبيتها وكنا فالكوزينة...فاش دخلت نقلب عليها مالقيتهاش...مالقيتهاااش اهئ اهئ...قلبت الدار كولها وبرا فالجردة وأترها ماكاينش...
شد فراسو غادي جاي مغمض عينيه كينفت نفس سخونة من نيفو...كيحاول يهدن راسو لاكن بدون فائدة فداك اللحظة كان مستاعد يرتاكب جريمة ولا يقتل شي حد كون تاحتليه الفرصة...رجع شاف فحادة وقال بغضب جااامح...وصوتو كيزيد يعلا...
عادل: خليتهااا اماننة بين يديك ؟؟ كيفااااااش غفلتي عليها؟ كيفاااش خرجات من الدار بلا متشوفيها؟؟ كيفااااااش؟؟فيين كونتي؟ واااش ماعارفاهاش مريضة؟؟
حادة: ( غمضات عينيها كتعصر الدموع ورجعات حلاتهوم شافت فيه بحنق وقالت من تحت سنانها) متزيدش عليا الله يرحم الواليدين...ربي الي عالم بياااا...وزايدون هااادشي كولو الي كيطرا فبنتي راااه بسبابك...نتا السباب فكولشي...( سكتات كترد النفس بينما للسعدية شادة فيديها لاطيح...زفرات بقوة وشافت فيه بحدة وقالت بعتاب من بعد مافلتات اعصابها) فييين كونتي نتا نييت فاااش كااانت كتخدمليها الشغل داك عدوة الله دمراتك؟ هاااا؟ فيين كونتي فاش سحرات ليها نهار عرسها وخرجاتها على عقلها تا طجااات دبا وماعرفناها فين زااادت...مانسمحليك لا نتا لا هي...خرجتولي على بنتي الله ياااخد فيكوم الحق...الله ياخد فيكوم الحق..رزاتها فصحتها بغيت ربي يرزيها....( هبطات على ركابيها شادة فصدرها كتبكي وتغوت بصوت عالي...
قرب عندها يديه كيترعدو من شدة التوتر شافيها ومتحركات تا عضلة فوجهو وقال بصوت أجش...
عادل: كيفاش سحور؟ شكون كالكوم هادشي؟
علات راسها شافت فيه وعينيها نقطة من الدم وقالت بصوت مقهور...وسط دموعها...
حادة: من نهار طاحت فليلة عرسها وانا عارفاها مسحورة..موكلة شي حاجة ولا مخطية ...واليوم ديتها عند واحد الشريفة هي الي قطعاتلي الشك وعطاتني الاوصاف ( سكتات شوية كتراقب ملامحو المتشنجة وكملات كلامها) مرتك هي الي دارتليها السحور...فداركوم وفعتبة بابكوم...بنتي بسبابها طجات دبا وعقلها ماشي معاها...
تشنج الجسم ديالو وتنفض من بلاصتو...عينيه تحلو على وسعهوم وحس بالحجر طاح فالجوف ديالو...من شدة الغضب وكان قابط راسو بالسيف...كان كيحاول يتنفس ويكالمي راسو ماباغيش يغلط معاها بصفتها مرا كبيرة ومت مراتو...دمو فار وحس بالسخونية طالعة معاه...وهو كيشوفيها بعينين مضلامين من شدة الغضب...وفودنيه كيتعاودو كلماتها الي ماحركو فيه تا حاجة وجاه الامر قمة الجهل وعدم الوعي...والفكرة ديال أنها خرجاتها عند شوافة بلا العلم ديالو كتنحر فقلبو بقوة...غمض عينو كيحاول يكبت غضبو بينما كملات حادة كلامها...
حادة: أنا كنت باغية نديها للدوار...تعالج تما عند فقيه...كيفك السحر والتقاف و...
كانت مزال تكمل هضرتها حتى تنفضات من بلاصتها على صوت غوات قوي دخل لودنيها صمكها ...وكان جاي من عندو كيطرجم شدة الغضب ديالو فهاد اللحظة وامكانية أنه يرتاكب جريمة وبلا مايحس....
عادل: صااااف سكتييييي!! شمن فقيه ولا شوااافة واااش حماقيتي؟؟ اش هاد التخارف؟؟ البنت مريضة وخاصها تعالج ونتي داياهاليا عند شواافة؟؟ واااش بغيتووو تحمقونيي؟ خليتها أمانة هنااا نضتي ديتيها للوسخ؟؟ ( سكت شوية كيرد النفس ...صدرو كيطلع وينزل..كيترعد غير بوحدو من شدة الاعصاب وخوفو عليها الي خدا النصيب الكبير فالانفعال ديالو...جمدات ملامح وجهو ...هز صبعو قبالتها وقال بنبرة تهديد من تحت سنانو) إيلا وقعاتليها شي حاجة فهاد الليل حساابي معاك غايكون عسيير...ومتلومي غير راسك...
استفزها بهضرتو...حسات بيه نفى كونها مها وغير هو الي خايف عليها ...غي هو الي كيعرف مصلحتها وكلامها غير تخاريف...شافت فيه بامتعاض...ناضت وقفات هازة راسها للسما وشافت أن الوقت مناسب تخرج حادة العيشورية بنت دوار سيدي مسعود...هزات صبعها لوجهو وقالت بتحدير كيما دار هو...
حادة: هاديك بنتي قبل متكون مرتك...وفعوط ماتبقا تلاج معايا هنا سير قلبليا عليها...وغاترجع غانديها بيدي فين داوا...( خرطات فيه عينيها وقالت بشر) بغيتي ولا كرهتي...وهاديك مرتك موتها غايكون على يدي ...اخر يامي غانولي قتالة...سميرة بنتي نقتل ونموت عليها...كتفهم!!!
هبطات يديها كارزة على سنانها كتشوفيه بنظرات تحدي بينما كيقابلها هو بنظرات غضب جامح وجهو متشنج وفكو متصلب...كانو بحال شي جوج أعداء وسط حلبة مصارعة حرة كيتسنا كل واحد منهوم ينقض علا لاخور بمطرد مايعطي حكم المباراة الاشارة...الغضب مسيطر عليهوم ولاكن عينيهوم كتبري من شدة الخوف...كان باغي يزيد يهضر ويفش غضبو لاكن جراتو يد صوفيا ماللور خرجاتو من هاد الجو المشحون...وقفاتو فالجردة وشدات فوجهو...
صوفيا: شتتت...تهدن...حاول تحكم فأعصابك...متديش عليها...راه غير من خوفها على بنتها...كتبقا أم أعادل ومرا كبيرة...
صوت انفاسو المتسارعة كيتسمع بقوة...عينيه كانو نقطة ملوتة من الدم...وملامح وجهو كترعد...زادت زيرات عليه وقالت بخوف...
صوفيا: تنفس أعادل..نسا داكشي الي كالت فكر فسميرة...خاصك تقلب عليها...
عادل: ( غمض عينيه وزفر النفس بقوة كيحس بالقرودة كيلعبوليه فراسو وقال بصوت متحشرج والغصة فقلبو) داوها لعند شوافة أختي...البنت نفسيتها مدمرة وشنو دارو فيها...إيلا طرات فيها شي حاجة نموت أختي...
صوفيا: قول اعود بالله من الشيطان الرجيم...انشاءالله غاتكون بيخير...
عادل: ( تنهد بضيق وقال) بقاي هنا غانخرج نقلب عليها...
صوفيا: سير أحبيبي...الله يكون معاك...بلاتي عليك فالطريق...
أومأ براسو ...وتنفض من بلاصتو ...مشا كيحسب فخطواتو المسرعة...يالله قرب الباب ...تحل بوحدو ورفرف قلبو فاش شافها داخلة مطأطأة الرأس...سدات موراها الباب بكل هدوء...تسمر بلاصتو وتسارعات أنفاسو...ترخات ملامحو وبان على وجهو الارتياح...قبل مادور وتشوفو واقف قدامها بطول قامتو وصدرو العريض...طلعاتو وهبطاتو وعقدات حجبانها كأنها شافت شي حد غريب مكتعرفوش...نفتات النفس بقوة وتقلبو نظراتها لنظرات اشمئزاز واستياء...يالله غاتبدا تغوت حتى كانت حادة جات كتجري وتعتر فجلايلها...انقضات عليها بحال شي فريسة كتعنق وتبوس وتبكي...
سميرة: ( قابلاتها بملامح باردة عكس خوفها الي كان واضح عليها وقالت بفتور) خرجت نشم شوية دالهوا جنب البحر أمي علاش غاتخلعي عليا؟
وقفات كدور فعينيها مافهمات والو...كيفاش كدوي بكل برود من بعد الاعصار الي خلات موراها...خرجات بلا ماتكولها لحتى واحد...وبلا مايحس بيها شي حد...ومتقولش هادي هي الي من البارح وهي سايخة مكتنوض مكتحرك من بلاصتها...وهاد الصباح داوها بكل سهولة معاهوم مادوات متكلمات...ودبا كتبان فحالتها الطبيعية وماخاصها تاخير...
بقات واقفة كتنهج من شدة الخوف حتى كملات هضرتها وقالت بغيض موجهة كلامها ليه...وبلا متشوفيه...
سميرة: شنو كدير نتا هنا؟؟ علااش جيتي؟
حس بالمواس كيتغرسو فقلبو فداك اللحظة...كان قطع وعد على راسو أنه مايشوفها الا خلسة...فاش تكون شاربة دواها وناعسة ولا كالسة فالجردة مقابلة البيسين بكل هدوء...سيمانة وهي بعيدة عليه سيمانة وهو كيكتم شوقو ليها...الايام كطول والليالي فبعدها مكيبغيوش يتسالاو...ونظرة الضياع فعينيه مابغاتش تزول وفكل مرة كتخرج من عندها حنان بلا حتى شي نتيجة كيبغي يموت وكيحس بالوقت مدابز معاه وفكرة احتضانها مرة اخرى لصدرو باقا بعيدة بزاف...من داك الليلة المشؤومة والي كيتطلق عليها اسم ليلة العمر...كانت بالنسبة ليه صفحة سوداء فعلاقتو بيها...الليلة الي كان من المفروض تقربهوم لبعض يشبع جوعو منها وتروي عطشها ليه...يرميو عليهوم الماضي ويعيشو الحاظر بكل سعادة...تفرقو بداك الطريقة الحقيرة وبسباب داك الماضي الي باغيين ينساو...دكريات وخ يعياو يهربو منها باقا راسخة فالدهن وصعيب تزول...كتبانلك الجروح طفيفة لاكن مدى عمقها هو الي خلاها تبان ماغريقاش...مشاهد واقفة فطريقهوم ومستحيل يمحيوها...من داك الليلة وهو كيحس بروحو مهدودة وقلبو مفطور...من داك الليلة وهو كيحاول يعيش غير على الدكريات الزوينة...بيها كيصبر راسو وكيخفف من وطأة الاشتياق ليها...كيعد التانية والدقيقة فبعدها منو وهاهي دبا واقفة قبالتو نافراه وماحاملاش حتى الشوفة فيه وكتسولو بكل برود كتقولو "علاش جيتي"
لهاد الدرجة هان عليها؟ فين دوك نظرات الحب والعشق الي كانت كتقابلو بيهوم؟ فين سميرة الي جات عندو فليلة من الليالي من بعد ماكان فقد الامل منها ورجعات حيات قلبو من جديد...ترمات فحضنو نسات الدنيا ونسات اش داز عليها وقررات تبقا بين ضلوعو فالبلاصة الوحيدة الي كترتاح فيها وكتحس براسها فرحانة والدنيا ماسايعاهاش...سها للحظة فيها كيحاول يستوعب فين وصلات بيهوم الاقدار وفإينا قرينة لاحتهوم الدنيا...حتى تلاقاو نظراتهوم مرة اخرى وهي كتشوفيه بكل برود ومتحركات فيها حتى شعرة...هاد المرة قرا نظرة الكره فعينيها والنفور ...لا علاقة لهم بنظرات الكره المزعوم الي كانت كضحك عليه بيهوم وكضحك على راسها...فاش كانت كتحاول تقنعو ببرودها من جيهتو وبالي كتكرهو ومستحيل تسامحو...كانو نظرات كادبة ومصطنعة...لاكن هاد المرة شاف الجمود فعينيها...كأنه غريب عليها وعمرها ربطاتها بيه شي صلة...كيفاش وصللات لهاد الدرجة من القسوة مقابل حبو الجامح ليها...كيحس براسو عايش فحلم...وسؤال واحد كيتردد فراسو واش بصح كرهاتو ومابقاتش كتبغيه؟" خرج من دوامة التفكير على صوتها وجملتها الي نطقاتها بفتور كانها قرات افكارو وبغات تريحو فجوابها على سؤالو الخفي...
كان كولشي مدهول على اتر داك الكلمة الي جاها نطقها ساهل ولكن خلات اعصار فداخل ديالو هو...كانت كطلب منو يتخلا على روحو بكل برود...بقا كيشوفيها مدة طويلة ...كيتأمل فملامحها بدقة...وكأنه كيحفضها عن ظهر قلب لكنه مامحتاجش يدير هكا...حيت ملامحها هي الشيئ الوحيد المنقوش بداكرتو والمحفور فقلبو...كولشي كيمشي ويجي بلا قيمة...الا ملامحها هي...ساد عليها بكل احكام فبلاصة الي مايقدر يوصلها تا حد...
عادل: كرهيني قد مابغيتي...وأنا غانزيد نبغيك كل نهار اكتر...والطلاق هو الي متحلميش بيه...
قال هاد الجملة وخرج بلا مايزيد يشوف دوك نظرات الكره فعينيها غايزيدو غير يعصبوه ويخرجوه عن طوعو...فضل ينساحب من وسط داك الجو المكهرب...يهرب براسو لبلاصة فين ممكن ينظم افكارو ومكرهش هاد الليلة المشؤومة تسالا دغيا ودوز...حل طوموبيلتو ودخل تكا براسو على الكرسي كيلتاقط أنفاسو من هاد الحرب النفسية الي كيعيشها ...بقا مدة مغمض عينو كيعصر فعينيه بتعب...حتى لحقات عليه صوفيا...ركبات حداه بهدوء كتشوفيه بحسرة والم ...قبل متنطق بصوتها المخنوق بالبكا...فمحاولة منها باش تواسيه كعادتها...
عادل: ( حل عينيه وقال وهو كيبلع ريقو بالم) هاد المرة شفت الحقد فعينيها...ماعرفتش كيفاش حتى رجعات هكا...هادشي بزااف اختي...عقلي مابغاش يستوعب اش كيطرا...
سادت لحظة صمت بيناتهوم...حتى شافت فيه بتردد باغا تنطق وخايفة من ردة فعلو وانه ينفاجر فيها بحال الي دار لداخل...لاكن بلعات ريقها وقالت بخفوت...مستاعدة لاي حوار قاصح غايدور بيناتهوم...
صوفيا: وايلا كان داكشي الي قالت ماماها صحيح أعادل؟
غمضات عيننيها وعضات على سنانها كتسناه يصب غضبو عليها لاكن متحركات تا حاجة فيه وبقا على نفس الوضعية كيشوف لبعيد الشي الي عطاها الاشارة الخضراء باش تكمل كلامها...وبنفس نبرة الصوت الفاترة والمترقبة...
صوفيا: فاش قالوها حدايا اول مرة فالطبيب متيقتش وغوت عليهوم بحال كيدرتي نتا...ماجاتنيش لبالي أن شي حد يقدر يلتاجئ لداك الشي باش يآدي الناس...وقلت على افكارهوم جاهلة...لاكن اليوم ماعرفتش علاش تيقتها...
سكتات شوية وسط صمتو الغريب والي مخوفها وكملات كلامها بهدوء...
صوفيا: شي حاجة مانعاني نتيق الهضرة الي كالتهاليهوم هاد الشريفة كيبقا شرك بالله والشيطان كيلعب دورو هنا ولكن متنساش بالي( تنهدات بضيق) استغفر الله هاد المشعودين كيجيبوها شي مرات لاسقة ...زعما وداد ممكن تلتاجئ لداكشي بتش تادي سميرة بهاد الطريقة؟
سكتات كتسنا ردة فعلو لاكن مانطق متكلم...هدوءو المرعب كان مغطي على داك الاعصار وتضارب الافكار الي عندو لداخل...ومن بعد مدة طويلة من الاخد والرد بينو وبين دماغو انتفض من بلاصتو كمن لسعته افعى...ديمارا اللوطو...وتحرك حتى تحكو الروايض مع الارض وطفجات صوفيا من بلاصتها...كدير الصمطة وهي كتمشي وتجي فمقعدها...كانو عينيه مظلامين كيسوك معصب...مازعماتش تسولو فين غاديين لاكن فاش حول طريقو لدار بردات شوية وحدرات راسها كطلب الله يوصلو بسلامة...
دقائق معدودة كان حدا الدار...حبس الطوموبيل وخرج خلاها مديمارية وبابها محلول...مشا لحال شي تور هايج وقف حدا الباب كيشوف على نيتو واش كاينة شي حاجة تماك...هضرة حادة كتعاود فودنيه ومزال فصراع بين عقلو وقلبو واش تيقها ولا ينعل الشيطان...دخل بخطوات مسرعة من بعد ماحل الباب...تبعاتو صوفيا فاش شافتو دخل...سدات الباب ديال اللوطو...سكتاتها وتبعاتو كتجري...دخلات الفيلا كان السقيل عرفات بالي باها ودراري الصغار مزال ماجاو...شافت يمين وشمال ماعرفاتوش فين مشا...حتى بانليها الضو ديال البيرو مشعول...مشات كتجري عندو...دفعات الباب لقاتو واقف حدا البيسي...كيفيبري برجليه...توجهات لعندو بخطوات تقال كتساءل شنو كيدير...وقفات عند راسو...بمجرد.ماشافتو كيقلب فكاميرات المراقبة ...ابتاسمات بهدوء وشدات فيديه الي كترعد بالتوترشافيها بنظرات ضايعة....وقالت بخفوت...
القدر العاهر الجزء 14
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء