وقع الكلمة الي خرجات من بين شفايفها دار فيه حالة.. أكثر شيء تمناه أنه يملك قلبها و يكون ليه بوحدو.. كيف هي مستوطنة قلبو الي فهاد اللحظة كان يضرب بعنف لدرجة مألمة..
تذكر لقاءهم الأول.. عيونها.. نظراتها الخائفة.. داك اليوم حس بشعور غريب ماعرفش يوصفو.. ظنو فالأول فضول.. انجذاب.. لكنو كان أقوى.. و من ديك اللحظة مفرقاتش بالو..
كان ضائع معارفش لفين كينتامي و لا شنو يختار.. و يوم لقاها عرف أنه كينتامي لهاد الأرض و هاد الوطن.. وجد نفسو الضائعة معها هي..
الفتاة الصغيرة الي جات فطريقو كيف الحلم.. صبحات حقيقة و هي بين يديه.. بدون متدري كانت السبب فأنه رجع الشخص الي هو عليه اليوم.. شخص عارف شنو باغي و يمكن يحارب فسبيل مبتغاه.. و كانت هي أجمح متمنياتو..
حرك أصابعو على حافة الفستان جهة عنقها و عينيه غارقين فديك الواحة الخضراء.. هدوءو الخارجي غير الي واقع فداخلو.. باعترافها زعزعات كيانو و ثارت فيه شعور بالافتراس.. هي الوحيدة الي ممكن تحرك فيه رغبة مطلقة فامتلاكها..
قرب بوجهو حتى مابقا فاصلهم الا انشات.. حط جبهتو على جبهتها و عنق خصرها بيديه بجوج حتى لصق صدرها مع صدرو الي كيضرب بعنف.. نطق بصوت هامس خشن..
أوسمان : كأنكِ أسقيتِ أضلعي فنَبت قلباً مُتيم بكِ
و بعدها التاهم شفتيها الورديتن فقبلة خاطفة.. قبلة خلات جسمها كولو يرتعش و هي فحضنو.. سدات عينيها مستسلمة رغم أنها كانت خايفة بعض الشيء..
لكن سرعان ما داك الخوف تلاشى و انساجمات فقبلتو البطيئة الي من بعد رجعات أكثر قسوة.. حسات بيديه مزيرين على خصرها و لمساتو كيحرقو بشرتها الي تحت الفستان الأبيض.. و بعدها بلحظات كانو يديه كينزلو سنسلة الفستان..
بغات تبعد لكنو مسمحش ليها.. شدد بقبظتو على عنقها حتى تأوهات وسط فمو.. و هنا فتح عينيه النايمين و شاف فيها مابين شفارو.. بانت ليه مزنگة و سادة عويناتها.. شفايفها الحمرين من قبلتو كيرجفو..
متكلماتش و بقات ساكتة لثواني.. لكن غير حساتو باغي ينوضها من فوق حجرو.. مدات يدها حطاتها عند صدرو.. فوق الفتحة ديال القميجة مباشرة على عضلات صدرو..
صباعها كيترعدو لكن تجرآت و لمسات صدرو.. مفكراتش و إنما جسدها خضع لأوامر قلبها.. بعد كل هاد المدة الي كانو بعاد بغات تكون فحضنو.. كيف شايفة رغبتو فيها بدورها مشتاقة للمساتو و أنها ترجع تحس بداك الدفئ..
فلحظة سريعة لقات راسها مستلقية فوق السرير على ظهرها و أوسمان فوقها.. رمشات عينيها بسرعة و بغات تحيد يدها.. شدها بيدو و خلاها عند صدرو و قال..
أوسمان : شكون قاليك حيديها !
تالاسين : س س سمحليا
أوسمان : حبيبتي نتي الي غتسمحي ليا
مافهماتش مغزى كلامو و مخلاش ليها المجال فين تفكر مزال.. انهال عليها بالقبلات فكل جزء من وجها.. و رجع لثغرها سبب هلاكو.. تعمق فقبلاتو أكثر و يديه كينزلو الفستان من على كتافها.. بعد للحظات فقط لاح الڤيست و القميجة و رجع مغطيها بظلو..
نسيم الهواء العليل خلاها تكمش فنفسها.. حركات جفونها و هي كتحاول تفيق.. مع فتحات عينيها رجعات سداتهم من أشعة الشمس المتسللة من النافذة.. رجعات فتحاتهم ببطء و هو يبان ليها..
ناعس بجنبها بكل هدوء.. ملامحو مرتاحة و شعرو مخربق بشكل مثير.. ذراعو الضخمة معنق بيها الوسادة الي تحت راسو.. نزلات عينيها معها حتى دركات أنه عاري الصدر.. توسعو عينيها و كحزات من حداه بسرعة..
هبطات راسها بشوية و هزات الغطاء.. شهقات فاش شافت جسدها عاري بالكامل كيف ولداتها مها.. رجعات غطات راسها دغيا و طلعات الحرارة مع وجها فاش تفكرات شنو وقع بيناتهم ليلة لبارح..
حاولات تجر الغطاء باش تنوض تهرب لأبعد مكان و هو يبان ليها تحرك.. صقلات كتشوف فيه بترقب و منين مفاقش رجعات فيها النفس.. دارت كلها للجهة لاخرى و مدات يدها من تحت الغطاء لأرض فين مليوحة قاميجتو..
كتجبد باش توصل ليها بصباعها و كتحاول متحركش بزاف.. منتبهاتش لظهرها الي تعرا.. و لا لكونها قربات طيح حتى فات الفوت.. سدات عينيها كتسنا تسلم بوجها على لأرض و حينها حسات بذراعو دارت على كرشها و سحبها لعندو..
بدات ضور فعنيها على الحصلة الي حصلات.. و ماهي الا لحظات حتى استشعرات بقربو منها لدرجة لصق ظهرها مع صدرو العاري.. و انفاسو كظرب فشعرها.. مرحمش ارتعاشها و كمل عليها فاش همس بصوت رجولي باح عند وذنيها..
أوسمان : صباح الورد ياسمينتي
بلعات ريقها و الهضرة هربات ليها.. منين مجوباتش مد يدو بعد شعرها الطويل الي منسادل على ظهرها و لمس بصبعو الندبة الي فيه.. حنى راسو حط شفايفو على الندبة و قبلها.. هنا خرج صوت تالاسين بترجي و هي كتنطق بإسمو..
تالاسين : أوسمان
أوسمان : ' بعد و جرها بحركة سريعة ضورها عندو ' نعام أ روح أوسمان
نظراتو نساوها فراسها فهاد اللحظة.. لدرجة ترخاو أصابعها الي كانو مشددين على الغطاء.. نزل عينيه شاف بمكر فصدرها الي نصفو كان مكشوف.. كانو آثار ملكيتو واضحين على بشرتها البيضاء..
بانت ليه طلعات الغطاء بسرعة حتال لعنقها و هو يهز راسو فيها.. كيف بانت ليه مغوبشة ترسمات ابتسامة جانبية على شفايفو.. قال بنبرة مرحة..
أوسمان : علاش مغطيا عليا رزقي
تالاسين : مكتحشمش !!
أوسمان : بين الراجل و مرتو مكاينة حشمة العمر، غير لبارح يعطيك فكرة
تالاسين : ' بلقات فيه عينيها و قالتها ميلة شفايفها ' أوسمااان
تالاسين : ' كتسمح فدموعها ' لااا، خرج عفاااك باش نقدر نمشي للحمام
أوسمان : لمك خالعاني ' رجع كيضحك ' صافي غير سكتي هاني خارج
بان ليها تحرك و هي دير يديها بجوج على عينيها ساداهم.. ناض اوسمان من فوق السرير لبس سروال قطني فوق الشورط الي كان لابس.. شافها سادة عينيها و هو يضحك بصوت مرتفع حتى تسمع صدى ضحكتو الرجولية فأنحاء الغرفة..
خرج من الغرفة و هي تبقى شحال فمكانها كتسترجع نفسها من ضحكتو الي أسرات قلبها.. غير تفكرات ممكن يرجع فأي لحظة لوات عليها الغطاء و ناضت.. كيف خطات الخطوة الأولى حسات بالألم تحتها.. أكثر من المرة الأولى..
تأوهات و هي كتشتم فيه فخاطرها.. تمشات بشوية اتجاه الحمام و ماشي غير تحتها الي ضرها.. جسمها كولو حاسة بيه واكل الدق.. ماخلات فيه غا الي نسات.. كان معيشها فوق السحب ليلة امس و هاهي كتخلص..
قضات حاجتها و هي كتغبن كيف الدراري الصغار.. بدات كدوش و تدعي فكل مرة لمحات شي علامة فجسدها.. كتبتاسم فاش تفكر الكلام الي همس ليها بيه بحب و منين تعگر فشي قنت كتجمعها و تعاير.. الي شافها يقول طار ليها العقل..
لوات راسها فاكبر فوطة لقات تماك و خرجات.. وقفات كتشوف فالسرير كان كأنه شهد على معركة.. قالت بصوت منخفض..
تالاسين : دابة عاد عرفت لاش قال ديك سمحيليا، متوحش
مشات لبلاكار خدات متلبس.. لبسات ملابس داخلية قطنية فالأبيض و دارت عليهم كسيوة طويلة مرخوفة.. جلسات فطرف السرير حتى نشفات شعرها بالفوطة و مشطاتو.. بقات مدابزة معاه باش ضفرو و منين غلبها خلاتو مطلوق و ناضت..
حلات باب البيت و طلات على الخارج.. وصلاتها ريحة القهوة لنيفها و هي تمشا فاتجاه المطبخ.. وقفات عند الباب كتشوف فاوسمان واقف جنب النافذة كيرشف من الفنجان..
تحركو عينيها مع تفاحة آدم البارزة فرقبتو.. نزلات لعند صدرو المكسو بشعيرات خفيفة و هي تبتاسم بلما تشعر.. قفزات فاش وصلها صوتو.. هزات فيه عينيها لقاتو كيشوف فيها مبتاسم بجنب..
حط الفنجان و قرب عندها بخطوات هادئة.. وقف على مقربة منها و مد يدو لشعرها الي مزال مبلل. لمسو بأطراف صباعو و حط شفايفو على جبينها.. طبع قبلة دافئة و هو كيستنشق عبيرها.. قال بدون ميبعد..
أوسمان : بالصحة التحميمة
تالاسين : ' رجليها كيغزلو ' الله يعطيك الصحة
أوسمان : ' شاف فعينيها ' بغيت نبوسك
تالاسين : هاا
أوسمان : ' ضغط بإبهامو على شفتها لتحتانية ' عرفتي شنو كديري فيا
تالاسين : ' شافتو كيقرب و هي تبعد وجها ' خالتي، غتشوفنا خالتي
أوسمان : غير أنا وياك الي كاينين، لواليدة خوات لينا الدار باش ولدها ياخدو راحتو
بعد عليها و تمشى خارج.. مطلعات النفس حتى اختفى.. حطات يدها على صدرها الي كيخفق بسرعة و قالت..
تالاسين : فينك اخالتي هئ
تحركات فالكوزينة الي كانت مجهزة بكلشي.. قادات الفطور و حطاتو فالطبلة الي فالصالة.. جلسات كتسنا فيه حينت ماقدراتش تدخل لبيتهم مزال.. شوية بان ليها خارج مدوش.. لابس تريكو بيض بالكمام و سروال أسود.. شعرو طايح على جبهتو كيرجع فيه اللور بيدو..
جلس جنبها فوق الكنبة كيشوف فالطبلة.. تلفت لعندها و خدا يدها الي كانت كتحك فيهم.. قربها من فمو و قبلها..
أوسمان : حبيبتي صليتي
تالاسين : آا، ويلي نسيت
أوسمان : ماشي مشكيل، سيري صلي هو الأول و اجي نفطرو
تالاسين : ' بإحراج ' واخة
مشات كتهرول فمشيتها و دخلات لبيت.. ممصدقاش أنها نسات صلاتها.. و لكن اللومة عليه الي تلفها على القبلة.. فرحات لدرجة لا توصف لأنه هو الي ذكرها بصلاتها.. هزات الحايك لاحتو عليها و صلات الصبح..
رجعات عندو فطرو مع بعضهم.. هو الي كيتكلم و هي ساكتة.. لكنو قدر يخليها تشارك معاه الحديث و بدون متحس طلقات معاه فالهضرة.. جمع معها الطبلة تحت استغرابها..
موالفة تشوف من صغرها النسا كيشقاو و الرجال مكيحطوش يديهم فأعمال البيت.. طلبات من أوسمان يخرج من الكوزينة و رفض تماما.. عاونها فكلشي و حتى فتجهيز الغذاء..
ماعرفات باش تحس فكل مرة كيخربق دماغها و يلعب بأوثار قلبها.. واقف جنبها فالمطبخ كيساعد و ابتسامة عريضة على شفايفو.. و بين الحين و الآخر كان يغمرها بحبو بقبلة أو عناق قوي..
أسرها بتصرفاتو.. بشخصيتو القوية و الحنينة فنفس الوقت.. خطف أنفاسها الضائعة و هي كتختابر معاه الحياة الزوجية بطعم آخر..
بعدما تغداو فأجواء رومنسية كتخلي تالاسين غارقة فحوايجها كلما تعزل فيها.. خرجو مع بعض منين طلبات منو يتمشاو شوية.. شد فيدها وسط يدو و هبطو مع الدريجات.. هزات تالاسين راسها فالشجرة الي جات جنب الكوخ..
كانت عملاقة و ظلها تقريبا مغطي الباحة الي قدام الكوخ كلها.. نعتات فيها بصبعها و قالت..
تالاسين : شحال يكون فعمرها
أوسمان : ' بعد عينيه عليها و شاف فين منعتة ' كنظن أكثر من 200 سنة
تالاسين : سبحان الله
أوسمان : سولني مول الدار فاش خديتها واش يحيدها حينت شادة المساحة، قلت ليه غير خليها
تالاسين : علاش غيحيدها مسكينة
أوسمان : ' ضحك على نبرتها الطفولية ' لا تقادا لينا الحطب خاص نقطعوها
تالاسين : ' دارت عندو ' عفااك لا، خليهاا
أوسمان : مالك مع الشجر
تالاسين : ' كانو وصلو عند الشجرة ' مكنحملش يقطعوهم، فالدوار كانت واحد الشجرة كبيرة كنتسلقها فاش كنت صغيرة، و منين بغاو يقادو الطريق قطعوها من الجذر، بقيت كنبكي عليها و باش نسكت جاب هشام شجيرة صغيرة زرعها فبلاصتها، آاي
حسات باوسمان زير على يدها حتى ضراتها، هزات راسها فيه لقاتو عاقد حجبانو، هبطات عينيها و قالت بحزن..
تالاسين : صافي لا بغيتي تحيدها غير حيدها
طلق من يدها و هما يتحجرو الدموع فعينيها، فجأة حسات بظهرها تزدح مع الشجرة.. رفعات راسها حتى تلاقاو عينيهم.. خافت تكون تجاوزات حدودها.. خاصة فاش شافت ردة فعلو.. بغات تعتاذر حتى صدمها بكلامو..
أوسمان : متبقايش تجبدي سيرة راجل آخر قدامي، و حتى فغيابي
تالاسين : ' استرجعات شنو قالت ' هشام راه خويا
أوسمان : ' بجدية ' ماشي خوووك
تالاسين : و لكـــ
ضاعو كلماتها فحلقها و هو محاصرها بجسمو الضخم مع الشجرة.. و بشفاهو وصل ليها غيرتو الحارقة من أي ذكر فالوجود كان قربها فيوم من الأيام.. بشكل أو بآخر..
بعد عليها و صدرو كيطلع و يهبط بقوة.. حكم ذراعو على خصرها فاش حس بجسمها مرخي و هي كتحاول تلتاقط أنفاسها.. حاطة يديها على صدرو و عنيها مسدودين.. بدات كتفتحهم ببطء و شافت فيه..
لمح حواجبها الي مقوسين شوية و نضرتها كأنها كتقول ليه واش باغي تقتلني.. خطف أنفاسها بقبلتو و خلى جسدها كولو كيرجف.. حتى من ركابيها خواو بيها لو مكانش شادها كون جات لرض.. حاولات تبعد و حسات بيه مزير عليها..
بعدات عينيها عليه و قالت..
تالاسين : ممكن نتمشاو دابة، بغيت نشوف المناظر الي فهاد المنطقة
أوسمان : ' مركز الشوفة فيها ' كنت باغي نرجع ندخلك للدار، ' همس عند وذنها ' و لبيتنا، و لكن غنصبر ماشي مشكيل
تالاسين : ' حنات راسها فلرض بخجل '
أوسمان : ' بعد عليها و شد فيدها ' يالاه نمشيو
تمشاو بجوج و يديهم فيد بعض.. تجولو فالأراضي الي دايرة بالكوخ و الي رجعات ملك لأوسمان بعدما خداها بمشقة من مالكها السابق، من غير أنه مرتاح غيكون فبحال هاد المكان.. لكن هدفو الأول كان هو يوفر لتلاسين بيت و بيئة الي تحس فيهم بالراحة أهم شيء..
مكان مكيختالفش على فين كبرات.. باركة غير أنها بعيدة على قريتها و منزلها فين ترعرعات.. و مبغاش يرجع للمزرعة لأنها مبقاتش آمنة و زيد عليها غتذكرها بالأوقات الي هو باغيها تنساهم..
هنا غيبداو بداية جديدة.. ذكريات جديدة كزوجين و أسرة.. بعيد على جميع التعقيدات الي كانت عقبة فوجه سعادتهم.. يكفيه تكون فرحانة و يشوف الإبتسامة فوجها كيف هي مبتاسمة قدامو فهاد اللحظة..
نقل نظرو من وجها المبتسم و شاف فين عينيها مركزين.. لمح السور الخشبي الي داخلو جوج أحصنة فمساحة شاسعة كيتجولو فيها بحرية.. جرها فاتجاههم حتى وقفو جنب السور..
تالاسين : ' طلقات من يدو و شدات فالخشبة متكية عليها ' هادو هما الي كانو فالمزرعة ياك
أوسمان : امم هما
تالاسين : داك القهوي كنت كنخليك حتى تخرج و نركب عليه ههه، واش ديالك داكشي علاش جبتيهم لهنا
أوسمان : غير واحد فيهم
تالاسين : ' دورات وجها عندو ' و لاخر ديالمن ؟؟
أوسمان : ديالك
تالاسين : هاا، د ديالي
أوسمان : ' قرب عندها حتى حاصرها مع السور ' مبغتيهش !
أوسمان : ' حط يديه على السور و تحنى عندها ' خوديه، خديتي قلب مولاهم ماشي صعيب ينصاعو ليك حتى هما
تالاسين : لا لا غير كنضحك معاك، مابغيت حتى واحد، غاليين بزاف، فالدوار عندنا كان خالي شرا بغلة و ديما حاضيين معها لا يشفروها لينا ههه، أنا بغيت غير تخليني نخرج بيه مرة مرة الى مكان عندك مشكيل
شاف فيها اوسمان مطولا مساخيش يبعد عينيه عليها.. خاصة و هي كتشوف فيه بخجل و تردد.. سد عينيه كيتسناها شنو غادي دير..
خدات تالاسين نفس و تعلات على قرون صباعها.. طبعات قبلة خاطفة عند فكو و تحدرات تحت ذراعو حتى خرجات من المكان الي كان محاصرها فيه..
حل عينيه باغي يبرد شنو دارت فيه قبلتها الرقيقة.. لقاها طارت مع الريح.. خشا يديه فجيابو واقف كيشوف فيها كتجري و شعرها الطويل كيضرب فظهرها.. بعدات بمسافة عاد دورات وجها كتضحك..
شافتو باقي فمكانو و هي توقف كضحك حاطة يدها على فمها.. منين بان ليها مغاديش يتبعها رجعات لعند الأحصنة و وقفات فالجهة المقابلة للسور فاصلاهم أمتار.. بدات كتشير بيدها للخيل البني و تصدر أصوات غريبة زعما كتعيط عليه..
و رغم طريقتها الغريبة قدرات تجذب الحصان عندها.. وقفات فوق احد خشبات السور و بدات كتمرر يدها على راس الخيل.. كانت فرحانة بيه و فكرة أنه رجع ملكها جاتها غريبة.. عمرها ملكات شي حاجة قيمة لهاد الدرجة..
لو أن أوسمان هداها مجوهرات من الذهب مكانتش غتفرح قد هاكة..
رجعات هزات تالاسين راسها شافت فالمكان الي كان واقف فيه و هو يبان ليها فارغ.. يالاه بغات دور عينيها تقلب عليه و هي تحس بدفئو و هو معنقها من الخلف.. دور ذراعو على خصرها و نزلها حتى لمسو رجليها لأرض..
حسات بأنفاسو كيضربو فشعرها و بعدها قال بهمس عند وذنها..
أوسمان : هانتي حصلتي
تالاسين : نتا غشاش، خلتيني حتى تلهيت مع العاود
أوسمان : ههه فيا ميتبعك و نشدك، و لكن مبغيتشكش تضري و نتي كتجري ديك الجرية العجيبة
تالاسين : ' تذكرات داك شوية الألم الي حسات بيه فاش جرات و هي تحس بالحرج '
أوسمان : يالاه نرجعو للدار، خاص حبيبتي ترتاح باش ناخد راحتي من بعد
فلحظة لقات راسها بين يديه و هو غادي بيها فاتجاه الكوخ.. بعد الي قال مبقاتش هزات راسها فيه.. تمخشات فصدرو و عينيها كيضورو فالطبيعة..
هبط من السيارة هاز فيديه جوج قفات.. لابس تريكو أسود و سروال رمادي.. شعرو البني مرجعو للخلف و ذقنو حالقو مخلي لحية خفيفة.. دخل للدار و توجه للمطبخ.. بانت ليه حسناء واقفة كطيب..
تلفتات شافتو و هي تستقبلو بإبتسامة.. حط القفات و قرب عندها باس ليها على راسها..
صلاح : خالتي حتى لهاد الوقيتة و مزال واقفة فالكوزينة
حسناء : بغيت نقاد شي حاجة للعشا باش ناكلو مجموعين
صلاح : راه جبت شي مقدية حينت الدار مافيها والو، ' حك على شعرو ' مموالفش كنطيب
حسناء : و الله يجيب ليك اولدي شي بنت الناس تعمر ليك الدار و طيب ليك باش حتى نتا نتهناو عليك
صلاح : ' إبتاسم ' فين غنلقاها اخالتي، و شكون غتقبل بيا
حسناء : اويلي على شكون غتقبل بيك، عطاهم الله الي يتمناو راجل بحالك
صلاح : منظنش، شكون هاد الراجل الحر الي غيقبل يعطي بنتو لواحد مغربي خدام مع الجيش الفرنسي، خاصة لا عرف شنو درت فالماضي
حسناء : منين يشوفو طيبة قلبك مغاديش يحاسبوك على الي داز، كلنا كنغلطو اولدي، و نتا ولد هاد البلاد و تستاهل خير بناتها
صلاح : هي لا شفتي لينا شي وحدة ههه
حسناء : الي نعتي فيها نمشي نخطبها ليك، ' تلفتات فاش سمعات شي صوت ' ماعرت اش هادشي طاح !!
صلاح : ' شاف جهة الباب ' غنمشي نشوف
خرج صلاح من الكوزينة و شاف جهة الدروج.. شوية طلع كيجري دار مع الرواق مبان ليه حد.. كان راجع منين سمع صوت البكاء مورا باب الغرفة الي فيها ميرا.. حل لباب بسرعة و دخل كيقلب عليها..
لمحها جالسة جنب الباب متكية على الحيط و حاطة راسها عند رجليها.. قرب عندها بسرعة و جلس على ركبتو قدامها..
صلاح : ميرا مالكي ؟
ميرا : ' هزات فيه راسها و دموعها غاديين ' خرررج
صلاح : علاش كتبكي ؟!
ميرا : ماشي شغلك، خرج بغيت نبقى بوحدي
صلاح : ' شد فمرفقها ' مخارجش حتى نعرف مالك و شنو الي خلاك تبكي
ميرا : ' بغات تنوض و هي تغوت و شدات فرجلها ' آااي
صلاح : ' شاف فرجلها عند كاحلها حمرا و منفوخة شوية ' مالكي فرجلك
ميرا : ' كتبكي ' عترت فالدروووج
صلاح : كضرك بزاف، نديك لصبيتار
ميرا : لا مابغيت صبيتار، مكنحملوووش
صلاح : و راه خاص نشوفو ياكما تهرستي فيها، اري نقلبها
كيف حط يدو على لبلاصة لمنفوخة و هي تغوت.. ضغط عليها كيقلب واش يمكن يكون كسر.. منين تأكد أنها غا تقصحات فيها.. وقف و خرج من الغرفة.. بعد لحظات رجع هاز معاه إناء فيه ماء و فوطة..
جلس فالارض قدامها جر رجلها حطها فوق فخضو.. بلل الفوطة بالماء الدافئ و بدا كيكمدها ليها بشوية حتى مشا داك الاحمرار.. خدا فاصمة لواها على رجلها بإحكام و عقدها.. هز راسو فميرا الي قطعات الحس لقا وجها حمر و عينيها مدمعين..
تنهد و وقف.. هزها بين يديه و توجه للسرير.. حطها بهدوء باش متعگرش فرجلها.. بغا يبعد و هو يحس بيديها مزيرين على عنقو.. كانو قراب لبعض بزاف و خاف يتهور.. مد يدو باغي يحيد ليها يديها و هو يتوقف فاش لمسو شفايفها الرطبين شفايفو..
الزمن توقف عندو و حس بالدم كيتدفق فعروقو بسرعة.. صدرو ضرب بعنف و عقلو غاب فهاد اللحظة بينما قلبو خدا زمام الأمور..
حط يدو وراء عنقها و تحنى عندها كولو حتى تحط راسها فوق الوسادة.. القبلة الخفيفة الي كانت بادرة منها رجعات أقوى و أعمق.. و هو كيقبلها بعشق حسات بأن الدنيا كلها ملك ليها.. كل الي تمنات هو أنها تعرف بشنو كيحس من جهتها..
ملات حرب التجاهل و المعاندة.. و فاش سمعات كلامو فالكوزينة هو و أم أوسمان تملكها الخوف و الغيرة.. ما استوعباتش أن صلاح ممكن يفكر بالزواج من وحدة أخرى.. و هي الي متأكدة من ان مشاعرهم متبادلة..
ليلة لبارح محيدش عينيه عليها و هي بالقفطان.. فرحات و قالت تستاغل فرصة وجودهم فدار وحدة باش يزيدو يتقربو من بعض.. هي دابة عارفة شنو بغات.. كيف اختارت المسار الي غتمشي فيه بغات تختار شريك حياتها بنفسها و الي باغي قلبها..
رجعات من دوامة الغرام فاش حسات بصلاح بعد.. حلات عينيها شافت فيه و هي تألمها نظرة الندم الي فعينيه.. تحجرو الدموع فعينيها و قالت و الغصة كتحرق حلقها..
ميرا : متعتااااذرش، أنا الي بستك لولة و اناااا مندماااش، و دابة جاوبني وااش غتزوج
صلاح : شكون قالها ليك
ميرا : سمعتك فالكوزينة نتا و ماما حسناء، و فهمت حديثكم بلما تكذب عليا
صلاح : ' بقا ساكت شحال ' هادشي الي خلاك طلعي كتجري حتى طحتي على رجلك
ميرا : آااه هذا هو السبب، ' قربات لعندو ' ميمكنش تزوج
صلاح : و علاش لا
ميرا : ' شدات فيه بيديها من كول تريكوه ' ميمكنش ليييك، تبغي نكون لراجل آخر، تجيك عادية !!
صلاح : ' تشد فكو و قصاحت نظرتو ' لا بغيتي نقتلووو
ميرا : ' ابتاسمات وسط دموعها ' و انا مغاديش نتردد نقتل هادي الي ممكن تاخدك مني
صلاح : ' ضم وجها بين يديه ' كتباني البراءة ساع طلعتي مجرمة
ميرا : من حقي ندافع على شي حاجة كتخصني
صلاح : و فين كانت هاد روح القتال فيك فاش كنت كنتحرق بوحدي باغي نخرجك من عقلي و قلبي
ميرا : غبي، كنت كنتسناك ديك الخطوة لولة
صلاح : ' مبتاسم ' و هانتي درتيها و بستيني المسخوطة، مخفتيش على راسك
ميرا : لا، مستاعدة نسلمك راسي كيف سلمتك قلبي
صلاح : ' مرر صبعو على خدها ' و لكن أنا منقدرش نخون الأمانة
ميرا : مافهمتش
صلاح : باغي نصلح حياتي و أول خطوة هي نحافظ عليك حتى نطلب يدك من خوك
ميرا : ' بفرحة ' بالصح، غتزوج بيااا
صلاح : و شنو ههه
ميرا : ' تلاحت عليه عنقاتو ' غنتزوجوووو ياااي غنتزوجووو
بعد مرور شهرين.. 🍁
جالسة تحت الشجرة مسندة على جدعها الكبير.. لابسة معطف رمادي طويل.. ورق الأشجار مغطي الأرض تحتها و الريح كيحرك شعرها الطويل المموج.. كانت هازة بين يديها قنية كتداعب فروها و هي فقمة السعادة..
كلما تحركات القنية كتقفز و بعدها تضحك بصوت عالي.. حنات راسها عندها و باستها فرحانة بيها.. منتبهاتش على الظل الضخم الي وقف قدامها حتى تسمع صوتو..
أوسمان : سعدات القٌنة كن غا لقينا الي يعنقنا و يبوسنا بحالها
تالاسين : ' هزات راسها و شافت فيه مغوبشة ' نتا خايب سير فحالك
أوسمان : ياك الالة، واخة
تالاسين : ' بصوت منخفض ' لبارح گاع مخلاني نعس و قاليك ملقاش الي يبوسو
خنزرات فيه و رجعات كتلعب مع القنية.. بقا أوسمان واقف مقابل حماقها و شوية تحرك.. فاش بعد هزات تالاسين عينيها تبعاتو فين غادي.. بان ليها داز من خلف الكوخ.. حطات القنية فالأرض و وقفات كتسوس فجنابها..
رجعات خصلات من شعرها اللور و تمشات منين داز أوسمان.. استغربات أنه مامشاش عند العمال الي فالحقل كيف كيدير ديما.. شوية تذكرات المرأة الي جاب الإسبوع الي فات و عرفها عليها كشريكتو فالمشروع الزراعي.. جمعات شفايفها و زفرات بنفاذ صبر..
ماحملتهاش نهائيا خاصة فاش شافت نظراتها لأوسمان.. هي فرنسية مسلمة و كتلبس لباس غربي يلفت نظر أي واحد.. منين جاها الإسلام ماعرفاتش.. فكرات زعما يكون غادي يتلقاها..
زربات فخطوايها و هي تابعا أثرو منين داز.. بعدات بمسافة نيت على فين كاين الكوخ.. بدات كضور فعينيها خايفة تلاقى مع شي واحد من العمال و هي مامغطياش شعرها.. زيد عليها أوسمان الي غيتعصب..
هزات كتافها كأنه مهمهاش و كملات على طريقها حتى فجأة وقفات فاش سمعات صوت مجهد قفزها.. خافت لكن فضولها خلاها تزيد تقرب حتى لمحاتو من بعيد واقف و هاز فيدو شي حاجة.. ركزات الشوف حتى قدرات تميز السلاح الي فيدو.. كان موجهو فاتجاه شجرة ملصقة فيها لوحة وسطها علامة دائرية و كلها ثقابي..
عاود قفزات فبلاصتها فاش خرجات الرصاصة من مسدسو و هاد المرة خرج صوت صرخة صغيرة من فمها.. خلات أوسمان تلفت بسرعة فاتجاهها.. حاولات تخبا ورا الشجرة لكن كان فات الفوت..
قرب بخطاوي كبار لعندها.. من حجبانو المعقودين عرفات راسها قفراتها.. بغات تخرج راسها و هي تقول..
تالاسين : ل ل لقنية هربات ليا و تبعتها حتى لقيت راسي هنا
أوسمان : ' شاف فيها مضيق عينيه ' كنتي تابعة قنية و لا نمر حتى ضربتي هاد الطريق كلها
تالاسين : ' كتبقلل فعينيها ' لا غير قنية
أوسمان : ' شدها من مرفقها ' علاش تبعتيني، كن شافك شي حد هاكة و لا وقعات ليك شي حاجة
تالاسين : راه قلت ليك كنت تابعة لقنيـ
أوسمان : ' بصوت حاد ' تعلمتي لكذوووب !
تالاسين : ' حدرات عينيها ' تبعتك
أوسمان : و علاش ؟
تالاسين : فضول و صافي، ' كطل على المسدس الي شاد فيدو ' شنو كنتي كدير
أوسمان : والو، خلينا نرجعو
تالاسين : علمني ليه
اوسمان : شنووو، لاش باغية تعلمي ليه بالسلامة
تالاسين : ' شدات فيدو ' عفاك، بغيت نتعلم ليه
اوسمان : لا
تالاسين : ' قربات ليه و حطات يديها على صدرو ' أوسمان عفاااك
ضاع فعينيها الي كتسبل فيهم و هي كترجاه.. بعدما كانو ملامح وجهو صارمة و هو كيتكلم معها.. بانت ابتسامة جانبية على طرف شفايفو.. طفلتو ولات تعرف نقاط قوتها و كيف تستاغلهم ضدو.. كيفاش يقدر يقول ليها لا مزال..
تحدر خطف قبلة من فمها و جرها معاه.. وقفها فالمكان الي كان واقف فيه و حط المسدس فيدها.. وقف خلفها و يدو على يدها الي هازة بها المسدس.. همس عند وذنها كيفاش تحكم فيه و تزير عليه باش متحركش يدها بزاف على الهدف منين تخرج الرصاصة..
ضعط هو فالأول و حكم يدها.. بعدها خلاها تضرب بوحدها.. مجبتهاش فالهدف و لا حتى قريب منو.. عاود رجع كيعطيها التعليمات و مرة مرة يخطف قبلة من خدها و لا عنقها.. و هي عاجبها الحال للتجربة الجديدة عليها..
بعد نصف ساعة تقريبا.. خدا المسدس خشاه فسمطة السروال و هو كيشوف فيها واقفة عند الشجرة و كتلمس بأصابعها آثار الرصاص.. قال كينادي عليها..
أوسمان : تالاااا يالاه نرجعو، باقي خارج عندي ميدار
تالاسين : ' كتمتم ' باينة غادي يتلاقى الجحمومة
اوسمان : تالاااا
تالاسين : هاااني جابة
تحرك أوسمان سابق فاش شافها تابعاه.. فجأة توقف منين سمع صوت ارتطام جسد على الأرض.. تلفت بانت ليه تالاسين مغيبة فلرض و هو يجري لعندها و قلبو علاين يوقف..
كيف وصل لعندها طاح على ركابيه فالأرض و ضم وجها بين يديه.. ضرب على خدودها برفق و هو كينادي بإسمها بصوت ماليه الخوف.. هزها بين يديه و تحرك بخطوات مسرعة راجع للكوخ..
دخلها لغرفة نومهم حطها فوق السرير و جلس جنبها.. تحنى قبل جبينها و همس..
أوسمان : حبيبتي متخلعنيش عليك
وقف و خرج مسرع من البيت.. هز السوارت من فوق الطبلة و خرج من الدار.. بان ليه شاب من آحد العمال الي خدامين عندو و هو يعيط عليه.. مد ليه السوارت و وصاه يمشي للمشفى و يجيب الدكتور هشام..
كيف بان ليه الشاب تحرك بالسيارة رجع بسرعة داخل للدار.. حيد المعطف لاحو فوق الكنبة و توجه للبيت.. جلس جنب تالاسين حاط يدها بين يديه و كل شوية يقبل راحة يدها..
مر الوقت طويل عليه و هو كيتسنا مجيئ هشام.. بعد لحظات سمع الدقان وقف بالزربة مشا حل حتى كيتفاجأ بوجود فتاة واقفة عند الباب.. ملامحها غربية و شعرها بني مائل للبرتقالي.. جاه وجها مألوف و منين تكلمات تأكد فين شافها..
لونا : السلام عليكم، أنا لونا الممرضة الي كانت مقابلة زوجتك فالصبيتار
شاف فيها أوسمان و حول نظرو للشاب الي واقف خلفها.. قال بنفاذ صبر..
أوسمان : فين هو هشام ؟
لونا : الدكتور هشام عندو عملية، منين جا الدري كيسول عليه و قاليا بغاه ضروري، سولتو على السبب، و بما أن الدكتور ميقدرش يجي جيت بلاصتو، واش المدام بخير ؟
أوسمان : كانت مزيانة حتى غيبات
لونا : واش نقدر نشوفها
أوسمان : ' فتح الباب أكثر ' تفضلي
دخلات لونا و تبعها أوسمان بعدما صرف الشاب.. شار ليها بيدو جهة غرفة نومهم.. دخلات و مشاو عينيها مباشرة لتالاسين الي ناعسة فوق السرير.. حطات لونا حقيبتها الجلدية فوق الطابل و قربات لعند تالاسين باش تفحصها..
خدات يدها و حطات صباعها على معصمها كتحسس نبضها.. هزات عينيها لوجه تالاسين و تلفتات لعند أوسمان الي واقف قريب مراقب كلشي بتوثر.. قالت لونا بهدوء..
لونا : موسيو اوسمان ممكن تخرج واحد الدقيقة، منين نكمل فحصها غنعيط عليك
أوسمان : علاش شنو عندها، واش خاص نديها لصبيتار
لونا : لا ماعندك لاش تخاف، غتكون سخفات غير من التعب و لا قلة الآكل، و أنا بغيت نتأكد بلي ماعندها حتى حاجة خطيرة
أوسمان : غنتسنى فالخارج
لقى نظرة على مراتو للحظات عاد دار خارج.. كيف تسد لباب رجعات كتشوف فتالاسين و فجأة ترسمات ابتسامة على شفايفها و قالت..
لونا : يمكن ليك تحلي عينيك
بانو ليها جفون تالاسين كيتحركو شوية فتحاتهم و هي كضور فيهم..
تالاسين : ' ببلاهة ' فين أنا
لونا : نتي فبيتك و فسريرك ههه
تالاسين : ' تگعدات شوية ' عقلت عليك، نتي الممرضة الي كانت مقابلاني فالصبيتار
لونا : وي هي أنا
تالاسين : شكون جابك لهنا ؟
لونا : راجلك سيفط واحد الدري يجيب الدكتور هشام حينت غيبتي ليه، و حينت هو داخل للعملية جيت بلاصتو، ' صغرات عينيها ' علاش درتي راسك سخفتي !
تالاسين : ' بلقات عينيها ' أنااا
لونا : هههه و شكون انا، عرفتي راجلك كيف مخلوع عليك
لونا : و كملتي التمثيلية هههه، طلعتي شويطينة، شنو السبب الي خلاك ديري هاكة، كنتي باغة تعرفي شحال كيبغيك
تالاسين : ' عقدات حواجبها ' لا ماشي على هكاك، مابغيتوش يمشي عند ديك الجحمومة و يخليني
لونا : جحمومة !!
تالاسين : وحدة خدام معها فشي مشروع و من نهار تلاقيتها مرتاحيتش ليها، كتبقى تشوف فيه بلا حشمة قدامي، و اليوم كان غادي عندها و خفت ' شدات ليها فيدها و قالت بترجي ' عفاك ماتقوليش ليه راه سخفت بلعاني، غادي يتقلق مني و يقول عليا برهوشة
شافت فيها تالاسين ببلاهة كأنها مستوعباتش شنو قالت.. خدات لحظات و الكلمة الي نطقات لونا كتردد فوذنيها مرة بعد مرة.. لكن مبان على ملامحها أي رد فعل من غير بريق من الدموع الي غشا عينيها..
حلات تالاسين شفايفها بغات تكلم و ماخرج من فمها غير الهواء.. كانت فحالة غريبة.. لدرجة خلات لونا تشك أنها مسمعتهاش مزيان و رجعات قالت..
لونا : تالاسين سمعتيني شنو قلت، نتي حاملة
تالاسين : ' أخيرا قدرات تكلم و قالت بتلعثم ' أ أنا ح حاملة !!
لونا : ' حركات راسها بالإيجاب '
تالاسين : ' مدات أصابعها المرتعشة و حطات يدها فوق بطنها ' أنا حاملة ' هزات عينيها الي غاديين بالدموع و شافت فلونا ' بالصح أنا حاملة
مشات لونا فاتجاه الباب حلاتو و هي تلقى أوسمان واقف خلفو.. ملامحو باين عليها الخوف و القلق.. ابتاسمات ليه لونا و قالت..
لونا : مبروك، لمدام ديالك حــامــلــة
بسرعة تحولو عينيه لداخل الغرفة كيشوف فتالاسين الي استرجعات وعيها.. عاد استرجع أنفاسو الهادرة بقوة و تهدنو دقات قلبو العنيفة.. و فلحظتها تسربات الكلمة لدماغو بشكل بطيء و هو كيشوف فتالاسين من وراء كتف لونا جالسة وسط السرير و حاطة يدها على بطنها..
حاملة.. حبيبتو.. مراتو حاملة.. هازة فأحشاءها جزء منو.. ابنو و لا بنتو كينمو داخل الإنسانة الوحيدة الي سلبات عقلو.. تمنى تكون ليه و تحقق مبتغاه بعد رحلة طويلة.. الوحيدة الي فكر و خطط أنه باغي يعيش معها حياة طبيعية و ينشأو أسرة تعوضهم بجوج على الجو العائلي الي تحرمو منو..
و هاهي اليوم حققات ليه حلم آخر.. أنه يجيه شخص يحمل اسمو و يربيه و يمنحو الحب الأبوي الي افتاقدو فصغرو.. يشاركو اللحظات الي تمنى و يكتامل داك الجزء المفقود من سعادتو الي شبه مكتملة و تالاسين فحياتو..
فلمحة بصر وصل عندها و قبل حتى متقدر تهز عينيها فيه كان خداها فحضنو بعناق غامر قوي.. لدرجة باغي يخشيها تحت ظلوعو و ميبعداش عليه هي و ابنو الي فبطنها.. كيف فرح و كمية السعادة الي حس بيها فهاد اللحظة لا توصف.. حس بالخوف.. الخوف الي مكانش كيعرفو قبل..
لانه قبل مكان عندو مايخسر.. اما دابة فهو باغي يعيش باغي يحمي حبيبتو و ابنو و يكبرو عائلتهم الصغيرة.. باغي يجرب إحساس الأبوة.. و الي هي أغلى هدية منحاتها ليه روح قلبو..
سمع أنينها و هي فحضنو.. عرف أنه زير عليها بدون ميشعر.. رخا ذراعو شوية بدون ميطلقها.. تالاسين حاولات تبعد لكن كان مزير عليها.. دورات يديها على كرشو و حطات خدها على صدرو مستمتعة بدقات قلبو الي كتخفق بقوة..
منين قدرات تفلت هزات راسها بسرعة شافت فوجهو.. و قبل ميدورو للجنب لمحات نقطة كتلمع تحت عينيه.. مدات يدها حطاتها على فكّو و دورات وجهو لعندها.. جمعات شفايفها مزيرة عليهم و هي كتحاول متبكيش..
حركات صبعها و مسحات الدمعة الي هابطة على ذقنو.. قالت بصوت منخفض بالكاد خرج..
تالاسين : و واش ف فرحان ؟
أوسمان : كنبغيـــك
تالاسين : ' ابتاسمات ' يعني فرحان
اوسمان : ' حك عينيه المدمعين ' لدرجة قلبي غيوقف
جرها لعندو و حط شفايفو على شفايفها.. قبلها بلهفة و كأن شفاها كانت محرومة عليه.. ضم جسمها ليه كأنها مكانتش بين احضانو الليلة الماضية.. بعد وقت طويل بعد على شفايفها و قبل وجها بالكامل و يديه مغروسين وسط شعرها..
ميلها على الفراش و رفع بيدو فستانها الأبيض القصير الي كانت لابسة تحت المعطف.. حط شفايفو على بطنها طبع قبلة دافئة و رجع هز عينيه فيها.. بان ليه وجها مزنگ و هي كتحاول تهبط الكسوة بيدها.. ابتاسم و قال..
أوسمان : هازة ولدي و مزال كتحشمي مني
تالاسين : اوسمان
أوسمان : روح اوسمان ' تحنى عليها ' اليوم منين ماخرج ليا العقل راه لباس، سخفتي و تلفت ماعرفت باش تبليت، لكن الخبر الي سمعت دابة كمل عليا
تالاسين : ' عضات على شفتها لتحتانية و هي كتحاول تحبس ابتسامتها ' تخلعتي عليا ؟
اوسمان : كنقول ليك كان غيخرج ليا عقلي، ' هبط يدو حطها على بطنها ' دابة عرفنا السبب
تالاسين : ' ضحكات ' هههه آه هو السبب حتى سخفت
أوسمان : ' همس عند شفايفها ' كيفاش حاسة دابة، ياكما كضرك شي حاجة
توادعو و غادرات لونا برفقة الشاب الي جابها.. أوسمان رجع لعند تالاسين بعدما وجد ليها شي حاجة خفيفة تاكلها.. و بقا جنبها طول اليوم مفرقهاش و لا لحظة.. بعدما غربات الشمس رجعات حسناء الي كانت فزيارة لمنزل ميرا و صلاح.. و الي انتاقلو ليه بعد زواجهم بشهر تقريبا.. جا قريب من الكوخ و المزرعة الصغيرة الي دايرة بيه..
هبطو من سيارة صلاح و دخلو بعدما حل ليهم أوسمان.. ميرا سولات على تالاسين و كانت غادة لعندها لبيت فاش قال ليهم أوسمان الخبر.. رجعات كتجري عنقات خوها كتبارك ليه.. بادل ختو العناق و شاف فوجه مو الي الدموع بسرعة دارو طريق على وجها المجعد..
كيف بعدات ختو مشا فاتجاه حسناء.. عنقها و هي تبكي فحضنو.. عرف لأي مدى فرحات غير من عينيها.. من نهار تزوج و هي أمنيتها تسمع هاد الخبر.. مسح دموعها و قبل راسها.. خلاهم دخلو عند تالاسين و بقا هو و صلاح فالصالة.. الي بدورو عنقو و بارك ليه..
صلاح : ' جلس على الكنبة جنب أوسمان ' غتولي أب اودا أوسمان، شكون قال
صلاح : منين حليتي علينا الباب حسيت بيك ماشي هو هداك، خفت غا نكونو جينا فوقت ماشي مناسب ههه
أوسمان : ' خنزر فيه ' و راه جيتو فوقت ماشي مناسب نيت
صلاح : واه، هي نوض نعيط على مرتي و خالتي و نخويو
أوسمان : جلس دابة الي عطا الله عطاه
بقا صلاح شاد فيه و فرحان لفرح صاحبو.. من نهار تزوج حتى هو حس بطعم الحياة.. ميرا رجعات ليه التوازن و السكينة الي كان مفتاقد.. لقى فيها الزوجة و الاخت و الأم.. رغم تربيتها المختلفة الا و كان تفاهم كبير بيناتهم..
مافرضش عليها شي حاجة و هي بدورها دارت بعض التنازلات باش ترضيه.. شخصيتها قوية و لكن بجنبو كتحس أنها محمية و عندها شخص يمكن تعتامد عليه.. نهار قررات تبعد على عائلتها كانت مستاعدة تسمح فجميع العلاقات.. لكن اليوم متقدرش تعيش بعيد على زوجها..
حطات يدها على بطن تالاسين كتحسسو.. شافت فيها و فحسناء الي جالسة جنبها من الجهة لاخرى و قالت..
ميرا : و باش عرفتي اخالتي ' سكتات شوية و قالت ' آااه دازت شهرين على العرس، و انا نفهم
تالاسين : ' غرقات فحوايجها '
ميرا : هههه تالاسين تنفسي، وليتي كيف مطيسة
تالاسين : سميتها مطيشة، بغيت نخرج من لبيت
حسناء : و خرجي ابنتي شكون حبسك
تالاسين : أوسمان قاليا متنوضيش من بلاصتك
حسناء : نوضي گالاك مالك غتبقاي شادة الفراش حتى تولدي، المرا ال حاملة خاصها تحرك، يالاه نخرجو للصالة غنجلس معاكم شوية و نوض نصاوب لعشا
أوسمان الي كان وسط حديث مع صلاح سمع لباب تحل و هو يتلفت.. بانت ليه ميرا خارجة و من وراها حسناء.. غير لمحها و هو يوقف و ضرب جوج خطوات وصل لباب البيت.. وقف قدامو شاد الباب كامل حابس عليها الطريق و قال..
أوسمان : سيقانك كيبانو فيها مبانوش ليك، درتي الشال على كتافك و شعرك و نسيتي رجليك.. دخلي لبسي و ديك الساع اجي جلسي معنا
رد عليها الباب و رجع للصالة فين جالسة حسناء و ميرا مع صلاح.. كيف شافوه وقف عليها انساحبو كيضحكو.. بعد لحظات خرجات تالاسين لابسة كسيوة طويلة كتجرجر فالأرض و مدورة شال على راسها..
كانت مهبطة راسها كطل عليهم بعويناتها و ترجع تنزلهم.. شافت اوسمان ماد ليها يدو مشات فاتجاهو.. شد فيدها جلسها جنبو و حاوط خصرها بذراعو.. تحت نظراتهم قرب لعندها و دخل خصلات من شعرها بصباعو تحت الشال..
ابتاسمو و هما مراقبينهم.. و ميرا حابسة الضحكة من ملامح تالاسين الي مكمشة حجبانها و باغة تبعد على أوسمان..
بعدها خداهم الحديث بربعة بينما حسناء كانت فالكوزينة بعدما أصرات توجد العشا بنفسها.. فاش بدات تحط ناضت ميرا عوناتها.. تجمعو على طبلة الأكل و بداو.. اوسمان تلفت عند تالاسين بانت ليه جامعة يديها و مخسرة سيفتها.. قرب لعند وجها و همس ليها..
أوسمان : كولي
تالاسين : لا مافياش
أوسمان : خاصك تاكلي، واخة غير شوية
تالاسين : ' شافت فصحنها ' ريحتو خايبة
حطات يدها على فمها و ناضت كتجري.. دفع أوسمان الكرسي و تبعها.. لقاها كترجع فالمغسلة.. جمع ليها شعرها و عاونها غسل ليها وجها.. شد وجها بين يديه كيشوف بشرتها رجعات شاحبة.. سمع من خلفهم صوت مو فاش قالت..
حسناء : غيكون غا الوحم الي دار ليها هاكة، بلما تخلع ' قربات لعندهم ' نقاد ليك ابنتي شي حاجة أخرى تاكليها
تالاسين : ' مسندة راسها على صدر أوسمان ' لا اخالتي
أوسمان : غير سيري كملي عشاك الواليدة
حسناء : لا بغات شي حاجة قولوها ليا
بعدما خرجات حسناء هز أوسمان تالاسين بين يديه باغي يديها لبيت و هي تحبسو..
تالاسين : بغيت الخبز بالحليب
أوسمان : شنو !!
تالاسين : عافاك قاد ليا الخبز بالحليب
أوسمان : ' حطها فوق البوطاجي ' شنو هاد العجب و كيف كديري ليه .. !
تالاسين : ساهل، خاصك ترد لحليب فوق العافية منين يقرب يفيض دير فيه معلقة ديال زويتة بلدية و شوية الملحة.. و قطع فيه الخبز طريفات بحال لا بغيتي تقاد التردة، غير يشرب الخبز الحليب كطفي عليه و هاهو وجد
أوسمان : هادشي الي تشهيتي
تالاسين : ' حركات راسها بآه ' كانت تقادو ليا لميمة من صغري و حتى فاش كبرت باقي عزيز عليا و هو الي كناكل بزاف، معنديش مع المرقة
أوسمان : ' قرص خدها و قال ' و انا كنقول شنو سر هاد الحنيكات المطبزين، صدق الخبز و الحليب ههه
تالاسين : ' بعداتو عليها و قالت ' و قادو ليا عفااااك
خطف أوسمان قبلة من شفايفها و مشا كيقلب فالكوزينة باش يقاد ليها أكلتها العجيبة.. بقات جالسة فوق البوطاجي رجيلاتها مدليين كتعلب بيهم و مراقباه بعينيها الي عامرين قلوبة.. راجلها واقف فالكوزينة باش يقاد ليها أكلتها المفضلة..
« الوقت الحالي..
حطات المعلقة ففمها و سدات عينيها حتى تسربو دموعها كيف الشلال.. بلعات الدغمة بزز و رجعات المعلقة فوق الطبلة و بعدات الزلافة الي فيها الخبز بالحليب.. شافها محمد الي جالس مقابل معها و قال و هو كيحاول يسيطر على غضبو فاش شاف دموعها..
محمد : تالاسين باركة عليك من لبكا، لإمتى غتبقاي على هاد الحال
تالاسين : ماعجبنيش مذاقو
محمد : هادشي علاش كتبكي، انا درت داكشي الي قلتي ليا، واش نعاود نقاد ليك واحد آخر
جمع محمد قبضة يدو مزير عليها و خرج كيزفر بعنف.. وقف خارج الكوخ الي أكثر مكان كاره يكون فيه لكن ماعندو خيار.. المهم أنه جنب تالاسين و يقدر يحميها.. حتى من نفسها و ذكرياتها..
واعد نفسو يخليها تخرج من الظلام الي حاوطات راسها بيه.. مستاعد يخليها تنسى و تبغي الحياة من جديد.. ماشي توقفها لأن الشخص الي واعدها يبقى جنبها تخلى عليها.. حتى و لو ماشي بإرادتو كيبقى خلف بوعدو و مشا و خلاها.. »
كانت ممدة على السرير.. يديها جامعاهم على شكل قبضة و مزيرة بيهم على الغطاء حتى بياضو صبيعاتها.. جبهتها عليها حبات من العرق و شعرها لاصق على جناب وجها.. جفونها كتحركهم بسرعة و هي سادة عينيها..
كتحرك راسها يمين شمال و كتمتم بين شفايفها بكلمات خافتة غير مفهومة.. فجأة خرجات صرخة من فمها و فتحات عينيها على وسعهم.. تگعدات كتشوف فجنابها و كلها كترجف..
هبطو دموعها فاش عرفات أنه مجرد كابوس.. أبشع كابوس شافتو فحياتها.. سمعات لباب تحل و هو يبان ليها داخل.. كيف شاف شكلها هرع لعندها.. حضن وجها بين كفيه و قال..
أوسمان : تالا مالك، كضرك شي حاجة ؟؟
تالاسين : ' شافت فوجهو للحظات و تخشات فيه معنقة كرشو ' اوسمااان أوسمااان
تالاسين : ' شدات فتريكوه جهة صدرو بقبضتها و هزات راسها فيه ' واعدني عمرك تمشي و تخليني، واعدني غتبقى ديما معيا
اوسمان : بشنو حلمتي
تالاسين : ' زيرات على تريكوه ' وااااعدني
أوسمان : ' قبل جبهتها ' كنواعدك احبيبتي
تالاسين : ' تمخشات فيه و حطات يدها على بطنها ' منقدرش نعيش بلا بيكم، لا وقعات شي حاجة لواحد فيكم غنموووت
نطرها من صدرو بقوة قابلها معاه و هبط عند وجها واخد شفايفها فقبلة عنيفة.. ماحملش أنها تجبد سيرة الموت و هو منين عرف بحملها زاد خوفو عليها.. لدرجة مبقاش يقدر يبعد الا لدعات الضرورة..
و رجع كيطلب من ميرا ختو تجي تجلس معها هي و مو فغيابو.. مر شهر على معرفتهم بخبر حملها و من يومها و هو كيحاول ما أمكن يبقى بعيد على الأنظار.. مبغاش توقع شي حاجة تبعدهم و هي فأمس الحاجة ليه..
و كيف ذكرات كلمة الموت على فمها تعصب.. بعد كيشوف فيها مضيق عينيه.. حلات تالاسين عينيها و هما يبانو ليها ملامحو الغاضبة و حجبانو الي معقودين.. و قفزها صوتو فاش قال..
أوسمان : منسمعش ديك الكلمة مزال من فمك كتسمعي
تالاسين : و واخة
أوسمان : ' حط إبهامو على شفتها ' نتي اهتمي غير بصحتك و خوي راسك من أي حاجة، راك حاملة و خاص نفسيتك تكون مرتاحة
تلاسين : ' حركات راسها بالإيجاب '
أوسمان : جات ميرا قبيلة تشوفك، مبغيتش نقطع قيلولتك النعاسة، قلت حتى تفيقي ساع صدقتي مخرجها مني بديك الغوتة
تالاسين : سمحيليا
أوسمان : ' قبل عينيها بجوج ' نوضي غسلي وجهك و خرجي عندنا، قبل منصدقو مخليين ميرا بوحدها
تالاسين غير شافت ابتسامتو ابتاسمات بدورها، عاد رجعات فيها النفس و هي بين أحضانو.. دورات يديها على عنقو فاش هزها بين يديه.. دخلها للحمام و حطها بشوية باش تغسل وجها.. خرج كيرجع فشعرو للخلف بعصبية و غادر الغرفة..
حلات الباب و تمشات بشوية لجهة الصالة.. بان ليها جالس مع ميرا الي كتلعب ليه فشعرو و كضحك.. دلات شفتها و قربات مترددة.. تلفت جهتها فاش حس بيها و مد ليها يدو.. قربات لعندو و هو يدفع ميرا و جلس تالاسين حداه..
ناضت ميرا كضحك و قالت..
ميرا : و راه عرفت كتموت عليها، و لكن راعي شوية راه انا ختك و عندي حق فيك ' شافت فتالاسين ' ياك اتالا
أوسمان : ' خنزر فيها '
ميرا : شنو قلت، ماشي غير نتا الي دلعها و تعيط ليها تالا
ميرا : ' جبدات كتاب من صاكها مداتو ليه ' فالبحث الي خدامة عليه تصادفت مع هاد الكتاب، هذا مؤرخ عربي ترجمو كتابو بالفرنسية، قريتو و لكن بغيت النسخة الي بالعربية
أوسمان : ' خداه من عندها كيقلب فيه ' دابة نجيبو ليك
ميرا : شكرا الحبيب ديالي، صلاح معندوش مع الكتب و عرفت نتا الي غتعتقني ' شافت فتالاسين ' خاصك تقرايه زوين بزاف
تالاسين شافت فيها بحزن لدرجة تغرغرو عينيها و حنات راسها.. أوسمان رجع لميرا لكتاب و ضمها بذراعو.. قالت ميرا باستفهام..
ميرا : مالها، شنو قلت أنا !!
أوسمان : صافي سدي الموضوع
ميرا : خاصني نعرف واش قلت شي حاجة ضراتها، انا راه ماقصدت والو
تالاسين : ' بعدات كتمسح فوجها ' انا مكنعرفش نقرا و لا نكتب، عمرني دخلت للمدرسة
ميرا : ' شافت فيها بصدمة '
تالاسين : كان عندنا المسيد فالدوار كيمشيو ليه غا الدراري، و فاش كنت صغيرة كنت كنتبعهم و كنبغي ندخل و لكن الفقيه كان يجري عليا، وقتما شفت الدراري هازين اللواح و غاديين يقراو كيبقى فيا الحال، ماقدرتش نقول لخالي يخليني نقرا و گاع بنات الدوار مكيقراوش،
كنبات نبكي نهار كنكون راجعة بالبهايم انا و فاطمة و كنشوفو الدراري جايين مع الشانطي و هازين شكايرهم.. المدرسة كانت بعيدة و ممنوع شي بنت تقول باغة تمشي ليها ' شافت فاوسمان بعينيها المغرغرين ' كنت بغيت نقرا و نعرف نكتب بحال ولد خالي هشام و لكن مكانش عندي الحق، و دابة كبرت و مكنعرف حتى نكتب سميتي
أوسمان : عمرك قلتي ليا هادشي
تالاسين : شنو غنقول ليك، انني وحدة أمّية
أوسمان : ' حط صبعو تحت ذقنها و هز ليها وجها ' باغة تعلمي تقراي و تكتبي ؟
تالاسين : ها.. !
ميرا : تالاسين ماشي عيب تكوني أمية، الذنب ماشي ذنبك انك تحرمتي من المدرسة، و انك تعلمي معندوش سن محدد، مزال يمكن ليك تقراي و تحققي داكشي الي بغيتي
ميرا : آاه يمكن، خاص غير تكون عندك الرغبة و الإرادة و حتى حاجة متصعاب عليك، أوسمان يقدر يجيب ليك احسن أستاذ يدرسك گاع الي بغيتي، ياك ا اوسمان
أوسمان : لا
ميرا : علاش لا، هي بغات تقرا واش حتى نتا غتحبسها
أوسمان : ' شاف فتالاسين الي حدرات عينيها ' غنقريها أنا
ميرا : ' ابتاسمات ' آااه ديك لا كانت على الأستاذ الي قلت ليك تجيب ليها ههه، اسيدي قريها نتا مغاديش تلقا حسن منك
حس أوسمان بشفايف رطبين تحطو على فكو، متحركش حتى طبعات قبلتها الرقيقة و بعدات حادرة راسها.. لحظتها دور وجهو لعندها كيشوف فيها بنظرات يذوبو الثلج..
ميرا حسات أنها زايدة بيناتهم و هي تنوض خرجات عند حسناء.. كيف سمع لباب تسد جبدها فوق الكنبة مندمها على القبلة.. الي كانت شكر و امتنان لكونو غيمنحها الشيء الي كانت تحس دائما بسببو بالنقص..
عمرها تجرآت تحكي ليه من خجلها بنفسها و لا حتى تشير للنقص الي حاسة بيه.. وقتما شافتو هاز كتاب أو ورقة كانت تغادر المكان.. و اليوم فاجأها كلام ميرا و خرجات الي فقلبها.. فرحات للفرصة الي تعطاتها و الي زاد فرحتها أن الشخص الي مستوطن قلبها هو الي غيكون موجهها للنور..
هو الي غيكون السبب فأنها تفتح على عالم آخر.. عالم كانت متلهفة تخوضو من صغرها لكن مكتابش.. رجع ليها داك الشغف و الأمل من جديد و هي مستاعدة تحقق أمنيتها..
مرو ثلاث أسابيع الي كان فيهم روتين تالاسين مابين النوم و الاكل و الدراسة.. أوسمان خصص ليها ثلاث ساعات فاليوم.. مع الوحم و الرضان كانت كتنعس بزاف و لكن كتعافر باش تقرا و تركز.. بدون متحط أي عذر..
اوسمان لاحظ ذكاءها و سرعتها فالتعلم.. و كان كأب فخور بابنتو لشغفها الكبير بالدراسة و تفانيها.. مرة مرة كان يدخل لبيت و عند بالو ناعسة حتى كيلقاها مربعة وسط السرير و حاطة دفتر فوق الوسادة كتمرن على الكتابة..
اليوم مع رجع للدار حل لباب دخل و توجه مباشرة لبيت.. كيف دخل بانت ليه مسرحة فالكنبة راسها مسنداه على وسادة صغيرة و الكتيب الي عطاها تهجأ فيه معنقاه عند صدرها.. قرب كيشوف فالفستان العاجي الي لابسة و ضفيرتها الي ممدودة جنب على كتفها..
عرف أنها اعتنت براسها اليوم على قبلو.. قرد جنبها خدا الكتاب من يدها حطو فوق الطبلة و غطاها.. توجه لبلاكار بدل حوايجو و خرج.. مشا لكوزينة لقى فيها حسناء باس على راسها و قال..
أوسمان : لواليدة كلات تالا اليوم شي شوية
حسناء : فطرات و لكن رجعاتو، عييت معها تاكل شي حاجة قالت ليك مابغات والو غتسناك حتى ترجع باش تقاد ليها داكشي الي بغات
أوسمان : ' ابتاسم ' خاصاني شي بقرة على هاد الحساب
حسناء : لاش
أوسمان : كيبان ليا غتبقا على لخبز و الحليب حتى تولد
حسناء : هههه و داكشي الي بغا ليها خاطرها، حمد الله و شكرو كاين شي عيالات كيتوحمو على شي عجب متلقاهش، مرتك دريويشة حتى فالوحم ديالها
أوسمان : ' حك على صدرو ' دعواتك الواليدة هادوك
حسناء : ' كتشوف فإبتسامتو بتأثر ' الله يدومها فرحة
أوسمان : ' ضمها بذراعو ' و عنداك حتى نتي تبكي، باركة غا هي دموعها فطرف عينيها كلا ساعة طالقاهم
حسناء : هههه خليها على راحتها
أوسمان : راه دموعها كيحرقوني أنا
حسناء : ' ضرباتو على ذراعو ' خرج خرج خليني نكمل هادشي الي فيديا، باقي غادية عند ميرا
أوسمان : لاش غادية عندها
حسناء : البنت بوحدها هنا و بعيدة على عائلتها، خاص مرة مرة نمشي نجلس معها
أوسمان : صافي دابة نوصلك
دار عليه معطف طويل و هز سلاحو خشاه اللور فالصمطة.. شاف فتالاسين الي حولها لفراشهم باش تنعس مرتاحة و توجه لباب.. كان غيسدو فاش سمع صوتها.. رجع حلو و هي تبان ليه جاية كتحك فعويناتها.. قالت بصوت نعسان..
تالاسين : امتى جيتي، و فين غادي ؟
أوسمان : شي ساعتين هادي باش جيت و دخلت لبيت و خرجت و نتي خامرة متحركتيش
تالاسين : كنت كنتسناك حتى ماعقلت امتى نعست، فين خارج ؟
أوسمان : غنوصل الواليدة لعند ميرا و نرجع، مغاديش نتعطل
قربات لعندو و تعلات على صباعها.. حطات يديها بجوج عند فكو الملتحية و رفعات راسها.. مد أوسمان شفايفو و عينيه مبتاسمين.. باستو فخدو و بعدات كضحك..
قرصها من خدها و مشا و هو كيتحلف عليها.. راقباتهم حتى خرجو من الدار و رجعات تكات فبلاصتها.. هازة الكتاب فيد و يدها لاخرى حطاها على بطنها..
طلع للسيارة و ركبات حسناء جنبو.. ساق متاجه للمدينة هو الأول.. حط السيارة جنب مقهى صغير و مشا هو و مو للمحلات.. كان باغي يستاغل هاد الفرصة و ياخد گاع داكشي الي غيخص البيبي.. شرا الحوايج و الفراش و اي حاجة بانت ليه..
حسناء عزلات معاه الحويجات لحفيدها بفرحة.. رجعو هازين و محملين بأكياس كثيرة.. حط أوسمان داكشي فالكوفر و حسناء ركبات لقدام..
كان غيطلع حتى تذكر شي حاجة.. رجع كيجري فاتجاه المكتبة.. خدا بعض الكتب من قسم الأطفال خلص و خرج.. و هو قاطع الشانطي لمح شخص واقف بعيد مقابل مع سيارتو.. بقا أوسمان كيشوف فيه بريبة..
الشخص فاش عرف أن اوسمان لمحو.. خرج يدو من الجيب.. كيف شاف أوسمان شنو هاز فيها.. جرا بسرعة فاتجاه السيارة.. مع وصل ليها انفاجرات بقوة مخلفة نيران حمراء و دخان أسود ملأ المكان..
- الوقت الحالي -
يوم من أيام الشتاء القارس.. هطول الأمطار متوقفش طول اليوم الشيء الي خلا اغلب سكان القرية حبيسي بيوتهم.. أيام الشتاء كتكون صعبة لأن معضم أعمالهم فالخارج.. فالحقول و الأراضي.. و رغم أنه الأكثرية كيقومو بتخزين المؤونة فهاد الفصل.. الا و البعض كيعانيو لأن كل يوم و رزقو بالنسبة ليهم..
الناس الي مفحالهمش و الي كيستأجرو قطعة أرض مؤقتا باش يفلحوها صعاب عليهم الأمر فالآونة الأخيرة.. لأن معظم الفلاحة رجعو كيبيعو أراضيهم للدولة بأثمنة بخسة او بالأحرى كتخاد منهم بالسيف.. و المستفيد الأكبر هو المستعمر الي لسنوات و هو كينهب من خيرات هاد الأرض..
حتى قرية مسلمات من الاضطهاد و تسلبات من خيراتها.. رجعو الغرباء متحكمين فالسوق و فتسيير الأعمال بالقوة.. و أكثر الناس الي تضررو هما الفلاحة الصغار.. الي رجعو أراضيهم تحت رحمة الفرنسيين..
مع سوء الأوضاع تزادت الاشتباكات بين المستعمر و المقاوميين.. كل مرة جهة كتعاني من خسائر بشرية غير محددة.. عمليات سرية كتكون تحت الكتمان و مداهمات و إعدام عشوائي بدون محاكمات.. ناس اختفاو و أرواح تزهقو بدون حساب.. و بعد مرور بعض من الوقت سيرتهم كتنسى الا من طرف أهل الضحايا الي جروحهم كتبقى محلولة..
وقفات سيارة بيضاء قديمة الطراز.. تحل لباب و هبط لابس معطف بني و طاقية على راسو.. تحرك بخطوات سريعة متاجه للدار و كيحط رجليه بحذر متجنب الگلتات ديال الماء.. دوز يدو على شاربو الأسود كيمسح قطرات الشتا..
حل لباب و دخل كيتمشى بسرعة وسط الدار الي بدون سقف.. كان متاجه لبيت حتى لمحها واقفة داخل المطبخ.. توجه ليه و وقف عند الباب تحت السقيفة.. ابتاسم و هو كيشوف فيها چالسة قدام الكانون مقابلة الطاجين..
عرف أنها ساهية فاش محساتش بيه.. حول نظرو لبنتو نادية الي كانت فحضنها كترضع.. غير انتابهات ليه بنتو و هي تبدا تبجغط حتى خلات فاطمة تحرك و تلفتات جهتو.. جفلات فاش شافتو واقف و قالت..
فاطمة : امتى جيتي ؟
هشام : ' دخل ' غير دابة
فاطمة : محسيتش بيك، غتكون فزگتي بالشتا
هشام : ' تحنى خدا من عندها نادية ' ماشي بزاف، فين هي الواليدة
سبقات فاطمة و توجهات لبيتهم.. جبدات سروال مع تريكو ديال الخيط و ملابس رجالية داخلية.. حطاتهم فوق السرير.. يالاه باغة تمشي تعيط عليه بان ليها داخل.. قرب لعندها كيشوف فيها.. حط نادية فالسرير و قرب أكثر واقف مقابل معها.. مد يدو لمس خدها و قال..
هشام : باك كيف بقا ؟
فاطمة : شوية ' كتحيد ليه المعطف ' مشيت بدلت ليه و و عطيتو مياكل عاد رجعت باش نرد لعشا ' خدات فوطة صغيرة و بدات كتمسح ليه وجعو و عنقو من الما ' نقاد ليك شوية ديال الحريرة تسخنك
هشام : ' قبل خدها ' فين مشا عقلك، أنا باغي غير نعنقك حتى يرجع ليا الدفئ الي كنلقاه هنا ' حط يدو على صدرها '
فاطمة : ' تزنگات ' كن ماكنتي كتنقذ حياة الناس منخليكش تمشي و تبعد عليا
هشام : ' 3 أيام الي كنبعد عليكم كتجيني طول من لعام، ' هايم فعنيها ' توحشتك
خشا هشام يدو لاخرى ورا عنقها و قربها لصدرو.. ضمها بذراعو بجوج و التاهم شفايفها فقبلة حااارة.. فرغ فيها شوقو ليها.. بعد مدة طويلة عاد فارق شفايفها و خشا راسو فعنقها.. تسمع صوت فاطمة منخفض و هي كتقول..
فاطمة : ياك قلتي باغي غير تعنق
هشام : ' شاف فيها و ابتاسم بجنب ' و هذا هو التعناق عند لمزوجين
فاطمة : ههه ' تلفتات عند نادية ' طلقني وجها حمار غتجبدها بالبكا ثاني
هشام : اش بان ليك اليوم نعطيوها لواليدة تبات حداها
دفعاتو فاطمة و مشات هزات نادية.. بدل هشام حوايجو قدامها و فاطمة كتنگر و تسد فعينيها.. كيف كمل ضمها من الخلف و هو كيبوس فبنتو.. قال مفكر شي حاجة..
هشام : محمد مجاش اليوم لهنا
فاطمة : جا فالصباح و مشا لعند تالاسين
هشام : ' تنهد ' ماعرفتش كيف ندير حتى نقنعها ترجع تسكن معنا، هادي كتبقى دارها فين تزادت و كبرات علاش مصرة تعيش فداك الكوخ بوحدها و مخليانا ديما مشطونين عليها
فاطمة : كن ما بّا الي عيان و خاص نمشي عندو كل نهار، كنت مشيت چلست معها، واخة غير فأيام الحمل
هشام : محمد مستسلمش حتى ولات تسمح ليه يزورها
فاطمة : ديما غادي جاي لعندها و لكن راه بالليل كيرجع و كتبقى بوحدها و هي واحلة فراسها، و الله حتى بالي كيبقى معها
هشام : ضروري خاصنا نشوفو شي حل
فاطمة : علاه غير تقبل طلب محمد !
تمشى بين الشجر يديه فجيب المونطو و الشال مغطي نصف وجهو.. الشمس غربات قبل دقايق و السما رجعات حمراء اللون.. كيف العادة دار جولة فالحقول و تأكد أن العمال دايرين خدمتهم و أن حتى غريب ما وصل لهاد المنطقة..
بعدها رجع فاتجاه الكوخ.. وقف فاش لمحها جالسة جنب باب الكوخ فوق كرسي خشبي عريض.. مكمشة فمعطفها و عينيها مطلعاهم الفوق كتشوف فالسما.. تحرك بخطوات هادئة طلع مع الدريجات و جلس جنبها فوق الكرسي..
هز بدورو راسو فديك اللوحة الحمراء الي كتوسطها غيوم رمادية مشكلة أشكال كل واحد و شنو كيشوف فيهم.. مر وقت حتى واحد فيهم متكلم حتى بانت ليه وقفات.. تبعها بعينيه و هي باغة تحل لباب.. وقف قرب عندها و قال..
محمد : تالاسين
تالاسين : محمد تصبح على خير
محمد : منقدرش نمشي و نخليك، خاصة بعد الي وقع اليوم
تالاسين : ' ضارت عندو و قالت ' ماوقع والو، غير حينت مكليتش جاتني السخفة
محمد : ماشي غير اليوم، ديما ماكلتك ناقصة و بعد المرات كتنساي راسك حتى كنجي نفكرك فشي حاجة سميتها الماكلة، راك حاااملة و داكشي الي فكرشك كيعاني معاك، لإمتى غتبقاي على هاد الحااال
تالاسين : عفاك عيت و بغيت نعس
محمد : دخلي نعسي و أنا غنبقى هنا
تالاسين : لاااا ميمكنش تبات هنا، شنو غيقولو عليا الناس
محمد : الناااس.. ! شكون مسوق ليهم، مكيهمني حد من غيرك نتي
تالاسين : انا كيهمني امحمد
محمد : اوا تزوجي بيا
تالاسين : ' شافت فيه بذهول ' شنو قلتي !!!
محمد : ' قرب عندها و قال بهدوء ' تزوجي بيا و ديك الساع حتى واحد ميقدر يحل فمو، و غنقدر نعتاني بيك و نكون جنبك
تالاسين : ' شحب لونها و بانت نظرة حادة فعنيها ' واش تسطيتي، كيفاااااش طلب مني الزواج و انا مرا مزوجة
محمد : ' تغيرو ملامحو الهادئة بسرعة ' كنتي مزوجة، كنتي قبل ميموووت
تالاسين : ' خرجات فيه عينيها الي رجعو حمرين و قالت بصوت عالي ' رااااجلي ماماتش راجلي بااااااقي حي
محمد : ' كيحرك فكو المصلب بثقل ' كلشي عارف أنه مات هو و مو فداك الانفجار، غير نتي الي طول هاد المدة عايشة فوهم و كتسناي شخص عمرو غادي يرجع
تالاسين : ' حابسة دموعها بزز ' اوسماان باقي حي كتسمااااع باقي حييييييييي
مع صرخات بآخر كلمة على حر جهدها حسات بالضبابة نازلة على عينيها.. ركابيها ترخاو و جسمها مشا و جا.. لولا يد محمد الي شدات فيها كانت طاحت فاش جسمها كولو تخدر فجأة.. بخفة هزها بين يديه و دخلها..
داها مباشرة لبيت النعاس و حطها فوق السرير.. كانو عينيها نصف مسدودين.. غطاها مزيان و خرج كيجري جاب الما.. بغا يعطيها تشرب و هي تنطق بصوت خافت..
تالاسين : خرج، بغيت نعس
محمد : ' شاف فيها مطولا ' عارف قصحت معاك فالهضرة لكن قلت غير الحقيقة الي عارف كلشي، نتي كتألمي و قلبي كيتألم معاك، منقدرش نبعد و نتي محتاجة ليا، و مغادي نستسلم حتى تقبلي نكون سندك
دار و تم خارج.. كيف سمعات لباب تسد حلات عينيها الي كانت مكمشة عليهم و هي كتسمع لكلامو.. بقات مستلقية على ظهرها و يدها على بطنها الي رجعات تشك واش عايشة حياة داخلها.. من هدوء ابنها الي مكتحسش بيه..
من داك اليوم الي مرجعش فيه أوسمان تقلبات حياتها و رجعات كأنها حاصلة فحلقة سوداء.. بكات بالليل و النهار، صرخات و انهارت ما مرة ما جوج.. كلما ردد شي واحد فيهم كلمة الموت مرفوقة بإسمو كانت تنهار حتى كيقولو غتمشي هي و الي فكرشها.. اختابرات ألم من درجة ثانية.. عمرها تصورات تحس بأضعاف الي حسات فاش ماتت جداها و خالها..
بعد ماوصلها الخبر.. قلبها تمزق لأشلاء و أحشاءها تقطعو من الألم الي حسات بيه.. و بعد داك الكم ديال البكاء الي استامر لأيام.. تقلبات حالتها بشكل مخيف.. رجعات هادئة صامتة طول الوقت.. كدخل فموجات من السهو بدون متحس بلي داير بيها.. لدرجة خلعاتهم عليها..
فاطمة و ميرا الي بدورها الخبر دمرها.. مفارقوهاش و كانو معها اغلب الوقت.. مر الشهر الاول و الثاني و الثالث و هي كداك الشخص المنوم.. كتاكل و تنعس بدون إحساس او شعور.. رجعو البقية لحياتهم اليومية و حاولو يبعدوها على المكان الي غيذكرها بيه..
لكنها رفضات بشكل قاطع تغادر الكوخ.. كانت جملتها الوحيدة هي « مستحيل نخرج من داري بلا خبار راجلي » صدمهم ردها و هنا عرفو انها ماقدراتش تقبل موت أوسمان.. خلاوها على خاطرها و رجعو يتناوبو فالمجيء عندها.. لكن محمد كان يزورها كل يوم.. فلول رفضات مجيؤو المستمر لكن من بعد مبقاش اهتمات..
خرج من الدار و رجع جالس فالكرسي.. مع أن البرد كان كيجمد بقا فمكانو حتى قرب بزوغ الفجر.. ساعتها عاد ناض و هو كيشوف العمال فاقو و بداو يتحركو.. ركب فسيارتو و توجه لمكان عملو بدون راحة أو نوم و مقرر كيف يسالي غيرجع لعندها..
مع تسلل اول أشعة الشمس من الصباح الباكر.. فتحات تالاسين عينيها.. ناضت بشوية و تمشات على مهلها بسبب الألم الي ولى يصيب ظهرها.. غسلات وجها و طرفات حالتها بماء ساخن.. بدلات حوايجها و خدات أثقل معطف عندها فالبلاكار..
كان طويل فايت الركبة.. لبساتو فوق التريكو و دارت طاقية ديال الفرو على راسها.. خلات شعرها مطلوق و دارت حمرة لشفايفها.. لبسات فرجليها حذاء بلاستيكي طالع و داخلو مبطن بالصوف.. خرجات من الدار و توجهات لفين محطوطة السيارة الي جاب صلاح باش تاخدها فينما بغات..
واقف الشاب المزارع كيستف التبن حتى لمحها خارجة.. ساس يديه و مشا عندها كيجري.. لاح عينيه جهتها مرة واحدة و حدر راسو قبل ميقول..
يونس : لالة باغة تمشي لشي بلاصة ؟
تالاسين : آه بغيت نمشي لصبيتار
بعدما عرف منها أنها باغة تشوف الطبيبة باش توصف ليها شي أدوية.. تحرك بسرعة حل ليها الباب اللوراني حتى طلعات و دار ركب.. تحرك سايق فالطريق بحذر لأنها مغيسة من مياه الشتا.. بعد مدة وصل لقدام المشفى..
طلبات منو يرجع للكوخ و ميجي ليها الا بعد ثلاث ساعات بما تكون سالات.. دار يونس كيف قالت ليه تالاسين و رجع.. دخلات للمشفى و بقات كتقلب على الشخص الي بغات حتى لقاتها.. كانت لونا واقفة على احد المرضى كتعالج ليه جروحو..
حسات بشي حد وقف خلفها و هي تلفت.. تفاجآت فاش بانت ليها تالاسين.. بسرعة ضمدات جروح المريض و توجهات لعندها.. قالت بنبرة استغراب..
لونا : تالاسين شنو كديري هنا ؟
تالاسين : جيت نشوفك
لونا : تشوفيني، انا !!
تالاسين : امم، لا كنتي مسالية دابة ممكن نخرجو للجردة
لونا : وي مسالية
تمشاو بجوجات حتى خرجو و شدو احد الكراسي الي فالجردة.. تالاسين شافت فلونا و قالت..
تالاسين : أنا متيقنة بلي مماتش و بغيت نقلب فگاع السبيطارات الي قراب، يمكن يكون غير مضروب و ناعس فشي غرفة بوحدو
لونا : ' بحزن ' تالاسين هاد الهضرة ضروري خاصك تسمعيها، الانفجار كان قوي لدرجة ملقاو اثر لحتى جثة يعني تحرقو بجو..
تالاسين : سكتييييي
لونا : عارفة شحال صعيبة عليك و لكن
تالاسين : ' وقفات ' صافي سكتي، مابغيتش نسمع نفس الهضرة، لا نتي و لا هما عارفييين، حتى واااحد فيكم معارف باش حااااسة
وقفات إحدى الممرضات عليهم و قالت و هي موجهة كلامها ل لونا..
الممرضة : فالمعسكر محتاجين ممرضات و جاو جنود باش ياخدونا
لونا : ' وقفات ' سبقيني هاني جاية ' شافت الممرضة مشات و رجعات دارت عند تالاسين ' سمحيليا خاص نمشي، ياريت لو كان فيدي نساعدك بأي حاجة منترددش
تلاسين : باغة تساعديني، خليني نمشي معاك للمعسكر
لونا : ' بصدمة ' شنووو، لا مستحيييل
تالاسين : ' شدات فيها من مرفقها ' كنترجاك خليني نمشي معاك، يمكن نسمع شي خبر على راجلي
لونا : و لكن نتي
تالاسين : كنعرف نضمض الجروح، غنتصرف على انني ممرضة، اليوم سمحت فلباسي و لبست هاكة حينت كنت ناوية ندور على گاع الصبيطارات و كنت عارفة حتى حد مغادي يهضر معيا لا كنت لابسة الحايك و مغطية
لونا بقات كتفكر فكلامها.. شفقات على حالتها لدرجة قبلات باقتراح تالاسين المجنون.. للحظة فكرات فكيف غيكون رد فعل محمد لا وقعات لتالاسين شي حاجة و هي معها.. لكنها صرفات أفكارها تحت تأثير تالاسين المقنع..
داتها معها لإحدى الغرف الخاصيين بالممرضات.. عطاتها اللباس الأبيض الي عليه صليب أحمر لبساتو تحت المعطف.. سدات ليها لونا الصدافي حتى غبرات كرشها الي مكانتش خارجة بزاف واخة فشهرها السابع..
انضمو لباقي الممرضات و طلعو للسيارة الي سيفطو ليهم.. بعد مسافة طويلة توقفات السيارة الكبيرة امام المعسكر الجديد الي كان فموقع آخر.. هبطات لونا و مدات يدها لتالاسين ساعداتها حتى نزلات بشوية.. مع بشرتها البيضاء و لون عينيها الأخضر مكانتش مختالفة علي باقي الممرضات الفرنسيات..
طلبات منها لونا أنها متكلمش و تخليها تصرف لا وقعات شي حاجة.. دخلو وحدة من ورا لاخرى للمعسكر و داوهم لإحدى الخيمات الكبرى.. كيف دخلو ليها شافت تالاسين فالأسرة الصغيرة الي منتاشرة فأنحاء الخيمة من الجهتين.. و عليهم أجساد جنود ضخمة مصابة و عامرة جروح..
تحركو الممرضات كل وحدة توجهات للحالة الي بانت ليها محتاجة مساعدة.. لونا همسات لتالاسين تبعها و توقف جنبها.. داكشي الي دارت وقفات حداها كتشوف فيها كتعالج جروح المستعمرين..
كانو فموضع ضعف.. كينزفو و يتألمو.. تالاسين بغات تكرهم بغات تحقد عليهم بسبب معاناتها.. لكن هما مجرد بيادق تفرض عليهم شي حاجة سميتها الواجب.. بقات كضور عينيها و مع ازحام المكان رجعات خطوات للوراء حتى حبستها شي حاجة..
ضارت شافت فحاشية السرير و لفت نظرها الرجل الممدد فوقو.. كان كينين بألم و يدو محطوطة عند كتفو.. لمحات تالاسين القطعة الحادة الي مغروسة جنب رقبتو.. بقات كتشوف فيه كيحرك يدو بثقل حتى حطها عند الحديدة.. لمسها بصباعو و بحركة سريعة جبدها بقوة حتى شرشر الدم من رقبتو..
كان كينزف بكثرة.. تلفتات شافت گاع الممرضات مشغولات و حتى حد منتابه ليه.. رجعات شافت فيه و كيف بانو ليها عينيه كيتقلبو.. قربات عندو بسرعة و حطات يديها بجوج على الجرح ظاغطة عليه.. شافت ضمادات فوق الطبلة.. خداتهم بيد و حطاتهم فوق جرحو و يديها رجعو حمرين بالدم..
هزات راسها كتشوف فلونا و عيطات ليها بصوت عالي.. دارو الاوجه جهتها و منين شافو حالة المريض هرعو عندو.. بعدات يديها منين جا الطبيب و وقفات كتشوف فيهم كيحاولو ينقذوه.. بعد لحظات فقط بان ليها الطبيب دوز الغطاء على راس الجندي و انساحبو من حداه راجعين للمرضى الي مزال حيين..
بقات مخرجة عينيها فالغطاء الي مغطيه كاملو.. تسربات دمعة من عينيها كتجري كأن ضربة أخرى نزلات عليها و خلاتها تستوعب الي وقع.. حسات بصدرها كيتمزق ببطء و تنفسها على وشك يوقف..
و قبل مينسابو دموع أخرى خرجات من الخيمة سادة وذنيها بيديها بجوج من أنين الجرحى و صراخهم.. و هي كتجري بين خيمات المعسكر كلام التعزية و المواساة الي تجاهلات طول هاد المدة كيتعاود فوذنيها بشكل موحش و مألم لدرجة الموت..
لونا كملات الي فيديها و مشات كتجري تبعاتها.. قبل ميكتاشف أحدهم هويتها و تكون نهايتهم فهاد المكان..
في مكان آخر بعييييد.. و بالظبط فإحدى القلع القديمة بفرنسا.. مكانتش قلعة فاخرة عريقة ذات تاريخ.. بل واحدة مهجورة رجعات سجن الموت كيف كيطلقو عليها.. اي شخص تحكم عليه بالمؤبد كيترسل ليها من أيام الحرب العالمية الثانية..
و لوحشية المكان غالبا السجناء كيفارقو الحياة من السنوات الأولى.. مبنية على جرف عالي مطل على البحر.. لونها أسود قاتم و البرودة كتحوم بيها..
فواحدة من الزنزانات المتهالكة كان شخص جالس على الأرض المبللة.. ملابسو مقطعة و متسخة حتى رجعات كحلة.. يديه و رجليه الحافيين كان لونوهم مطابق لملابسو.. هز راسو بتعب فاش سمع صوت خطوات كتقرب.. و شاف بعينيه البنية جهة الباب المصدي.. كانت لحيتو كثيفة غير مرتبة و شعرو طوال شوية حتى لمس عنقو..
بدون ميتحل لباب تسمع صوت صرير الصحن الي تخشا من تحتو.. كان من المعدن و عامر بأكل الحيوانات متقدر تاكلو.. ناض كيعرج برجلو و هز الصحن.. شاف فالشخص الي ملوي فبطانية بالية جنب الحيط و قرب لعندو.. قرد حداه كيحرك فيه و قال بالفرنسية..
أوسمان : ڤيليب فيق، هاك كول شوية لبارح رديتي كلشي
بان ليه الشخص متحركش.. نطر أوسمان الغطاء و دورو لعندو.. شاف فوجهو الشاحب و فمو الي زراق بالبرد.. بسرعة حط صباعو عند رقبتو و فاش محسش بنبضو سد أوسمان عينيه مزير عليهم و جلس بتهالك فوق الأرض جنبو..
بقا ساد عينيه كيسمع لصوت قطرات الماء الي كتنقط من السقف العالي.. مكانش صوت القطرات مريح كيف العادة فيوم شتوي عادي.. كان مخيف و كيصرخ بوحشية المكان..
حل عينيه كيشوف فرفيقو الي كان الصحبة الوحيدة ليه فهاد المقبرة.. كيتساءل واش غيكون من نصيبو حتى هو البقاء هنا لعشر سنوات قبل ميفارق الحياة ببطء كيف كان مصير الشخص الي قدامو.. و لا الموت غتكون أرحم و تزورو قبل..
علا أوسمان راسو لفوق منين جاي ضوء خافت و نطق اسمها بوجع..
أوسمان : تالا
غادة جاية بفستانها الأبيض المزركش.. شعرها الأشقر المموج نازل مع على ظهرها بانسياب.. وجها المزين بإتقان عليه ملامح الخوف و الغضب فنفس الوقت.. فجأة وقفات و ضربات على الطبلة الطويلة الفخمة بقضبة يدها..
كيف سمعات صوت خطوات ثقيلة تلفتات.. مشات بسرعة فاتجاهو و قالت بنبرة شبه عالية..
إيملي : بابااااا علاااش أوسمان محبوس ف " لَپاستيد " ياك قلتي ليا غتجيبو لهنا يتعاقب حتى يعرف خطأو و ديك الساع ترجعو ليااااا، علاااش سفطيه لدااك الجحييييم
الأب : شكون قالها ليك
إيملي : شفت الملف ديالو فالمكتب عندك، شهورا و هو هنا و نتا مخبي عليااا، عارف أوسمان شنو كيعني ليا و درتي فيه ديك الحالة، قتلتو ليه ماماه و كنتو غتقتلووووه، كن مات عمرني نسامح ليييكم
الأب : من بعد گاع داكشي الي دار، مزال باغياه، واحد خان بلدو و غدر بباه و سمح فالواجب ديالو، كظني يستاحق هاد الحب
ايميلي : كنت مستاعدة نشاركو مع وحدة أخرى غير باش نبقى جنبو، يعني هادشي الي قلتي مكيهمنيش
الأب : حنا كيهمنا، هو ارتاكب أكبر خيانة فحق بلادنا و كان لازم يتعاقب، من الأحسن نسايه حينت مغاديش يخرج من تماك الا و ميت
إيملي : ' هبطو دموعها ' منقدرش نعيش بلا بيييه، دير شي حاجة عفاااااك، استعمل نفوذك و خرجو من تماك
الأب : ' بصرامة ' القضية أكبر مني و منك، حتى لو بغيت ميمكنش نخرجو، طلبي الدنيا نعطيها ليك، لكن أوسمان غير نسايه
شافت فيه بترجي و منين بان ليها مصر.. حطات يدها على فمها و طلعات كتجري لبيتها.. ترمات فسريرها و بكات على الرجل الي حلمات يكون ليها و عمرها قدرات تحصل عليه..
داخل سجن لپاستيد و الي كيتعتابر مقبرة على سطح الأرض.. معضم السجناء الي كيتلاحو فيه هما سجناء الحرب العالمية الثانية.. و الي أغلبهم من الدولة النازية ألمانيا عدوة فرنسا.. العيش فيه عذاب بحد ذاتو.. من رطوبة جذرانو و ظلام الزنزانات الضيقة..
حتى الحراس مجردين من الإنسانية.. كيتفننو بتعذيب و كسر أي شخص ترسل لداك المكان.. كيعطيوك تاكل واخة بالسيف غير باش تبقى حي و تعاني الأمرّين.. لأن اي شخص جا لعندهم فهو فالائحة السوداء و لازم يتعاقب عن طريق الموت البطيء..
تمشى شخص ضخم البنية لابس بدلة فالأخضر العسكري.. هاز فيدو مجموعة من المفاتيح السوداء كبيرة الحجم.. وقف قدام الباب و فتح القفل.. دفعو و دخل للغرفة.. شاف جهة أوسمان الي كان متكي على الحيط و حاط راسو على رجليه..
يالاه غيقرب لعندو باش ياخد الصحن الفارغ و هو يحول عينيه جهة فيليب الي مكمش فالغطاء البالي.. وقف جنبو و ضربو برجلو بقوة.. منين متحركش هبط لعندو و دورو.. كيف شاف وجهو و تأكد انه مات وقف و هو كيشتم بغضب..
خشا السوارت فجيبو و هو كيفكر شنو يدير.. عاود تحدر و لوا فيليب فالغطاء حتى كفنو.. ناض كيسوس فيديه و هو حاس بالقرف من ملامسة جثتو المتسخة.. كأنهم ماشي السبب فمنع السجناء من أبسط حقوقهم بحال الاستحمام مرة مرة.. خرج بعدها بعدما سد لباب و خدا الصحن..
وصل لعند زميلو و خبرو أن احد السجناء الي فالزنزانة 7 مات.. الحارس لآخر قرب الكوب الخشبي من فمو كيرشف من شرابو بدون متهز فيه حتى شعرة.. كأنه سمع ذبابة الي ماتت.. بعدما كمل على خاطرو ناض هو و الآخر و رجعو للزنزانة..
كانت الأرض مبللة مع تسرب أمطار الشتاء من كل مكان.. وقتما حطو رجليهم فلأض بقوة كيترش الماء و يتسمع صوت خطواتهم.. حلو لباب و دخلو شاف الحارس فاوسمان و فيليب و قال..
الحارس : هذا مات، لاخر مالو
الحارس 2 : غيكون غير نعس بحرا كلا داكشي الي لحت ليهم قبيلة
الحارس : خلينا نخرجوه قبل متعطي ريحتو
الحارس 2 : فيك ميحفر اليوم
الحارس : فهاد الجو تسطيتي، بحال الي شي حد غيسول على قبرو، زيد نلوحو الزمر من لبلاصة المعلومة
قربو بجوج و هزو فيليب من يديه و رجليه.. خرجوه من القلعة و تمشاو ناحية الجرف العالي.. شافو فبعضياتهم للحظات قبل ميلوحوه من داك العلو لأوماج البحر الهائجة..
رجعو بسرعة و دخلو لأدفئ مكان فالقلعة فين مشعولة العافية و جلسو كيدفيو راسهم من ديك الدقائق الي خرجو فيها و كانو غيجمدو بالبرد.. زادو شربو الشراب الي غيدفئهم و حتى قرب منتصف الليل واحد فيهم دار جولتو..
و مع وصل جهة الزنزانة رقم 7 شم ريحة فشي شكل.. حل لباب و دخل.. قرب من أوسمان الي كان باقي على نفس الوضعية الي خلاه عليها.. حركو برجلو و هو يطيح راسو.. كيف شاف الحارس وجهو خرج عينيه من الصدمة.. مشا كيجري جاب لاخر باش يأكد ليه اش شاف..
و منين استوعبو الأمر قررو يطويو شنو وقع باش يسلكو من إهمالهم.. رجعو لاحو جثة فيليب من نفس المكان و هما متأكدين أن أوسمان مستحيل ينجى فالبحر البارد بعدما لاحوه من ديك المسافة.. و فالسجل ذكرو أن كل من ڤيليب و اوسمان ماتو بمرض معدي الشيء الي خلاهم حرقو جثتهم بجوج..
وقفات السيارة جنب السور الخشبي.. هبط يونس و حل لباب.. لونا هبطات و دارت كتشوف فتالاسين الي نظراتها كيشوفو فالفراغ.. كأنها محساش بلي داير بيها.. مدات لونا يدها شدات فيها و جراتها فاتجاه الكوخ..
فجأة وقفات جامدة فمكانها فاش بان ليها محمد جاي.. توثرات من ملامح وجهو و نظراتو القاسية الموجهة ليها.. كيف وصل لعندهم ضرب فيها و وقف مقابل مع تالاسين كيتفحصها بقلق.. غير لمح لطخة دماء جافة فيدها.. دار عند لونا و شدها من مرفقها مخرج فيها عينيه..
محمد : ' بنبرة عصبية ' توقع ليها شي حاااااجة منعقلش عليييك، فين كااااانت و منين جاها داااك الدم
لونا : ك كنا ف ف
تالاسين : ' بنبرة باردة ' طلق منها
محمد : ' دفعها و دار عند تالاسين ' فين مشيتي كنت غنحماق بالتقلاب عليك
تالاسين : محمد انا ماشي درية صغيرة باش نتوضر، كنت بغيت نشوف الطبيبة و مشيت لصبيتار، لونا شافتني عيانة و جات معيا
محمد : ' باهتمام ' و كيف حاسة دابة ؟؟
تالاسين : مزيان ' شافت فلونا الي كتحك فمرفقها ' شكرا بزاف هادي آخر مرة نصدعك فيها
تمشات تالاسين على مهلها و دخلات للدار.. تبعها محمد بعينيه حتى اختفت ورا الباب و رجع شاف فلونا..
محمد : فين كنتو ؟؟
لونا : خاص نرجع لصبيتار
محمد : ' وقف فطريقها ' مغاديش تخرجي من هنا حتى تعاودي ليا شنو وقع، و مال تالاسين رجعات فداك الحالة
لونا : نتا عارف مالها، هي عايشة و لكن معيشاش، داك الي كيخفق ليه قلبها مات، يعني ممكن تخايل باش حاسة هي، زيد عليها هازة ولدو الي غيذكرها بيه ديما، تالاسين بنت قوية و لكن هادشي الي كتمر منو ماشي بخاطرها
محمد : امتى وليتي تعرفيها حتى تهضري عليها هاكة
لونا : ماشي ضروري نعرفها من سنوات و لا نكونو كبرنا مع بعضياتنا باش نحس بيها، كاين راوبط قوية كتنشأ بعيد على المدة الي كتعرف فيها الشخص
محمد : شنو باغة تقولي
لونا : كنظن بلي راك فاهم كلامي، الإنتظار غيألمك أكثر
محمد : ' عض على سنانو و قال ' ياكما قلتي ليها شي حاجة
لونا : ' ضحكات بمرارة ' شنو غنقول ليها .. ! كظن غيهمها تسمع كلام تافه مني و هي فهاد الحالة، ' هزات رأسها فيه بكبرياء ' محمد أنا كنبغيك لكن مغاديش نتنازل على كرامتي و نبدا نخلوض و نلعب باش نحصل عليك
محمد : ' باستهزاء ' و دخولك للإسلام ماشي وسيلة زعما، متحاوليش تقنعيني أنك سلمتي عن قناعة، ' طلعها و هبطها ' يمكن حيدتي زي الراهبة لكن باقي بعيدة على باش تكوني إمرأة مسلمة حقيقية
لونا : انا منكرتش فاش قلت ليك نتا كنتي السبب، كان هدفي نتقرب منك لدرجة بغيت نعتانق دينك، و لكن متنساش بأنك رفضتيني و مع ذلك تشبت بالإسلام اكثر، تركت الكنيسة و ماشي ساهل نعلن اعتناقي للإسلام بديك السهولة، محتاجة وقت و انا مزال فمرحلة استكشاف دين جديد الي كيجرني كلما تعمقت فيه، جيت خبرتك ماشي باش تغير رأيك و تقبل بيا،
لا، هذا مكانش السبب، كنت محتاجة نسمع منك غير كلمة طيبة، تشجيع على أنني خديت القرار الصح، و كنت باغة نشوف ولو بصيص من الفرحة فعينيك لأنك كنتي سبب اعتناق شخص للإسلام، لكن خاب أملي و حسيت بالوحدة،
قراري نسلم نتج عليه رفض عائلتي لأي علاقة بيا، و انقاطعات علاقتي مع باقي الراهبات الي كانو الرفقة الوحيدة عندي، و مندمناش و لكن كنت طامعة انني نحصل على صديق،
شخص يدعمني و نحس ان ليا سند، لكن توقعاتي هدماتهم كلماتك القاسية، بكيت و نضت من جديد باش نواجه الحياة الي اختاريت، عمرني غنقدر نكرهك و لا نساك، و كنتمنى انك تلقى السعادة والسكينة فحياتك، لكن سعادتك ماشي مع تالاسين امحمد، و هادشي تأكدت منو اليوم
رفعات راسها لفوق مانعة دموعها الحبيسة يهبطو.. رجعات خطوتين للوراء و دارت متاجهة للسيارة.. حل ليها يونس لباب طلعات للخلف و دار ركب.. تحركات السيارة مغادرة و عينين محمد عليها و بالظبط على الفتاة ذات الشعر القصير الي صفعاتو بحقائق هو مبغاش يشوفهم..
فكل مرة شافها و لمح نظرات الحب فعينيها الموجهين ليه.. كيتكلم معها بقسوة و يجرحها بكلامو.. مباغيهاش تبغيه.. هو عارف لوعة الحب و وجعو.. خاصة حب من طرف واحد.. مباغيهاش تألم بسببو و هو مقادرش يبغيها.. هادشي علاش كيحثها على أنها تكرهو.. باركة غير هو الي كيتحرق كل يوم و هو بجانب الي آسرة قلبو..
كل يوم كيشهد على حزنها.. بكاءها على رجل آخر.. حتى بعد مغادرتو لهاد العالم و كونو هو بجنها مكتشوفوش قدامها.. لإمتى غيستامر الحال هاكة.. هو بنفسو معارفش.. لاح عينيه جهة الكوخ.. عارف فالحالة الي هي فيها مغاديش توافق تشوفو.. حنى راسو و بكتاف طايحين غادر المكان..
- بعد مرور 15 يوماً -
حيدات الغطاء من على رجليها و ناضت.. حطات رجليها فلرض و شدات بيدها تحت ظهرها.. عضات على شفتها و هي كتمشى ببطء.. ماعرفاتش شحال نعسات بالظبط.. او بالأحرى شحال من ساعة فاليوم كتبقى فايقة..
النوم هو ملجأها الوحيد باش تبعد على كلشي حتى من تفكيرها و ذكرياتها.. دخلات للحمام غسلات وجها و خرجات.. وقفات قدام البلاكار و هي كتمسح وجها بفوطة صغيرة.. مشاو عينيها لجهة حوايجو.. حسات بقلبها ضاق عليها من جديد.. مدات يدها و جرات الصف ديال حوايجو لاحتهم فالأرض بعصبية..
تنفسات بعمق و تحدرات بصعوبة خدات قميجتو.. عنقاتها مزيرة عليها للحظات و رجعاتها لمكانها.. بدات ترجعهم قطعة بقطعة بدون متدرف دمعة وحدة.. حطات يدها بغات تهز تريكو ديالو و هي تلقى تحتو كتاب.. هزاتو و جلسات مربعة رجليها فوق الزربية..
مررات يدها على غلافو الجلدي و فجأة تذكرات بلي فايت ليها شافتو.. بأصابع مرتعشة حلاتو كتفحص ورقاتو الصفراء.. كان نصفو مكتوب بخط اليد.. كلمات بالعربية الفصحى الي قدرات تهجأ البعض منها.. حطات صباعها على السطر الي قدرات تعرف محتواه.. كانو كلمات راجلها و هو كيحكي عليها و على لقاءهم الأول فاش قطعات طريق سيارتو بالليل..
رجعات بيها ذاكرتها لداك اليوم فاش كانو الكلاب ملاحقينها و ضوء السيارة هو الي بعدهم.. تذكرات خيال الشخص الي شافت ديك الليلة قبل متهرع لدارهم.. داك الشخص كان أوسمان حبيبها..
بسرعة سدات الكتاب و بعداتو عليها.. ناضت مسندة على السرير و جرات شال من فوقو.. خرجات من لبيت و بعدما لاحت الشال فوق راسها حلات باب الخارج و هبطات مع الدريجات.. كانت لابسة فستان طويل و ثوبو دافئ..
لكن مع ذلك البرد فالخارج كان كيجمد.. تمشات مبعدة على الكوخ كتنفس بقوة و الدخان خارج من بين شفايفها و نيفها الي رجع حمر.. لكن خدودها كانو شاحبين اللون.. بقات غادة متوغلة بين الأشجار و وقتما جات صورتو قدام عينيها كتحرك راسها يمين شمال و تزيد من سرعة خطاويها..
ماكرهاتش تجري بدون توقف لو أنها مامثقلاش.. بغات تهرب لأبعد مكان.. حاسة بلي ماقدراش تحمل مزال.. الألم لا يطاق.. قلبها كينزف ببطء شديد.. حسات بدمعة حارقة انسابت على خدها مسحاتها بالنطير و سرعات أكثر فمشيتها..
مع الريح زلق الشال من على راسها لكتافها حتى استاقر فالأرض.. دورات وجها لفين طايح بدون متوقف.. ميمكنش توقف مقادراش.. فجأة حسات براسها تزدحات مع شي حاجة صلبة.. بعدات شوية حاطة يدها على بطنها و هزات راسها..
كيف شافتو كلشي داير بيها توقف.. حتى من دقات قلبها حسات بيهم توقفو للحظات.. تحرك بؤبؤ عينيها و هي كتشوف فوجهو بملامح صعب وصفها.. مرراتهم من شعرو الأسود المرتب لحواجبو الكثيفة.. حاجبو الأيسر كان مضروب لكنه هو.. عينيه البنية الي كيشوفو فيها هما نفسهم..
نيفو المستقيم و شفايفو الرفيعة هما نفسهم.. ذقنو الملتحية الي كانت تدغدغها كلما دفن وجهو فعنقها هي نفسها.. هذا الي واقف قدامها هو نفسو راجلها.. حبيبها.. و أب ابنها.. هو باقي حي و مماتش كيف كان الكل يقولو ليها.. كانت حاسة أنه عايش.. و هاهو واقف قدامها كيشوف فيها.. حتى نظراتو هما نفسهم..
أوسمان خرج يديه من جيب المعطف.. شافها كتفحص وجهو جزء بجزء و خلاها على راحتها تستوعب ظهورو المفاجئ.. لكن ماقدرش يمنع نفسو يلتاهم بنظراتو المشتاقة ملامح وجها.. حس بالدماء كتدفق بقوة لجسمو و دقات قلبو رجعو عنيفة كأنه فعلا رجع للحياة..
ماقدرش يصبر مزال و هو يقرب لعندها.. يالاه بغا يمد يدو يجرها لحضنو و هي تجيه صفعة لوجهو.. بالكاد حس بيها و خاف لا تكون ضراتها يدها.. وصلو صوتها الي خرج بصعوبة فاش قالت..
تالاسين : لاش رجعتي
أوسمان : توحشتك
تالاسين : ' نزلات عليه بصفعة أخرى ' كيفاااش توحشتك، عاااد بان ليييك ترجع
أوسمان : ' شد يديها بجوج وسط يديه ' غيضروك يديك ' قربهم لفمو حتى حسات بأنفاسو الحارة كتضرب فيهم و بعدها قبلهم بحنية '
تالاسين : ' جراتهم بالنطير ' بعد مني و رجع فين كنتي
أوسمان : ' ترسمات ابتسامة خفيفة على شفايفو ' لا رجعت فين كنت مستحيل تعاودي تشوفيني مرة أخرى، و لكن لمبغاش تشوفيني دابة ممكن نمشي حتال من بعد و نرجع
رجع خطوة اللور و هو يقفز قلبها من بلاصتو.. ماعرفاتش كيف دارت حتى اندافعات جهتو و عنقات كرشو و هي كتبكي بصوت مرتفع.. ضمها بقوة و أصابعو كيشددو على جسمها.. خشا نيفو فشعرها و رجعات ليه رائحة الياسمين الي كانت مجرد ذكرى بعيدة و هو فديك الزنزانة القذرة..
لكن مع سمع صوت بكاءها كيعلا بعدها واخة مبغاتش طلق منو.. حضن وجها بين كفيه و قال..
أوسمان : تالا عندي ليك طلب واحد، متبكيش اعمري، مباقيش باغي نشوف دموعك و انا عارف انا سببهم
تالاسين : مباقيش غنبكي كنحلف ليك، غير متمشيش و تخليني مزال، كنت كنموت بوحدي كل نهار بلا بيك ' كتمسح دموعها بظهر يدها ' مباقيش غنبكي
أوسمان : نتخلى على حياتي و منقدرش نتخلى عليك
تسلات ابتسامة على شفايفها و هي كتأمل وجهو بعويناتها الي رجعو حمرين.. شدات بيديها فذراعو بجوج و تعلات على قرون صباعها.. حطات شفايفها الرطبين على شفايفو و باستو بطريقتها العفوية..
جرها من خصرها قربها ليه باغي يفرغ شوقو و لهفتو الغير متناهية و هي تغوت ليه في فمو.. بعد و سولها بنبرة متلهفة..
أوسمان : تالا مالكي ؟
تالاسين : ' بانت ليه حطات يدها على بطنها و كمشات جبهتها ' ضربني
أوسمان : حط يدو على يدها فوق بطنها و قال مبتاسم ' باينة كان مشغبك
تالاسين : ' حركات راسها بلا ' مكنتش كنحس بيه گاع، ' هزات عينها فيه ' كنت خايفة تكون وقعات ليه شي حاجة و ماقدرتش نتأكد، آااي ضربني ثاني، حسيتي بيه
أوسمان : ' مبتاسم ابتسامة عريضة ' امم
تالاسين : يكون حس بيك رجعتي !
أوسمان : و لا غا بغا يحرمها عليا
تفتح فمها و تصاعدات ضحكتها.. و هي كتضحك حسات برجليها تهزو فاش حملها بين يديه.. دورات يديها على عنقو و تحرك فاتجاه الكوخ.. رغم أنها داخلة فشهرها الثامن الا و هازها كيف الريشة.. كان مزال كيعرج برجلو الي تصابت يوم الانفجار لكن الطبيب أكد ليه غتبرا كليا بعد العلاج..
و كيف اختفاو البعض من الجروح و الإصابات من جسمو قرر يرجع فأسرع وقت لعندها.. باركة عليه غير أشهر العذاب الي مرو و هو بعيد عليها و على ابنو..
ضحكتها كانت كتسمع فأرجاء المكان و هي كتقبل وجهو بالكامل.. تبوسو و تبعد كضحك كأن روحها حيات من جديد.. حتى خدودها توردو و رجع البريق لعيونها الزمردية..
فور اختفاءهم وراء الأشجار.. بان الخيال الي كان واقف بعيد مراقبهم.. بملامح ممحية طلع محمد الشال على نصف وجهو و دار مبعد على المكان و على حبو الأول..
سادة عينيها و وجها مبشور باينة عليه ابتسامتها الخفية.. كتحس بدفئ يدو الي محطوطة على بطنها البارز.. إحساس شحال تخيلاتو فالاشهر الماضية و بكات كلما فتحات عينيها و لقات الفراغ جنبها..
لدرجة فهاد اللحظة مترددة تحل عينيها لنفس السبب.. هي حاسة بيه جنبها و كتسمع انفاسو بوضوح و يدو كتلمس بطنها.. بغات ترجع تحلهم فاش فاقت من قيلولتها و خايفة يتبين أنه مجرد حلم آخر.. تغيرو ملامح وجها فثانية و بان عليهم الحزن..
صدرها و لا كيطلع و يهبط بسرعة و هي كتحاول تاخد نفس عميق.. ميمكنش داكشي الي وقع قبل ساعات مجرد يكون تخيلات.. مستحيل..
جاها الجواب فالحين فور ماحسات بأنفاسو كتضرب عند وذنها.. و بصوت الخشن همس حتى خلى جسدها كولو يرتاعش..
أوسمان : حلي عينيك
تالاسين : ' زيرات على جفونها ' انا مكنحملش كيف ديما ياك
أوسمان : ' ابتاسم بجنب ' كنتي كتحلمي بيا
تالاسين : ' بنبرة حزينة ' كل ليلة
أوسمان : ' قرب لوجها و حط إبهامو عند شفايفها ' فكل ليلة و كل صباح و فكل نَفَس صورتك مفرقاتش بالي
تالاسين : ' فتحات عينيها ببطء و شافت فيه ' توحشتك بزااااف
اوسمان : ماشي بالقدر الي توحشت نشوف فعينيك ' مرر صبعو على خذها ' و نلمسك و نستنشق ريحتك
تالاسين : ' حطات صبعها على حاجبو ' فين كنتي طول هاد المدة ؟
أوسمان : كنت فالصبيتار كنتعالج و كيف صحيت شوية جيت لعندك
تالاسين : قلبي كان متأكد أنك باقي حي، كلهم قالو ليا متي نتا و خالتـ ' تغرغرو عينيها ' خال
أوسمان : شووو متبكيش، ترحمي عليها و دعي معها
تالاسين : ' بصوت مخنوق ' الله يرحمها
قالتها و هي كتشوف الألم الي مدفون وراء نظراتو الباردة.. حاسة بيه.. قلبها حاس بحزنو و بشنو كيمر منو بعدما فقد مو.. بغات تكون ملجأو و تخفف عليه الألم كيف كان السند ليها كلما احتاجتو.. بلعات حرقة موت السيدة حسناء.. و دورات يديها على عنقو مقرباه لعندها..
حطات شفايفها على جبينو و طبعات قبلة دافئة.. حسات بيه ضمها بذراعو و خشا راسو فعنقها.. عم الصمت فالغرفة من غير دقات قلوبهم المتناغمة الي حاسين بيها مع اتحاد أجسادهم من جديد.. أوسمان ساد عينيه و هو مزير عليها بأصابعو من كتافها..
مبغهاش تعرف شنو داز عليه و لا الألم الي حس بيه بعدما فاق فمستشفى حكومي بفرنسا و عرف أن مو فارقات الحياة.. كان طريح السرير لمدة طويلة.. بمعجزة ماماتش فالانفجار لكن جسمو كان عامر إصابات بعدما تلاح لبعيد بقوة..
عالجوه باش يعرف من بعد أنه محكوم عليه بالسجن المؤبد و غيترسل لأكفس سجن.. فين مر من التعذيب و المعاملة الوحشية.. لكن التعذيب الجسدي كان اهون على ألم موت مو و فراقو على حبيبتو.. و هي الشيء الوحيد الي خلاه متشبت بالحياة.. فأمل ان يوم من الأيام و بمعجزة يقدر يرجع ليها..
أوسمان : ' حبسها ' غير خليك، الي باغة حبيبتي نقادو ليها
تالاسين : ' الخبز و الحليب بحال داك الي صاوبتي ليا، فاش قادو محمد مجاش بنيـ
بلعات باقي هضرتها فاش شافت ملامح وجهو تغيرو.. و عاد استدركات شنو خرجات من فمها.. بغات تصلحها و هي تعورها..
تالاسين : واخة كان يجي يوميا يطل عليا، محمد بحال خويا و الله
أوسمان : كنتي كتجلسي معاه بوحدكم، و بهاد الشكل، بشعرك معري و حوايج الدار !
تالاسين : ' صقلات كضور فعينيها ' ل
أوسمان : متكذبيش
تالاسين : ' هبطات عينيها '
أوسمان : ' ناض من جنبها ' متخرجيش من البيت، غنقاد ليك متاكلي و نجيبو ليك
شافت فيه ضار و خرج من البيت.. تگعدات و ربعات رجليها وسط السرير.. بدات تعض فشفايفها على فمها الي قفرها عليها.. ياريت بقات ساكتة.. شوية هزات كتافها و ساطت بالجهد..
هو عارف ان محمد مكيعني ليها حتى حاجة و كتحسبو أخ فقط.. كانت ممتنة للوقت الي كان موجود جنبها و رغم أنه عمرو تعدى حدودو الا و كانت تحس بأن وجودو غير مناسب.. و بسبب وضعها الصعب مكانتش عندها الطاقة تعارض مجيؤو..
كانت ناوية تعاود لأوسمان على كلشي لكن على حساب هاد ردة فعلو تراجعات.. شوف غير كيف تصرف فاش عرف بشأن محمد.. و لا قالت ليه لاحت حايكها و مشات تقلب فالصبيطارات و المعسكر غيقربلها عليها..
بعد شي ربع ساعة تقريبا و هي كتشوا فبلاصتها ناضت.. لاحت على كتافها الشال الصوفي و خرجات من لبيت.. و هي غادة لكوزينة سمعات صوت السيارة.. طلات من النافذة الي جنب لباب و خرجو عينيها فاش لمحاتها هابطة من سيارتها.. قالت بصوت خافت و هي كتعض فضفارها..
تالاسين : هادي لاش جاية عوتاني، خاص نخرج عندها نسرسبها قبل متعرف بلي رجع
حلات تالاسين باب الدار ناوية تخرج حتى حسات بيد شنقات عليها من الشال.. دورات وجها و هو يبان ليها عاقد حجبانو.. قال و هو كيشوف فيها بنظرات ثاقبة..
أوسمان : شنو قلت
تالاسين : قلتي ليا متخرجيش من لبيت
أوسمان : و شنو كديري دابة
تالاسين : الجوع قتلني ماقدرتش نصبر
بان ليها بعد عينيه عليها و شاف فالخارج و هي تعلا على صباعها زعما باغة درق عليه الخارج.. ساع ماوصلات حتى لعند ذقنو.. رجع شاف فيها باستغراب غير بانت ليه غتفقد توازنها شدها من خصرها بسرعة و قال بنبرة عصبية..
اوسمان : ' سحب ذراعو ' سبقيني نتي، خاص نشوف شكون جا
بعد عليها و خرج من لباب.. بقات كتمتم و ماعرفات مادير.. تمشات كتجر فرجليها باغة دخل لكوزينة تاكل و هي تضرب الضورة و رجعات.. حلات لباب بشوية و طلات براسها.. توسعو عينيها و ماعرفات كيف دارت حتى هبطات مع الدريجات و وقفات عليهم..
مدات يدها و جرات المرأة الي معنقة اوسمان من شعرها.. حتى تسمعات صرختها من الجبدة الي جبداتها تالاسين.. شاف فيها أوسمان بنظرات مصدومة و قرب عندها..
أوسمان : تالا
تالاسين : سكت نتا ' شافت فالمرأة الي مزال شادة فشعرها ' الأخت معرفاش السيد مزوج زعما و مرتو هازة ولدو، لاش كتعنقي فيييه
تالاسين : و متعنقيييهش، ' كتديها و تجيبها من شعرها ' جمعي يديك و عينيك عندك، راه كنت صابرة ليك و لكن اليوم زدتي فيه
أوسمان بقا غا مصدوم فيها كيف كتهضر بعصبية.. و مع أن المرأة طول منها و الا شداها من شعرها منزلها لعندها.. قرر يتدخل و شد تالاسين من يديها باغي يفك شعر لاخرى..
هو كيجر فيدها و هي مزيرة على الزغيبات الي بين صباعها بحال شي بنية صغيرة حالفة مطلقهم.. خنزر فيها عاد رخاتهم و شاف فالزغبات الي بقاو فيدها و الي مكانوش قلال.. قال بجدية..
ساطت نفسها بحنق و مشات كضرب رجليها مع لأرض.. كيف دخلات دار أوسمان عند ليزا و قال..
أوسمان : ' حديثهم بالفرنسية ' شكرا على اهتمامك، لكن التصرف الي درتي ماشي مقبول، بيناتنا الخدمة بوحدها فبلما نبالغو فرد فعلنا
ليزا : كنعتاذر ماقصدت حتى حاجة، فاش سمعت أخبار موتك متخايلش شحال حزنـ
أوسمان : ' قاطعها ' ماشي مهم، غير آخر مرة تصرفي بطيش، مرتي الي كتقولي عليها باقة صغيرة مغاديش ترمي راسها على واحد مزوج واخة يكون نيت رجع من الموت، دابة مامساليش منين نقاد أموري غنتواصل معاك
خلاها واقفة و توجه للدار.. دخل و مشا مباشرة للمطبخ.. وقف عند الباب كيشوف فيها كتاكل فالخبز و الحليب بالمعلقة و كتمتم.. قرب و جر الكرسي چلس مقابل معها..
تالاسين : ' شافت فيه عاقدة حواجبها ' واخة هكاك مخصهاش تعنقك، و زايدون باين شنو تحت راسها، من نهار شفتها معجباتنيش الطريقة باش كانت تشوف فيك، و دابة زادتها بالتعناق
أوسمان : ماعجبكش الحال
تالاسين : لا
أوسمان : ' قرب عندها مسند على الطبلة و قال مزير على سنانو ' و تخايلي دابة انا كيف حاس منين عرفت أن راجل كان ملازم مرتي كل هاد المدة الي غبت فيها، و ماشي اي راجل، داك الي كيبغيها و كيتمناها لراسو، تقدري تخايلي
وقف دافع الكرسي بقوة و خرج.. بقات ساهية فالطبلة كتسترجع كلامو.. دفعات الزلافة بعيد و ديك الشهية مشات.. هي مصدقات رجع ليها و بسرعة ترونات بيناتهم.. ناضت بلا عگز و مشات لبيت ديالهم.. ملقاتوش و هي تلبس عليها معطف و دارت القب من البرد..
خرجات من الكوخ و تمشات فاتجاه الاسطبل الصغير الي بناو العمال.. دفعات الباب الخشبي و هو يبان ليها واقف جنب حصانو.. محيد معطفو و بقا بتريكو كم مفتوح من جهة الصدر.. قربات بخطوات هادئة حتى وقفات جنبو.. شافتو تحنى باغي يهز ليه رجلو و قالت..
تالاسين : باغي تبدل ليه الصفيحة ؟
أوسمان : ' تلفت عندها حتى شافها شنو لابسة و رجع كيشوف فالخيل ' مزيرة عليه و مقادرش يوقف عليها
شد أوسمان فرجل العاود باغي يطويها باش يحيد ليه الصفيحة.. لكن العاود محركش رجلو و أوسمان مبغاش يزير عليه.. شوية حس بيدها تحطات على ظهر يدو و شعرها لامس جانب وجهو.. بيدها لاخرى بدات كتمررها بشوية جهة عنق الحصان نزولا مع رجلو و قالت..
تالاسين : واخة هو عارفك مغاديش تآذيه و لكن خاصك تبدد داك الخوف ديالو، حينت الحيوانات كيحسو بينا، بفرحنا حزنا و غضبنا
أوسمان : ' دور وجهو لعندها كيشوف فعينيها و قال ' كتحرق اتالاسين، كتحرق
تالاسين : لااا عفااك، محمد عارف انني كنبغيك و عمري نبادلو نفس الشعور، كنت كنشوف الحزن فعينيه و كندعي انه يقدر ينساني، و لكن عمرني نبغي ليه الأذية
أوسمان : ' ضيق عينيه ' بقا فيك
تالاسين : ' حنات راسها و قالت ' يستاهل يكون فرحان، كبر مع أب كيعنف مو و ختو قدام عينيه و مع ذلك طلع راجل اي ام و اخت تفتاخر بيه، رغم نيتو ناحيتي الا و ساعدني، كنتمنى ليه من كل قلبي يلقى البنت الي تستاهل حبو ' هزات عينيها و شافت فيه ' كنت ممتنة لإهتمامو و عند بالي بغيتو، لكن إحساس الحب و الانتماء عرفتهم مع شخص واحد
و هي كتكلم كان كيتمعن النظر فوجها و عويناتها الي كينبع منهم صدق كل كلمة قالت.. تنهد و وقف مقابلها معاه.. مد يدو طلع القب الي هبط ليها من على راسها.. و غضبو بدا يتلاشى لكن الغيرة مزال كتحفر فيه..
تالاسين حكات على جبهتها و هي كتمنى كلامها يريح بالو.. حدرات عينيها و فجأة شهقات فاش شافت ندبة عند صدرو.. مدات يدها و هبطات التريكو حتى بان نصفها لاخر.. شهقات و قالت..
تالاسين : شكون دار فيك هاكة
أوسمان : ' طلع التريكو على صدرو ' فاش تفرگعات الطوموبيل جات فيا حديدة ماضية فصدري، ' قال بنبرة مزاح ' تشوهات وسادتك الي كتوسدي بالليل
تالاسين : ' حركات راسها بلا ' كضرك ؟
أوسمان : لا
قربات لعندو و حطات يديها عند كرشو.. جرات التريكو حتى هبط و بانت الندبة و هي طبع قبلة فوقها.. طبعات قبلة اخرى كأنها باغية تمحي الألم الي حس بيه وقتها.. عند بالها تصاب غير فرجلو و شحال تألمات.. لكن الندبة وعاتها على انه عانى كثر من الي حكى ليها..
بعدات شفايفها من على صدرو الصلب و هزات راسها فيه.. لقاتو كيشوف فيها بنظرات ذوبات قلبها و زلزلات كيانها.. غير مدركة ان تأثيرها عليه هو كان أضعاف مضاعفة.. فلمحة بصر هزها بخفة بين يديه.. تم خارج من الاسطبل و هي تقول..
تالاسين : ' ابتاسمات عاضة على شفتها ' هبطني نتمشى على رجليا، رجلك ضاراك
أوسمان : كتمشاي ثقل من الفكرون و انا مابقيتش قادر نصبر
دخلو لغرفتهم و سد لباب برجلو.. حطها فوق السرير برفق و تحنى فوقها مكالي بيديه.. عينيه التاهمو معالم أنوثتها الي برزو مع الحمل.. و عاصفة الرغبة كانت مجتاحة عينيه.. فليالي الأرق ونيسو الوحيد هو ذكرياتو معها..
كان يستحضر ملمس بشرتها الناعمة.. و رجفتها تحت لمساتو و رقة شفايفها كلما غاص فتقبيلهم.. كيعشقها روحا و جسدا.. تحرم من حضنها فأصعب اللحظات الي مر منهم.. كانت العلاج الي محتاج باش جروحو تلتاءم بعض الشيء..
خرجو من سهوتو صبيعاتها الي كان كيلمسو الندبة بحنان.. و بدون ميقاوم رغبتو فيها هبط عندها و خدا شفايفها فقبلة عمييييقة باش يروي عطشو و يخدر حرقة الفراق و الغيرة..
أصبحنا و أصبح الملك لله..
فاق أوسمان مع اول شروق الشمس.. حيد ذراعو الي كانت محاوط بيها بطن تالاسين و طلع الغطاء على كتفها.. تحنى طبع قبلة بين كتفها و عنقها و ناض.. دخل للحمام دوش و خرج لبس حوايجو.. لاح عليه مونطو طويل أسود و دار طاقية على راسو..
خرج من الكوخ و هو يبان ليه يونس هاز كومة ديال التبن.. اتاجه لعندو أوسمان و كيف قرب و لمحو يونس طاح التبن من بين يديه.. خرج عينيه بحال الى شاف شبح قدامو.. مافيقو من الصدمة غير اوسمان و هو معنقو كيطبطب على ظهرو..
يونس شاب يتيم.. باه مات على يد الفرنسيين فأحد المواجهات.. و منين استاقر أوسمان فهاد المكان كان هو اول شخص وفر ليه عمل.. بادلو يونس العناق و هو فرحان لرجوعو..
بعد حديث قصير دار بيناتهم وصى أوسمان يونس يرد لبال بما رجع و طلب منو مفاتيح السيارة.. ركب فيها و خرج سايق بسرعة فالطريق المتربة حتى خرج للشانطي..
توجه لدار صلاح هبط و وقف قدام الباب كيدق.. بعد لحظات تحل لباب و توسعو معاه عينين ميرا.. مدات يدها بتردد لمسات خوها و كيف تبين ليها أنه حقيقي و واقف قدامها.. تلاحت عليه معنقاه و هي كتبكي..
رد فعل صلاح مكانش قل منها.. كيف شاف صاحبو تغرغرو عينيه بلما يشعر و عنقو بقوة.. أوسمان كان الأخ الي ولداتو ليه الحياة و بسببو هو عايش الحياة بمعناها الحقيقي.. عندو بيت و زوجة و عائلة الي عوضاتو على اليتم..
بعد مدة ناضت ميرا توجد ليهم القهوة و هي مسخياش تفارق خوها.. و هنا استاغل صلاح الفرصة و سولو..
- في وقت لاحق -
واقف آرثر باستقامة بلباسو العسكري.. عينيه الجاحدين عليهم نضرة تعالي و شنبو الرمادي زاد من قساوة ملامحو.. كان مقابل مع الساحة الي قدامو و كيشوف فاتجاه واحد.. غير بان ليه جاي من نقطة بعيدة شير بيدو للجنديين الي خلفو..
واحد فيهم دخل للخيمة و خرج جارها معاه.. دفعها لعند آرثر الي شدها بقبضتو من مرفقها وقفها قدامو و شار ليها بعيد.. شافت بعويناتها الخوضر الي رفضات يبان فيهم خوفها او تنزل منهم دمعة وحدة.. و هو يبان ليها أوسمان واقف فالجهة المقابلة من الساحة..
قرب آرثر لعندها و همس بصوت كيف فحيح الأفعى..
آرثر : راجلك راه فين واقف، شنو تفضلي يجي لعندك و لا تمشي نتي لعندو، غير هو الحقل الي قدامك عامر آلغام، الخطوة الغلط بوووم ههههه ' طلق من يدها ' الخيار اختيارك، نتي و داكشي الي فكرشك و لا هو !
- قبل ساعات -
ناض صلاح من مكانو و قرب لعند أوسمان.. بعدما استوعب انه فعلا رجع و ماوقع ليه والو لاحظ أن أوسمان ماشي على بورجو.. و أن شي حاجة شاغلاه لدرجة سهى شحال من مرة و هو كيتكلم مع ميرا.. جلس جنبو و قال..
صلاح : أوسمان شنو وقع داك النهار، و كيفاش حتى نجيتي من داك الانفجار ؟
أوسمان ' عاود ليه شنو وقع معاه بإختصار '
صلاح : ' متفاجأ ' إيملي هي الي ساعداتك تخرج من فرنسا !!
أوسمان : امم، على حساب ماقالت فاش طلبات من باها يخرجي و رفض، دارت راسها سمعات لكلامو و من بعد بدات تقلب على فين مسجون، هي الي لقاتني مليوح جنب البحر و داتني لصبيتار فين بقيت ناعس أسبوع، كيف استرجعت طاقتي قررت نخرج،
جات زارتني فنفس النهار الي كنت ناوي نغادر، و بدون منطلب منها قالت باغة تعاوني نرجع للمغرب، صارحتها بلي ماعندي حتى نية نكون معها حتى و لو عاوناتني، و كان جوابها أنها عارفة ، رجعات ليا وراقي من عند باها و فأول رحلة بحرية رجعت للمغرب
صلاح : و صدقات تارجليت
أوسمان : ' دوز يدو على شعرو ' صلاح هذا ماشي موضوعنا، جيت لعندك على شي حاجة ضرورية، حينت محتاج مساعدتك
صلاح : ياك لباس، فاش باغي نعاونك ؟؟
أوسمان : آرثر رجع للمغرب، و يَدر بين يديه
صلاح : آش كتقووول، فخباري آرثر كاين هنا لكن ماسمعت حتى شي حاجة على أنهم شدو يَدر و لا شي واحد من المقاومين
أوسمان : إيملي قالت ليا آخر مكالمة بينو و بين باها هضرو على زعيم المقاومة الي محجوز عندو، ماعرفتش كيف طاح بين يديه و لكن خاص ندير شي حاجة، ماقدرتش نقولها لتالاسين، كيبقى باها و أنا مباغيش نشطنها بعد كل الي داز عليها
صلاح : و شنو فيدنا حنا باش نديروه
أوسمان : عرف ليا فين كاين آرثر، نفس المكان غيكون فيه يدر، آرثر مستحيل يخلي أكبر غنيمة عندو تغيب على عينيه
صلاح : صافي ولا عليك
أوسمان : ' وقف ' بغيت اليوم نعرف مكانو
و اوسمان مغادر تلاقى مع ختو راجعة من الكوزينة.. قبل جبهتها و خرج بعدما قال ليها غيرجع يشوفها من بعد.. ركب فالسيارة و توجه للقرية و بالظبط لدار زيدان.. وقف قدام الباب و دق.. بعد لحظات تحل لباب و طلات فاطمة مغطية نصف وجها بالحايك.. شافتو واقف و بقات شحال مبلقة عينيها البنيين فيه.. كانت الصدمة مصورة عليهم بوضوح..
نحنح أوسمان و قال مخرجها من الدوامة الي دخلات فيها و هي عند بالها رجعات تشوف الأموات..
أوسمان : السلام عليكم
فاطمة : ع ع عليكم السلام
أوسمان : فاطمة لباس عليك ؟
فاطمة : سمحليا و لكن واش نتا هو نتا، زعما واش
أوسمان : أنا هو راجل تالاسين، قصة طويلة ماعنديش الوقت نعاودها، ممكن تعيطي ليا لهشام
سد هشام الباب من وراه و قرب عند أوسمان، عنقو عناق أخوي و قال..
هشام : الحمد لله على سلامتك، سبحان الله تالاسين كانت متأكدة بلي راك باقي عايش
أوسمان : خلينا نتحركو من هنا، الموضوع كيتعلق بيَدر
هشام : يالاه معيا
تمشاو بجوج خارجين من وسط القرية.. وصلو للدار الي كان يتجمع فيها هشام مع الدراري.. حل لباب و شار لأوسمان يدخل.. كيف سدو و دار.. بان ليه محمد جالس قدام المكتب الصغير.. كان كيشوف فجهتهم و بالظبط فأوسمان.. هاد الأخير الي واقف ظهرو متشنج و قبظة يدو عاصرها بقوة..
قال هشام باغي يكسر توثر الجو و يتفادى أي تشابك بيناتهم..
هشام : أوسمان جا على قبل يدر
أوسمان : ' تلفت عندو ' متخافش موضوع يدر الي جابني و مغاديش نطرق لحاجة أخرى، على الأقل ماشي دابة، لكن قبل
خلى جملتو معلقة و اندافع جهة محمد.. شنق عليه من الكول ديالو حتى وقفو و نزل عليه بلكمة قوية لفكو.. رجع خطوة اللور و قال..
أوسمان : و دابة ممكن نهضرو فالمهم
شد محمد ف فكو الي تبنج من الدقة.. شاف فأوسمان بنضرات جامدة و جلس على الكرسي.. هنا قرب هشام انضم ليهم و بداو حديثهم..
واقف يونس جنب الكوخ هاز شاقور بين يديه.. كيهزو حتى لفوق و يهبط بيه على قطعة الخشب حتى كتقسم على جوج.. كرر نفس العملية عدة مرات و بعدها خدا القطع كيستفهم.. فجأة توقف فاش سمع شي صوت..
دور عينيه فالأرجاء منين مبان ليه حد تحدر باغي يهز القطعة من الأرض.. تسمع صوت الأغضان الصغيرة تحت ظغط قدم أحدهم.. مع رجع يونس دور نصف وجهو جاتو ضربة على راسو طاح على إثرها للأرض..
لاح الجندي الخشبة العريضة فلأرض و تحرك فاتجاه الكوخ و تابعو من الخلف جنود آخرين..
فتحات عويناتها كتعگز و مجبدة يديها بجوج.. مررات لسانها على شفتها باغة تبللها و هي تكمش ملامح وجها فاش حسات بالألم.. حطات صبيعاتها كتلمس فشفايفهاا الي صبحو منفوخين.. و بسرعة تغيرو ملامحها و ابتسامة خجولة ترسمات على وجها..
تذكرات لحظاتهم الحميمة ليلة أمس و هما بتورزو خدودها.. مدات ذراعها جهتو و عينيها مزال مسدودين.. بدات كتحسس الفراش و منين حسات بيه فارغ و بارد..
تگعدات و تلفتات لجهتو.. بعدات شعرها من على وجها و بدات كتقلب عليه فالغرفة.. منين مبانش ليها حيدات الغطاء و حطات يدها على الفراش مسندة عليه و هي كتحاول تنوض.. خشات رجليها فالبليغة و مشات للحمام غسلات وجها..
خرجات كتنشف فيه و هي تسمع شي صوت جا من الخارج.. حطات الفوطة و هزات المعطف دارتو عليها فوق فستانها المنزلي.. حلات باب البيت و خرجات كتاندي بإسمو..
تالاسين : أوسمان، أوسمااان
مشات فاتجاه المطبخ طلات مبانش ليها و هي تهز كاس عمراتو بالما.. كيف حطاتو عند فمها باغة تشرب سمعات صوت مجهد حتى طاح الكاس من بين يديها و تشخشخ عند رجليها.. ولات كلها كترعد و إحساس خايب راودها.. تخطات الزاج المهرس و خرجات من الكوزينة.. وقفات مشوكية و هي كتشوف ثلاث جنود واقفين عند الباب الي طايح فالأرض..
مدارت حتى رد فعل فقط همسات باسم أوسمان بين شفايفها.. قبل ميتقدم واحد فيهم و يجرها من شعرها.. خرجوها و واحد فيهم جارها معاه جهة السيارة بدون ميهتم لوضعها.. حل الباب الخلفي و هي تصدم بالشخص الي داخلها..
جر الجندي لونا خرجها من السيارة و دفعها حتى طاحت فالأرض.. دخل تالاسين بالقوة مكانها و هي مزال تحت تأثير الصدمة كتحاول تفهم شنو واقع.. جلس جنبها الجندي و لاخر طلع لقدام.. بقى واحد فالخارج و فاش شافت تالاسين جهتو.. بان ليها نازل بالضرب على لونا الي شادة ليه فرجلو..
قدر يبعد عليها بعدما ركلها بقوة و ركب جنب صاحبو.. شغل السيارة و يالاه غيديماري بان ليهم الشاب الي ضربو قبيلة واقف فطريقهم على بعد مترات.. شاف فيه الجندي الي سايق و ابتاسم بشر.. ديمارا مورك على لكسيراتون و بعدها تسمع صوت ارتطام جسد يونس الي متحركش من مكانو مع السيارة..
سدات عينيها مزيرة عليهم و تأوهات بألم و هي ظاغطة على بطنها بيديها بجوج.. كتسمع صوت ضحك الجنود و هي كطلع النفس بصعوبة.. فتحات عينيها المغرغرين و دورات وجها جهة الكوخ و هما كيبعدو عليه..
عند تقاطع الطرق مرت سيارة الجنود دايرة جهة اليسار.. و بعد دقائق فقط مرت سيارة أوسمان و هو راجع للكوخ من جهة اليمين.. بعد حديثو مع هشام و محمد و معرفتو لمخططاتهم باش ينقذو يدر.. بغا يرجع يطمأن على تالاسين الي خرج و خلاها باقي ناعسة..
تحبس فران على الجهد و خرج من السيارة.. وقف مخرج عينيه فجسد يونس الي كولو دمايات.. مشا عندو كيجري و هبط لرض على ركابيه.. هز ليه راسو كيقلب فيه.. حط أوسمان يدو عند رقبة يونس و هو يسد عينيه..
برفق قادو فلأرض و نزل ليه جفونو بأصابع مرتعشة.. وقف بصعوبة و تلفت لجهة الصوت الباكي.. بانت ليه لونا چالسة فالأرض و معنقة راسها.. بخطوات بطيئة قرب لعندها و قال..
أوسمان : شنو وقع هنا، تالاسين كاينة فلداخل ياك
لونا : ' هزات عينيها المنفوخين فيه و قالت ' سمحولياااا، سمحوليااا
أوسمان : شكون دار هادشي ؟
لونا : ' كتبكي ' ك كنت فالصبيتار و جاو عندي، د داوني للمعسكر و سولوني فين هي، واحد فيهم شافها فاش كانت معيا فالمعسكر و قالها لرئيسهم، الي كان واقف بعيد كيشوف فيا و منين ماقلت ليهم والو ضربوني، و و بغاو ي ' عنقات صدرها '
أوسمان : ' شاف حوايجها الي مقطعين ' دارو ليك شي حاجة
لونا : ' زيرات يديها الي محاوطة بيهم صدرها ' ج جاو ليا بربعة ب بغاو ي ' انفاجرات بالبكا ' سمحوليا ماقدرتش نخليهم يتعداو علياااا
قرب عندها أوسمان و تحنى شادها من كتافها.. ساعدها توقف و حيد المعطف ديالو دارو ليها على كتافها.. بقا بتريكو ديال الخيط فالأبيض و رغم برودة الجو محاس بوالو من غير العافية شاعلة داخلو.. قال منعت ليها جهة الدار..
أوسمان : سيري دخلي للدار، و متخرجيش منها حتى نرجعو
دار أوسمان و تحرك فاتجاه السيارة.. ركب و زاد مكسيري مخلي الغبابر من وراه..
فموقع آخر بعيد على المعسكر الرئيسي و بالظبط داخل خيمة كبيرة.. جالس آرثر فوق كرسي حديدي ضخم و متكي اللور.. هاز فيدو غليون أسود متصاعد منو الدخان.. عينيه كيتحولو ما بين شخصين قدامو..
شاف جهة يَدر المقيد مع الكرسي و رجع شاف فتالاسين الي رابطين يديها و مجلسينها فالكرسي المقابل معاه.. علات نظرة تشفي و انتصار فعنين آرثر و هو مستمتع بالمنظر الي قدامو.. حس أن اليوم يومو و انه قدر يشفي شوية من غليلو.. شكل يدر و هو كيشوف فبنتو داخلين بيها الجنود ميتقدر بحتى ثمن.. كان ممكن يتخلص منو كيف جا بين يديه..
لكن شمتة أنه خسر ولدو ليهم و بسبب ابنة يدر خلاه باغي يتمتع و هما كيعانيو ببطء.. تصدم للحظات فاش شاف تالاسين حاملة لكن سرعان ما تصرف ببرود و هو كيآمرهم يربطوها قدام باها.. الي لحد الساعة منطق بحتى كلمة.. فقط كيشوف فتالاسين بملامح غير مقروءة..
دخل جندي كيجري و وقف مقابل مع آرثر.. لقى التحية و قال..
الجندي : الجنرال السابق أوسمان دخل للمنطقة
آرثر : دابة ممكن نبداو ' قرب لعندهم و وقف بين يدر و تالاسين و شاف فيها ' راجلك كنت متوقع يبان و مخيبش ظني، هاكة حسن نيت حينت باك باين ليا عندو زايد ناقص موتك او حياتك، لكن لاخر غتكون ليه أقوى ضربة يشوفك كتموتي قدام عينيه ' نزل عينيه لكرشها ' و خاصة و نتي هازة داكشي فكرشك
يدر : معركة الرجال لاش مدخل ليها العيالات
آرثر : ' تلفت عندو ' من ديما كنلقى متعة فأني نضربكم من جميع الجهات
يدر : ' شاف تالاسين كترعد بشكل غير طبيعي منين تذكر اسم أوسمان ' تالاسين تهدني ماعندك مناش تخافي
آرثر : عاد فاق ضميرك هههه
يدر : هي و النسا الي دمرتو و اغتاصبتو شنو ذنبهم
آرثر : الصراحة بناتكم هما النسيم الي كيبدد حقارة هواء هاد الأرض المعفنة ' لمس شانبو بتعالي و قال ' عٍفّتهم و مقاومتهم لينا عندها تأثير مكيتقاومش ' نخليكم دابة خاص نقابل ولدي
و هو متاجه لباب الخيمة وقف فجأة و دار.. شاف فيدر و قال..
آرثر : شنو سميت بنتك قلتي، تالاسين، هاد الإسم كيذكرني بيها، صورتها و هي عروس فوق الخيل عمرني نساها، كان اسمها حتى هي تالاسين، شحال ندمت الي خليتها لرجالي بعدما ساليت منها، الهمج ماتت ليهم بين يديهم ديك الليلة..
كمل كلامو الي قال و خرج.. بدون ميشوف وجه يَدر الي تحول حرفيا لشخص آخر.. نظرة عينيه رجعات وحشية و ملامح وجهو الهادئة كيعصفو برغبة فالقتل.. صدرو كيطلع و يهبط بقوة على وشك ينفاجر.. كان بركان خامد رجع كيغلي بعد سنين طويلة.. حرك يديه باغي يتنطر من الحبل الي حاكم جسدو كولو و يمشي يقطع آرثر لأشلاء صغيرة..
الشخص الي اغتاصب ختو و كان السبب فموتها يوم عرسها هو نفسو عدو اللذوذ.. بسبب حرقة موتها رجع شخص آخر.. بعد على زوجتو و بنتو بنية ينتاقم من كل مستعمر.. فكل شخص مات بين يديه منهم كيشوف فيه مغتصبها و قاتلها.. بينما المذنب الحقيقي كان عايش طول هاد الوقت أقرب مما كان يتصور..
عينيها على باها لكن عقلها غير مع الكلام الي قال آرثر.. مبغاش أوسمان يتآذى مبغاش تموت و هي هازة إبنهم فأحشاءها.. مبغاش تزيد تحط فبحال هاد المواقف.. تهدات و عيات بمعنى الكلمة.. لإمتى حياتهم غتستامر على هاد النحو..
بان ليها احد الجنود رجع للخيمة.. و هو كيقرب لعندها تملكها الخوف.. لكن متكلماتش أو حاولات تقاوم فاش كان كيفك وثاقها.. جرها حتى وقفات و خرجها معاه و هي مدورة وجها لعند باها كتشوف فيه و هو فديك الحالة الغريبة..
كيف شدها آرثر من مرفقها و وجها باش تشوف لقدام.. لمحاتو جاي من بعيد.. لكن الكلمات الي همس بيهم آرثر خلاو جسمها يفشل حرفيا.. طلق منها و لو أنها بمشقة الأنفس عافرات باش تبقى واقفة على رجليها كانت هوت للأرض..
حطات راحة يدها على بطنها و عينيها عليه و هو كيقرب.. مع كل خطوة كيخطو فاتجاهها و هو كيتوغل فالحقل كانت كتحس بجزء منها كيموت.. رمات خطوة بدون تفكير.. ميمكنش تعيش فعالم مافيهش هو.. ميمكنش تزيد نفس آخر من بعدو..
يمكن مذنبة فحق إبنها الي مزال مشاف الدنيا.. لكن لا حياة ليها بدون أوسمان.. تمشات بخطوات متمايلة و هي كتسمع كلام آرثر الساخر جاي من الخلف.. للحظة فكرات بين نفسها فدرجة قسوة قلب جد إبنها..
كانت تحس أنها تحرمات من حنان الأب و حمايتو طول حياتها.. لكن على الأقل باها مستحيل يفكر يآذيها بهاد الطريقة.. بينما راجلها المسكين باه باغي يآذيه بشتى الطرق و مافكرش فالروح الي ماعندها يد فهادشي كولو..
زادت خطوة أخرى و هي تسمع صوت خلاها توقف.. سدات عينيها و دورات وجها للخلف.. بان ليها آرثر مليوح فالأرض كباقي الجنود الفرنسيين.. و خلفهم واقف باها و هو هاز السلاح بين يديه و جنبو محمد هشام و صلاح..
حسات ببعض الراحة لكن مخصهاش توقف.. رجعات دورات وجها بسرعة كتشوف فأوسمان كيقرب.. و بدورها لاحت خطوات للأمام بدون متدرف دموعها الحبيسة..
قرب يدر و تحنى عند آرثر الي شاد فجنبو.. قال بين سنانو..
يدر : باغي نقطعك طرف بطرف و نتا حي، لكن العافية الي شاعلة عمرها تبرد، ضيعت بنتي بسببكم و مغاديش نزيد نخلي انتقامي منك و من أمثالك يحرمني منها، هاد المرة غنحاربكم للسبب الصحيح و أنا وسط ناسي
أرثر : ' دفل الدم من فمو و قال ' واقلة فات الفوت
شاف يدر جهة الحقل فين كيشوف آرثر و بسرعة درك الأمر.. حط المسدس بين عينين آرثر و طلق الرصاصة الي اختارقات جمجمتو.. لاح السلاح فالارض و مشا كيجري فاتجاه تالاسين.. كيف وصل لعندها جرها بقوة و وقف قدامها كيخاصم..
يدر : فين غادية، معرفاش بلي
تالاسين : ' قاطعاتو ' عفاك حيد من قدامي، خاص نمشي عند راجلي
بغات تجاوزو وقف فطريقها و هو يتسمع صوت طاااق تحت رجليهم.. هبط عينيه شاف لون المعدن تحت قدمو و رجع شاف فبنتو.. قال بنبرة تأسف..
يدر : لحاجة الوحيدة الي ندمت عليها هي أني تحرمت من كلمة بّا منك، كنتمنى شي نهار تقدري تسمحيليا ابنتي
شافت فيه باستغراب من الكلام الي متوقعاتش يجي منو.. لكن بسرعة حولات نظرها للمكان الي جاي منو أوسمان.. كان قرب لعندهم و بدون متعير الاهتمام لكلام باها الي غتندم عليه أشد الندم من بعد..
جرات فاتجاه أوسمان بكل ماتبقى من طاقتها و تلاحت فحضنو.. عنقها بقوة و تنهد بعمق.. و بعد الهدوء و السلام الي حل عليهم و هما فأحضان بعض.. تسمع صوت انفجار صغير على مقربة منهم.. حل أوسمان عينيه و اذا بيه كيتصدم من المنظر الي شاف.. حس بتالاسين تحركات باغة تبعد زاد خشاها فصدرو مزير عليها..
•• وَطني، أيّها الوطَن الحاضِن للماضي و الحَاضر ••
تحت الشجرة العملاقة الي أغصانها ممتدة بشموخ.. جالسة ذات الشعر الكستنائي الطويل فوق سجادة صغيرة كلها ألوان.. خصلات شعرها كيحركم نسيم بارد يهب تحت ظل الشجرة.. و خضرة عيونها تتلألأ تحت أشعة الشمس الدافئة المتسللة بين أوراق الشجرة..
لابسة فستان طويل يظهر نضوج جسدها.. مدات يدها جهة زهرة الهندباء و قطفاتها برفق.. قرباتها لعندها كتشوف فيها و تذكرات كلام حسناء الي خبراتها أنه يطلق عليها زُهيرات الأمل.. رغم الحزن الي غشا عينيها للحظة على ذكرى حسناء و باها.. الا أنها ابتاسمات لأنهم ماتو شهداء..
سدات عينيها و جمعات شفايفها.. نفخات فالزهرة البيضاء حتى طارو خيوطها الرفيعة و فتحات عينيها.. تلفتات جهة الكوخ فور ما سمعات صوت خطواتو.. كيف جاو عينيها عليه لمعو بدرجة ملحوظة.. زادت ابتسامتها توسعات أكثر فاش شافت إبنها ماد يديه جهتها..
كان طبق الأصل على أوسمان.. شعرو الحريري أسود اللون.. عويناتو بنيين و خدودو الحمرين مطبزين كيف خدودها.. ضحكات فاش شافت أوسمان كيهضر معاه و يخاصم زعما بجدية.. و مع اقترابهم لعندها.. تحنى أوسمان و حط ابنو فوق الربيع على بعد خطوات عليها.. و قال بصوتو العميق..
اوسمان : غير شافك بدا يتجبد
تالاسين : ' مدات يدها جهة ولدها ' يَحيى اجي عند ماما
يحيى : ' مشا عندها كيحبو و ينغنغ '
أوسمان : ' وقف خاشي يديه فجيابو و شاف فيها مضيق عينيه ' آش داكشي لابسة
تالاسين : ' بلقات فيه عينيها من غزلو الصريح ' أوسمان
أوسمان : وا نكذب
تالاسين : ' دارت كتلعب مع ولدها ' مكتحشمش
ابتاسم أوسمان بطرف شفايفو و هو كيشوف فيها كتحاول تجنب تشوف فيه.. سلت يحيى من بين يديها كيحبو فلأرض و يالاه غتبعو تشدو.. تجرات من مرفقها و فثانية لقات راسها مستلقية فوق السجادة و ظل أوسمان مغطيها..
حدق فعويناتها للحظات قبل ميلتاهم شفايفها فقبلة خاطفة.. الي تحولات من بعد لقبلة حاااارة خطفات أنفاسهم بجوج.. بعد لحظات طويلة حس بيحيى كيجر فيه من طرف التريكو و هو يبعد عليها.. بعد كيتنفس بعنف و حط إبهامو كيداعب خدها..
أوسمان : خاص نخرج لشي حاجة ضرورية، يمكن منرجع حتال الليل
تالاسين : ' جراتو من الكول حتى هبط عندها ' ياكما بانت شي تاجرة أخرى، شفتك كترتي من الخروج هاد الأواخر
أوسمان : التاجرات عطاهم الله و هما معامن كنتعامل
تالاسين : و كتقولها بوجهك حمر ' دفعاتو عليها و ناضت كترتب فشعرها ' و سير اش كتسنا ' هزات يحيى و تمات غادة جهة الكوخ ' و حسن مترجعش
حافضات على جدية ملامحها و دفعات لباب داخلة للكوخ.. لكن قلبها كان كيخفق بسرعة خيالية لديك الكلمة الي خرجات بصوتو الخشن.. كيف سدات لباب تكات عليه و هي مبتاسمة كيف شي هبيلة.. ماخرجها من دوامة العشق غير يد يحيى الي جرها من شعرها حتى تأوهات..
وقف أوسمان و توجه لسيارتو.. ركب و خرج من المزرعة الصغيرة الي دايرة بالكوخ شاد طريق القرية.. بعدها كان واقف جنب الطريق الي جات خلف القرية.. و خلال لحظات وقفو ثلاث سيارات اخرى خلف سيارتو..
كيف شافهم شغل المحرك و ساق بينما السيارات الأخرى تابعينو من الخلف.. و بعد مدة توقفو قدام دار جات وسط الخلاء.. أمامها سيارات اخرى..
حل أوسمان الباب و هبط.. و هبطو الدراري بدورهم.. تمشى فاتجاه الدار هو و هشام و محمد و صلاح من وراه..
حل المساء.. نزل هشام و سد باب السيارة.. حرك عنقو بتعب و حل باب الدار.. دخل و مشاو عينيه مباشرة للطفلة ذات الشعر القصير المجعد.. كانت كتمشى جنب الحيط مسندة عليه بيدياتها.. بانت ليه طاحت و هي تدلي شفتها.. شوية جمعاتها و مدات يدها هزات عود من الأرض..
غا شافها غتخشيه في فمها سرع بخطواتو و هزها من الأرض.. حيد ليها العود من يدها لاحو و هي تعصر عويناتها و جبداتها بواحد البكية.. بدا كحزر فيها حتى سكتات و توجه لبيتو.. دخل كيقلب على فاطمة منين ملقهاش خرج كيعيط..
سمع صوتها و هي كتقول بلي كاينة فبيت الخزين و اتاجه ليه.. غا وقف عند لباب بانت ليه فاطمة جالسة فالأرض قدام مو الي هازة شي حاجة فيدها و كترسم ليها فوجها.. قرب لعندهم حتى تأكد شنو واقع بالظبط و هو يتكلم بنبرة حادة..
هشام : الواليدة اش كديري ليهااا
ثرية : كندير ليها الوشام اولدي
هشام : ' جر فاطمة من يدها بقوة حتى وقفات ' و معامن تشاورتووو
ثرية : شنو درنا بالسلامة، هاني أنا واشمة وجهي و يديا
هشام : نتي وشموه ليك فاش كنتي صغيرة ماشي اختاريتي، و لكن هي راه كبيرة و عارفة من الصح من الغلط
ثرية : وا ولدي هادو تقاليدنا، و انا الي قلت ليها اجي نوشم ليك، مكانش عليك تنهض فيها بحال هكاك
هشام : الوشم راه حرام الواليدة، و داك الي فلحمك مكرهتش كن لقيت كيف نحيدو ليك
ثرية : و سمحليا اولدي انا غا شفت ربيعة وشمات لعروستها و قلت علاش لا حتى فاطمة ديرو
هشام : ماقصدتش نغوت عليك غير راه واخة تقاليدنا راه حرام الواليدة، و انا منبغيش مرتي دير داكشي فوجها ' قرب باس على راسها و مد ليها نادية ' نمشي نهضر مع ديك الحمقة تلقاها كتبكي فشي قنت
خرج و مشا مباشرة لبيتهم.. لقاها نيت جالسة فطرف الفراش مهبطة راسها و دموعها نازلين مع خدودها.. سد لباب و دخل.. جلس جنبها و حاوط كتافها بذراعو..
هشام : عقلتي فاش درتي لشعرك الحنة و رجعتيه بحال لون الخرقوم، ماشي خاصمت عليك و قلت ليك متبقايش ديري شي عجب بلا خباري ' حط نيفو على شعرها الأسود ' لون شعرك كيحمقني و مارجع لطبيعتو على شحال، دغيا نسيتي و مشيتي باغة تزوقي وجهك بداكشي
هشام : ' هز ليها وجها بصباعو ' حماقيتي، ماشي حينت خايفة ترجع تعاملك كيف الاول تنوضي الي قالتها ليك ديريها
فاطمة : ' الصمت '
هشام : ' قابلها معاه كيشوف فعينيها و قال ' وجهك و شعرك و نتي كلك كتنتاميو ليا أنا، و ماعندكش الحق ديري فيهم شي حاجة مباغيهاش، كتسمعي
فاطمة : و لا بغيت نقطع شعري
هشام : ' خنزر فيها ' فااااطمة
فاطمة : باقي تغوت عليها نديرها
هشام : باش نجيب عليك وحدة أخرى تكون تسمع لكلامي
فاطمة : ' خرجات فيه عينيها ' تقدر ديرها !!
هشام : علاه الشرع ماحللش ربعة
فاطمة : ' حنات راسها ' آ بالصح من حقك، شكون انا باش نمنعك
هشام : ' حس براسو قصح معها ' شوفي فيا
فاطمة : ' هزات عينيها المدمعين و قالت بصوت مخنوق ' هشام بغيت نمشي عند مّي و خويا توحشتهم
هشام : ' جرها خبطها مع صدرو ' الهبيلة كنضحك معاك، مكاين لا ربعة لا جوج، باركة عليا غا نتي فيك ربعة، مرة تكوني بعقلك مرة يخرج ليك، و لكن كنحماق على أصل مّك
فاطمة : يعني مغاديش تزوج عليا
هشام : عمرني حتى نفكر فيها
ماخلاش الابتسامة ترسم بالكامل على شفايفها و انقض عليها بقبلة متلهفة.. خلات قلبها كيرقص من الفرح بعدما كان مقبوض و هي عند بالها كلامو كان جدي.. رغم أنها واثقة من حبو الكبير ليها الا و أن تخوفها من الي وقع فالماضي خلاها توقع أن يمكن يجي يوم و يشوف هشام إمرأة أخرى الي تناسبو أكثر..
و كانت كتحاول تخلي نفسها قوية و تعود على فكرة ان فيوم من الأيام يقدر تشاركها فيه امرأة اخرى.. رغم الغيرة و الحزن الي كانت تحس بيهم مابعداتش إحتمال يجي داك اليوم.. لكن الان هي متأكدة أن قلب هشام ليها بالكامل..
••• يوم جديد
أمام الجامع الكبير وسط القرية.. توقفات سيارة سوداء الي لفتات أنظار المارة و الناس الي واقفين جنب المحلات.. تحل لباب و هبط بلباسو التقليدي الأنيق.. لابس جلباب عاجية اللون و فوقها سلهام ثقيل.. عطاوه هبة من نوع آخر..
تحرك بتباث و دار على السيارة.. فتح الباب و مد ليها يدو.. نزلات لابسة حايك ناصع البياض و على وجها لثام مزخف.. عيونها الخضراء المكحلين هما الي كيبانو.. هازة بين يديها يحيى الي بدورو ملبسينو جلباب صغيرة و بليغة صفراء..
خدا أوسمان يحيى من عندها و شبك يدو مع يدها امام النظرات الفضولية لسكان القرية.. دخلو للمسجد الي كان تقريبا فارغ.. من غير واحد الزاوية الي فيها أشخاص مألوفين..
طلق أوسمان من يد تالاسين و شار ليها لفين جالسة فاطمة و ثرية و سعاد أم محمد.. و توجه لعند الرجال.. هشام محمد و صلاح الي چالسين مع الفقيه و معاهم الفتاتان الي مغطيين بدورهم.. وحدة فيهم كانت ختو ميرا الي جالسة جنب راجلها.. و الثانية كانت لونا خطيبة محمد و الي كانت جالسة بجنبو..
علقو الدراري على وصولو هو و تلاسين مأخرين بمزاح و بعدها بداو مباشرة.. لونا رددات من بعد الفقيه الشاهادتان رغم أنها اعتانقات الإسلام من مدة لكن ماعلناتو لأحد.. و بعدها جا دور ميرا الي بدورها نطقات الشهادتان عن اقتناع لرغبتها فاعتناق الدين الأحق بعد بحث طويل قامت بيه بنفسها..
ناضو لبنات لعند باقي النسا الي باركو ليهم و استقبلوهم بالأحضان.. و بعدها تبعو الرجال الي غادرو الجامع باش يتوجهو للدار زيدان فين غيتم عقد قران محمد و لونا الي رجع إسمها « هاجر » بعدما اختارو ليها محمد بنفسو..
أما ميرا فنزعتها الاستقلالية خلاتها تختار اسمها بنفسها و الي كان « أسية »..
فداك اليوم الكل كانو فرحانين باتحاد قلبين آخرين لقاو طريق لبعضهم بعد عناء.. هاجر تغرمات بمحمد يمكن القول من اول نظرة.. لكن هو عمرو حس بداك الحب.. الا بعدما تخلى على الشيء الي عمرو قدر يملكو.. ساعتها قدر يشوفها و يشوف جمالها و نقاوة روحها..
كانت متوسدة صدرو الصلب كتسمع لأجمل لحن.. دقات قلب حبيبها الي كتضرب بعنق و هي فحضنو.. رفعات راسها شافت فيه و حطات يدها عند فكو.. قالت بصوت اثار فيه رغبة فإحتواءها لمدى الحياة..
تالاسين : غنتوحشك
أوسمان : ' خشا صباعو وسط شعرها ' أسبوع دغيا يدوز
تالاسين : واخة هكاك غنتوحش حبيبي
أوسمان : علاش هاد التعذيب دابة
تالاسين : ' ابتاسمات ' و انا غير بغيتك تعرف بلي غنتوحشك و صافي، ماشي من حقي نقولها !
تالاسين : ' بعدات شعرها بثقة و قالت ' و أنا شنو ذنبي
اوسمان : ذنبك أنك خليتيني مابقيت نشوف من غيرك، نتي قدامي و باغيك و فاش كتبعدي على عينيا كنشوف صورتك فكل وحدة صادفت
تالاسين : بغيتي تعرف علاش
أوسمان : اممم
تالاسين : ببساطة نحن المغربيات لا نرضى بأنصاف الأمور.. إما ان نملك القلب بالكامل حتى النخاع و إما أن نترك الساحة لمن هن أفضل منا في إمتلاكه، و أنا هاد القلب الي كينبض تحت يدي ديالي بوحدي
شاف فيها اوسمان منباهر لفصاحتها فاللغة العربية و الي كتحسن يوم بعد يوم.. شغفها بالدراسة خلاه يعشقها أكثر.. كلما عطاها مهمة قراءة كتاب من الكتب الي عندو كانت تنهيه قبل المدة الي عطاها.. كانت متعطشة للمعرفة و اكتشاف عوالم اخرى بين سطور الكتب.. و هو بدورو كان أكثر من سعيد يرشدها و يشد بيدها حتى تحارب كلمة الأمية الي كانت خجلة منها طول حياتها..
و هما كيتبادلو نظرات العشق و عيونهم موصلة كلامهم بدون نطقها.. تسمع صوت طرقات على الباب.. ناض أوسمان بسرعة و لبس عليه الڤيست الكاشمرية.. بينما اتاجهات تالاسين لجهة مكتبو الي فزاوية غرفة نومهم.. حلات المجر و هزات الخنجر الذهبي بغطاءو المزخرف و هزات المسدس الي جنبو..
قربات عند أوسمان الي تحنى على السرير حتى قبل ابنو و وقف تقابل معها.. مداتهم ليه و هي مبتاسمة و قالت..
تالاسين : غنتوحشك بزااااف، دغيا رجع ليا
باسها أوسمان من فمها قبلة حنينة و قبل جبينها.. خشا سلاحو و الخنجر فحزام خاص تحت الڤيست و توجه لباب.. قبل ميخرج شاف فيها بنظرات عاشقة و غلق الباب خلفو..
فالخارج لقى الداراري كيتسناوه و هما مجهزين بدورهم.. ركب أوسمان فالسيارة ديالو و انطالق.. و باقي المقاومين تبعو زعيمهم الي رجع خليفة يدر بعد موتو..
توالت الأيام و الشهور و السنوات.. تارة الأوضاع هادئة و لكن في معظم الوقت متقلبة.. في بلاد يغزوها الدخلاء ميمكنش يحل السلام الا بعد مغادرتهم.. سنوات الحماية تحت يد الفرنسيين كانت قاسية.. عاناو فيها أشخاص و غادرو آخرين الحياة قبل ميتهناو باستقلال بلادهم..
الحركة الوطنية المغربية بدات مناهضة للحماية الفرنسية.. فحين احتاضنات المدن النضال السلمي تركزات المقاومة المسلحة في البوادي.. و المقاومة الشعبية قدرات تأخر الاحتلال العسكري لسنوات طويلة..
و السبب هي الروح القتالية للقبائل و شجاعة زعماء المقاومة الي فقط بالأسلحة التقليدية و أسلحة الغنائم العسكرية أرهبو المستعمر لسنوات.. و حتى بعد دخول المقاومة السياسية استمرت المقاومة المسلحة حتى حضي المغرب بالاستقلال..
••• عصرنا الحالي •••
جالس على الطبلة بجانب نافذة كبيرة.. لابس تريكو أسود بياقة طالعة مع سروال رمادي كلاص.. شعرو الأسود مصفف بطريقة مرتبة و لحيتو خفيفة عاطياه جاذبية خاصة..
هاز كتاب بين يديه و منغامس فالقراءة.. قلب الصفحات الأخيرة للكتاب و بعدما أنهى قراءتو سد الغلاف حتى بان عنوان الكتاب و الي مكتوب عليه بخط فرنسي « Memoire ».. و مكانتش هادي أول مرة يقراه.. عاودو لعدة مرات حتى نسا يعدهم..
هز هاتفو المحمول من فوق الطبلة و شعل الشاشة حتى تحقق من الوقت.. دخل لكونطاكت و دوز الإتصال لأخر رقم صونا عليه..
فالجهة الثانية من المقهى واقفة فتاة قصيرة القامة.. لابسة فستان أسود ضيق و دايرة عليه مأزر عليه لوگو ديال المقهى جهة الصدر.. وجها مزين بميكاپ عصري برز ملامحها الفاتنة.. كانت معنقة پلاطو صغير و عينيها على اتجاه واحد.. قربات منها فتاة اخرى و همسات ليها..
الفتاة : اويلي ا تالا قربتي تاكليه بعينيك
تالا : ' بدون متحيد عينيها عليه ' هند عطيني بالتسياع مامسالياش ليك
هند : و تكلمي لجدك من الصباح و هو يعيط عليك و نتي مقابلة فارس الأحلام الي عينيه غارقين فالكتاب و گاع محاس بيك
تأفأفتات تالا بنفاذ صبر و توجهات للمنضدة فين واقف جدها.. شاف فيها بوجهو البشوش و قال..
الجد : دي هاد الطلبية للطبلة رقم 7
تالا : ' كانت غتعتارض حتى دركات شكون صاحب الطلبية ' واخة اجدي
هزات فنجان القهوة السوداء حطاتو فالبلاطو و هي كتشوف فيه بإعجاب و كتفكر فذوقو البسيط.. عكس شباب اليوم الي كيطلبو قهوة بشتى الأنواع اما مثلجة او بالكريما.. تمات غادة عندو و قلبها كيضرب على الجهد..
كيف قربات وصلاتها ريحتو الرجولية الي داعبات نيفها.. خدات نفس و قربات اكثر.. حطات الفنجان بأيدي مرتعشة و عينيها كيتمعنو النظر فيه و هو كيتحدث فالهاتف.. بغات ترجع اللور و بدون قصد ضربات الطبلة حتى تكب البعض من القهوة على الكتاب الي محطوط فوق سطحها..
خرجات عينيها فالفوضى الي دارت.. و دورات وجها جهتو بالعرض البطيء.. لقاتو أنهى الإتصال و شاف فيها بنظرات قاسية زادو عليها مابيها.. بغات تهضر و تعتاذر و حلف لسانها لا بغا يتحرك.. سمعات صوت جدها من الخلف كينادي بإسمها..
وقف عليهم هاز منشفة كيمسح بيها على غلاف الكتاب و قال..
الجد : تالا رجعي لاكيست ' شاف فالشخص و قال ' سمحلينا اولدي أوْس، حفيدتي يالاه بدات هاد الأيام و باقي جديد عليها هادشي
أوْس : بصوت روجولي خشن ' ماشي مشكيل الحاج
الحاج : ' مد ليه الكتاب ' لباس ماوقع ليه والو، غلافو من الجلد ياك
أوس : وي من الجلد
الحاج : قليل فين تلقى كتب هاد الأيام مصنوعين بهاد الإتقان
أوس : هذا ماشي أي كتاب، هو إرث عائلي، مذكرة ديال الجد ديالي
الحاج : آه و غير سمحلينا اولدي، كنظل نقول ليها ردي البال، و لكن باقي مشطونة واخة شدات لباك هاد العام، بغيتها تمشي للجامعة و تكمل قرايتها و تكون بحالك مشاء الله، و هي مصرة قالت ليك باغة تخدم معيا هنا و تولي « Barista » هههه
أوس : ' شاف فين كيشوف الحاج و هي تبان ليه فتاة بشعر طويل عاطياهم بظهرها ' حاول تقنعها تكمل دراستها، يمكن من بعد تندم على القرار الي خدات و صغر سنها ماشي عذر
الحاج : هاني كنحاول معها، مستاعد نسيفطها تقرا فينما بغات خاصها غير تحيد هاد الفكرة من راسها
أوس : ' ناض و خرج محفضتو ' كن شافت شحال من بنت تمنى تكون بلاصتها مغاديش تاخد نفس القرار بهاد الاستهتار
الحاج : و علاه نقدر نقنعها ' شافو كيخرج الفلوس ' فين غادي اولدي جلس حتى تشرب قهوتك، انا غنقول ليهم يقادو ليك وحدة أخرى
أوس : عندي موعد ضروري، حتى نرجع من بعد
الحاج : واخة اولدي الله يرضي عليك، و نيت ماكرهتش تهضر نتا مع حفيدتي يمكن تقدر تقنعها
أوس : ان شاء الله
حط أوس الفلوس فوق الطبلة هز المذكرة و ودع الحاج قبل ما يخرج من المقهى مسرع.. وقف جنب الشانطي كيفكر فكلام الحاج و حفيدتو المددلة.. شاف فيها للحظات بدون ميحقق فملامحها و من الكلام الي سمع عليها بانت ليه بشعة فهاد اللحظة..
حيدات المئزر و هي كتمتم بعصبية.. شافت فيها هند و قالت..
هند : دابة خليتي عندو انطباع زوين، عمرو ينساه
تالا : هند راه غنخرج فيك هاد الأعصاب الي فيا، باركة غا الشوهة الي درت
هند : انا شنو درت ليك نتي الي من نهار شفتيه كتڤيبري غا بوحدك
تالا : ' لاحت عليها المئزر ' غبري من قدامي، خليني نشوف كيف نعتاذر ليه
هند : لا لقتيه بعدا
تالا : ' دارت شافت فطبلتو ' أويلي امتى مشا
هند : غير دابة
تالا : و لاش ماقلتيهاش، تفوو عليك
حلات تالا الباب القصير و مشات جهة طبلتو بملامح حزينة.. بسرعة تغيرو ملامحها و برقو عينيها فاش بان ليها الهاتف ديالو.. هزاتو و خرجات كتجري من المقهى.. هادي هي فرصتها تعطيه ليه و تعتاذر منو..
شافت فالباركينغ الي فالجهة المقابلة من الشانطي و تحركات بخطوات مسرعة باغة تقطع.. بدون متنتابه للاشارة الي رجعات خضرا.. مع وصلات لوسط الشانطي عاد انتابهات للسيارات الي جايين جهتها بسرعة..
تلفات و ماعرفات واش ترجع اللور و لا تزيد لقدام.. منين قربات ليها إحدى السيارات جمدات بلاصتها و سدات عينيها مزيرة عليهم.. فجأة حسات بقبظة قوية جراتها من ذراعها حتى تساطحات مع جسد ضخم و ذراع التفت حول خصرها..
استنشقات رائحة مألوفة خلات قلبها يرجف.. و الحرارة المنبعثة من داك الجسم الصلب خلاتها تفتح عينيها و هي عارفة بين يدين من.. هزات راسها و التقت الأعين.. عيون خضراء واسعة مع عيون سوداء ذات نظرات ثاقبة..
كانو واقفين بجوج وسط الشارع.. أجسامهم ملتصقة و السيارات كيمرو حولهم.. أوس الي كان راجع يجيب الهاتف ديالو.. كيف شافها وسط الشانطي جرا عندها بدون تفكير.. و فاللحظة الي فتحات عينيها و شافت فيه.. تذكر بطلة مذكرات جدو الي دوّن كل ما يتعلق بيها من يوم ولادتها فالليلة الممطرة الى يومو الأخير معها قبل ما يغادر للمهمة الي استشهد فيها..
بعد اوس منين استوعب انه معنقها وسط الشانطي.. شد فيدها و جرها معاه حتى وقفو على الرصيف.. قال و عينيه كيحدقو فعيونها..
مد ليها أوس يدو.. ابتاسمات كيف الخرقاء و صافحات يدو.. قال و هو كيشير بعينيه ليدها لاخرى..
أوس : التيليفون ديالي
تالا : أا ' شافت فيدها و مداتو ليه ' اه نسيتيه و كنت جايباه ليك
أوس : ' خداه من عندها و قال بحدة ' قبل منقطعو الشانطي كنشوفو الإشارة، عودي ردي لبال ' حطو فالجيب و تم غادي جهة سيارتو ' غدا كوني واجدة
تالا : ' بحماس ' واااخة ' شافتو طلع للسيارة و قالت بصوت منخفض و خدودها توردو ' احبيبي ❤
🔱 النـــهايــــة 🔱
تمت بحمد الله و رعايته
الحكاية كلها داخل مذكرة أوسمان الي بدا فكتابتها بعد رجوعو للمغرب و عرف بلقاءو الأول بتلاسين و الي هو يوم ولادتها.. و هو المشهد الي افتاتحت انا بيه القصة.. و كنت مخططة نساليها بمشهد حفيدو الي كيقرا المذكرات ديالو.. ( المذكرات ذكرتهم شحال من مرة داخل القصة)
منين بديت القصة كنت مخططة أن البطل الرئيسي غيستشهد و هو كيدافع على الأرض الي حس براسو كينتامي ليها.. و لأن اغلب القارئات ضد فكرة موت احد الأبطال غيرت شوية و ذكرت أنه استشهد من بعد بدون ذكر التفاصيل باش منتسماش درت نهاية حزينة.. حينت موت أوسمان بعد سنوات كشهيد ماشي نهاية حزينة بالنسبة ليا..
و تالاسين كأي امرأة مغربية حرة تجاوزات موت راجلها و كبرات ولدها يحيى.. و بعدها توفات موتة عادية فاش سالى أجلها..
المشهد الأخير فهاد العصر و فيه غتولد قصة حب جديدة بين حفيد أوسمان الي تسمى عليه ( أوس ) و بين فتاة شبيهة تالاسين الي اسمها بالصدفة شبيه باسمها ( تالا ) لكن ماعندها قرابة حتى بشي شخصية من الشخصيات الي كتعرفو.. ( خلق من الشبه أربعين )
حطيت نهاية مختلفة و ماشي ضروري تكون متوقعة.. لكنها مفهومة و مافيها حتى شي لغز.. كنت باغة نتجنب ديك عاشو في تبات و نبات و خلفو عيال.. لأن القصة فزمن كانت فيه الحرب و داك الزمن زمن المناضلين الي قامو بتضحيات كثيرة.. و من بينهم الإبن الغير شرعي لأب فرنسي و أم مغربية و الي رجع زعيم المقاومة المغربية و حارب من أجل حبيبتو عائلتو و أرضو..
...
وصلنا لنهاية حكايتنا.. دائما كنحس بشعور غريب مع كل نهاية.. كنحس بالراحة لأني كنغلق ستار قصة أخرى قدرت نكملها.. و فنفس الوقت مكنكونش سخيت بيها و بشخصياتها الي رافقوني كل هاد المدة..
كنتمنى نكون توفقت و قدرت نخليكم تعيشو معيا فزمن مختلف نسجوه كلماتي المتواضعة.. و أن كل الأحاسيس وصلوكم لأن كل كلمة كتبتها الا و كانت من القلب..
حكايتي كانت للمتعة و يمكن فيها بعض الإفادة بين السطور.. لكن كيبقى هدفي الرئيسي من الكتابة هو الترفيه و الغوص بيكم فعالم مختلف كل مرة..
فنون الحرب الجزء العاشر والأخير
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء