و مثلك و مثلي تمامًا لا يمكننا محاربة مصير محتّم. »
الحايك طاح من على راسها و استقر فوق كتافها.. شعرها البني الي كان مرخوف انسابو منو خصلات و هبطو جنب وجها.. يد حطاها عند صدرها مزيرة بيها على لباسها و لاخرى مسندها على لرض..
وجها ابيض البشرة كان اكثر شحوب بالخلعة.. و عنيها كانو متوسعين و هي كتشوف فيه.. واقف بكل هبة و تباث.. طويل القامة و ظخم البنية.. هكذا بان ليها و هي چالسة فالارض كترجف كلها.. بان ليها الدخان خارج من فوهة البندقية الي هاز بين يديه..
و بسرعة حولات نظرها لحلوف الي طايح جنبها.. غمضات عنيها من منظرو و رجعات شافت فيه.. هو الي محيدش عنيه عليها طول الوقت.. كيشوف فيها بعنيه المجبدين الي بان لونهم البني تحت اشعة الشمس..
اللحظات مرو ببطء و هما كيشوفو فبعض.. كان الوضع اكثر من غريب و تالاسين مع تأثير الصدمة مزال ماقدرات تستوعب شنو وقع بالظبط.. حتى انها مانتابهاتش لشعرها الي معري و الوضعية الي جالسة فيها فالأرض..
لكن مع تحركو و هو كينزل البندقية الي شادها بيد وحدة جنبو.. خلات تالاسين تقفز من مكانها و وقفات بسرعة كأنك طرشتيها.. هزات يدها الي لمسات بيها شعرها العاري و دغيا دارت عليها الحايك.. مع يدها كانت مبللة بالما و كانت حطاها فالأرض..
عمرات وجها بالغيس جهة خدها و جبهتها بلا متنتابه.. الي كانت كتفكر فيه هو واش هاد الشخص باغي يآديها كيفما آذى الحلوف.. و كيفاش تهرب من هنا و تفلت بجلدها.. رجعات لاحت عنيها جهتو بان ليها مزال واقف فمكانو متحركش..
كيفاش تجاوزو و هو جا فالطريق الي كانت ضيقة.. مافكراتش مزال و لاحت خطوة لقدام.. كان خاصها تحنقز و تخطا الساگية لجهة لاخرى كيف دارت فالأول.. و مع مكانتش مركزة نسات تهز جلايلها.. مع لاحت رجلها حسات بالحايك شلل حركتها..
عرفات راسها غتجي منشورة فوسط الساگية مافيهاش.. مع تحطات رجلها فآخر جزء من الحاشية و كانت راجعة اللور و هي فاقدة توازنها..
دارت دراع قوية على خصرها بسرعة رهيبة.. سحبها لعندو و هي مهزوزة بدراع وحدة.. رجليها كيلعبو فالهواء و يديها متشبتين بحوايجو من جهة صدرو.. شاف فيديها الي مزيرين عليه و طلع عنيه كيتأمل فوجها.. كانت سادة عنيها مكمشاهم..
ترسمات ابتسامة خفيفة على طرف شفايف اوسمان.. شكلها خلاه كأنه غائب عن الواقع و ريحتها.. ريحتها كانت مميزة بحال ريحة الخزامى و ورد الياسمين.. كأنك وسط حقل عامر بالورد..
طلق البنديقة فالارض الي هاز بيدو لاخرى و رفعها عند وجها.. حط صبعو على خدها فوق لبلاصة الي عامرة غيس.. تالاسين حسات بلمسة اصابعو و هي تشرع عنيها.. شافت راسها بين يديه و جسمها ملاصق مع جسمو.. تنطرات بسرعة حتى طلق منها و بعدات خطوات اللور.. كتشوف فيه ممصدقاش أنها كانت فداك الوضع مع رجل غريب..
وجها تحول للون الأحمر و كمشات أكثر على حوايجها.. دارت بسرعة و طلقات رجليها للريح بدون متلفت من وراها مرة اخرى..
أما اوسمان اكتفى تبعها بعنيه حتى اختفت.. تحدر هز البندقية و تمشى بهدوء كأن شيء لم يكن.. فقط ابتسامة صغيرة مرسومة على شفايفو.. وصل لفين حاط السيارة كان صلاح واقف متكي عليها كيتسناه يرجع.. شافو جاي و قال و هو معجب..
صلاح : شنو سر هاد الابتسامة، عارف ماشي الحلوف الي كنتي تابع السبب، ياكما شفتي شي جنية بحال الي خرجات لينا ديك الليلة ههه
اوسمان : خلينا نمشيو
صلاح : و الحلوف الي صيدتي مغاديش تديه لباك كعوبون سلام، يقدر يشوفو و ينسا أنك غبتي على المعسكر هاد الأيام
اوسمان : باغي طلع و لا تمشي تهزو على ظهرك و تشدها على رجليك
صلاح : لا لا عارفك ماديرهاش فصاحبك الوحيد ' حل لباب و ركب '
اوسمان : ' شغل السيارة ' اليوم غادي نرجع
صلاح : و ضروري خاصك تكون حاضر، عارفك جلستي هنا على قبل مك و باغي تعوضها شوية على الغيبة الي كنتي كتغيب كل مرة جينا للمغرب، و لكن دابة الأمور مزيرة
اوسمان : عارف
كسيرا اوسمان راجع للقرية.. حط السيارة و دخل رفقة صلاح للدار.. لقاو جدو و جداه و الأم ديالو كيتسناوه لغدا.. انضمو ليهم و كلاو مجموعين.. كيف كملو ناض اوسمان دخل لغرفتو.. غير حوايجو و لبس اللبسة العسكرية.. كانت على شكل سروال و فيست طويلة شوية..
عامرة اوسمة و بادجات من كل مرة تلقى ترقية.. لبس گاط كحل طالع و خشا السلاح فمكانو.. هز القبعة فيديه و خرج.. بانت ليه حسناء واقفة و كتشوف فيه بحزن.. قرب لعندها و تحدر باس جبينها.. عنقاتو من خصرو و قالت بصوت مخنوق..
حسناء : أمنيتي الوحيدة هو يسالي هادشي و نقدر نحس بالراحة كل مرة كنشوفك خارج من الباب
اوسمان : لواليدة خوي راسك من هادشي
حسناء : بغيت نزيد نچلس مع با و مي شي أيام
اوسمان : خليك هنا مع والديك لا كنتي مرتاحة كثر، و منين تبغي تمشي للدار سيفطي ليا نجيبك
حسناء : واخة احبيبي، رد لبال لراسك
ودعها و خرج.. كان صلاح كيتسناه فالسيارة.. شغلها و تحركو.. و هما مغادرين القرية لمح سيارتهم رضوان.. مع أنه مشافش وجاهم بوضوح الا و عارف لمن السيارة..و بسرعة توجه للمكان الي مجموعين فيه الدراري باش يعلمهم بأوامر زعيم المقاومة ' يَدر '..
وصلات عند لباب و هي توقف كتنهج.. سندات يدها على الحيط و كتحاول تلتاقط انفاسها.. الى موقعات شي مصيبة و لا حطات راسها فشي موقف كارثي ميدوزش نهارها.. لكن اليوم غير..
هادشي الي وقع معها مزال كتحاول تستوعبو.. شوية كانت غادة تموت بسبب الحلوف الي ماشي أول مرة يآذي او يقتل شي حد من سكان القرية.. لكن الي وقع بعدها هو الي خربق دماغها الصغير..
شخص غريب قتل الحيوان الي كان غيهجم عليها.. و بعدها كانت غادي طيح و هو يشدها.. شدها بيديه و هي بدورها تشبتات بيه كأنها كتشبت بالحياة.. مررات يدها على ظهرها المكان الي كان شادها منو.. لحظتها حسات بشعور غريب.. قفزات فاش سمعات لباب تحل..
نفضات يدها و هي كتشوف فجداها قدامها الي كان باين عليها القلق..
سعدية : تالاسين جيتي، تعطلتي ابنتي حتى تخلعت عليك
تالاسين : ' الصمت '
سعدية : ' كتشوف فوجها الي مخطوف لونو ' مالكي، ياكما وقعات معاك شي حاجة
لمسات تالاسين وجها و هي تذكر فاش حط الرجل الغريب صباعو على خدها.. الطريقة باش لمس وجها خلاتها تحس بدغدغة فكرشها مرفوقة بخوف.. و كان رد فعلها هي تنفض منو و تبعد ما أمكن.. هي الي حتى السلام مع الرجال باليد ممنوع تسلمو.. لا عرف شي حد بإلي وقع معها أكيد غتكون نهايتها..
تبعات جداها و هي كتلفت من وراها.. حمدات الله ان مشافها حد و اليوم مر بسلام.. و ان اللقاء مع الغريب مغاديش يتكرر من جديد..
فمكان آخر ماشي بعيد بزاف على القرية.. كانت ساحة واسعة فيها عدة خِيم كبار و صغار ضاير عليهم سور من الأسلاك الشوكية.. وسط ديك الساحة و فالخيمة الرئيسية كانت طبلة طويلة عامرة رجال بلباسهم العسكري.. كيترأس الطبلة المارشال آرثر و جنبو على ليمن الجنرال اوسمان.. و من الجهة لاخرى الكولونيل صلاح..
و على طول الطبلة من الجهتين باقي الظباط العسكريين.. كان اجتماع مهم دام لمدة ثلاث ساعات.. و قبل مينتاهي قال آرثر اوامرو الأخيرة..
آرثر : ' باللغة الفرنسية ' كيف وصلات أخبار رجوعنا للمنطقة، وصلنا خبر رجوع زعيمهم، و مع العودة ديالو غيكونو مهمات أكثر و حنا دورنا نراقبو و نقبضو على أعضاء المجموعة الناشطة فالمنطقة، ماشي مهم يتقبضو أحياء و لا أموات، لكن الزعيم بغيتو حي يرزق
الجميع بصوت موحد : حااااضر
آرثر : ' وقف ' انصارفو
ناض الكل عطاو التحية.. هزو قبعاتهم من على الطبلة و تمو خارجين واحد من ورا لاخر.. اوسمان حتى هو كان خارج حتى وقفو..
آرثر : الجنرال اوسمان
اوسمان : ' ضار واقف باستقامة ' وي
آرثر : جلس بغيتك
اوسمان : ' قرب و جلس ' فاش محتاجني
آرثر : بغيتك تكلف واحد من رجالك، يكون ثقة و يعول عليه
اوسمان : فاش بغتيه ؟
آرثر : باغيه يستاقر فالقرية و يعيش وسطهم هاد المدة، خاصنا رجال أكثر قراب و فأي بلاصة ممكن يكون فيها العدو كيخطط من ورانا
اوسمان : انا قرية ؟
آرثر : مسقط راس الأم ديالك
اوسمان : ' بقا كيشوف فباه لمدة قصيرة ' شاك فشي حد و لا وصلوك شي معلومات!
آرثر : كنحط گاع الإحتمالات، حتى بلاصة ما آمنة لرجالنا، و بالظبط المكان الي قريب للمعسكر
اوسمان : إذن نقوم بالمهمة أنا
آرثر : ' باعتراض ' لا، خاص شي حد الي ميكونش معروف، و غيعيش بدون حماية و لا أسلحة باش ميكونش تحت الشك، نتا ماشي مناسب
اوسمان : القرية عاد رجعت ليها قليل الي عارفني، و فرجالنا انا الي كنثقن اللغة مزيان و حافظ القرية بتفاصيلها
آرثر : متاكد باغي تكلف بالمهمة ؟
اوسمان : متأكد
آرثر : وجد راسك و كون يقظ كثر من قبل، مباغيش نشوفك راجع مضروب من شي جهة كيف آخر مهمة، مفهوم
اوسمان : مفهوم
آرثر : يمكن ليك تغادر
خرج اوسمان من الخيمة و الرجال الي كانو فالخارج ضربو ليه التحية.. تمشى فاتجاه الخيمة المقابلة.. دخل و جلس على الكرسي خلف المكتب.. تكا بظهرو اللور و حط يدو عند ذقنو.. كيتذكر المرة الأخيرة الي كان فيها متخفي و تلقى رصاصة فكتفو من مقاوم فجهة الريف..
تصاب بعدما قتل 5 أشخاص فمواجهة دامية.. 5 المقاومين الي لاحو ريوسهم للموت باش ينفذ زعيمهم و ميطيحش بين يديهم..
مهما تزاد عدد القتلى على يديه الا و أن الظغط على الزناد كيكون أصعب فكل مرة.. و أوجه الأشخاص الي ماتو دفاعا على وطنهم كتبقى ملاحقاه..
يوم آخر يطل على القرية.. الحياة اليومية كيفما هي هادئة خاصة فالسنوات الأخيرة.. او هكذا تبدو للناس العاديين.. الي منشاغلين غير مع جلب قوت اليوم.. بعدما مرو من سنوات القمع و الضرب و النهب..
ماصدقو ان الهدوء حل على المنطقة واخة البلاد مزال تحت يد المستعمر.. لكن مقارنة مع شحال هذا الوضع أحسن للناس الي بغاو يعيشو بسلام رغم كلشي..
بعدما صلاو صلاة العصر خرجو الرجال من الجامع.. كان حمد واقف مع رجل فنفس السن ديالو.. من لباسو و جلبابو الجديد باين عليه ميسور.. حمد كان حاني كتافو و كيهضر بطريقة كدل على انه بغا رضاة الشخص الآخر.. الي على عكس حمد هاز راسو لفوق و مدور يديه ورا ظهرو.. بعد شوية وقف عليهم شاب فالثلاثينيات..
لابس جلابة رمادية و داير طاقية فوق راسو.. كانو حروفو كحلين و ملامحو قاسية.. سلم عليهم و هو يوجه ليه حمد الهضرة..
حمد : ولدي سعيد لباس عليك ؟
سعيد : ' ببرود ' الحمد لله
حمد : الحمد لله، وا نخليكم اسي المعطي خاص نمشي نعلم الدار على حساب غدا، الله يعاون
المعطي : الله يعاون
غادر حمد و هو يدور سعيد لعند باه..
سعيد : من بين الناس كاملين مالقيتي معامن نتناسب غا مع هذا
المعطي : السيد صاحبي من زمان، و منين جبد الهضرة ما مرة ما جوج على زواجك ببنتو ماقدرتش نرفض
سعيد : و هاد بنتو باش عرفتها واش صالحة ليا
المعطي : المهم هي مربية و باها حاكمها، يعني باين غادي تدي بنت الناس، و مك شافتها شحال من مرة و عجباها
سعيد : هاني غادي نتبع ريْكم حتى نشوفو هاد الزواج كيف غيصدق
رجع سعيد هو و باه للدار.. دخل لعند مو لبيت و فاتح معها موضوع زواجو من بنت حمد.. سولها عليها و كيفاش دايرة و فالأخير طلب من مو شي وسيلة باش يشوفها قبل غدا.. الأم ماقدراتش ترفض طلب ولدها.. كيف ناض خرجات و توجهات لدار حمد..
سعاد فاش حلات لباب تفاجآت بمجيئها.. طلبات منها تدخل و لكن ام سعيد رفضات.. قالت ليها بلي مزروبة و باقي تابعاهم شحال من حاجة باش يوجدوها لخطبة.. و قبل متغادر قالت لسعاد سبب مجيئها..
سعاد تفاجآت أكثر من طلب ام العريس.. و حتى بعدما غادرات بقات واقفة كتخمم فشنو دير.. لكن كيف تذكرات مصلحة بنتها قالت مافيها باس تدير الي قدرات عليه..
رجعات لكوزينة بانت ليها فاطمة محنية كتشطب الأرض بعدما رشاتها.. هزات سعاد بيدو خواتو من لما فلرض بلما تشوفها بنتها و قربات لعندها..
سعاد : فاطمة سيري سگي الما
فاطمة : ' هزات راسها كتشوف فمها ' راه باقي لما فالبادة لاخرين
سعاد : لا مابقاش، منين سگينا الصباح كلشي قضيت بيه، و نوضي سگي ليا لما باش نلقى باش نصب لعشا و نغسل لماعن
فاطمة : ' ساست يدها ' واخة ا مِي هاهي غادية، سعداتك اهشام قريتي و رجعتي طبيب و هربتي من هادشي
سعاد : حتى نتي ابنتي دابة تعفاي من هادشي و يترخف عليك الحمل
لاحت فاطمة عليها الحايك و تمات خارجة و هي هازة البيدو.. يالاه وصلات لعند الباب و هي تسمع مها كتعيط عليها..
خرجات فاطمة غادة و كتنگر.. دازت من حدا دار تالاسين و بزز باش فاتها.. موالفة دوز عليها و يديرو كلشي مع بعضياتهم.. استغربات علاش مها منعاتها ترگها واخة تالاسين عزيزة على سعاد..
وصلات فاطمة لعند البير كان خاوي.. حطات البيدو فالارض و هزات كمامها.. جبدات الحبل عندها حتا خوات داكشي الي فالقب ديال الما و هبطاتو باش يعمر.. كانت مشغولة و غافلة على العنين الي مراقبينها من مسافة قريبة..
واقف مخبي و كيشوف فيها.. طلعها من رجليها حتال راسها كيتفحص كل مكان فجسمها الي مع تحركاتها بانو بعض معالمو..
مكانش غادي يغامر و يوافق على وحدة عمرو شافها.. داكشي باش طلب من مو تلقى وسيلة و بحكمتها دغيا تصرفات.. طلبات من سعاد تسيفط فاطمة تسگي لما باش يشوفها ولدها السعيد واخة غير من بعيد.. لأن الزواج غيتم فقط بالموافقة ديالو..
سعاد ترددات فالاول من هاد الطلب.. لكن هي كثر من زوجها باغة بنتها تزوج و تخرج من تحت سطوة باها الي معيشها فالمرار.. و هادا هو السبب الوحيد الي خلاها توافق وتسيفط بنتها..
بان على وجه السعيد نوع من الرضا.. قدر يشوف وجها بوضوح و هي غير منتابهة لوجودو.. كان ممكن يكون اختيار والديه أسوء و لحسن حظو أصرو يتزوج بيها هي.. شكلها عجبو لدرجة تحمس أكثر للغد الي غادي تم فيه الخطوبة..
غادر قبل متلاحظ فاطمة وجودو.. الي فور ما عمرات الما تمات راجعة للدار.. مع دايزة من جنب دار تالاسين بان ليها هشام جاي من بعيد.. هاز حقيبة فيدو و لابس لباس ولاد المدينة..
كانت كتمشى بخطوات مسرعة.. و لكن بدون متحس نقصات سرعتها و تمشات بشوية.. حاولات تسرق شوفات فيه قبل ميلاحظها.. ترسمات ابتسامة خجولة على شفايفها فاش شافتو انتابه ليها و ابتاسم بود..
مع قرب جهتها حدر عنيه و قال بصوت رجولي و حنين فنفس الوقت..
هشام : فاطمة لباس ؟
فاطمة : الحمد لله خويا هشام، على سلامتك
هشام : الله يسلمك ' و هو متاجه للباب ' سلمي على مالين الدار
فاطمة : مبلغ
كانت حديث صغير كيف كل مرة تلاقاو.. و مطولش فيها الشوفة كيف العادة.. لكنها كانت عكسو و خدات راحتها فالنظر ليه رغم خجلها الكبير.. بفضل شخصيتو المحببة و طبيعتو الهادئة كتحس بمعزة اتجاهو و او هاكة ظنات..
شاب محترم و قاري و بحال خوها فخر لهاد القرية الصغيرة.. رغم أنه رجع طبيب الا و متواضع فالتعامل مع الكل.. و كلما رجع لهنا كيساعد ناس القرية بدون مقابل مع أنه خدام فمستشفى عام و محتاج بالفلوس.. هادشي غير مزاد خلق إعجاب اكبر فداخل فاطمة و خلاها تشوف فيه الرجل المثالي..
دغيا تغيرو ملامحها.. هي فين و مصيرها فين.. غدا خطوبتها من الشخص الي اختار ليها باها و جالسة تعلق آمالها و احلامها على شخص بعيد عليها.. نهار يبغي يتزوج غادي يختار وحدة من حسناوات الدوار و لا من عائلة أحسن.. ماشي وحدة عادية المظهر بحالها..
كملات على طريقها و تبدل مودها لحزن.. وصلات لدار حطات لبيدو ديال الما تحت نظرات مها المراقبة و مشات لبيت.. حيدات الحايك و جلسات فلرض.. هزات مراية صغيرة جنابها من البلاستيك و شافت فانعكاسها.. ضحكات فخاطرها و هي كتفكر كيفاش سمحات لنفسها تطلق العنان لداكشي الي فداخلها على غير العادة.. و امتى .. قبل يوم على خطوبتها..
فشنو كانت كتفكر بالظبط.. من امتى غادي تحظى بداكشي الي تمنات.. و لا امتى كانت رغبتها مهمة و خاصها تحقق.. جات لهاد الدنيا باش طيع الأوامر و تنفذها بدون نقاش.. الكبار غادي يعرفو مصلحتها أكثر.. هادشي الي عارفة و هو الي كانت تسمع من صغرها..
اشرقت شمس صباح جديد.. على غير العادة كانت الحركة فدار حمد زيدان أكثر مع مجيء بعض أفراد العائلة المقربين.. العائلة من جهتو و جهة زوجتو سعاد.. فور ماوصلاتهم خبار الخطوبة الي غادي تم اليوم تكبو مع الصباح بكري..
سعاد منشاغلة فالكوزينة مع عيالات آخرين كيوجدو الأكل و معها حتى الجارات جاو باش يساعدوها.. فالبيت كانت جالسة فاطمة و البنات دايرين بيها.. لابسة قفطان بسيط فاللون الأصفر.. طالقة شعرها الأسود الي فيه تموجات طبيعية.. مدايرة والو فوجها كيف ديما..
چالسة جنبها تالاسين لابسة كسيوة فالزرق طويلة و شعرها مضفور جنب.. كانو بعض البنات من عائلة فاطمة مجمعين معاهم.. لكن تالاسين مراقبة غير ملامح فاطمة الي مافيهم حتى تعبير على فرحتها.. و كانت هادئة عكس كيف موالفة تشوفها..
مرو الساعات و كان وقت مجيء عائلة العريس.. تسمعو الزغاريت حتال لعند لبنات الي فالبيت.. معظمهم ناضو كيجريو باش يطلو.. بانو ليهم عيالات و رجال داخلين.. و كان حمد و والديه فاستقبالهم..
لبنات كل وحدة تنعت فواحد و تقول هذا هو العريس و يضحكو بشوية.. عادة تالاسين كتفرح فاش كيكون شي فرح و لا عرس فالقرية.. لكن ملي شافت فاطمة فديك الحالة كتخرج الابتسامة غير بزز حتى هي ماقدراتش تفرح..
فالخارج الرجال كانو هازين معاهم فيديهم خناشي صغار و كراطن.. فالمنطقة من العادات عائلة العريس كتجيب السكر و الدقيق و بعض المواد الغدائية لعروسة يوم الخطبة.. و عائلة المعطي جابو داكشي بالكثرة.. الشيء الي خلا حمد فرح بالزايد و اقتانع كثر انه اختار الرجل المناسب لبنتو.. رحبو بيهم و تفرقو..
الرجال مشاو لأكبر غرفة فالدار مع حمد.. و العيالات داتهم أم حمد لبيت آخر فين استقبلاتهم سعاد بابتسامة بشوشة.. بعد السلام و الترحيب جلسو العيالات مجمعين كيتعرفو على كلا الطرفين..
حل لباب و هو كيسمع الهراج فالدار.. بانو ليه النسا غاديين جايين بين واحد البيت و الكوزينة.. وقف مكانو كيشوف و بسرعة استوعب شنو واقع.. بان ليه دري صغير كيجري و هو يعيط عليه..
الولد : ولد عمي محمد، خويا لكبير كان كيسول عليك
محمد : سير عيط ليا على عمك حمد.. قوليه بينك و بينو انا كنتسناه فالخارج
الولد : دخل عندو لداك البيت راه جالس مع الرجال
محمد : لا سير عيط عليه دغيا
مشا الولد كيجري لبيت.. دخل و قرب لعند عمو الي كان جالس جنب المعطي.. هضر معاه بشوية و قال ليه محمد بغاه.. دغيا تغيرو ملامح حمد.. جمع الوقفة و استأذن منهم.. تم خارج كيقاد فقب جلابتو و كيضور عنيه فالدار.. شاف الولد و هو ينعت ليه جهة الباب ديال الدار.. نحنح حمد و توجه للباب..
دفعو خرج و سدو من وراه.. مع ضار و هو يشنق عليه محمد من كول الجلابة حتى تهز على لرض و خبطو مع الحيط.. هضر بين سنانو و عنيه كينفتو النار..
محمد : مااامشيتي حتى درتي داااكشي الي قال لييك راااسك
حمد : حيد يديك امسخوط الوالدين، باغي تشوهنا مع النساب
محمد : آااش من نساب و لا لخراااا، واش داكشي الي قلت أناااا زعما متسوقتيش ليييه
حمد : حيد يديك و هضر كيف الناس، و لا باغي بلعاني ضحك فيا لباشار
محمد : ' طلق منو ' غادي دخل دابة و تقول ليهم ماعندنا بنات للزواج
حمد : و علاش غاندير هادشي بالسلامة، بنتي و اختاريت ليها الي غادي يهزها و يتهلا فيها
محمد : يتهلا فيها و لا فيك
حمد : لزم حدودك، عارف ماربيت فيك حتى زفتة، و لكن مغاديش نخليك دير لينا الشوهة، فاطمة بنتي و انا الي مسؤول عليها، حتى منكونش و ديك الساع دير الي بغيتي، اما دابة انا عطيت الموافقة، و الرجال مكيتراجعوش فكلمتهم
محمد : دابة عند بالك داكشي الي كدير رجلة، جالس تملق فالمعطي و ولدو باش يتزوج بنتك، ' غزز على سنانو ' انااا ختي ماشي شايطة كتسمعععع
حمد : هادشي ماعندك دخل فيه، باغي دخل تچلس مع الناس تبارك الله، مابغتيش رجع منين جيتي و هنينا
محمد : ' هز صبعو فوجه باه ' سمع جوج كلمات غادي نقولهم، غادي نهضر مع فاطمة كانت رافضة و الله لا كملات هاد الخطبة، ثاني حاجة لا وقعات ليها شي حاجة و لا آذاها داك الكيدار شي نهار غادي نخرج فيك نتا وياااه
حمد : ' شاف فيه بحقد ' كلشي من مككك الله ياخد فيها الحق
لاح ليه حمد هاد الجملة و تم داخل.. عرف أن ولدو غادي يبقى رافض و لكن فاطمة مستحيل تعصي هضرتو.. و هادشي خلاه مرتاح من هاد الناحية.. رجع عند الرجال و جلس كأن شيء لم يكن.. و حتى فاش سولوه على محمد قال ليهم مشغول و ماقدرش يحضر..
أما محمد سيفط نفس الولد يعيط ليه على فاطمة.. دخل الدري قال ليها بلي خوها كيتسناها ورا الدار.. فاطمة توثرات أكثر حتى بانت عليها.. وقفات قالت ليهم غادة تمشي لطواليت و جرات معها تالاسين..
دخلات لبيت فين كتنعس لبسات الحايك و طلبات من تالاسين حتى هي تلبس و تخرج معها.. دارت تالاسين شنو قالت ليها بدون متسول على السبب.. خرجو بدون مينتابه ليهم شي حد و دارو من ورا الدار.. فاطمة عن قصد دات معها تالاسين حينت عارفة محمد مغاديش يظغط عليها أكثر فوجود تالاسين.. و هي عارفة السبب بالظبط الي خلاه يسيفط ليها و باغي يتكلم معها..
وقفات فاطمة كتشوف فخوها الي عاطيهم بالظهر.. رسمات ابتسامة بالسيف على وجها و عيطات باسمو.. تالاسين كانت واقفة جنبها كتشوف فيه.. مع ضار لعندهم حسات بقلبها كيضرب بسرعة..
نزلات عنيها دغيا فاش شاف جهتها.. خدا محمد دقيقة كيتأمل وجها قبل ما يحول نظرو لختو.. شار ليها تقرب لعندو.. تمشات فاطمة بخطا سريعة و تلاحت عليه عنقاتو.. ضمها عندو و قال..
محمد : ياكما جيت معطل
فاطمة : ' بعدات كتشوف فيه مبتاسمة و عنيها مدمعين '
محمد : فاطمة
فاطمة : امم
محمد : حتى حاجة مغادي توقع الا بموافقتك، داك النهار قلتها ليك، لا كان هو بطا عليه غير امتى يلوحك انا مغاديش نسكت ليه، غنديك نتي و الواليدة معيا لمدينة و نضبر ليكم فين تسكنو، و زواجك انا الي غنتكلف بيه، غنزوجك بالراجل الي يستاحقك
محمد : ' تحنى قبل جبهتها ' مغاديش نعارض قرارك، لكان هادشي الي بغيتي
فاطمة عنقات خوها بدون متزيد كلمة أخرى.. كانت مقجوجة و خايفة تنهار لا زادت تكلمات.. الوضع الي تحطات فيه لا يحسد عليه.. فرحات فداخلها لأن خوها ديما بجنبها.. لكن حاولات بكل جهدها متبينش ليه بشنو حاسة فهاد اللحظة..
باغية ترفض هاد الزواج و لكن عارفة مزيان قرارها غيكون النقطة الي غادي تفجر الأوضاع بين عائلتها.. رفضها غيخلي الأسرة تشتت فمرة.. مستحيل باها يتقبل رفضها و مستحيل محمد يخلي الزواج يتم بدون رضاها.. و لا تواجهو عمر الأوضاع ترجع كيفما كانت..
مابغاتش اسرتهم تفرق بسببها رغم أنهم مكانوش بداك القرب.. لكن هي عارفة أن مها صبرات و تابرات و هي متحملة باهم على قبل متشتتش اسرتهم.. صبرات لكلشي حتى للضرب و التعنيف اليومي منين كانو صغار.. كيفاش تقدر تقول لا مابغيتش هاد الزواج و تكون السبب فتدمير الشيء الي صبرات مها على قبلو طول هاد السنوات.. حتى هي مستاعدة تضحي شوية و توافق على حسب سعادتها.. يمكن المجهول الي خايفة منو غادي يكون أحسن..
بعدها محمد و مسح دموعها.. شاف فيها و كأنه كيقول ليها فكري مزيان و الي قررتي انا غنكون فجنبك.. ابتاسمات فاطمة إبتسامة اعرض و تعلات قبلات خذ خوها..
فاطمة : شكرا، فرحت منين شفتك
محمد : ' شاف فتلاسين الي واقفة خلفها ' حتى انا فرحت منين شفتك
فاطمة : خاصني نرجع ' بتردد ' غادي تدخل ؟
محمد : لا ، عندي مايدار، من بعد و نرجع نجلس معاك نتي و الواليدة
فاطمة : واخة، غادي تحضر لعرسي ياك
محمد : امتى غيكون ؟
فاطمة : بعد سيمانة
محمد : ' سكت شوية ' ان شاء الله، غنحاول نحضر
فاطمة : ضروري، متقولش ليا غاترجع لمدينة
محمد : هاد السيمانة غاندوزها هنا و لكن مغاديش نجلس فالدار ' رجع كيشوف فتالاسين ' سيرو دخلو
دارت فاطمة راجعة.. شدات فتالاسين الي قبل مدور شافت جهة محمد لوهلة.. كان بدورو متبعها بعنيه.. تنهد و هو كيشوفها غادة و كتبعد.. مزال باغي يتأمل ملامحها الي مشتاق ليهم لحد الموت..
ماكرهش لو انه قدر يقرب لعندها و يضمها كيف ضم ختو.. يشم ريحتها و يتحسس ملمس خدودها الي ديما موردين.. بسبب خجلها الي كيقهرو ما قدرش حتى يشبع من الشوفة فعنيها الي دغيا حناتهم.. تحرك مبعد على الدار و التفكير فيها مسيطر عليه بعدما كان كيفكر فالي واقع مع ختو.. بحذر توجه للدار الي كيتجمع فيها مع الدراري..
لمح ضوء الشمعة خارج من الشرجم الصغير.. عرف أنهم فالداخل.. مع دخل بانو ليه هشام و رضوان جالسن فالطبلة و حاطين قدامهم شي وراق.. تسالم معاهم و باشرو فالحديث..
مر وقت طويل و هما وسط الحديث و التخطيط.. بعدما انتهاو غادر رضوان.. ناض محمد حيد تريكوه بقا بالسروال و تلاح فوق اللحافة على ظهرو.. هشام الي كان مسند على الطبلة ضار لعندو و سولو..
هشام : سبقتي الدار
محمد : مشيت نفاجئهم صدقت انا الي مصدوم
هشام ' باهتمام ' علاش، شنو واقع ؟
محمد : ههه تخايل لقيت خطبة ختي اليوم
هشام : ' تبدلو ملامحو ' شنووو، خطبة ختك.. !!
محمد : داك بنادم مامشا حتى دار داكشي الي قاليه راسو، و مصر يزوجها بولد المعطي
هشام : ياك نتا قلتي مغاديش يتم هاد الزواج و مغاديش تخليه يبزز عليها
محمد : دابة هو عند بالو مزال مغادي نرجع و حدد الخطبة معاهم اليوم، مكانتش فخباري و تعصبت فاش دار الي بغا، و كنت غنقربل عليهم الدنيا، لكن منين هضرت مع فاطمة تراجعت
هشام : هضرتي معها، شنو قالت ليك ؟
محمد : قالت ليا بلي موافقة على الزواج
هشام : ' بصوت خافت ' آه وافقات
محمد : وييه واخة مامرتاحش لهاد الزواج، تخايل من بين گاع الناس مبان ليه غا ولد البياع
هشام : ' دوز يدو على شعرو ' و امتى العرس ؟
محمد : ليلة المهمة
تمت الخطوبة حسب التقاليد و العادات.. بدون ميشوف العريس العروس حتال ليلة الزفاف.. الرجال و العيالات كل احتافل فمكان مختالف.. أم السعيد كانت فرحانة بفاطمة و جلسات طول الوقت جنبها..
عجبها انها مطيعة و كتحتارم الكبار و الكلمة الي تقالت ليها كتنفدها بدون نقاش.. و هادشي بالظبط الي خلاها تشجع الزواج ببنت حمد من ولدها فاش فاتحها راجلها فالموضوع.. عارفة ولدها صعيب و خاصو بنت الي ميلقاوش معها المشكيل.. و فاطمة مطابقة لمواصفات العروس الي بغات لولدها..
بعدما تعشاو غادرو عائلة العريس.. اغلب أفراد العائلة حتى هما مشاو و بقاو غا الي بعاد.. و بما أن العرس بعد سيمانة فقط فمغادي يمشيو حتى يدوز..
غادرات تالاسين هي و جداها و مرت خالها.. مع دخلو للدار قالت ثرية لكلام الي كياكلها طوال النهار و هي كتشوف فتالاسين باستهزاء..
ثرية : و هاهي ديك الي كنتي متخلي معها حتى قنت غتزوج، شفتي الناس الحادگين
تالاسين : ' الصمت '
سعدية : غتزوج الله يكمل عليها، داكشي غا أرزاق
ثرية : أرزاق هههه، و باها و مها الي مطورين، تناسبو مع ناس ميسورين و عرفو لمن يعطيو بنتهم
سعدية : لاش باغة توصلي، قيلي عليك البنت
ثرية : انا ماقلت والو، غا شوفو لا لقيتو شي واحد بحال الي دات صاحبتها، ماشي عيب تديه ميسور بداك الوجه و هادي الي كلشي يمدح فيها صباح و عشية مالقات الي يهضر فيها
سعدية : ثرية سيري تنعسي، راك بديتي تخرفي
ثرية : ' مطات شفايفها ' هاهي غادية
مشات ثرية كتعوج و هي تشد سعدية فيد تالاسين..
سعدية : ماتديش عليها ابنتي داكشي ارزاق و حتى نتي غادي يجيب ليك الله شي ولد الناس
تالاسين : لميمة أنا بغيت نبقى معاك، مابغيتش نتزوج
سعدية : مايمكنش اتالاسين، الزواج سنة الحياة و ضروري حتى نتي تزوجي و ديري دارك و وليداتك، أنا مغاديش ندوم ليك ابنتي
تالاسين : ' عنقات جداها ' عفاك متقوليش هاد الهضرة، نتي الي عندي ماتمشيش و تخليني
سعدية : ' كدوز يدها على شعر تالاسين ' انا مغادية فين، ' فنفسها ' حتى نزوجك و نطمأن على الأمانة الي خلات ليا بنتي الله يرحمها
دازت السيمانة بسرعة فالتوجاد و الاستعداد لهاد النهار.. دار حمد غير مزادت عمرات.. فالبادية العائلة كتجي كلها بالكبير و الصغير.. و كاين الي جا قبل العرس بأيام.. تنصبات خيمة كبيرة قدام الدار..
و حمد كان واقف على كلشي.. رغم انه صرف كثر من جهدو.. لأنو مابغاش يبان قدام العائلة و ناس الدوار مدار والو.. واخة هكاك مكانش الوحيد الي قايم بكلشي حتى عائلة العريس ساهمو بالمساعدة.. الشيء الي فرحو..
چالسة فاطمة فالبيت هي و تالاسين و شي بنات من سنهم كيوجدو ريوسهم.. بنت عم فاطمة الكبيرة.. مرا مزوجة و والدة.. بشوشة فوجها كانت جالسة مقابلة مع فاطمة كتقاد ليها..
جبدات كحل حر و دوزاتو بالمرود على عنيها.. و مع كان حار شوية كانت فاطمة كتبربص فبلاصتها و تحك فعنيها.. لبنات و من بينهم تالاسين تفرشخو عليها بالضحك.. بعدما كحلات ليها بنت عمها دارت ليها شوية العكر الفاسي لخدودها و شفايفها..
واخة غير لمسات بسيطة الي و بان الفرق و زاد السر على وجها مع عمرها دارت ليه شي حاجة.. جمعات ليها شعرها اللور و دارت ليها لقطيب الأحمر فوق رأسها.. عاوناتها حتى لبسات قفطان خضر بسيط.. غير كملات ليها بداو لبنات يصليو على النبي و يزغرتو..
تالاسين جالسة جنب فاطمة لابسة قميص وردي توبو كيف الحرير كانت خيطاتو ليها جداها.. و لابسة بليغة بنية شراوها ليها فالعيد.. دايرة جوج دمالج رقاق فيدها ليسرية الي بيضة بحال الثلج..
و دايرة حلقات مدورين ديال الذهب فوذنيها.. كانت مبتاسمة أكثر منين شافت ضحكة فاطمة الي بعد حديثها مع خوها بان تغيير عليها.. كأنها تقبلات الي واقع.. مع إحساس كيطمأن حتى لو ساءت الأمور غادي تلقى خوها ديما فجنبها..
و هي ساهية كتفكر فمحمد بعدما شافتو لبارح لدقائق.. حسات تالاسين بيد تحطات على دراعها.. هزات راسها و هي تلقى بنت عم فاطمة كتشوف فيها بإبتسامة..
زهرة : ياختي شحال بريئة، هاكي كحلي مكاين ما حسن من عرس صاحبتك تزيني و تفرحي براسك و راه غير بيناتنا مغادي يشوفك حتى راجل ههه
تالاسين : م ماكنعرفش
زهرة : باينة ههه، آجي انا نكحل لغزالة
قربات عندها تالاسين و هي دوز ليها زهرة الكحل على عنيها.. مع كملات ليها و حلاتهم حلات زهرة فمها..
زهرة : جاك فن الله يحفظك
ابتاسمات تالاسين بخجل و هزات مراية صغيرة كتشوف كيف جاها.. السواد الي داير بعيونها برز اللون الأخضر الصافي.. و مع بشرتها البيضاء و خدودها الحمرين و فمها الصغيور المنفوخ.. خلات الفتيات يحسو ببعض الغيرة من جمالها الطبيعي الهادئ..
حطات تالاسين المرايا بسرعة و رجعات اهتمامها لفاطمة.. كتقاد ليها فأطراف لقطيب و كتبعد الهديبات الي طايحين على عنيها.. شوية جابو الحنة باش يديروها ليها.. جلسات جدة تالاسين قدام فاطمة و حطات طبسيل الحنة الي خلطاتو بنفسها..
طلبات من فاطمة تمد يدها.. هزات سعدية الحنة و عمرات لفاطمة راحة يدها مزيان عاد لوات ليها زيف عليها بحال الكموسة.. دارت نفس الشيء ليدها لاخرى و طلات ليها الحنة لتحت رجليها بحال شكل البلغة.. كانت هادي هي الطريقة الي كتدار بيها الحنة للعروس عندهم..
لبنات لاخرين دارو دائرات صغار فراحة يديهم منهم تالاسين..
بعدما نشفات الحنة قشروها ليها بدمليج و لبسوها قفطان آخر بيج و دارو ليها السدال مشبك على راسها.. خرجو فاطمة لبيت الكبير فين جالسين العيالات و حطوها فبلاصة تقادات مخصصة ليها بحال البرزة.. كانو بعض البنات هازين الطارات و التعارج كيغنيو بيناتهم اغاني بالأمازيغية..
اما فالخارج فكانت الخيمة عامرة رجال و كان صوت أحواش كيتسمع على بعد.. صوت الرجال القوي واصل لداخل الدار.. شي جالس شي خدام كيسربي على الناس.. و الدراري الصغار كيتجاراو هنا و لهيه.. الدنيا عامرة و الهراج كيف كل عرس قروي..
واقف محمد لابس جلابة رمادية صوفية و خاشي يديه فالجيب.. و فجنبو واقف هشام بلباس تقليدي حتى هو.. بجوج لافتين الأنظار بطولتهم و شكلهم الي مختالف على باقي ولاد القرية..
كان باين على وجهم بجوج العبوس.. تكلم محمد و هو كيشوف العريس الي جالس داخل الخيمة مع الرجال..
محمد : مكيتسرطش ليا داك بنادم
هشام : و علاش وافقتي !
محمد : حينت هي بغات
هشام : ' سكت شوية و قال ' منين بغات ماعندك مادير
محمد : ' تنهد ' ماختارو غا هاد النهار يديرو فيه العرس
هشام : فخبارك شوية و خاصنا نتحركو
محمد : بغيت نشوف ختي و.. ' سكت ' قبل مانمشيو
هشام : راك عارف ماعندناش الوقت
محمد : عارف
بقاو شوية و هما يتحركو الدراري بدون ميلاحظ شي حد انسحابهم.. دازو من طريق خاوية مختصرة حتى وصلو للدار المعلومة.. بدلو حوايجهم بسرعة لبسو سراول و تريكوات كحلين.. دارو العمامة على راسهن و دوزو اللثام على واجهم.. هزو جوج صيكان صغار و خرجو..
تمشاو مسافة عاد وصلو للشانطي.. كانت سيارة واقفة كتسنا فيهم سايقها رضوان.. طلع محمد لقدام جنب رضوان و هشام اللور و هما يتحركو.. و هما غاديين مبعدين على القرية كانت جاية سيارة اخرى من الجهة المعاكسة سايقها اوسمان..
على أنغام أحواش كانو مجموعة من البنات كيرقصو داخل المكان المخصص للنسا.. البعض منهم اكتفاو غير يتفرجو بينما لاخرين شاركو بالرقص على الألحان الأمازيغية..
چالسة تالاسين فمكانها و كتشوف بعويناتها.. مبتاسمة و كل شوية تلفت لفاطمة الي بارزة جنبها.. وقتما شافو فبعض كيتبادلو الإبتسامات الي من وراها بعض الحزن.. بجوج بيهم عارفين أن زواج وحدة فيهم يعني حدوث تغيير فعلاقتهم..
مغاديش يقدو يقضيو وقت مع بعضهم كيف قبل.. أو يشوفو بعضياتهم الا فالمناسبات.. فاطمة رجعات امرأة متزوجة و مابقاتش شريكتها فالمغامرات الصغيرة ديالهم.. صعب يولفو على الوضع الجديد.. خاصة تالاسين الي كتحسب فاطمة صديقتها و اختها الوحيدة..
و هاهي غترجع وحيدة من جديد.. و من غير جداها مكاين الي يحس بيها و يشارك معها افراحها و احزانها.. حتى اخبار محمد الي كانت توصلها من فاطمة بشكل عفوي مابقاتش غادي تسمعهم او تعرف احوالو..
بعدات تالاسين وجها فاش تجمعو الدموع فعنيها.. و بقات كتشوف البنات الي من سنها و هما كيشطحو و يضحكو..
بعدما تعشاو الناس و قرب منتصف الليل بداو يغادرو.. عائلة العريس تجمعو و كيتسناو فالعروس تجهز باش يديوها..
خرجو فاطمة من البيت و هي مغطية بسدال شفاف.. شادة فيد مها من جهة و شادة فيد تالاسين مزيرة عليها.. كيف شافوها بداو الزغاريت يعلاو من جديد.. و هما مخرجينها و النسا تابعينها من اللور بعدما لبسو عليهم.. لقاو الرجالة فالخارج كيتسناو..
من بينهم العريس و جانبو بغلة بيضاء.. حمد فاش لمحهم مخرجينها دور عنيه بين الناس كيقلب على محمد.. من المفروض احد افراد عائلة العروس هو الي كيهزها و يحطها على ظهر البغلة.. منين مبانش ليه تمتم بشي كلمات بسخرية و تقدم جهتها..
ساعدها هو و مها باش طلع فوق البغلة.. و غناء البنات و الزغاريت مستامرة.. فاطمة شافت من تحت السدال فباها.. عارفة بلي مغاديش يمشي معاهم.. رغم كلشي و رغم معاملتو القاسية و گاع الي دوز عليها هي و مها.. الا و كيبقا رب اسرتهم و الأب ديالها الي رعاها..
بقات كتشوف فيه حتى تحركات بيها البغلة و هي مبعدة عليه.. تحركو عائلة العريس و معاهم افراد من عائلة فاطمة اغلبهم نسا.. من العادة يوصلوها لدار راجلها يكملو الاحتفال و فالصباح يغادرو.. من غير امها الي ممكن تچلس لأيام معها عاد تغادرها..
دار عائلة المعطي مكانتش بعيدة بزاف.. مع وصلو تلقاو استقبال من طرف باقي العائلة.. تالاسين كانت موخرة هي و جداها.. فرحانة و حزينة لاقتراب توديعها لصديقة طفولتها..
توزعو الناس فالبيوت.. النساء بوحدهم و الرجال نفس الشيء.. اما فاطمة فمشات رفقة مها و ام السعيد لبيت الزوجية الي وجدو ليهم.. دفعات ام السعيد لباب و قالت ليهم يدخلو..
جرات سعاد بنتها و هي كتشوف فأرجاء البيت.. كان كبير و مأتث بفراش جديد و بسيط.. لكن بالنسبة لسعاد فهو اكثر من كافي.. ارتاحت اكثر ان بنتها غتنعس على فراش مريح كل ليلة..
قربات من فاطمة حيدات عليها السدال.. لمحات سعاد لمعة الدموع فعنين بنتها.. شدات فيها من ذراعها و هي كطمأنها ان كلشي غيكون بخير.. جراتها حتى وصلو للسرير الي كان على شكل لحافة عالية شوية و مغطية بغطاء ملس و مطرز بشكل جميل.. قالت أم السعيد و هي كتشوف فيهم واقفين و مترددين..
ام السعيد : جلسو مرحبا بيكم
سعاد : ترحب بيك الجنة
ام السعيد : بنتي فاطمة هذا بيتك نتي و ولدي السعيد، ماقلتيش ليا كيف جاك ؟
فاطمة : ز زوين
ام السعيد : الحمد لله منين عجبك
سمعات ام السعيد شي حد كيعيط عليها.. خرجات لقدام البيت و هي تلقى ولد خوها.. قرب لعندها هضر معها و مشا.. بقات كضور فعنيها شوية رجعات دخلات..
ام السعيد : سعاد يالاه معيا نجلسو شوية مع الناس
سعاد : و فاطمة شكون يجلس معها، بلاتي نعيط على صاحبتها تجي عندها
ام السعيد : ' بتردد ' ولدي شوية و غادي يجي
سعاد : آا ، آه و واخة ' وقفات و شافت ففاطمة ' بنتي خاصني نمشي نجلس مع الناس
فاطمة : مّي
سعاد : ' طبطبات على كتفها ' هاحنا خرجنا ابنتي
ابتاسمات سعاد لبنتها ابتسامة باهتة و تمات خارجة مع ام العريس.. كانت باغة تجلس مع بنتها و تهضر معها قبل.. لكن متاحتش ليها الفرصة.. و حتى ترددها ماخلهاش.. فبحال هاد الأمور حتى الشرح و الحديث يعتبر قلة حياء.. هي بنفسها مكانت عارفة حتى حاجة فاش كانت فنفس موقف بنتها..
حتى وقعات الأمور بشكل طبيعي.. حد ماقال ليها شنو دير و لا كيف تصرف.. و لكن ماكرهاتش كن قدرات تساعد بنتها حتى تكون مستاعدة لهاد المرحلة.. دعات سعاد فخاطرها الأمور دوز بخير.. و توجهات للبيت الآخر الي مقابل مع بيت بنتها..
جلسات وسط العيالات و عنيها على لباب.. كيهضرو معها و هي فقط ساهية و كتدعي فخاطرها.. شوية بان ليها زوج بنتها وقف عند باب البيت.. بسرعة بعدات نظرها و حاولات تشتت انتباهها..
بدا الغناء من جديد و اصوات النساء الرقيقة كتردد عبارات الغزل بالشلحة.. من المراسم هو استمرار الغناء للصباح.. و بعد خروج العريس من بيتو و تبشيرهم بالأخبار السارة.. و رأيتهم لصباح العروس الي كيدل على عذريتها.. كيتختم الاحتفال الي استامر لأيام حسب العادات..
چالسة فاطمة فمكانها كيف الأمانة.. بعدما خرجات مها متحركاتش.. عنيها فقط الي كيدورو بين الحيوط و كتشوف فالمكان الي غيرجع المأوى ديالها.. فيه غادي تشارك زوجها حياتهم الجديدة..
مع قلة معرفتها الا ان فاطمة عارفة بعض الأشياء.. من فضولها الي كان يخليها تسنط على حديث العيالات.. عارفة أن بين الرجل و المرأة كيوقعو حوايج خاصة.. كتخلي علاقتهم رباط ابدي مبني على الحب و الإحترام.. لكن كان ديما عندها شكوك ان فكل علاقة زوجية كاين نفس الشيء..
لأن علاقة والديها كانت بعيدة على هادشي الي كانت تسمع.. تسلل ليها بعض الخوف و هي كتذكر معاملة باها لمها.. معقول هاد الشخص الي هو زوجها غادي يعاملها نفس المعاملة.. لا اعتارضات غتلقى السب و الشتم..
جفلات على صوت الباب و هو كيتحل.. هزات عنيها و هو يبان ليها.. دخل السعيد و هو كيشوف فيها بنظرات غريبة بالنسبة ليها.. و هادي كانت أول مرة تشوف وجهو بوضوح.. مكانش بديك الوسامة و لا الجاذبية.. شكلو عادي و ملامحو حرشة..
دغيا رجعات حدرات راسها و بان التوثر عليها.. بدات كتحك فيديها مع بعض و هي كتسمع فيه كيسد لباب و بخطواتو و هو كيقرب..
وقف قريب كيتأملها كلها بنظرات كلها شهوة.. و زاد عجبو الحال أنها خجلات منو و حنات راسها.. جلس السعيد جنب فاطمة و عنيه عليها.. مد يدو لجهتها و حطها على السدال الي على كتافها..
حس بجسمها جفل فاش قاس كتفها.. زادت ابتسامتو اكثر و جر السدال حتى حيدو.. شاف فالقفطان الي لابسة الي بين معالم انوثتها.. و بدون سابق انذار اندافع جهتها و سطحها فوق الفراش..
فاطمة زاد توثرها لكنها بقات جامدة بدون حركة.. كتشوف فيه بعنيها الي باين فيهم الخوف.. و مع اقتراب السعيد من وجها و بالظبط من شفايفها.. حولات تبعدو عليها بدون متحس.. زير عليها بيديه كأنه كيقول ليها ماتحاوليش.. و انقض على شفايفها بعنف..
مر الوقت تحت هجومو على جسمها كأنك طلقتي حيوان جائع علي فريسة ضعيفة.. جردها من حوايجها و انهال على جسمها.. لحظات قبل ماتسمع صرخة مكتومة من بين شفايف فاطمة المرتجفة.. و بعد صمت ضئيل تسمع صوت صفعة قوية..
ناض عليها و عنيه حمرين و ملامح وجهو متصلبة.. لبس حوايجو بسرعة و هو كيلوح جميع انواع السب و الشتم.. كيف كمل قرب لعندها و تحنا.. حط يدو على رقبة فاطمة الي كانت عارية و جامدة بدون حركة..
دموعها هابطين كيف السيل و وجها و عنقها كولو طباع.. كترعد و عنيها خارجين.. كلشي مر بسرعة لدرجة مافهماتش شنو واقع.. فقط حاسة بألم تحتها و بخدها تخدر من الصفعة..
زير السعيد على رقبة فاطمة حتى بدات كتحس بالنفس كيتقطع فيها.. حاولات تبعد يديه لكن هو غير مزاد زير و قال بين سنيه..
السعيد : هادشي علااااش باك لصقك ليا الق***، شي يديرها و شي يحصل فيها هااااا
فاطمة : ' دموعها غاديين ' ش ش شنو د درت
السعيد : شنووو درتي كتسولي بوجهك حمر، باااغين تردوني ضحكةةة، أنا غنوري لمكم كيفاش ضحكو على ولد المعطي، اليوم نقتل مكككك نتي و طاسيلتك
فاطمة : ' كتحاول تفك منو ' خ خ خنقتيني، ط طلق مني
السعيد : ' عض على سنانو و حيد يدو ' نوضي يا الق*** لبسي حوايجك، عند بالكم غنتستر عليك، حتى نكون حماااار بحال باك، اليوم ندير لمك الشوووهة و نخلي الدوار كولو يعرف فضيحتك ' جرها حتى جلسات و نزل عليها بصفعة أخرى ' ماااشي انا الي تدار بيااااا
فاطمة شدات فخدها حاسة بالدوخة.. جرات طرف الغطاء طلعاتو على صدرها و هي كترعد كلها.. ماعرفات شنو واقع ليها و لا علاش كتعرض للضرب و الشتم.. قفزات فاش عاود غوت عليها..
ناضت بصعوبة كتلبس فحوايجها و هو غادي جاي وسط الغرفة و كيسمع ليها غير الهضرة الخاسرة.. مع لبسات قفطانها الي كان اقرب حاجة ليها و بغات تهز الشال ديرو على راسها.. تجرات من شعرها حتى مالت اللور.. زيرات على عنيها من الألم..
جرها السعيد و حل لباب.. دفعها بقوة حتى طاحت وسط الدار فوق لرض المتربة و الي عامرة حجر صغير.. تجردات من راحة يديها بجوج.. كيف هزات راسها جاتها صفعة أخرى و هو كيعايرها بصوت عالي..
مع صوت الغناء ماسمعوش شنو واقع فالخارج.. تالاسين كانت ساهية فجهة الشرجم.. بان ليها رجل كيضر فشي وحدة و هي تزير على يد جداها.. تلفتات عندها لا سعدية و شافتها فين كتشوف.. لاسعيدة مع بان ليها المنظر الي فالخارج ضربات على صدرها..
حركتها كأنها خلات سعاد الي جالسة على نار تأكد أن شي حاجة واقعة.. وقفات و مشات جهة لباب.. و هي خارجة طلقات غوتة و ضربات حناكها بجوج.. توقفو البنات الي كانو كيغنيو و الكل بدا كيطل من لباب و الشرجم..
كلشي شهق من المنظر ديال فاطمة مليوحة فالارض و السعيد نازل عليها بالضرب.. هي مكمشة فراسها و هو كيهز رجلو و ينزل عليها بحال الى كيرفس حيوان.. خرجات سعاد كتجري بعدما استوعبات شنو واقع.. قربات لعندهم و حاولات تبعدو عليها..
السعيد مع شدات فيه سعاد دفعها حتى جات لرض.. رجع كيضرب ففاطمة بدون مايقدر شي حد يتدخل.. الرجال من عائلة السعيد حتى هما خرجو.. و من المنظر الي شافو استنتجو شنو واقع بالظبط.. و حتى واحد مابغا يتدخل لأن القضية.. قضية شرف..
و مع كل ضربة كتجي فجسد فاطمة.. كيتسمع انينها مع شهقات العيالات و بكاء مها الي فشلات فالارض.. لاسعدية زيرات على يد حفيدتها بقوة.. و ماهي الي ثواني حتى تنطرات منها تالاسين و مشات كتجري عند صاحبتها.. وققات بينها و بين السعيد و قالت بصوت عالي و وجها حمر و عنيها عامرين دموع..
تالاسين : بعد منهاااا، مضربهااااش
السعيد الي كان فأقصى درجات العصبية.. مع غوتات تالاسين فوجهو نزل عليها بظهر يدو لوجها.. الحايك هبط من على راسها و شعرها غطا نصف وجها.. هزات تالاسين راسها شافت فيه و هي حاطة يدها على خدها.. نظراتها ليه كانو كأنها كتحداه و مخيفاش منو..
و هو مكانش من العاگزين.. هز يدو لفوق باغي يزيد يضربها.. حتى وقفو شخص آخر.. كان المعطي الي آخر واحد رجع للدار و دخل على داك المشهد.. شد فيد ولدو و قال باستفسار..
المعطي : شنو واقع هنا ؟
السعيد : ' ضار عند باه و هضر مغدد ' هااااد الكلبة هي و باهااا بغاو يضحكو علياااا
المعطي : آش كتقوول
السعيد : بنت صااااحبك ماااااشي بنت
كلماتو لخرين نزلو على سعاد الي جالسة فالأرض بحال الصاعقة.. خبطات بيديها بجوج على فخاضها.. و باقي النسا خرجو عنيهم.. اما الرجال فكانت على ملامهم تعابير الغضب و الاستنكار..
المعطي نزل عنيه و شاف ففاطمة الي مليوحة فلرض.. رجع شاف فولدو و قال..
المعطي : متيقن ؟!
السعيد : و علاه هادشي فيه اللعب، اليوم نقتلهااا و نسيفطها لباهاااا
لاح خطوة باغي يقرب و هو يلقى تالاسين مزال فمكانها حابسة عليه يوصل ليها.. قال بعصبية اكثر..
السعيد : حيدي من قدامي قبل مانجمعك معهاااا
تالاسين : ' بشجاعة ماعرفاتش منين جابتها ' لااا
السعيد : ' شدها من دراعها ' حيدي من قدامي، كلكم تريكة وحدة، بنات الق****
دفع تالاسين حتى مشات وجات.. تحنا عند فاطمة بغا يجرها من شعرها و هو يحس بعضة قوية فيدو.. تالاسين غرسات سنانها بكل جهدها حتى حسات بالدم خرج.. جداها بقات مكوانسية كتشوف فحفيدتها الي لا حول ليها كتحامي على صاحبتها بكل قوتها.. بينما لآخرين كيتفرجو بدون ميحركو ساكن..
بان ليها السعيد على وشك ينهال عليها بالضرب و هي تجري لعندهم.. جرات حفيدتها و هي توقف للسعيد الي صافي فقد آخر نقطة صبر عندو منين شاف الدم خارج ليه من يدو..
مد يدو باغي يجر تالاسين و هو يوقفو صوت باه الي قال بحزم..
المعطي : باركةةة، وقفوووو علينا هاد المهزلة
السعيد : و بااااا واش عجبك هااادشي الي وقع، واااش انا ماشي راااجل يضحكو علياااا، غنوريهم السعيد علاااش قاد ' كيشوف فتالاسين بحقد ' و الي تدخل غنجمعو معهااا
المعطي : كووون تسمع، صافيييي مباقيش تحط يديك عليها، ياك صدقات موسخة بلا شرف، و الحل هو نرجعوها لباها يتفاهم معها
سعاد ماحسات براسها حتى ناضت و جات كتجري لعندهم.. طاحت عند رجلين المعطي و قالت بترجي..
المعطي : ' بعد رجليه ' و شنو عند بالك غادي نخليوها وسطنا، هزي بنتك و خرجو من هاد الدار، دي وسخكم و عاركم بعيد علينا
سعاد : ' كتبكي و تطلب ' سي المعطي الله يجازيك بالخير سترو بنتي، ستروها عفاااكم، باها لا ساق لخبار غيقتلهاااا
المعطي : لا كنت بلاصتو هادي أقل حاجة ندير باش نرد الإعتبار لسمعتي
شاف فولدو بمعنى صافي جمع و ضار غادي، السعيد شاف بحقد فسعاد و ضار للجهة الي مليوحة فيها فاطمة.. لاح عليها يمين الطلاق.. دفل عليها و زاد تابع باه..
سعاد بقات كضرب فوجها و صدرها و طلب يحنو فبنتها.. أما تالاسين فهبطات عند صاحبتها هزات ليها راسها من لرض و عنقاتها..
فاطمة كانت شبه غائبة على الوعي لكن سمعات كل كلمة تقالت.. كانت حالتها تشفي العدو.. قفطانها مرمد بالتراب و مقطع من جهة صدرها.. يديها و رجليها مجرودين.. وجها عامر دمايات و دموعها هابطين بلا حس..
مرو السيارات جنب بعضهم و مع ظلمة الليل.. الرؤية مكانتش واضحة فقط الضوء الأمامي للسيارات بجوج الي كان شاعل.. لا محمد و الي معاه انتابهو لشكون داخل السيارة لاخرى..
و لا اوسمان عار اي انتباه ليهم.. هاد الأخير الي زاد فالسرعة و بعد دقائق كان داخل للقرية.. نقص السرعة و هو خارج من الشانطي و غادي فالطريق المتربة.. مكانش متاجه للجهة الي فيها دار جدو قايد الدوار.. المكان الي كان قاصدو كان من الجهة لاخرى..
بعد مدة وقف السيارة جنب دار صغيرة.. مبنية بشكل مرتب و باينة ماشي من الديور القدام.. هبط من السيارة و اتاجه للباب.. كان لابس سروال توب مع قاميجة.. لباس عادي مكيلفتش الانتباه ماشي كيف موالف يلبس.. هز حقيبة متوسطة من الكوفر و دخل..
مشا مباشرة لأحد الغرفتين الي كاينين فالدار.. حط الحقيبة و جلس فوق الكرسي قدام مكتب صغير.. شعل الشمعة و تكا براسو و هو كيفكر فالمهمة الي غيبداها.. و دافعو فأنه يتطوع لمهمة بهاد البساطة..
دوز صباعو بين خصلات شعرو الكثيف.. و صورتها رجعات تسلات بين افكارو.. صورتها ريحتها حرارة جسمها و هي بين يديه و ملمس خدها الوردي.. أشياء الي ماقدرش ينسا من آخر لقاء ليهم.. و فكل مرة كان بوحدو كيلقى راسو كيفكر فيها.. شكون هي و شنو اسمها.. و علاش القدر جابها فطريقو جوج مرات.. !
وقف رضوان السيارة جنب الطريق.. طفا الضواو الأمامية بسرعة قبل مايلفتو الانتباه.. و ضار عند محمد..
رضوان : مستاعد ؟
محمد : ديما
هشام : ' حط يدو على كتف محمد ' رد لبال لراسك، و ماتهورش، لبانت ليك القضية مزيرة انساحب
محمد : ' ضار لعندو ' اليوم مغاديش نرجعو بيدينا خاويين
هشام : الله معاك
حرك ليه محمد راسو و حل باب السيارة.. خرج هاز معاه حقيبة فكتفو.. ضار شاف فهشام كأنه كيودعو لا مرجعش و تم غادي.. دوز محمد اللثام على وجهو حتى بقاو غير عنيه الي كيبانو.. تمشا بخطوات خفيفة مسرعة..
دخل بين الشجر وسط الظلام.. لكن خطواتو محسوبين كأنه عارف المكان مزيان.. بعد دقائق من المشي وقف.. شاف الأضواء الخافتة الي جاية من المعسكر.. بدون تردد تقدم و هاد المرة بحذر أكبر..
مع وصل للجهة الخلفية للمعسكر تحدر و جر الحقيبة قدامو.. حلها و جبد منها واحد اللعبة دايرة كيف 'لقاط' ضار مواجه مع السور الي ضاير بالمعسكر و كولو أسلاك.. بدا كيقطع فيهم واحد بواحد حتى حل فتحة يمكن ليه يدخل منها..
كان كلما سمع شي حس كيرجع يتخبا ورا الأعشاب.. عارف ان الحراسة الليلية كتكون بين كل ساعة.. لمح جندي من بعيد هاز بندقية و كيتمشا بين الخيمات.. خلاه حتى كمل الجولة ديالو فديك الجهة و هو يتحنى و دخل.. دار الحقيبة فظهرو و قرب بهدوء..
وقف جنب واحد الخيمة حتى عرف انا اتجاه غيمشي فيه.. تحرك مرة أخرى محني شوية و بخطوات مسرعة.. تجاوز شي جوج خيمات بدون ميلاحظ شي حد وجودو.. بانو ليه حراس آخرين واقفين فمقدمة واحد الخيمة كبيرة..
بقا بلاصتو كيتسنا شوية تحركو دوك الحراس.. كانو جنود آخرين خارجين من الخيمات لاخرين.. و الحركة كترات وسط المعسكر.. هز محمد راسو بانت ليه ضبابة ديال الدخان طالعة فالسما.. عرف أنها اشارتو باش يتحرك.. رجع كيطل من المكان الي مخبي فيه و هو كيشوف فالجنود غاديين كيتجاراو جهة البوابة..
و من بينهم حتى الي كانو واقفين عند الخيمة لكبيرة.. هنا تحرك محمد بسرعة و دخل.. بانو ليه بزاف ديال الصنادق متراكمين وسط الخيمة.. هز غطاء واحد فيهم كيشوف فعدد الكبير للبندقيات الي داخل الصندوق..
زير على فكو و رجع سد الصندوق.. بلما يضيع الوقت حيد الحقيبة من ظهرو و حلها.. جبد منها خيط طويل ملوي و موصول لجهاز صغير.. حط الجهاز فوق أحد الصنادق و سرح الخيط حتال وصل لجهة الباب.. جبد من جيبو عود ثقاب و شعل راس داك الخط..
شاف فالعافية غادة مع الخيط هز الحقيبة و خرج بسرعة من المكان.. رجع من نفس الطريق الي جا منها.. مع بعد من المعسكر أسرع فخطواتو أكثر.. و ماهي الا دقائق و تسمع صوت انفجار كبير وسط المعسكر..
ضار محمد شاف فالعافية طالعة لفوق و الدخاخن كحلين مع صوت الانفجار الي متوقفش.. كانو نظراتو قاسية و مشتعلة بلهيب التمرد على الطغاة.. سمح لراسو يستمتع بالمشهد للحظات قبل ما يكمل على طريقو..
هشام و رضوان كانو واقفين جنب السيارة.. بعدما مشا محمد للمعسكر توجهو للمكان الي غايقومو فيه بدورهم فالمهمة.. و هو اشعال النار فالجهة لاخرى للفت انتباه الجنود.. باش محمد يقدر يقوم بالجزء الأهم..
محمد كان على أعصابو و هو كيتسنا.. خاص يتحركو من تماك قبل ما ينتاشرو الجنود و يقلبو على مول الفعلة.. و هو مقابل مع الطريق الي خاص يرجع منها محمد.. سمع رضوان كيقول..
رضوان : خاصنا نتحركو اصاحبي
محمد : كيفاش نتحركو و محمد مزال مارجع
رضوان : نتا عارف التعليمات، لا تقبط واحد ماشي لا مشينا فيها كاملين
هشام : مغاديش نتحرك من هنا بلا محمد، باغي تمشي سير
رضوان : حتى انا باغي نرجعو كاملين، و لكن لا حصل، شنو فائدة نتسناو هنا حتى يشدونا
هشام : راه الطوموبيل طلع و سير بلما تصدع ليا راسي
بقا رضوان كيشوف فهشام الي باين مصر يتسنا محمد.. لكن هو عارف أن احتمال يكون حصل أو حتى تقتل وسط المعسكر الي عامر جنود وارد.. حل رضوان باب السيارة بغا يطلع.. مع هز راسو شاف فالطريق للمرة الأخيرة بان ليه شي حد جاي من بعيد.. فلحظة ظن أنه احد الجنود..
لكن فاش سمع هشام نطق باسم محمد و هو كيشوف فنفس الجهة.. حس بالراحة و طلع..
هشام بانت الابتسامة على ملامحو و هو كيشوف فصاحبو راجع سالم.. لكن فرحتو تبددات فاش تسمع صوت طلق ناري.. و بعدها بان ليه محمد طاح على ركابيه..
هشام خرجو عنيه فاش شاف محمد طاح.. سمع صوت محرك السيارة مع صراخ رضوان و هو كيقول ليه طلع.. لكن هشام بدون تردد جرا عند صاحبو.. شدو قبل مايطيح على وجهو و سندو عليه.. ناض بمشقة و تحرك غادي جهة السيارة الي بدات كتحرك..
رضوان كان غادي يكسيري و هو كيسمع طلقات نارية اخرى موجهين ليهم.. لكنه تراجع و رجع باللور عندهم.. هشام حل لباب اللوراني دفع محمد و طلع جنبو.. كسيرا رضوان بسرعة كبيرة مغادرين المكان..
خرج مع الشانطي و زاد فالسرعة و كل مرة يتلفت اللور يشوف واش تابعهم شي حد.. لكن لحسن حظهم الي تبعوهم كانو على رجليهم أما كان مستحيل يفلتو منها.. نزل رضوان عنيه فاش طمأن أنهم مامتبوعينش و شاف فمحمد.. الي كان متكي اللور بدون حراك و هشام شاد ليه فجنبو الي عامر دمايات.. قال رضوان بعدما رجع مركز فالطريق..
رضوان : كنا غنمشيو فيها
هشام : بدل الطريق، خاص نمشيو لصبيتار
رضوان : شنووو، حماقيتي عارف أول حاجة غيديرو هي يقلبو فالصبيتارات
هشام : ' بصوت حاد ' قلت ليك دينااا لصبيتاااار، الجرح جاه فجنبو و ممكن يكون تصاب ليه شي عضو، خاصوووو ضروري عملية و الاااا غيموووت ابناااادم
بدل رضوان الطريق الي كتأدي للقرية و مشا فاتجاه المدينة.. بعد ساعتين تقريبا وصلو لأقرب مشفى.. وقف رضوان السيارة و ضار لعندهم..
رضوان : شنو غادي دير دابة، غتم داخل عندهم بيه و هو فهاد الحالة
هشام : آجي بلاصتي و شد فبلاصة الجرح.. خاص ندخل نشوف واش الوضع آمن لداخل
خرج رضوان و طلع من الجهة لاخرى.. هشام حيد يدو و حط يد رضوان ظاغط عليها مزيان..
هشام : متحركهاش حتى نرجع ' شاف فمحمد الي كان فاقد الوعي ' محمد صبر اخويا
حل هشام لباب و خرج كيجري.. دخل مع المشفى كيتمشا بسرعة.. توجه لجهة الإسعافات و هو يتوقف فجأة.. بانو ليه مجموعة من الجنود الفرنسيين واقفين.. زير على يدو و هو كيسب فخاطرو..
كيفاش دابة غيدخل محمد.. لا عرفو أنه تصاب بقرطاسة غيتكشف امرهم.. مايقدرش يغامر و فنفس الوقت حالة محمد خطيرة و يقدر يموت لا بقا كينزف.. و هو كيفكر و يحاول يلقى حل انتابه هشام للشخص الي دايز من قدامو..
كانت فتاة فمتوسط العشرينات لابسة رداء طويل رمادي.. كان لباس خاص بالراهبات.. تعجب من لباسها للوهلة الأولى.. و لكن منين شافها كتبعد لحق عليها..
هشام : لونا
سمعات اسمها و هي ضور.. شافت هشام و ترسمات ابتسامة عريضة على شفايفها.. قالت بالفرنسية..
هشام : ' قرب عندها ' صاحبي تضرب بالقرطاس و خاصو عملية، ضبري ليا على شي غرفة هنا ضروري
لونا : ' بصدمة ' مضروب بالقرطاس، و فين هو صاحبك ؟
هشام : فالخارج، منقدرش ندخلو هنا عادي، حياتو غتكون فخطر ' كيشوف جهة الجنود '
لونا : ' انتابهات لفين كيشوف ' آه فهمتك، و شكون غيجري ليه العملية، الأطباء هنا راك عارف
محمد : وي عارف كلهم فرنسيين، الصبيتار الي خدام فيه انا بعيد و هنا مكنعرف حد، تقدري تعاونيني بغيت غا المعدات و شي غرفة
لونا : ' بعد لحظة صمت ' هنا منقدرش نساعدك
هشام : ' هبط راسو ' واخة شكرا
ضار غادي و هي توقفو..
لونا : هشام تسنى ' قربات ليه و قالت ' هنا منقدرش نساعدك و لكن فبلاصة آخرى يمكن نوفر ليك گاع الي خاصك
هشام : ' بتساؤل ' فين ؟!
لونا : فالكنيسة
هشام : ' شاف فيها مطولا '
لونا : ' الكنيسة فالشارع لاخر، فيها موصف صغير كنعالجو فيه الجرحى و المرضى
بعد لحظات تم خارج هشام و لونا تابعاه.. توجهو للسيارة ركب و ركبات جنبو.. رضوان بقا غير كيشوف.. و منين مهضر حد سول هشام الي قاليه من بعد و نشرح ليك.. جوج دقايق كانو فشارع آخر قدام بناية كبيرة لكن قدام الباب الخلفي.. هبط هشام و قال لرضوان يساعدو يخرجو محمد.. لونا حلات ليهم لباب و سبقات..
سندو محمد عليهم و دخلو بيه.. تابعين لونا الي شارت ليهم لواحد الغرفة.. دخلوه و حطوه فوق سرير صغير بيض.. هشام بسرعة هز التريكو كيشوف فالجرح و رضوان رجع اللور..
لونا قربات طبلة صغيرة بالروايض لعند هشام.. الي هز صباعات لبسهم و خدا مقص كيقطع حوايج محمد.. انظمات ليه لونا بعدما لبسات بدورها صباعات طبية باش تساعدو..
تحل لباب و هي تخرج سعاد و وجها فالأرض.. كانت خلفها لا سعدية و تالاسين الي شاديين بجوج ففاطمة الي بالكاد قادرة تمشا.. مغادرين دار المعطي و توشويش النسا و الرجال كيتسمع فآذانهم..
تالاسين دموعها غاديين و كأنها حاسة بجرح صاحبتها و المهانة الي تعرضات ليها فيوم عرسها.. كتشوف فيها حالة عنيها لكن نظرتها تائهة بحال الى انفاصلات على العالم.. كانت مسافة رجوعهم للدار كأنها مشية عار تحت نظرات سكان القرية الي وصلهم الخبر بسرعة البرق..
كاين الي غاضب كأن الأمر يعنيه.. و كاين الي شفق على البنت الي مصيرها باين فاش غتوصل لدارهم.. إما الموت أو الموت.. فالقضية ماعندها أي حل آخر لأنها كتعلق بالشرف..
وقفات سعاد فجأة فاش شافت راجلها حمد قدامها.. كان منظرو كيخلع بحال الى تلبسو شيطان.. ملامحو زادت رعباتها حتى رجليها مابقاوش هازينها.. بغات تنطق و طلب الرحمة لبنتها لكن الكلام تسرط ليها..
و منين شافت راجلها جاي قاصدهم.. حدها ضارت شافت فلا سعدية كترجاها دير شي حاجة و وقفات ليه فطريقو.. حمد هز يدو حتال لفوق و هبط عليها بكفو بصفعة قوية حتى ترمات فلرض.. قال بصوت كيزعزع..
حمد : دخلي للدااااار، داااااابة
رجع شاف فبنتو و مد يدو بغا يجرها من بين لاسعدية و تالاسين.. لكن سعدية قررات توقفو و قالت..
سعدية : سي حمد، دخل مراتك و دخل حتى تهدن، فاطمة هاهي عندي فالدار منين تهدا الأمور ديك الساع جي دي بنتك، و راه كلشي كيتحل بالعقل
حمد : ' غوت فوجها بدون ميحتارم سنها ' سكتيييينااااا نتي الي بقيتي ليااااا
جر فاطمة من دراعها بعنف و تم غادي فاتجاه دارو.. و مع سرعة خطواتو و الضرب الي خدات.. كانت كتعتر فالحجر حتى طاحت.. بدون مايتلفت عندها جرها بقوة مجرجرها من وراه أمام أنظار الكل..
تالاسين بغات تبعهم و هي توقفها جداها.. قالت بحسرة على حالة الأم و البنت..
سعدية : الي علينا درناه ابنتي
تالاسين : ' كتبكي ' لااا اجدة خاصنا نعاونوها، باها كيضربها غير لا تعطلات فالرجوع، خاصنا نديرو شي حاجة قبل مايقتلهاااا
سعدية : ماعندنا منديرو
تالاسين : لااا متقوليش هاكة، خاص نخرجوها من دارهم، عفااااك اجدة ديري شي حاجة ' سكتات شوية ' آه عمي عبد الله، عمي هو الي غيعاونهااا
بدون متنسنا تالاسين جواب جداها مشات كتجري فاتجاه دارهم و هي كتمسح فخدودها بيديها..
واقفة سعاد وسط الدار كلها كترعد.. يدها على فمها و دموعها غاديين.. كتشوف فراجلها داخل بسيفتو الي كتخلع و جار فاطمة بحال شي شرويطة من وراه.. رجليها كيتجرجرو مع لرض و بكاءها الخافت كيقطع فالقلب.. بغات تحرك و تمشي تجري عند بنتها تحميها.. لكن كيف لاحت خطوة لجهتهم.. سمعات صوتو الي زعزعها و هو كيقول..
حمد : تحركي من بلاصتك عليا باليمين حتى نلوح عليك الطلاق و نسيفطك لعند خوك
وقفات سعاد فمكانها مصدومة من كلامو الي خرج بكل سهولة.. حسات بذاتها بردات عليها.. عارفة راجلها متسلط و صعيب لكن أنه يهددها بالطلاق و فهاد السن.. أنه يخيرها بين تحمي بنتها و بين يرميها كأنها معنات ليه حتى حاجة فيوم من الأيام.. كانت ضربة قوية ضراتها فنفسها و خلات كلشي يتخلط عليها..
و هي كتحاول تستوعب كلامو.. سمعات صوت باب تردخ بقوة.. رجعات لوعيها مبان ليها لا هو و لا فاطمة.. ضارت بيها الدنيا شنو غادي يدير.. بدون متزيد تفكر جرات جهة باب البيت فين كتنعس فاطمة.. خبطات بيديها بقوة و هي كترجاه يحل..
سعاد : حمدددد و حمدددد، عفااااك مضربهااااش، باركة عليها داكشي الي دار فيها داك ولد الحرام، ' كتبكي بحرقة ' بنتك تضربات قدام الناس و حتى واحد متدخل، باركة عليها راه غادي تموت ليكم فيديكم
بقات كتطلب فيه و تعاود.. و منين مسمعات حتى صوت زادت كضرب فالباب بشكل أقوى.. شوية تحل لباب و جبداتها يدو من حوايجها.. دخلها حمد و لاحها وسط البيت..
هزات سعاد راسها كتقلب على بنتها بلما تسوق لرجلها الي تلوات ليها.. شافتها مكمشة جنب الحيط.. جامعة رجليها عندها و كل جزء من جسمها كيتهز.. بغات تنوض سعاد تمشي عندها و تحضنها..
لكن يد حمد جراتها من زيفها.. جبدها لعندو وقفها و كيف تقابلات معاه نزل عليها بطرشة.. عاود زادها لاخرى حتى طاحت فلرض.. تحنا عندها كيضرب فينما جات الدقة.. مكانتش أول مرة.. بل لسنين تعرضات للتعنيف منو.. لكن فهاد السن عمرها تخيلات أنه يضربها بوحشية.. و هو كيقذف فشرفها و شرف بنتها..
فاطمة فالركنة كتشوف فيه كيفاش كيضرب فمها.. منظر كانت مولفة عليه لكن هاد المرة غير.. هاد المرة هي السبب فأن باها هز يدو على مها.. هي السبب فالي واقع..
زيرات على عنيها سداهم باش مباقيش تشوف.. و حطات يديها على وذنيها باش متسمعش صراخ مها.. جسمها كأنه تخدر و وصل لدرجة من الألم حتى مبقاش كيتجاوب معها.. بغات تنوض تمنعو تقول ليه ضربني قتلني و لكن بعد على مّي..
لكنها مقدراتش تحرك حاسة برجليها تحشاو.. بقات كطلب فخاطرها يعيا و يتوقف و يجي يخلصها من هاد العذاب و هاد الليلة الي مبغاتش تسالي..
منين مبقاتش تحركات سعاد و لا صدرات أي صوت.. توقف حمد و هو كينهج.. لكن غضبو بعيد على أنه يكون طفا.. بعد عنيه على مرتو و شاف ففاطمة.. كلام الجار الي وصل ليه لخبار كولو تعاود فوذنيه.. كلمة بكلمة.. غير مزاد شعل.. عنيه ظلامو و مبقاش كيشوف قدامو.. طار لعندها و جرها بقوة من ذراعها..
كان جسمها مرخي لكن وزنها الخفيف خلاه يجرها بدون صعوبة.. خرجها من البيت و توجه للزريبة فين كاينين البهايم و البقر..
لاحها فلرض على بقايا التبن.. و تم غادي وقف عند شجرة ديال الزيتون كاينة وسط الدار.. هز المنجل و ضرب عرش طويل من الشجرة قطعو.. حيد ليه الوراق حتى ولا بحال المسوط.. تم راجع لعند فاطمة و كيشوف فيها بنظرات جهنمية..
هاز فيدو عرش ديال الزيتون و الشر متلبسو.. فاطمة شافت فيه شنو هاز و هي تشهق.. عارفة مزيان شنو تابعها..
بدون رحمة بدا كينزل عليها بداك العرش الي صوتو بوحدو و هو كيضرب فالهواء كيدخل الرعب فالواحد.. ماخلا حتى بلاصة ماسوطها فيها.. كأنه كيجلد حيوان.. بدون ميكتارت لصراخها.. كيضرب بكل جهدو و يسب و يعاود..
حمد : الحرقة مغاااادي تبرد حتى تزهق روووووحك، أنااااا حمد زيداااااان تمرمدي وجهي فالتراااب و تشوهي بياااااا ابنت الحراااام، كيف غادي نهز راسي مزاااال قدام النااااس، كن غا متي فكرش مكككك و ميجيش هاااد النهاااار، الله يحرقك الموصيبة، اليوم نخرج جدبوووك مكفنة من الداااار
كيهز المسوط حتال لفوق و ينزل عليها بگاع جهدو.. و منين كيعيا يوقف شوية و يعاود يجلد في لحمها.. حتى فاش تقطع حس فاطمة باها مرحمهاش.. كانت تقريبا مغيبة كيتسمع فوذنيها غير صوت الشحطات الي كتنزل على جسدها و كلامو الي بحال السم..
ناضت سعاد كتعرج برجلها و خرجات من لبيت كتعيط و عقلها بغا يخرج.. كتقول غير "بنتي غيقتلو ليا بنتي " سمعات شي حد كيدق فالباب بالجهد و هي توجه ليه.. حلاتو بان ليها عبد الله واقف و من وراه تالاسين كتبكي.. قالت سعاد بترجي..
سعاد : سي عبد الله، عتق ليا بنتي، نبوس ليك رجليك عتقها باها اليوم يقتلها
حرك ليها عبد الله راسو و دخل كيعيط على حمد.. منين قلب گاع البيوت توجه لزريبة الي بابها محلول.. دخل و هو يوقف مصدوم من المنظر الي شاف.. تدارك راسو و بسرعة مشا كيجري شد فحمد.. جر منو الغصن لاحو بعيد و قال بصوت عالي..
عبد الله : راك قتلتيهااااا
شاف فيه حمد و قال..
حمد : بعد لهيه، هادشي ماعندك دخل فيه
عبد الله : و هادي الي كضرب فيها بنتك، ماشي بهيمة، حضر عقلك احمد قبل ماتندم
حمد : ' بصوت أعلى ' أناااا ماعندي بنت، البنت الي طيح بيا لرض ماعندي مندير بيها، موتهااا حسن من حياتهاااا
عبد الله : ضربتيها و فتيها لديك الجيه، باركة راه غتموت ليك بين يديك
حمد : ' دفعو عليه ' مايبرد قلبي غا بموتهاااا
بغا يمشي ليها و هو يحبسو عبد الله..
عبد الله : ولدك نسيتيه، عارف معزة فاطمة عند محمد، لا رجع و شافك درتي فيها هاد الحالة، عارف آش غادي يوقع
حمد : لا رجع و عرف شنو دارت، باقي غيحامي عليها !
عبد الله : غادي يوقف معها حينت هو عائلتها
حمد : لا وقف من جهتها ماشي راجل، و ميشرفنيش ولد بحالووو، حيد قبل مانغلط فيك و خرج من هنااا
عبد الله : مغادي نخرج حتى ندي معيا فاطمة
حمد : شنوووو، و السي و خرج من داااري و ديها فسوووق راسك، آش دخلك نتا فهادشي، لا ماعندكم مشكيل بنتكم تشوه بيكم فالدوار، انا منقبلهااااش
مع عبد الله صحيح و عامر على حمد شنق عليه بيد وحدة طلعو عندو..
عبد الله : جمع راسك احمد قبل ما انا نغلط فيك.. و بنتك مغاديش نخليها هنا واخة تعيط ليا لمخزن
دفعو عبد الله و هو محمر فيه.. قرب لعند فاطمة الي مليوحة فلرض بدون حراك.. هزها و تم خارج.. حمد بقا كيتغدد و يتحلف مغاديش يدوز ليه يتدخل فعائلتو.. بدون ميبالي عبد الله بهضرتو خرج من تماك..
و هو غادي قال لسعاد تجيب باش تغطي فاطمة و تبعهم.. مشات كتجري برجلها واخة كضرها.. هزات ايزار و لاحت عليها لحايك.. خرجات عندو و وقفات كتشوف فبنتها الي حالتها حالة .. قفزها فاش قاليها غطيها و تحركي..
تالاسين الي كانت واقفة عند لباب.. عنيها الحمرين كانو مراقبين غا فاطمة.. كتحس بالألم كيعصر فقلبها من جهة صاحبتها.. مسحات دموعها فاش هضر معها عمها و تمات تابعاه هي و سعاد..
دخلو للدار و عبد الله خدا فاطمة لبيت تالاسين و مو.. حطها فوق الفراش بشوية.. بعد و هو كيتحسر على حالتها.. فاطمة فمثابة بنتو و عندها نفس معزة تالاسين.. بجوج كبرو قدام عنيه و ساهم فتربيتهم..
يمكن القول أن عبد الله من الرجال القلال فالقرية.. الي بدون ميقرا أو يعيش فالمدينة كان من ديما شخص واعي و متعقل.. ماعندوش ديك الشخصية الذكورية المتسلطة..
التسرع ماشي من عادتو و كيكون من جهة الحق كيفما كان الوضع.. معروف عليه هادشي وسط سكان القرية.. و فهاد الوضع متسوقش للهضرة الي تقالت فبنت كبرات قدام عنيه و عارف معدنها..
الي شاف مناسب هو يساعدها و يحميها حتى و لو من باها.. لأنه عارف حمد كيفاش داير.. و فاش جات عندو تالاسين كطلب فيه يساعد فاطمة.. مشا بدون تردد واخة مرتو حاولات تمنعو مايتدخلش و أنه معندوش الحق..
چلسات سعاد فلرض جنب بنتها.. كدوز يدها على شعرها و تبكي بدون توقف.. تالاسين واقفة جنبهم و حتى هي دموعها غير غاديين.. عبد الله تم خارج و هي تبان ليه لاسعدية جاية.. هازة فيدها شي حوايج و مقراج ديال الما.. شافت فولدها و قالت قبل ماتدخل..
سعدية : 'بفخر ' الله يرضي عليك
ابتاسم عبد الله لمو و خرج باش يخليهم على راحتهم.. بانت ليه ثرية واقفة عند باب الكوزينة مخسرة سيفتها.. تجاهلها و خرج من الدار..
دخلات ثرية و تنهضات فتالاسين و سعاد باش يوقفو على لبكا.. قالت ليهم يعاونوها يحيدو لفاطمة حوايجها باش يطرفو ليها حالتها و يلبسوها حاجة نقية.. كانو حذرين فاش سمعو أنينها كلما قاسو شي بلاصة من جسمها.. منين حيدو ليها حوايجها كلهم شهقو من لحمها الي زراق و تفلح من شي بلايص..
لا سعدية بدات كطرف ليها و تستغفر بصوت عالي.. غطاتها و مشات خرجات.. رجعات هازة معها شي عشوب دگاتهم فمهراز.. دارتهم للجراحي الي فرجل فاطمة و يديها و لواتهم بزيف.. لبسات ليها لحوايج و سنداتها على لمخدة.. قالت سعدية و هي كتغطيها..
سعدية : راه غير سخفانة شوية و تفيق، قلبتها مزيان مامهرسة من حتى بلاصة ' شافت فسعاد ' بلما تخافي عليها
سعاد : ' بقهر ' كنت غنترزا فبنتي، شنو درت فحياتي اربي حتى يوقع معنا هادشي، واش غلطت فتربيتها واش قصرت فشي حاجة
سعدية : الله يهديك اهاد المرا، هاد الهضرة مكتقالش، منين تفيق بنتك و توگد شوية غادي نعرفو كلشي
سعاد : ' حدرات راسها ' واخة تكون غالطة، منبغيش شي حاجة توقع ليها، و منقدرش نسمح فيها
سعدية : حتى أنا ماقدرتش نتيق، ضروري شي حاجة تماك، لبنت ديما قدام عنينا و لا خرجات هي و تالاسين مكيتفارقوش، و هادشي ماشي من فعايل بناتنا
سعاد : لا كانت بنتي مظلومة عمرني نسمح ليهم، ' خبطات على صدرها ' ناري محمد و يسيق لخبار، ياربي تلطف بينااا
سعدية : محمد ماشي هو باه، الله يرحم الحاجة فاضمة عگوزتك ، ولدها خرج فالصو، كانت تفضلو على لبنات و مضسراه حتى يسحاب ليه غا هو الي راجل، منين تزوج بيك قلت غادي يتبدل، ساع والو
سعاد : الله يرحمها، واخة هكاك كانت عزيزة عندها فاطمة، و حتى فاطمة كانت ديما لاصقة فيها
سعدية : ' كأنها تفكرات شي حاجة ' سعاااد
سعاد : نعام اخالتي
سعدية : متكونش عگوزتك تقفات البنت!!
سعاد : آا .. ؟!
سعدية : شحال من مرة قالت ليا نتقفو البنات فاش كانو صغار، ماشي تكون تقفاتها داكشي علاش
سعاد : ' خبطات صدرها بيدها ' اويلييي
چالسة فكرسي جنب السرير و عنيها عليه.. تقريبا طول الليل و هي جنبو بعدما خرج هشام و صاحبو.. وصاها عليه و طلب منها طل عليه مرة مرة.. محمد مستلقي صدرو عاري و ضمادة كبيرة دايرة على كرشو.. لقات راسها مفارقاتوش و لو لحظة..
ماعرفاتش السبب الي خلاها تچلس جنب شخص غريب طول الليل.. آه هو مريض و دار عملية فضروف صعيبة.. لكن حالتو تقريبا مستقرة.. يمكن أنها استنتجات سبب تلقيه الرصاصة.. أكيد هو واحد من الأشخاص الي غير راضيين على وضع بلادهم.. و مايمكن ليها الا و تكن ليه الإحترام..
و هو مصاب و ضعيف حسات بهبة من وجودو.. لو كان واقف بكل عافيتو كيف غيكون.. شنو هو لون عنيه.. كتساءل بينها و بين نفسها.. بدون متحس مدات يدها بغات دوزها على شعرو الأسود.. كيف قربات ليه حسات بيه تحرك.. بعدات يدها بسرعة و هي كتشوف فيه كيحرك فجفونو..
بدا محمد كيحل عنيه و هو حاس بالحريق فراسو و ألم رهيب فجنبو.. شاف فالسقف الي كان بعيد و منقوش.. رجع سد عنيه كيتذكر آخر حاجة عاقل عليها.. الي هي فاش كان راجع عند الدراري و تضرب.. فتح عنيه و حاول ينوض..
عض على شفتو من الألم الي حس بيه.. تحطات يد بيضاء دافئة على صدرو.. هز راسو كيشوف فالبنت الي قدامو.. لاحظ لباسها و هو يهز حاجبو.. بسرعة بعدات لونا يدها من صدرو و وقفات مقادة..
قالت و هي كتشوف علامات التساءل فملامح وجهو..
لونا : ' بدارجة معكلة ' نتا مضروب مخاصكش تحرك
محمد : شكون نتي، و شكون جابني لهنا ؟؟
لونا : أنا لونا، ممرضة كنت فالتدريب مع دكتور هشام، و هو الي جابك لهنا
محمد : فين هو هشام ؟
لونا : خرج و لكن قال ليا غادي يرجع يطمأن عليك
محمد : فين كاينين حنا، باينة هذا ماشي صبيتار
لونا : هادي كنيسة
محمد : ' هز راسو بسرعة شاف فيها ' شنووو، كنيسة !! ' بغا ينوض و تعگر '
لونا : عفاك متحركش، لبارح درتي عملية و خاصك ترتاح، عارفة بلي مامرتاحش هنا و لكن ماعندك فين تمشي
محمد : هشام تسوطا فعقلو واقلة
لونا : فاش جابك هشام لبارح لصبيتار كان عامر بالجنود، و انا اقتارحت عليه يجيبك لهنا، مكان عندو حتى حل آخر و كان خاص نقدوك، ممكن ترجع تكا
محمد : ' بعد عنيه عليها و سند على لحديدة ديال السرير ' امتى قاليك غيرجع
لونا : ماعرفتش بالظبط
دوز محمد يدو على شعرو جارو اللور بعصبية.. ماعجبوش يكون فمكان بحال هذا و لا يتلقى المساعدة من وحدة منهم.. قال بدون ميشوف فيها..
محمد : ممكن تخرجي بغيت نبقا بوحدي
لونا : قبل مانخرج خاص نتفقد الجرح، واش حاس بشي حريق، باش نضرب ليك مسكن يخفف عليك الألم شوية
محمد : لا، غير خرجي
لونا : اوك
ضارت خارجة و هي كتسد لباب لقات نظرة عليه.. ترسمات ابتسامة على شفايفها من عنادو.. كان واضح من وجهو أنه كيتألم.. سدات لباب و تمشات و هي كتفكر فهاد الغريب العنيد..
مرو ثلاث ساعات على فاش فاق محمد.. طول هاد الوقت تفكيرو كان مشغول بحاجة وحدة.. تالاسين .. هو مستاعد يموت من أجل بلادو بدون تردد.. لكن لو فعلا مات لبارح.. غيموت بدون حتى ميشوفها لآخر مرة.. مكانش خايف من الموت..
خوفو الكبير هو أنه مغيشوفهاش مرة أخرى.. حبيبتو الي ملكات قلبو من ديما و متاحت ليه الفرصة حتى يشبع من الشوفة فيها.. أو يحضنها لصدرو واخة مرة وحدة.. كيفاش هاد الإحساس المتناقض كيراودو فكل مرة كانت حياتو فخطر..
و حتى إحساسو بالمسؤولية تجاه الأم ديالو و ختو و خوفو عليهم فاش يبقاو من وراه كان مسيطر عليه.. هو الي عندهم و عارف شحال محتاجين ليه.. داكشي علاش ماكرهش يبعدهم من باه و يمنحهم الإستقرار.. ساعتها غيكون مطمأن اكثر..
خرجو من تفكيرو صوت الباب الي تحل.. دخل هشام هاز حقيبة فيدو.. شاف محمد فايق و هو يبتاسم..
هشام : راك بسبع رواح
محمد : ' كيشوف فيه عاقدهم ' من نيتك جايبني لهنا
هشام : آه كان عليا نخليك تموت واقلة
محمد : ' شاف فالصاك ' كنتي عندهم
هشام : ' جر الكرسي و جلس ' دزت عندهم انا و رضوان، بلغناهم بشو وقع و وضعك نتا، و دزت للدار ديالك جبت ليك ماتلبس
محمد : ديك الي كانت هنا قالت كتعرفها
هشام : آه لونا، هي ممرضة خدمنا فنفس الصبيتار واحد الوقت، هي الي عتقاتنا
محمد : كيبان ليا عارفة كثر من الي خاصها تعرف
هشام : هي بعيدة على داكشي، كدير خدمتها و صافي
محمد : خلينا نخرجو من هنا
هشام : صبر حتال غدا
محمد : لا، أرا ليا نلبس بغيت نخرج من هنا
خدا محمد لحوايج بدل عليه.. لبس تريكو قهوي بالكمام مع سروال كحل و لاح عليه سترة صوفيه.. لبس صباط فرجليه بمساعدة هشام..
و هما خارجين كان محمد مسند بذراعو على هشام.. تلاقاو بلونا الي كانت جاية تطمأن عليه واخة كان واضح أنه كان منزاعج من وجودها.. وقف هشام باش يشكرها على الي دارت معاهم..
بينما محمد كان مكيشوفش جهتها.. ابتاسمات لهشام و ذكراتو انها قامت بمهنتها فقط و ساعدات مريض فالحاجة.. حديثهم كان بالفرنسية و هي تاخد راحتها فالهضرة ظنا منها أن محمد مكيفهمش..
لونا : غادي نجيب ليك باش تصواني ليه و المسكن، باين محتاجو غير كيعاند، متخليهش يدير شي مجهود حتى يبرا مزيان
هشام : ' ضحك ' كتوصيني على المريض ديالي ههه
لونا : ' بإحراج ' لا غير كنأكد حينت باينة فيه راسو قاصح
محمد : ' تلفت جهتها و شاف فيها بنظرات جامدة '
لونا : ' تلبكات ' نمشي نجيب داكشي
مشات كتجري دخلات للمستوصف.. دار محمد عند هشام و قال..
محمد : هادي مالها
هشام : ' حابس الضحكة ' واقلة عجبتيها
محمد : ' دفعو ' هاني سبقت
هشام : و تسنا مالك زربان، دروك تشدك الدوخة
حط محمد يدو على جنبو و تحرك غادي..
هشام : حگلها قالت راسك قاصح
بعد دقائق رجعات لونا هازة فيدها صندوق بيض صغير.. بان ليها هشام بوحدو و بدات كتقلب بعنيها.. مع وصلات لعند هشام قال..
فنون الحرب الجزء الثاني
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء