هشام : ' خرج فيه عنيه ' اشاوا كتقووول ' عقد حجبانو و جمع قبضة يدو خبط بيها محمد لجنبو ' من امتا لمك و نتا حاط عنيك عليها
محمد : ' كمش حجبانو من الألم '
هشام : اه نسيت راك مضروب ' رجع ديمارا السيارة ' يالاه عاود و متنسا حتى حاجة، وليتي تغفل
محمد : آش غادي نعاود، المهم راه قلتو ليك
هشام : ' شاف فيه بنص عين ' ماطلعتيش ساهل
محمد : منين نرجعو غنطلبها من باك
هشام : متأكد من هاد الخطوة، راك عارف حياتنا كيف دايرة
محمد : ترددت شحال من مرة على حساب هادشي، لكن مباغيش ندم من بعد، و حياتنا و موتنا كلشي بيد الله
هشام : ' سكت شوية و قال ' و هو الصراحة مغاديش نلقا محسن منك لتالاسين، صافي عطيتك الموافقة ديالي
محمد : مالها بخاطرك، ' تلفت لعندو ' و نتا مكاينة حتى وحدة فبالك ؟
هشام : ' بسرعة تغيرو ملامح وجهو و رجع مركز فالسوقان ' لا
وصلو الدراري للدار الي ساكن فيها محمد فالمدينة.. دخل معاه هشام حتى صوانا ليه و عطاه المسكن.. كيف طمأن عليه خرج باش يرجع السيارة للشخص الي خداها من عندو و يتوجه للقرية..
بعد ساعات عديدة وصل هشام فالكار.. هبط و توجه لدارهم.. حل لباب و دخل و هو كينادي على تالاسين كيف موالف..
كانت تالاسين فالكوزينة كتقاد لفاطمة متاكل.. سمعات صوت هشام و هي تم خارجة.. بان ليها واقف وسط الدار بابتسامتو البشوشة.. مشات عندو بخطى بطيئة حتى وقفات قدامو..
كيف قربات هشام لاحظ وجها الشاحب و عنيها الي منفوخين.. عرف أن شي حاجة واقعة.. حط يدو على كتفها و سول باهتمام..
هشام : تالاسين مالكي، واش مريضة ؟
تالاسين : ' حركات راسها بالنفي '
هشام : و مالكي، واش الواليدة خاصمات عليك ثاني ' زفر بالجهد " انا غنهضر معها
تالاسين : لا ماشي مرت خالي
هشام : و شنو واقع، هضري
عبد الله : ' من خلفهم ' شفتك دغيا رجعتي هاد لمرة
دار هشام عند باه، قرب سلم عليه و رجع كيشوف فتالاسين الي حادرة راسها.. زاد تشوش و سول باه..
هشام : شنو واقع الواليد ؟
عبد الله : سير سلم على مك و جداك راهم لداخل و آجي معيا بغيت نهضر معاك
داكشي الي دار هشام.. مشا شافهم و نفس الشيء لاحظو فجداه رغم ابتسامتها فاش شافتو.. أصرات عليه مو باش يجلس ياكل.. قاليها من بعد و رجع عند باه و خرجو بجوج.. و هما كيتمشاو قال عبد الله..
عبد الله : ف 24 ساعة تقلب الدوار
هشام : علاش شنو كاين
عبد الله : فين غبرتي نتا و محمد ليلة عرس ختو، و فين هو دابة ؟
هشام : ' توثر ' آا، أنا كان عندي ميدار فالصبيتار و هو سيفطو ليه، داكشي باش مشينا و ماعلمنا حد حينت كلشي كان مشغول
عبد الله : حسن نيت منين مكانش
هشام : و الواليد اش وقع، هضر راك مرضتيني
عبد الله : زواج ختو تقربل فليلتو
هشام : ' بصدمة ' شنوووو .. !
عبد الله : ولد المعطي ضرب فاطمة قدام الناس، لاح عليها الطلاق و جرا عليها، قاليك لقاها ماشي بنت
هشام حس بحال لا حيط هبط عليه.. جملة باه لخرة بقات كتعاود ليه بحال الصدى.. هادشي الي قال على فاطمة.. فاطمة خت محمد..! زير على قبظة يدو حتى بياضو مفاصلو.. شاف فباه و قال..
هشام : و فين هي فاطمة دابة ؟
عبد الله : كاينة عندنا فالدار هي و مها، باها الله يهديه حتى هو زاد عليها بالضرب كان غيقتلها كن ما فكيتها، و جبتهم حتى نشوفو حل لهاد الحريرة و نهضر مع حمد منين يهدا، و هادشي علاش بغيت نهضر معاك، خاص نتدخلو و نحاولو نهضرو مع باها و
هشام ماخلاش باه يكمل حديثو.. ما أن استوعب الكلام الي سمع تحرك غادي بخطاوي سريعة.. متجاهل باه الي كيعيط عليه.. كل الهدوء الي معروف عليه فقدو فهاد اللحظة..
في وسط القرية و بالظبط جنب الجامع فين كاينين الحوانت.. المكان فين كيتجمعو رجال الدوار أغلب الوقت بعد الصلاة.. واقف السعيد مع جوج رجال آخرين.. كان مخنزر و كيهضر بعصبية على الي وقع و الرجال كيسمعو ليه و مأيدين موقفو..
بان ليهم تصرفو و نعم الرجولة.. فضح وحدة بدون شرف الي هي و باها اقتارحو هاد الزيجة من طمعهم و حقارتهم.. هاكة فكرو أغلب الناس بحمد و بنتو.. و السعيد متأثرات سمعتو و لو بنبشة.. بل العكس كلشي تعاطف معاه..
واقف هاز راسو لفوق لابس جلابة رمادية و راد يديه اللور.. ماحس الا و بيد جراتو من الكول بقوة و لكمة نزلات على وجهو.. هز السعيد راسو دايخ و نيفو كيشرشر بالدم.. شاف قدامو هشام بملامح كتخلع..
هشام مخلاش ليه الفرصة فين يستوعب اللكمة لولة.. نزل عليه بوحدة ماقصح منها حتى طاح فالأرض.. قربو دوك الرجال بغاو يتدخلو و هو يخرج فيهم هشام..
هشام : الي قرب و الله منعقل عليه
كان باين أنه فأقصى حالة غضبو.. تراجعو دوك الجوج و هما كيشوفو فهشام نازل بالضرب على السعيد.. الي حاول يطاكي و يضرب حتى هو.. لكن قوة هشام و غضبو كانو أكثر من كافيين باش يشبعو عصا بشتى الطرق..
كيضرب فيه و يعاود بدون حتى ماينطق بكلمة.. بعد مدة وقف هشام كيشوف فيه باحتقار و هو مرمي فالأرض.. قال بصوت مخيف..
هشام : حسن ليك تغبر من هنا.. حينت لمرة الجاية الي نشوفك فيها غادي نقبر مك مافيهاش ' هبط عندو و جرو من جلابتو ' هادشي لما قتلك خوها منين يسيق لخبار، الكلب
السعيد : ' كيهضر بصعوبة ' غ غنسيفطك ف فين تربا ا
هشام : الله ينعلبوك نتا و دوك الي غتسيفط
دفع هشام السعيد الي ولى بحال الشرويطة حتى تزدح ليه راسو مع لرض و ناض.. منين بعد عاد جاو صحاب السعيد كيقلبو فيه و يعاونوه باش ينوض.. دفعهم عليه كيسب و يعاود حينت متدخلوش و بقاو كيتفرجو.. ماعرفش أن كيفما تدين تدان..
كيف استقوى على بنت و ضربها بدون رحمة قدام الكل.. جات نوبتو ففترة وجيزة.. و كلا ما كثر بطريقة مهينة للرجولة المزعومة الي كيفتاخر بيها..
هشام و هو راجع مر من قدام دار محمد.. شاف فالباب بنظرات مشتعلة.. ماكرهش يدخل يدير لحمد نفس الشيء أو أكثر.. لكن حاجة وحيدة الي حبساتو هي أنه الأب ديالها.. عض على سنانو حتى تشد فكو و كمل على طريقو..
توجه للدار الي كيتجمعو فيها الدراري.. دخل باقي معصب و دمو كيغلي كلما تذكر شنو سمع من باه.. چلس مسند على ركابيه و كيدوز يديه على وجهو..
غربات الشمس و حل الظلام فارجاء القرية.. الحركة قلالت و كلا دخل لدارو.. واقف هشام قدام باب الدار و متردد يدخل.. بعد لحظات حل لباب و دخل.. مشا مباشرة لبيتو..
سعدية شافتو داخل فديك الحالة و هي تبعو.. دخلات و هو يبان ليها متكي و داير ذراعو على وجهو.. قربات عندو سعدية و قالت..
سعدية : هشام ولدي فين مشيتي، باك من الصباح و هو مشوش ماعرفك فين زدتي
هشام : ' تگعد چالس ' جدة، فاطمة كيف بقات ؟
سعدية : هاهي مسكينة، داكشي الي داز عليها ماشي ساهل
هشام : ' زير على يدو ' واش مريضة ؟
سعدية : اش غادي نقول ليك، لحمها كولو واكل لعصا، الله ياخد فيهم الحق، ظلمها البراني و باها
هشام : عاودي ليا اجدة شنو وقع بالظبط
سعدية : البنت كانت متقفة و مها مكانتش عارفة، داكشي علاش شك فيها داك ولد الحرام
هشام : ' باستغراب ' كيفاش متقفة ؟!!
سعدية : الحاجة مت حمد الله يرحمها و يغفر ليها، كانت ديما تقول ليا يالاه نتقفو لبنات، على فاطمة و تالاسين، و انا مابغيتش، لكن باين هي تقفاتها بلما تعلم مها
هشام : مافهمت والو اجدة
سعدية جلسات جنب حفيدها و بدات تعاود ليه.. كتشرح ليه كيفاش كتقف البنت من زمان.. خوا على أنها تفقد عذريتها قبل الزواج.. و هادشي كان من أجيال قبل.. زاد هشام كيسول و يستفسر أكثر..
و سعدية شرحات أكثر كيفاش كيتم تقاف البنت.. كاين البعض الي كيدروها بنسيج الزربية.. فاش النسا كينسجو زربية و قبل مايقطعو الخيط.. كيدوزو البنت الي باغين يتقفو ثلاث مرات من وسط النسيج و يرددو شي هضرة معينة..
و هاكة كتقف.. و كاينة الي كتقف بالرحا.. و ذكرات ليه طرق عديدة كيستعملوها العيالات.. و هاكة عذرية البنت كتكون محمية حتى يبطلو داك التقاف..
بقا هشام كيشوف فيها مبهوض من الهضرة الي سمع.. غير مصدق ان هادشي يمكن يكون حقيقي.. ماعرف كيفاش يستقبل هاد العلومات الجديدة و الغريبة عليه.. واخة هو ابن البادية و كبر وسط العادات المقبولة و الغير مقبولة..
قال و هو مستنكر لهادشي الي سمع..
هشام : جداها بغات تحميها صدقات بسببها تآذات، تصرفات من راسها بدون متعلم عائلتها و لا حتى دير اعتبار لرغبة البنت واش تبغي و لا لا
سعدية : هو مكانش عليها تقفها و كان خاصها تعلمهم باش يتجنبو هادشي الي وقع، و لكن منلوموش على الحاجة، ماشي هي لولة و لا لخرة الي دير هادشي، أنا رفضت على قبل تالاسين حينت داكشي فيه لمشاكيل، و قلت ربي الي غيحفظها،
و شحال من بنت وقع ليها نفس الي وقع لفاطمة، لكن نسا آخرين كيجيهم هاد الفعل هو الأصح، خاصة فالضروف الي فيها البلاد، شحال من بنت تغتاصبات من الفرانسيس بالسيف، و تقتلات على يد عائلتها
هشام : ' دوز يدو على شعرو ' واخة هكاك اجدة، كيبقى داكشي جهل و تخلف، شنو ذنب فاطمة يوقع فيها هادشي، جداها تصرفات بأنانية باش تحمي شي حاجة عندهم اغلى من الإنسان بنفسو، و رد فعل باها كان كفس
سعدية : لمكتاب اولدي، و دابة منين غير عرفنا شنو وقع مع البنت غنوقفو معها، خاص غير باك يهضر مع حمد و يشرح ليه شنو كاين، و علاه يرجع كلشي كيف كان
هشام : و فاطمة غترجع كيف كانت !
سعدية : ' ناضت ' ربي معها و حقها غترجعو ليها الأيام، نتمنى سيدي ربي يجيب ليها الي ينسيها فلي وقع، ' ضربات على ذراعو ' نوض اولدي تعشا مع باك، راه كيتسنا فيك
هشام : مافياش
سعدية : على خاطرك
خرجات لاسعدية و رجعات لكوزينة.. حطات لعشا ديالهم فطبلة صغيرة و عيطات لتالاسين تهز معها.. داتها لبيت فين كاينة فاطمة و سعاد.. بززو على فاطمة تاكل واخة رفضات.. لكن مها حلفات لا كلات حتى تشاركهم فالأكل.. غير نقبو فجو صامت و ناضت تالاسين جمعات الطبلة..
فرشات فلرض المانطات ليهم بربعة.. سعدية و سعاد نعسو بالعيا و السهير ديال ليلة لبارح.. اما تالاسين فكانت مستلقية جنب فاطمة كتشوف فظهرها.. شوية قالت بصوت خافت..
تالاسين : فاطمة نعستي ؟
فاطمة : ' حالة عنيها كتشوف فالسما من الشرجم ' مزال
تالاسين : ' قربات عندها و حطات يدها على شعر فاطمة ' فاش كيطير عليا النعاس لميمة كتبقى تحك ليا شعري حتى كيديني النعاس
بقات تالاسين كتمرر أطراف صباعها على شعر فاطمة برفق.. دقائق قليلة و هي تغفو فنوم عميق.. حسات بيها فاطمة توقفات و هي دور عندها.. قادات ليها يدها و طلعات عليها لغطا..
ناضت فاطمة بشوية و خشات رجليها فصندالة.. شعرها الأسود مطلوق على ظهرها و لابسة بيجامة نص كم طويلة.. خرجات لوسط الدار و وقفات.. هزات راسها كتشوف فالسما الي مغطية بالنجوم..
هبطات دمعة سخونة على خدها.. دمعة حابساها النهار كاملو باش متبكيش قدام مها.. بغات تبكي و تغوت و تخرج الحرقة و الظلم الي حاسة بيه.. طول حياتها و هي كتنفد الي تقال ليها.. مكانت باغية والو من غير رضاة والديها و تكون الابنة المطيعة المثالية..
و مع كل هذا فأول موقف تعقدات فيه الأمور.. حتى حد مرحمها و تعرضات للضرب و السب ظلما من القريب و البعيد.. الي ضرها أكثر هو شك باها فيها و كلامو الجارح.. شك فتربيتو ليها.. و خوا بيها بدل يكون ظهرها و سندها..
سمعات فاطمة الحس و هي تقفز من الخوف.. مع ضوء الگمرة المكتملة مكانتش الدنيا مظلمة.. دورات وجها جهة الصوت و هو يبان ليها هشام واقف كيشوف فيها.. تشوكات و جمدات فبلاصتها..
ماعرفات باش تبلات.. هو آخر شخص بغات تشوف فهاد اللحظة.. من نظراتو ليها عرفات أنه فخبارو كلشي.. حنات راسها بسرعة و دارت غادية حتى وقفها بصوتو..
هشام : فاطمة تسناي
فاطمة : ' وقفات عاطياه بظهرها '
هشام : حقك و اعتبارك قدام الناس غادي يرجع ليك
فاطمة : بلما دير لراسك المشاكل اخويا هشام
بقات واقفة للحظات و تحركات راجعة لبيت.. هشام تبعها بعنيه حتى دخلات.. تنهد و قال..
هشام : انا ماشي خوك
مرو ثلاث أيام على ديك الليلة.. هشام خوا الدار باش فاطمة و مها يتصرفو براحتهم و مشا للدار لاخرى.. اليوم كان لازم يرجع لخدمتو و قرر كيف يسالي بالليل غيدوز عند محمد يطل عليه..
باغي يخبرو بالي وقع لكن عارف كيف غيتصرف محمد و هو مزال مبرا.. داكشي علاش قرر يأجلها لمن بعد.. على الأقل مطمأن على فاطمة و مها و هما عندهم فالدار.. و وصا باه ميخليهمش يخرجو من عندهم حتى يرجع محمد..
عبد الله الي حاول يهضر مع حمد و يشرح ليه داكشي الي عرف من مو.. لقى الرفض التام.. حمد رفض حتى يهضر معاه و جرا عليه بالمعنى الأصح و طلب منو ميتدخلش.. غير مبالي بشنو فجعبة عبد الله الي مصر يهضر معاه..
كانت سعاد فالكوزينة مع لاسعدية.. كتحاول تعاونها فالشقا كرد جميل على الي دارو معاهم.. و رغم ان سعدية رفضات و طلبات منها تمشي ترتاح.. كانت مصرة دير شي حاجة باش متحسش انهم مثقلين عليهم.. كانت دور دور و تشكر فلاسعدية و وقفتهم معها هي و بنتها..
قبل ميغادر هشام طلبات منو يخبر محمد بالي وقع و انهم محتاجينو.. واخة عندها تخوف من رد فعلو.. و لكن ولدها الي عندها فهاد الدنيا هي و بنتها.. و هما فأمس الحاجة ليه.. خاصة فاش شافت كيفاش مسولش عليهم زوجها من نهار خرجو..
چالسة تالاسين جنب فاطمة فالبيت كتضفر ليها شعرها.. و مرة مرة كتجبدها بالهضرة و تحاول ضحكها.. حالة فاطمة تحسنات شوية على قبل و رجعات كتهضر واخة كلامها قليل.. قالت تالاسين و هي كتفرق ليها فشعرها..
تالاسين : شعرك طوال تبارك الله
فاطمة : ' الصمت '
تالاسين : تبغي نقص ليك منو شوية
فاطمة : ' الصمت '
تالاسين : ' حابسة الضحكة ' نوض نجيب لمقص نقص ليك منو، ياك نتي عزيز عليك الشعر قصير
فرحات تالاسين فاش شافت ابتسامة فاطمة.. كأنها حققات داكشي الي بغات.. رجعات كتكمل ليها الضفيرة.. شوية وقفات عليهم ثرية حاطة يدها على خصرها..
ثرية : ' بصوت عالي مزعج ' تالااااسيين
تالاسين : ' قفزات ' نعام
ثرية : شفتك ولفتي الجلسة و الراحة
تالاسين : آا، بغيتي شي حاجة ؟
ثرية : و لا جات على خاطرك، خاصنا لما باش نشقاو، مع كثرة بنادم دغيا سالى داكشي الي سگينا
تالاسين : ' وقفات ' آه واخة، سيري وجدي ليا البيدوات أنا نلبس عليا و نجي
ثرية : و سربي راسك
خرجات ثرية و هي تنفس تالاسين براحة.. خافت غير تزيد تقول شي حاجة قدام فاطمة و تجرحها، هاد ثلث ايام غير دور و تسوط بحال الرابوز، من تصرفاتها خلات فاطمة و مها يحسو أنهم غير مرحب بجلستهم هنا..
واخة عبد الله حذرها أنها تقول شي حاجة و لا تبين.. لكن ثرية هي ثرية.. بنت خت راجلها و منفداتش من كلامها.. واسعاك شي حد آخر.. تالاسين رجعات تدير ليها أي حاجة بغات غير باش متلقاش عذر تشكى و تجبد العيب على فمها..
شافت ففاطمة الي حانية راسها و كتلعب بصباعها.. قربات عندها تالاسين قردات قدامها و عنقاتها.. بقات معنقاها مدة حتى سمعات ثرية كتعيط عوتاني.. بعدات تالاسين و ضحكات لفاطمة الي بادلاتها الابتسامة.. ناضت لبسات الحايك ديالها و خرجات.. خدات البيدوات من عند مرت خالها و خرجات..
توجهات لبير باش تسقي لما.. لكن من سوء حضها لقاتو مغطينو.. منين سولات وحدة من بنات القرية كانت تماك.. قالت ليها بلي لقاو فيه مشة ميتة..
بقات واقفة كتدعي فحظها لعوج.. مايمكنش ترجع للدار بلما تسگي.. و المكان الي خاصها تمشي ليه بعيد.. مكان عندها حتى حل من غير توجه لعوينة.. تمشات تالاسين مسافة بعيدة نيت حتى خرجات على الدوار.. غادة بين الجنانات و كتحاول دوز من الظل.. أخيرا وصلات لعوينة..
شمرات كمامها و بدات كتعمر فالبيدوات.. حطاتهم جنب و تحدرات باش تشرب.. شربات و غسلات يديها و وجها باش تبرد شوية.. شعرها كان مرخوف كل ساعة يطيح لقدام.. رجعات لواتو و طلعات الحايك الي كيهبط.. وقفات كتقلب بعنيها..
بانت ليها واحد لواية وراقها كبار.. مشات قطعات منها و لواتهم على السلك ديال البيدو من البلاصة الي كتهز باش ميضرهاش فيديها.. هزات كل واحد فيد و تمات راجعة.. كل شوية كتوقف و تحطهم باش تساراح..
واحد اللحظة سمعات صوت غريب.. فالأول ماعرفاتش شنو هو حتى بانت ليها سيارة من بعيد جاية من الجهة لاخرى.. كان لونها أخضر عسكري.. تذكرات غير نهار شافت هي و فاطمة بحالها و جراتها مشاو بسرعة.. و من بعد عرفات أنها وحدة من سيارات الجنود الفرنسيين.. تالاسين فهاد اللحظة ركبها الخوف..
هزات البيدوات و كحزات جنب حتى تخبات جنب واحد الشجرة.. دازت السيارة و لمحات جوج بلباس عسكري راكبين فيها.. فاش فاتوها عاد رجعات فيها النفس.. ميلات راسها بغات طل واش بعدو و هي تبان ليها السيارة وقفات.. رجعات تخبات و قلبها غيخرج من بلاصتو..
نزل من السيارة بعدما قال لداك الي سايق يوقف.. شاف فالطريق مصغر عنيه و رجع شاف من الطريق الي جاو منها.. قرب كيشوف فالأرض و آثار الرجلين الي مرسومين فالتراب.. جنبهم قطرات ديال الما..
لكن الآثار توقفو على بعد أمتار قليلة.. تحرك الجندي غادي كيقرب من المكان الي فيه تالاسين.. مع سمعات خطواتو كيقربو لعندها.. طلقات البيدوات فالأرض و فكرات فأنها تجري بأقصى سرعتها..
مع بغات تلوح رجلها لقدام.. حسات بيد تحطات على فمها و يد أخرى دارت على خصرها.. تجرات بقوة اللور حتى تردخات مع جسد ضخم.. زادت الخلعة ركبات تالاسين حتى تغرغرو عنيها بالدموع.. حاولات تغوت و تفلت لكنها كانت محكومة مزيان..
الجندي وصل لبلاصة الي كانت واقفة فيها تالاسين.. بانو ليه غير البيدوات طايحين فلرض و الما كيتخوا منهم.. و مع ديك لبلاصة فيها الربيع ماقدرش يشوف منين داز الشخص الي واضح عاد كان هنا..
قاطعو صوت صاحبو و هو كيعيط ليه باش يتحركو.. رجع للسيارة ركب و زادرو.. مع بعدو حسات تالاسين اليد الي على فمها رخات عليها.. كانت على وشك تغوت فاش حسات باليد الي على خصرها دوراتها بحركة سريعة حتى تقابلات مع الشخص الي شادها..
فتحات عنيها الي عامرين دموع.. و هي تواجه عنين بنية كتشوف فيها بإمعان..
مرة اخرى كيتوه فعيونها الخضراء الصافية.. كان الخوف و التوثر بادي على نظراتها و عيونها ماليهم غطاء من الدموع.. الشيء الي خلاهم يلمعو و يحس بشعور غريب داخلو..
سهى من جديد فملامحها الرقيقة الناعمة.. لقى راسو كيحدق فكل إنش من وجها.. زوينة.. زوينة بزاااف.. خدودها الموردين عاطينها براءة طفلة.. تجرأ و نزل بعنيه لشفايفها الصغيرة المنتفخة..
كانو كيرجفو بوضوح كيف كيرجف باقي جسمها بين يديه.. لحظات صغيرة خدا فيهم وقتو فتأملها.. حتى قاطعو تحركها و هي كتحاول تفك منو..
تالاسين الخوف سيطر عليها.. ماعرفاتش اشمن موقف تحطات فيه.. واش تخاف من الجنديين الي شافت و تخبات منهم.. و لا تخاف من الشخص الي قدامها.. هادي ثاني مرة يظهر من العدم و يساعدها.. شكون هو و علاش فكل مرة كتكون قريبة ليه لهاد الدرجة.. على هاد الفكرة استوعبات أنه محاوطها من خصرها و جسمها ملاصق مع جسمعو..
توسعو عنيها و حطات يديها عليه كتحاول تبعدو.. حسات بيه رخا منها و هي ترجع خطوة اللور.. كانت مزال كتشوف فيه و هو ماحيدش عنيه عليها.. بدات كتراجع للوراء خطوة خطوة.. و فلحظة ضارت عاطياه بظهرها و بدون حتى متهز البيدوات الي طاحو منها.. قررات تهرب من هاد المكان و الغريب الي نقذها ثاني مرة..
اوسمان كيف حس بيها كتبعد.. ضرب خطوتين كبار و جرها من ذراعها.. جذبها لعندو حتى تقابلات معاه.. و قال متجاهل الهلع الي كان باين عليها..
اوسمان : شكون نتي ؟
تالاسين : ' حاولات تنطر يدها '
اوسمان : ' زير عليها بصباعو ' علاش كان هداك كيقلب عليك ؟
تالاسين : ' حركات راسها يمين شمال و هي حاسة بالألم فدراعها '
اوسمان : ' لاحظ انكماش حواجبها و هو يرخي قبضتو ' شكون نتي، شنو سميتك ؟
تالاسين : ' بتلعثم ' ت ت تالا سين
مع قالت اسمها زاد رخا من يدها.. استاغلات الفرصة و دارت بسرعة حتى ضرب شعرها فوجهو.. جرات بأقصى سرعتها حتى اختفت من امامو.. مخلية مشاعر هوجاء تتصارع فصدر اوسمان..
رائحتها الشبيهة برائحة الياسمين بقات لاصقة فنيفو.. و ملمس شعرها الحريري داعب فكو.. بقا كيردد اسمها بصوت هادئ خشن بين شفايفو و عنيه كيشوفو فالمكان الي مرات منو..
اوسمان : تالاسين، تالا سين، تالا
وصلات للقرية و خففات سرعتها.. تمشات فاتجاه الدار و هي مزال تحت تأثير صدمة الي وقع.. مرة أخرى كانت حياتها فخطر و جا نفس الشخص فالوقت المناسب.. شكون هو و علاش ساعدها.. !
علاش حسات بالخوف فوجودو أكثر من خوفها من الجنود.. واخة كتسمع قصص على أفعالهم و شنو الأذى الي ممكن يلحقوه بيها.. لكن و هي بداك القرب منو حسات بمزيج من الخوف و شعور آخر.. لثاني مرة فحياتها يقرب منها رجل لديك الدرجة..
عارفة أن لو احد سكان القرية شافها فداك الوضع.. كان مصيرها غيكون أسوء من فاطمة.. حطات يدها على صدرها و هي كتحس باظطراب دقات قلبها.. تذكرات نظرات الغريب و هي توقف مكانها..
شنو كيوقع ليها.. شنو هو هاد الشعور الي ضيق على صدرها.. فجأة خرجات عنيها.. كيفاش حتى نسات البيدوات و رجعات بدون متسگي الما.. مرت خالها مغاديش ترحمها اليوم.. واش تحكي ليهم شنو وقع ليها..! حركات راسها بلا. .مستحيل تعاود هادشي الي وقع ليها لأي مخلوق.. مستحيييل..
غادي كيتمشى بخطوات تابثة بين الجنان.. تفكيرو كولو كان مشغول باللحظات الي مرو.. علاش سمح ليها تهرب من جديد.. و علاش خاصو يوقفها.. شنو المميز فيها الي خلاه يتصرف هاكة.. ماشي من طبعو يتأثر بجمال طفلة شافها مرتين أو ثلاث..
وصل للدار و هو يوقف كيشوف فصلاح الي مسند على الحيط.. عارف أنه مغاديش يجي لعندو الا للضرورة و أن شي حاجة كبيرة وقعات.. صلاح انتابه لاوسمان و هو يقرب لعندو.. كانو ملامحو جدية على غير عادتو.. قال و هو واقف قدام اوسمان الي كيتسناه يتكلم..
صلاح : المعسكر تعرض لهجوم
اوسمان : هجوم!
صلاح : اه، مزال ماعرفناش شحال و لا شكون، تسللو بالليل و فجرو المكان الي فيه الأسلحة، ' بنبرة غضب ' ماتو خمسة من رجالنا
اوسمان : ' زير على قبظة يدو ' شنو هما الأوامر ؟
صلاح : المارشال آرثر آمر بالبحث عليهم، و اليوم بالليل غتجي فرقة من رجالنا لهنا
اوسمان : شاكيين فشي حد هنا.. إذن أنا غنتكلف
صلاح : باك بغاك تبقى بعيد و تركز على المهمة ديالك، خاص حد ميشك فيك
اوسمان : قادر نساعدكم بلما يتكشف غطائي
صلاح : انا وصلت ليك غا أوامر باك
اوسمان : ' دوز يدو على شعرو ' تكلفتو بكلشي
صلاح : آه، درنا جنازة الي تليق بيهم، ' حط يدو على كتف اوسمان ' المارشال هاد المرة مغادي يهدا حتى يلقى مالين الفعلة، علاه يكونو عارفين ان فعلتهم مغاديش دوز بسلام
اوسمان : الي دار شي حاجة يتحمل العواقب
صلاح : نخليك انا، خاصني نرجع للمعسكر، مزال كيصلحو الي فيه ميتصلح حينت الانفجار كان كبير نيت، كيف سمعنا خبار رجوع زعيمهم بداو فتحركاتهم، غنوليو نرجعو نشوفو الجثث كثر من الأحياء
بعد حديثهم القصير غادر صلاح.. و اوسمان دخل للدار.. مشا مباشرة لبيتو و جلس امام المكتب.. بقا شحال كيفكر فالأخبار الي سمع.. حس بفورة غضب لأن رجال من جنودهم ماتو.. و هادي فقط البداية..
عارف أن من هنا لقدام غيموتو أشخاص أكثر من كلا الجهتين.. جر لفافة كانت على سطح المكتب.. كانت مبرومة و لونها أصفر.. حيد الشريط و فتحها.. كانت خريطة للمنطقة الي شاديين.. شاملة المدينة و نواحيها من قرى.. شاف فالمكان الي فيه المعسكر و حول نظرو للقرية الي قريبة ليه..
القرية الي كيتواجد فيها و المكان الي تزاد فيه.. و لسخرية الأقدار هي نفسها مسقط رأس زعيم المقاومة الي فالاطلس.. و مهمتو هو يحصل على معلومات عليه و على عائلتو.. لكنها مهمة صعبة كأنك كتقلب على إبرة وسط كومة قش..
حط السيارة قدام الدار و هبط.. جبد السوارت و حل لباب.. تم داخل و هاز فيدو قفة.. داها مباشرة لكوزينة حطها و توجه لبيت.. دق و حل لياب.. و هو داخل بان ليه محمد مستلقي فوق لحافة و ناعس..
قرب عندو هشام و جلس جنبو.. تحنى مسند يديه على ركابيه و هو كيتنهد.. سمع صوت محمد من خلفو كيقول..
محمد : سي الطبيب لحتيني هنا و غبرتي
هشام : ' بدون ميدور عندو ' كيف حاس دابة ؟
محمد : ' تگعد و تكا على الحيط ' حاس بالجوع
هشام : مبقاش كيعطيك الجرح الحريق
محمد : عادي ماشي شي حاجة جديدة، كنتي فالدوار و لا فالخدمة ؟
هشام : فالخدمة
محمد : الدار شفتيهم، الواليدة باقة عند فاطمة !
هشام : ' سمع اسم فاطمة و ظغط على سنانو ' نوض نقاد ليك متاكل
محمد : ' شاف فيه مصغر عنيه ' شنو واقع ؟
هشام : ' وقف ' تاكل بعدا و نهضرو
محمد : ' شد فجنبو و ناض قرب عند هشام ' غادي تقول شنو كاين و لا لا، منين دخلتي و نتا ماعجبنيش
هشام : رجع تكا اصاحبي، راك مزال مابريتي
محمد : ' شنق عليه ' واا نطققق ابنادم، اش وااااقع ؟
هشام : ' حدر راسو ' فاطمة
محمد : ' خرج عنيه و زاد زير عليه من الكول ' ختييي مالهااااا، اش واقع ليهااااا
بعد مدة قصيرة و حديث مختصر.. كانو محمد و هشام فطريقهم للقرية.. هشام سايق و كيعاتب فراسو لأنه تسرع و خبرو ديك الساع.. هو عارف أن رد فعل محمد غيكون هاكة.. و مستحيل يتسنى لحظة أخرى بعدما سمع شنو وقع لختو..
اما مجمد فكان جالس جنب هشام و ملامح وجهو مخيفة لدرجة كبيرة.. كل عرق فعنقو كيضرب و الغضب الي داخلو شاعل بحال شي بركان على وشك ينفاجر.. بقد ماهو مصدوم من الي سمع.. تعصب لأنه كان بعيد فاش احتاجتو ختو و مو.. و ثار لدرجة الجنون فاش عرف موقف باه..
كل واحد تجرأ عليهم و آذاهم غيتلقى أضعاف الأذى.. لكن السعيد مصيرو بوحدو.. طول الطريق و هو كيتوعد ينزل عليه جم غضبو.. كيفاش حتى تجرأ مد يدو على ختو و مرمد بكرامتها و هان شرفها بديك الطريقة..
توقف السيارة جنب الطريق خلاه يتلفت لعند هشام.. شاف فيه بنظرات هشام الوحيد الي عارف شنو وراها.. قال و هو كيحاول يأجل المحتوم..
هشام : خلينا نمشيو للدار تشوف ختك و لواليدة ديالك، و من بعد نتصرفو
محمد : ' عض على سنانو ' لاش واقف، تحرك و لا حيد نسوگ انااا
هشام : محمد الله يهديك، انا و ماكرهتش ناخد روحو على الي دار، و لكن
محمد : ' قاطعو ' ختيي امحمد، هااادشي وقع لختييي، دغيا سمحت فيهاااا و خليتو يزوجهاااا لداك الحمااااار، أناااا مسؤول على الي وقع ليهاااا، كن قلت لا و بقيت رافض مكانش الي ميسواش يمد يدو عليها و علم الله شنو دار ليهااا آاااخر
هشام : ' بدون ميحس زير بيديه على الفولون '
محمد : غندفن موووو حيييي
رجع هشام خدم السيارة.. ماعرفش شنو يقول باقي باش يخمد غضب صاحبو.. و هو بنفسو شعلات فيه العافية من جديد بعدما سمع كلام محمد..
وصلو للقرية و كيف وقف هشام جنب دار المعطي.. نزل محمد و توجه للدار.. ضرب الباب ناوي يكسرو و هو كيغوت باسم السعيد.. تحل لباب و كان واحد من الخماسة الي خدامين عند المعطي.. دفعو محمد و دخل كيف الإعصار بخطوات مسرعة.. كان أول واحد يخرج هو المعطي الي كيف شاف محمد عرف أن اليوم مغاديش يدوز على خير..
وقف محمد كيشوف فيه باشمئزاز و قال..
محمد : فين هو ولدك ؟!
المعطي : علاش بالسلامة هاجم عليا فداري اولد حمد ؟
محمد : ينعلبوووك نتا و داك حمد، فين هوا ولدك الشمااااااتة، قوليه يخرج لعندييي و لا كيترجل غا على النساااا
المعطي : ولدي مكاينش، خرج قبل مانعيط ليك على المخزن
محمد : ما خارج من هنا حتى نتفاهم مع الرويجل ديال ولدك، فيناهواااااا
المعطي : خرج حسن ليك، ماشي حينت عشتي فالمدينة تنسا راسك، هنا فالدوار كلا و مقامو اولد حمد، و راك عارف معامن كتعامل
محمد : ' ضحك بمرارة ' معامن كنتعامل، الي واقف قدامي واحد بياع، على قبل الفلوس و شوية الأراضي باع الرجلة ديالو و حنى الراس
المعطي : خرج من دارييي، خرررررج و لا فكرتي دير شي حاجة لولدي غادي ندمككك
محمد : نواعدك بحاجة وحدة، نهار تجي عيني فعين ولدك وجد باش تكفنووو
ضار محمد خارج.. داز من حدا هشام الي كان واقف بعيد و مراقب الوضع.. تبعو للسيارة و حاس بالراحة لأن الشماتة مكاينش و صاحبو متهورش.. و فنفس الوقت ماكرهش لو رجع بيه الوقت اللور و ذوق السعيد أكثر من الي عطاه.. كيف خرجو طلعو بجوج فالسيارة و توجهو لدار هشام..
حطات تالاسين البراد فوق الصينية الي برجليها.. هزاتها و تمات خارجة من الكوزينة.. تمشات بحذر مع الحجر الي فقاع الدار و هي كتشوف فمرت خالها الي مخرجة فيها عنيها و كتعض فمها بالفقصة..
بعدما رجعات ليها بلا ما و لا بيدوات بغات تنفاجر عليها.. الشيء الي منعها هو وجود راجلها و الناس الي عندهم الي كانو غير مرحب بيهم عندها..
تالاسين حدها قالت ليهم بلي تجلاو ليها فاش مشات لعوينة.. ثرية بغات تاكل راسها فديك اللحظة و هي مقادرة تقول ليها والو.. و طول اليوم و هي كتشوف فيها و تغدد..
وصلات تالاسين لجليسة الي دايرين فقاع الدار تحت ضليلة ديال اللواية و دالية العنب الي فالدار.. مفرشين زربية تحتها و مدورينها بالمخاد.. فالوسط محطوطة طبلة دائرية محدورة.. دايرين بيها لاسعدية و حداها ثرية و راجلها..
حطات تالاسين الصينية قدام جداها و هي تقول ليها..
سعدية : سيري ابنتي عيطي على سعاد و فاطمة يجيو يشربو معنا كويس ديال اتاي
تالاسين : واخة الميمة
دخلات تالاسين لبيت و هي تبان ليها فاطمة متكية و مدورة وجها لجهة الحيط.. سعاد كانت چالسة جنبها و حاطة يدها تحت ذقنها.. قالت تالاسين مقاطعة سهوة سعاد..
تالاسين : خالتي تكلمي لجدة بغاتك تشربي معها اتاي
سعاد : ' شافت جهة فاطمة '
تالاسين : شوية و نخرجو عندكم انا و فاطمة
ناضت سعاد كتقاد فزيفها.. خرجات لعندهم واخة مابغاتش تفارق مع بنتها.. لكن جات عيب الناس مضايفينهم عندهم و مجاتش تبقى فالبيت طول النهار..
بعدما خرجات سعاد قربات تالاسين لفين متكية فاطمة.. جلسات على ركابيها كتشوف فيها.. بقات شحال قبل متنطق..
تالاسين : فاطمة
فاطمة : ' الصمت '
تالاسين : عارفة بلي منعساش، ممكن ضوري لعندي
متحركاتش فاطمة من مكانها فقط صدرها بدا كيطلع و يهبط بقوة.. تالاسين عرفاتها بلي كتبكي.. مدات يدها و مرراتها على شعر فاطمة بحنان..
تالاسين : خالتي سعاد لا شافتك مخرجتيش غادي تبقى مشطونة و يقدر ترجع و تلقاك كتبكي
تگعدات فاطمة و دارت عند تالاسين.. كانو آثار الدموع باينين على خدودها و هي حادرة راسها.. مدات تالاسين يدها و مررات صباعها على خد فاطمة.. هزات عنيها الحمرين شافت فتالاسين الي مبتاسمة ليها و كأنها كتقول ليها الغد غيكون أفضل.. بقات معها حتى هدات شوية و ناضو خارجين..
تسمع صوت طرقات على الباب.. وقف عبد الله و مشا باش يحل.. لقا هشام و محمد قدامو.. تسالمو معاه و دخلو.. كانو لبنات فديك اللحظة خارجين من البيت..
فاطمة مع هزات عنيها بان ليها خوها داخل.. وقفات مكانها و هي كتشوف فيه.. شاف فيها محمد بدورو و ملامحو القاسية لانو فالحين.. كانت إشارة كافية باش تعرف فاطمة أن ظهرها و سندها رجع.. الشخص الي واثقة عمرو يتخلى عليها..
تغرغرو عنيها و بدون تردد جرات فاتجاهو و ترمات فحضنو.. عنقها بقوة مزير عليها و متجاهل الألم الي حس بيه فمكان الجرح..
انفاجرات فاطمة بالبكا و يديها متشبتين بتريكوه.. كأنها آخيرا تقدر تخرج الي فقلبها بدون خوف..
بكات فحضنو و محمد مابعدهاش او وقفها.. خلاها حتى هدات تدريجيا و توقفو شهقاتها.. الكل كان مراقبهم.. تالاسين دموعها هبطو و هي كتشوف فيهم.. كيف بكات سعاد فصمت.. و البقية متأثرين من غير الشخص الوحيد الي كان غير مهتم.. ثرية جاها هادشي زاد على حد احتمالها..
بعد محمد فاطمة و قابلها معاه.. دوز يدو على راسها و قال بنبرة حنينة..
محمد : سمحيليا مكنتش معاك فاش احتاجتيني، لكن حقك غنرجعو ليك، هذا وعد
فاطمة : ' حنات راسها و ماقدراش تسيطر على دموعها '
محمد : تسناي نمشي نسلم عليهم و نمشيو من هنا
فاطمة : ' هزات راسها شافت فيه بخوف '
محمد : ' فهم نظرتها ' مغاديش نرجعو للدار، جيت باش نديكم معيا
طلق منها و مشا فاتجاه مو الي وقفات فور ما شافتو.. حطات يدها على فمها كتحاول تسيطر على نفسها و متنفاعلش قدام الناس.. محمد كيف وصل عندها عنقها و قبل راسها كأنه كيعتاذر ليها..
نزلات دمعة سعاد و هي فحضن ولدها.. اخيرا جا ظهرهم و سندهم.. عمرها حسات بديك الدرجة ديال الحگرة و النقص حتى حساتها فغيابو فخضم الي وقع.. بعدات سعاد و هزات راسها كتشوف فولدها..
تغيرو نظراتها لخوف و هي كتشوف الهالات السوداء تحت عنيه وجهو الي باين عليه التعب.. مدات يدها حطاتها على وجهو.. لاحظ محمد القلق الي ظهر على وجها.. من ديما كتحس لا كانت بيه شي حاجة.. قبل ماتسول بعد عليها و مشا تسالم مع البقية..
باس يد لاسعدية الي فمثابة جداه و صافح عبد الله و اكتفى قال السلام لثرية.. كان حاس بتالاسين واقفة عند باب البيت و أكثر حاجة بغا هي يشوفها و يشبع منها واخة غير للحظات..موحشها لدرجة لا توصف..
بغا يتلفت لعند مالكة قلبو لكنو غيضعف و مستحيل يقدر يسيطر على مشاعرو وسط هادشي كولو.. حتى هو كان محتاج ليها تكون فحضنو و يستمد منها القوة.. بعد اصابتو و خوفو انه مغاديش يشوفها مرة أخرى.. زادت رغبتو فأنه يعلن حبو و رغبتو فالزواج منها..
و هادشي الي كان ناوي بعدما يبرا.. حتى تلقى الأخبار الي خلاتو باغي يدوز فگاع الي فكر يآذي عائلتو.. منع راسو بالزز باش ميتلفتش جهتها.. و قرر أنه يأجل طلبو ليدها و مخططاتو مرة اخرى حتى يرجع حق ختو..
شاف محمد فعبد الله و قال بإمتنان..
محمد : معارفش كيفاش نشكرك على وقفتك و گاع الي درتي مع الواليدة و ختي
عبد الله : اش هاد الهضرة كتقول، راك بحال ولدي هشام و ختك فمثابة بنتي، و الجار للجار
سعدية : جلس اولدي محمد، جلس تشرب معنا اتاي غتكون عيان من الطريق
محمد : مرة اخرى اجدة، خاص نمشيو
عبد الله : فين غاديين
ثرية : لدارهم، فين غادي يمشيو
عبد الله : ' خنزر فيها ' محمد، خلي حتى نهضرو مع باك و يهدا حتى هو، و ديك الساع رجعو
محمد : مراجعينش لديك الدار، غادي ندي الواليدة و فاطمة معيا لمدينة
تالاسين سمعاتو شنو قال و هي تشوف ففاطمة الي واقفة جهة الباب.. فاطمة و سعاد شافو بجوج فمحمد و القرار الي خدا.. سعاد رغم كلشي مبغاتش تبعد على القرية الي هي المكان الوحيد الي كتنتامي ليه.. لكنها مستاعدة دير أي شيء على قبل ولادها.. و لكانت المغادرة هي الحل فمستاعدة تغادر..
هشام كان واقف خلف فاطمة كيسمع شنو قال صاحبو و على شنو ناوي.. قرب و هو متجاوز فاطمة و وقف مقابل مع محمد..
هشام : ياك باغي ترجع حق ختك
محمد : مغادي نرتاح حتى نرجعو ليها
هشام : و لاش باغي تديهم لمدينة، هاكة غتسمى كتهرب
محمد : و شنو ندير، نرجعهم يعيشو مع هداك الي سمح فيهم
هشام : لا، غيبقاو هنا
محمد : ' شاف فيه باستفهام '
تلفت هشام شاف فباه الي كان موافق ولدو فقرارو كيفما كان.. حول نظرو لمو ثرية و لمح علامة الرفض فتعابير وجها.. عارف أن الهضرة الي غيقول مغاديش تعجبها.. لكن هو خدا قرارو و حتى حاجة مغادي تخليه يتراجع.. رجع شاف فمحمد و قال بحزم..
هشام : محمد، انا باغي نتزوج بختك فاطمة
مرات لحظات صمت طويييلة بعد الجملة الي نطق بيها هشام.. كان كلامو صادم للكل بدون استثناء.. شاف هشام فتعابير محمد و هو كيتسنا رد فعلو أو جوابو.. عارف أن الخطوة الي دار غيعتابروها العائلات بجوج شفقة من طرفو باش يرد الإعتبار لفاطمة أو يسترها.. لكنه قرر يدير الي شافو صح..
تلفت فاتجاه مو و هو عارف مزيان أنها غتكون العائق الكبير.. و فعلا مخابش ظنو.. كانت مخرجة عنيها فيه و لونها تبدل.. مدازتش مدة قبل متكون أول وحدة تكسر داك السكون فاش قالت..
هشام : ' قرب عندها ' الواليدة انا مكنضحكش، فعلا بغيت نتزوج بفاطمة لا وافق محمد و لاسعاد
ثرية : ' هنا تجننات ' آاااش كتخربق نتااا، واش عارف راسك آش كتقوول، بمن باغي تزوج، بفااااطمة !! واش عارف شنو وقع ليها و لا لاااا
هشام : ' شاف فمو و قال بحزم ' عارف كلشي
ثرية : هي حماقيتي، كيفاش باغي تزوج بيهااا، بعدما لاحهااااا هدااك
هشام : ' بصوت مرتفع ' مِّييييي
ثرية : كتغوت عليا اولد كرشي، علاش شنو قلت، ياك قلت غير الي كاين
عبد الله : ' حمر فيها عنيه ' ثرية سكتييييناااا
محمد فهاد اللحظة كان كيشوف غير فختو و مراقب ملامحها.. انتابه ليديها الي مزيرة عليهم و راسها الي حانية.. لكن مخفاش عليه دموعها الي كيطيحو فالارض.. تحرك من مكانو و قرب لعندها..
دور ذراعو على كتفها و هي تقفز.. زير عليها معنقها بيد وحدة.. هزات راسها شافت فيه.. كان وجها حمر و دموعها دايرين طريق على خدودها.. دار ليها اشارة براسو كأنه كيقول ليها حبسي دموعك أنا هنا و مغادي نخلي حد يجرحك مزال أو يآديك.. دار محمد جهتهم و قال..
محمد : الواليدة يالاه خاص نمشيو
هشام سمعو شنو قال و هو يتلفت لعندهم.. شاف فمحمد كيفاش حاضن فاطمة الي لمح دموعها من مكانو.. رجع شاف فصاحبو الي بادلو نظرات غير مفهومة..
هشام : محمد ماسمعتيش شنو قلت
محمد : عارف علاش باغي دير هادشي، و لكن متحتاجش، ختي مغاديش نزل بيها كثر، و مامحتاجاش التضحية ديالك
هشام : على آش من تضحية كتهضر، واش كتعرفني و لا لا
محمد : هشام انا غندي مي و ختي معيا، و من بعد نهضرو
هشام : ' قرب لعندهم و وقف مقابل مع محمد ' مغاديش تخرج من هنا حتى تعطيني جواب
محمد : جوابي هو لا
هشام : ممكن نعرف علاش رافض
محمد : حينت عارفك لاش باغي دير هادشي
هشام : راك معارف والوووو، تفكر الهضرة الي قلتي ليا فالطوموبيل فاش كنا جايين، نفس الهضرة كنت باغي نقول ليك قبل مايوقع هادشي كولو، ترددت و ندمت و مباغيش نزيد ندم
محمد شاف فهشام بصدمة فاش استوعب شنو عنا بكلامو.. بان ليه كيهضر و عنيه على فاطمة.. و لمعرفتو بصاحبو مزيان عارف أن كلامو صادق.. لكن علاش سكت فاش كانت فاطمة غادي تزوج..
لو قال ليه شي حاجة كان أصر يوقف ضد باه.. و ميخلي ختو تتزوج الا بالشخص الي كيثيق فيه و عارف أن ختو غتكون فالحفظ و الصون معاه.. قاطعو هشام و هو مكمل على كلامو..
هشام : غادي نخلي ليك وقت تفكر و تاخد رأي فاطمة و ديك الساع رد عليا، و لكن مغاديش تمشيو من هنا، كتسمع
تسمعو خطوات ثرية و هي كتخبط فالارض برجليها.. مشات دخلات لبيتها و هي كتگمگم.. هشام شاف فمحمد بمعنى هادي مشكلتي و انا غنتكلف بيها.. تبع مو و هو عارف ان محمد مغادي يمشي فين..
دخل هشام و هي تبان ليه ثرية جالسة فلرض.. غا بان ليها و هي تبدا تضرب فصدرها.. هشام سد لباب باش حد مايسمع لحديثهم و قرب لعندها.. جلس جنبها و حط يدو على يدها.. حيداتها و زادت تخبط و تهرنن..
ثرية : وااااش كتبوووهل عليااا، كيفاش باغي تزوج بيها و نتا عارف شنو وقع، واش نسيتي، لا نسيتي نفكرك، البنت تزوجات بواحد آخر و لقا فيها العيب، ضربها و شوهها قدام ناس الدوار، باها سمح فيها و جرا عليها هي ومها، و حنا استقبلناهم فدارنا حينت باك ماعندو نفس، و لكن بااااش نسمع ولدي باغي يتزوج بيها هادي هي الي مانقبلش
هشام : ' كيحاول يظبط اعصابو ' هادشي كولو الي قلتي مكيهمنيش، انا باغي نتزوج بفاطمة و منين فاتحت خوها و الا و مغاديش نتراجع، باغة تقبلي قراري الواليدة غادي نكون فرحان و مرتاح، مابغتيش غنتحول من هنا باش تبقاي على خاطرك
وقف هشام و هو خارج سمع بكاء مو الي ولا كيف العويل.. كتضرب فصدرها و تعاود.. قبل مايحل الباب تقطع حسها.. دار لعندها و هي تبان ليه مجبدة فلرض.. مشا عندها كيجري و تحنى كيقلب فيها.. تحسس نبظها عاد رجعات فيه النفس..
دوز يدو على شعرو و هو كيشوف فيها و عارف أن مابيها والو.. هزها حطها فبلاصتها و ناض خرج.. طلب من جداه دخل عندها و مشا لعند باه.. كان عبد الله كيعلف البهايم.. وقف جنبو هشام و جبد معاه الموضوع، فرح هشام فاش عرف أن باه ماعندو حتى اعتراض على قرار زواجو بفاطمة، خاصة أنه عارفها بنت مضلومة و الي داز عليها ماشي بيدها..و قرر أنه يحاول مع مو حتى تقتانع..
تكلم محمد مع مو و قال ليها تبقى هي و فاطمة حتى يرجع.. خرج و تفكيرو مشغول بالي وقع و شنو سمع من هشام.. لكن قبل مايقرر اي حاجة كان لازم يتواجه مع باه..
وقف قدام باب دارهم و بعد مدة قصيرة دخل.. كانت الدار خاوية و محاس بحتى حاجة و هو داخل ليها.. الدار عندو هي فين كاينة مو الصدر الحنون و فين كيتسمع صدى ضحكة ختو.. هادو هما الأسباب الوحيدة الي كانت تخليه يرجع لهنا..
و دابة رجعات بحال ربعة ديال الحيوط ماعندهم معنى.. وقف وسط الدار و هو كيشوف فباه خارج من البيت.. كيبان كأنه زاد كبر سنوات فهاد الايام.. تجاعيدو برزو أكثر و حالتو كانت تثير الشفقة..
حمد مع شاف محمد قدامو تبدلو ملامحو الجامدة لقسوة أكثر.. قرب و قال بنبرة مستهزأة..
حمد : عاد جاي
محمد : ' الصمت '
حمد : لا كتقلب على مك و ديك بنت الحرام راه مكاينينش هنا، شوف فين دايعين بعد الشوهة الي دارو
فور ماكملها جرو محمد من كول الجلابة و نزل عليه لوجهو بلكمة حتى طوش الدم من فم.. رجع رفعو لعندو و قال و هو مزير على سنانو..
محمد : قسما بالله الاااا باغي ندگدگ ليك عضامك و مانخلي فيبييك جهة صحيحة، وقتما تفكرت شنوووو درتي و يديك الي هزيتي على لواليدة و العصاااا الي عطيتي لختي بلا رحمة حتى لحمهاااا رجع مزوق، كنبغي نزهق روووحك، و لكن كلمة باااا هي الي حابساني، شادة ليا يدياااااا
دفعو حتى جا طايح فلرض.. دفل حمد الدم و هز يدو كيمسح فمو.. شاف بكراهية فمحمد و قال..
حمد : متوقعة منك امسخوط الوالدين، كن رباتكم الجاهلة مطلعش نتا و هاديك هاكة و تمرمدو بسيرتي قدام الي يسوا و الي ميسواش
محمد : ' بصوت كيزعزع ' سكااااات، متهضرش حينت شاد راسي بالسيف باش منحطش فيك يدياااا، جيت غا باش ناخد حوايج مي و ختي من هنا، باش تلقى راحتك فدارك و تعيش كيف بغيتي
حمد : مكاين بو حوايج، حرقت شراوطهم
محمد : ' ضحك بمرارة ' كتبقى فيا و الله ' دار خارج ' باقي كتسالني حاجة وحدة هي نجي نهز نعشك نهار جنازتك اسي حمد
ردخ محمد الباب و وقف خارج الدار.. كانو عنيه حمرييين و وجهو متصلب.. بقا شحال واقف و هو كيجاول يتهدن عاد رجع لدار هشام.. حلات ليه سعدية و طلب منها تعيط لفاطمة و سعاد.. بعد مدة قصيرة خرجو عندو.. إبتاسم ليهم و هو كيقول..
محمد : يالاه نسرحو رجلينا شوية
شد محمد فيد فاطمة و جرها معاه.. تبعاتهم سعاد و تمشاو حتى بعدو على القرية.. وصلو جهة الواد و هو يجر محمد فاطمة مسح بيدو فوق واحد الصخرة و جلسها.. جلس مقابل معها هي و مو و قال..
محمد : انا الي قررتو نتوما غادي نديرو، بغيتو نبقاو هنا غادي ناخد ليكم شي دار، بغيتو تمشيو معيا لمدينة من اليوم نمشيو
محمد : يعني الي قررت مناسبكم، ' بعد صمت قصير ' و شنو بان ليكم فداكشي الي قال هشام
فاطمة زادت حدرات راسها و تخشات فحوايجها، اما سعاد فترددات شوية قبل متقول..
سعاد : بصراحة اوادي، بعد الي وقع رجعات أمنيتي هو تلقى فاطمة شي ولد الناس الي يصونها و يعوضها على الي وقع واخة عارفة صعيب، و فاش سمعت شنو قال هشام فرحت من قلبي، مغاديش نلقاو حسن منو
محمد : و نتي افاطمة، شنو رأيك ؟
فاطمة : ' الصمت '
سعاد : ' حطات يدها على يد بنتها ' هشام بغا يتزوج بيك ابنتي واخة عارف كلشي، مغاديش تلقاي راجل خير منو، انا مغاديش ندوم ليك و خوك غيتزوج واحد النهار و يبغي يدير ولادو و
محمد : ' قاطعها ' خليها هي الي تقرر الواليدة، كيفما كان قرارها انا عمرني نسمح فيها و لا فيكم، كنت مقصر معاكم واخة عارف فاش عايشين، انا بعدت و خليتكم معاه و عارف اش مدوز عليكم، و اكبر غلط درت هو خليتو يزوجها بديك الطريقة، و دابة مغاديش نعاود نفس الغلط، القرار كيرجع ليها
سعاد : هشام ولد الناس، حاشة واش يكون بحال هداك
بقات فاطمة ساكتة كتسمع ليهم.. سهات للحظة و هي كتذكر شنو قال هشام.. رغم كلشي قلبها ضرب بسرعة و تحركو داخلها مشاعر كانت كتماهم من مدة.. مشاعر قالت غير مسموح تحس بيهم و ماشي من حقها تحلم لديك الدرجة..
عمرها تخايلات هشام الرجل المتكامل فنظرها يطلب يدها هي.. خاصة فهاد الظروف و بعد الي وقع ليها.. كيفاش باغي يتزوجها.. شنو السبب الي خلاه يرضا بيها تكون شريكة حياتو..
لهاد الدرجة كيعز محمد و شفق على ختو.. مافكرش فكلام الناس الي غادي يبقى تابعها طول حياتها واخة مدارت حتى شي حاجة خطأ.. كان باين ان عائلتو غير موافقة غير من كلام مو.. و علاش غادي يتنازلو و يوافقو عليها..
باها الي من دمها و سمح فيها.. لكن علاش هشام قام بهاد الخطوة.. علاش خلى جزء من الأمل يتسلل لقلبها.. و حيا مشاعر دفناتها تنبض من جديد بطلبو داك..
حسات بيد محمد شدات على كتفها.. هزات عنيها شافت فيه و هو يقول..
محمد : خلينا نمشيو، خاص نهضر مع هشام قبل ما نهبطو لمدينة
سعاد : ' بان الحزن على ملامحها ' مزال مقالت لينا فاطمة والو
محمد : مِي بلما نظغطو عليها
فاطمة : انا موافقة
محمد : ' تلفت عندها ' على شنو موافقة ؟
فاطمة : ' مسحات دمعة هبطات على خدها و قالت و هي حانية راسها ' موافقة نتزوج
مرو ثلاث أيام على داك اليوم.. بعدما رجع محمد و فاطمة و سعاد لدار تالاسين.. طلب محمد يتكلم مع صاحبو و خرجو بجوج.. دار بيناتهم حديث مطول الي عرف من خلالو محمد أن هشام مطلبش يد فاطمة بدافع الشفقة..
ارتاح اكثر و بلغ هشام بقرارو و موافقة فاطمة.. كانت باينة الفرحة فعيون هشام بسماعو لخبر موافقتها.. هو بدورو فكر مزيان قبل مايقرر هادشي.. و كان مستاعد يواجه و يقنع عائلتو و صاحبو..
محمد كان مصر ياخد مو و ختو معاه.. حتى يتم الزواج و ديك الساع فاطمة ترجع لدار هشام و تعيش معاهم على حسب رغبتو.. اما على مو فكان مقرر يجيبها تعيش معاه..
لكن هشام كان أكثر اصرار أنهم يبقاو.. و عبر على رغبتو فأنه بغا سعاد تبقى حتى هي وسط عائلتو.. جنب بنتها الي غتكون محتجاها و بحكم غيابهم الكثير و أن سعاد مغاديش تولف المدينة..
فديك الليلة تجمعو العائلتين على طبلة العشاء.. من غير لبنات الي بقاو فالبيت.. و تماك قررو كل مايتعلق بالعرس.. سعاد طلبات جليسة صغيرة بيناتهم فقط باش تفرح ببنتها هاد المرة.. حتى فاجأهم هشام الي كان مصر العرس يكون كبير بحضور العائلة كلها و المعارف بعدما تسالي العدة..
ثرية جالسة وسطهم و بغات طرطق..
ماسوگرات لوالو بعدما حذرها راجلها أنها تدير شي حاجة و لا تقول كلام ماشي هو هاداك.. أما سعدية فكانت اكثر من فرحانة بهاد القرار و اجتماع العائلتين بهاد الزواج..
داخل البيت كانت فاطمة جالسة جنب الحيط و حاطة مخدة على حجرها و ساهية.. مانتابهاتش لتالاسين الي كانت واقفة عند الشرجم و كتسمع ليهم فالخارج.. دارت كتشوف ففاطمة حاطة يدها على فمها و كتضحك.. قربات عندها و ترمات عليها عنقاتها..
تالاسين : ' بعدات و قرصاتها من خدها ' عرفتي شحال فرحانة، أعز جوج عندي غادي يتزوجو، عرفتي شنو قال ليهم، بغا يدير ليك عرس كبييير كلشي غيهضر عليه
فاطمة : ' بان التوثر على ملامحها ' و لكن أنا مابغيتش عرس
تالاسين : ' حطات يدها على خد فاطمة ' حاسة بيك و عارفة شنوركيدور فبالك، قادرة نشوف الخوف فعنيك، و لكن افاطمة خاصك تحاولي تنساي الي وقع، هو صعيب و لكن حاولي، كوني متيقنة ان هشام غينسيك فكلشي و ترجعي كيف كنتي ' عنقاها ' غترجع فاطمة صاحبتي الهبيلة الي ضاربة الدنيا بركلة
فاطمة : ' نزلو دموعها ' خايفة بزااف اتلاسين، وقتما سديت عينيا كنسمع صوتو و كنحس بالضرب فلحمي كولو، كنخاف نحل عينيا و نلقاه قدامي.. و لا نلقى راسي فدارنا قدام بَا
تالاسين : ' كدوز يدها على شعرها ' ماعندك لاش تخافي و نتي وسطنا، دابة كاين محمد و هشام، و حد مايقدر يآذيك مزال
مرو أيام أخرى.. اظطر كل من هشام و محمد يرجعو لخدمتهم.. و خلاو التحضير للجدة السعدية و سعاد.. الدراري بجوج كانو مصرين يتكلفو بالمصاريف ديال العرس و حتى واحد مابغا يتنازل و فالأخير قررو يتشاركو..
محمد كان مشغول بحاجة أخرى.. و هي البحث على السعيد الي اختفى من القرية.. لكنو مصر يلقاه واخة ماعرت شنو يوقع.. مغادي يرتاح حتى يصفي معاه حسابو و يشربو من نفس الكاس..
خوج اليوم من مكان عملو و توجه لمشفى لأنه موعد يحيد الغراز.. خدا سيارة أجرة و توجه لفين خدام هشام.. دخل و مشا مباشرة للمكتب ديالو.. دق و حل لباب.. يالاه غيهضر و هو يبان ليه شخص آخر مع هشام فالمكتب.. كانت الممرضة الي ساعداتهم آخر مرة.. بلباسها ديال الراهبات.. شافو هشام و قال..
هشام : محمد دخل
محمد : لا كنتي مشغول خلي حتى نرجع من بعد
هشام : غير دخل، لونا عاد نيت سولاتني عليك كيف بقيتي
شاف محمد فلونا و هي ترسم ابتسامة على شفايفها.. بعد عنيه و دخل چلس فالكرسي.. كانت جالسة فالكرسي المقابل ليه.. قالت و هي كتشوف فيه بنظرات تغيرو فور دخولو..
لونا : كيف بقيتي ؟
محمد : مزيان، ' شاف فهشام ' جيت نحيد لغراز قبل منطلع للدار، مسالي
هشام : اه ماعندي والو دابة، نوض نحيدهم ليك
وقفات لونا و هي عارفة خاصها تنصارف.. قالت بسلامة لهشام و لقات نظرة اخيرة على محمد قبل ماتخرج.. حلات لباب و هي تصادف مع إحدى الممرضات جاية كتجري.. الممرضة قالت عند الباب موجهة كلامها لهشام..
الممرضة : دكتور هشام، محتاجينك فغرفة العمليات، حالة طارئة
هشام : واخة سبقي هاني جاي ' شاف فمحمد الي كان جالس فوق البياص و حيد الصباعات من يديه ' تسنا حتى نرجع
محمد : خلي حتال من بعد و نرجع
هشام : لا خاصك تحيدهم اليوم ' انتابه ل لونا الي مزال واقفة عند لباب ' لونا عفاك حيدي ليه الغراز، هاد خونا مافيهش الصبر
خرج هشام مسرع من المكتب بدون ميشوف نظرات القتيلة الي دار فيه محمد.. لونا بدون تردد دخلات و قربات لعند محمد.. هزات ليگات دارتهم فيدها.. جرات كرسي و جلسات مقابلة معاه..
بقا محمد غير كيشوف فيها شنو كدير.. بانت ليه هزات مقص و ملقط صغير من فوق صينية فضية.. حنات راسها شوية و هي تمد يدها هزات ليه طرف التريكو.. رفعاتو على كرشو و هزات عنيها فيه..
لونا : ممكن تشد التريكو باش نحيد ليك الغراز
حط محمد يدو على طرف التريكو الي مرفوع حتال لصدرو.. سحبات لونا يدها و حطاتها جنب الجرح.. بانت ابتسامة خفيفة على شفايفها من نظرات محمد الجدية.. حيدات الفاصمة و بدات كتقطع فالغراز بحذر.. كيف كملات صوانات ليه الجرح و دارت فاصمة جديدة.. هزات راسها كانت قريبة ليه..
بقات كتشوف فيه شحال بدون متبعد عنيها.. عقد محمد حجبانو و ناض وقف.. قال بنبرة جافة و هو ناوي يغادر..
محمد : شكراا
لونا : سمح ليا نسولك
محمد : ' حل لباب و دار لعندها '
لونا : كيفاش حتى تضربتي فكرشك، واخة عندي فكرة لكن بغيت نتأكد
محمد : منين عارفة علاش كتسولي
لونا : ' قربات لعندو ' كوني ممرضة و شفت شحال ديال الأرواح الي مشاو فبحال هاد الظروف، كرهت هاد الحروب و الصراعات، و كنتساءل علاش أشخاص بحالك كيعرضو حياتهم للخطر و هما ممكن يموتو فأي لحظة
محمد : خوي راسك من هاد التساؤلات و رجعي لبلادك المثالي حسن ليك
لونا : ' ماعجبهاش ردو ' السخرية ديالك كتجرح، بلادي المثالي بعدت عليه سنوات هادي، استقريت هنا و عشت وسط هاد الظروف و كنت جزء منها، و انا أكثر وحدة كارهة هاد الوضع
محمد : هذا احساسك و نتي فأمان و عايشة مكرمة، فنظرك شنو هو إحساس بنات فسنك، مالقاو لا تعليم و لا أمان، و كل نهار كتغتاصب وحدة من طرف ولاد بلادك
لونا : كتحملني ذنب هادشي !
محمد : ماتحمليش الذنب، غير خرجو من بلادنا
غادر و ردخ الباب من وراه.. لونا بقات واقفة بلاصتها و لأول مرة تكره أنها كتنتامي لطرف الآخر.. و ان شخص بمثل محمد كيحملها ذنب هي ماعندها يد فيه.. ألمها كلامو كثر من الي توقعات..
صوت آذان الفجر تسمع فجميع أنحاء القرية.. مرافقو صوت الديوك الي كتميز أجواء القرية على المدينة.. فاقت سعدية و سعاد فنفس الوقت.. فيقو البنات فاطمة دغيا ناضت و تالاسين حلفات لا فاقت ليهم.. خرجو يتوضاو و توجهو لبيت لكبير فين يصليو لفجر..
حلات تالاسين عنيها كانت شمعة مضوية البيت.. شافت حداها ملقات حتى حد.. ناضت كتفوه و شعرها مشعكك.. خشات رجليها فالصندالة و تمات خارجة عنيها نص محلولين.. هزات سطيلة و غادة جهة الخابية باش تعمر الما.. هزات يدها كتحك فعنيها و منتابهات حتى خرجات فأحدهم..
مشات و جات و كانت راجعة اللور على وشك طيح.. حتى شداتها يد من ذراعها.. بعدما رجعات توازنها حلات عنيها مزيان.. زادت خرجاتهم فاش شافتو واقف قدامها.. لابس جلابة صوفية و طاقية ديال الخيط..
بقات مبلقة عنيها فيه و عاد صحصحات مزيان.. محمد حرك صباعو فوق ذراعها و مركز فيها الشوفة.. كيتأمل وجها تحت ضوء الگمرة.. هز يدو لاخرى قربها عند وجها باغي يبعد خصلة من شعرها هبطات على عنيها..
فلحظة وعى على راسو شنو كيدير و هو يبعد يدو.. رخا من ذراعها و حك على عنقو.. ابتاسم ليها و مشا فاتجاه الباب قبل مايتهور أكثر.. بقات تالاسين جامدة بلاصتها.. كضور فعنيها وسط راسها و حاسة بوجها رجع سخون..
لمسات خدها الي ولى حمررر و هي كتشوف فالباب الي خرج منو محمد..
ماعرفاتش شنو وقع بالظبط.. ظنات أنها مزال ناعسة و هاد اللحظات كانو جزء من حلم زوين مابغاتش تفيق منو.. فجأة تسمع صوت من خلفها قفزها من سهوتها حتى لاحت السطيلة من يدها..
ثرية : واش تشيرتي، مالك واقفة وسط الدار كيف الزعافة
تالاسين : ' دارت عندها ' آا..!
ثرية : ' ضربات يد فوق يد ' لا حول، هزي السطيلة من لرض تلقاك هرستيها
تحدرات تالاسين هزات السطيلة و مشات كتجري مبعدة على مرت خالها.. حيدات الغطا من على الخابية و هزات الما بغراف خواتو فالسطيلة.. جرات كرسي ديال الدوم جلسات فيه و حطات سطيلة قدامها.. بدات كتوضا.. مررات الما على وجها و هي تبتاسم فاش تفكرات ابتسامتو ليها..
كيف كملات توجهات لبيت.. لقات جداها و سعاد و فاطمة صلاو.. دخلات كتضحك حشمانة..
سعدية : فقتي النعاسة
تالاسين : علاش متسنيتونيش ؟
سعدية : شحال فيقت فيك ابنتي و نتي نعاسك ثقيل، لا بقينا نتسناوك غنبقاو هنا حتى طلع علينا الشمس
تالاسين : ' دلات شفايفها ' صافي انا نصلي بوحدي
سعدية : منين تسالي جي عندي لكوزينة
خرجات سعدية هي و سعاد.. كانت غادية معاهم فاطمة حتى جراتها تالاسين.. طلبات منها تبقى معها حتى يخرجو بجوج.. لبسات تالاسين الحايك و بدات كتصلي و فاطمة جالسة جنبها.. مع كملات خرجو و مشاو لكوزينة لقاو لاسعدية كتعجن..
ناس القرية معتادين يفيقو مع لفجر.. و بعد الصلاة كيبدا يومهم و يقضيو اشغالهم.. خاصة الناس الكبار الي مولفين على لفياق بكري..
وقفات تالاسين متكية على الحيط كتفوه.. شافت فيها لاسعدية و هي تسيفطها تمشي تكمل نعاسها.. تالاسين ماعوداتش معها الهضرة جرات فاطمة من يدها و خرجو راجعين لبيت.. تخشات فبلاصتها و ضربات على الفراش جنبها و هي كتشوف ففاطمة..
تالاسين : اجي تكاي
فاطمة : خلينا نعاونوهم
تالاسين : غير اجي تنعسي، داكشي الي غندير غيبقى يتسناني حتى نفيق، مكنقدرش نبقى فايقة من دابة و بعد الكوارث الي درت ليهم لميمة كتخليني نرجع نعس حتى تفيقني من بعد
فاطمة : ' تسطحات جنبها ' نعيعيسة
تالاسين : ' دارت يدها تحت راسها مقابلة مع فاطمة ' عقلتي فاش طلعنا لداك الجبل و ضلينا فيه، نتي مشيتي تجيبي لينا مناكلو و انا ضربتها بنعسة تحت الشجرة ههه
فاطمة : رجعت لقيت گاع لبهايم تشتتو
تالاسين : فاش كنتكي راسي على شي حاجة مكنعرف امتى كتديني عينيا
فاطمة : و حضيتي لبهايم بكري، نتي خاص الي يحضيك
تالاسين : كنكره هاد القاعدة الي فيا و نعاسي الي ثقيل، كانو غيكلوني الكلاب ديك المرة
فاطمة : ' خرجات فيها عنيها ' شنوو، امتى هادشي ؟
تالاسين : واحد لمرة نعست حدا لعوينة و مافقت حتى ظلام الحال
فاطمة : اويلي على الهبيلة، اهاه و شنو وقع
بقات تالاسين كتعاود لفاطمة على ديك الليلة و كيفاش هربات من الكلاب.. و الطوموبيل الي كانت على وشك تضربها.. و عاودات ليها حتى على الحلوف الي هجم عليها..
فاطمة : مسخوطة، نتي مخاصكش باقي تخرجي من الدار
تالاسين : قلت صافي الموت هي هاديك، من صغرنا و حنا كنسمعو الحلوف قتل هذا و شرگ كرش هذا، و عمرني شفتو مباشرة حتال داك النهار، كن ما
فاطمة : كيفاش هربتي منو ؟
تالاسين : ' جات صورة اوسمان قدام عنيها '
فاطمة : و هضري، شنو وقع ؟!
تالاسين : عتقني منو واحد الراجل، كان هاز معاه السلاح و ضربو
فاطمة : شكون هاد الراجل واش شي واحد من الدوار
تالاسين : ' حركات راسها بلا ' لا ماشي من دوارنا، يمكن يكون من شي دوار آخر
فاطمة : الحمد لله منين داك السيد كان تماك، اما علم الله شنو كان وقع ليك
سكتات تالاسين و هي كتفكر فالغريب الي مرة مرة يجي فبالها.. خاصة بعد لقاءهم الأخير.. مابقاتش تخرج بزاف كيف موالفة خوفا من أنها توقف فشي مأزق.. و خايفة تلقاه قدامها مرة أخرى..
شعور فشي شكل كتحسو وقتما تسلل لتفكيرها.. خوف ممزوج بإحساس هي ماعرفاش تفسيرو.. صرفات تفكيرها و رجعات مجمعة مع فاطمة حتى غفات..
طلعات شمس يوم جديد.. فاقو لبنات فطرو و ناضت تالاسين دير شنو تابعها.. فاطمة رافقاتها و هما خارجين من الكوزينة بانو ليهم هشام و محمد خارجين من بيت هشام و غاديين لجهة باب الدار..
محمد فجأة تلفت لعندهم ابتاسم لختو و شاف جهة تالاسين.. دغيا بعدات عنيها و مشات كتزرب.. تبعها محمد بعنيه حتى حس بقبضة خبطاتو على ظهرو.. دار لعند هشام لقاه مخنزر فيه..
هشام : و انا من حقي و لا لا، بعد ثلث شهور ختك غترجع مراتي
محمد : و حتى تولي مراتك بعدا
هشام : و غير رفض و ديك الساع غنزوج تالاسين لشي طبيب من الي كنعرف
محمد : ' حمر فيه الشوفة ' هاد الموضوع ماشي ديال الضحك
هشام : ' ضحك ' ههههه، ناري كيف تسيفتي، و غا ضحكنا معاك، زيد زيد قدامي
حل هشام الباب و تمو خارجين.. وقفو بجوج فاش بانت ليهم سيارة دايزة و من وراها سيارة كبيرة عسكرية.. تلفتو شافو فبعضياتهم و تحركو من تماك..
كانو على حذر ليكون شي حد تابعهم.. توجهو للدار الي كيتجمعو فيها.. كيف وصلو بان ليهم رضوان و شخص آخر واقفين عند الباب.. قربو لعندهم و تصافحو..
محمد : واقعة شي حاجة ؟
رضوان : دخلو للداخل راه كيتسنى فيكم
دفع محمد الباب دخل و هشام خلفو.. بان ليهم جالس وسط الدار على كرسي كبير.. رجل ضخم البنية بعض الشيء لابس جلباب أسود.. شعرو و لحيتو مغطيهم الشعر الرمادي..
جالس بكل هبة و ملامح وجهو طاغية عليهم الجدية.. شافهم داخلين و هو ينوض من مكانو.. قرب بخطوات تابثة و وقف مقابل مع هشام.. مد يدو حطها على كتف هشام و جرو عنقو.. ضرب على ظهرو و بانت ابتسامة وقورة على وجهو..
دار نفس الشيء مع محمد.. طلب منهم يجلسو و رجع لمكانو.. قال و هو كيشوف فيهم بفخر..
محمد : حنا متوخين الخذر، و گاع لوقعات لينا شي حاجة ماشي بحال لا وقعات ليك نتا، كان ممكن نجيو حتال لعندك لا سيفطي لينا
يدر : كل واحد فيكم مهم لينا، فاش كنخسرو شي واحد منا بحال لا خسرنا كاملين
هشام : الدوار مراقب، كل مرة كتجي دورية
يدر : عارف و عارف حتى وجود المارشال فالدورا فهاد اللحظة، داكشي علاش كان خاص نشوفكم ' شبك يديه مع بعض ' تشدو 3 من مجموعتنا
محمد : شنووو.. !
هشام : امتى هادشي، و كيفاش وقع ليهم ؟
يدر : كانو فمهمة باش يهربو سيارة بالأسلحة من معسكر آخر و تشدو، وصلاتنا الخبار أنهم غادي يتعدمو غدا بعدما خداو منهم المعلومات الي بغاو، ماعرفناش شنو قالو ليهم بالظبط، داكشي علاش خاص نكونو على خذر.. ' شاف فهشام ' بغيتك نتا و محمد تبعدو لواحد الوقت
محمد : كيفاش نبعدو، ماشي خاصنا نعتقوهم قبل مايتعدمو، هادوك خوتنا
يدر : ' من ديما منباهر بوطنية محمد و نفسو الحارة ' مستحيل نقدرو نوصلو ليهم و الا مغاديش نخليوهم، دابة ديرو داكشي الي قلت ليكم، رجعو لحياتكم العادية و خدمتكم، قطعو الاتصال مع البقية حتى نتواصل معاكم، مفهوم
هشام : مفهوم
يدر : ' شاف فمحمد '
محمد : مفهوم
يدر : غادي نتحول لمكان آخر، و لكن عينيا ديما عليكم، ممكن تغادرو
ناض كل من هشام و محمد باش يغادرو.. حتى قربو يخرجو و هما يسمعو صوت يدر الي تبدلات نبرتو فاش ذكر اسمها..
يدر : تالاسين بخير ؟
هشام : بخير غير كون هاني
يدر : مزيان
خرجو الدراري غاديين فالطريق و محمد ملتازم الصمت.. تلفت عندو هشام و قال..
هشام : فاش كتفكر ؟
محمد : ' مزير على يديه بجوج ' عارف الدراري الي غادي يتعدمو غدا، غيخليو من وراهم أم و أب و خوت
هشام : كلنا عارفين أن هادشي ممكن يوقف فأي لحظة، كان ممكن نكون انا وياك بلاصتهم، و مكناش غنترددو نمشيو، موتهم ماشي رخيص، متنساش أنهم شهداء
محمد : ' ضرب جذع شجرة بقبظة يدو '
هشام : تهدن اصاحبي
محمد : ' وقف صدرو كيطلع و يهبط ' فراسك لا عرفات تالاسين أن باها عايش و انا وياك عارفين مكانو و مخبين عليها، عمرها غادي تسامحنا
هشام : عارف، و لكن هذا كان قرارو، و انا وياك عارفين علاش مبعد عليها، آخر حاجة يبغي هي يوصلو ليه على طريق بنتو، و نهار يعرفو صلة تالاسين بيَدر مغاديش يرحموها
محمد : ' ظاغط على فكو ' حتى نخليهم يوصلو ليها
وقفو السيارات بجوج قدام الدار.. هبط جندي بسرعة و حل الباب الخلفي.. نزل آرثر لابس بدلة كلاسيكية فاللون الأزرق.. دخل بعدما حلو ليه و لقى القايد فاستقبالو.. كيرحب بيه و يعاود.. دخلو لغرفة الضيوف الكبيرة و سيفط الي يعيط على حسناء..
بعد مدة دخلات حسناء لابسة قميص ديال الحرير محزماه.. دايرة زيف على رأسها و عاقداه اللور.. سلمات على راجلها و جلسات بعيد.. بسرعة حضرو الفطور و حطو طبلة عامرة على حقها و طريقها..
كان آرثر مجمع مع عبد الجليل و معارو اي انتباه لحسناء الي حسات راسها زايدة ناقصة.. قررات تنوض تخرج حتى وقفها آرثر..
آرثر : مزال مابغيتي ترجعي للدار
حسناء : ' تلبكات ' مانقدرش نجلس بلا ولدي فشي بلاصة، كيف يرجع اوسمان غادي نجي
عبد الجليل : خليها هنا غتكون مهني عليها، نتا مشغول و كتسافر بزاف، نهار تبغيها ترجع انا نجيبها
حسناء : ' بتردد ' واش اوسمان مشا لفرنسا ؟
آرثر : ' ببرود ' لا، و لكن مشغول، مامساليش يجي يشوفك
حسناء : اه فهمت، نخليكم تهضرو براحتكم
خرجات حسناء و مشات لكوزينة عند محجوبة و لبنات.. جلسات معاهم و عاوناتهم يوجدو الغدا واخة كل مرة يرفضو انها دير معاهم يديها حينت كيسمعو الهضرة من عند مها.. لكن حسناء كدير داكشي الي بغات.. الشقا كيلهيها على التفكير و بعد ولدها..
سهات كتفكر فعلاقتها بآرثر الي ماشي بديك القوة.. من سنوات دخل نوع من البرود لعالقتهم حتى رجعو كيف الغرباء.. حتى حاجة مكتجمعهم من غير اوسمان..
تزوجات فسن صغيرة بزاف بدون ميطلبو موافقتها.. مكانتش عارفة انها غتزف لرجل غريب من بلاد آخر.. و أنها كانت وسيلة لتوطيد العلاقة بين الطرفين.. مكانتش واعية على واقع أن زوجها هو عدو بلادها..
شافتو أول مرة يوم عرسها.. و بعدها كانت مجبورة تقبل مصيرها و هي حانية الراس.. عرفات انه معندهاش الحق تعتارض و لا تقول لا.. و لأن شخصيتها مكانتش بديك القوة و كبرات مع أب متسلط و أم خاضعة.. كان من الطبيعي تنفذ الي تقال ليها بدون اعتراض.. ماعرفات لا حب و لا احترام فعلاقتها مع آرثر..
كانت بالنسبة ليه شيء امتالكو فقط.. كيلاحظ وجودها عند حاجتو ليها.. غيرها مكتشكل حتى فارق.. اعتادت و ولفات حياتها بديك الطريقة.. لكن بعد ولادة أوسمان حسات بجزء منها تحرر.. وجودو هو الي مخفف عليها و ضاف معنى لحياتها..
رغم انه متبع طريق باه و كيشوفو مثالو الأعلى.. لكنها كتدعي كل يوم انه يميز الصح من الخطأ و يكون مع الحق.. و كتمنى توقع شي معجزة تخليه يحيد الزي الفرنسي.. و يعيش كشخص عادي بدون ميلوث يديه بدماء ولاد بلدها..
بعد مرور أسبوع..
اليوم كان يوم رجوع محمد و هشام من المدينة.. بعدما هدات الأمور رجعو لخداميهم بشكل عادي.. محمد كان مقرر يخرج الأم ديالو باش ياخد ليها هي و فاطمة الي خاصهم من الحوايج فور ميسالي..
و هشام بغا يستاغل الفرصة و يشري حتى هو شي حاجة لفاطمة.. بعدما وصلو حطو السيارة قدام الدار و دخل هشام يعيط لسعاد.. لقاها مع جداه و طلب منها تلبس باش تمشي معاهم.. اعتاذرات منو حينت كانت عيانة شوية و قالت ليه يديو معاهم فاطمة و تالاسين.. لبنات غيعرفو شنو بغاو بالظبط و هي الي جابها ليها محمد هي هاديك..
ثرية كانت واقفة كتسمع لولدها كيفاش كيهضر مع سعاد باحترام و كيعاملها بحال من العائلة.. ماعجبهاش الحال و بدات تغدد و تحلف فخاطرها.. مابغاتش تسرط ليها أن ولدها غيتزوج بفاطمة و يسكنها معاهم هي و مها..
و الي زاد عليها هو مسولهاش واش محتاجة لشي حاجة و لا واش بغات تمشي تسوق.. داز من حداها هشام مبتاسم ليها و مشا يعيط على لبنات.. وقف خارج البيت و عيط على تالاسين.. الي سمعاتو و خرجات كتجري..
تالاسين : هشام رجعتي
هشام : ' خربق ليها شعرها ' سيري تلبسي و قولي لفاطمة توجد راسها حتى هي، غادي تخرجو معنا
تالاسين : ' بحماس ' فيين ؟
هشام : غاديين للسوق
تالاسين : بالصح، حتى انا
هشام : و شنو قلت دابة، يالاه سربي راسك
دخلات تالاسين و باينة عليها الفرحة.. قالت لفاطمة غادي يخرجو مع هشام للسوق.. فاطمة توثرات فور ماسمعات اسمو.. أسبوع هذا مشافتو من نهار طلب يدها، ماعرفات شنو دير واش ترفض و لا تمشي معاهم، مزال متخوفة أنها تخرج خارج الدار و تواجه الناس بعد الي وقع..
تالاسين دغيا ضفرات شعرها و لبسات الحايك ديالها الي كتخليه لكانت خارجة لشي بلاصة بعيدة.. دارت عند فاطمة لقاتها مزال واقفة بلاصتها.. حركات يدها قدام وجه فاطمة و مدات ليها تلبس.. خداتو من عندها و لبساتو..
مشات تالاسين لفين حاطة حوايجها.. خدات من تحتهم كموسة صغيرة جامعة فيها الفلوس.. كانت توفرهم فأيام كتخدم فالزيتون و الحصاد.. باش نهار تمشي تسوق تاخد شي حاجة ليها.. هزات الكموسة و خرجات هي و فاطمة..
شافهم هشام و بعدما طول الشوفة ففاطمة الي كانت حادرة راسها سبقهم..
محمد كان واقف مسند على السيارة كيتسنا.. بان ليه هشام خارج و لمح تالاسين هي و ختو من وراه.. تقاد فالوقفة و شاف فهشام بتساءل..
حل محمد الباب اللوراني و شاف فختو باش تركب.. قربات عندو و هو يعنقها بذراعو.. تلفت لعند تالاسين الي كانت مترددة تقرب.. رجع خطوة اللور مخلي ليها المجال دوز.. دازت من حداه و هو يتنهد.. بعدما طلعات سد الباب بشوية و مشا ركب.. هشام طلع حداه و هما يتحركو..
غاديين فالطريق محمد و هشام مجمعين و لبنات ضاربين الطم.. حطات تالاسين راسها على كتف فاطمة و سدات عنيها.. محمد هز راسو فالمرايا كيشوف فيها.. دغيا رجع ركز فالطريق قبل ميقلب بيهم الطوموبيل..
بعد مدة من الوقت وصلو للسوق الي كان فباب المدينة.. سوق كبير خاص بالحوايج و الأثات.. جا قريب لفنادق صغيرة فالمنطقة و جنبهم مقاهي و مطاعم.. وقف محمد السيارة و هبط.. نزل هشام و حل الباب من جهة تالاسين..
تسناها تهبط و منين متحركاتش طل عليها.. بانت ليه متكية على فاطمة و كيتسمع صوت شخير طفيف.. بدا كيضحك و دار عند محمد..
هشام : و عباد الله نعسات عوتاني ههههه
محمد : ' حابس الضحكة ' فاطمة فيقيها و هبطي
هشام : شتي هنا بقينا، محال تفيق
تحنى هشام خاشي راسو داخل السيارة.. شاف ففاطمة بابتسامة جانبية الي زادت بانت أكثر فاش هبطات عنيها و تزنگات.. جمع خد تالاسين بين صباعو و بدا كيجبد فيه..
هشام : مو الحناااك و فيقي، تالاسيييين غادي نمشيو و نخليوك
محمد قرب طل عليه يشوفو شنو كيصنع.. بان ليه كيجبد ليها فحناكها و هو يشوف فيه شوفة القتيلة.. شدو من الكول من اللور و جرو..
هشام : مالك ؟
محمد : ' مخنزر ' خلي فاطمة تفيقها
هشام : ههههه
رجع هشام اللور و كيتسناو فاطمة تفيق الجميلة النائمة.. فاطمة غا حركات فيها حتى عيات مبغاتش تحل عنيها.. مدات يدها لصدر تالاسين فين حاطة الكموسة ديال الفلوس.. غا حطات يدها عليها بغات تجرها و هي تقفز تالاسين حالة عنيها..
تالاسين : شنو كاين شنو واقع
فاطمة : ' صغرات عنيها ' كان عليا نديرها من الصباح
تالاسين : واش وصلنا
فاطمة : يمكن
دورات تالاسين عنيها شافت لقدام خاوي.. دارت جنبها و هما يبانو ليها الدراري واقفين مربعين يديهم و كيوشفو جهتها.. طلعات الحايك على شعرها و بدات كتمسح فمها لا يكونو ريوگها هابطين.. تبعات فاطمة الي هبطات و وقفات كتشوف فگاع الجهات الي فين واقفين الدراري.. قال هشام و هو كيحرك راسو..
هشام : يالاه مشينا
تمو داخلين للسوق الي كان مزدحم.. العربات على جنب الطريق و الباعة كيغوتو بالاثمة باش يجذبو الناس.. الدنيا عامرة بالصغير و الكبير.. سبقو الدراري لبنات باش يبقاو قدام عنيهم و تجوهو لفين كاينين محلات الحوايج.. طلب محمد من فاطمة تاخد الي خاصها و لمو و قال بينها و بينو تخلي تالاسين تاخد ليها حتى هي..
هشام دار نفس الشيء مع تالاسين.. جرها لواحد المحل و قاليها تختار ليها و لفاطمة.. ترددات فالأول و منين أصر عليها بدات تقلب و هي مقداها فرحة..
مر الوقت عليهم و هما كيتخيرو و يدوزو من مكان لآخر.. الدراري كل مرة واحد يسبق باش يخلص..
خرجات تالاسين من المحل الي كانت فيه.. مبانش ليها هشام الي كان جنبها.. بدات كتقلب حتى لمحات فاطمة و محمد عند محل آخر بعيد شوية.. كانت واقفة كتسنا منين بانو ليها قبعات محطوطين فالأرض على شكل 'تارازات'..
فكرات أن جداها محتاجة لوحدة بحالهم على حساب الشمس.. حطات القفة الي كانت هازة فالأرض و جبدات كموستها بحذر.. رجعات هزات القفة و توجهات لفين محطوطين القبعات..
أمام المحلات كانت مقهى خاصة كيدخلو ليها غير ناس محددين.. فالطبقة الثانية و بالظبط على الشرفة.. كان جالس على كرسي متكي للخلف و قدامو فنجان قهوة..
هزو رشف منو و شاف فالشارع.. حط الفنجان بدون ميبعد عنيه على الإتجاه الي كيشوف فيه.. لمحها جاية من الجهة المقابلة..
اه هي.. قادر يميز وجها من بين الآلاف.. كانت مبتاسمة و هازة فيدها قفة من الواضح ثقيلة عليها.. كتعافر معها و غير منتابهة للطريق.. ماحس على راسو حتى وقف.. جبد الفلوس حطهم فوق الطبلة و غادر.. نزل مع الدرج و هو خارج من المقهى..
لاحظ شاحنة جاية من مسافة قريبة.. شاف فتالاسين الي منتابهاتش ليها نهائيا.. و هو يتحرك غادي بسرعة فاتجاهها..
تالاسين هزات راسها بعدما سمعات الكلاكصون.. شافت الشاحنة جاية جهتها.. تبلوكات من الخلعة و حسات برجليها فشلو عليها.. ماقدراتش باقي تحرك.. و فجأة تجرات من وسط الطريق بقوة فآخر لحظة..
اوسمان كان واقف فالجهة لاخرى من الطريق مخرج عنيه.. مع دازت الشاحنة بانت ليه تالاسين فحظن أحدهم..
واقف وسط الطريق و هي بين يديه.. معنقها و مزير عليها بقوة بدون ميحس.. صدرو كيطلع و يهبط و هو مزال مامصدق بلي جرها فآخر لحظة.. فاش شافها واقفة و الشاحنة جاية جهتها.. قلبو تهز من بلاصتو و طار بسرعة ناحيتها..
لو كان تأخر شوية و وقعات ليها شي حاجة كان وقعات فيه شي حاجة.. وصل أنينها لمسامعو عاد عاق براسو انه مزيرها فحضنو.. رخا يديه الي كانو كيرجفو و هبط عنيه كيشوف فيها.. كانت مهبطة راسها و كترجف كثر منو.. دموعها غاديين و كتشهق شهقات صغار..
هز يدو بغا يمسح ليها دموعها و هو يحس باندفاع فاطمة جهتهم و هي مخلوعة على تالاسين.. تلاحت عليها عنقاتها و هي كتقول..
فاطمة : الحمد لله ربي حفظك، جاب الله محمد شافك و جرك قبل متوقع شي كارثة، الحمد لله
فاطمة بقات كطبطب عليها.. تالاسين هزات عنيها و شافت فمحمد الي واقف خلف فاطمة.. كانو عنيه عليها.. دغيا رجعات هبطاتهم و حاسة بالغباء بسبب المواقف الي كتحط راسها فيهم..
تسمع صوت هشام و هو كيقرب عندهم و عالامات التساءل على ملامحو..
هشام : مالكم، شنو وقع ؟
محمد : ' تنهد مطولا ' تالاسين كان غيضربها واحد الكمايو
هشام : ' مشا بسرعة جرها كيقلب فيها ' ياكما وقعات ليك شي حاجة، ياكما تضربتي ؟
هشام : صافي مسحي دموعك و باركة من البكا، لا ساليتو خلينا نمشيو
هز هشام القفة الي كانت طايحة فالارض و شار ليهم باش يتحركو.. قربات فاطمة و شدات فيد تالاسين.. تمو غاديين و الدراري من وراهم.. محمد كان معصب كثر من هشام لكن خوفو عليها تغلب على غضبو..
لدرجة مابغاش يأنبها هشام بديك الطريقة.. لكن ماعندوش الحق يتدخل ماحد هي مزال مكتخصو.. طلعو فالسيارة و تحركو راجعين للقرية..
كان واقف طول الوقت فالجهة لاخرى مراقب الوضع.. منين شاف تالاسين فحضن محمد من لحظتها و هو مراقبو.. كانو نظراتو جاحدة و فيها نوع من الغضب.. تبعهم بعنيه حتى بانو ليه طلعو للسيارة و غادرو.. خشا يديه فالجيب و تحرك متوجه لسيارتو و هو معصب لسبب ما..
كسيرا بسرعة راجع للقرية.. خدا طريق أخرى الي كتدي مباشرة للمكان الي ساكن فيه.. دخل بدل حوايجو و هز البندقية الخاصة بالصيد.. طلع فالسيارة و توجه للغابة الي مكانتش بعيدة بزاف على القرية..
حط السيارة و هبط هاز البندقية على كتفو.. بانت ليه سيارة أخرى جاية.. هبط صلاح و قرب تسالم معاه..
صلاح : مشيت عندك للدار ملقيتكش، عرفت غتكون هنا
اوسمان : لاش جاي، آش واقع ؟
صلاح : اوه مالك على هاد العدائية، جيت غا نشوفك
أوسمان : ' تمشا داخل للغابة '
صلاح : ' تبعو ' تسنا اصاحبي، ' دار عندو ' مالك معصب، شنو كاين ؟
أوسمان : بان ليا كنضيع وقتي هنا
صلاح : ماشي مدة طويلة باش جيتي لهنا، كنا كنچلسو شهورا غا فمهمة وحدة
اوسمان : الخيط الي لقينا مشيتو تخلصتو منو
صلاح : ' كتهضر على دوك الي تعدمو، راه واخة دازو من التعذيب ديال المعقول مقالو حتى حاجة الي ممكن تفيدنا، و باك عطا أوامر باش يتعدمو، شكون فنظرك الي غادي يعارضو، نتا و مكتناقش معاه وسعاك شي حد آخر
أوسمان : الي هجمو على المعسكر مزال ماوصلتو ليهم
صلاح : والو، ماخلاو من وراهم حتى آثار، باينة كانو دارسين المعسكر و عارفين كيف يدخلو و يخرجو
اوسمان : واحد فيهم قلتي تضرب ياك!
صلاح : اه تضرب و قلبنا الصبيتارات، مدخل حتى واحد داك النهار مصاب بقرطاسة
اوسمان : قلبتو البلاصة الي طاح فيها مزيان و مالقيتو والو
صلاح : كنظن قلبو و مالقاو والو
اوسمان : رجع لتماك بنفسك و قلب المكان مزيان
صلاح : ' دار ليه التحية كيضحك ' حااضر
بقاو داخلين مع الغابة شحال.. فجأة وقف أوسمان و قاد البندقية فيدو.. شافو صلاح فين منيش و هو يقول..
صلاح : هاديك أنثى و معها ولادها غا خليها
دار اوسمان شاف فيه و رجع نيش مزيان على أنثى الحلوف و صغارها.. ضغط على الزناد و جابها ليها فكرشها.. رجع عمر و ضرب الصغار بجوج حتى هما.. شد البندقية فيد وحدة و تم غادي.. صلاح عرفو ماشي على برجو و قرر يميك عليه..
رجعو البنات للدار و ديك الفرحة بداكشي الي شراو تبخرات مع الي وقع.. دخلو مثقلين بالحوايج بينما الدراري غادرو.. هشام وصى تالاسين متقول ليهم والو على الي وقع خاصة لجداه.. لأنها أكثر وحدة كتخاف عليها بزاف و لا عرفات محال باقي تخليها تخرج..
غادي محمد فالطريق سايق فصمت.. مزال اللقطة ديال تالاسين و هي فخطر كتكرر قدام عنيه.. يقدر يصبر على اي حاجة الا يفقدها و لا توقع ليها شي حاجة.. زير بيديه على الفولون و زاد كسيرا..
و هو خارج لشانطي لمح شخص كيعرفو مزيان واقف جنب فالمخرج.. حبس الفران و هبط.. هشام بقا متبعو كيشوف فيه فين غادي.. بان ليه وقف مع شاب يكون فنفس سنهم و وجهو كان مألوف..
بعد دقائق تم راجع محمد حل لباب طلع و هو يردخو على الجهد.. كان كيبان معصب أكثر و على وشك ينفاجر.. تكلم هشام و سولو ..
هشام : مالك، و شكون هداك الي كنتي واقف معاه ؟
محمد : ' مغزز على سنيه ' لقيت الحمااار
هشام : شكوون، السعيد.. !!
محمد : آه، داك الشماتة، ' شغل السيارة ' اليوم نقتل جدبوووه
وقف السيارة قدام باب خشبي كبير مقوس.. هبط محمد و هز عنيه فالمكان الي قدامو.. كانو امام فيرمة شاسعة كتوسطها دار من طابقين.. معروف على هاد البلاصة شكون كيجي ليها و لشنو..
تم داخل و هشام تابعو.. كان الباب مفتوح و أصوات كثيرة جاية من الداخل.. سمعو صوت قهقهة النسا و صوت الغناء واصل لعندهم.. توجه محمد للغرفة الي جايين منها الأصوات..وقف عند الباب كيشوف فالداخل..
كانو مجموعة من الرجال جالسين فالأرض على شكل دائرة..
و وسط ديك الدائرة جوج بنات كيرقصو رقص شعبي.. لابسين قميص بنفس اللون مزيرة على أجسادهم و شعرهم مطلوق.. دايرين زينة مبالغة لوجاهم و لابسين جواهر فضية فسائر جسمهم.. من العقد الي على راسهم للخلخال الي فكاحلهم..
الرجال كانو مشغولين بالعرض الي قدامهم.. حالين فامهم و فيديهم كؤوس الشراب.. شمأز محمد من داك المنظر و رجع اللور منين مبانش ليه الي جاي على قبلو.. بانت ليه مرا متوسطة العمر واقفة و توجه لعندها.. سولها على السعيد..
فالأول نكرات أنها كتعرفو.. لكن فور ماجبد محمد فلوس من جيبو و مدهم ليها نعتات ليه لجهة الدرج.. بدون ميتسنا دقيقة طلع كيجري.. بان ليه باب على اليمين.. حط يدو على المقبض و دفع الباب..
السعيد كان متكي فوق الفراش الي وسط الغرفة.. حاط يدو تحت راسو و لابس سروال داخلي.. اليد لاخرى دايرها على كرشو البارزة و مراقب العرض الخاص بيه.. كانت بنت من الواضح صغيرة فالسن واقفة كترقص بملابسها الداخلية..
مع تحل الباب بديك القوة قفزات بالخلعة.. شافت جوج شبان عند الباب و مشات كتجري هزات عباءة لواتها عليها و الخوف باين عليها.. لكن الخوف الأكبر كان من نصيب السعيد الي كيف لمح هشام و محمد تضهشر.. جمع الوقفة و حاول ميبينش الخوف ديالو..
السعيد : آش دخلكم لهنا، واش كاينة السيبا
محمد : ' شاف فيه مبتاسم بجنب ' بلاتي نسالي ليك ' دار عند البنت ' نتي هزي حوايجك و خرجي من هنا
دارت كيف قال ليها.. هزات حوايجها بدون تردد و تمات خارجة متجاهلة تحذير السعيد باش متخرجش.. تلفت محمد عند هشام و قال..
محمد : خليك على برا
هشام : ' كيشوف فالسعيد ماكرهش يطرطق ليه عنقو ' حسن نبقا هنا
محمد : هشام قلت ليك خرج
هشام عرف ان محمد غادي يدير غا الي فراسو واخة يبقى حداه.. خرج من البيت و وقف عند الباب.. سمع الدفة تخبطات بعدما سدها محمد.. هنا السعيد رجعو يديه و رجليه كيترعدو.. قال و هو كيتفتف فالهضرة..
السعيد : ر ر راك عارف با شكون، و شنو قادر يدير ليك نتا و عائلتك، ا انا مدرت حتى حاجة غلط، قبلت نتزوج بختك و لكن طلعات بنت الزنقة، كيفاش بغتي نتصرف، سير قلب على الي ضحك عليها، و لا على الي ضحكو عليــ
مزال مكملها تلاح عليه محمد و نزل عليه براس حتى داخ.. هز السعيد راسو كتبان ليه غا الضبابة.. مزال مزگات معاه الضربة لولة جاتو لكمة لنيفو حتى طوش دمو.. زاد هبط عليه محمد بلكمات آخرين حتى طاح ليه فالارض..
هبط لعندو كيضرب فيه حتى كيتسمع راسو فكل مرة تخبط مع الأرض.. رجع وجه السعيد مكيبانش بالدم.. ميل راسو كيدفل الدمايات من فمو و دفل معاهم شحال من سَنّة طاحت ليه..
توقف محمد و هو كينهج و كيشوف فيه كيتنفس بصعوبة.. لكن غا تفكر شنو وقع لختو من ضرب و شتم.. و الحالة الي لقاها فيها و بكاءها رجع تجنن.. ماحس حتى حط يدو على عنق السعيد و زير عليه.. بدا كيتركل ليه و كيحاول يفك راسو واخة كان فاشل..
شوية ترخاو يدين السعيد اكثر و تسدو عنيه حتى لونو تبدل.. و قبل متخرج روحو تجر محمد من عليه.. دار مغزف لقا هشام الي قال و هو كيجر فيه..
هشام : خلينا نخرجو من هنا
محمد : بعااااد، مغادي نبرد حتى تزهق روحو
هشام : خاص نخرجو داابة، الجنود الفرنسيين كاينين لتحت، لا طلع شي واحد لهنا و شاف هادشي فين غادي نوليو، خلينا نخرجو من هناااا
جر هشام محمد و خرجو من البيت.. هبطو مع الدرج بحذر لكن و هما متوجهين لباب بانو ليهم جنود آخرين داخلين.. بقاو واقفين عند الحيط كيتسناو حتى وقفات عليهم نفس البنت الي كانت مع السعيد فالبيت..
شارت ليهم فواحد الإتجاه.. دازو منو و هو يبان ليهم باب آخر كيخرج للجهة الخلفية من الفيرمة.. تحركو بسرعة ركبو فسيارتهم و غادرو المكان..
بعد انتهاء الإجتماع فخيمة المارشال و تلقيهم الأوامر.. خرج الكولونيل صلاح و الجنود الآخرين.. شي مشاو للمكان الي كينفسو فيه التعب و يستمتعو بوقتهم و شي بقى لأنه وقت دوريتهم..
كلف صلاح البعض منهم يرافقوه للمكان الي تضرب فيه الشخص الي فجر المعسكر.. وقفو جوج سيارات عسكرية فالمنطقة.. خرجو الجنود كيقلبو بين الشجيرات على اي حاجة ممكن يكونو فلتوها فالتفتيش الي سبق دارو.. صلاح كان واقف عليهم و هو شبه متأكد انهم مغادي يلقاو والو..
شوية بان ليه جندي جاي كيجري و هاز شي حاجة فيدو.. وقف الجندي كيسوس فالحقيبة الي كانت كلها عامرة تراب و مدها لصلاح.. فتح صلاح الحقيبة و دخل يدو بحذر.. جبد علبة ديال عود الثقاب و قطعة من الثوب دايرة كيف العمامة الي كيديرو الرجال فهاد المنطقة على راسهم.. زاد قلب حتى جبد شي وراق و حلهم..
كانو مكتوبين باللغة العربية.. رجع طواهم حتى يعرضهم على أحد رجالهم الي دارس اللغة.. و هو باغي يرجعهم طاحت من وسطهم ورقة صغيرة.. تحدر صلاح هزها كانت ورقة سميكة.. قلبها و هو يقربها لعندو كيشوف بتمعن..
فنون الحرب الجزء الثالث
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء