فنون الحرب الجزء الرابع

من تأليف رجاء موري
2019

محتوى القصة

رواية فنون الحرب

بعد مرور 3 أشهر..
أشرقت شمس يوم جديد على القرية.. يوم عادي بالنسبة للبقية.. لكنه يوم خاص لشخصين كتاب ليهم يتجمعو.. فاطمة رغم مشاعرها الخفية اتجاه صديق خوها المقرب و الي كبرات و هي كتمنى تكون من نصيبو..
رضات باختيار باها فأنه يحدد مصيرها.. سدات على داك الحب البريء و كل شعور جميل كبر داخلها و تقبلات شنو تقرر ليها.. لأنها كانت مقتانعة انه ماعندهاش الحق تقرر راسها و لا تختار أي شيء.. من بينهم شريك حياتها..
هي كباقي الفتيات الي فالقرية.. كيردخو لقرار الكبار بكل مايتعلق بمستقبلهم.. علاش هي غادي تعتارض شنو المميز فيها.. هاكة كانت تفكر فاش عرفات بأمر زواجها الأول.. غافلة على التجربة المريعة الي غتعيش مع الشخص الي شاف باها انه مناسب ليها و غادي يصونها..

تألمات و الجرح كان كبير.. لكن خلال هاد الأشهر الي مرو حاولات تلملم جرحها و تناسى الي فات.. و كانت محظوظة الي لقات عائلتها جنبها باستثناء باها.. عكس بنات آخرين كان مصيرهم أسوء من مصيرها بسبب الشرف..
لقات مها رغم انها امراة ضعيفة قدام زوجها الا و ماسمحاتش فيها.. خوها الي عمرها شكات انه غيتخلى عليها كان أكبر سند.. زائد صديقتها الوحيدة الي فكل يوم كتحاول تخلي فاطمة القديمة ترجع و كانت دعم كبير ليها.. لكن هادشي كولو حاجة و موقف هشام حاجة أخرى.. آخر شي كانت توقعو هو يطلبها للزواج و خاصة بعد الي وقع..
سواء كانت خطوتو بدافع الشفقة أو شيء آخر مكانتش غادي ترفض.. لأسباب عديدة منها الأصابع الي غتبقى منعتة فيها طول حياتها.. عارفة أن هاد الزواج غيرجع ليها بعض من اعتبارها قدام الناس.. و شحااال مهم يرجع اعتبار الفتاة فمجتمع فيه كلام الناس اقوى من ضربة السيف.. خاصة للأنثى..
ماخلاتش الفرحة تسلل لقلبها باش متحسش بخيبة الأمل.. لأنه احتمال كبير أن هشام و بحكم قوة علاقتو بمحمد دار هاد التضحية.. و هاد الحقيقة ألماتها بعض الشيء..

كانت شاردة وسط أفكارها حتى سمعات صوت تالاسين و هي كتنادي عليها.. هزات راسها شافتها واقفة قدامها هازة قفطان فاللون الأصفر و حاطاه على جسمها كتقيس فيه و ابتسامة عريضة على شفايفها.. 
تالاسين : فاطمة و فاااااطمة
فاطمة : نعام
تالاسين : واش جاني زوين، جابتو ليا لميمة من عند لخياطة غير اليوم كملاتو
فاطمة : جاك زوين
تالاسين : بالصح، عجبني بزاف خاصة اللون
فاطمة : بصحتك احبيبة
تالاسين : ' قردات قدامها ' ميكونش بحال القفطان ديال عروستنا الفنة، عرفتي شحال فرحانة حينت غادي تزوجي بهشام و تبقاي عايشة معنا ديما
فاطمة : ' ابتاسمات ' علاش نتي غتبقاي عايشة هنا ديما، مغاديش تزوجي و تمشي لدار راجلك
تالاسين : لا مابغيتش نتزوج، بغيت نبقى غا حدا جدة باركة عليا
فاطمة : مايمكنش، لا زدتي غا عام تولي قدي فالعمر و يوليو يقولو عليك بايرة
تالاسين : ' هزات كتافها ' يقولو الي بغاو، انا مابغيت زواج، فيه غير المشاكيل، شفتي علاقة خالي و مرتو، باك و مك، الراجل الي تزوج بمي و تخلى عليها و هي حاملة بيا، فيناهوا، سول على شنو وقع لمرتو و لا لداكشي الي ولدات !

فاطمة : ' بقات كتشوف فيها ' ماشي گاع الي تزوجو عايشين هاكة اتالاسين، كاين ناس مفاهمين و مرتاحيين مع بعضياتهم، ' دوزات يدها على شعر تالاسين ' و باك اتالاسين شوف شنو ضروفو، يمكن تكون وقعات ليه شي حاجة منعاتو يرجع
تالاسين : ' وقفات ' شي حاجة بحالاش، انه يكون مات! هادي هي الحاجة الوحيدة الي تخليني نغفر ليه انه تخلى على مّي و عليا ' دارت عندها مبتاسمة ' نمشي نعاونهم قبل ماتجي جدة تجرني من شعري، الدار عامرة سيمانة هادي و كلشي مربع يديه، كن ما الرجال الي جاب هشام قادو الخيمات و فرشو الزرابي، كن ختك خرجات ليها الحديبة بالثقل
فاطمة : ' عرفاتها بغات تغير الموضوع ' نوض نعاونكم
تالاسين : جلسي لرض، راه كيوجدو ليك الحمام اليوم يسلخو ليك الجلدة ههه
فاطمة : مباقيش بغيت نتزوج، غير نتي الي ديري بلاش
تالاسين : كن لقيت شي واحد بحال هشام مغاديش نقول لا
فاطمة : ' برقو عنيها ' عزيز عليك ؟
تالاسين : بزااااف، فوجود هشام عمرني حسيت بالحگرة، كان ديما يجي من جهتي واخة نكون مزبلاها، و يدافع عليا حتى قدام مو، هو ماشي غا ولد خالي، هشام خويااا، و فرحت حينت اختارك نتي تكوني مراتو
فاطمة : ' حنات راسها مخبية خدودها الي تزنگو '
تالاسين : طلعتي مزهارة افطوووم ههه

خرجات تالاسين مخلية فاطمة وراها فزوبعة من الأحاسيس.. حاسة بالفراشات كيدغدغو معدتها.. حقيقة أنها غادي تولي زوجة هشام بعد ساعات معدودة عاد بدات تدركها.. الخوف من الي جاي هو الي مانع عليها فرحتها المتكاملة.. 

واقفة لاسعدية فالكوزينة كتشوف فالطباخة الي مقابلة الطناجر و بالها مشغول.. كل مرة ترجع تشوف جهة الباب.. بعد لحظات بانت ليها سعاد داخلة و هي كتحيد اللثام من على وجها.. خرجات لاسعدية و شارت ليها تبعها.. مشاو لواحد من البيوت الي جا بعيد على وسط الدار.. 
جبدات لاسعدية السوارت من تخميلتها و حلات لباب.. دخلات و هي تبعها سعاد.. كان لبيت ديال الخزين فيه خناشي الشعير و لاطات ديال الزيت و حوايج اخرى.. سدات لاسعدية لباب و دارت عند سعاد..

لاسعدية : امنضرا لقيتيه ؟
سعاد : ' جبدات حزمة من تحت الحايك ' لقيتو الاسعدية، متصوريش فرحتي قداش فاش لقيتو، حمدتك ياربي و شكرتك
سعدية : الحمد لله، دابة نحيدو علينا هاد الهم و نفرحو مع وليداتنا فراحتنا
سعاد : ' باست على كتف لاسعدية ' لهلا يخطيكم الاسعدية، ' تغرغرو عنيها ' كن ماوقفتكم معنا ماعرفت شنو كان وقع فينا انا و البنت، لقينا الخير فيكم مالقيتوش فالراجل الي سمح فالعشرة و فبنتو
سعدية : نساي ابنتي، نهار يندم غادي يكون فات الفوت، و حيدي عليا الغم اليوم عرس بنتك، كوني مرا و نص و هزي راسك لفوق، بنتك دات سيد الرجال الي المخيرة فعيالات الدوار مكرهاتوش لبنتها
سعاد : ' ابتاسمات بفرحة ' الله يحفظو، و يبارك ليهم ياربي

أسبوع هذا و سعاد كانت تخلي حتى لوقت الي كيخرج فيه راجلها حمد من الدار و تمشي ليها.. كانت عندها نسخة اخرى من الساروت و جا الوقت باش تستعملها.. واخة كانت مكرهة من أنها ترجع لديك الدار الي مكتحمل حتى ذكرى زوينة عندها.. 
لكن دعات الضرورة انها تحط فيها رجليها مرة أخرى.. بعد حديث مطول بينها و بين لاسعدية و بسبب اقتراب موعد العرس.. أصرات أنها تلقى الحل لمشكلة بنتها مع الثقاف الي تم بغير علمها.. ماقدراتش تحقد على ام راجلها المتوفية رغم الضرر الي لحق بيهم كاملين بسبب فعلتها..
طلبات أن ربي يغفر ليها و دعات معها بالرحمة رغم كلشي.. و بعد كلام سعدية بدات سعاد فمهمة البحث فدار راجلها.. ' الثقاف ' تم فطقس معين و الي مكانتش عارفة سعاد شنو هو بالظبط.. لكن سعدية و بحكم معرفتها بأم حمد..
عرفات أنها غتكون مخبية النسيج الي دارت بيه الثقاف لفاطمة.. منين يحتاجوه نهار يتقرر زاوجها باش يفسخو الثقاف.. و لكن بعد موتها حد ماعرف شنو دارت و لا فين خزنات داكشي.. و مهمة سعاد هاد الأيام كانت ترجع للدار بالتخبية و تقلب غرفة بغرفة على المكان الي ممكن يكون فيه داكشي.. 
و حتى بدات تفقد الأمل اليوم لقاتو مخبي فرزمة فيها حوايج المرحومة.. حسات بحال داك الغريق الي خرج لسطح لما بعد دقائق طويلة بلا أوكسجين.. بغات لبنتها بداية جديدة و بعيدة على الذكرى السيقة للزواج الأول.. و هادشي يمكن يتحقق فقط بعدما تخلص من مشكلة الثقاف..

بالفرحة عنقات سعاد لاسعدية عاد خرجو من تماك.. وجدو الحمام لفاطمة الي كان فالخلف ديال الدار بعيد على الأنظار.. دخلات معها سعاد كتحك ليها و حاولات تشرح ليها بلي مشكل الثقاف لقاو ليه حل.. فاطمة دغيا تبدلو ملامحها و رجعو عليها الأوجاع ديال ديك الليلة..
هبطو دموعها لكن مها حاولات طمأنها أن الي وقع مغاديش يتكرر.. و هاد المرة زوجها بعيد على الشماتة الي تكرفس عليها.. و مع شخصية هشام و وعيو غيكون متفهم أكثر..
بعدما كملات ليها مها الحكان و غسلات ليها شعرها و ضفراتو.. خلاتها كتشلل و جابت ليها الفوطة.. كانت تالاسين و لاسعدية فالخارج موجدين ليها حوايجها فالجليسة الي جنب الحمام.. بعدما خرجات عندهم فاطمة..
جمعات سعاد النسيج من تحت الكرسي الي كانت جالسة عليه بنتها و طرفاتو.. كان ضروري تغسل عليه فاطمة و من بعد خطوة اخرى يتفك الثقاف كيفما تقال ليها.. غسلات سعاد بدورها و خرجات حتى هي.. لبسات و توجهو لبيت الي غادي يجهزو فيه فاطمة.. 

الدار بدات كتعمر بالنسا رغم وجود جوج خيمات فالخارج.. وحدة مخصصة للرجال و الي مقابلة معها مخصصة للنسا.. لكن معظم الضيوف كيتوجهو للدار هو الأول يباركو للعائلة عاد يشدو بلايصهم.. فالبوادي معروف أن فالاعراس العائلة كتجي كلها بكبيرها و صغيرها ماشي غير الشخص المدعو..
حضرو ناس من عائلة هشام بالكثرة و البعض من عائلة فاطمة من جهة الأم ديالها.. و البقية كانو الجيران و ناس الدوار الي علاقتهم مزيانة مع دار عبد الله و إبنو.. بدون مايهتمو لشكون هي الزوجة و لا شنو وقع ليها.. لكن كانت فئة أخرى الي غير راضيين و حضرو باش يشوفو نهاية الفيلم و يشمتو من جديد.. تعددات أسباب حضور الناس و كلا و نيتو..

واقف بكامل أناقتو عند الباب لابس جلباب جديد و مناسب لمظهرو الشبابي.. شعرو الأسود مصفف بشكل عادي و مرجعو للخلف.. الفتاة الي مرت من حداه كتلقي نظرة ثانية خجولة بدون متحس.. لكن محمد عينيه كانو متبعين وحدة فقط.. قصيرة القامة و مكتنزة بعض الشيء.. شعرها طويل بدرجة قاتلة كيمشي و يجي مع تحركاتها.. 
لابسة قفطان أصفر و بليغة ذهبية.. صوت الحلي الي لابسة فيديها كيتسمع حتال لعندو.. كثيرة الحركة و شهية المنظر.. لدرجة ماسمعش معظم الأشخاص الي لقاو عليه التحية و هما داخلين.. لمحها جاية فاتجاهو كتسرع فخطواتها.. من الواضح منتبهاتش ليه.. كانت غتجاوزو حتى اعتارض طريقها..

هزات تالاسين راسها شافت محمد و هي ترجع خطوة اللور.. دغيا حنات راسها و بدات تلعب بيديها.. جاها صوتو و هو كيقول..
محمد : فين غادية ؟
تالاسين : جارتنا بغاتني نعيط ليها على ولدها
محمد : ' عقد حجبانو ' ولدها ! و علاش متخرجش هي عندو، لاش مسيفطاك نتي تعيطي ليه
تالاسين : ' شافت فيه لقاتو مخنزر و هي توثر ' م ماعرفتش
محمد : و خارجة هاكة، عارف شحال ديال الرجال فالخارج
تالاسين : ن نمشي ن نلبس الحايك ديالي ؟
محمد : رجعي لداخل و الي بغات تعيط على ولدها و لا راجلها تخرج عندو
تالاسين : و و واخة

دارت تالاسين مهبطة راسها و تمات راجعة.. بقا محمد متبعها بعنيه و حاس بالضيق حينت تكلم معها بديك الطريقة.. لكن شنو يدير و هو شايفها خارجة بداك الشكل لبلاصة فيها الرجال غاديين جايين.. هو الي كيعشقها لدرجة مكتصورش مقادرش يسيطر على النار الي كتحرق فيه و هي قدامو بداك الشكل.. 
كيبغي براءتها لكن الليلة بانت إمرأة فاتنة.. بزينتها البسيطة و الكحل الي برز لون عيونها.. و مستحيل يخلي الآخرين يشوفو الحاجة الي كتخصو بنظرات شهوة..
حس بيد شي واحد تحطات على كتفو.. دار و هو يبان ليه رضوان.. تسالمو مع بعض و خداه للمكان الي مجموعين فيه الدراري.. 

خرج من بيتو بابتسامتو المعهودة.. عريس بكل كلمة من معنى.. بلباسو التقليدي الي عاطيه شكل آخر.. رجل ذو هبة فشكلو و بشخصية قوية و مرحة.. مزيج خلاوه يكون مرغوب من الكثيرات.. لكنه حضى بالي اختار هو.. كان واضح انه أسعد شخص هاد الليلة..
توجه لعند باه الي كان واقف و باين عليه الشرود.. بعدما تكلم معاه بسرعة تمحات الإبتسامة من على وجه هشام.. تنهد و شاف فاتجاه غرفة والديه.. و بعدها تحرك قاصدها.. وقف عند الباب و دق عدة مرات.. منين ماسمع حتى إجابة حل الباب و دخل.. 
بانت ليه مو چالسة وسط الفراش و دايرة يدها تحت ذقنها.. دخل بعدما سد الباب و قرب لعندها.. 

جلس هشام جنب مو و حط يدو على يدها.. هزات راسها شافت فيه سحبات يدها و دورات وجها للجهة لاخرى.. تنهد و قال.. 
هشام : لواليدة مالك سادة عليك فالبيت، واش ماشي اليوم عرس ولدك و خاصك تكوني بين الناس و فرحانة ليا
ثرية : ' مطات شفايفها و شافت فيه ' منين بيتي تزوج بيها تشاورتي معيا! ياك درتي الي قال ليك راسك و طلبتيها بلما تستاشر و لا تشوف واش والديك موافقين، اختارتيها و فرضتيها علينا علاش هميتك أنا دابة
هشام : شنو دابة غتبقاي سادة عليك هنا، لهاد الدرجة ماقدراش تقبلي البنت الي اختار ولدك
ثرية : علاش نتقبلها و نتا تستاهل لالاها، شنو الي ناقصك حتى تقبل بوحدة داز عليها داكــ
هشام : ' قاطعها ' وا مي، أنا كنت باغي فاطمة من شحال هذا، و لشي أسباب تراجعت و فاش شفت باها غادي يزوجها واخة جاتني صعيبة رجعت اللور، و بعد الي وقع ليها مباقيش قدرت نربع يديا، انا باغيها و عمرني فكرت نتزوج بشي وحدة من غيرها
ثرية : شنووو دارت ليك هاد المصيبة هي و مها، كتعاملها بحال الي خلقها ماخلق غيرها، آاش من ضربة ضربات ليك اسيدي ربي، دعيتها لله السحارة لاخرى
هشام : ' وقف و قال بنبرة عصبية ' اش دخل شي سحر لهضرة، الله يهديك الواليدة، كتهضري بحال الى ماعرفاش فاطمة و هي كبرات قدامنا مع تالاسين
ثرية : ' شدات فراسها ' درتي فينا الضحكة اولد كرشي.. كلشي غينعت فيك و يقول ديتي الشياااطة
هشام : ' بصوت عالي ' مّييي
ثرية : كتغوت عليا، صافي وصلنا لهادشي تغوت عليا على قبلها
هشام : نتي مي على راسي و عينيا، و لكن منبغيش تقولي شي كلمة خايبة فحقها، من اليوم غترجع على مسؤوليتي و مراتي، بغيتي تقبليها بالفرحات عليا، و لا وجودها مامريحكش غادي نسكنها بعيد عليك، حينت راحتك كتهمني أكثر حاجة
ثرية : شنو كتهددني باغي تمشي معها و تسمح فيا
هشام : ' دوز يدو على شعرو ' أنا كنقول حاجة و نتي كتفهميها كيف بغيتي، باغي راحتك الواليدة، و منين اليوم عرسي و نتي سادة عليك، ماعندي مندير من غير نسكنها فبلاصة أخرى، ' حل الباب ' خاص نمشي عند الناس و ماكرهتش حتى نتي تخرجي، واخة كلشي ماظنيتش تقسحي قلبك لهاد الدرجة من جهتي

خرج هشام و اتاجه لعند الرجال.. خلى ثرية كضور هضرتو فراسها.. كيفاش حتى قدرات وحدة بحال فاطمة الي كتعتابرها بنت ساذجة و كتشبه لمها دغيا دورات ولدها.. شنو الي خلاه يشوفها مناسبة ليه و بعد الشوهة الي وقعات ليها قدام الكبير و الصغير.. بقات ليها الحرقة مبغاتش دوز..
طول هاد المدة و هي كتقول دابة يتراجع معاه الحال و يندم.. مستحيل يكمل فهاد الزواج.. و دارت جهدها باش تخلي فاطمة و مها يطجو و عاملاتهم بالبرود و الخايب.. لكن مالقاتش منهم حتى كلمة العيب أو تذمر..
تفقصات ديال المعقول و جاها تصرفهم هو سلاحهم حتى خلاو هشام يبغي يتزوج بفاطمة.. حتى من راجلها عبد الله مارفضش واخة عمرات ليه راسو و ماخلات ماقالت.. لكن محاوالاتها گاع مشاو مع الريح.. و هاهو ولدها اليوم عرسو و هي كتفرج و مقادرة دير والو.. لكن باش يفكر أنه يبعد عليها و يدي لاخرى هي و مها يسكنهم و يعيشهم العيشة الي مايحلموش بيها.. هادي هي الي متقبلهاش..
ناضت من بلاصتها و هزات قفطانها لبساتو بالنتير.. دارت زيفها و دوزات لكحل على عنيها.. لبسات گاع الذهب الي عندها و خرجات.. واخة كلشي مغاديش تعاونهم و تخليهم يجرو ولدها لجهتهم.. تمشات و هي راسمة على وجها ابتسامة صفرا.. و الي سولاتها فين كانت غابرة كتقول بلي كانت عيانة شوية..
دازت لكوزينة شافت لاسعدية واقفة على كلشي و مقابلة النسا الي كيوجدو.. و جنبها واقفة سعاد الي حتي هي مشمرة على قفطانها و كتعاون.. ميقات فيهم و توجهات لخيمة فين كاينين العيالات و اللعب.. شدات بلاصتها مطلعة حاجب و مهبطة لاخر.. كتشوف فداكشي الي خاسر ولدها تقول واخد العزبة..

داخل بيت تالاسين و الجدة.. جالسة فاطمة بقفطانها البيج و السدال المشبك على راسها.. البنات دايرين بيها و من بينهم تالاسين.. كيصليو علي النبي و يزغرتو بعدما كملات ليها وحدة جات خصيصا من المدينة تصفف ليها شعرها و تقاد ليها الزينة على وجها..
الكل شكرو جمالها البسيط و الهادئ الي جا مناسب مع طلتها.. و بعد مدة قصيرة دخلات وحدة من البنات و قالت ليهم بلي جا الوقت الي خاص العروسة تخرج..
وقفات فاطمة و تمشات و هي شادة فتالاسين بيدها و مزيرة عليها.. كانت متوثرة أكثر و هي عارفة غتخرج عند الناس.. الي البعض منهم حضرو لعرسها الأول.. كانت متخوفة تسمع كلام يجرحها و هي بصعوبة قادرة تواجههم..
لو أنها ماوعداتش خوها محمد تهز راسها لفوق و تفرح بيومها.. كانت هربات لأبعد غرفة و سدات عليها.. لكن الي دار هشام و عائلتو على قبلها خلاها تتمسك بالقوة الي عندها و تخلي الباقي فيد الله..

خرجات على إيقاع التعارج و الطارات الي مصاحبة أصوات البنات الرقيقة.. كيتغناو بجمال العروس و هاد اليوم الخاص.. شي كيشطح شي كيغني و كاين الي مكتافي كيتفرج.. جلسو فاطمة فالمكان المخصص ليها و بداو احواش ديال المعقول.. كان بين خيمة النسا و الرجال خامية فاصلة بيناتهم..
هشام و محمد جالسين فطبلة مع صحابهم و رجال من نفس سنهم.. مجمعين و شاديين فالعريس الي داخل لقفص الزوجية.. كاين الي قال سعداتو و كاين الي قال دارها لراسو.. محمد شبع ضحك و هو كيعاود ليه على حماقات فاطمة و مزاجيتها.. هشام مكانش باين عليه مسوق لهضرتهم.. فرحان و ابتسامتو عند وذنيه خاصة فاش شاف مو خرجات و جالسة مع النسا..

فالخارج واقفة سعدية كتستقبل الناس.. شافتها جاية من بعيد و هي تبتاسم رغم الحزن الي حسات بيه.. فالمرات القليلة الي تصادفات مع حسناء بعد رجوعها.. كانت تذكر بنتها كنزة فكل مرة.. بسبب صحبتهم القوية و الظروف ديال ديك الليلة الي ماتت فيها كنزة و غادرات فيها حسناء..
وقفات حسناء مقابلة مع لاسعدية.. لابسة قفطان فالأحمر الغامق تحت الحايك.. مزال زينها طاغي رغم السنوات.. عنيها العسليين فيهم حنية و ألفة كتخليها دخل الخاطر.. تلاحت حسناء على سعدية عنقاتها بقوة.. بعدات و هي كتحاول تحبس دموعها الي تجمعو فاش شافت ام صديقة طفولتها.. قالت بنبرة غالب عليها الحزن وسط اهاريج الغناء العالية.. 

حسناء : خالتي كيف دايرة ؟
سعدية : الحمد لله ابنتي، دخلي مرحبا بيك
حسناء : ترحب بيك الجنة، و مبروك على هشام
سعدية : الله يبارك فيك، العقبة عند ولدك ان شاء الله
حسناء : ان شاء الله
سعدية : ' شافت تالاسين غادة كتجري ' اديك البرهوشة اجي لهنا
تالاسين : ' وقفات حدا جداها كتنهج و كتشوف فحسناء و لا محجوبة الي معها ' لميمة شنو بغيتي، و ياك كنقول ليك مباقيش تقولي ليا برهوشة
سعدية : من الصباح و نتي طيري، شدي بلاصة وحدة و هزي جلايلك دابة تجي على داك الوجه
تالاسين : ' كتشوف فحسناء الي محيداتش عليها عنيها ' لميمة بلما تعامليني بحال الى عندي خمس سنين، ' دلات شفايفها ' غضحكي فيا البنات
حسناء : ' و هي كتشوووف فتلاسين ' و واش هادي بنت ك كنزة ؟
سعدية : ' بإبتسامة حزينة ' آه، هادي تالاسين بنت بنتي كنزة
حسناء : ' و عنيها مغرغرين ' مشاء الله
مدات حسناء يديها و جرات عندها تلاسين، حضناتها بحال الي حضنات بنتها من صلبها، باغة تشم فيها ريحة صاحبتها الوحيدة الي مشات قبل وقتها و خلات قلوبهم مكسورة عليها.. تالاسين كانت طالقة يديها و مستغربة من العناق القوي لهاد المرأة الغريبة ليها.. و مع ذلك حسات بشعور زوين و هي فحضنها.. 

بعدما رخات حسناء من تالاسين ابتاسمات و هي كتأمل ملامحها.. كان شبه كبير بينها و بين مها.. خاصة لون العيون الي كانت معروفة بيهم كنزة.. تالاسين بادلاتها نفس الإبتسامة و هي مبهورة من أناقة المرأة الي قدامها..
شوية سمعات وحدة من لبنات كتعيط عليها و هي تمشي بجرا لعندها .. بعدها دخلات حسناء هي و محجوبة للخيمة عند العيالات.. شدو بلايصهم تحت نظرات النسا الي كانت اغلبها نظرة كره و حقد كبير.. فحسناء رغم مكانة عائلتها وسط القرية و الا كتبقى بنت القايد الخائن الي عطا بنتو لواحد من الفرنسيين.. و ماشي أي شخص عادي..
شخص الي عندو سلطة فالجيش.. لاحظات حسناء النظرات الحاقدة و واخة هكاك بقات على ابتسامتها.. ماشي أول مرة تحط فبحال هاد المواقف.. و عاشت أسوء من جهة الفرنسيين الي مبغاوش يتقبلوها بدورهم و مكانش هامها من اصلو..

جالس قدام المكتب و هاز كتاب بين يديه.. جنبو على سطح المكتب كان فانوس عاطي الضوء للغرفة كلها و فنجان ديال القهوة.. كان مركز و ملامحو متجهمة بعض الشيء.. لابس تريكو أسود مع سروال بنفس اللون..
ذقنو مشعت و واضح أنه مانقص لحيتو من مدة.. لكن مظهرو عطاه خشونة أكثر مع جدية ملامحو.. حك اوسمان علي جبهتو و حط الكتاب من يدو.. تكا اللور على ظهر الكرسي و بسرعة مشا تفكيرو للشخص الي شاغل بالو مؤخراً..
شافها شحال من مرة بالصدفة او عن قصد.. مع نفسو مباغيش يعتارف أنه فكل مرة خرج بسبب المهمة الي هو فيها كيلقى راسو كيقلب عليها.. المرة الي شافها فيها و هي فحضن راجل آخر خلاتو يتصرف بمزاجية لأيام.. زعجو المنظر لدرجة هو مكانتش متوقعها.. تساءل على سبب هاد الشعور بدون ميلقى اجابة..
و بعدها بأيام شافها وسط القرية مع بنت أخرى و مرا كبيرة فالسن.. لقا راسو تابعها حتى عرف مكان سكنها.. و من وقتها شافها مرات عديدة من بعيد.. كان كيراقبها بدون متلاحظ وجودو.. شافها و هي كتضحك و هي كتهضر و تعبر بيديها و ملامحها.. شافها و هي هادئة و بعد المرات لاحظ علامات الحزن فوجها خاصة فاش كتكون بوحدها..
حفظ تقاسيم وجها و حركاتها.. قدرات تلفت انتباهو من لقاءهم الأول و جذباتو بدون ميحس على راسو.. الفضول الي جرو ليها رجع اهتمام كبير.. لكن دابة شنو هو إحساسو اتجاهها بالظبط.. داخلو يمكن عارف و مدرك لشنو كيحس.. لكن جزء صغير مخليه يرفض يقر بهادشي لأسباب كثيرة..

تسمع صوت الدقان فالباب الشيء الي خلا اوسمان يخرج من الدوامة الي دخلاتو ليها ' تالا ' كيف كيردد اسمها من يوم عرفو.. ناض خارج و هو مستغرب شكون ممكن يجي عندو فهاد الوقت.. حل الباب و كان صلاح واقف قدامو..
صلاح : ياكما كنتي ناعس
اوسمان : لا، شنو واقع ؟
صلاح : الجندي الي كلفتيه يتبع الأم ديالك و يحرسها.. لقاه واحد مقتول وسط الدوار
اوسمان : و الواليدة فينها، شنو وقع ليهااا ؟
صلاح : كنظن حاضرة لشي عرس، و الجندي كان واقف بعيد باش يرافقها منين تخرج، حتى لقاوه مقتول، شنو نديرو دابة ؟
اوسمان : شكون لقاه ؟

دار صلاح للسيارة و شار للراجل الي داخلها يجي لعندو.. خرج الشخص و قرب لعندهم.. اوسمان شاف فيه باستغراب و تلفت لعند صلاح.. 
صلاح : هذا واحد من الأشخاص الموثوقين عندنا، سميتو السعيد، ' شار لاوسمان ' هذا الجنرال اوسمان ولد المارشال آرثر
اوسمان : شفتي شكون قتلو ؟
السعيد : لا ماشفتش، كنت دايز من تماك و هو يبان ليا مليوح قريب لدار زيدان
اوسمان : شكون زيدان ؟
السعيد : الدار الي فيها العرس، ساكن فيها عبد الله زيدان هو و ولدو، و اليوم عندهم عرس، و أنا شاك بلي الي قتل العسكري كاين تماك
اوسمان : ' شاف فصلاح ' لواليدة مزال مرجعات للدار
صلاح : لا مزال كاينة عندهم، و هادشي علاش جيت لعندك، شنو نديرو، نفرتكو الجوقة و نهزو الي مشكوك فيهم
السعيد : ' عنيه خارجين و مبتاسم بمكر ' ضروري خاص تلقاو الي دارها، راه باينة بلي واحد منهم، هادي هي الفرصة فين مجموعين
اوسمان : ' بنبرة حازمة ' عرفتي آش، آجي دير خدمتنا بلاصتنا
السعيد : ' توثر ' لا انا غير
أوسمان : ' هضر مع صلاح ' خليه يمشي و وجد الطوموبيل هاني جاي

دخل اوسمان للدار لاح عليه ڤيست.. حل المجر ديال المكتب و هز السلاح ديالو خشاه فالسروال.. خرج و ركب مع صلاح.. قال ليه يتوجه للمكان الي فيه حسناء.. مسافة الطريق و هو يوقف صلاح فبلاصة بعيدة شوية لكن كتبان ليهم الدار و الخيمات الي قدامها.. دار صلاح عند اوسمان باغي يتكلم معاه و هو يتصدم بملامح وجهو و هو مخرج عنيه فاتجاه الدار..
بان ليه اوسمان حل لباب و هبط.. تبعو صلاح حتى هو هبط و قرب لعند اوسمان الي قال و عنيه محيدوش على الدار..
اوسمان : ' كيتكلم و فكو مشدود ' عرس ديالمن الي قال داك خينا
صلاح : ماعرفتش بالظبط، علاش مهم نعرفو ؟
اوسمان : خليك هنا
صلاح : فين غادي ؟
اوسمان : ' حط يدو على الجنب الي فيه السلاح ' كن تسمع الهضرة و خليك هنا
صلاح : ' شد فدراعو ' هاد التهور ماشي ديالك ا أوسمان، خلينا نتسناو رجالنا يوصلو و ديك الساع نتحركو
اوسمان : ' نطر منو يدو و قال بصوت حاد ' مغادييييش نتسناااا دقيقة أخررررى

مع اقتراب منتصف الليل بداو المدعوين كيغادرو بعدما تعشاو.. الخارج كان عامر رجال منهم الي كيتسنا مرتو أو مو باش يغادرو.. شق طريقو بينهم و هو كيشوف هنا و لهيه.. وصل قدام الخيمة الي جاي منها صوت غناء النسا و هو يوقف.. كان صدرو كيطلع و يهبط بعنف..
حاجة وحدة الي كتردد فدماغو هو مايمكنش يكون هذا عرسها.. هاد الفكرة خلات الدم فعروقو يغلي.. مابقاش فكر لا فالجندي الي ميت و لا غطاءو الي غادي يتكشف وسط هاد الحشد كامل.. الي هامو هو يعرف أنه ماشي هي الي تزوجات..
لمح اوسمان وجه مألوف واقف مع رجال آخرين.. هنا زاد تجنن و هو مركز على محمد الي واقف على بعد مترات قليلة.. عاقل عليه مزيان واخة شاف وجهو مرة وحدة.. كان غادي قاصدو منين جاه صوت من الخلف خلاه يتوقف.. دار لعندها و لمح نظرات الاستغراب و الدهشة فعنيها..

حسناء : أوسماان .. ! أوسمان ولدي شنو كدير هنا، و امتى جيتي ؟ ' قربات لعندو و عنقاتو ' واش قالو ليك بلي انا كاينة هنا
أوسمان : ديالمن هاد العرس ؟
حسناء : عرس شي ناس كنعرفهم من شحال هذا
أوسمان : شكون تزوج ؟
حسناء : ' مستغربة من نبرة صوتو و قسوة ملامحو ' حفيد واحد المرا عزيزة عليا بزاف فمثابة مي
اوسمان : بمن تزوج ؟

يالاه حسناء غتجاوبو و هي تسمع صوت خافت من ورا أوسمان.. هزات عنيها و هي تبان ليها تالاسين هازة شي حاجة فيدها.. ترسمات ابتسامة على ملامح حسناء فاش سمعات باش ناداتها.. 
تالاسين : خالتي، لميمة سيفطات ليك هادشي، قالت ليك حق البنات الي مجاوش
اوسمان مع سمع الصوت تلفت وراه.. شافها واقفة قدامو كيف الملاك.. و تالاسين بدورها لمحات خيال ظخم جنبهاو دارت.. مع شافتو بانت الصدمة على وجها.. توقف الوقت للحظات و هما كيشوفو فبعض.. خدا فيهم أوسمان وقتو فتأمل كل انش فوجها و هي بداك القرب..
شعرها الكثيف كان كيحركو الريح و خصلات قصيرة كداعب وجها.. وجها مزين لكن مافقدش البراءة ديالو.. عينيها بلون الزمرد كيحركو فيه شي حاجة فالداخل.. شفايفها.. شفايفها عليهم حمرة قانية برزاتهم أكثر.. لفتو نظرو و حس بالانزعاج فنفس الوقت.. لكن النار الي كانت داخلو هدات شوية فاش شافها قدامو..

بعدات تالاسين عينيها بعدما لبكها بنظراتو ورجعات شافت فحسناء الي كانت مراقبة المشهد بهدوء.. شدات من عند تالاسين الرزمة و قربات باستها من خدها..
حسناء : شكرا ابنتي و قولي لجداك الله يعطيها الخير
تالاسين : واخة
دارت تالاسين راجعة للدار تحت أنظار اوسمان.. بعد عليها عنيه فاش حس بمو شدات فيه من دراعو.. دار لعندها لقاها كتشوف فيه مبتاسمة..
حسناء : عارف هنا البنت الي طولتي فيها الشوفة خاصك تزوجها هههه
أوسمان : كتعرفيها ؟
حسناء : واخة اليوم الي شفتها بعد سنين هادي و الا معزتها كبيرة عندي، سبحان الخالق كتشبه لمها
أوسمان : بنت من هي ؟ و فين كتعرفيها ؟!
حسناء : محال تعقل و لكن أنا وياك شفناها قبل 15 سنة، تزادت نهار رجعنا لفرنسا فهاد الدار نيت، كنت مع مها الي كانت صاحبتي الروح بالروح، و فاش جيتي نتا و باك لعندي كانت عاد ولداتها، سافرنا و بعدها ماتت كنزة الله يرحمها، و كبرات هاد مسكينة بلا أم، كبراتها غا جداها

تلفت اوسمان جهة باب الدار الي دخلات منو تالاسين.. و فجأة رجعات ليه ذكرى قديمة ديال داك النهار.. جا رفقة باه باش ياخدو مو و يسافرو ديك الليلة.. باقي عاقل فاش دخل مع نفس الباب و هو كيسمع بكاء مولود صغير.. و هو واقف فباب البيت شاف مو هازة الطفلة الي كانت كتغوت بصوت رقيق.. لونها حمررر و يديداتها صغار بزاااف..
عمرو آمن بالقدر لكن الي جامعو بهاد الفتاة أكبر من مجرد صدف.. و الي عرف اليوم زائد شعورو فاش ظن أنها ممكن تكون تزوجات.. خلاه يزيد يتأكد من حقيقة وحدة..

حسناء : اوسمان يالاه نمشيو، جاب الله جيتي كنت غادي نرجع بوحدي بعدما مشات لامحجوبة حينت كانت عيانة شوية
اوسمان : غتمشي مع صلاح يوصلك، و منين نسالي نجي نشوفك
حسناء : و واش جاي على حساب الخدمة، واقعة شي حاجة ؟
أوسمان : ' باس على راسها ' لا ماتشغليش بالك
دار اوسمان لفين واقف صلاح و عيط عليه.. جا عندو بسرعة و وصاه يوصل حسناء للدار عاد يرجع لعندو.. مشات حسناء مع صلاح و بالها كان مشغول شوية على ظهور اوسمان المفاجئ و الي فهمات أنه مجاش على ودها..

بدات الدنيا كتخوا و البقية كيغادرو.. رجع أوسمان للخلف مراقب الوضع.. من غير المعلومات الكثيرة و الغير متوقعة الي عاد عرف.. كانت حاجة أخرى شاغلة بالو أو بالأحرى شخص معين.. بقا واقف حاضي محمد كيف الصقر حتى شافو دخل للدار..
و منين دازت مدة مرجعش خرج.. زير اوسمان على قبظة يديه حتى بياضو مفاصلو.. و بعد دقائق وقفات سيارة صلاح قدامو.. حل الباب و طلع بعدما زدح الباب بقوة.. 
صلاح : رجالنا وصلو و كيتسناو أوامرك

اوسمان : ' دوز يدو على ذقنو ' قوليهم يرجعو للمعسكر، و الجندي الي مات تكلف نتا بكلشي
صلاح : و شنو مغاديش نجبدو الي قتلو، يقدر الي دارو هاد الفعلة يكونو قراب و نقدرو نجبدوهم كاملين
أوسمان : ' دار عندو ' شنو باغي دير، تستجوب الدوار كاملو الي كانو حاضرين، فنظرك الي قتل بداك الغباء يبقى هنا
صلاح : و شنو المعمول ؟!
أوسمان : على الأقل عرفنا أننا كنبحثو فالمكان الصح
صلاح : ' بانفعال ' عارف كيف مات الجندي، الحيوان الي قتلو دغج ليه وجهو بحجرة كبيرة
أوسمان : ماعليش مصيرو غيكون بحال هكاك لا مكانش كفس
صلاح : ' شغل السيارة ' ميغد كن لقيت الي فالرسمة كانت سهالت علينا القضية
اوسمان : آش من رسمة !
صلاح : فاش طلبتي مني نرجع نقلب فالمكان الي هربو منو دوك الي هجمو على المعسكر، لقينا حقيبة فيها شي وراق مافيهم فايدة و معاهم صورة بنت مرسومة، و أنا متاكد انها الخيط الي غادي يوصلنا لصحابنا
أوسمان : رسمة.. !!! باقة عندك
صلاح : لا ماجبتهاش معيا، وريتها للمارشال و هو الي كلفني نلقى صاحبة الرسمة، و داكشي باش كنت مشغول، خاص ضروري نلقاهاا

ديمارا صلاح و توجه لفين كيتسناو السيارات العسكرية.. عطاهم اوسمان الأوامر باش ينساحبو و يتبعوهم للمعسكر.. كيف وصلو هبط أوسمان و مشا مباشرة لخيمة للمارشال.. دخل بعدما خدا الإذن و جلس فالكرسي مقابل مع باه.. الي من ملامحو باين معصب.. عرف اوسمان ان الخبار وصلاتو.. 
آرثر : ' ضرب فالمكتب بقبظة يدو ' علاش خليتي الرجال يرجعو، ماشي كان خاصك تعطي الأوامر يقربلو عليهم داك العرس الهمجي،و يجبدو الكلب الي قاتل واحد منا
اوسمان : ماعطيتش الأوامر حينت متأكد الي دار الفعلة مكاينش تماك، و العرس كانو فيه نسا و الدراري الصغار
آرثر : و من إمتى كنا كنهتامو واش كاينين نسا و لا لبعالك، وااااحد من رجالناااا تقتل و نتا بقيتي مربع يديك، آش هاد التهاااون، المرة الجاية يدبحو عشرة منين يشوفونا مدرنا والووو
أوسمان : انا غادي نرجع و نبحث فهادشي
آرثر : مغادي ترجع فيين، منين تخرج من هنا ديريكت للمقر الي فالمدينة، و المهمة الي تعطاتك تسحبات منك، غادي يتكلف بيها شخص آخر أكثر كفاءة، ' وقف ' و مك الي ولات كتصرف من راسها و مشات باغة تخالط معاهم، حسابها معيا من بعد
أوسمان : ' حاول يظبط أعصابو ' لواليدة مكان عليها حتى خطر، و لا بغيتي ممكن نديها معيا
آرثر : دابة رجع هز حوايجك و سير للمقر، و هذا آخر إنذار لإهمالك

وقف أوسمان عطا التحية لباه و خرج.. شاف فصلاح الي واقف فالخارج و توجه للسيارة.. ماخداش موقف منو لأنه عارفو قام غير بالواجب ديالو.. و من قوانينهم لكان الشخص خدا قرار مشكوك فكفاءتو كتوصل للشخص الأعلى.. و آرثر ماشي من النوع الي يمرر بحال هاد الغلطة واخة يكون ابنو الي متورط.. و هادشي كان متوقعو أوسمان..
من صغرو تعلم من باه أن الواجب أولا و قبل كل شيء.. و أي خطأ مهما كان صغير لازم يتعاقب صاحبو باش يكون عبرة للآخرين.. هو بالذات كان من نصيبو عقوبات بكثرة.. لكونو ابن المارشال و حقيقة انه مختلط الجنسية.. كان فكل مرحلة لازم يتبث جدارتو..
طريقو مكانتش سهلة كيف متخيلين الآخرين.. بل كانت أصعب لأنه كان فالوسط.. لا هو كان مقبول من جهة أبناء بلاد الام ديالو.. و مكانش ساهل يدير بلاصة ليه بين أبناء بلدو.. رجع جنرال فالجيش الفرنسي بعد شقاء و طريق طويلة.. و لحد الآن مزال مشكوك فولاءو لبلادو من طرف الكثيرين.. 
عمرو عصا الأوامر او تمرد على القوانين واخة تعارض مع قناعاتو.. لكن الأعين ديما عليه و أي خطأ منو كيخلي آرثر يزيد يقسى عليه حفاظا على صورتو.. هادشي عارفو اوسمان و مدرك لوضعو الحساس فالجيش..
و اليوم اول مرة يحس بتقصيرو فمهمتو بسبب انشغالو بأمور شخصية مكانش ضارب ليها الحسبة.. مشا للدار خدا حوايجو و توجه للدار الي عندو فالمدينة من غير دار باه.. بدل عليه و لبس لباسو العسكري و توجه للمقر باش يتكلف بالمهام الي تعطات ليه كعقاب.. 

شانق عليه مع الحيط عروقو خارجين و مخرج عنيه.. مامثيقش شنو قال ليه ببرود فاش كان غادي فحالو.. تمحات الضحكة من وجه محمد و ماعقل على راسو حتى جر رضوان من وسط الرجال و جابو للدار الي كيتلقاو فيها..
زير عليه بدراعو حتى بدا رضوان كيكحب و وجهو رجع حمررر.. تكلم محمد و هو ظاغط على سنانو..
محمد : غااا ديااال الي يجيفك هناااا، وااااش حماقيتييي و لا طاار ليك الفريخ، كيفااااش حتى قاتل واااحد منهم نهااار عرس ختييي و حدا الدااار، فين كاااان عقلككك، و جاااي فرحان كتقووول فيهااا، شنو نديير فيك دابة شنوووو
رضوان : ' كينطق بصعوبة ' ط طلق، طلق م منيي
محمد : واااش واعي على شنووو درتي، كااانت غادي ترون اليوماا بسبابك، كنا غنمشيو فيها كاملييين
رضوان : م مندمتش حينت ق قتلتوو
محمد : ' نزل عليه بلكمة ' وااش مكتفهمش، عااارف فاش كنا غنوليو كن شافك شي حد و لاااا لقاوه الجنووود، مبان ليك تقتل واحد منهم غا هاد النهااااار، ' رخا منو ' ق**** من قدامي قبل مندير شي حاجة ندم عليهااا، ق****
رضوان : ' حاط يدو على عنقو ' ماعندكش الحق تحاسبني، و غادي ندمك على هاد الضربة
محمد : ' خبطو مع الحيط حتى تزدح ليه راسو ' لا متحركتييييش دااابة من قدامي نتاااا الي غادي تندم

فالدار رجعات الأجواء أهدأ بعدما غادرو الناس.. بقاو بعض الأقارب و الجيران الي تحولو لبيوت الضياف بعدما تحيدو الخيمات.. فالبيت الي فيه العيالات كانت جالسة فاطمة بلباس امازيغي فاللون الأحمر و الأصفر.. دايرين ليها القطيب على راسها مع مجوهرات فضية..
جالسة فالوسط و الأنظار عليها.. جالسة جنبها مها سعاد و هي الوحيدة الي لاحظات توثرها مع مرور الوقت.. حطات يدها على يد بنتها و بدات كتقرا عليها القرآن باش تهدا شوية.. و بعد مدة قصيرة جا الوقت الي كانت متخوفة منو سعاد و فاطمة.. على أغاني الفتيات نوضوها باش تمشي لبيتها..

قلب فاطمة كان كيضرب بسرعة لدرجة حاسة بيه غادي يوقف.. تالاسين الي كانت كتشطح مع لبنات شافتهم مخرجينها و هي تمشي عندها.. شدات فيدها و شافت فيها كتحاول طمأنها و توصل ليها أنه ماعندها مناش تخاف.. صوت الزغاريت رجع لفاطمة صور من ديك الليلة حتى حسات برجليها فشلو عليها..
الدموع تحجرو فعنيها و الي داز عليها كيتعاود قدامها لحظة بلحظة.. كل الإهانات و الضرب و التجريح.. تالاسين تقريبا هي الي كانت مسنداها هي و مها اما كم طاحت لرض.. و هما كيقربو لبيت هشام الي غيكون بيتها من هنا لقدام.. بانت ليها ثرية واقفة و حاطة يدها على خصرها.. و كيف وصلو لعندها خرجات كلامها القاسي و عنيها على فاطمة الي راكبها الخوف من راسها لرجليها..

ثرية : هضرتو بزاف و قلتو البنت شريفة عفيفة و مدارت حتى حاجة عيب، و هاهي جات المناسبة تبينو لينا، ' شافت فسعاد ' مغادي نرتاح حتى نشوف السروال و نعرف ولدي مدارهاش بيه قلبو الحنين و تشمت
سعاد : ختي ثرية، البنت مزال
ثرية : ماشي شغلي، راك عارفة هادو الي باقي جالسين باغي يديو لخبار، و أنا سكت و رضيت لولدي بهاد الزواج، اوا اليوم نعرفو آش كاين
تالاسين بغات تدخل و لكن عارفة مرت خالها كيفاش دايرة غادي غير تزيد تجرح فاطمة بهضرتها.. حلات الباب و جرات معها فاطمة الي وجها رجع شاحب و مشا منو اللون.. سعاد بقات واقفة عند الباب و راسها منزلاه لأرض و كتدعي هاد الليلة دوز على خير.. حسات بيد تحطات على كتفها و هي تلفت لقاتها سعدية..

سعدية : سيري ترتاحي و ماعندك مناش تخافي، كلشي غيدوز مزيان
سعاد : الله يجازيك بالخير
سعدية : دي معاك تالاسين، ' عيطات عليها ' تالاسين سيري مع خالتك
تالاسين : بغيت نبقى شوية مع فاطمة
سعدية : نوضي تگعدي گالاك تبقاي معها، سيري تبعي خالتك و سيري حطي داك الراس الصباح محال تفيقي لينا
عنقات تالاسين فاطمة الي واقفة وسط الغرفة كيف الجماد و خرجات.. سدات سعدية الباب و جبدات من وراه مجمر صغير فيه الفاخر.. دارت فيه شوية من داك النسيج و كيف طلع الدخان قربات عند فاطمة.. شدات فيها و بدات كضور عليها المجمر و هي كتقول..
سعدية : ماعندك لاش تخافي ابنتي، داكشي الي وقع ليك مغاديش يتعاود، كان عندك مشكيل و هاحنا دابة حليناه، غير ريحي بالك
فاطمة : ' الصمت '
سعدية : ' حطات المجمر فلرض و تقابلات مع فاطمة ' الي غنقول ليك هو هشام تربية يدي و انا متيقنة غادي يحافظ عليك و يصونك، ماختارك الا و باغيك، و ان شاء الله كلشي يدوز مزيان و تكمل فرحتنا ' تسمع دقان ثقيل فالباب ' انا مشيت ابنتي و راك فالحفظ و الصون
طلقات منها لاسعدية و مشات حلات الباب، فاطمة كانت عاطية لباب بظهرها.. تهز قلبها فاش سمعات لباب تسد و صوت خطوات كيقربو لعندها..

واقفة وسط الغرفة و عنيها على السرير.. كترجف كلها و الدموع محجرين فعنيها.. كتسمع فيه كيقرب لعندها غمضات عنيها فاش سمعاتو وقف خلفها.. النفس تحبسات فيها و اطرافها حاسة بيهم باردين كيف الثلج.. رغم الزينة الي على وجها رجع وجها شاحب بدرجة ملحوظة.. 
بغات ترمي خطوة و تحرك من مكانها لكن ماقدراتش.. الخوف نساها فشكون معها فالغرفة و بشنو كتحس من جهتو.. كيبانو ليها غير صور من ديك الليلة الكحلة فهاد اللحظة.. جفلات فاش حسات بجسدو قريب منها و كانت غتبعد حتى حسات بيدين قويين دارو على خصرها و حضنها من الخلف.. 
هشام منين دخل و شافها فديك الحالة ضرو قلبو عليها.. عارفها غتذكر الي وقع ليها و هادشي متوقع.. لكن هو واعد نفسو انه ينسيها فكلشي و يخلي فاطمة المرحة الي ديما الضحكة الخجولة مكتفارقش وجها ترجع من جديد..
حس بيها كترجف أكثر و هو يزير عليها.. قرب عند وذنها حتى لمسو شفايفو بشرتها و قال بصوت حنين.. 

هشام : مكاين لاش هاد الخوف كولو، كنت مظطر نطلب يدك بهاد السرعة لأسبابي، و لكن مغاديش نفرض عليك شي حاجة نتي مباغيهاش، خودي راحتك و اعتابري هذا بيتك تصرفي فيه كيف بغيتي
بعد عليها هشام و مشا فاتجاه الماريو و هو كيحيد فالتريكو الي لابس.. مشافش وجه فاطمة الي رجع فيه اللون و خدودها الي رجعو حمرين، و بالتأكيد ماحسش بقلبها الي كان كيضرب بسرعة خيالية.. حضنو كان دافئ و كلامو كان كيف الدوا على الجرح.. عكس الحيوان الي هجم عليها كيف دخل.. فرق شااااسع بيناتهم و المقارنة ظالمة فحق هشام.. 
هبطات دمعة على خدها و تمنات لو أنها معاشتش ديك التجربة و كانت تزفات للشخص الي كيضرب ليه قلبها.. هي بالصح رجعات مرتو دابة لكن ماقدراش تسيطر على نفسها و تعيش كأن حتى شي حاجة موقعات.. خايفة لدرجة كبيرة أن كلشي غادي يتغير لو قرب منها هشام و وقع نفس الشيء..
ماتقدرش تسمع منو نفس كلام لاخر أو حتى تشوف نظرات الاشمئزاز و الإحتقار فعنيه.. تفضل الموت على هاكة.. أخيرا قدرات تحرك من بلاصتها و تمشات لجهة السرير.. بغات غير تجلس لأن الوقوف على رجليها جاها متعب فهاد اللحظة.. جلسات على واحد الجانب و حنات راسها و هي كتسمع صوت تحركات هشام فالبيت.. بدون متقدر تهز راسها و تشوف فيه.. 

حل الماريو بغا يجبد مايلبس و هو يتوقف للحظة كيشوف فحوايج فاطمة الي جنب جوايجو.. ابتاسم ابتسامة خفيفة و جبد تريكو آخر لبسو.. لبسو عليه و كان يالاه غيسد و هو يلمح شي حاجة لفتات انتباهو.. اختفت الابتسامة من وجهو و مد يدو هز السروال الي كان مطوي و محطوط لقدام..
لونو أبيض و فيه طرز بالأخضر.. عرف ديالاش و شكون حطاتو هنا.. دوز يدو على شعرو و تنهد.. عاود رجعو تحت حوايجو و سد الماريو.. تلفت جهة فاطمة الي كانت جالسة بداك الشكل و بقا واقف شحال كيشوف فيها.. تحرك بخطوات تابثة و قرب لعندها.. تقابل معها و تحدر حاط ركبتو فلرض.. مد يدو حطها على يدها الي فوق حجرها.. 

هشام : فاطمة شوفي فيا
فاطمة : ' هزات راسها ببطء شافت فيه '
هشام : قلت ليك تصرفي براحة.. واخة كاينين بجوج فبيت واحد و يقدر نتي محساش بالراحة فوجودي و لكن انا باغيك تحركي كيف بغيتي.. اعتابريني بحال خوك محمد لو بغيتي، و كوني متأكدة حتى حاجة مغادي توصلك، و الي بيناتنا غيبقا بيناتنا، مغاديش يخرج من هاد البيت
فاطمة : ' هبطو دموعها '
هشام : حط يدو على خدها و مسح دمعتها ' متبكيش دموعك غاليين

وقف و قرب لعندها.. حط شفايفو على جبهتها و طبع قبلة طويلة عاد بعد.. مشا للجهة لاخرى و تكا فبلاصتو.. حط يدو علي وجهو و سد عنيه..
فاطمة بقاو الكلمات الي قال كيتعاودو فراسها.. فرحات من كلامو و حنيتو و لكن فنفس الوقت ماقدرات الا و تحس ببعض الحزن من العبارة الي قال.. أنه بغاها تحسبو كيف خوها محمد.. واش هو كيشوفها كيف ختو و دار هادشي غير باش يساعدها.. يعني غادي يجي اليوم الي يبغي يتزوج فيه زواج حقيقي من البنت الي بغا و ساعتها غادي يخليها..
آه علاش غادي تبقى جنبو.. أكيد بعد مدة غيطلقها و يكون دار الي عليه.. زادو هبطو دموع أخرى و هي كتحلل و تعاود.. مر الوقت و هي على نفس الوضعية.. تلفتات بشوية شافت جهتو بان ليها ناعس.. خدات وقت و هي كتأمل فوجهو بملامح حزينة.. بان ليها تحرك و هي تبعد عينيها.. بعد دقائق ناضت من بلاصتها و مشات لماريو..
جبدات بيجامة طويلة و حيدات القفطان.. لبساتها و فكات شعرها خلاتو مطلوق.. رجعات لجهتها من السرير و تخشات فبلاصتها.. مخلية مسافة بينها و بين هشام.. تكات على جنبها موالية ليه ظهرها.. حطات يدها تحت راسها و بقات كتشوف فالشمعة الي كدوب شوية بشوية حتى مشات بيها عنيها..
تحرك هشام و نعس على جنبو.. حل عنيه كيشوف فظهرها و هي مكمشة فراسها.. قرب لعندها و طبع قبلة على كتفها.. مد يدو طفا الشمعة من جهتها و تسطح على ظهرو..

طلعات أشعة الشمس معلنة على يوم جديد.. دار زيدان كانت مزالها عامرة ضياف الي نعسو فوقت متأخر و واخة هكاك فاقو بكري.. بدات الحركة فالدار مع بزوغ الفجر.. سعدية و سعاد فاقو بكري كيوجدو الفطور للناس.. و هما مشغولين فالكوزينة دخلات عندهم ثرية الي عاد فاقت..
ثرية : اوا اسعاد مزال مغادي نشوفو صباح بنتك
سعاد : ' بإحراج ' باينة مزال مفاقو
ثرية : و على هاد الحساب نمشي و نفيقهم
سعيدة : خليهم عليك مزال الحال بكري، و آجي ديري يديك معنا
ثرية : بان ليا نتوما بجوج فيكم البركة، كوزينتي مكنعرفش نشقا فيها لكان الزحام
بلما تهتم للهضرة الي لاحت فوجه سعاد مشات فاتجاه بيت هشام و هي مخسرة وجها على الصباح.. طلعات كمام قميصها كتشالي بدمالجها و بدات كدق عليهم.. 

كان متكي على جنبو و مكالي بيدو على المخدة.. كيتأمل وجها و هي مخشية فيه.. حط صباعو عند خدها و رجع شعرها الأسود اللور .. رجع كيمرر صبعو على خدها و جنب شفتها.. ماحس براسو الا و هو كيقرب لعندها.. استنشق عبيرها و هو قريب لوجها بزاااف.. يالاه حط شفايفو جنب شفتها و هو يسمع صوت دقان مجهد فالباب.. 
ناض بسرعة عاقد حجبانو.. ضرب جوج خطوات و حل الباب و هو معول يخرج فالي كيدق بهاد الشكل على الصباح.. بانت ليه مو واقفة وقفة العسكر كأنها مستاعدة للحرب.. ابتاسم ليها و قال.. 

هشام : صباح النور الواليدة
ثرية : صباح الخير، ' كتحاول تشوف داخل الغرفة ' فقتوو
هشام : فاطمة مزال مفاقت ' شاف سعدية واقفة ورا ثرية ' صباح الخير جدة
سعدية : صباح الخير اولدي ' هضرات مع ثرية ' آجي بغيت نهضر معاك
ثرية : مغادية فين حتى نشوف صباحها
سعيدة : الله يهديك اثرية، تحركي يالاه معيا
ثرية : واش قلت شي حاجة عيب، ياك هي مدايرة والو و كانت مثقفة و
هشام : الواليدة سدي هاد الموضوع
ثرية : ' بدات كتهضر بصوت مرتافع ' واش ماشي من حقي نوريه لهادو الي جالسين علي قبلو و نسكت ليهم فمهم، بغتي يضحكو علينااا
هشام : ' بنبرة عصبية ' هادشي ماشغل حد فيه، ياك المهم انا نشوفوو
ثرية : ' كضحك ' لا لا واش نتا ولدي هشام، دغيا ردتيني ماشي شغلي و جمعتيني مع البراني
سعاد : ' من وراهم ' لا ثرية غير بشوية، ' شافت فهشام ' عفاك اولدي دير شنو قالت ليك مك، هادشي من مصلحة بنتي باش من اليوم تعيش مهنية

بقا هشام واقف كيشوف فمو الي باين مغاداش تنازل.. سد عليهم الباب و دخل.. بقات ثرية مخرجة عنيها فالباب مامتيقاش ولدها سدو فوجها.. بغات ترجع دق و هو يتحل.. شاف فيها هشام غير راضي على تصرفاتها.. 
سد الباب على فاطمة الي مزال ناعسة.. رما لمو السروال و تم خارج زاعف.. شداتو كتقلب فيه غير بانو ليها نقيطات الدم . ماعرفاش واش تفرح و لا تعصب.. سعدية حركات راسها بلا حول و جرات معها سعاد.. مخليين ثرية واقفة عند الباب تالفة..

صالة الضياف كانت عامرة بالعيالات.. دايرين على جوج طبالي ديال الفطور.. بعدما فطرو تمات داخلة عندهم ثرية هازة راسها الفوق و بين يديها طبگ وسطو السروال.. حطاتو ليهم شافوه و ناضو يزغرتو و يغنيو..
تالاسين تسلات من وسطهم و خرجات من الصالة.. مشات لبيت فاطمة و هشام و حينت عارفاه خارج حلات الباب و دخلات.. بانت ليها فاطمة باقة ناعسة.. قربات على قرون صباعها و تلاحت عليها.. ناضت فاطمة طافجة و عنيها خارجين..
ماعرفات باش تبلات بقات كتشوف فالبيت و تعاود و على شحال عاد استعقلات فين هي.. شافت فتالاسين لقاتها ميتة عليها بالضحك.. 

تالاسين : صباح النوور عروستنا
فاطمة : ' شادة فقلبها ' حشومة عليك خرجتيها مني خلعة
تالاسين : الحيحة نايضة فالخارج و نتي هنا كتشخري
فاطمة : ' شافت فأرجاء الغرفة '
تالاسين : خويا هشام خرج قبيلة، ' قربات ليها و همسات ' شنو وقع بيناتكم امم
فاطمة : هاا، ش شنو و!! 
تالاسين : شوفي بلما تستهبلي عليا، راني عارفة شنو كيوقع بين المرا و راجلها ليلة العرس
فاطمة : ' خرجات فيها عينيها ' م مابقتيش كتحشمي
تالاسين : علاش شنو قلت، و زايدون غا بيناتنا، و واش عنقك ' حطات يدها على فمها كضحك بخجل ' و باسك !
فاطمة : ' تفكرات فاش عنقها هشام من الخلف و هي تزنگ ' شنو هاد الصوت الي فالخارج ؟
تالاسين : مابغتيش تجاوبي واخة عليك، حتى نتي غتبدلي بحال بنت عيشة جارتنا، منين تزوجات مابقات تقول لينا حتى السلام، و لكن مظنيتش فيك هادشي
فاطمة : ' كتلعب بصباعها ' م ماوقع والو
تالاسين : كذاااابة، باينة عنقك غا گري
فاطمة : كتسولي غير على واش عنقني ؟
تالاسين : آه، علاه درتو شي حاجة أخرى !!

فاطمة : ' ضحكات على براءة تالاسين و قالت ' امم عنقني صافي هادشي الي باغة تعرفي
تالاسين : ' ابتاسمات بحماس ' ايه و كيف حسيتي، خويا هشام ضريف و حنين بزاف، فاش كيجي مكنسخاش يرجع لخدمتو حينت كيعاملني مزيان و كلشي كيقول بلي انا عزيزة عليه
فاطمة : ' حسات ببعض الغيرة ' سعداتك بيه
تالاسين : و نتي الي سعداتك ههه، يالاه نوضي نخرجو، انا مزال مافطرت، قلت حتى نفطرو مجموعين
فاطمة : ' بان عليها التوثر ' شكون كاين فالخارج ؟
تالاسين : شي ناس باقيين و العائلة
فاطمة : نمشيو نفطرو فالكوزينة !
تالاسين : واخة يالاه، حسن باش نهضرو على خاطرنا و تقولي ليا شحال من مرة عنقك هشام ههه

واقفين بجوج متكيين على الحيط.. هشام خرج معصب من الدار و داكشي الي عاود ليه محمد على شنو دار رضوان زاد جهلو.. كان غادي ليه لو ماحبسوش محمد و قال ليه سبق و تبرا منو..
هشام : غا ديال العصا الكلب لاخر
محمد : عند بالو دارها زينة، و مزال كيتجبد عصب جدمي لبارح
هشام : من نهارو و هو كيتصرف من راسو، و لكن الغلطة ديال لبارح مغاديش نسكتو عليها، ' شاف فمحمد ' فخبار يَدر شنو دار ؟
محمد : غتكون وصلاتو
هشام : من اليوم مباقيش يخدم معنا، حينت لا شفتو محال نشد راسي
محمد : خليك منو، يعاودها غيكون حسابو معيا، قوليا امتى غترجع لمدينة ؟
هشام : عندي 3 أيام و خاص نرجع
محمد : غادي ندي معيا الواليدة للدار عندي
هشام : علاش، خليها هنا مرتاحة و قريبة لبنتها
محمد : ' حط يدو على كتف هشام ' غير خلي نديها معيا حسن، فاطمة مطمأن عليها معاك و لكن مابغيتش ليها مشاكل مع عائلتك، هاكة حسن

جالس صلاح فالمكتب ديالو و كيضرب بصباع يدو على سطح المكتب.. فاليد لاخرى هاز الرسمة كيشوووف فيها.. سمع واحد من الجنود داخل عندو للخيمة و هو يحط الصورة و شاف فيه.. قال ليه أن الشخص الي سيفطو ليه جا.. طلب منو يدخلو و بعد لحظات تم داخل السعيد.. حط صلاح الرسمة من يدو و شار ليه يچلس..
صلاح : بغيتك تعاود ليا بالتفصيل شنو شفتي لبارح، أي حاجة جاتك ماشي هي هاديك قولها ممكن تنفعنا
بقا السعيد كيعاود شنو شاف و معامن تلاقى، عطا الأسماء و الوصف لكل شخص صادفو فديك الليلة، لكن البلاصة الي لقى فيها جثة الجندي مكان فيها حد.. و رغم هادشي ركز السعيد ان المكان قريب لدار زيدان و كررها شحال من مرة..
و بعد الحديث الي دار بيناتهم ناض السعيد باش ينصارف.. و هو خارج بان ليه أوسمان جاي من بعيد و معاه جنود آخرين تابعينو من الخلف.. كان باين للسعيد ان ولد المارشال شخص ماشي ساهل التعامل معاه.. من الطريقة باش تصرف معاه لبارح مدخلش ليه لگانتو.. و هو غادي شاف فاتجاهو اوسمان بنظرات قاسية و هو يحدر راسو و زاد مع الطريق..

توجه أوسمان للخيمة الكبيرة الي فيها الإجتماع.. و هو داخل تلاقى بصلاح الي لقاه عليه التحية.. جلس صلاح جنب أوسمان و هما فانتظار قدوم المارشال.. بعد تردد هضر معاه.. 
صلاح : كنعتاذر على التصرف الي درت، عارف ان تصرفي ماشي غلط و لكن
أوسمان : ' بدون ميشوف فيه ' علاش كتعتاذر منين ماغلطيش
صلاح : نتا القائد ديال هاد الكتيبة و ديما كانو قراراتك فمحلهم، و لكن لبارح مات واحد من رجالنا و فهادي مخاصش نتراجعو
أوسمان : عندك الحق
صلاح : ارتاحيت فاش عرفت ان هذا رأيك

وقفو بجوج فاش شافو المارشال داخل.. چلس فرأس الطبلة و بدا الإجتماع الي كان موضوعو فالغالب على الي وقع ليلة لبارح و موت الجندي.. كان عندهم نوع من الحداد على موت شخص واحد و متيرطاتش ليهم.. متناسين شحال مات على يديهم.. 
أكد آرثر ان فبحال هادشي غيكون رد فعل أشد باش ميتكررش.. و الشخص الي قام بهاد الفعلة ولات عندهم الأولية يقبضو عليه.. و من هنا لقدام غيركزو على القرية الي وقع فيها هادشي.. هي مسقط رأس زعيم المقاومة و غالبا غيكونو مقاومين داخلها.. نهى الإجتماع و خرج بدون ميشوف جهة أوسمان و لو مرة وحدة.. بعد مغادرة الكل ناض اوسمان باش يغادر..
ركب فسيارتو و خرج من المعسكر.. كان غادي فالطريق متوجه للمدينة حتى فجأة دار بسرعة مغير الإتجاه جهة القرية.. مدازش وقت بزاف حتى كان اوسمان فسيارتو قدام دار تالاسين.. بقا شحال و هو عنيه على الباب..
بان ليه تحل و بعدها خرجات الي كانت شاغلة بالو طيلة ليلة لبارح.. هازة فيديها بيدوات ديال الماء.. تفكر نهار كانت جاية بعدما سقات الماء.. شافها من بعيد فاش تخبات.. و منين لاحظ سيارة وحدين من رجالو عرف أنها تخبات منهم.. تصرف لحظتها و لكن بعدما مشات تبعهم و آمرهم مايقربو لأي واحد من سكان القرية خاصة النسا بدون أوامرو..
بقا فالسيارة و هو كيشوف فيها مدابزة من الحايك الي كل ساعة يهبط ليها حتى كيبان شعرها.. بانت ليه كتسوط و تخسر فتعابير وجها.. تحنات بغات تهز البيدوات و هو يوقف شي حد قدامها.. هزات راسها شافتو و هي تبتاسم..
أوسمان لمح الشخص الي وقف عليها و هو يعقد حجبانو.. حط يدو على مقبض الباب و هو مقادرش يتحكم مزال فأعصابو.. 

قرب عندها و حط يدو على خدها قرصها منو و هو كيضحك معها.. دلات شفايفها و كتغبن بطريقة طفولية.. موالف يضحك معها بديك الطريقة و يدللها رغم كلام مو و تحذيرها من الطريقة باش كيتعامل معها.. و لكن هشام مكيهتمش لتعليقات مو و كيتصرف براحة مع تالاسين..
و هي بدورها كتحس معاه بصغر سنها و انها مزال طفلة و يمكن ليها تستمتع بوقتها.. كانت خايفة لا تزوج غادي يغير معاملتو معها.. لكن من تصرفاتو معها دابة حسات بالفرحة.. الناس الي قراب ليها و عندهم مكانة كبيرة عندها معدودين.. و هشام واحد منهم كان و مزال نعم الأخ ليها.. هو و جداها و خالها خففو عليها الإحساس باليتم الي خلا فراغ كبير داخلها..
تحدر هشام و خدا من عندها البيدوات و قال.. 
هشام : نمشيو نسگيو الما
تالاسين : لا غير عطيهم ليا لا تخاصم عليا مرت خالي، انا غادي نسگي راسي
هشام : زعما تقدري تهزيهم بوحدك و هما عامرين
تالاسين : ' بثقة ' آه موالفة كنهزهم، و كنهز حتى كبر منهم، واش حگرتيني
هشام : لا حاشة واش نحگرك، عارفك راجل و نص
تالاسين : أنا ماشي راجل، خاصك تقول مرا ونص
هشام : ههههه ' حط يدو على راسها ' أنا شفت غا النص، شحال فيك فالطول نص ميترو
تالاسين : ' خنزرات فيه و ضربات برجلها فلرض ' و علاااش كضحك، أنا مقصيراااش، راه نتا الي داير كيف سلوم الشفارة
هشام : لا نتي الي قصيرة، فاش كانو البنات كيطوالو نتي فين كنتي، آه كنتي كتسگي الما هههه

تالاسين قربات ليه بغات ضربو و هو يهرب ليها.. تبعاتو كتجري باغة تشدو و هشام محاولش حتى يجري.. مكتجي فين تصولو حتى كيبعد و هو ميت بالضحك عليها.. وصلو لجهة البير و كان عامرة بالبنات.. تالاسين وقفات جنب هشام فاش شافت كلشي كيشوف فيهم..
خاصة فهشام الي هاز البيدوات.. معروف فالدوار البنات الي كيسگيو و يقومو ببحال هاد المهام و جاتهم غريبة يشوفوه جاي لهنا.. خاصة أنه معروف فالدوار بدراستو فالمدينة و أنه تخرج و رجع طبيب.. هشام تجاهل نظراتهم و تلفت عند تالاسين كيضحك معها حتى خوا القنت عاد مشا سگا الما.. تالاسين بغات تشد من عندو واحد من البيدوات و مخلاهاش.. هزهم بجوج و تمشاو مع بعض..

بعدما خرج من السيارة و كان ناوي اتاجه لعندهم.. تراجع فلحظة و هو كيفكر بآش من صفة غادي يهضر معها و بآش من حق غيسولها و لا الي معها على طبيعة علاقتهم.. كان تفكيرو مخربق مع هادشي الي وقع مؤخراً.. و حتى تصرفاتو المتسرعة مكانتش من طبعو.. بقا واقف كيشوف فهشام كيضحك معها بديك الطريقة و وجهو متهجم..
رجع حل الباب و طلع.. شغل السيارة و تحرك مبعد من تماك قبل مايدير شي تصرف متهور.. داز لدار جدو و دخل يقابل مو.. جلس معها شوية و قال ليها أنه مغاديش يرجع لهنا على مدة.. و هي لبغات تزورو غادي يسيفط ليها الي يجيبها لعندو.. بعد زيارتو للام ديالو غادر القرية و توجه للمدينة..

دخلو للدار ضاحكين و مناگرين بيناتهم.. ثرية كانت واقفة فباب الكوزينة شافتهم و هي تخنزر فتالاسين.. ماعجبهاش ولدها ينزل بقيمتو لهاد الدرجة و يدير بحال هاد التصرفات.. قرب لعندها هشام و هبط قبل راسها..
هشام : أخيراً خوات الدار و غادي نلقاو راحتنا
ثرية : خوات، ماعرت منين
هشام : علاه شكون باقي، ياك كلشي مشا
ثرية : على مبان ليا ماشي كلشي مشا فحالو، و بيتك ولى ديال التجمعات
هشام : شنو كتقصدي ؟
ثرية : و ديك الي تزوجي بيها هي و مها من الصباح مخشين فداك البيت، و حنا هنا كنشقاو و نوجدو لسيادتهم مياكلو
هشام : ' شاف فمو بيأس ' مالقيت منقول ليك الواليدة

دار خارج من الكوزينة و هو يسمع الدقان.. مشا حل لقاه محمد.. دخلو و مشاو للصالة جلسو فيها.. شوية دخلات عندهم تالاسين هازة طاس فيديها.. قربات حادرة عنيها و مدات لمحمد الي كان على ليمن باش يغسل يديه.. شاف فيها و هو ياخد من عندها المقراج و خوا لراسو..
مدات ليه الفوطة مكتشوفش فيه و هو مزال عنيه عليها.. كيشوووف فخدودها الي موردين.. خداها من عندها مسح و مدها لهشام الي حتى هو غسل راسو.. خرجات كتزرب فخطاويها و رجعات لكوزينة و وجها داير بحال مطيشة.. مدات ليها جداها طپگ ديال الخبز باش تديه.. بان ليها خالها داخل لصالة عندهم و هي تجري لعندو و مداتو ليه يدخلو..

تحط الغدا و الكل مجموعين على الطبلة.. الدراري و عبد الله جنبو مرتو ثرية و مو و حداها سعاد.. و جالسين جنبها فاطمة و تالاسين.. بداو الآكل فجو هادئ من غير الرجال الي كانو مشاركين الحديث.. واحد اللحظة هزات فاطمة عنيها لفين جالس هشام و هي تلقاه كيشوف فيه.. بدات كترمش فعنيها بسرعة و رجعات نزلاتهم.. ابتاسم هشام بطرف شفايفو على رد فعلها..
فاطمة حرمات باقي تهز عنيها و تشوف جيهتو.. رجعات غير كتنقب فالماكلة و هي كتفكر فالليلة الي جمعاتهم أول مرة تحت سقف واحد..
أما واحد تالاسين فكانت واخدة راحتها فالأكل غافلة على العنين الي كيسرقو منها نظرات كلما لقى الفرصة.. كان مقرر يجبد موضوع الزواج منها ليهم ماحدهم مجموعين.. لكن أجلو مزال شوية حتى يقادو أمورو و يكون داز شوية الوقت على زواج ختو..

بعدما كملو الآكل و تحطات صينية ديال اتاي مع بعض الحلويات.. تكلم محمد موجه هضرتو لعبد الله.. و شكرو بإمتنان على استضافتهم فدارو و وقفتو هو و عائلتو.. و خبرهم أنه اليوم غادي يرجع للمدينة هو و مو.. فاطمة سمعات شنو قال خوها و هي تهز عينيها فيه و فمها.. شافت فيهم و لمعة الدموع غطات عينيها.. قالت بصوت منخفض..
فاطمة : ف فين غاديين ؟

سعاد : ' حطات يدها على يد بنتها ' نتي دابة مزوجة و فدار راجلك، محمد خاصو يرجع لخدمتو و خاص الي يجلس معاه ابنتي، لا بقيت هنا غيكون ديما بالي مشغول معاه
محمد : رجعات عندك عائلة و عزيتي فيا الواليدة، منبقاش فيك انا
فاطمة : ' شفايفها كيرجفو و حابسة البكية ' ل لمدينة بعيدة
محمد : ' ابتاسم ' مابعيدا والو، ساعتين و تلقاينا عندك، و لا توحشتينا هشام غادي يجيبك تشوفينا، ياك اهشام
هشام : وقتما بغات تشوفكم غادي نجيبها
محمد : شفتي

ثرية كانت جالسة كتسمع ليهم.. عجبها الحال فاش عرفات ان سعاد غتمشي مع ولدها و منين شافت رد فعل فاطمة قلبات عنيها.. جاتها كتغبن و غا على سبة و زادت تكرهات فاش شافت كلشي شاد ليها الخاطر.. بانت ليها فاطمة وقفات و خرجات كتجري من البيت و هي ضرب يد مع يد و كتحلف فخاطرها..
ناضت سعاد تبعات بنتها و دخلات عندها لبيت.. لقاتها جالسة على حافة الفراش و حاطة يديها على وجهها و كتبكي.. جلسات جنبها و عنقاتها كطبطب عليها.. بقات معها حتى هدات مسحات ليها وجها و هزات ليها راسها.. 
سعاد : سمعينى مزيان ابنتي، نتي مابقتيش بنت صغيرة راك رجعتي مرا مزوجة و عندك مسؤوليات، منهم تخدمي راجلك الي هو ولد الناس و يستاهل غير الخير
فاطمة : و لكن انا
سعاد : مكاين ما ولكن،سمعيني مزيان شنو غنقول ليك، الله يرضي عليك ابنتي الي قالها ليك راجلك ديريها و كوني تسمعي الهضرة و تجنبي المشاكل، لاسعدية مرا حكيمة و مغاديش تلقاي معها المشكيل، و حتى سي عبد الله من ديما كان راجل مزيان و حقّاني، ' حطات يدها على خد فاطمة ' ثرية هي بالصح صعيبة شوية و لكن معذورة، عندها ولد واحد و تزوج، انا براسي غادي نحس بنفس الشيء لا تزوج محمد، احتارميها و حسبيها فالمثابة ديالي و غادي تميل ليك و تقبلك
فاطمة : مّي علاش متبقايش معيا
سعاد : ميمكنش ابنتي، عمرك شفتي شي وحدة عايشة مع دار نسابها، بغيتي الناس يعايبو علينا، و زايدون محمد مابغيتش يبقى عايش بوحدو فالمدينة، قبل كان كيجي بزاف على قبلنا و لكن دابة ميمكنش ليه يهبط كل ساعة عند الناس، كن ما مطمأنين عليك مع هاد الناس مغاديش نخليوك، و راه صاحبتك تالاسين الي مكنتيش كتبغي تفارقي معها حداك، آش باقي بغيتي
فاطمة : ' حطات راسها على صدر مها ' غتجيو تشوفوني ياك
سعاد : بطبيعة الحال، و حتى نتي غتولي طلعي لعندنا، ' كتمرر يدها على شعرها ' هشام باينة ماشي من النوع الي يحبسك غا فالدار، و لا قلتي ليه باغة تجي عندنا مغاديش يرفض، يالاه مسحي دموعك و خليك قوية

سمعو دقان فالباب و هو يدخل محمد.. ناضت فاطمة من حدا مها و مشات عندو عنقاتو بقوة.. حضنها بدورو و طبع قبلة على راسها.. ناضت سعاد لبسات عليها و جمعات حوايجها الي شرا ليها محمد و هشام آخر مرة.. خرجو توادعو مع العائلة.. هز محمد الشانطة ديال الحوايج سابق.. مع وصل لعند الباب تلفت شاف فتالاسين الي واقفة جنب فاطمة..
لاحظ عينيها الي مدمعين و هي كتشوف فيه.. تنهد بصعوبة و خرج.. حل الباب لمو طلعات و دار ركب.. شغل السيارة و تحرك مغادر القرية الي خلى فيها ختو و قلبو..
رجعات فاطمة لبيتها و جلسات كتبكي رغم الكلام الي قالت ليها مها.. هادي أول مرة تبعد عليها من صغرها.. هي و خوها كانو كل عائلتها و فراقهم جاها صعيب واخة كلشي.. بقات فالبيت طول النهار و فاش عيطات عليها تالاسين تخرج تعشا اعتاذرات و قالت بلي مافيهاش..

كانت متكية فوق الفراش على جنبها.. سمعات صوت الباب و هو كيتحل و ناضت تقادات فالجلسة.. بان ليها هشام داخل شاف فيها و ابتاسم ليها.. حيد السترة الي كان لابس و قرب لعندها.. جلس جنبها قريب ليها.. كانت مهبطة راسها كيف العادة..
مد يديه حاوط بيهم وجها و رفعو لعندو.. شاف فعنيها الي منفوخين و نيفها الي كان حمر.. مرر إبهامو على خدها و هو كيتأمل فوجها بنظرات وثروها.. قال بنبرة هامسة..

هشام : باركة من البكا، مابغيتش نشوف الدموع فهاد العينين مزال ' قرب طبع قبلة على كل عين ' واش لهاد الدرجة مابغتيش تبقاي معيا، مامرتاحاش ؟!
فاطمة : ' هبطات عينيها و حركات راسها بلا '
هشام : فاطمة شوفي فيا
فاطمة : ' هزات عينيها و شافت فيه بارتباك '
هشام : واش لاحظتي من لبارح مسمعتش صوتك، ماعندك حتى حاجة بغيتي تقوليها ليا
فاطمة : ' حركات راسها بلا '
هشام : ' غوبش ' كنعقل قبل منتزوجو كنتي كتهضري مزيان، ' قرب عند وجها ' باغي نسمع صوتك
فاطمة : ' رجع قلبها كيضرب بسرعة ' ه هشام
هشام : ' إبتاسم ' أخيراً هضرتي، عاوديها
فاطمة : ش شنو هي!! 
هشام : سميتي

حسات فاطمة بخدودها غيطرطقو بالسخونية و هي كتشوف فيه بداك القرب.. بغات تبعد عينيها أو كلها لكن هشام كان شادها بإحكام.. و قربو خربق ليها عقلها كتحس بأنفاسو كيضربو فوجها و هو كيهضر معها بديك النبرة.. اما نظراتو ليها حبسو فيها النفس.. شافتو زاد قرب أكثر و هي ترجع كترجف بوضوح.. 
هشام لاحظ توثرها لكن ماقدرش يسيطر على مشاعرو.. ميل راسو و حط شفايفو على شفايفها برفق.. كان كيتسنا رد فعلها و منين مهرباتش راسها زاد قربها ليه و شرع فتقبيلها.. كانت قبلة حنينة عبر فيها على مشاعر كان كاتمها من مدة..
حل عينيه و بعد شوية.. بانت ليه سادة عينيها و رغم أنها كانت مزال كترجف ارتاح فاش منفراتش منو او بعداتو.. رجع كيقبل شفايفها هاد المرة بشغف و جنون و هو كيميل بيها فوق الفراش..

دخلات أشعة الشمس متسللة من شق النافذة.. هشام مستلقي على جنبو و كيمرر يدو على شعر فاطمة الي كانت غاطة فنوم عميق.. مدة و هو مراقبها و هي ناعسة بهدوء.. شوية حس بيها تحركات و بدات كترمش فجفونها..
فاطمة مع حلات عينيها عليه قفزات و حاولات تنوض.. حسات بألم تحتها و هي تأوه.. خرجات عينيها فاش رجعو ليها اللحظات الحميمية الي عاشتهم البارح معاه.. هبطات عينيها شافت فراسها نصف عارية و هي طلع عليها الغطا.. حسات بحال الي خويتي عليها سطل ديال الما جامد.. ماعرفات باش تبلات و لا فين ترد وجها.. بغات تهرب من قدامو و مالقات فين..
هبطات عليها واحد الحشمة و جاتها البكية فهاد اللحظة.. هشام بقا حاضيها و عاجبو الحال.. خجلها و تلبكها بهاد الطريقة خلاه يحس بالنشوة.. عمرو شك فتربيتها أو انها ممكن تفرط فشرفها.. و مكانش محتاج لتأكيد ليلة لبارح و مع ذلك حاس بفخر كبير..
عظ على شفتو كيتمعن فيها و هي مرتبكة بشكل ظريف.. ماحس براسو و الا جابدها لعندو حتى طاحت على صدرو العاري.. كيف هزات عينيها المتوسعين فيه هبط على شفايفها كيقبل فيهم بجنون.. 

بعد قبلات عديدة بعد عليها أخيراً و ناض كيلبس عليه.. هز معاه حوايج آخرين و توجه للحمام.. دوش و رجع لقاها لبسات عليها و جالسة فبلاصتها.. علمها لبغات تنوض تدوش و بلي الدار خاوية و ممكن تاخد راحتها.. ناضت فاطمة هزات شنو غتلبس و خرجات تدوش بدورها..
رجعات لبيت كتعقد فالزيف الي دارت على راسها.. كيف دخلات لبيت بقات واقفة متفاجأة فداكشي الي كتشوف.. كانت طبلة ديال الفطور وسط البيت عامرة أكل و هشام واقف جنبها.. قرب لعندها و تنحى طبع قبلة على خدودها المزنگين من التحميمة.. شد فيدها و جرها للطبلة.. فطرو فجو صامت فقط هشام الي مرة مرة كيحاول يجبدها بالهضرة.. و كيحاول يخليها تصرف براحة قدامو.. 

مرو ثلاث أيام على داك اليوم الي كان بداية علاقة ألفة بين هشام و فاطمة.. الحب الي كيكنوه لبعض تفجر فهاد الأيام خاصة من جهة هشام.. الي مخلى حتى فرصة و الا بين فيها على مشاعرو اتجاه فاطمة.. و رغم خجلها الكبير و صمتها أغلب الوقت.. الا و أن استجابتها معاه كل مرة قرب ليها خلاتو يحس بسعادة لا توصف..
عارف خاصها وقت باش طلق معاه أكثر و لكنو مازربانش.. يكفي أنها معاه و ملكو بعدما فقد الأمل تكون ليه فواحد الوقت.. حاول يقضي معها الوقت قدر الإمكان و لكن معاودش قاسها من ديك الليلة باغيها حتى تسترد عافيتها..
اليوم كان خاصو ضروري يرجع للمدينة على قبل الخدمة.. فاق بكري و مالقاش فاطمة جنبو.. ناض جمع شي حاجة من حوايجو باش غادي يبدل.. لبس عليه سروال مع سترة صوفية لأن الجو كان بارد شوية مع اقتراب دخول فصل الشتاء.. سمع الحس فالخارج و هو يقرب للباب.. 
كيف حطات فاطمة يدها على مقبض الباب تجرات من ذراعها حتى تخبطات مع صدرو.. سد الباب بيدو و حاصرها معاه.. هزات عينيها لقاتو داير فيها شوفات ماكرة و بدات تبلع فريقها.. مد هشام يدو جر الزيف الي دايرة حيدو من على راسها حتى تطلق شعرها.. قرب وجهو و خشا نيفو فشعرها و همس ليها..

هشام : غادي نتوحشك
تقابل مع وجها و طبع قبلة على بطيئة على شفايفها.. هبط خشا راسو فعنقها كيوزع قبل خفاف و هو كيحس بكل رجفة منها فاش كيلمسها.. زيرها من خصرها لعندو و رجع كيقبل ثغرها بلهفة.. حتى قاطعهم صوت الطرق على الباب و جا من وراه صوت ثرية و هي كتقول.. 
ثرية : هشااام خرج ولدي تفطر، ياك راجع اليوم لخدمة
بعد هشام و هو كيتنهد خطف قبلة أخرى من شفايف فاطمة الحمرين و هو مساخيش يبعد.. حل الباب و خرج.. بقات فاطمة مكوانسية فبلاصتها لثواني شوية بانت ابتسامة على شفايفها و عينيها كيلمعو بوضوح..

بعد ساعات و بعدما غادر هشام للمدينة رجع الجو مكهرب فالدار فنفس اليوم.. ثرية مافلتاتش الفرصة باش تبين سلطتها و أنها الكل فالكل فهاد الدار.. بدات توزع المهام على فاطمة و تالاسين و تعطي الأوامر.. و ماعجبهاش الحال فاش شافت فاطمة كدير الي قالت ليها بدون اي إعتراض.. حتى نبرة صوتها مكطلعش و كتخاطبها بإحترام.. و هادشي غير مزاد فقص ثرية..
ولات خلاتهم فالكوزينة و مشات لبيتها تكا.. لبنات كملو الشقا و هما مجمعين و ضاحكين.. مهازين فقلبهم حتى حاجة بالعكس فرحانين أنهم مجموعين فدار وحدة..

بعدما وجدو الغدا عزلات تالاسين حق خالها و قالت لفاطمة.. 
تالاسين : خاص ندي الغدا لخالي
فاطمة : ياك ماشي نتي الي وليتي كتديه ليه
تالاسين : آه ولات لميمة الي كتديه فهاد لخر، و لكن كيف شفتي مشات عند شي ناس للدوار الي حدانا باش تعزيهم و مزال مرجعات، خاص ضروري ندي ليه مياكل
فاطمة : واخة، و رجعي دغيا
تالاسين : ' كضحك ' خايفة تبقاي بوحدك مع مرت خالي ههه
فاطمة : آا لا ماشي هكاك، غير من داكشي الي كنتي عاودتي ليا وقع معاك، خفت تصادفي مع شي حد ثاني
تالاسين : لا متخافيش، رجليا كينفعوني ههه منين كنشوف القضية حامضة كنطلق رجليا للريح 

لاحت تلاسين عليها الحايك و هزات الرزمة الي فيها بواطة ديال الغدا.. ابتاسمات لفاطمة و تمات خارجة.. غادة فالطريق الضيقة كتحاول تجنب الشمس الي سخونة.. الدنيا خاوية و قليل فين كتصادف مع شي حد.. خرجات على القرية غادة بين الجنان و كتزعلل الرزمة فيدها..
شوية سمعات شي حس من وراها و هي توقف و تلفتات.. مبان ليها حد حاولات تحيد الخوف و كملات على طريقها.. فجأة سمعات صوت طرطقة شخص عفط على الأغصان الي فالأرض.. جات تلفت وراها و هي تحط شي حاجة بحال الخنشة على راسها و يد زيرات على فمها كاتمة صرختها..


في غرفة نصف مهدومة وسط الخلاء.. جسد صغير لا حول له و لا قوة ممدد جنب الحيط.. و فالجهة المقابلة ديال الغرفة چالس فوق الكرسي و عنيه عليها.. على وجهو ابتسامة مخيفة.. اسنانو الأمامية الي طايحين زادو من بشاعة ملامحو..
مرو ساعات و هو فمكانو متزحزحش.. مراقبها عن كثب و هي متحركاش منين دار على راسها الخنشة و فقدات الوعي.. من غير صدرها الي كيطلع و يهبط بشكل هادئ.. الشيء الي كيدل على أنها مزال حية.. 
ناض وقف و بدا كيقرب لعندها.. تحنى و مد يدو الخشنة لعند وجها.. حيد الشعر الي كان طايح على جنب وجها.. زادت توسعات ابتسامتو و هو سارح فوجها.. حط صباعو على خدها نازل بيهم و هو كيلمس بشرتها الرقيقة.. قرب إبهامو بكل حقارة لشفايفها و هو كيقرب وجهو لعندها..
فجأة تحركات تالاسين و هي كترمش فعنيها.. مابعدش و بقى مراقبها و هو بداك القرب..
فتحات عينيها و هي حاسة بألم فراسها.. الرؤية بدات كتوضاح ليها شوية بشوية.. مع شافت وجهو قفزات مبعدة عليه.. لكن حسات براسها مقادراتش تحرك.. يديها كانو مربوطين ورا ظهرها بقنبة و رجليها نفس الشي.. رجعات هزاتهم كتشوف فيه و المكان الي هي فيه..
بؤبؤ عينيها كان كيتحرك بسرعة كتحاول تستوعب شنو واقع ليها.. رجعات تالاسين شافت فالشخص المألوف قدامها و قالت.. 

تالاسين : ' بتلعثم ' ن ن نتاا
السعيد : امم عقلتي عليا بعدا
تالاسين : ش شنو كندير انا هنا، شكون جابني لهنا و واش نتا، علاش ربطيتي!! 
السعيد : أنا غادي نشرح ليك كلشي بلما تزيدي شي سؤال، كيف كتعرفي تزوجت بفاطمة صاحبتك و وقع الي وقع، اوا واحد النهار جا ولد خالك تهجم عليا و ضربني و هددني من لفوق، بقيت كنفكر هذا مالو شنو دخلو فهادشي و لكن دابة عرفت منين تزوجها، دا الشياطة هههه، ماعلينا خويت الدوار بما نعرف شنو ندير معاه، حتى هجم عليا خوها و ضربني حتى هو، ' نعت ليها لفمو ' و طيح ليا سناني، باش يمشي يدفنها و مايديرش الضحكة فراسو تبعني و ضربني على غفلة، و لكن غيكون هو و ولد خالك ولاد الق*** لا يسحاب ليهم غندوزها هكاك
تالاسين : ' ترعبات من كلامو ' م مافهمتش
السعيد : ' جمع الضحكة ' زوينة و لكن مكلخة كيف صاحبتك ' قرب عندها حتى بدات كتشم ريحة أنفاسو الكريهة ' نتي هي باش غادي نرجع دقتي، فهمتي
تالاسين : ' هبطات دمعة على خدها ' ع عفاك خ خليني نمشي لدارنا، جدة غتكون كتقلب عليا
السعيد : ' حط صبعو على دمعتها ' متبكيش الغزالة، مزال الحال على تبكي
تالاسين : ' بعدات وجها ' ع عفااااك فك ليا يديا خليني نمشي، و الله منقولها لشي حد، عفااااك خليني نمشي للدار
السعيد : صوتك ميطلعش باش منحطش فيك يديا، واخة ماكرهتش و لكن ماعرفتش شنو بغاو منك داكشي علاش غنشد راسي واخة صعيب، كنت كنتسنا غا تفيقي باش نمشي نبشر صحابنا بلي الأمانة عندي، و ديك الساع غنكون ضربت جوج عصافير بحجرة وحدة، من جهة دوك جوج كلاب غيتعلمو درس زوين، و من جهة غادي نتنفع من وراك ههه

وقف السعيد كيضحك و حاس بلي دار إنجاز عظيم.. تم خارج بدون ميتسوق لبكاء تالاسين و ترجيها باش يفكها.. سد الباب الخشبي و تم غادي فالظلمة ديال الليل.. تلفت شاف فالبيت الي جا وسط أراضي من أملاكهم و عارف حد ميقدر يقرب.. رجع للدوار خدا السيارة و توجه للمعسكر..
آخر مرة جا باش يقابل صلاح لمح الرسمة الي عندو فوق المكتب.. فالحين عرف شكون هي و بقا شحال كيفكر شنو ممكن تكون كدير رسمة ديال تالاسين عند الكولونيل صلاح.. حاول يدورها فدماغو قبل ميسول صلاح.. الي عرف منو من بعد أنها شخص مهم و خاص ضروري يلقاوها.. سكت و هو كيفكر لا قال ليه كيعرفها و دلهم على مكانها مغادي يطلع ليه والو..
لكن لا جابها هو بيديه غادي يشد المقابل.. و كانت هادي الطريقة الي غادي يضر بيها الي تعداو عليه و يربح فنفس الوقت.. راقب دار تالاسين حتى شافها خرجات و تبعها.. كان مطمأن لأن الدراري بجوج مكينينش..

وصل للمعسكر منين تأكدو من هويتو خلاوه يدخل.. طلب يقابل صلاح و دخلوه عندو.. السعيد مد يدو بغا يسلم عليه و منين مصافحوش رجعها و هو كيضحك.. چلس و قال..
السعيد : مغاديش نطول عليك، جيت غير باش نوصل ليك شي خبار زوينة غادي تعجبك
صلاح : شنو هي هاد الأخبار ؟
السعيد : قول ليا بعدا، لا عاونتكم تلقاو ديك الي كتقلبو عليها شنو نقدر نستافد انا
صلاح : كتعرفها، عارف فين هي ؟!
السعيد : و جاوبني بعدا
صلاح : ' ضرب على المكتب ' شفتك نسيتي راااسك
السعيد : س سمحليا ا
صلاح : دابة نطق، واش عارف فين هي البنت
السعيد : آه عارف
صلاح : ' وقف و هز القبعة العسكرية ديالو ' و نوض تحرك وريني فين كاينة و بعدها نهضرو


متكية على الحيط حاطة راسها على ركابيها و كتبكي بشوية.. حسات بخوف رهيب و هي معارفة علاش شخص ماعندها حتى علاقة بيه حابسها.. كلامو كان مبهم و مافهمات على شنو ناوي.. بقات كتفكر غير فجداتها و فاطمة الي غيكونو كيقلبو عليها.. كانت تحط فمواقف صعاب و لكن هاد المرة مخلوعة بالمعقول.. 
السعيد كيبان ليها شخص خايب و مخيف من الي دار مع فاطمة.. لكن هي شنو علاقتها بهادشي حتى يحبسها هنا بهاد الطريقة.. كلما حاولات تفك كتضر بدون نتيجة..
هزات تالاسين راسها كتشوف فالبيت الي هي فيه.. كان مامصلوحش حيوطو متربين و عامر خشب و تبن.. كتسمع صوت الحشرات فالحيوط و السقف.. زاد خوفها و دموعها غاديين غا بوحدهم.. شافت فالشمعة الي محطوطة بعيد عليها جهة الباب و تحركات بصعوبة كتحاول تقرب ليها.. جرجرات جسمها مع الأرض واخة كتحس بالحجر كيجرد كل جزء من جسمها.. و لكن متوقفات حتى وصلات ليها..
دارت چالسة و عاطية ظهرها للشمعة.. قربات يديها و هي مدورة وجها كتحاول تشوف.. حسات بالحرارة ديال الشمعة و زادت قربات يديها باش تحاول تحرق القنبة الي فيديها.. مع حطات يدها عليها مباشرة حسات بلحمها تحرق.. بعدات يديها و دمعة هبطات من عنيها..
عضات على شفتها بقوة و رجعات يدها على شعلة الشمعة.. واخة حاسة بلحمها كيتشوط حاولات تصبر..
تفزعات من صوت لباب الي تحل بالجهد.. هزات راسها كيبان ليها السعيد و معاه شخص آخر من لبستو عرفاتو واحد من الجنود الفرنسيين.. بدات كترجع باللور حتى لصقات مع الحيط و هي كلها كترعد..

قال السعيد و هو منعت ليها.. 
السعيد : هاهي الي كتقلب عليها، هي و لا ماشي هي
صلاح : ' هز الرسمة شاف فيها و رجع شاف فتالاسين '
السعيد : ' قرب و قرد قدام تالاسين ' عينك تنفخو بالبكا، واش منين خليتك و نتي كتبكي ' بغا يحط يدو عليها و هو يوقفو صوت صلاح '
صلاح : بعد عليها، شغلك سالى ممكن تمشي
السعيد : ' دار شاف فيه ' مغاديش تقول ليا لشنو باغينها
صلاح : ' خنزر فيه '
السعيد : آه صافي فهمت ههه، البيت اعتابروه ديالكم

خرج السعيد و هو كيضحك بدم بارد.. كأنه مامخليش بنت بلادو و بنت قريتو بين يدين العدو.. غير مبالي بشنو غيوقع ليها و لا من شنو ممكن دوز.. على العكس حاس بالفرحة و أنه رجع كرامتو الي هانوها هشام و محمد فاش ضربوه ضرب مبرح..
كيحاول يتخايل رد فعلهم فاش يعرفوها اختفت و لا فاش توصلهم خبارها أنها بين يدين الفرنسيين.. و مغادي توصلهم حتى يكون فات الفوت..

بقا صلاح واقف عند الباب كيشوف فتالاسين.. بالصح هي الي فالرسمة و الي كان يتأملها لأشهر.. مامصدقش انها قدامو و أن الخيط الي كيقلبو عليه آخيرا رجع بين يديهم.. لاح خطوة لجهتها و هي تبان ليه زادت تخشات فالحيط..
عينيها عامرين دموع و الخوف باين على ملامح وجها.. خرج صوتو و هو كينادي على جوج من رجالو الي دخلو فالحين.. و هما كيقربو لعندها بدات كتركل و كتحاول تفك راسها و تهرب.. حاول واحد فيهم يشد فيها و هي تبدا تغوت.. حط الجندي يدو على فمها بغا يسكتها و هي تعضو..
شتم باللغة الفرنسية و نزل عليها بطرشة حتى دار وجها.. تجر الجندي من اللور بقوة حتى طاح فالأرض.. هز راسو شاف فصلاح الي باين زاعف.. 
صلاح : شكووون قال ليك ضربها، جمع يديييك عندك
الجندي : ' وقف و حدر راسو ' كنعتاذر
صلاح : ' مع الجندي لاخر ' هزها حطها فالطوموبيل

هزات تالاسين راسها فيهم و هي مفاهمة شنو كيقولو.. عارفة انهم كيتكلمو بلغة الي مختالفة على لغتها.. صلاح شاف فيها قبل ميتم خارج.. بان ليه خط رفيع ديال الدم هابط من جنب شفتها الي تجرحات.. و خدها حمر و عليه آثار صباع الجندي..
خرج بسرعة طلع لسيارتو.. شوية بان ليه الجندي هازها على كتافو و هي كتركل.. تبعهم بعنيه حتى طلعها للخلف ديال السيارة الكبيرة عاد تحرك.. طلعو الجنود بجوج جلسو جنبها و تحركات السيارة..

جالسة فالعتبة ديال البيت و كتشوف فسعدية غادة جاية وسط الدار و هي كتكلم مع راسها.. فاش تعطلات تالاسين فالرجوع تشطنو عليها و لكن منين ظلام الحال و مرجعاتش.. سعدية تزاد خوفها و ماعرفات فين ترد راسها.. فاطمة بدورها تخلعات عليها و لكن حاولات متبينش باش متزيدش على لاسعيدة..
بجوج كيدعيو فخاطرهم باش ترجع و ميكون وقع ليها والو.. لكن سعدية قلبها مكانش مرتاح.. سمعات لباب كيتحل و مشات بسرعة جهتو.. بان ليها عبد الله داخل بوحدو.. حطات يدها على صدرها و سولاتو بلهفة.. 
سعدية : فينها بنتي تالاسين
عبد الله : مالقيتهاش امّي، قلبت فگاع الدوار، و رجعت أنا و شي رجال لجنانات و قلبنا مكاينش ليها الحس
سعدية : ' مشات و جات ' لا متقولهاش، فين غتكون مشات بنتي، ياسيدي ربي فين غتكووون
عبد الله : ' شد فيها ' اجي جلسي الواليدة و غير تهدني، انا غنرجع نقلب عليها، و مغادي نجي الا و هي معيا
سعدية : ' كتبكي ' بنتي بنتي، عبد الله جيب ليا بنتي، ماشي ترزيت فمها تضيع مني حتى هيااا، ' كضرب فصدرها ' رجعو ليا بنتي تالاسييين
فاطمة : ' شدات فيها ' جدة آجي تچلسي عفاك، و تالاسين غادي يلقاها خالي متخافيش


شدو فسعدية و دخلوها لبيت.. بقا معها عبد الله حتى هدات شوية و ناض باش يخرج يقلب و يسول على بنت ختو الي بدورو مشطون عليها.. كان غادي جهة الباب و هو يوقفو كلام ثرية الي كانت واقفة فباب بيتها.. 
ثرية : سير عند المخزن علمهم لا تكون وقعات ليها شي حاجة و لا مليوحة فشي قنت، نتا آش غادي تقضي بوحدك
عبد الله : ' شاف فيها بحدة ' سدي فمك و عنداك تنطقي بهاد التخربيق قدام مِي
ثرية : شنو قلت انا، البرهوشة كل ساعة مزبلاها و حنا نبقاو نقلبو عليها، و هي تلقاها دايعة غا فشي قنت
عبد الله : لا حول ولا قوة إلا بالله، عمرك تبدلي
خرج عبد الله خابط الباب من وراه.. و ثرية بقات تقلب فعينيها و هي كتگمگم.. جاوها زادو فيه بحال الى ماموالفاش ليها تغبر النهار كامل.. دخلات لبيتها و نعسات على جنب الراحة.. بينما عبد الله ماخلا فين مشا و أي شخص تصادف معاه كيسولو عليها.. منين ماوصل لوالو توجه لعند المخزن باش يعلم باختفاءها..

وقفات السيارة قدام المعسكر.. تطلقات الإشارة و هو يتهز البارير و تفتحات البوابة.. سبقات سيارة صلاح و من خلفها السيارة لاخرى الي فيها تالاسين..
حل صلاح لباب هبط و شار ليهم ينزلوها.. هز واحد فيهم الباش من الخلف ديال السيارة.. هبط الجندي جار معاه تالاسين.. أغلب الجنود الي كانو واقفين قراب بقاو كيشوفو فيها.. واقفة حفيانة و رجليها مجرودين..
الحايك طايح على كتافها و عامر تراب.. شعرها مشنتف و يديها مقيدين.. كانت أول مرة يشوفو بنت داخل المعسكر و هادشي خلاهم يتساؤلو على شكون هي.. و شنو السبب الي خلا صلاح يجيبها لهنا بالذات.. عادة كيديو المحجوزين لمكان آخر فين كيتم استجاوبهم و تعذيبهم.. و هادي أول مرة يجيبو شي حد لهنا و خاصة بنت.. 
صلاح بانو ليه مجموعين و هو يطلب منهم ينصارفو و يرجعو لشغالهم.. آمر الجندي يديها لوحدة من الخيمات ديال الحجز.. و توجه هو لعند المارشال آرثر.. دخل بعدما خدا الإذن عطا التحية و قال.. 
صلاح : عارفك مشغول بإجراءات السفر ديالك، لكن عندي شي حاجة ضرورية
آرثر : تفضل
صلاح : البنت الي كنت كنقلب عليها و احتمال كبير تساعدنا نلقاو الأشخاص الي فجرو جزء من المعسكر لقيتها
آرثر : مزيان، فين هي ؟
صلاح : فالحجز هنا
آرثر : ' وقف ' إذن نبداو

خرج آرثر سابق و من وراه صلاح.. توجهو لفين كاينة تالاسين.. كانو جوج جنود واقفين عند الباب.. دخل آرثر و هي تبان ليه مقيدينها فكرسي.. وقف كيشوف فيها لمدة عاد شار لصلاح يبدا الإستجواب.. 
قرب صلاح لعند تالاسين الي كانت كتشوف بعويناتها بخوف.. خاصة فاش شافت آرثر واقف باستقامة.. من شكلو و لباسو و ملامحو القاسية ترعبات منو.. إحساس داخلها خلاها تحس بخوف أكبر و هو كيشوف فيها.. بعدات نظرها من عليه فاش جلس صلاح قدامها و هضر معها.. 
صلاح : ' بنبرة جدية ' شنو سميتك ؟
تالاسين : ' تفاجآت انه كيهضر بالدارجة '
صلاح : ' بصوت أعلى ' شنووو سميتككك، راااه سولتك
تالاسين : ' تخضات ' ت ت تالاسين
صلاح : تالاسين آش ؟
تالاسين : ا الفهري
صلاح : تالاسين الفهري، مزيان دابة غادي نسولك و بغيت إجابات واضحة بلما نعاود سؤالي، ' قرب لعندها مسند مرفقو على ركابيه ' غتعاودي ليا بنت من نتي، شكون عائلتك فين ساكنة، و الأهم، شنو علاقتك بالي فجرو المعسكر
تالاسين : ' بقات كتشوف فيه بعدم فهم '
صلاح : ' زفر بالجهد ' شنوو قلت، منبغيش نعاود الأسئلة، جاوبييي
تالاسين : ' كلها كترعد ' م م ماعرفتش على ش شنو كتهضر
صلاح : ' شدها من شعرها جرها لعندو ' أسلوب الدموع و التبوهيل مغاديش ينفع معيا، هضررررري

هبطو دموع تالاسين كيف الشتا و هي كتشوف فيه مفزوعة.. حاسة براسها فكابوس مابغاش يسالي.. كتصرخ فداخلها بغات تفيق و تحل عنيها تلقى راسها ناعسة جنب جداتها.. عقلها مزال مقادر يستوعب هادشي الي كيوقع ليها و سببو.. علاش شادينها شنو بغاو منها..
سمعات من قبل على قصص بنات طاحو بين يدين الجنود الفرنسيين.. تعرضو للضرب و الإغتصاب و حتى القتل.. و لكن عمرها تخايلات أنها تحط فهاد الموقف.. كانت كتخاف غا من سيرتهم و اليوم هي بين يديهم.. و الله الي عالم بمصيرها..

جرة من شعرها خلاتها تأوه بألم.. خرج فيها صلاح عينيه و قال ظاغط على سنانو.. 
صلاح : مغادييييش تهضري ياااك 
هز يدو لفوق و نزل عليها بظهر يدو على الجهد حتى تزدح راسها مع ظهر الكرسي .. راس تالاسين مال و شعرها غطا وجها بالكامل.. بغا يعاود صلاح ينزل عليها و هو يوقفو صوت آرثر.. 
آرثر : صلاااح
صلاح : ' وقف مقاد و دار لعندو ' وي
آرثر : ماشي هاكة، عارف هنا عندهم واحد الحاجة مهمة بزاااف، و يمكن تنفع كثر من الضرب !
صلاح : شنو هي ؟
آرثر : ' حك على ذقنو و هو كيشوف فتالاسين بملامح جامدة ' حيد ليها حوايجهااا

مع الجملة الأخيرة الي قال هزات تالاسين راسها و هي حاسة بالدوخة.. الدم هابط من نيفها و فمها و الكدمات فوجها دغيا بانو.. لكن النظرة الي كانت فعنيها نظرة فتاة على وشك يكسرو طفولتها و يجردوها من البراءة ديالها.. نظرة ألم ممزوجة بخوف رهيب أول مرة تحسو..
صلاح شاف فآرثر كأنه متفاجأ من شنو قال ليه.. لكن جدية ملامح آرثر خلاتو يتأكد أنه عنى شنو قال.. و خطأ كبير يعاود يسولو و لا يستفسر و من الأحسن ينفذ.. بعد صلاح الكرسي و ووقف قدام تالاسين.. مد يدو جهتها و هي تبعد راسها اللور و قالت بترجي.. 

تالاسين : ' كتحرك راسها يمين شمال ' لااا عفاااك لا متقسنيييش، خليني نمشي فحالييي، عفااااك
صلاح : سكتينااا
تالاسين : عفاااك يرحم ليك الوالدين خليني نمشي، خليني نمشي لدارناااا، جدة غتكون كتقلب عليااا، ' كتبكي بحرقة ' عفاااااك طلقنييي
قسح فيها صلاح الشوفة باش تسكت و منين بقات كترجاه و تبكي بصوت مسموع.. حط يدو على الكول ديال التريكو الي لابسة و قطعو بقوة من جهة صدرها.. هبطات تالاسين عينيها شافت فشقة صدرها المكشوفة و هما يطيحو دموعها كيف الشتا.. بقات مهبطة راسها و مكوانسية على ديك الوضعية..
بغات تصرخ على حر جهدها و تقول ليهم متقيسونيش متعريونيش.. بعدو مني شنو درت ليكم.. لكن لسانها تخدر فهاد اللحظة.. عمر شي حد وصلها بأذى و لا تجرأ يلمس شعرة منها.. كانت ديما محمية من عائلتها الصغيرة و عمرها حسات بالحگرة.. لكن فهاد اللحظة حاسة بالضعف و أنها وحيدة فهاد العالم القاسي.. و هادي كانت غير البداية..

حسات بيد صلاح شدات على فكها و هز ليها راسها.. شافت فيه بنظرة ضائعة و كأنك سحبتي منها شي حاجة.. لكنه مكانش مهتم بشنو حاسة و لا وضعها.. حط يديه على التريكو من جهة كتافها باغي يهبطو ليها.. الشيء الي خلى تالاسين تخرج من حالة الصدمة و تنطر منو..
واخة مربوطة بإحكام بقات كتجبد و تضرب برجليها باش تبعد عليه.. زعف صلاح و هو عارف أن آرثر مراقبو عن كثب.. رجع شدها من فكها مزير عليها و خبطها مع ظهر الكرسي باش ترصا.. سندات راسها اللور و هي كتحاول تحل عينيها بزز.. شافتو كيقرب ليها من جديد و هي تسد عينيها مستسلمة باغة هاد الكابوس يسالي.. 

شافها صلاح فقدات الوعي و واخة هكاك كان خاصو ينفذ الأوامر.. شد فطرف حوايجها باغي ينزلهم و هو يسمع أحدهم دخل للخيمة.. بعد يدو و دار كيشوف فالجندي الي وقف قدام آرثر و قال.. 
الجندي : سعادة المارشال، الجنرال أوسمان كيتسناك قدام المكتب ديالك
آرثر : قوليه يتسنا
الجندي : حاضر
خرج الجندي و هو يدور آرثر لعند صلاح و قال.. 
آرثر : بعد ساعة موعد الطيارة، هاد الأسبوع الي غنغيب فيه بغيت منين نرجع نلقاك وصلتي لشي حاجة، ' شاف جهة تالاسين ' استعمل أي وسيلة باش تاخد منها المعلومات، و سواء هضرات او لا،تخلص منها بلا آثار، مفهوم
صلاح : ' دار ليه التحية ' مفهووم
خرج آرثر متاجه للخيمة ديالو.. صلاح بقا واقف شحال كيشوف فتالاسين الي مغيبة و هو يتم خارج..

واقف اوسمان بلباسو العسكري كيتسنا فالخارج.. بان ليه باه جاي داز من قدامو و دخل.. تبعو و بقا واقف حتى اذن ليه يجلس.. حل صدافي الڤيست و جلس على الكرسي الي مقابل مع مكتب باه.. آرثر كان السباق فالحديث فاش قال.. 
آرثر : اليوم مسافر راجع لفرنسا، غادي نغيب لمدة أسبوع 
أوسمان : وي عارف
آرثر : سيفطت ليك باش ترجع و تكون هنا فبلاصتي، هادشي مكيعنيش أنني نسيت التقصير ديالك، لكن هادي فرصة تثبت فيها أنك ولد المارشال آرثر و تسد الفام لكل واحد شك فالقدرات ديالك، هي فرصة وحدة مغاديش تعاود، العيون كلها عليك و الكل كيتسنا فشلك، و باش تسكتهم خاص تفرض احترامك و تكون قاد بالمسؤولية الي تعطاتك
أوسمان : شنو المطلوب مني
آرثر : عندنا خيط يمكن يوصلنا لدوك الي فجرو المعسكر، و هادشي غيتكلف بيه صلاح، مهمتك نتا هي زعيم المقاومة " يَدر " بغيتك تلقى ليا شي حد كيقرب ليه من عائلتو، واخة يكون ولد خالة خالتو، أي واحد عندو قرابة دم بيه، حينت هادي هي الطريقة الوحيدة باش نقدرو نخليوه يخرج من مخبأو و يحيد الحيطة ديالو
اوسمان : يعني نرجع للدوار
آرثر : لا، جندي تقتل تماك و منبغيكش ترجع بلا حماية، نظم دوريات و خود الرجال الي خاصك، استعمل القوة لا استدعى الأمر، و نسا عليا هضرة المدنيين و النسا و الصغار، أي طريقة استعملها، المهم تلقى شي حد من طاسيلتو، ' وقف ' كنظن كلامي مفهوم
أوسمان : ' وقف ' وي مفهوم حضرة المارشال
آرثر : مزيان، دابة رجع للمقر جيب اغراضك، و من غدا تكون هنا

دار أوسمان التحية لباه و خرج.. بان ليه صلاح واقف قدام الخيمة ديال الحجز.. توجه لعندو تسالمو مع بعض و وقفو بجوج مقابلين مع ساحة المعسكر عاطيين بظهرهم للخيمة..
صلاح : فخبارك لقيتها
اوسمان : ' خاشي يديه فالجيب و كيشوف القدام ' شكون ؟
صلاح : صاحبة الرسمة

اوسمان : ' دار عندو ' مزيان، وصلتو لشي حاجة
صلاح : مزال، الزمر مابغاتش تهضر غير كتبكي، إما فعلا معارفة والو، و لا تاقنة الدور منين شافت راسها حصلات
اوسمان : شنو عرفتي منها لحد الساعة
صلاح : والووو، علاه هي سكتات بعدا، المارشال كان واقف عليا و انا كنستجوبها، عصباتني و انا نضربها
أوسمان : ' تلفت عندو شاف فيه ' و شنو غادي دير لا مقات والو و بقات ساكتة
صلاح : غندير أي حاجة، المهم نجبد منها المعلومات الي بغيت، سواء من بعيد و لا قريب غتكون عندها علاقة بلي فجرو المعسكر، و انا خاصني نلقاهم فأسرع وقت، مكيهمش الطريقة واخة تنافى مع مبادئي
اوسمان : لهاد الدرجة ..!
صلاح : ماشي اول مرة ندير شي حاجة مراضيش عليها
أوسمان : امم، غدا غادي نرجع لهنا
صلاح : ' ابتاسم ' كنت عارف غادي يرجعك، فالأخير كتبقى ولدو واخة يقسا عليك شوية
أوسمان : شوية..! هاني مشيت
صلاح : متكلفش بلاصتي ههه، يمكن توصل معها لشي حاجة
أوسمان : ' دار شاف فباب الخيمة ' مهمتك هاديك، منك ليها ' تم غادي '
صلاح : ياك واخة اسيدي

توجه أوسمان للسيارة ديالو ركب و ديمارا مغادر المعسكر.. صلاح مسح على وجهو و رجع دخل للخيمة.. بانت ليه تالاسين مزال فاقدة الوعي.. عيط على الجندي الي واقف عند الباب.. هضر معاه و هو يخرج.. بعد دقائق رجع هاز معاه سطل ديال الما..
شدو من عندو صلاح قرب عند تالاسين و خواه عليها بالجهد.. شهقات و حلات عينيها.. شعرها كولو تبلل رجع كيقطر و لصق على وجها.. كيف لصقو حوايجها المقطعين عليها.. شافت فصلاح للحظات و بدات كتسترجع فين هي و شنو وقع ليها.. تحجرو الدموع فعنيها و زيرات على شفايفها حابسة بكاءها خايفة لا يضربها من جديد..
تلفت صلاح لعند الجندي و قال ليه.. 
صلاح : ماتخليهاش تنعس، وقتما سدات عينيها خوي عليها سطل آخر ديال الما، ماتعطيوها تشرب و لا تفكوها غتبات هاكة.. و غدا غنرجع نديرو حديث صغير نشوف واش غادي تهرس، و لا عاندات ديك الساع ندوزو للمعقول

خرج من الكوميسارية بعدما قدم بلاغ على اختفاء تالاسين.. كان مهموم و حاس أنهم مغادي يديرو والو.. بان ليه عدم اهتمامهم بالموضوع.. حالات الاختفاء كثيرة فالبلاد و هادي ماشي حالة خاصة.. ماعرف عبد الله شنو يدير من غير يتوجه لعند ولدو و يعلمو بلي وقع..
شد عبد الله الحافلة للمدينة و توجه للمستشفى فين خدام هشام.. دخل و سول على مكان هشام.. توجه للمستعجلات و هو غادي ثار انتباهو العدد الكبير ديال المرضى و الناس المصابين.. ها الي مهرس و مكاين الي فحصو.. هالي داير حادث سير و مكاين الي عالجو..
لاحظ أن معظم الأطباء أجانب و أكيد الأسبقية غتكون الي منهم.. ضرو المنظر و تحسر على حالة البلاد.. الظاهر أن الأوضاع فالمدينة ماشي مختالفة على قريتهم.. بان ليه هشام واقف مع طبيب آخر.. لابس البلوزة البيضاء و هاز شي وراق فيديه.. قرب عندو عبد الله و هو حشمان من مظهرو البدوي..
فولدو كيبقى طبيب و عندو هبة بين زملاءو.. و كانت هادي اول مرة يجي عندو لمكان خدمتو حينت مظطر..

عبد الله : هشام
هشام : ' تلفت شاف باه باستغراب ' الواليد ..!
عبد الله : لا مسالي بغيت نهضر معاك واحد الدقيقة
هشام : ' مد الوراق للطبيب لاخر ' آه واخة، يالاه نهضرو فالمكتب
عبد الله : خلينا نخرجو حسن
بقا هشام كيشوف فباه الي من ملامحو و مجيئو المفاجئ عرف أن شي حاجة واقعة.. تمشا هو وياه خرجو قدام المشفى..
هشام : بَا شنو واقع ؟
عبد الله : مابغيتش نجي نبرزطك و نتا خدام، و لكن تالاسين من الصباح مختافية، ما خليت فين قلبت عليها مكاينش ليها الحس
هشام : شنووو، كيفاش مختافية !!
عبد الله : قالت ليا فاطمة كانت جايبة ليا الغدا و من وقتها مشافوها، قلنا يمكن دازت لشي بلاصة، و لكن
هشام : ' شد فيه ' شنو الواليد، و لكن شنووو
عبد الله : ماقدرتش نقولها لجداك، فاش مشيت كنقلب عليها لقيت الرزمة الي فيها الغدا الي كانت جايبة ليا مليوحة جنب الطريق
هشام : ' دوز يدو على شعرو ' لا لا مايمكنش توقع ليها شي حاجة، تالاسين بخيير، مايمكنش تكووون واقعة ليها شي حاجة
عبد الله : مشيت ديكلاريت و لكن مداها فيا حتى واحد
هشام : ' حيد البلوزة لاحها فالارض ' رجع نتا للدار انا غادي نشوف شنو ندير

مشا هشام كيجري مخلي باه كيعيط عليه.. ركب فالسيارة ديال واحد من زملاؤو و خرج مكسيري.. ماوقف الا و قدام دار محمد.. بدا كيدق على الجهد شوية تحل الباب.. محمد شافو فديك الحالة حاجة وحدة خطرات فبالو و قال.. 
محمد : ياكما واقعة شي حاجة لتالاسين ؟!
هشام : ' كينهج ' شي حد خطفها مافيهااش
محمد : ' شنق عليه مخرج عينيه ' شنوووو، تالاسين مالهااا شنو وقع ليهااا..!
هشام : جا عندي الواليد، من الصباح و هي غابرة، قلب عليها مكاينش ليها لآثار
محمد : لا ميمكاااانش
هشام : خاص نرجعو للدوار، و نعلمو يَدر، خفت تكون نيت تخطفات و الي داوها عارفين شي حاجة
محمد : ' طلق من هشام و دار خشا قبظتو فالباب الخشبي بقوة ' لا وقعاااات ليها شي حااااجة غادي نقتل جدبوهم كاملييين، الي قااااس شعرة منهاااا غندفن مووو حيّ

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.