فنون الحرب الجزء الثامن

من تأليف رجاء موري
2019

محتوى القصة

رواية فنون الحرب

متحركات عضلة وحدة فوجه أوسمان بعدما سمع كلام يدر.. اكتفى بأنه ابتاسم بطرف شفايفو باش يوصل لآرثر أنه اكثر من فخور بالجهة الي اختار و مفرقش معاه يتنحى من الجيش.. كانت ابتسامة ارتياح ظاهرة على ملامحو..
و هادشي غير مزاد عضب آرثر أكثر حتى ولى وجهو متصلب و الغضب غينفاجر من عينيه.. تلفت عند الجنود و قال بصوت آمر مرتفع..
آرثر : ديييوه من هنااااا
بقاو الجنود للحظات مترددين حتى هزهم صوت آرثر مرة أخرى و هو كيآمرهم باش يحجزو أوسمان.. تحركو جوج منهم الي أعلى رتبة و نطرو ليه السلاح ديالو حيدوه.. جروه فاتجاه خيمة الحجز و هو مشا معاهم بدون مقاومة..
كان واقف فأحد الزوايا صلاح و شاف شنو وقع.. تبع بعينيه فين دايين الجنود أوسمان و عارف أن باه مستحيل يكتافي بهاد العقاب.. عارف آرثر يمكن ينسا أنه ابنو فقط باش يرد اعتبارو قدام الجيش.. لكن ماعرفش علاش أوسمان كان ملتازم الصمت و محاول ينفي أي حاجة..

بعدما دخلو اوسمان و نزعو ليه لڤيست المقطعة.. بقا بالسروال العسكري و پيل أبيض فقط.. قيدوه مع كرسي تابث فالأرض و حطو أربعة حراس على بوابة الخيمة.. بعدما هدات الأمور شوية توجه صلاح للخيمة..
الحراس محاولوش يوقفوه.. دخل و وقف كيشوف فاوسمان الي مربوط فالكرسي.. هاد الأخير هز راسو فاش سمع صوت الخطوات.. شاف فصلاح للحظات و قال.. 
اوسمان : متقولش ليا نتا الي غتحقق معيا
صلاح : انا بعيد على هادشي، جيت غير نسولك سؤال ضارني فراسي
أوسمان : الي هو
صلاح : علاش مقلتيش ليه بلي ماعندك علاقة بلي وقع لبارح
أوسمان : ' بقا كيشوف فيه '
صلاح : زعما كانت ليك يد فداكشي
أوسمان : لا
صلاح : و علاش بقيتي ساكت ؟
اوسمان : و لا هضرت غيكون شي فرق، سبب أنني هنا ماشي على الي وقع للجنود، السبب هو انني اختاريت تالاسين و تزوجت بيها، و أرثر يتغاضى على كلشي الا هادي
صلاح : و نتا عارف هادشي و مزال مخاطر براسك، عمرك فكرتي أن هاد التضحيات الي كدير على قبل بنت يَدر يمكن كتظلم بيهم راسك، أنا متأكد أنها غادي تختار بلدها و ناسها لكانت فنفس موقفك !

أوسمان : مكيهمنيش شنو ممكن دير، المهم عندي هو أنا أخيرا تبعت شنو بغيت و اختاريت طريقي
صلاح : و هاد الطريق وصلك لموتك، باقي راضي !
أوسمان : ماعنديش مشكيل نتعاقب و نتحمل مسؤولية أفعالي
صلاح : مابقيتش كنعرفك، شنو المميز فيها الي خلاك تبدل لهاد الدرجة، يمكن لو قالت ليك قتل باك محال تردد
أوسمان : بحال هكاك
صلاح : ' ضحك ' دابة لا متي نتا، عارف شنو غيوقع فيها، آرثر غادي يدوزها من الصراط حينت هي سباب كلشي، خلات ولدو يتقلب عليه و يفسد گاع داكشي الي بنا، من غير أنها بنت عدوه و هادي طامة أخرى 
أوسمان : ' عض على سنانو حتى تشد فكو ' هذا هو الخطأ الوحيد الي درت، انني معجلتش داكشي الي خططت ليه
صلاح : زعما شنو كنتي باغي تخبيها، راه يلقاها يلقاها
أوسمان : مغاديش يلقاها لا خبيتيها نتا
صلاح : ' شاف فيه بملامح الصدمة ' شنو.. !
أوسمان : ' ابتاسم ' جا الوقت الي تمرد حتى نتا
صلاح : انا مدين ليك بحياتي و بشحال من حاجة، و باغي نرد ليك غير شوية و لكن، ' غادي جاي وسط الخيمة ' لا لا ميمكنش نسبب لراسي حتى انا الإعدام، نخبي ديك الي كيقلب عليها آرثر و يمكن يرون الدنيا باش طيح بين يديه، واااش عارف اش من مصيبة غنطيح فيها لعاونتك
أوسمان : يمكن مادير والو، شكون فرض عليك شي حاجة
صلاح : باينة كتلعب ليا بدماغي ' وقف كيشوف فيه ' نتا لا ماعندك مشكيل تموت و استسلمتي، انا منقدرش نخاطر بحياتي، منقدرش

خرج صلاح من الخيمة كيزرب.. موقف حتال لوسط الساحة.. حيد القبعة على راسو و دوز يديه على وجهو.. باغي يتجاهل الوضع و يخلي راسو بعيد على المشاكيل لكن الماضي الي عمرو نساه ملاحقو فهاد اللحظة..
كيف كان شخص بلا قيمة و محتاقر من الكل و كيف رجع شخص دو مكانة و كولونير فالجيش الفرنسي بفضل أوسمان.. لولاه هو علم الله فين كان انتهى بيه الأمر.. باغي يدير ظهرو لأوسمان لكن داك الجزء الصالح فيه خلاه فحيرة.. و الي زاد شوشو هو لحظات الماضي المؤلم الي كيمرو قدام عينيه فهاد اللحظة.. كأن ضميرو كيذكرو بشنو هو الفعل الصح.. 

قبل سنوات عديدة فإحدى القرى الي فالمنطقة الجبلية.. كان حريق فمنزل صغير جنب الطريق نتج على هجوم من جنود فرنسيين.. بسبب الخوف و الرعب الي كان فسكان القرية حتى حد مقدر يخرج من دارو باش يخمد الحريق أو يساعد سكان داك المنزل..
لساعات و لهيب النار كياكل فجدرانها حتى طفات بوحدها.. و بعدها بمدة قصيرة توقفات سيارة كانت مارة من جنب الدار.. هبط رجل ذو ملامح أجنبية و معاه امرأة شقراء.. كانو فسن الأربعينيات.. بجوج كيدرسو فإحدى الجامعات فالمدينة و يوم عطلتهم دوزوه فمزرعة قريبة من القرية..
و هما راجعين لمدينة لمحو المنزل الي رجع لونو أسود و طالعين منو الدخاخن.. و بسبب طيبتهم و إنسانيتهم قررو يشوفو واش شي حد محتاج مساعدة.. المرأة وقفات حاطة يدها على فمها و كتدعي أنه ميكون حد تآذى.. اما زوجها فقرب كيحاول يلقي نظرة..

فجأة وقف مكانو و تلفت شاف فمرتو.. قربات عندو لأن نظراتو كانو غريبين و كيف وصلات تسمع فوذنيها صوت بكاء خافت لرضيع صغير.. بقاو كيسمعو حتى تأكدو و بعدها دخل الرجل كيقلب بين الرماد و الحجارة..
تصدم من منظر جثتين محروقين كليا.. و كمل طريقو حتى وصل لمكان صوت البكاء.. بان ليه صندوق حديدي قديم الشكل حيد الغطاء و هي تزيد صدمتو فاش شاف رضيع داخلو.. ملوي فمانطة صغيرة وجهو حمررر و خارج ليه عقلو بالبكاء..
مد الرجل يديه و هزو عندو.. خرج من تماك لعند زوجتو الي بانت الصدمة على ملامحها فاش شافت أن الرضيع موقع ليه والو.. دارت إشارة الصليب بيدها و هي كتشكر الرب على نجاة الرضيع و خداتو من عند راجلها لحضنها و دموعها هابطين.. 

بعد مدة كانو فالمدينة و الرضيع معاهم.. بلغو على الحريق و لأنهم فرنسيين الجنسية مشاو السلطات تحققو من الي وقع.. عرفو أن الجثتين لراجل و مرتو ساكنين فديك الدار و الرضيع ولدهم الي عندو أربعة أشهر فقط.. و بمعجزة نجى من الحريق..
تشبتات المرأة الفرنسية بالرضيع و مبقاتش بغات طلقو.. أكثر من عشرين سنة و هي و زوجها كيحاولو يجيبو ولاد.. و بعد مدة اقتانعو انه مستحيل.. حسات أن هاد الرضيع تحط فطريقها باش يعوضها على الأمومة الي تحرمات منها لسنوات..
قدرات هي و زوجها يحتافظو بالطفل.. و منين عرفو أن اسمو ' صلاح ' بقاو محافضين عليه و مغيروهش.. كبر صلاح وسط أسرة فرنسية.. لكن من صغرو لاحظ أنه مختالف على والديه و باقي الصغار الي كبر معاهم فنفس المنطقة..
و لاحظ معاملة الآخرين ليه الي كانت قاسية و عنصرية.. من غير والديه الي كان هو محور حياتهم و موفرين ليه كلشي.. لكن كل شيء تغير فاش ماتو الزوجين الفرنسيين فحادث سير.. كان صلاح فسن 15 .. كلشي تسحب منو فلمحة بصر.. المنزل الإرث كلشي مشا لأفراد أسرة الزوجين.. و هو بقا ليه الإسم العائلي فقط..

عاش حياة قاسية فداك السن.. كان مرفوض من كلا الطرفين.. لا المغاربة الي عرف أنه كينتامي ليهم تقبلوه و لا الفرنسيين كذلك.. كره أصلو و كره الي وقع لوالديه الحقيقين و الي كبروه.. تشرد لمدة طويلة حتى انتهى بيه المطاف كمساعد فمطبخ فمعسكر فرنسي..
فساعات العمل كان كيراقب تداريب الجنود و كبرات عندو رغبة يكون وسطهم.. تكون عندو قدرات يدافع على نفسو و مكانة متخليش شي حد يستقوى عليه.. و بسبب شخصيتو المتهورة بعض الشيء تعرض للضرب مرات عديدة من الجنود فاش كان يخرج من المطبخ..
فأحد المرات كانو أربعة جنود حاسيين بالملل و جا قدامهم.. ضربوه و تنمرو عليه و منين قاوم ضربهم.. جبد واحد فيهم سلاحو باغي يقتلو.. فالأخير هو مجرد مغربي كيطيب و حد مغادي يلاحظ غيابو.. بعدما حط الجندي السلاح على راس صلاح و مستاعد يطلق الرصاصة..
تسمع صوت آمر من خلفهم خلاه يسحب مسدسو بسرعة.. هز صلاح وجهو الي عامر دم شاف فالشاب الي واقف على بعد مترات.. كان لابس بدلة عسكرية مختلفة و واقف باستقامة..
و كانت هادي فقط المرة الأولى الي نقذ و ساعد فيها أوسمان صلاح و رجعو بعدها أصدقاء..

حل محمد الباب و دخل للغرفة.. بان ليه هشام متكي على الباياص و الفاصمة ملوية على ذراعو و صدرو.. قرب جر الكرسي و جلس جنبو.. قال هشام و هو كيحك فجبهتو بصباعو..
هشام : فين تعطلتي
محمد : مشيت هضرت مع يدر
هشام : فاش، ياكما وقعات شي حاجة
محمد : هضرت معاه على تالاسين، أخيرا اقتانع أن بقاءها مع هداك خطار عليها
هشام : آه بالصح، خاصة أن العملية نجحات بسبب المخططات الي رسلات مع عباس، خاص نخرجوها من تماك فأسرع وقت
محمد : عيطت على رضوان يجي يديك للدار و أنا غادي نمشي عندها
هشام : لا خاص ضروري نمشي معاك
محمد : تسطيتي و لا مالك، شوف يديك مقادر حتى تحركها و باغي تمشي، راه خاصك الراحة و تشد لرض واحد الشهرين حتى تبرا ليك،و لا باغي تفورصي عليها باش تخرج على مهنتك، يديك هما كلشي ابنادم
هشام : و شنو، باغي تمشي بوحدك
محمد : من الأحسن نمشي بوحدي، فايت دخلت بلما يحس بيا شي حد، و انا غادي نخرج تالاسين ماشي باش نتقاتل، على الأقل ماشي دابة
هشام : و كون على بال

ضرب محمد على كتف هشام و دار خرج.. كيف سد باب الغرفة لمح وجه مألوف واقف بعيد شوية و عينيه على باب غرفة هشام.. شاف فيها بنظرات جامدة غير مبالية و تمشا فالرواق.. كيف وصل لعندها داز بدون ميشوف جهتها..
وصل لسيارتو يالاه حل لباب باغي يركب و هو يسمع صوتها من خلفو.. دار بشوية تقابل معها.. جمعات لونا يديها لقدام كتحك فيهم بتوثر و قالت.. 
لونا : ممكن نهضر معاك
محمد : مامساليش
لونا : مغاديش ناخد من وقتك بزاف
محمد : شنو كاين ؟
لونا : ' بتردد ' مابقيتش مع الكنيسة و رجعت ممرضة بدوام كامل فالصبيتار

شاف محمد فلباسها الي منتابهش ليه قبل.. كانت فعلا ملبساش لباس الراهبات أو دايرة القلادة الكبيرة الي عليها الصليب.. رجع شاف فعينيها الي كتهزهم فيه و تعاود تحدرهم و قال بنبرة تهكم.. محمد : علاه ماشي ممنوع تنساحبي لا درتي القسم باش تخدمي الكنيسة طول حياتك
لونا : لا ماشي ممنوع على الراهبات ينساحبو، عكس القس
محمد : هادشي عندكم كيف اللعب على مبان ليا، و علاش كتقولي ليا أنا هادشي بالسلامة !
لونا : بسببك ولاو عندي تساءلات مكانوش قبل، الحوايج الي كانو كيبانو ليا هما الصح رجعت كنشوف فيهم هفوات و أخطاء، ' هزات فيه عينيها مطولا و قالت ' أ أنا رجعت باغة نعرف على الإسلام أكثر و باغة نسلم
محمد : ' شاف فيه بنظرات مصدومة ' باغية تسلمي !
لونا : آه
محمد : ' قرب لعندها حتى وقف قدامها ' شنو الي خلاك تاخدي هاد القرار
لونا : نتا
محمد : وضحي كلامك باش منفهمش غلط
لونا : بسيطة، أنا من أول لقاء لينا ماقدرتش نساك، يوم بعد يوم كنت كنتعلق بصورتك و ذكرى المرات القليلة الي تلاقينا فيهم رغم معاملتك معيا، لكن ماشي لخاطري أن قلبي اختارك نتا بالذات، كنت اقسمت نبعد على ملذات الحياة و نفني حياتي فالكنيسة لكن ماقدرتش،
كيفاش غنكون مخلصة للرب و انا تفكيري كولو معاك، كبرو داخلي مشاعر ماقدرتش نسيطر عليهم و رجع عندي فضول اتجاه اي حاجة متعلقة بيك، حتى دينك، بديت نقلب أكثر و تزادت الشكوك داخلي و هنا قررت نساحب من الكنيسة، عارفة غادي تقول أنني اختاريت الإسلام بشكل خطأ، لكن كونك كنتي سبب ميكمنعش انني ماشي أهل للثوبة،
قلت ليك هادشي ماشي متوقعة منك شي حاجة، لكن كنت باغة نخوي الي فقلبي على الأقل مرة وحدة، و كانت عندي رغبة أنك تكون أول واحد يعرف بدخولي للإسلام، ' رسمات ابتسامة على شفايفها ' كنتمنى تلقى السكينة فحياتك و منبقاش نشوف نظرات الحزن و الغضب فعينيك كل مرة تصادفنا، و سمحليا خديت من وقتك

رجعات لونا خطوات للوراء عاد دارت راجعة للمشفى.. بقا محمد لمدة واقف كيشوف فالفراغ و هو كيتذكر اعترافها و كلامها على رغبتها فدخول الإسلام.. لكن سرعان متحرك و طلع للسيارة خارج من أمام المشفى بسرعة و هو باغي غير امتى يوصل عند تالاسين و يخرجها من داك المكان..
جزء داخلو فرحان أنها غتبعد على ولد آرثر.. و غترجع ليه و مستحيل يفرقها مرة أخرى.. لكن الجزء الآخر كان فقمة الغضب فاش عرف هوية الجنرال الي طول هاد المدة كانت معاه تالاسين فمكان واحد..
بحث خلف يدر و كان غادي يتجنن و كيحسب الأيام الي ممكن تنفذ فيهم العملية خلاص باش يقدر يرجعها بدون مشاكل.. مامصدقش كيفاش يدر عطاتو خاطرو يخلي بنتو بين يدين شخص بحال ولد المارشال.. و هاد الفكرة بحد ذاتها كتجهلووو لأقصى درجة.. 

وقف جنب الغابة فالجهة الخلفية ديال المزرعة.. هز البندقية من الخلف و هبط من السيارة.. تمشا بحذر و هو داخل من نفس المكان الي تسلل منو قبل.. كان الهدوء فالمزرعة الشيء الي خلاه مستغرب أكثر.. دخل للدار من باب آخر اكتاشف انه ديال المطبخ.. قلب بلاصة ببلاصة و هو هاز البندقية على شكل التصويب.. منين ملقا حد لتحت قرر يطلع لفوق..
دخل لأول غرفة بانت ليه و الي باين أنها غرفة النوم الرئيسية.. هبط البندقية فاش عرف أن حد مكاين فيها و مرر عينيه فأرجاء الغرفة.. حس بشعور مريع و تركيزو متاجه للسرير.. قرب بخطوات بطيئة حتى وقف فآخر السرير.. بان ليه فستان أصفر محطوط فوقو هزو بيدو و قربو لنيفو..
تقبض قلبو فاش تعرف على ريحتها.. متأكد أن هادي غرفة الجنرال و ماقدرش يتقبل أن تالاسين كانت كتشاركو نفس الغرفة.. بانو ليه تهيؤات بشعة خلاو تركيزو يبعد على السبب الي جابو لهنا.. فاش قدر يسيطر على النار الي شاعلة داخلو.. حط الفستان و خرج بخطوات مسرعة.. رجع كيقلب الدار جزء بجزء و تزاد معاه الزايد فاش ملقهاش و ملقى حد..
خرج من الدار باغي يقلب فأرجاء المزرعة حتى بانت ليه البوابة كتحل.. تخبى فأحد الأركان فاش شاف سيارة عسكرية داخلة.. بعدها لمح جنود هابطين منها و واحد فيهم كيعطي الأوامر باش يقلبو المزرعة و الدار كلها..
فور مابعدو خرج محمد من مخبأو و رجع منين جا بدون ميحس عليه شي حد.. طلع لسيارتو و بدا كيضرب بيديه على المقود بقوة.. مرة أخرى جا معطل و ضاعت منو تالاسين..

ظلام الحال و بدا التعب يبان على الحراس.. واحد فيهم شاف فلاخر و قاليه مزير هاني راجع.. مشا و بقا واحد عند باب الخيمة و جوج لداخل واقفين على أوسمان.. فلحظة هز راسو فاش سمع صوت خطوات خافتة.. شاف فالجنديين متحركوش عرف أنه ملاحظوش الصوت..
شاف بطرف عينيه فواحد الزاوية.. و فجأة تسمع صوت ارتطام جسد مع لرض.. هنا تحركو دوك الي معاه لداخل و خرجو.. شافو زميلهم طايح فلرض و غائب على الوعي.. رجعو بسرعة و هو يبان ليهم شخص ملثم واقف خلف أوسمان و موجه ليه السلاح لراسو..

ماعرفو شنو يديرو فهاد اللحظة.. واش يشهرو سلاحهم و لا يتراجعو.. هو صحيح أوسمان محتاجز عندهم لكن كيبقى ابن آرثر و يمكن يتعاقبو بالموت لا وقعات ليه شي حاجة.. و هما فنزاع و مترددين وجه الشخص الملثم سلاحو اتجاههم بسرعة و صابهم بجوج..
لكن متسمعش صوت طلقات نارية.. بل خرجو أسهم صغيرة كيف صابت أجسادهم طاحو لأرض مغمى عليهم.. دار الشخص تقابل مع أوسمان الي بقا هادئ طول الوقت.. حيد اللثام من على وجهو و قال.. 
صلاح : بسبابك غادي نموت و حتى جهة مغتبغي دفني
اوسمان : كنت عارف غادير شي تصرف غبي، انا قلت ليك تكلف بتالاسين ماشي تجي تخرجني
صلاح : نتا ماشي فوضع يعطي الأوامر، و لغادي نعاونك راه بطريقتي ماشي بطريقتك ' كيقطع الحبل باش مربوط ' سربي دغيا نخرجو قبل منتعدم قبلك بجميع الطرق الي تفنن بيها باك مع المقاومين
أوسمان : ' وقف لاح القنبة و شنق على صلاح ' علاش مخرجتيهااااش شكووون قاليك عاوني، دابة علم الله فين هيااا، واخة سيفطو الجنود عندي للدار و رجعو بلا بيهااا منتيقش فآرثر حينت ميرتاح حتى يوصل ليهااا
صلاح : تهدن و خلينا نخرجو من هنا، و لا عمرك باقي تشوف مولات العوينات الخضرين
اوسمان : ' خرج فيه عينيه ' فين هيااااا، شفتيها يااااك
صلاح : كاينة فداري هي و الأم ديالك و الخدامة، و خلينا نتحركو من هنا

تمشى صلاح متاجه للفتحة الي دخل منها و أوسمان خلفو.. قدرو بسهولة يخرجو لأنهم حافضين المعسكر كيف راحة يديهم.. طلعو فسيارة صلاح الي تحرك مكسيري بعدما بعدو بمسافة.. شوية توقفو قدام دار فالمدينة لكن جات فمنطقة خالية بعض الشيء.. فيها منازل قلال..
حل أوسمان الباب و هبط و عينيه على الدار ديال صلاح.. عارف أنه آخر مكان ممكن يقلب فيه آرثر هو هاد الدار.. و هي أكثر مكان آمن لتالاسين و لمو هاد الساعة.. تلفت لعند صلاح بان ليه باقي داخل السيارة.. هبط راسو و قال.. 
أوسمان : مغاديش تنزل
صلاح : مهمتي سالات هنا، عندي فين نجلس بما تقاد أمورك
أوسمان : ' شاف فيه بنظرات إمتنان ' رد بالك
صلاح : متخافش واخة خواف و لكن حاضي راسي، دابة غنكون مرتاح، مباقيش غنشوف فيك و حاس بلي تابعني دين على رقبتي، ' شغل السيارة ' مابقيتي كتسالني مكنتسالك اسي الجنرال
أوسمان : سابقاً
صلاح : آه بالصح وليتي عاطل على العمل، هارب و تابعاك محاكمة عسكرية، ماعرفت واش هذا حب و لا انتحار
أوسمان : غتمشي و لا غتبقى، بغيت ندخل
صلاح : ايه جري عليا من باب داري، كلشي بسبب خضر لعيون
أوسمان : ' عقد حجبانو ' صلااااح
صلاح : وا عينيها الي شفت فاش جبتهم من المزرعة، كانت مغطية وجها و هما الي بقاو لاصقين فدماغي هههه، هاهو غادي غا متيريش فيا بعينيك

كسيرا صلاح مغادر المكان.. و بسرعة أوسمان تمشى فاتجاه الحديقة الأمامية الصغيرة الي قدام الدار.. حل السياج باغي يدخل و بطا عليه غير امتى يشوفها.. رغم أنه مغابش مدة طويلة لكن حاس بلي توحشها بلا قياس و باغي يدخل و يخشيها فحضنو.. يتأكد أنها بخير باش ترجع فيه الروح..
فور ماخطى خطوة للداخل سمع صوت خلفو.. دار و تواجه مع الشخص الي لوهلة جاه غريب لكن بعد لحظات تعرف عليه.. زير على قبضة يدو فاش تفكر انه هو نفسو الي كان جر تالاسين من وسط الطريق و عنقها.. لا يمكن أبدآ ينسى وجهو..
قابل أوسمان نظرات محمد الي كيعصفو بالغضب و الكره بنظرات مماثلة.. لو أن أعينهم كانو يطلقو النار مستحيل يبقى شي واحد فيهم حي.. ثواني فقط قبل ميتحرك كل واحد فيهم اتجاه الآخر فنفس الوقت.. و كأنهم مستاعدين بفتك الآخر بدون تردد..

و هما قاصدين بعض بخطوات مسرعة مدو يدهم للخلف.. و كيف تقابلو كل واحد فيهم جبد سلاحو بحركة سريعة و وجهو للآخر.. مرو لحظات بدون ميتكلم اي واحد فيهم.. فقط عيونهم كتعصف بنظرات قاسية و ملامحهم متصلبة بشكل واضح.. نطق أوسمان و هو ميل مسدسو بعض الشيء كتهديد حقيقي و قال.. 
أوسمان : هيا كنتي حاضي المعسكر
محمد : منين دارك خاوية فكان ضروري نشوف بلاصة أخرى، باش عرفت انا مغاديش تلوحها مرة أخرى وسط كلابكم
أوسمان : اذن عارف شكون انا
محمد : ' ضحك باستهزاء ' شكون ميعرفكش، من سنوات و انا كنسمع اسمك كيتردد وسطنا، ماشي سميتك بالظبط و لكن اللقب باش معروف، ولد المارشال آرثر
أوسمان : ' ببرود ' لحسن الحظ مابقات عندي صلة باللقب
محمد : شنو باغي تقول
أوسمان : آرثر تبرأ من ولدو
محمد : متقولش ليا العملية هي السبب، ماشي ذنبك أننا خططنا ناخدو ليكم السلاح الي باغيين تقتلونا بيه
اوسمان : السبب أهم من هادشي كولو
محمد : كنت نسولك عليه و لكن معنديش ليك الوقت، ' هبط مطرقة المسدس ' فيين تالاسيييين
أوسمان : و علاش كتسول، شنو علاقتك بمراتي !
محمد : ' خرج فيه عينيه الي ولاو حمريين ' فيييين هياااا تالاسيييين

أوسمان : ماشي أنا الي خاص نتعصب و نرفع صوتي حينت راجل غريب كيسولك على مرتي
محمد : ' شنق عليه بيد و حط المسدس على راسو ' قبل متلاقى بييييك كانت تالاسيييين بنت جيراناااا، الي كبراااات قدام عينيها نهار على نهاااار، و قبل المصائب الي هبطو علينااا بسببكم كاااانت غتكون حبيبتي و مرتي
أوسمان : ' دفعو بعنف و داك البرود اختفى من وجهو ' إذن نتا هو مول الرسمة
محمد : ' باستفهام ' شنوو.. !!!
أوسمان : ' بسخرية ' خارج فأحد مهماتك و معاك رسمة عليها وجها بالتفصيل، و مطيحها جنب المعسكر بعدما فجرتيه، شكون كظن السبب فمصائبها من الأول
محمد : ' بقا ساكت مدة ' ميمكنش
أوسمان : أول مرة كانت غتعدم و هي معارفة والو على شكون فجر المعسكر بسبب إهمالك نتاااا، وا متبقاش تلقي اللوم على أي كان
محمد : ' دوز يدو على شعرو ' و نتا الي خرجتيها قبل منوصلو !
أوسمان : تماما
محمد : علاش ؟
أوسمان : نفس أسبابك و يمكن كثر، البنت الي قفزات قدام سيارتي أول نهار رجعت لهنا، و الي شفتها شحال من مرة للحظات هنا و لهيه، نهار لقيتها محبوسة فالمعسكر كيعذبو فيها كنت باغي نقتلهم كاملين حينت لمسوها و آذوها، خرجتها من تماك و مهامني حتى واحد حتى من الي والدني، دابة فهمتي علاش

بقا محمد كيشوف فاوسمان بملامح ممحية.. مامصدقش أنه كيسمع اعتراف رجل آخر بمشاعرو اتجاه تالاسين ليه هو.. و هو نفس الشخص الي هي محسوبة زوجتو و كانت عايشة معاه هاد المدة.. داك الكم القليل ديال التحكم فالنفس الي بقا عندو بدا يفقدو فهاد اللحظة..
أصابعو التابثة على المسدس رجعو كيرجفو كأنه كيقاوم يخوي فيه جميع الرصاصات.. لكن الي مانعو هو باغي يعرف فين هي أولا و ديك الساع مغاديش يتردد مزال.. رجع نطق و هو كيحاول يظبط غضبو..
محمد : ماشي نتا أول واحد يطمع فبناتنا و يبغي يستاغل مكانتو و السلطة ديالو، و كيف منسمحش نشوف واحد فيكم مقرب لأي أنثى بنت هاد الأرض، فأكيد مغاديش نسمح ليك تقرب من البنت الي يمكن نفذيها بروحي
أوسمان : بان ليا غنبقاو هنا
محمد : ' شاف فالدار ' كاينة لداخل ياك
أوسمان : حاول تحرك خطوة و منضمنش ليك شنو غندير
محمد : كن باغي تضرب مغاديش تردد من قبيلة، اما انا كان خاص نعرف فين كاينة و السلام، اما دابة منين تأكدت أنها لداخل ف
أوسمان : ' قاطعو ' يمكن ليك تقتلني و لكن واش متأكد غترجع معاك تالاسين بإرادتها !
محمد : ' ضحك ' ههههه ياكما عند بالك غادي تبكي عليك، ماتمشيش غالط و يسحاب ليك جات لعندك بخاطرها، اكيد راك عارف شكون يكون باها، و بنت زعيم المقاومة مغاديش تكون مختالفة عليه، خاصة بعد الي وقع لخالها و جداها
أوسمان : تالاسين ماعندها حتى صلة بيَدر
محمد : متأكد !

أوسمان و هو مراقب تعابير محمد الي كيدلو على أنه متشفي بعد الكلام الي قال.. خلى اوسمان يحس بشعور مريع فهاد اللحظة.. حاجة وحدة جات فبالو هي المهمة الأخيرة الي المخططات الخاصة بيها كانو عندو بوحدو.. هو و باه الي كانو عارفين امتى غتجي الحمولة و من انا طريق..
تذكر علاش آرثر قاليه بلي غيمر من المحاكمة العسكرية.. ميمكنش توجه ليه تهم غير حينت تزوج بنت مغربية حتى لو كانت بنت زعيم المقاومة.. لكن لو كانت ليه يد فلي وقع لمؤونة الأسلحة و موت الجنود بأي طريقة فهنا غيكون مصيرو الإعدام شنقاً.. 
المخططات بقاو فالمكتب اذن كيفاش وصلو ليَدر و مجموعتو.. هاد السؤال كان كيحفر فدماغ أوسمان فهاد اللحظة و مباغيش يصدق الاستنتاج الوحيد الي توصل ليه..
و هو فصراع داخلي بين الاستنتاج المنطقي و رغبتو فأنه ينفيه بأي طريقة.. تسمع صوت طلقة نارية طائشة خرجات من أحد المسدسين..

كانت جالسة فإحدى الغرف الي فالدار الغريبة.. متكية براسها على كتف حسناء و بجوج ملتازمين الصمت.. كانو فالمزرعة كيتسناو رجوع أوسمان الي تأخر حتى جا صلاح الي استقبلات حسناء و طلب منهم يرافقوه فالحال لمكان آخر غيكون فيه أوسمان كيتسناهم..
ترددات حسناء قبل متقرر تمشي معاه هي و تالاسين.. لكن إحساسها ان شي حاجة واقعة مع ولدها خلاتها بغات غير امتى تشوفو.. و فاش وصلو لهاد المكان و ملقاوهش فيه دخلها الشك.. لكن صلاح طمأنها فاش قال ليها أن المزرعة مبقاتش آمنة و آرثر عارف مكانها..
طلب منها يبقاو فالدار ديالو حتى يمشي يجيب أوسمان بدون ميقول ليها بأنه محتاجز فالمعسكر.. قبل ميغادر لقى نظرة جهة تالاسين الي واقفة جنب حسناء لابسة الحايك الأبيض و كيبانو غير عينيها.. لمح نظرات الخوف فيهم.. تذكر شنو دوز عليها يوم احتاجزوها و حدر عينيه..

ماقدر حتى يعتاذر ليها و هو متأكد مغاديش تسامح ليه.. كان على وشك يخرج فاش سمع صوتها الخافت و هي كتسولو واش أوسمان بخير.. وقف و دار عندها و أكد ليها أنه غادي يرجع برفقتو لهنا..
خرج صلاح و عاد عرف أن نظرات الخوف الي لمح فعينيها مكانوش خوف منو هو.. بل كانو نظرات خوف و قلق على شخص ما.. ابتاسم و هو مامصدقش العلاقة الغريبة الي جمعات شخصين مختالفين لهاد الدرجة.. و كيفاش انتهى بيهم الأمر مع بعضهم رغم كل شيء..
أوسمان الي كان كيتسلق سلم النجاح و كان تابعو مستقبل باهر.. تخلى على كلشي فلمحة بصر و بدون تردد على قبلها.. و الفتاة القروية الي كانت غتموت ديك الليلة فاش بانت فجأة قدام سيارة أوسمان و كانو غيخرجو فيها.. رجعات زوجتو الي ممكن تكون كتبادلو نفس المشاعر رغم تربيتها و بيئتها الي بعيدة عليه و على محيطو..
تساءل مع نفسو كيفاش غينتاهي الأمر بيهم.. واش غيحضاو بحياة عادية هادئة من بعد و لا كل يوم غيكون اختبار لحبهم لبعض..

بعد خروج صلاح بقاو فنفس الغرفة الي خلاهم فيها.. مر الوقت و توثر حسناء خلى بال تالاسين مشغول أكثر و خاطرها مزيرة.. لدرجة كتحس بصدرها كيضيق مع كل دقيقة مرات.. و وسط الهدوء الخارجي الي كان عكس شنو واقع داخلها.. تسمع صوت مجهد فالهواء خلاهم يقفزو بجوج..
حطات حسناء يدها على صدرها و شافت فتالاسين.. بجوج ميزو صوت السلاح و بدون تردد خرجو كيتجاراو.. وقفات تالاسين حدا الباب و علامات الصدمة باينين على ملامحها.. شافت فمحمد الي واقف مقابل معها و هاز سلاحو لفوق و الدخان مزال خارج منو.. و شافت فاوسمان الي كان موالي ظهرو لباب.. و الي كان بدورو هاز السلاح على محمد..
هنا عقلها وقف و قلبها رجع كيرجف بأحاسيس متناقضة و هي كتشوف فيهم بجوج فمكان واحد و موجهين السلاح لبعضياتهم.. أحدهم من الماضي القريب الي واخد حيز من تفكيرها و الآخر خربق عالمها مؤخراً.. جسمها الصغير كان أكثر من جهدو يتحمل او يستوعب منظرهم او يفكر فشنو غيوقع.. فجأة بدات كتحس بغمامة نزلات على عينيها و بعدها طاحت على طولها مغمي عليها..
حسناء الي كانت بدورها مصدومة من المنظر الي شافت.. صرخات باسم تالاسين و هي غادة لعندها.. و ثواني فقط قبل ميتلفتو بجوجهم للخلف و هرعو فاتجاه تالاسين.. 

لاح أوسمان السلاح فلرض و هبط على ركابيه.. هز ليها راسها كيضرب فخذودها بشوية و الخوف متملكو حتى بان فنبرة صوتو الي كترجف و هو كينادي عليها.. 
أوسمان : تالااا تالااا حلي عينك، حبيبتي حلي عينيك
هزها بين يديه و تم داخل بيها للدار.. اما محمد فبقا واقف للحظات كيشوف فيه داخل هازها و كلامو الي نطق بيه لعب ليه على آخر عصب.. تبعهم بخطى مسرعة و دخل للصالة الي كانت مفتوحة.. بان ليه أوسمان حط تالاسين فوق الكنبة و جالس جنبها و يديه كيلمسو فوجها..
خشا السلاح من ورا ظهرو و مشا ليه.. جرو من الكول طلعو لعندو و قال بين سنيه..
محمد : حيد يديك عليهاااا
أوسمان : ' شنق عليه هو الآخر ' حسن ليك تخرج من هناااا
محمد : مغادي نمشي فين الا و تالاسين معيا
أوسمان : قتلني و ديك الساع ديها
محمد : ماطلبتي غا الموجود

حسناء : الله يهديكم، واش لبنت مغيبة و نتوما باغين تقاتلو
بعدما صرخات فيهم جلسات حسناء جنب تالاسين فاش شافتها كتحرك جفونها.. بدات كتمرر يدها على شعرها و قالت.. 
حسناء : تالاسين بنتي واش كضرك شي حاجة
طلق أوسمان من محمد و دار عند تالاسين.. الي كيف بدات كتحل عينيها و ترجع تسدهم.. فتحات شفايفها و قالت بصوت منخفض.. تالاسين : ا أوسمان، خ خالتي ف فين أوسمان
حسناء : هاهو ابنتي جا، كيف حاسة شنو كيضرك
تالاسين : ياك موقع ليه والو
حسات بيد كبيرة شدات فيدها الي كانت ممدودة جنبها.. كيف ظغط على راحة يدها فتحات عينيها مزيان و شافت فيه.. كان محني على ركبتو جنبها و كيتأمل وجها بنظرات غريبة.. بقات كتشوف فيه قبل متحس بخيال طويل واقف على بعد خطوات.. هزات عينيها حتى جاو على محمد و بسرعة سحبات يدها من وسط يد أوسمان.. سكتات شوية و بعدها قالت..
تالاسين : بغيت نهضر مع محمد، واخة تخليونا بوحدنا

أوسمان بقا كيشوف غا فيدها الي بعدات فور مالمحات الشخص الي خلفو.. و الي عرف اسمو غير دابة فاش نطقات بيه و هي كطلب تنفارد بيه.. وقف و رجع للخلف و عينيه مزال عليها هي الي كتجنب تشوف فيه..
تلفت عند مو الي دارت ليه بعينيها خلينا نخرجو و رجع شااف فتالاسين و وجهو مكيحمل أي تعبير.. قبل ميخرج مسرع من الدار..
تحرك محمد مقرب ليها و جلس القرفصاء قبالتها.. كانت جالسة و رجليها ممددين فوق الكنبة.. باقي لابسة الحايك ديالها الي نازل عند كتافها و شعرها مطلوق بعشوائية على ظهرها..
تأمل وجها ببطء و هو كيشوف واش تغيرات شي حاجة فحبيبة قلبو.. و فعلا فور ما هزات عينيها فيه لاحظ نظراتها الي مختالفين على نظرات تالاسين الخجولة و المترددة ديال شحال هذا.. هاد المرة كانت كتشوف فيه بنظرات فتاة ناضجة و واثقة.. مع جزء صغير من الحزن الي مزالو فأعماق عينيها.. 
قاطع نظراتو المشتاقة و الملتهمة لكل انش من وجها صوتها و هي كتنطق باسمو.. 

تالاسين : محمد
محمد : طول السنوات الي كنا قراب مكنتيش كتعيطي ليا بسميتي الا فمرات قليلة
تالاسين : علاش جيتي لهنا
محمد : جيت باش ناخدك معيا، مهمتك سالات
تالاسين : واش يدر الي سيفطك ؟
محمد : لا، و مغاديش نتسناه حتى يقولها ليا، فاش جيت عندك قلت ليك بعد المهمة غنديك معيا، و ماشي غنرجعك ليدر غنمشيو بعيد من هنا
تالاسين : ' بقات كتشوف فيه '
محمد : ' حط يدو على يدها ' خاص تالاسين الي كانت مهازة هم لحتى حاجة ترجع، تالاسين الي كانت الإبتسامة مكتفارقش وجها، تالاسين الي كانت تبكي فاش يشد فيها هشام و بعدها تضحك كأن الحياة بدون هموم، تالاسين الي محيطها بريء و صافي بعيد على اي تعقيدات
تالاسين : ' جرات يدها ' ديك تالاسين الي كتهضر عليها مبقا ليها وجود، تالاسين القديمة كانت عايشة فوهم، كتضحك على اتفه الأسباب و معرفاش السواد الي ضاير بيها، و مفاقت من الگلبة حتى بقات بوحدها
محمد : ' حط يدو على خدها ' شنو وقع فيك حتى رجعتي هاكة، الى كان هو السبب مغاديش نرحمو
تالاسين : كتهضر على أوسمان
محمد : آه هداك
تالاسين : عمرو آذاني،بالعكس هو الي هربني المرة لولة و حماني من ناسو، و انا شنو درت، رجعت معاه باش نستاغلو
محمد : دابة كلشي سالى و مغاديش تشوفيه قدامك مرة أخرى
تالاسين : ' حيدات ليه يدو من على وجها ' واخة اصلو و افعالو السابقة ماقدرتش نكرهو و لو غير شوية، ا أنا منقدرش نبعد عليه، منقدرش نمشي لشي بلاصة الي مكاينش فيها هو
محمد : ' حس كأن السقف هبط عليه ' كيفاش
تالاسين : ' بان بريق الدموع فعينيها ' محمد سمحليا، أوسمان راجلي و منقدرش نعيش بعيدة عليه

من قسوة الكلمات الي خرجات من فمها.. ناض قافز من جنبها كأن كلامها لسعو و وقف على بعد خطوات.. كلماتها باقي كيترددو على مسامعو و هو كيشوف فيها حدرات راسها و الدموع هابطين على خدودها.. بقا كيضور على راسو فالغرفة و قلبو كينزف فهاد اللحظة..
ظن أن سماع اعتراف أوسمان بحبو لتالاسين قدامو كان فوق الاحتمال.. لكن اعترافها هي كان كيف الخنجر الي تغرس فصدرو بقوة.. تمنى لو يموت ألف مرة و ميسمعش شنو قالت..
هزات تالاسين عينيها الي عامرين دموع و شافت فحالتو.. ماقدراتش تكذب عليه أو تغير الحقيقة الي قدام عينيها.. غير هاد الساعات الي مرو و هي خايفة تكون وقعات شي حاجة لأوسمان خلاوها عايشة فرعب عمرها اختابراتو..
يمكن تكذب على راسها لكن متقدرش تخلي محمد عايش على أمل شي حاجة عمرها غتوقع.. هي رجعات لشخص آخر الي قدر ينتازع مشاعرها بدون إرادتها..
و خلاها تعرف أن الإحساس الي حملات اتجاه محمد فيوم من الأيام كان مجرد ألفة و إعجاب.. بعيد على الألم و الخوف و التوثر الي يمكن يسببهم ليك شخص واحد و مع ذلك متقدرش تبعد عليه.. رجعات تكلمات و قلبها فعلا ألمها لمنظر محمد و هو كيحاول يستوعب كلامها.. 

تالاسين : متحاولش ترجع ليا حياتي لقديمة حينت انا مبغهاش
محمد : ' شاف فيها ' واجبي نرجع ليك ديك الحياة المستقرة، و كنواعدك مغاديش نهدا حتى نوفي بوعدي، و واخة متكونيش ليا مستحيل نخليك لشخص بحالو
تالاسين : ' حولات تجنب نظراتو المجروحة ' محمد حاول تنساني
محمد : ياريت لو كان بهاد السهولة
دار و خرج بدون ميسمع ردها.. بان ليه أوسمان واقف جنب السيارات و مشا ليه مباشرة.. كيف وصل لعندو نزل عليه بلكمة قوية و قال.. 
محمد : حسابنا مزال مسالاش، و تلاسين غترجع لمكانها الصح
أوسمان : ' دوز صبعو جنب فمو ' الي هو معاك، هادشي الي باغي تقول
محمد : نهار يدر يقول سالينا متسناش تبقى جنبك، ' ضرب على كتفو ' حينت السبب الاول أنها معاك راك عارفو
بعد عليه و توجه لسيارتو الي حط جنب الطريق.. ركب محمد و تحرك طاير.. 
فور ما غادر دخل أوسمان فايت مو و توجه لعند تالاسين الي جلسات باعتدال.. قبل متستوعب دخولو كان شد فيدها و جرها معاه و هو طالع مع الدروج.. حل أول غرفة بانت ليه و دفع تالاسين لداخل..
سد لباب و توجه لعندها فين واقفة.. شافت نظراتو الباردة و هي ترجع باللور بينما أوسمان زاد على مابيه فاش شاف الدموع فعينيها.. قرب عندها بسرعة و دفعها على السرير الي خلفها بعنف حتى تردخات معاه.. هبط عندها مغطيها بجسدو و محاصرها بيديه و وجهو قريب عند وجها.. قال و هو ظاغط على سنانو..
أوسمان : منين كتبكي عليه علاش مامشيتي معاه، ياك مهمتك سالات

واقفة وسط الحقل الي يكسوه بياض الثلج حتى مبقاش كيبان الربيع.. جذوع الأشجار بدورها مثقلة بالثلج الكثيف الي كان كيتساقط لمدة أيام متتالية بدون توقف.. اليوم فقط الي صفات السماء شوية و شرقات الشمس من خلف السحب الداكنة..
و كيف دخلات أشعة الشمس من نافذة غرفتها.. لاحت عليها معطف الفرو الأسود الدافئ ديالها لبسات حذاء بلاستيكي طالع فرجليها و خرجات..
فتحات باب الدار و وقفات للحظات كيضرب فيها ريح الصباح البارد.. استنشقات أكبر كمية من الهواء و حطات رجلها بحذر على الدريجات الخشبية.. نزلات منهم و تمشات فوق الثلج على مهلها و هي شادة أطراف المعطف و مكمشة فيه..
وقفات جنب السور الخشبي الي ضاير بالمكان و مرو صور قدام عينيها.. مررات يدها على شعرها الي مسرح على شكل ضفيرة و جامعاه لفوق و بعض الخصلات الحريرية مطلوقين جنب وجها كيحركهم الريح.. و بعدات عينيها باغة تهرب من دوك الذكريات الجميلة و المُرة فنفس الوقت.. 
شافت فالمنظر الخلاب الي قدامها.. و بالظبط فالشجرة الي الضخمة الي جذوعها ممتدة بشموخ كيدلو على قدم وجودها فهاد المكان.. هزات راسها كتأمل طول الشجرة كيف كل مرة خرجات لهنا.. و رجعات نزلات بعويناتها الخوضر المميزين كتشوف فظلها الي دوزات تحتو أجمل لحظاتها هنا..
و فلحظة رجعات ذاكرتها للأحداث الأخيرة الي وقعو.. هاد المرة تحجرو الدموع فعينيها حتى حرقوها و بدون متقاوهم خلاتهم ينسابو على خدودها.. رغم أنها مبقاتش الإنسانة الي كانت عليها.. 
الا و فبعض الأحيان كتسمح لدموعها يخرجو على أمل الألم الي كيعصر فصدرها يتخفف و لو بعض الشيء.. مع كل شخص فقداتو كتفقد جزء منها و مع كل خسارة كتخلي آثرها على نفسيتها..

سمعات صوت خطوات كتقرب و هي تلفت.. بان ليها جاي جهتها بخطوات سريعة.. لابس معطف رمادي و داير طقية على راسو و شال صوفي مدور على عنقو.. وقف قدامها و كيشوف فيها بنظرات متمعنة مليئة بالمشاعر..
حس بضيق فاش لمح الحزن فعينيها و آثار الدموع رغم أنها كتحاول تخبيه.. لكنها متقدرش تخبي عليه و هو حافظ كل شيء متعلق بيها.. سنوات و هي قدام عينيه واخة زادت كبرات فكتبقى تالاسين الطفلة الي نظراتها كيكشفوها بسهولة.. قال و هو كيقرب أكثر عندها حتى وقف على بعد خطوة وحدة.. 
محمد : علاش خرجتي، غيضربك البرد
تالاسين : حسيت بالخنقة
محمد : ' كيحيد الشال من على راسو ' منين مصرة تخرجي، على الأقل لبسي مزيان ' دور الشال على عنقها و هو كيشوف فعينيها ' كنتي كتبكي
تالاسين : ' مدات يدها هبطات الشال من على نيفها و فمها ' تشهيت الخبز بالحليب واخة تقادو ليا، منين كنطيبو انا كيجيني باسل
محمد : ' شاف فبطنها المنتفخ تحت المعطف ' لباس غير منين جاك لوحم على الخبز و الحليب، حالو ساهل بعدا
مد يدو لمس بطنها و شاف فيها مبتاسم.. ميل راسو قبل جبينها قبلة طويلة.. بعد و مد ليها ذراعو.. شدات فيه و تمشاو جهة الدار الي كانت على شكل كوخ من الخشب بسقفو الهرمي.. و قبل ميدخلو تلفتات جهة الشجرة العريقة و بانت لمعة الحزن الدفينة داخلها مرة أخرى..

- قبل سنتين -
شافت فيه بصدمة بعد الي قال.. كيفاش حتى عرف.. مستحيل يكون عرف من حديثو مع محمد.. و مع ذلك بغات تهضر و تشرح و تفسر ليه لكن لسانها تعقد فهاد اللحظة.. هي بالصح جات عندو بنية تستاغلو و تبرد حرقة موت خالها و جداتها.. الي مزال كتألم لفقدانهم..
لكن مكانش ابدا كظن أن الأمور غتقلب لمنحى آخر.. يوم بعد يوم كان كرها ليه كيختافي بدون متحس.. و مشاعر أخرى كتكبر جهتو حتى لقات راسها كتبغيه بكل جوارحها.. فكرة أن امرأة اخرى تكون فحياتو بعدما قابلات إيملي حرقاتها.. و الخوف الي تملكها فاش غبر خلاها تعيش فرعب حقيقي..
خرجها من شرودها قبظة يدو الي زيرات على فكها بقوة.. شافت فعينيه الي ضلامو و همسات بتلعثم.. 

تالاسين : ا اوسمان ا أنا
أوسمان : ' ظغط بصباعو على فكها حتى بان الألم على ملامح وجها ' نتي شنووو، باغة نخليك ترجعي معاه..! صافي السبب الي كان خلاك تستحمليني مبقاش و المهمة دازت بنجاح، ياااك، شنو بان لييك نتبعو و نصفي معاه الحساب 
تالاسين : ' انسابت دمعة من عينيها ' لااا
أوسمان : ' زاد تجنن و قال بين سنانو ' متبكيييييش علييييه قداااامييي

حركات راسها بلا و يالاه بغات تقول ليه أن سبب بكاءها ماشي محمد.. كان أوسمان حط شفايفو القاسيين على شفايفها و شرع فتقبيلها بعنف و غضب.. كانت الغيرة كتاكل فيه فالداخل و فكرة أنها كتبغي شخص أخر خنقاتو حتى ولى حاس كيف الأسد المحبوس فقفص ضيق..
حس بشي حاجة مبللة لمسات صابعو الي حاكمين ذقنها.. زاد جعر و جسمو شعلات فيه العافية.. دموعها كانو النقطة الي خلاتو يفقد أعصابو كليا و رجع كيلتاهم شفايفها بقبل عنيفة خالية من أي عاطفة..
حتى فاش سمع أنينها و حس بتصلب جسمها مابعدش.. مكانش كيفكر نهائيا و يديه كيزيدو يتماداو فلمس جسدها.. حس بمقاوتها و بيديها كيضربو على صدرو الصلب و هو يبعد على شفايفها.. حل عينيه الي كانو حمرين و شاف وجها الي غارق دموع..
بانت ليه جمعات يديها قدام صدرها كتحاول تغطي الجزء العلوي الي قطع.. مد يدو و بعد يديها من على صدرها و قال بنبرة باردة..
أوسمان : باغة تحافضي على راسك ليه، ' قرب و همس عند شفايفها ' نتي ديااااالي و مغاديش تولي ليه و لا لحتى شي مخلوووق آخر و انا باقي كنتنفس، كتسمعيييييي

تسمع صوت طرقات على لباب.. أوسمان تجاهلهم و بقا كيشوف فيها بملامح جامدة.. كيتبع الدمعة الي نازلة من عينيها حتى كطيح فوق الفراش.. حس براسو فهاد اللحظة كأنه تشمت أكبر شمتة..
تلاعبو بيه كيف بغاو و فحين هو باغي يحرق الدنيا على قبلها.. هاهي قدامو كتبكي على رجل آخر.. مرتو الي حافظ عليها حتى يملك قلبها اكتاشف أنها كانت مسايراه لهدفها.. طلع مدعاة للسخرية قدام منافسو..
رجع صوت الدقان فالباب أقوى.. زفر بالجهد و ناض عليها.. تحرك جهة الباب و فتحو شوية.. كانت حسناء الي باين القلق على ملامحها.. و فاش شافت منظرو زادا تشوشات أكثر..

حسناء : واش هانية اولدي، بالي بقا مشطون منين خرج محمد
أوسمان : كتعرفيه ؟
حسناء : محمد، اه كنعرفو ساكن فالدوار و جار خال تالاسين الله يرحمو، كنعرفو منين كان صغير و لكن قليل فاش كنشوفو فهاد السنوات لخرا، ' سولات باهتمام ' لاش جا اولدي و شنو واقع بيناتكم!! 
أوسمان : متشغليش بالك، كان سوء تفاهم و صافي
حسناء : و تالاسين كيف بقات، نجيب ليها شي حاجة تاكلها، النهار كامل كانت مشطونة عليك و مداقتش النعمة
أوسمان : ' ابتاسم بمرارة ' منظنش حبسات لماكلة على قبلي
حسناء : كيفاش !
اوسمان : لواليدة غنعذبك معيا، وجدي ليها متاكل و طلعيه ليها
حسناء : واخة اولدي

قرب أوسمان باس لمو على راسها.. شافت فيه مبتاسمة و مع ذلك مامرتحاش كأنها حاسة بولدها.. راقبها حتي نزلات مع الدروج و دخل ساد لباب من وراه.. دار ببطء و شاف فيها.. كانت جالسة فطرف السرير و مهبطة راسها..
ملابسها فوضويين و شعرها مشعث.. قدر يلمح دموعها الي متوقفوش.. زير على قبظة يدو حتى بياضو مفاصلو و ضرب فالطبلة الي جنبو حتى تقلبات.. قفزات و هزات عينيها المدمعين حتى تقابلو مع عينيه الي المضلمين بغضب مكبووووت..
حسات بغصة فاش بعد عينيه عليها و هو غادي جاي وسط الغرفة.. فاش انتابهات للطبلة لمهرسة مررات عينيها عليه كتحقق واش تآذى..
رجعات كتلعب بصباعها و تظغط عليهم.. بغات تهضر معاه و توضح ليه و تفهمو كلشي لكن حالتو خلاتها تراجع.. خافت يزيد يتعصب و ميتحكمش فغضبو و يقرب ليها مرة أخرى..
رغم هجومو العنيف عليها مقدراتش تلومو.. كانت عارفة أنه مجروح و باغي فاش يفرغ غضبو.. مكانتش غتسمح ليه يتمادى أكثر و يفسد اللحظات الجميلة الي شاركو قبل.. و فنفس الوقت مبغاتوش يحس أنها نافرة منو بأي شكل من الأشكال و تزيد على مابيه..
حمدات الله أن حسناء جات فالوقت المناسب و خلاتو يرجع شوية من وعيو.. و دابة و هي كتشوف فيه فهاد الحالة عارفة ميقدرش يآذيها و هي مخيفاش منو.. كيفاش تقدر تخاف من أكثر شخص ولات كتحس معاه بالأمان..
مسحات دموعها بظهر يديها و تفكرات الكلام الي قالت لمحمد عليه هو.. معقول محمد بعدما عرف بحقيقة مشاعرها قال ليه على اتفاقها مع باها بكل بساطة.. آه هي جرحاتو لكن مكانتش باغاه يعيش على أمل تكون معاه فيوم من الأيام و قلبها ملك لراجلها.. باركة عليها غير الوضع المعقد الي هي فيه.. و بتصرف محمد زاد عقد عليها الأمور..
هزات راسها فاش سمعات صوت لباب و هو كيتسد بقوة.. مبانش ليها اوسمان فالغرفج.. وقفات و توجهات للباب حلاتو بشوية و خرجات.. بان ليها هابط مع الدروج بخطوات مسرعة.. بقات كتشوف فأثرو حتى بانت ليها حسناء هازة شي حاجة بين يديها و طالعة..
بعدما وقفات جنبها قالت و هي كتشوف فحالتها.. 

حسناء : مالك ابنتي على هاد الحالة
تالاسين : ' و هي مزال كتشوف جهة الدروج ' فين مشا أوسمان ؟
حسناء : قاليا خارج
تالاسين : فين ؟
حسناء : ماعرفتش، سولتو و مجاوبتيش، حدو قاليا جلسي مع تالاسين حتى تاكل، ' شافت فحوايجها ' واش تخاصمتو ابنتي
تالاسين : ' كترتب مظهرها ' ل لاا
حسناء : ' سبقاتها لبيت ' و اجي تاكلي راه خارج و كيوصي، قبيلة سخفتي خلعتينا عليك
تالاسين : ' بصوت منخفض ' امتى غيرجع !
حسناء : شنو قلتي
دخلات تالاسين و جلسات فنفس المكان الي كانت جالسة فيه.. منين أصرات عليها حسناء تاكل نقبات شوية و بعد خروج حسناء.. دورات وجها جهة النافذة كتشوف فالهلال الي توسط السماء و تفكيرها غير مع أوسمان الي غادر بديك الطريقة..

مرو ثلاث أيام على ديك الليلة بدون آثر لأوسمان.. لو مجاش صلاح فصباح اليوم الثالث طمأنهم أنه بخير و اظطر يسافر لمدينة أخرى.. كانت وقعات شي حاجة فتالاسين الي مشافت لا الراحة او النعاس منين غادر..
سولات صلاح امتى غيرجع أو فين مشا بالظبط.. لكنو أكد ليها معارف والو.. حدو قاليه دوز طمأن عليهم و شوف واش خصاهم شي حاجة.. بعد مغادرة صلاح طلعات للغرفة و انفاجرات بالبكاء.. هاد ثلاث أيام دازو عليها كيف الدهر.. كتحسب بالدقايق رجوعو باش تشرح ليه و تقول ليه باش حاسة.. 
بغات توضح كلشي و يرجع أوسمان يعاملها كيف قبل.. يخاف عليها و ميفارقهاش شنو ما وقع.. برودو و بعدو هاكة متقدرتش تستحملهم... واعدات نفسها غير يبان قدامها ترمى فحضنو و تخرج گاع الي فقلبها..

بكات لوقت غير محدد و رجعات مقابلة مع النافذة كتسنا رجوعو.. ظلام الحال و مر وقت على فاش طلعات عندها حسناء باش طمأن عليها.. ناضت من مكانها و خرجات من لبيت.. كانت لابسة بيجامة طويلة و شعرها مطلوق على كتافها..
نزلات مع الدروج و حلات باب الدار.. كان الخارج مظلم و مع ذلك تمشات وسط الحديقة الأمامية.. وقفات قدام السياج و هي كتشوف فالطريق الخالية.. بقات شحال واقفة بدون متبعد عينيها على الطريق..
حتى بدات كتحس بالبرد تحرك و رجليها تنملو عليها عاد قررات تدخل.. ضارت متاجهة للدار و فجأة تحطات يد على فمها كاتمة صراخها و ذراع قوية حكماتها من خصرها.. بقات كضرب برجليها الي مهزوزين على الأرض و كتقمش بضفارها اليد الي مزيرة عليها لكن بدون جدوى..
تحرك الشخص الي هازها جهة السيارة الي مركونة جنب الدار.. خرج منها شخص أخر و بهدوء حط زيف أبيض صغير على نيفها حتى تسدو عينيها..

حل هشام الباب و هو كيشوف فمحمد حطها برفق فالخلف.. سدو الباب و ركبو لقدام.. شغل محمد السيارة و تحرك من جنب الدار.. غير بعد شوية كسيرا بسرعة و عينيه فالمرايا كيشوف فإنعكاس تالاسين الي مستلقية فالخلف..
لاحظ وجها الشاحب و تحت عينيها الأسود.. كان باين عليها مرهقة جسديا و هادشي الي خلاه يسرع باش يديها من هنا.. فهاد اليومين كان مراقب الدار حتى اكتاشف ان أوسمان غابر.. و بعد مجيء صلاح الي كان لابس بدلة عسكرية.. قرر مباقيش يخليها هنا حتى لو اظطر يديها بزز عليها..
كان باغي ياخدها لدارو لكن عارف أن وجودها مع يدر غيكون أامن ليها حاليا.. وقف السيارة قدام الدار الي كيتجمعو فيها مع يدر و الي قابلات فيها تالاسين باها أول مرة.. هبط هشام حل لباب و هزها بين يديه..
دخل بيها للدار الي حراستها مشددة من طرف الدراري.. و توجه للغرفة الي فالطابق العلوي.. حطها فوق الفراش بهدوء و جلس جنبها كيمرر يدو على شعرها.. سمع صوت خطوات محمد او هو داخل للغرفة و قال..

هشام : بنت عمتي الي واعدت نحميها رجعت انا اخر واحد يعرف فين هي و شنو واقع فيها
محمد : من اليوم مغاديش تحيد من قدام عينينا.. غنخلي داك بنادم يطلقها و ديك الساع حتى واحد مغادي يمنعني نديها بعيد من هنا
هشام : نتا الوحيد الي مغاديش نمنعك تاخدها حينت عارف شنو كتعني ليك، الي بقات جنب يدر حياتها غتبقى ديما فخطر و تلاسين متستاهلش هاد الحياة، اللهم تبعد
محمد : اخر مرة نسمع لشي مخلوق، واجبي درتو و تخليت عليها حتى فقدتها، لكن غنرجعها ليا، تالاسين من نهار تخلقات كانت ليا
هشام : فاطمة توحشاتها بزاف و مع لوحم كل ساعة تجبدها و تبكي، ماكرهتش نديها للدار و ترجع الحياة بسيطة كيف كانت، ناسنا يبقاو بعاد على هاد العالم و نقدرو نرجعو ليهم و نحسو بطعم الحياة الي كنفقدو هنا

بقاو بجوج جنبها و هي مغيبة بفعل المخدر الي جاب هشام معاه تحت طلب محمد.. شرح ليه شنو وقع اخر مرة بدون ميذكر شنو قالت ليه تالاسين على رغبتها فأنها تبقى مع أوسمان.. يمكن هادي من المرات القليلة الي تصرف فيها محمد بأنانية.. 
لكن فكرة يفقد تالاسين فمرة لجنرال فرنسي خلاتو يضرب فغرورو الرجولي.. المهم هو ترجع و مع الوقت غتنسى الآخر.. باغي يرجع ليها آلهدوء و الاستقرار لحياتها و يخلي داك الشعور الي كانت تحس من جهتو يحيا من جديد.. خاص غير يتخلص من آثار ولد المارشال من حياتها..
تسمع صوت احد الدراري و هو كينادي على هشام و محمد من خلف الباب.. ناض هشام غطاها و تم خارج و لحقو محمد بعد لحظات.. تبعو رضوان الي سيفطو ليهم يدر و علمهم أن كاين إجتماع طارئ.. 
هبطو للغرفة الكبيرة فين كيكونو أغلب اجتماعاتهم.. دخلو الدراري و بان ليهم يدر جالس فالكرسي الجلدي الكبير و البقية جالسين حول الطلبة و انتباههم معاه.. شدو كل من هشام و محمد أماكنهم و بدا يدر حديثو.. 

يَدر : جاو معلومات من شخص موثوق أن صديق المارشال آرثر و الي هو احد الوزراء الفرنسيين غيقوم بتحويل شاحنة للمعسكر الأساسي بعد فشلهم بإمداد الأسلحة أخر مرة و الي خدينا حنا، هاد المرة الشحنة اكبر و عليها حراسة أشد،
لكن هادشي مغاديش يمنعنا نوقفوهم و ندمرو الأسلحة، حينت لا فات حتى رجعات فيد الجنود عارفين لمن غتكون موجهة، لو كانت حربهم ضد جنودنا مكناش غنتدخلو، لكن ديك الأسلحة كتوجه للمدنيين، عائلاتنا ولادنا و بناتنا، مكيفرقو بين حد و هدفهم يزرعو الرعب فناس أبرياء بعيدة على هادشي، داكشي علاش هاد الشحنة مخصهاش توصل للمعسكر
محمد : امتى غدخل ؟
يدر : غدا بالليل
محمد : مجاكش هادشي متسرع من طرفهم، دغيا باغيين يغامرو من جديد و يحولو الأسلحة و هما مزال معارفين شكون خدا الشحنة لولة
يدر : فكرت فهادشي و أي حاجة متوقعة، لكن هذا مكيعنيش انني غنتغاضى على المعلومات الي وصلوني، و خاص نتحقق من واش كاينة شحنة اسلحة و لا لا، هادشي علاش الإختيار غيكون اخياركم فالتطوع للمهمة
شاف كل من محمد و هشام فبعضياتهم و بعدها بجوج هزو يديهم معلنين انهم باغيين يتطوعو للمهمة بدون تردد.. بعدما تم الاتفاق على كلشي و شرح ليهم يدر الخطة و هو كيوصي يتوخاو الحذر.. الجميع انصارفو باستثناء محمد.. شاف فيه يدر و وسولو..
يدر : باغي تقول شي حاجة ؟
محمد : هادي اخر مهمة غنقوم بيها، باغي ندي معيا تالاسين و نبعدها من هنا

يدر : ' شاف فيه مطولا ' غتخلى على واجبك! 
محمد : غنخدم بلادي وقتنا كانت فحاجة ليا، لكن الأولية دابة للشخص الي كندير هادشي كولو على قبلو، باش نرجع ليها الهدوء لحياتها، و بغيت نبعد على الأقل حاليا
يدر : كظن غنسمح ليك ديها بهاد السهولة و نتا مشيتي تصرفتي من راسك و جبتيها
محمد : لا كنتي طامع فأنك ترجعها لهداك فباغي نبشرك بلي فخبارو كلشي، و بحال والو غبر و هو كيخطط لشي حاجة، و هادشي عارف انه فخبارك و محركتي صبع، شنو كنتي كتسنا مخليها تماك، مخايفش يلوي ذراعك بيها و يآذيها
يدر : ولد آرثر مستحيل يآذي تالاسين
محمد : ' ضحك بدون مرح ' متأكد لهاد الدرجة بحال الى مكتعرفهمش
يدر : متأكد منو هو، الولد الي عصا باه و هرب بنت عدوه باش يحميها مخاطر بكلشي، و خباها فدارو عرفها على مو و تزوجها، كظن هدفو يآذيها بأي شكل من الأشكال
محمد : ' ظغط على يدو ' هادشي بان ليا فرحك
يدر : هادشي خلاني نعرف أنها فأمان و فنفس الوقت غتكون بردات حر الموت ديال خالها و جداها
محمد : قنع راسك بهاد الهضرة، نتا حتى بنتك استاغليتيها بطريقتك، واخة تكون هي الي غتسالي هاد الحرب منسيفطهاش لواحد فيهم، ' تم غادي جهة الباب ' بعد المهمة غدا غنمشي انا وياها من هنا

خرج محمد و هو معصب من كلام يدر.. متفاجئش من موقفو فهادشي.. لو أن بنتو كبرات قدامو مستحيل يتعامل معها بنفس الطريقة، كانت غتسلب منو داك الحب الأبوي و تخليه يدير أي حاجة باش يحميها ماشي يعرضها للخطر..
كانت فطفولتها بابتسامتها المعدية تخلي البسمة على وجه كل من قابلها.. هو بدورو كانت بحال نفحة النسيم المنعشة فحياتو.. فطفولتها كان حبو الأخوي اتجاهها قوي رغم أنها غير ابنة جيرانهم.. لكن داك الحب تغير يوم بعد يوم و هو كيشوفها كتنضج قدامو.. حس أنه نذل فاش عرف حقيقة مشاعرو و كأنه كيخون ثقة صاحبو بتفكيرو فيها كإمرأة الي سلبات عقلو.. رغم أنه عمرو فكر يقرب ليها بأي طريقة.. 
لكن فاش سمع من مو فعدة مرات بمجيء الخطاب لتالاسين.. تحرك شعور الغيرة فيه و خلاه مقتانع أنه مغتكوش لشي راجل من غيرو.. بينو و بين نفسو عارف أن تالاسين ليه و كان باغي فقط الفرصة فاش يقنع صديقو و يخطبها من عائلتها.. لكن بسبب طبيعة حياتو تردد و هاهو كيخلص ثمن داك التردد..

خرج محمد و مشا خلط على الدراري الي كانو كيجهزو كلشي للمهمة..
يدر بقا جالس فالغرفة تحت ضوء الشمعة و فيديه ورقة صفراء سميكة.. عينيه عليها لكنه شرد لبعض الوقت.. لواها و حطها جنب و ناض.. خرج من الغرفة و طلع مع الدرج..
وقف قدام الغرفة الوحيدة فالطابق العلوي الي مكيوصلوش ليها الدراري.. مد يدو شد فمقبض الباب و حلو.. دخل بخطوات هادئة و عينيه على السرير الي ناعسة فيه تالاسين.. وقف على بعد خطوات كيشوف فوجها ذو الملامح الناعمة..
كانت مزيج بين زوجتو كنزة و ختو تالاسين.. خدات ملامحهم و بعض من صفاتهم لكن شخصيتها مغايرة عليهم.. بريئة المظهر و لكن داخلها قوة و عزيمة.. فاجآتو يوم جات تخبرو أنها باغة تكون جزء من المقاومة.. وافق بعد تفكير و مزال لحد الساعة كيفكر واش خدا القرار الصح فاش دخلها لهادشي او لا..
مكانش غيخليها تمشي مع ولد يدر لو شك بأن حياتها فخطر.. كانو عينيه عليها طول الوقت حتى اكتاشف أنها نقطة ضعف الجنرال أوسمان و مستحيل يآذيها..

خرج يدر من الغرفة بدون ميقرب جهتها.. حس أنه معندوش الحق يخاف عليها.. عمرو كان ليها الأب و السند الي كانت محتاجة.. بعد باش تعيش فأمان و انتهى بيها الأمر وسط هاد المعمة فور مارجع.. دابة واجبو يخرجها و هادشي علاش فكر فكلام محمد..
بعد المهمة غيخليه ياخدها من هنا.. فين تقدر ترجع تالاسين تعيش حياة عادية خالية من اي تعقيدات.. هو مدين ليها بهادشي على الأقل..

جالس آرثر خلف المكتب ديالو و اليوم بالذات تأخر فالمعسكر كأنه كينتاظر شي حد.. بعد لحظات دخل واحد من الجنود و معاه شخص آخر.. شار آرثر للجندي يخرج و تكا على ظهر الكرسي براحة..
آرثر : من مجيئك لهنا كيعني أنهم كلاو الطُعم
الشخص : بداو التخطيط للمهمة
آرثر : ' ترسمات ابتسامة خبيتة على وجهو ' يا إما يدر طلع ماشي بداك الذكاء الي معروف عليه، أو باغي يخاطر برجالو غير باش يطلع هو البطل، و هاد الإحتمال الأخير هو علاش كنت معول، و صدق ماخيبش ظني
الشخص : واحد فيهم حذرو و لكن مسمعش ليه، مُصر يمنع الشاحنة الوهمية توصل للمعسكر
آرثر : غيندم حينت مسمعش ليه
الشخص : اصلا هو و داك محمد مامفاهمينش، بجوج بيهم كيلعبو على الأعصاب
آرثر : و هادي هي فرصتك، بدا بهاد محمد هو الأول
الشخص : ' بصدمة ' كيفاش .. !
آرثر : شنو مناش خايف، لا طاحو فيدينا مغاديش يخرجو حيين، غيدوزو من العذاب لمدة طويلة و لكن مصيرهم الموت فالأخير
الشخص : و لكن مخاص حتى واحد يعرف بلي انا
آرثر : ' بتهكم ' واش گاع خوتك بنفس شجاعتك، و لا نتا حالة خاصة
الشخص : أنا مكيهمني والو، باغي نعيش حياتي مرتاح، سنين و انا كنحارب و عايش فظل وحدين آخرين
آرثر : مزيان طلعتي ذكي بعدا، حينت مصير كل واحد فيهم راه باين، ' بتوعد ' هاد المرة نهاية يَدر هو و رجالو غتكون على يديا

يوم جديد.. 
حركات جفونها كتحاول تحل عينيها.. حاسة بجسمها مرخي و مهدود.. رفعات يدها كتبعد شعرها و هي كتدور عينيها فالغرفة.. كان ضوء الصباح داخل من نافذة صغيرة.. جاتها الغرفة مختالفة على الي كانت فيها قبل..
شوية تذكرات فاش خرجات ليلة لبارح و هي كتسنى رجوع أوسمان.. بان الخوف على ملامحها فاش تفكرات شنو وقع و أن شي حد سد ليها فمها و جرها معاه.. قفزات نايضة من فوق السرير و هي كتشوف فحوايجها..
كانت باقة بنفس البيجامة الي كانت لابسة.. تمشات حفاينة و توجهات لباب و الدموع مجموعين فعينيها.. ضورات المقبض بصباع مرتعشة و منين تحل لباب خرجات كتجري.. هبطات مع الدروج و شعرها كيضرب فظهرها..
فجأة وقفات فاش بان ليها واقف فآخر الدرج.. نوعا ما ارتاحت بشوفتو و فنفس الوقت استرجعات الشعور المألوف ديال لبارح.. قبل متغيب متأكدة انها شافت وجهو.. بداو التساؤلات كيهبطو على راسها..
و بدون متزيد تفكر فأي حاجة أخرى نزلات باقي الدريجات.. كان محمد كيهضر مع واحد من الدراري.. حس بوجوها و هو يشوف مباشرة جهة الدروج.. بانت ليه هابطة هكاك و هو يتكلم مع الشخص الي واقف معاه و خلاه ينصارف..
قرب جهتها بخطوات تابثة و هو كيتأمل وجهها.. كيف وقف قريب ليها شافت فيه تالاسين بحدة و قالت.. 

تالاسين : نتا الي جبتيني لهنا، تجاهلتي شنو قلت ليك و جبتيني بديك الطريقة، شنو يسحاب ليك غادي نبقا بزز
محمد : عارف غتكرهيني فهاد اللحظة لكن كنت مظطر
تالاسين : ' بانفعال ' محمددد انا بلاصتي ماشي هنااا، خاص نرجع قبل ميجي و ميلقانيييش
فات محمد متاجهة لباب حتى شدها من يدها.. 
محمد : فين غادية
تالاسين : ' كتجر فيدها ' طلق مني، خاص نرجع قبل ميجي، يقدر يفهم غلط و يسحاب ليه مشيت و خليتو
محمد : ' زير على معصمها و جرها قابلها معاه ' هاااامك شنو غيفكر لملقاش لهاد الدرجة، علااااش، علاش هوااا
تالاسين : ' هزات راسها فيه ' حينت هو راجلي و بلاصتي جنبو
محمد : ' عضلات وجهو تصلبات ' علاش قلبك قسى لهاد الدرجة، عارف اني تخليت عليك فاش كنتي محتاجة ليا، و لكن
تالاسين : الي فات مكيهمش امحمد، أنا بغيت غير نرجع عنـ
محمد : ' قاطعها ' مغاديش نخليك تخرجي من هنااا
تالاسين : غتحبسني..!! 
محمد : آه لمصلحتك
تالاسين : ' شافت فيه بحزن ' انك تحبسني هنا مغادي يغير حتى حاجة، قلبي مغاديش يتغير
محمد : ' طلق منها ' من الأحسن طلعي لفوق، غنجيب ليك الأكل حتال عندك، غادي نظطر نغيب باقي النهار و لكن منين نرجع غنمشيو من هنا

هشام : ' من خلفهم ' تالاسين
تالاسين : ' دارت عندو ' هشام
قرب عندها و جرها عنقها بقوة.. بادلاتو العناق و هبطو دموعها.. مرر هشام يدو على شعرها و قال.. 
هشام : سمحيليا
تالاسين : ' حركات راسها بمعنى مكاين لاش تعتاذر ' ف فاطمة لباس عليها
هشام : ديما كتسول عليك و طلباتني نديها لعندك، خاصة فهاد لخر ' شاف فيها مبتاسم ابتسامة حزينة ' منين حملات
تالاسين : ' ابتاسمات وسط دموعها ' حاملة.. !
هشام : امم حاملة بولدي
تالاسين : ' كتمسح فدموعها ' فاطمة حاملة
هشام : ' قرب قبل جبهتها ' فرحتنا غتكمل منين نرجعو مجموعين
محمد و هو واقف مراقبهم سمع رضوان كينادي عليه من الخارج.. شاف فهشام و تكلم معاه غير بالعينين.. رجع هشام عنق تالاسين و قال بينو و بينها.. 
هشام : أكثر حاجة كتهمني هي راحتك، متنسايش انا ديما فجنبك و منين نرجع غنلقاو حل يرضي كلشي

بعدما تأكدو أن تالاسين رجعات للغرفة خرجو الدراري و هما كيوصيو فدوك الي بقاو باش يكونو على حذر.. و ميخليو حتى مخلوق يقرب لهنا كيفما كان.. و هنا محمد كان قصدو اوسمان رغم أنه متأكد مغاديش يقدر يوصل ليها و هي فهاد المكان..
توجهو لمكان آخر كان بحال مستودع.. كانو فيه سيارات خاصة بالمهمات و الأسلحة و كلما كيحتاجو.. غيرو ملابسهم و لبسو بدلات عسكرية فرنسية.. كل واحد من الرجال السبعة عمر سلاحو و حطو فالصندوق الصغير..
و هما على وشك يخرجو بان ليهم يدر داخل.. وقفو حدا بعض حتى تكلم معاهم لآخر مرة.. و بعدها غادر.. واحد فيهم كانو نظراتو ليدر غريبة و كان متبعو بترقب حتى بان ليه ركب فسيارة أخرى.. لا هو و لا باقي الدراري عارفين فين غادية..
يدر مغاديش يكون جزء من المهمة لكن علاش غادر الدار.. هادشي غيفسد الخطة الي ظن أنها غادية بشكل مثالي.. انتابه لمحمد الي كيعيط عليه.. ركب فالسيارة العالية فالخلف.. و عينيه على هشام و محمد الي چالسين فالمقدمة..
خرج محمد سايق السيارة الأولى الي فيها هما بثلاثة.. و من خلفهم السيارة الي كانو فيها ربعة آخرين.. شدو الطريق فوضح النهار رغم ان المهمة غتبدا بالليل.. لكن خاص يتمركزو فالمكان المتفق عليه و يكونو جاهزين..

بعدما غربات الشمس و حل الظلام.. كان صوت الهدوء يحوم المكان لدرجة مريبة.. سيارة محمد واقفة على جانب الطريق قريبة من الأشجار و السيارة لاخرى فالجانب الآخر.. الطريق الي مراقبين مكان كيمر منها حتى واحد..
بعد لحظات تسمع صوت محرك سيارة من بعيد.. بدون ميتكلمو كل واحد استاعد باش يقوم بدورو.. تمشى هشام وقف وسط الطريق لابس البدلة العسكرية.. و بدا يشير بيديه للشاحنة الي جاية.. كانت غادة بسرعة و فاش بدات تقرب تخوفو الدراري لا متوقفش أو تدهس هشام و تكمل على طريقها.. لكن كيف قربات ليه نقصات سرعتها حتى توقفات..

كيف توقفات الشاحنة حس هشام أن شي حاجة ماشي هي هاديك.. كانت بوحدها بدون مرافقة سيارات أخرى.. و لكانت نفسها الي فيها الأسلحة مغتكونش بلا حراسة..
نفس الشيء حسو محمد الي كان واقف بعيد.. شاف هشام متحركش و هو يهمس للشخص الي جنبو.. خرجو سلاحهم و تحركو جهة السيارة.. كيف بانو مع أضواء السيارة خرجو لاخرين من الجهة لاخرى.. الشاحنة كانت محاصرة بيهم بسبعة و مع ذلك حتى واحد ماخرج..
و فجأة وسط الهدوء تسمعو أصوات اقدام كثيرة كتقرب.. و فلمحة بصر كانو السبعة محاصرين من طرف العشرات من الجنود الي هازين سلاحهم اتجاههم.. ضور محمد عينيه بسرعة كيشوف انهم محاصرين من كل جهة..
شاف جهة هشام الي بدورو كيسكاني بعينيه الوضع الي طاحو فيه.. سمعو أحدهم قال ليهم بالفرنسية يهبطو أسلحتهم.. و من بعدو أكد عليهم محمد حتى واحد ميحط سلاحو..
مستحيل يستسلمو و هما عارفين مصيرهم كيفاش غينتاهي.. بعد التعذيب و نيل الي بغاو غيتخلصو منهم كيف الذباب.. هادشي علاش مقررين يحاربو حتى للأخير لا تحطو فبحال هاد المواقف و ميكونوش أسرى تحت رحمة الفرنسيين.. 
بعينيه فقط وصل ليهم محمد أنهم يطلقو الرصاص عند إشارتو.. حتى لو ماتو غيموتو و هما كيحاربو لآخر نفس.. 

مرو لحظات قبل ميظغطو الدراري على الزناد تقريبا فنفس الوقت.. لكن حتى رصاصة مخرجات من أسلحتهم.. رجعو ضغطو مرات عديدة و نفس الشيء.. شافو بتعابير الصدمة فبعضهم و استغربو أكثر فاش الجنود مطلقوش الرصاص فالمقابل..
محمد حل مكان الرصاص و هو يلقاه فارغ.. توسعو عينيه بصدمة و حيرة.. قبل ميخرجو للمهمة تأكدو من تجهزير أسلحتهم.. كيفاش حتى اختفى الرصاص.. رفع راسو و شاف مباشرة فرضوان الي مد ليهم الأسلحة قبل قليل.. 
رضوان بان ليه محمد كيشوف فيه و هو يبتاسم.. هبط سلاحو و بدا كيقرب فاتجاه محمد.. قال و هو كيلعب بالمسدس فيديه.. 

رضوان : ايه انا الي خويتهم
محمد : ' شاف فيه بنظرات مصدومة ' نتا ورا هادشي
رضوان : امم، مغاديش نقول ليك هددوني و لا لواو ليا يديا، ماعندي حد من غير راسي و لقيت راسي ضايع و الفضل كيرجع ليدر الي غتلقى اسمو فكتب التاريخ سنوات لقدام، اما بحالنا فمنين يلوحو علينا التراب حد مغادي يتذكرنا، بّا مات و هو كيحارب و بعد شهورا تنسى كأنه عمرو كان.. وانا غير حينت ولدو تفرض عليا نتبع خطاه، سولت راسي علامن كندير هادشي، شبابنا الي كيضيع لآش من غاية بالسلامة
محمد : ' بنبرة عصبية ' أرضك
رضوان : شنو عطاتني هاد الأرض .. !
محمد : ' شنق عليه ' كان خاص نتوقع هادشي من واحد بحالك
رضوان : متهورش، كلمة مني 20 قرطاسة تسكتك فمرة، تعقل و بعد بهدوء، و لمرة فحياتك كون مطيع
محمد : ' بين سنانو ' غنقتلكككك
رضوان : ' حط المسدس على راس محمد ' ماشتي لا قتلتك قبل
هشام : محمد رجع اللور
رضوان : ' ضحك ' كن تسمع و دير الي قاليك هشام، هما مخاسرين والو يفضيوها ليكم هنا، و لكن حينت يدر طلع قافز و غادر الدار الي كانو غيزوروه فيها، خاص يخليوكم على الأقل حتى يوصلو ليه
محمد : ' تفكر تالاسين و خرج عينيه ' مشاو للدار !
رضوان : مبقاوش مشاو حينت يدر مكاينش، دابة غيخليوه هو الي يجي لعندهم هههه، كنحاول نتخايل وجهو فاش يعرف بلي سيفطكم لموتكم

دقائق فقط و كانو الدراري الستة مقيدين من يديهم.. طلعوهم للشاحنة الي كانت فارغة و توجهو للمعسكر.. كان المكان مضوي بشعلات معلقة فكل مكان.. هبطوهم و دخلوهم واحد من ورا الاخر..
كان الخوف باين على الدراري من غير محمد و هشام الي الغضب مسيطر عليهم و هما حاسيين بالشمتة.. كانو عارفين بعد هاد السنوات كلها أن رضوان ماشي شخص متهور لكن متوقعوش يوصل بيه الأمر يكون خائن لبلادو و لأبناءو الأرض الي كينتامي ليها..

فوسط الساحة كان آرثر واقف بهبة و راسو مرفوع بشموخ.. راقب المقاومين و الجنود صفوهم قدامو.. شاف فيهم واحد بواحد كأنه كيعبرهم و يحاول يعرف الحلقة الأضعف.. حول نظرو لرضوان الي كان كيتصرف براحة كأنه منهم و شار ليه يقرب..
رضوان شاف النظرات النارية الي وجه ليه محمد و هشام و تحرك جهة المارشال كيتمختر.. وقف جنبو كيتسنا يسمع كلمة إطراء على إنجازو.. آرثر دار بكامل جسدو عندو و قال.. 
آرثر : شكون غينفع فيهم، حينت للأسف ماعندناش متسع ليهم كاملين
رضوان : ' شار لمحمد و هشام ' هادو مغاديش يتكلمو بسهولة لكن عارفين معلومات كثر من لاخرين، و مقربين ليدر، لاخرين غيهضرو بعد شوية التعذيب لكن منظنش غادي يزيدو شي معلومات على الي عطيتكم
آرثر : امم مزيان
بحركة بعينيه قربو الجنود من الخلف و هبطو الدراري بربعة حتى جلسوهم على ركابيهم.. و بعدها تسمعو طلقات نارية متتابعة.. ارتاطمو أجساد الدراري الأربعة مع الأرض الي تسقات بدماءهم..
شاف يدر فالمنظر برضى تام و تلفت عند رضوان.. فلمحة بصر جبد سلاحو من الحزام و وجهو لبين عينيه.. طلق الرصاصة الي اختارقات رأس رضوان حتى طوش دمو فكل مكان و طاح بعدها جثة هامدة فالأرض.. بعد آرثر خطوة للوراء و قال و عينيه على هشام و محمد.. 
آرثر : الي خان بلادو وفاءو مشكوك فيه اوْلا !

مع اول خيوط بزوغ الفجر توقفات سيارة قدام دار صلاح.. هبط و تمشى فممر الحديقة.. كان لابس معطف بني طويل.. و شعرو الكثيف مسرح بشكل عشوائي.. حل الباب و دخل للدار.. لمح صلاح جالس فالصالة المفتوحة..
كان مسند بمرفقيه على ركابيه و منزل راسو.. قرب عندو حتى وقف قدامو و كيف حس صلاح بوجود شخص.. هز راسو شاف فيه بتوثر و قال.. 
صلاح : فين كنتي غابر
أوسمان : لواليدة فيناهيا ؟
صلاح : لفوق، بحرا ماقنعتها طلع تنعس ' حك على شعرو و قال بتردد ' تالاسين من لبارح مختافية
أوسمان : عارف
صلاح : يعني هي معاك،و ديك الساع غا قولها، مك و انا من لبارح و حنا مشطونين فاش ملقيناهاش فالدار
أوسمان : مكيناش معيا و لكن عارف مكانها و شكون داها
صلاح : مافهمتش
أوسمان : خاص نقضي واحد الغراض، بغيتك ترد معاك لبال بالواليدة و الا وقعات شي حاجة بعدها من هنا باش آرثر ميوصلش ليها
صلاح : علاش نتا فين غادي بالسلامة، و علاش ناوي ؟
اوسمان : من بعد غتعرف كلشي
صلاح : و جيتي خربقتي ليا دماغي و غتغبر ثاني، واش كاين فاش نساعدك، اوسمااان

تحرك أوسمان جهة الدروج و طلع للفوق.. توجه للغرفة الي ناعسة فيها مو.. حل لباب بشوية و دخل.. كانت حسناء ناعسة فالفراش بعدما بقات يومين بلا نعاس.. ليلة لبارح تخلعات فاش ملقاوش تالاسين و زيد عليها الغبرة الي غبر أوسمان بدون ميعلمهم فين مشا..
و اليوم مطلعات لبيت حتى قرب يوذن الفجر.. جلس أوسمان جنبها كيتأمل وجها و التجاعيد القليلة الي غزات وجها البشوش.. و رغم ذلك مزالو مفعم بالحياة و مشرق كيفما كيتذكرها فطفولتو.. 
كبر بجانب أب قاسي و متسلط.. عاملو كمشروع أكثر من أنه ابنو.. وقتما نجح كان يبان الرضى على وجهو لكن بدون ميسمعو اي كلمة تشجيع أو افتخار.. و يوم يفشل كان آرثر حريص أن اوسمان يتعاقب باش الفشل يتحيد من قاموسو..
العيش مع أب بحال المارشال كان صعب.. و الي خلى أوسمان يكون ماهو عليه اليوم هي الام ديالو.. حسناء كانت عامل التوازن فأسرتهم المتباعدة.. رغم شخصيتها الضعيفة و خضوعها لباها و راجلها..
لكن فاش كان يتعلق الأمر بولدها كانت تبان قوتها.. المرات القليلة الي واجهات فيهم آرثر كان على ود أوسمان ولدها.. صبرات و عافرات باش تحميه بطريقتها و متخليش شخصية باه تأثر عليه بأي شكل..
كانت تفرح وقتما شافت الجانب الطيب فقلب أوسمان و تعاطفو الي كان ضروري يخبيه منين يرتادي البدلة العسكرية.. لكن قلبو الأبيض و حنيتو تغلبات على كلما حاول آرثر يزرع فيه.. و الدليل هو نهار ملكات تالاسين قلبو..
بدون تردد دار كلشي على قبلها حتى أنه واجه أكثر شخص كان يعتابرو مثالو الأعلى.. و واخة خايفة عليه من هادشي الي و فخورة بيه..

و أوسمان بدورو عارف التضحيات الي دارت على قبلو.. عاشت تحت سقف واحد مع الي ضربها و اغتاصبها فقط على قبلو.. صبرات للذل و المهانة باش ولدها يكبر وسط عائلة و تكون عندو مكانة..
تذكر و هو طفل اليوم الي رجع فيه من المدرسة الداخلية الخاصة بأبناء الجنرالات.. كان مضروب فوجهو و سولاتورو مو معامن تضارب.. فالأول مبغاش يهضر كان مكشر و عاقد حجبانو بغضب.. و بعد رجوع آرثر..
زاد خاصم عليه لأنه سبب المشاكل.. ديك الليلة نعسات حسناء بجنبو و بقات معاه حتى قال ليها شنو وقع.. فاش عرفات أنه ضرب جوج دراري فسنو لأنهم طلقو عليه لقب الولد الغير شرعي و قالو ليه امك مجرد مومساء مغربية..
خدات لحظات و هي كتأمل عينيه بحرقة لأن الكلمات جرحوها و بعدها عنقاتو بشدة.. قالت ليه أنه هاد الألقاب ماخاص يكون عندها حتى تأثير عليه حتى لو كانت صحيحة..
خاصو يتجاهلها و يتبث ليهم أن كيفما كان اصلو أو اصل مو فهذا لا يعني انه قل منهم..
كان لكلامها الإيجابي تأثير كبير ديك الليلة عليه.. لأنه بعدها أوسمان تجاهل الكلام الجانبي الي رافقو طول حياتو.. و كلمة الولد غير الشرعي مكان ليها حتى معنى حتى قالها ليه آرثر داك اليوم فالمعسكر فحضور الجنود و ذكراتو بطفولتو.. 
مد أوسمان يدو خدا يد الأم ديالو و قبلها.. طلع الغطاء عليها و انساحب من الغرفة.. خرج من دار صلاح طلع فالسيارة و انطالق لوجهتو..

في مكان ريفي كانت مقهى بجانب احد الفنادق.. اغلب زوارها كانو المارة و المسافرين.. وقفات السيارة أمام المقهى و هبط أوسمان.. دور عينيه فالمكان قبل ميدخل.. طلع للطابق الثاني الي كان تقريبا خالي فهاد الوقت من الصباح..
شاف فواحد الزاوية كانت طبلة عامرة.. دايرين بيها بعض الرجال لابسين ملابس فرنسية أنيقة.. توجه لعندهم و هو كيقرب أنظار دوك الرجال توجهو جهتو.. واحد فيهم وقف و مد يدو ورا ظهرو و فنفس الوقت شار ليه شخص آخر جالس بيدو حتى توقف هداك و رجع چلس.. 
وقف أوسمان بجنبهم و عينيه فقط على الرجل أبيض الشعر.. الي مظهرو كيبان وقور ذو هبة.. قال أوسمان بنبرة ثقة و ملامح وجهو جامدة.. 
أوسمان : ماشي غير نتا الي تعرف توصل للشخص الي باغي اسي يَدر، ' جر كرسي و جلس مقابل معاه متجاهل الرجال الي كيخنزرو فيه و قال ' كنظن باغي رجالك يرجعو، و انا مستاعد نعاونك لكن اول حاجة رجع ليا مراتي

يدر شاف فاوسمان و دار عند الرجال الي معاه.. طلب منهم يخليوهم بجوج.. ناضو واحد من ورا لاخر و هما موجهين نظراتهم الحادة لأوسمان.. مبعدوش بزاف و انما خداو طبلة أخرى على بعد مترات من فين جالس يدر..
كيف بان ليهم أوسمان عرفوه شكون هو.. صورتو شافوها فشحال من مناسبة فاش كيكون التخطيط لأي مهمة.. و الغريب أن يدر كان كيأكد على رجالو ميتشابكوش معاه حتى لو كانو فمواجهة و فقط ينساحبو..
و البعض منهم كان غير راضي تماما فاش تسربات اخبار ان ابن المارشال تزوج بإبنة يدر.. و لكن حتى واحد ماقدر يجبد معاه الموضوع..
شار يدر للنادل جاب ليه و لأوسمان فنجانين ديال القهوة.. خدا فنجانو رشف منو تحت نظرات أوسمان القاسية و بعدها قال.. 

يدر : كيفاش عرفتي انا هنا ؟
اوسمان : بسيطة، شوية ديال التحريات و زلة لسان شخص صيفطيه ليا
يدر : عباس غا راجل درويش
أوسمان : متخافش، مغاديش نعاقب راجل كبير كنحتارمو، و ماشي هذا هو موضوعنا
يدر : العملية كانت فخبارك ؟
أوسمان : فهاد الأيام الي كنت مراقبك شفت شي حوايج، و عرفت انك مسيفط رجالك لموتهم، و نتا بنفسك كنتي عارف أن هاد المهمة انتحارية و يمكن تكون فخ، و مع ذلك سيفطيهم
يدر : بعض المرات كناخدو قرارات مصيرية واخة عارفين ممكن نفقدو حياتنا، و هادشي عارفينو الدراري
أوسمان : كيبان ليا غا هما الي ممكن يفقدو حياتهم، أما نتا كيف حسيتي بالخطر بعدتي و ها نتا فطريقك لمكان حد معارفو
يدر : واجب أني نبقى حي، على الأقل دابة
أوسمان : يعني كتقول بصريح العبارة أن حياتك أهم من الي تشدو، الى هما ماتو هانية المهم نتا تبقى عايش
يدر : هادشي بعيد عليك باش تفهمو
أوسمان : بالعكس، نفس النظام عندنا فالجيش، موت جندي فساحة المعركة هو مجرد رقم أقل فصفوف الجيش، و لكن الرؤوس الكبار خاص يعيشو، هادشي علاش كيبقاو وسط خيمهم كيتسناو الأخبار، فحالة الهزيمة كيقومو بمراسم الدفن و تعزية الأهل، و عند الإنتصار هم أول أشخاص كيتلقاو الأوسمة و الترقيات، ' تكا على ظهر الكرسي ' ظنيت فصفوف المقاومة الأوضاع مختالفة و أن گاع الأرواح متساوية، ساع خاب ظني

يدر : ' بقى كيشوف فيه مطولا ' كلامك صح و لكن
أوسمان : ' قاطعو ' عارف، و دابة خلينا ندوزو للمهم، ' بنبرة جدية ' بغيتك ترجع ليا مرتي بإرادتك، كان ممكن نعرف مكانها و نمشي ناخدها،و لكن مغاديش نبقاو نلعبو هنا و فغيابي يجي واحد ياخدها بحال الى ماعندهاش راجل، بنتك مزوج بيها على سنة الله و رسوله و هي مسؤوليتي، حتى نتا ماعندكش الحق تاخدها مني، داكشي علاش جيت عندك باش نفضيو هاد اللعب
يدر : و لكانت هي رافضة ترجع ليك
أوسمان : ' صمت لبعض الوقت و قال ' غنحتارم قرارها
يدر : ' ابتاسم ' متأكد نتا ولد آرثر
أوسمان : للأسف
يدر : لكن كتشبه للأم ديالك، السيدة حسناء
أوسمان : كتعرف الواليدة !
يدر : هي و زوجتي الله يرحمها كانو صحابات
اوسمان : اذن اتافقنا
يدر : دابة بغيتي تقول نعطيك بنتي مقابل تعاونا !
أوسمان : غنساعدكم حينت بغيت، أما بنتك فهي من حقي و كتخصني انا

جالسة فمكان آخر غريب عليها تماما.. فهاد الأيام كل مرة تلقى نفسها بين جدران مختالفة.. تذكرات ليلة لبارحة فاش كانت فالغرفة بعدما غادر محمد و هشام.. جلسات غارقة فأفكارها و بالها مع الشخص الي خدا كل حيز من تفكيرها..
حسات براسها على حافة الجنون و هي معارفة فين هو و لا كيفاش تقدر ترجع تشوفو.. حتى كتفاجأ بأحدهم دفع الباب بالجهد حتى قفزات.. دورات وجها و هو يبان ليها رجل فسن هشام واقف عند الباب و حادر عينيه..
طلب منها تلبس عليها شي حاجة و تغطي وجها باش تبعو.. متحركاتش من مكانها حتى أكد عليها أن بقاءها هنا خطر و لازم تمشي معاه لفين كاين الأب ديالها.. خدات تالاسين الحايك الي كان فطرف السرير و الي ماعرفاتش شكون جابو ليها.. دارتو عليها و خرجات تابعة داك الشخص..
كانت جالسة فخلف السيارة مراقبة الطريق الي جات بين الأراضي القاحلة.. مكان مغاير على قريتهم الي مساحاتها كلها خضراء.. الجو كان كئيب.. مغيم و الرياح كتعصف الشيء الي كيدل على دخول فصل الشتاء..
بعد مدة توقفات السيارة امام منزل آخر و لقات تالاسين نفسها فالغرفة الي فيها هي دابة.. وحيدة و حبيسة أفكارها.. لحد الآن مشافتش باها و ماعندها حتى فكرة على فين غبر هشام او محمد.. بغات تشوفهم و طلب من هشام يرجعها للمكان الي جابها منو محمد واخة تظطر ترغبو..

فجأة تحركات مدورة وجها جهة الباب فاش سمعات صوت أقدام كيقربو.. كانت محيدة الحايك الي عليها.. وقفات بغات تهزو تلوحو عليها.. كيف شداتو بين يديها تحل لباب.. هزات راسها تلقائيا و هو يطيح الحايك من يديها عند أقدامها..
شافت فيه بنظرات لخصو المعاناة الي مرات منها هاد الأيام و هي غتهبل و تشوفو.. تحجرو الدموع فعينيها و هي كتشوف فيه كيقرب لعندها بخطوات هادئة..
وقف قبالتها و تحدر هز الحايك بيدو.. فتحو و دور يديه عليها حتى دارو على كتافها.. تالاسين غير ولى بداك القرب ليها جسمها ولى كولو كيرجف.. بعدما لف الحايك عليها حتى غطى جسدها الصغير.. ركز اوسمان عينيه فوجها.. عينيها كانو كيلمعو بدموع حبيسة و شفايفها كيرجفو بوضوح..
حاول يسيطر على مشاعرو الهائجة و ضربات قلبو العنيفة.. و قال بنبرة صوت جامدة..
أوسمان : خلينا نخرجو من هنا

سالت دمعة على خدها بدون متقدر تحبسها.. بعدما بكات لليالي من يوم غبر واعدات نفسها متبكيش قدامو و إنما تفسر سوء الفهم و تعتاذر الى لزم الأمر.. لكن كيف خاطبها ببرود ماقدراتش تحبس دموعها مزال..
مررات يدها على خدها مسحات الدمعة و تبعات أوسمان الي تم خارج من الغرفة.. بان ليها وقف جنب السيارة و فتح ليها الباب.. شافت فيه بنظرات حزينة و رجعات هبطات عينيها.. ركبات فالسيارة و بعدما سد لباب دار ركب بدورو..
شغل المحرك و هما مغادرين لمحات تالاسين الأب ديالها الي كان واقف عند النافذة.. هنا عرفات أن أوسمان ماشي خطفها و إنما خداها بموافقة باها.. فكرات واش آخيرا غتعيش هي وياه حياة طبيعية..
واش بعدما تشرح ليه و تعتاذر غيسامحها و يعيشو كأي زوجين.. معقول يعطيها فرصة بعد الي دارت فحقو.. دورات وجها جهة النافذة و خلات دموعها يهبطو من جديد.. كانت كتبكي فصمت ظنا منها أنه محاسش بيها بدون متشوف يديه الي مزيرين بقوة على مقود السيارة..

مرو ساعات و هما شادين الطريق.. وقف أوسمان السيارة قدام كوخ خشبي داير بيه جدار من الأحجار الكبيرة.. كان مكان ريفي بامتياز و منعزل.. هبط و دار حل لباب لاخر.. تحنى شوية مسند على السيارة كيشوف فتالاسين الي متكية على ظهر الكرسي و غاطة فالنوم..
تأمل وجها للحظات.. كان نيفها حميمر و آثار الدموع باقين على خدودها المستديرة.. تنهد بعمق و قرب هزها بين يديه.. توجه للكوخ الي كان من طبقة وحدة و حل لباب.. مر بجانب صالة صغيرة مفتوحة و توجه لباب أخر..
فتحو و دخل.. كانت غرفة نوم كيتوسطها سرير متوسط الحجم.. و فيها أثاث بسيط و دافئ.. ارضيتها خشبية و تصميم الكوخ بالكامل كان أوروبي محض.. لأن الكوخ كان ملك لشخص من معارف أوسمان ففرنسا و الي شراه من عندو مؤخراً..

قرب جهة السرير باغي يحط تالاسين و هو يهبط عينيه شاف فيها فاش تحركات.. بانت ليه حالة عينيها و كتشوف فيه.. تحنى حطها فطرف السرير جالسة و بعد خطوة للوراء كيحاول يبعد نظرو على نظراتها البريئة الي كتزلزل كيانو..
دوز صباعو وسط شعرو الكثيف بقوة و قال و هو كيوشف فأنحاء الغرفة.. 
أوسمان : جبتك هنا باش حد ميوصل ليك، ' ابتاسم ببرود ' لا المزرعة و لا دار صلاح رجعو آمنين، ولى خاص نضرب الحسبة حتى لرجال باك، ' شاف فيها مهبطة راسها و قال ' باش نكونو واضحين جبتك هنا بخبارو، لا بغيتي ترجعي لعندو مغاديش نمنعك غير هو تسناي واحد اليومين، و يقدر هاد المرة تهناي مني فخطرة

دار أوسمان و تم خارج.. كيف حل لباب حس بأصابع ناعمة شدو فذراعو..تلفت لعندها شاف فيها شادة فيه بيديداتها و جامعة شفايفها كأنها على وشك البكاء.. شفايفها من كثرة ماظغطات عليهم رجعو حمرين.. و عويناتها الخضرين كيشوفو فيه بنظرة ترجي او هكذا تهيأ ليه..
لكن عينيه هو التاهمو ملامحها بجوع و لهفة.. يمكن قبل قدر يمنع نفسو ميقربش ليها أو يضمها لحضنو بقوة.. لكن عزيمتو انهارت قدام نظراتها و لمستها..
بدون تردد مد يدو و سحبها لعندو حتى ارتاطمات بصدرو الصلب.. حاوط خصرها بذراعو بجوج و شافيفو نالو من شفايفها فقبلة حاااارة.. و هو فخضم تقبيلها رفع يدو مع ظهرها لمؤخرة راسها و هو كيقربها عندو أكثر و أكثر..
كانت قبلتو ساخنة و عنيفة خلات جسمها كولو يرجف.. دقات قلبها رجعو كيضربو بوثيرة سريعة و هي بين يديه.. مخافتش هاد المرة او مانعات بل حسات براسها رجعات لمكانها الصح و هو حضنو الدافئ..
المكان الي كتنتامي ليه و لقات فيه السكينة.. تحركو يديها و هي ذايبة فقبلتو الي مامنعاتش عنفها و لفات يديها على عنقو مستسلمة كليا.. ماعرفاتش حركتها شنو دارت فيه حتى حسات بظهرها تخبط مع الجدار جنب الباب و هو محاصرها بجسدو الضخم.. تأوهات وسط فمو الشيء الي خلاه يتوقف بدون ميبعد عليها.. شاف فيها بعنيه النايمين و همس و شفايفو مزالين عند شفايفها..

أوسمان : كنبغيك
بدون ميتسنى جوابها أو حتى رد فعلها على اعترافو المفاجئ.. رجع بلهفة كيقبل ثغرها بجنون.. هبطات دمعة على طرف عينيها و هي مقدراش تسيطر على دقات قلبها بعد الكلمة الي قال.. كانت عارفة بمشاعرو اتجاهها.. 
لمسات حبو فمعاملتو معها و حمايتو و تضحياتو..لكن باش تسمعها فالوقت الي كانت فأمس الحاجة تطمأن أنه متغيرش اتجاهها كان ليها شعور آخر.. بغات تبعدو و تقول الي كيجول فخاطرها..
و توصل ليه أنها كتبغيه بنفس الدرجة و ان اسمو كيتردد مع كل خفقة.. و ان هي ملكو كيف هو ملك قلبها.. لكنها رفضات تقاطع لحظاتهم الحميمية الي بدورها متلهفة ليها.. حسات بجسدها تحط على فراش وثير و رطب.. و جسم حبيبها و زوجها محاصرها بدون ميحط كل ثقلو عليها..

بعد اوسمان على شفتيها و دفن راسو فعنقها.. طبع قبلات بطيئة مابين عنقها و كتفها و انفاسو الملتهبة حرقات بشرتها الناعمة.. يديه كانو كيستكشفو معالمها الأنثوية بجرأة و قلبو كيضخ الدم بقوة كلما حس برجفتها مع كل لمسة لمسها..
براءتها و اترجافها سحرو عقلو و حركو فيه رغبة امتلاكها.. ببراعة قدر يزول ملابسها حتى بقات بملابس داخلية.. بعد لثاوني رما قميصو و رجع تحنى عندها.. حط صبعو على شفتها لتحتانية و هو كيشوف اثر قبلاتو عليهم.. هبط راسو و همس عند وذنها بصوتو الخشن.. 
أوسمان : نتي ديالي
طبع قبلة فوق أذنها حتى حس بجسمها تهز.. شاف فيها سادة عينيها مزيرة عليهم و قبل كل وحدة على حدى.. وزع قبلات على وجها بالكامل و عنقها قبل ميرجع لشفايفها كيستطعم مذاقهم و هو على وشك طبع جسمها برجولتو لتصبح ملكو روحا و جسدا..

مع غروب الشمس و هدوء الليل.. كان الصمت يعم الكوخ باستثناء غرفة النوم الي شهدات على ليلة العمر بين روحين خلقو لبعضهم.. و جسدين أخيرا اتاحدو رغم كل العقبات..

تسربات أشعة الشمس من بين قضبان النافذة.. و الستائر البيضاء كتصدر فحيح كلما حركها الريح.. نسيم الصباح العليل داخل للغرفة الشيء الي خلى تالاسين ترجف.. مع تحركها فتح أوسمان عينيه..
حرك يدو طلع الغطاء على كتفها العاري حتى غطاها و جرها لعندو.. ضمها بذراعو و خشا نيفو فشعرها العسلي الي كتنبع منو ريحتها.. ريحتها الي ديما كتذكرو بزهرة الياسمين.. تنفس بعمق كيتذكر ليلة أمس الي أكيد تحفرات فأعماقو لحظة بلحظة..
تالا رجعات زوجتو.. ردد هاد العبارة فنفسو و كيف حاس برضى كان جزء منو حاس بالذنب.. لو أنه قدر يسيطر على مشاعرو و يأجل الي وقع بيناتهم على الأقل حتى يتقادو الأمور.. منادمش و لو ذرة على الي وقع بل العكس.. حس بلي ملك العالم و مرتو اخيرا صارت ليه..
لكن متخوف من الي جاي و خايف ميقدرش يحميها للآخر.. 

حس بيها تحركات مرة أخرى و هو يدورها بحركة سريعة حتى تقابلات معاه.. سند على الوسادة بمرفقو و هو كيتأمل كل انش فوجها.. خدودها موردين زيادة على العادة كأنها حاسة بتفحصو لملامحها فعمق نومها..
حط أصابعو على خدها كيلمسو برفق.. نزل بيدو لعنقها الي عليه آثار قبلاتو و هي ترسم على شفايفو ابتسامة جانبية محضة.. بقا نازل مع كتفها العاري و هو مستمتع بهاد اللحظات القيمة الي قدر يحضى بيهم معها..
قرب لعندها أكثر و طبع قبلة على فكها و أخرى جنب شفايفها.. عرف لو أنه قرب منهم مستحيل ينوض من جنبها أو يغادر الغرفة.. غطاها مزيان و غادر الفراش..
بعدما دوش فالحمام الي مرفق مع الغرفة لبس عليه سروال أسود و سترة صوفية رمادية و لاح فوقها معطف خفيف.. كان البلاكار فيه حوايجو و حوايج تالاسين الي جابهم بنفسو لهنا.. لبس حذاءو الأسود و مشط شعرو للخلف..
حل المجر الي جنب السرير و هز السلاح ديالو.. خشاه فحزامو و نزل عليه السترة.. شاف فالسرير و قرب تحنى على ركابيه حتى جلس مقابل معها.. خدا يدها قبلها من الداخل و حطها بهدوء قبل ميخرج مسرع من الغرفة..

حل الباب الخارجي و هو خارج سمع صوت سيارة جاية.. توقفات جنب سيارتو و هو يتحرك.. تحل لباب هبط صلاح شاف فيه أوسمان و حل الباب الآخر.. هبطات حسناء و هي تلاح عليه عنقاتو و هي كتبكي..
عنقها بقوة و باس على راسها.. بعدات حسناء و قالت بعتاب.. 
حسناء : ماشي حشومة عليك، درتي هاكة و زدتي ماقلتي لينا فين غادي و لا امتى راجع، و و تالاسين حتى هي ماعرفت فين مشات، باغيين تخرجو ليا عقلي
أوسمان : سمحيليا الواليدة اخر مرة نمشي لشي بلاصة بلما نعلمك، ' عنقها بذراعو ' متبكيش دموعك غاليين
حسناء : تالاسين اولدي و الله الى كنت رادة ليها البال، ماعرفتش شنو وقع و
أوسمان : تالاسين هاهي فالدار لداخل، جبتها لهنا و قلت لصلاح يجيبك
حسناء : ' دورات عينيها فالمكان ' فين هنا و ديالمن هاد الدار
أوسمان : هادي داري خديتها هاد الأيام بفلوسي الي جامع، المزرعة و الدار الي فالمدينة مبقيتش محتاجهم
حسناء : ' حطات يدها على خدو ' سمحتي فيهم حينت درتيهم من فلوس آرثر !
أوسمان : ' حرك راسو بالإيجاب ' مامحتاج لحتى حاجة جات منو، الدار واخة صغيرة و لكن غنعديو بما لقيت ماحسن
حسناء : ' بفخر ' تكون حتى بيت واحد انا راضية نعيش فيه معاك غير تكون نتا مرتاح
أوسمان : ' ابتاسم و قال ' لا الواليدة البيت لا، خاص ضروري بيتك بوحدك و بيتي أنا و مرتي بوحدنا
حسناء : ' تزنگات و ضرباتو على ذراعو ' كون تحشم
اوسمان : ههه ' باس خدها ' خاص نمشي عندي ميدار، دخلي للدار فيها كلشي، فرشتها و جبت گاع الي تقدر تخصكم، و راه بيتك فيه حوايجك جبتهم ليك، و تالاسين بلما تفيقيها خليها حتى تفيق راسها
حسناء : واخة اولدي الله يرضي عليك و يسعدك
أوسمان : ' جرها عنقها ' تهلاي ليا فمراتي الواليدة
حسناء : ' بعدات و شافت فيه بعينيها المغرغرين ' لاش كتقول هاد الهضرة، ياك غادي تقضي غير غراضك و ترجع
أوسمان : ' ابتاسم ليها ' غنحاول منتعطلش هاد المرة

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.