جينا بيدينا عامرين .. برواية مشتركة بيناتنا بثلاثة .. بعد عدة تخمينات واخيراً قررنا نشاركو معكم حماسنا ومشروعنا ههه ..
بعنوان:~ ♧ عِشق الشيوخ ♧
بقلم :~ ✏ زوي .. فاطمة اليوسفي .. يسرى الرفاعي ❤
ماغانقولوش أحداث الرواية ولا شنو فيها كلشي غانكتشفوه بين سطورها .. نتمناو تعجبكم وتكون قد مستوى تطلعاتكم .....
بغيت نشير لحاجة وحدة وهو العنوان لي فيه "الشيوخ" راه ماشي الأبطال العجائز ولا خلجييين هه .. غاتفهمو هادشي من بعد مايتحطو الأجزاء ..
كل قبيلة معروفة ب قوانينها .. ب ناسها .. وبتقاليدها الصارمة ..
كانت الليلة مختلفة على كل الليالي السابقة .. تم قرع الطبول عند الرجال .. والولائم والإحتفالات .. الذبائح والألعاب النارية .. ارتفعو الزغاريد عند النسا .. طول الأمسية ..
الليلة كانت هي الفاصل بين سنوات هاد القبيلة .. مركز الشيوخ غايدخل له شيخ جديد ..
وهو حفيد الشيخ اسماعيل الشيخ.. حيت هو الأكبر ف حفايده... الشيء لي خلا المسؤلية تنزل على عاتقه بعد تقدم جده فالسن ومرضه ..
واقف بجسده الرياضي الضخم وقامته الطويلة لي كتميزه قدام اسطبل الخيول .. كيمسد على ظهر الخيل .. بيديه القويتين ..
فحال كل واحد من هاد القبيلة ..
كل تفصلية من وجهه عامرة شموخ، آنفة، عزة وكبرياء ..
من أنفه الحاد .. شفتيه المزمومين .. ل عيونه السوداوين ..
كل جزء فيه كينطق بفخره لأصله وجذوره لي كينتمي لها ..
ربط الخيل ... وحس بيد قوية طبطات على كتفه .. والصوت الأجش قال ..
~ مبرووك عليك اصاحبي .. مسؤولية كبيرة هادي من هاد النهار ..
عيناه القاسيتان كانو قاتمين بشكل غير مفهوم .. شاف ف خوه عصام الصغير لي كان كيتكلم معاه .. عاد رد عليه بنبرة رجولية :
هشام :~ الله يبارك فيك ( اضاف بتساؤل) فين توفيق ؟
تحركو عينين عصام .. وهو كيشوف فأنحاء المنطقة الجبلية لي ساكنين فيها ب ابتسامة طويلة ..
عصام:~ ايكون كيستناك ف مجلس الرجال .. راك عارف قبل من هادي شحال وهو باغي يهضر معاك ..
الهواء د برا .. مادار فيه والو .. مانجحش يكبح غضبه .. وقتامة روحه ..
حس بالحرارة فداخله ..
من أول ليلة خصه يفكر مزيان .. سر كبير على ظهره .. خصه يخزنه تحت التراب ..
ودابا ابن عمه لي طالب الوصال مع ناس تقطعات صلتهم معهم منذ سنوات .. تقريبا ثلاثين سنة كاملة.. غايرجعو يفتحو الدفاتر القديمة .. .. يمحيو اثر الدم ويخطو الأقدار بقلم الصلح والمصاهرة ..
نفث من سيجارته بعنف .. دخان ساخن كيخرج من شفتيه القاسين .. وكيشكل ضبابة كثيفة حوله ..
حس خوه جلس حداه .. مدة طويلة عاد تكلم ...
عصام:~ عرفتيه شنو باغي ؟ .. عيت معاه يتراجع ولكن تت قصوحية الراس دايزة ف دم عائلة الشيخ ..
كتحدق ف تفاصيلها المنعكسة أمامها بفرح غامر .. كل مرة تدوز يديها على خيالها .. بحالا كتأكد من خلفيتها ووجودها ... او كأنها كتأكد أن داكشي لي كتحس به نابع من أعماقها ماشي مجرد وهم أو سراب ..
إحساس عارم بالشوق .. مصبغ باللهفة والإنتظار ..
شحال انتظرات هاد النهار وحلمات به .. شهر ؟ شهرين ؟ ولا سنة كاملة ...؟
كلشي بان لها اختفى ف رمشة عين .. بقا غير هاد اليوم لي طويل ومابغاش يسالي .. دقائقه ولاو ساعات ..
كأنها التهمت وجبة كاملة من الأمل حد التخمة ... ! وشربات من كؤوس السعادة حد الإرتواء .. !
حطات يديها على قلبها لي كيضرب بعنف بين ضلوعها .. باغي يمزق جدران صدرها .. ويخرج من بلاصته ...
غضمات عينيها وحركات رجليها بقوة التوتر .. كتزفر نفس مضطرب ..
وهمسات لراسها قدام المرآة ..كاتحاول تهدئ من روعها :~
سيدرا:~ والكسوة الرمادية لي كنتي تموتي و تاخديها غاتولي ديالك .. غير قولي آه ..
نجمة حطات يديها على قلبها .. سكتات شوية عاد نطقات بتفكير ..
نجمة:~ ااي العرض مغري ..ولكن ...
خلات جملتها مفتوحة وعقدات حاجبيها برفض ..
نجمة:~ وراه مايمكنش كيفاش غادخلي لعندهم .. راه معروفين هما .. غايلقاونا تما أقل حاجة يديروها فينا هي شي سلخة .. وباك لي عزيزة عليه تا هو غايسلخك تا تقولي باراكا ..
سيدرا:~ أما الطريقة خليها عليها انا فكرت فكلشي ... ( غمزاتها) دابا بغيتي تمشي حتى نتي مرحبا .. والكسوة الرمادية غاتكون ديالك مابغيتيش .. ( هزات كتفيها بعدم اهتمام ) داك الساعة انا لي رابحة .. غانشوف توفيق ونشوفه كيتسابق ونجي فحالي دغيا ...
بعد محاولات عديدة واخيراً اقتنعت نجمة تتبعها وعينيها مغمضين ..
بلباس الرجالي .. لي حاولو مأمكن يبينوه مناسب لهم ...
خطوة بخطوة وهما تابعين الطريق لي غادين فيها الرجال وكل وحدة كتعثر فالأخرى ... الطريق كاملة ونجمة كتنقر عليها وماسكتاتش ..
نجمة :~ ( دورات عينها بعدم تصديق) باقا مامتيقاش كيفاش قدرت نسايرك و نجي معاك ... متأكدة غادي نحصلو و انصدقو واكلين أحسن قتلة بزوج ..
فكل مرة كتقول ليها هاد الجملة تكتفي سيدرا يا بقرصها من يديها باش تخفض صوتها الأنثوي باش ماسمعهم حد .. يا كتنخلها وهمها كله تشوف غير توفيق لي شاغل تفكيرها و مسيطر عليه و بايتة تحلم بيه الليلة كاملة ..
حتى باش خرجو من الدار والقبيلة بالتخبية .. كان كل همها هو توصل لعنده ..
تنهدات طويلاً .. وابتسمت بثقة .. غاتشوفه ولو من بعيد .. !
الأمر فنظرها كيتسحق هاد التضحية ..
وصلو للساحة لي غايكون فيها السباق بالخيول .. و بان ليها المكان مكتظ ...الناس بزاف مجمعين ...
عارفين بتقاليد القبيلة وتوفيق سبق لهم أخبرها بكل التفاصيل سابقاً وبأنه هاد الوقت من السنة كايكون د السباقات ومع ذلك زعمات .. تصرفات بتهور وغامرات على قبله ..
لوهلة رجف قلبها والندم تملكها على هاد الخطوة المتهورة ..
حاولو ما أمكن يقلبو على شي بلاصة في مكان بعيد على الإزدحام .. خلاو حتى دخل كلشي تقريبا عاد تحركات هي و نجمة بخطوات ثقال رادين بالهم لأقصى درجة ..
نجمة :~ (شدات ف يد سيدرا) وعييت مانقلد ف مشية الرجال .. مايمكنش اصاحبتي ..
زيرات لها على يديها بجهد ..هضرات بصوت خافت وخرجات فيها عينيها ...
جرات نجمة كفها بعنف كاتنتر منها .. وتنهدات بضيق ..
نجمة :~ وطبعا غادي يعيقو بينا ... واش بقات في هاد الفوقيات لي لابسين ؟ ولا هاد الزيف لي لايحين عليها ؟ ... (حطات يديها لي كيرجف وشدات فظهر سيدرا) واش عمرك شفتي شي رجال قد هاكا !!؟ و خلاص ف قبيلة الشيخ ا سيدرا معروفين غير برجالهم قدهم قد الخلا .. كل راجل يدير ربعة منا ...
سيدرا عارفة بلي كلام نجمة على حق ولكن مابقا عندهم مايديرو مادام وصلو حتى للساحة د السباق وتخلطو مع الحشد الكثير د الرجال ما عليهم غير يكملو ف هادشي .. بعيون مغمضين ..
ماكيناش الفرصة للتراجع ... بالعكس اذا رجعو عاد يقدرو الرجال يلمحو حضورهم ويدخلهم الشك .. حاولت تخفي ملامحها ما أمكن ..
كاتسنى غير يبدا السباق تشوفو ويلمحها ويرجعو ف الحين بصمت كيف جاو ..
داكشي علاش التزمت سيدرا الصمت و ماجاوبتهاش و سبقاتها كتقبل على بلاصة فين يگلسو ..
نجمة :~ (نغزاتها) باقي ماعرفتش شنو لي خلاني تابعاك ف هبالك..
التفت سيدرا ناحية نجمة و شافت فيها بنظرة حادة خلاتها تبلع ريقها بندم ..
سيدرا :~ نجمة .. ( غمضات عينيها و دارت يديها على راسها ) ضريتيني ف راسي .. والله حتى ضريتيني ف راسي .. اخر مرة انطلب منك شي حاجة .. ندمتينا ..
رجعات سيدرا دورات وجهها .. عاقدة بين حواجبها ..
سكتات وهي مكملة طريقها واحد الشوية ورجعات دارت عندها وهزات السبابة ديالها كأنها كاتعمد تذكر نجمة لسبب حضورها معاها ..
سيدرا:~ و اه .. الكسوة الرمادية هي لي خلاتك تجي بلا هواك .. بلا ماتبقاي طيري ليا فوق راسي ..
كملات طريقها و تبعها نجمة وهي ساكتة وفنفس الوقت كانت كاتعوج ف فمها ..
مرة تندم علاش جات .. مرة تذكر أنها اختها وغاتبعها واخا تمشي فالعافية ..
وبزوجهم كانو عارفين بلي هي جات معاها ماشي على قبل الكسوة و لكن رافقاتها غير باش ماتخليهاش بوحدها ..
قبل مايبدا السباق ..
كان هشام أمام الخيل دياله .. بالملابس الخاصة بيهم ... سروال رجالي الأسود مع برودكان ... و قميص ف اللون الابيض و ثاني الاكمام دياله .. كان بارز عضلاته صدره وساعديه القويين بشكل ملحوظ و سترة ف اللون الاسود كذلك كان زايدها على القميص ....
حط يديه على راس الخيل كيداعبه بأصابعه الخشنة ويمسد على شعره ..
حتى الخيل كان مولف معه كانت بيناتهم ألفة ولغة خاصة كيفهموها غير بزوج ..
وضيق عينيه كيتأمل من البعيد الناس لي مجموعين ف الخارج ..
كيستناو تبدا الجولة الأولى من السباق ..
قاد السرج للفرس دياله و وضع قدمه اليسرى ف الركاب و دار يديه على السرج حتى قفز بأريحة و ركب عليها ... وف نفس الوقت كان خدا يديه وبدا يدوز عليها ببطئ شديد ...
سمع صوت خلاه يهز عينيه من على فرسه و هو معلي حاجب واحد ويشوف جنبه ...
توفيق :~ حظ موفق ان شاء الله ...
طلعه هشام من راسو حتى ل رجليه و اومئ ليه بشوية براسو بدون ماينطق بحتى حرف ..
كانو مازال عينيه على توفيق ...
ماعرفش كيفاش حتى مقلتيه تلقائيا وقفو وحدقو فالبنية الغربية لي مقابلة معه .. استغرب من زوج الرجال لي كيبانو من بعيد مغطين وجههم .. وكيتهامسو مع بعضياتهم ..
عقد بين حاجبيه .. كيركز أكثر الشوفة فيهم بنظراته الثاقبة ..
تحل الباب الشيء لي خليه يدور وجهو ويشوف قدامه دور اللجام على يديه اليسرى مزيان و جر بشوية باش يعطي للفرس دياله الانطلاقة باش يخرجو على برة ...
تستفو گاع المتسابقين ... فخط البداية .. كيتسناو غير الاشارة باش ينطلقو ...
اكثر من عشرة د الأشخاص كانو كلهم فصف واحد وخط واحد .. كلهم ابناء عمه تقريباً .. كل واحد فيهم باغي يفوز فالجولة الأولى على الأقل واخا غير مجرد سباق ودي ...
الشيء لي خلاه يتجاهل إحساسه بها ويركز ويعطي اهتمامه كله للخيل وللخط لي كيبان قدامو .. ماشي المرة الأولى لي غايدخل ف سباق فحال هذا .. طالما كان عشقه لهادشي من الصغر .. من الوقت لي كان كيشوف عمامه وجده كيعشقو المكان فين ترباو ..
قطب جبينه مخلي كلشي يتلاشى من باله ..
انطلقت الصافرة .. كان كيتعمد يتأخر شوية .. مايتقدمش فالأول حتى للحظات النهائية عاد يزيد ...
باله تشتت .. مرة اخرى تاه عقله .. رجع يقلب بمقلتيه السوداوين غير بنص عين على غفلة .. باش يشوف شنو كاين .. الأمر مر بسرعة بعد هادشي والاحداث تسارعو ...
الذهول .. الدهشة وعدم الاستيعاب ..!
تخلطو كلهم دقة وحدة ف ذاكرته ..
تركيزه ضاع على غفلة .. ما جا فين يرد باله باش يزير على اللهجام ويزيد من سرعة الفرس حتى كان دخل توفيق هو اللول ...
ميزاته غير بداك الجاذبية الخاصة به .. لي خلات قلبها يدق له من أول مرة تلقاو ..فالوقت لي كان هو كيوجد للماستر دياله .. وهي كانت عندها السنة الأخيرة فالجامعة فالمدينة ..
المواقف تطورو بيناتهم حتى ولاو مورطين قصة حب بلا مايحسو ...
خلاو كلشي واقف وملهي ومصدوم مع دخول توفيق هو الأول فالجولة الاولى .. خرجو بسرعة بحال لي دخلو بها .. كل وحدة كتعثر فالأخرى ..
حتى بعض الرجال كانو كيخرجو ... وباقي الأخرين كيدخلو...
حسات براسها غاتفقد آخر ذرات الشجاعة لي بقاو لها .. والأمر كان أصعب من لي تخيلاته ..
نجمة:~ ( شدات لها فيديها وهي علاين تبكي ) ناري سيدرا كنحس بشي حد تابعنا ..
شافت فيها سيدرا بذعر .. كادور وراها وترجع تمشي بالزربة .. بلا ماتهتم للزيف لي كانت مغطية بيه وجهها .. وشعرها لي بدا يتفسخ ...
تنهدات بعنف .. و دورات ختها ل عندها و شدات فيها بقوة ..
سيدرا:~ هانتي .. سيري من هاد الجهة وأنا من الجهة الأخرى ... حتى الا حصلات وحدة فينا مانحصلوش بجوج .. نتلقاو فين نخرجو ...
حركات نجمة راسها برفض تام و عينيها بداو يعمرو بالدموع ... ماكانش عندها الشجاعة الكافية بحال سيدرا بالعكس كاتخاف من خيالها و القوة كانت مستمداها غير من سيدرا .. واخا ماكتحاولش تبين ضعفها وكتغطيه بقناع القوة المزيف ..
نجمة :~ لا لا ... لا .. جينا بزوج و غادي نخرجو بزوج ماتخلينيش بوحدي عاافاك ..
شافت فيها بتوسل ... و سيدرا غمضات عينيها و هي كاتنهد بصعوبة وترجع تشوف وراها بصبر ..
سيدرا :~ سمعي انا عارفاك غاتقدري واش تبغي نحصلو بزوج ؟؟؟ الا تفارقنا راه ماغادي يدي حد قياس .. غادي نتلاقاو بزوج ف الخرجة منين دخلنا وصلتي نتي الاولى تسنايني وصلت انا الاولى انتسناك .. صافي ؟؟ ( دارت يديها على ظهرها كتدفعها لاش تمشي ) ماغايوقع والو ..
نجمة كانت كاتمة البكية غير بزز ... لازادت شوية غادي تنفاجر فحال القنبلة الموقوتة و تبدا تبكي .. و كلشي ايعرف ب أمرهم .. حركات راسها بشوية من اليمين للشمال ...
سيدرا :~ عافا حبيبتي ... انا عارفاك غاتقدري ... غير حني راسك و سيري ماتهزيهش فخطرة ...
غمضات عينيها نجمة و هي كاتبتلع ريقها ونفسها مرتجف و فالأحير حركات راسها بالايجاب ل سيدرا ... غمضات هاد الاخيرة عينيها باطمئنان لأختها الصغرى ... وتفارقو ف الحين ..
تمشات نجمة من جهة .. وسيدرا من الجهة الاخرى ..
مع الجري والخوف .. والقوة لي تصنعاتها أمام اختها كلها تلاشات فدقة وحدة ملي بقات بوحدها ..
لامت راسها علاش ماخبراتش توفيق انها غاتجي .. واخا كان غايرفض دخولها مع الرجال وغايشوفها غير برا ...
على الأقل اذا دخلات كان غايعرف كيفاش يخرجها من تما باش ماتحصلش ومايعيق بها حد ..
تلف عليها الطريق كل مرة تشوف واش شي حد تابعها كيبان لها والو غير الخلا والشمس بدات كتغرب ..
قواها خارت .. والأرض بدات تدور بها .. كتحس غير بالتنفس كيطلع عنيف من صدرها ..
بعض الناس كيشوفو فيها باستغراب .. خلاوها تزيد تسرع فخطواتها وتبدل الطريق ...
حتى وصلات لواحد البلاصة مخبية شوية ..
عاد وقفات ترد أنفاسها لي ضاعو .. كتحيد الشال على نصف وجهها .. وتمسح على عنقها لي عرق بالتوتر .. كتفكر كيفاش غاتخرج وفين غاتكون وصلات نجمة ... هي على الأقل كتعرف شوية ماشي بحال نجمة لي عمرها جات ل هنا ..
كف قوية كتمت صرختها وشهقتها دقة وحدة .. واليد الأخرى دارت على خصرها ودفعاتها للحيط بطريقة عنيفة ...
:~ ششششت ..
وسعات عينيها بذعر وذنيها ولا كيتسمع فيهم زفير حار وخشن ..
تكشفو ملامحها ... والغطاء طاح من على راسها وكشف على شعرها .. قبل ماتستوعب شنو كايوقع معها .. سمعات نفس الصوت كيهمس بخشونة كأنه كيسولها ...
:~ مينة ؟
نجمة هي بنفسها كانت تائهة .. تلفات عليها الطريق منين جاو .. وكل همها توصل غير فين غاتلقا ب سيدرا .. البلاصة لي اتفقو عليها بزوج ...
فكل خطوة كتزيدها كتحس برجليها كيرجعو اللور .. تخلطو دموع الخوف مع الضياع .. مابقات عارفة فين تصد والطريق لي جات منها مختلفة على هادي .. الأمر كان صعيب عليها وفوق طاقتها ..
حسات بروحها غاتزهق ..
بلا ماترد البال .. تعثرات وطاحت ف كتلة د الوحل لي قدامها ..
حتى عيات و جلسات ف الارض كتنفس بالجهد .. دارت يدها على وجهها وبدات تبكي بكاء حارق ...
داكشي لي خافت منه ها هي طاحت فيه ماكانتش باغا تفارق سيدرا حيت عارفا راسها غادي تلف وماغاتعرف راسها من رجليها ... وهاهي دابا ف مكان حتى حد ماعارفها بلي راها فيه .. وهي براسها ماعارفاش راسها فين ..
زادت فوثيرة البكا .. بلا ماتحس ..حسات بشي ظل وقف عليه ...
:~ تالفة ؟
الصوت الأنثوي لي انساب مع اذنيها خلاها ترفع عينيها .. الرؤية غشاها غطاء الدمع المتكون على عيونها ..
تكلمات كتلهث وكتمسح وجهها ..
نجمة:~ ما.. ماعرفتش ..
خنقات شهقتها .. والخزي والإذلال لي شعرات بهم حاولت تخفيهم ..
هزات راسها بنفي كتبكي باغيا غير شكون يعاونها ..
نجمة:~ كنقلب على ختي ..
زمت البنت لي مقابلة لها فمها .. وحطات يديها على جبهة نجمة المدمية ..
:~ فين مشات اختك ؟ ( عقدات حاجبيها باستغراب) نتي ماشي من هنا ؟ والا ماكنتيش غادي تلفي ..
:~ تت بلا ماتكذبي كانعرف گاع بنات قبيلتنا نتي عمرني شفتك ... ( شدات لها فيديها) اجي معايا ..
مسحات نجمة عينيها وحيدات كفها بفظاظة ..
نجمة:~ لا لا .. مانقدرش .. خصني نتسنى ختي ..
نوضاتها البنت بشوية كتسايس معها ..
:~ شوفي حوايجك كي مقطعين وجبهتك فيها الدم .. ( ربعات يديها ) ماغاندير لك والو بلا ماتخافي .. غانستناو اختك حتى تبان .. الا بقيتي هنا بوحدك منظرك مشكوك فيه .. (هزات كتافها ) دابا غاتجي معايا او لا ؟
مجددا تبعات شمس بعينين مغمضين وعينيها كيتفحصو المكان باهتمام .. حتى دخلاتها لواحد الغرفة فسيحة .. كيبان الاثاث فيها خشبي دايرا فحال شي متحف .. كلها مزينة ..
جلسات على الفراش من كثرة العيا بلا ماتاخذ حتى الاذن ..
شافتها فتحات الماريو .. كتقلب فالثياب .. و عاودات دارت شافت ف نجمة وهي مصغرة عينيها و معوجة شفايفها كاتشوف اشنو ممكن يجي مناسب لها ..
شمس :~ امم .. كتباني ليا قصيرة عليا .. خصني نقلب لك على شي كسوة حتى هي قصيرة باش يالاه تجي قدك ..
عضات على فمها بإحراج .. ملي مدات لها شمس واحد الفستان طويل من النوع لي كيعجب سيدرا .. كله ف اللون الابيض و جاي حتى للمعصم و عنده اكمام واسعة ..
مسكاتو بتردد .. وكل ما فداخلها كيآمرها تخرج بحالها دابا ..
شمس :~ تقدري تاخذي راحتك هانا غانجيب لك الما .. وباش نعقم لك هاد الجرح لي فجبهتك واخا ؟
قبل ماترد عليها كانت خرجات شمس ..
سمعات غير الباب لي تسد من وراها .. طنينه المزعج خلعها ..
قلبات الفستان فيديها كتشوف فيه بشرود .. رجعات فتحات الباب كتأكد واش ماسداتوش عليها شمس بالساروت ولا شي حاجة ..
غير صوته لي دخل مع جسدها .. بارد .. جاف .. خلا ذاتها تتهز من اعماقها ..
نطق بجفاف ..
هشام:~ شكون نتي بعدا فالناس ؟ ..
حركات وجهها وبعدات ..
سيدرا:~ انا .. غير مينة .. مينة.. انا مينة ..
زفر بحرارة و تكلم بنبرة ساخرة :
هشام:~ مينة ؟؟ كنعرف غير المينات لي كيطرطقو ..
قرب من اذاينها أكثر حتى شكات واش باقي شي سنتميترات بيناتهم ..
زاد بتهكم كيحذرها ..
هشام:~ البنات ممنوع عليهم يجيو هنا ..
الذعر اكتسحها.. ملي اشرف عليها بطوله .. بانت بحال شي نملة صغيرة قدامه ..
قدرات تميز وجهه الكامل هاد المرة .. ولون السواد مشتعل فمقلتيه .. فحال شي اسد متحفز يقبض على فريسته ..
هزات وجهها كتلهث .. وحاولت تخرج من سجن قبضته ..
سيدرا:~ خليني نمشي فحااالي .. انا غلطت ملي جيت هنا .. ماعرفتش واش غير د الرجال ..
ضغطات على عينيها بألم ..والخوف كيزحف على ضلوعها .. وهاد الورطة لي دخلات راسها فيها ..
شهقات بخفوت .. وحاولت تفلت منه بجميع الطرق .. هو كان أمامها وقريب له مستمتع بعذابها ببرود ...
حتى سمعات شي اصوات قدامهم الشيء لي خلاه يجفل ل لحظة وحدة .. قبل ماتفلت من بين يديه فحال الزئبق ..
كانت واختفت .. وهم وتلاشى..
سيدرا:~ تفووو الزمرررر ...
نبرة صوتها الشرسة وصلات لأعماقه .. ابتسامة لا مبالية بانت على ثغره .. ملي عاود سمع صوتها ثابت وقوي .. عكس ملي كانت كتطلبه يخليها تمشي فحالها ..
سيدرا:~ تفو عليك ..
وبعد ذلك مابقاو غير بريق عينيها كيبان له فحال شي حيوان شرس ...
ضرب فيهم الضو بلونهم العسلي المميز .. وعاودو طفاو .. وشاح رمادي اللون سقط من علي كتفيها امامه بلا ماترد له البال .. وهي كتجري بجنون .. هربانة من خياله ..
هشام:~ مينة ..
ردد اسمها بين شفتيه بنبرة ساخرة ...
كيتلذذ بحروفه الاربع ..
هز حاجبيه باستمتاع ...
هشام:~ مينة .. يا مينة ..
رعشة خفيفة زحفات على عمودها الفقري وعرق بارد تسلل مع ظهرها ..
رجعات الذكرى الطويلة انقطعت مثل شي شريط فيديو قديم زلزل حواسها دقة وحدة ..
عقلها عاد للحاضر ببطئ .. وهي مازال فاغرة فمها وموسعة عينيها بتعجب .. مرة كايرجعو لليمين .. مرة لليسار .. كتتفادى تتصطادم معه ...
عاد عرفات علاش ناداها باسمها المزيف بحرارة ...!
بسبب كذبها عليه المرة الأولى ..
كانت فكرة مجنونة منها أنها تقول له مجرد اسم مزيف ملي حصلها ... وأول اسم قفز ل بالها هو "مينة" ... غير باش تهرب منه !
هي بنفسها ماعارفهاش شكون .. وعلاش كيخرج ف طريقها حتى هاد المرة ويحصلها ...
باقي عاقل عليها .. واخا هي حاولات تتجاهل ومضات ذكرياتها ..
حلفات ماتعاود تلتفت ليه .. وفالاخير عيينيها خانوها .. شافت فيه لاخير مرة ... مازال واقف ف مكانه كيرمقها بنظرات ماقدراتش تفسرها .. من غير أنها خاصة به هو وحده ...
تفتح الباب بسرعة لدرجة ماقدراتش تستوعب اش طرا ... شافت غير ف المرآة ..
حتى كاتتفاجأ برجل غريب معاها ف الغرفة .. لا و هي ف منزل غريب و بالاحرى يصح القول قبيلة غريبة عليها وبين قوسين عندهم عداوة مع قبيلتهم ... يقدرو يديرو فيها مابغاو و حتى حد مايجيب ليها الخبار ...
لعنات اختها سيدرا للمرة الالف ف قرارة نفسها على هاد المواقف والمصائب لي نزلات عليها دقة وحدة هاد النهار بسببها ..
نجمة ماشعراتش براسها غير و هي مدورة راسها باش تخفي ظهرها لي كان شبه عاري ورجعات بخطوات للوراء المشية تخربقات لها حتى طاحت و عاودات ناضت و رجعات ثاني لور حتى تزدحات مع الحيط ..
رجفة عميقة سرات فدمها ...
والخوف كان ظاهر ف وجهها و بالخصوص عينيها لي دغيا ماتكونو فيهم الدموع .... رجليها كانو كيترعدو ... وسيناريوهات فشكل بداو كيطيحو ليها ف دماغها ... ربما هاد شمس الاصيل شي وحدة كاتتاجر ف البنات ... ولقاتها هي طعم سهل وداتها عندها ... ماقادراش تفكر بطريقة سليمة فقط افكار سلبية مسيطرين على تفكريها ..
كاتشوف ف داك الشاب الوسيم قدامها طريقة لباسه و شكله مختلفين شوية على ناس القبيلة ... طوله و عرضه يقارب باب الغرفة ... كان عملاق غير بقبضة يد واحدة يقدر يسيطر عليها بسهولة..
تفكرات ثاني انه اغلبية رجال قبيلة الشيخ بهاد الموصفات ...
بدات تمتم بكلمات غير مفهومة ... عدة مشاعر تخطلو عليها .. البكية و الخوف والرهبة و من اشنو ممكن يطرا من بعد ...
كان داك الشاب واقف و حال عينيه على مصرعيهم بصدمة .. ماعرف راسو باش تبلا .. شكون هاد البنت و اش كادير ف غرفة اخته ... لكن ما ان شاف ردة فعلها و كيفاش تصرفات ... و كيفاش رجعات للوراء مخلوعة منه كأنه وحش او مخلوق فضائي ... هز يديه ف الحين كيحاول يهدنها ...
:~ اييه .. كالم داون .. كالم داون تهدني .. ماغادي ندير لك حتى حاجة ... (رفع حاجبه الأيسر كيسول ) فين شمس ؟
عقدات نجمة حواجبها و الخلعة مازال شاداها ...
نجمة :~ ش..شكون نتا ؟؟و شنو كادير هناا ؟؟؟
ترسمات على وجهو ابتسمات استهزاء و حواجبه علاو بتعجب مصطنع ...
:~ امم سمحيلي ؟؟؟ شكون انا ؟ نتي لي شكون و شكاديري ف دارنا و ف بيت ختي ؟؟
عضات طرف شفايفها بخفة والتكشيرة بدات كاتختفي من على و جهها ... و بدات شوية تتنفس بأريحة فور مابدات تربط الاحداث .. وبالخصوص منين تفكرات بلي هي لي خلات شوية الباب مردود ... ابتلعت ريقها ولكن التوتر لم يغادر تصرفاتها ..
يديها رداتها لظهرها كتطلع السحاب بصعوبة .. واليد الاخرى مزيرة بها على قماش الفستان ..
همسات بخجل ..
نجمة :~ امم .. نتا خو شمس !؟ انا ..
قبل ماتكمل جملتها ... كان باب الغرفة تحل و دخلات شمس مقاطعة كلماتها .. و كاتهضر وف يديها علبة الاسعافات الاولية حتى كاتهز عينيها ف الاخ ديالها ..
شمس الاصيل :~ ها انا جبت لك.... أ... عصام ... ( شافت فيه بتفاجئ ) شنو كادير هنا ؟ ...
عصام ( حول نظراته من نجمة ل شمس ) :~ كنت جاي نقولك راه هديل نعسات ف بيتي و انا خصني نمشي و مابغيتش نهزها لا تفيق ..حتى .. ( ابتسم و اضاف بتهكم ) حتى كانلقاو الآنسة .. ( غمز شمس بتسائل ) شكون هادي ؟
شمس الاصيل :~ ( بابتسامة هادئة ) هادي نجمة .. غير صادفتها اليوم كانت طايحة وتجرحات و عاونتها ..
شاف ف نجمة كيحرك راسه باهتمام و هو كيتفحصها بنظرات مفترسة من راسها ل رجليها .. حسات بيه هي كأنه غادي ياكلها .. حتى حدرات راسها بقوة الخجل ماتحملاتش دوك النظرات الماكرة ..
شمس الاصيل :~ تقدر تتسنى شوية و توصلها معاك ؟؟ راه تلفات
هزات نجمة راسها و خرجات عينيها فيها و جاوبات بجواب فوري .. كارهة للوضع لي تحطات فيه
قضم عصام شفته السفلى و هو كيتلاعب ب عينيه .. وعجبو الحال منين عارضات اصلا هو شعاره ف الحياة هو إنّا عكسنا ..
شمس ( مييلات شفايفها بحزن ) :~ عارفة ا حبيبتي .. انا عطيتك وعد ... لكن عندي بنتي صغيرة ظنيت انها غاتبقى مع خويا عصام لكن نعسات .. ماكاينش لي يبقى معاها دابا .. هاهو عصام غادي يوصلك .. ( هزات عينها فيه ) ياك ا عصام ؟
هز هو يديه و شاف ف الساعة... و تكلم بعدم اكتراث
عصام :~ مامساليش .. خصني نمشي للسباق باش نشوف هشام اصلا الجولة الاولى تكون سالات ..
نجمة تفكرات السباق و ان ختها ثاني تماك و فكرة انها حصلات طاحت ف بالها و رفض عصام ف انه يوصلها تا هو تزاد عليها و شداتها البكية و بدات كاتدخل و تخرج ف الهضرة
نجمة :~ كيفاش .. كيفاش ما..مامساليش .. و انا و انا شكون يديني .. علاش جبتيني هنا و نتي ماتردينيش .. همم...
بقاو عينيها كيدورو غير مابين عصام و شمس الاصيل لي شافو فيها بدهشة واستغراب .. و على شوية و غادي تنفاجر ..
بقات شمس كاتشوف ف نجمة حتى زادت بخطوات ناحية الفراش و جلسات اشارت لها باش تجلس بجنبها ..
شمس :~ اجي حدايا .. ( ضحكات بمرح )ياكما خوفك عصام ويسحاب لك غانديرو ليك شي حاجة ولا نقتلوك ؟
هزات نجمة راسها بخجل .. ونطقات بصراحة ..
نجمة:~ ماشي غير تخلعت .. خفت النية والثقة لي درت يخرجو عليا ..
تقدمات بهدوء حتى جلسات جنب شمس ... هاد الأخيرة لي مسكات العلبة و بدات كاتجبد كل حاجة بوحدها وتحطها ..
وبدات كاتعقم لها جروحها باحترافية ... هزات نجمة عينيها فيها وماقدراتش تكبح فضولها ..
نجمة :~ واش نتي طبيبة ؟
ابتلعت شمس الاصيل ريقها .. وترسمات على وجهها ابتسامة حزينة ..
شمس :~ لا ماشي طبيبة ..
بإبتسامة بليدة مرسومة على وجه نجمة هضرات بعفوية مجددا ..
نجمة :~ اذن ممرضة ولا خدامة فالسبيطار شي ولا حاجة متعلقة بالطب ...
ماشافتش هاد المرة شمس ف نجمة كانت مركزة مع الجرح ديالها ..
شمس :~ لا ديك ولا ديك .. حتى وحدة من هادشي كامل ..
نجمة :~ (ضيقات عينيها ) و شنو كاديري على هاد الحساب ؟
ابتسمت شمس بألم .. وشردات ف البعيد عاد تنفسات بضيق ..
شمس :~ كنت باغيا نقرا مزيان ونولي طبيبة حتى أنا .. كان الحلم ديالي من الوقت لي كنت صغيرة فيه ولكن ...
خلات كلامها مفتوح .. الشيء لي خلا نجمة تحدق فيها وتسول بتردد ..
نجمة:~ وعلاش ماوليتيش ؟
شحب وجه شمس بوضوح .. ورجعات ابتسمت ببرود و بألم مخفي بين صوتها تكلمات..
شمس:~ جدي مابغاش .. قال كبرت وخصني نستنى شوية ونتزوج .. كان عندنا البنات مايقدروش يقراو برا قبيلتهم .. عارفة التقاليد والقوانين شوية مزيرة .. (دوزات يديها على جبهة نجمة ) خصوصا على البنات الكبار فالعائلة ديما كيخافو عليهم ..
لصقات لها الضمادة الصغيرة .. اما نجمة نطقات بتعجب ..
نجمة :~ مايمكنش!! .. تا حنا جدي ماكانش غايخلي ختي تمشي .. ( هزات كتفيها ) ولكن حاولات تقنعو حتى خلاها والامر كان معايا ساهل .. يعني كون حاولتي كان غايخليك ..
زمت شمس شفتيها .. وتنهدات مطولا ..
شمس :~ الوضع دابا تبدل حتى دابا عندنا بنات عمي قدرو يمشيو يقراو فين بغاو .. ماشي بحال عشر سنين قبل حد ماخلاني .. وماكنتش نقدر نقنعهم ولا حتى نعارض على قرارهم ..
عضات على فمها بلا ماتزيد تتكلم اكثر ... جمعات داك الدوا كتزفر بهدوء ..
هزات راسها غير بإيجاب بلا سبب .. وقلبات الهضرة ..
شمس:~ ياكما باقي كتضرك جبهتك ولا باقي خايفة ؟
ناضت نجمة وهي دايرة يديها على جبهتها .. وهمسات بنفي ..
نجمة:~ لا كنظن خصني نمشي .. ( عضات طرف شفتها السفلى ) عنداك غير ختي تبقى تقلب عليا بزاف .. وماتلقانيش وو ..
شمس:~ تا عصام دابا يغوت ( ضحكات) غايقول عيت مانستنى ..كتعرفي الرجال قلالين الصبر ..
قربات نجمة من شمس عنقاتها بقوة .. وتمتمات بشكر وإمتنان ..و بادلاتها شمس بالمثل ..
نجمة:~ شكرا بزاف بزاف .. سمحي ليا .. ان شاء الله نتلقاو شي مرة اخرى ف ظرف يكون أحسن من هذا ..
شمس:~ إن شاء الله ... وقتاش ماجيتي ل هنا مرحبا بك ..
اومأت لها براسها وخرجات برا .. خلات شمس باقي واقفة ف البيت ..
وقفات شمس كتأمل ملامحها الشاحبة ف المرآة .. والإبتسامة الطويلة لي تعبات وهي كترسمها على فمها .. تلاشات .. وتحول وجهها ل تمثال بارد .. بدون إحساس ..
داعبت شعرها الليلي الطويل بأصابعها بشرود ..
روح نجمة المرحة .. بابتسامتها .. بكلامها .. وطفوليتها حتى ترددها .. كلهم أمور ذكروها بنفسها القديمة ...
بدون ماتحس سقطات دمعة حارة من عيونها السوداوين .. مسحاتها دغيا ...
واخا حاولت تكبح ذكرياتها هاد الوقت وحاولت تتنسى الأمر .. لكن فكل مرة كاتفكر .. قلبها كينزف الدم ...
خرجات نجمة من غرفة شمس و اتجهت للباب .. كان محلول .. منين قربات توصل تقلات خطواتها عن عمد ... خايفة ومترددة فتفس الوقت ..
حتى شافت عصام ... كان عاقد حواجبه ونظراته حادة ..
كينفث دخان سيجارته ببطء وقفات شوية و ابتلعت ريقها ..
عضات شفايفها بتوتر و هي ماعارفاش كيفاش اتكون مع راجل غريب الا شافها شي حد بالصدفة .. اتكون ف عداد الموتى .. كون غير بعدا كانت باقي متخفية بلباس الرجال شوية .. ولكن لي ليها ليها ..
غمضات عينيها قبل ما تاخذ نفس عميق و تزفره بعنف ...
عاودات فتحات عينيها وزادت ناحية الباب ... وقفات وهي بعيدة عليه شي شوية ... غير حس بوجودها هز عينيه من الأرض وشاف فيها .. ديك الساع لاح السيجارة من يديه و سحقها برجليه ... هز فيها حاجب واحد و تكلم بصوت مبحوح ذو نبرة رجولية ..
عصام :~ صافي ؟
أومأت ليه براسها بدون ماتنطق بكلمة ...
عطاها هو بالظهر و زاد ناحية السيارة و ركب فيها ... و هي بقات ف مكانها و عينيها متسعين .. هبط النافذة و شاف فيها و هو علاّ من صوته
عصام :~ الشريفة !!! غانباتو هنا ؟ طلقينا راه عندي مايدار ..
نجمة:~ (ربعات يديها برفض) ولا زيد وأنا نتبعك على رجلي ..
نزل عصام من السيارة و زدح الباب بعصبية و شاف فيها وهو كيغوت ..
عصام :~ بنتي انا مامساليش لك دابا ... يااا غاطلعي تبارك الله ماغاطلعيش غانمشي فحالي عندي بزاف مايدار ..
نجمة:~ ( هزات الابهام ديالها بتفكير ) دقيييقة وحدة .. عطيني دقيقة
ماعطاتوش فرصة فين يجاوبها و دخلات بالجرى .. كان باب المنزل مازال مفتوح و بدات كادق فالغرفة لي دخلاتها لها شمس .. حتى حلات ليها و هي مخلوعة
شمس :~ نجمة ؟ مالك رجعتي ؟ ياك لباس
نجمة :~ ( زيرات على باطن كفها بأظافرها ) ايي .. عارفة راسي عيقت عليك ولكن .. بغيت شي فولار .. ولا شي حاجة زعما نتغطى بها ..
ابتسمت ليها شمس بود ..
شمس :~ ههه وكان ؟؟ .. واخا ..
دخلات بالخف جبدات شال من عندها وعطاتو ل نجمة ..
عنقاتها مرة اخرى نجمة ومشات كاتجري خرجات ..
كان عصام داير يديه على سطح السيارة و كيتسناها بنفاذ صبر .. ركبات بلا مايعطيها الاذن هاد المرة ... بقا واقف عدة ثوانٍ عاد زفر بعمق وضرب على سطح السيارة و حل الباب و ركب ...
شاف فيها شوفة مطولة كيتفحصها بتركيز مطلق ..
كيحدق فكل جزء فيها .. من عيونها الزرقاوين .. ازرقهم غامق وبزاف .. شعرها حريري واخا غطاته بقاو بعض الخصلات متمردين برا الوشاح فلونهم البني الميمز ..
رد نظره مرة اخرى لعينيها كيركز مع تفاصيلها ...
حتى احمرو خدودها بقوة الخحل ... و باش تتفادى نظراته زادت كتخبي خصلات شعرها .. وغطات شوية نصف وجهها ..
عصام :~ لا من نييييتك ؟؟؟
اتسعو حدقات عينيه بذهول من هادشي لي دارت و شداتو الضحكة ...
عدة لحظات عاد باش قدر يستجمع شتات نفسه ويطرد طيفها الساحر من أمامه ..
كون كان ماتابعه والو .. غايخليها حداه ويستجوبها بقوة .. وبكل وسيلة متاحة أمامه.. حتى يكسر تمردها ورفضها ..
وتعتارف له بنسبها ومنين هي .. وعلاش كل مرة كتبان ليه خايفة وهربانة من شي حاجة ....!
كيف بانت المرة الأولى ف حياته بحال السراب وعاود اختفى مجدداً ...
خصه يرجع يكمل الجولة الثانية والثالثة من السباق ..
وصل لمكان السباق .. وكانت الجولة الثانية مابقى ليها والو و تبدا ... تلقاو ليه شي رجال لي مستغربين أمره من انه مايكونش الاول في السباق ... كان كيسمع هضرة واحد الرجل كبير في العمر و هو كيهضر معاه ... ماعرفو واش كيعيرو و لا كيسولو
~: اش طرا ليك ؟ ياكما مريض ؟ و لا صافي كبرتي و مابقيتي قادر تلعب مع قرانك ؟
الشيء لي خلاه يضحك ... ضحكو الرجل بطريقة هضرتو و فكر في خاطره الا قال ليه السبب باش خسر الجولة الأولى اشنو غادي يكون جوابه ... طيفها .. والوقت لي لمحها بين الرجال خلاته يفقد تركيزه .. مجرد التفكير في الامر جاتو فكرة غريبة ... كان باغي يجاوب السيد و لكن سمع الصفارة لي كتعلن على استعداد المشاركين و خلاتو ينساحب من حداه بلاما يجاوبو ...
بمجرد ما ركب فوق فرسه .. دوز يديه على شالها الرمادي و خلا تركيزه كامل ف السباق ..
غايعاود يقلب عليها هو هاد المرة باش يلقاها واخا تكون فينما كانت ..
انطلق صوت الصافرة معلن على ابتداء الجولة الثانية ... رجع لعهده و هاد المرة ماكيفكر ف حتى حاجة ... الحصان كيجري و الهوا كيضرب فيه و اهتمامه كامل مع السباق ...
ما هي الا ساعة حتى كانت الجولة الثالثة كملات مع اعلان فوزه .... الشيء لي ماشي جديد عندهم في القبيلة ...
كان واقف و مجمعين عليه الناس ... اغلبهم لي باركو ليه استلامه لمركز شيخ القبيلة أما فوزه في السباق كان شيء معتاد ومجرد سباق ودي ..
كان كيجاوب معاهم بكل طلاقة و أريحية ... مرة تكون شبه ابتسامة رجولية على فمه ... و مرة كيحرك حواجبه بانزعاج ...
اندفع توفيق باش يقدر يوصل ليه ... وتسنى حتى سالا كلامو و فاش بداو الناس ينقصو و كل واحد كيمشي لشغالو عاد قدر يهضر معاه توفيق ...
هشام فاش كيهضر هاكا يعني يقدر يكون الموضوع مقبول ... تسناه على احر من الجمر ... رغم انها كانت غير عدة دقائق و لكن توفيق حس بيها ساعات ... شافو جاي جيهتو و استعد حتى هو و تحركو بزوج
توفيق:~ اش كاين؟
هشام حك فوق حاجبه ..
هشام:~ مانقدرش نجاوبك حاليا .. ضروري يكونو شيوخ القبائل الأخرين مجموعين .. غادي يكون اجتماع ف المجلس ... وديك الساع غادي نعلمك بآخر قرار ..
اكتفى توفيق انه يهز راسو بالايجاب و كمل هشام على كلامه
هشام:~ هاد القرار صعيب و ماغانقدرش ناخذو بوحدي .. اكثر من ثلاثين سنة د العداوة مايمكنش ف ليلة و نهار يتحل مشكل و بهاد البساطة ..
بانت اللهفة على وجه توفيق ..
توفيق:~ بمعنى ؟
هشام:~ غاتزيد مازال تصبر شوية ..
سيطر توفيق على انفعاله .. وحاول يتكلم بصوت بارد .. عارف فالاخير غايديرو داكشي لي فمصلحة قبيلتهم ..
أما هشام رغماً عنه رجع سرح بتفكيره ف سيدرا .. وعقله كله معها .. غايلقاها واخا يقلب عليها قبيلة ب قبيلة ومنزل بمنزل غايحاول يلقاها ....
مر اسبوع باش عاد قدر هشام يرتب اجتماع مع الشيوخ القبائل المجاورة ....
كانت الليلة هادئة والوقت مسائي ...
القاعة فين تجمعو الرجال كانت واسعة .. مثل شي متحف قديم ..
كتشبه ف تصاميمها للمكان لي كيتجمعو فيه الأغوات الأتراك .. كلها أثاث خشبي بلونه البني الغامق ..
طاولة طويلة فالوسط .. عليها فناجين القهوة ف الأبيض ومزينين بالذهبي ..
الزرابي فاللون الأحمر القاني .. والسقف منقوش بزخرفات كبار ... أما الجدران كانو فاللون الكريمي ...
طابع المجلس كلاسيكي أكثر من عصري ..!
كبار القبائل الأخرى وشيوخها كلهم حاضرين ..
حتى عمامه وأبناء عم الوالد ديالو كانو كاينين وجالسين بجنبه حيت الأمر كيخص قبيلتهم والقرار لي غايقرروه غايكون لا رجعة فيه ..
هشام جلس على كرسيه الخشبي الكبير ..
وجهه خالي من المشاعر مع تقطيبته الدائمة لي زادته غير هبة ووقار ..
يديه فوق رجليه .. كيحدق بمقلتيه السوداوين ف عيون الشيوخ لي كيهضرو معه باهتمام ... كيحاول مايغفل على حتى تفصيلة وحدة فكلامهم ..
كان عاقد حاجبيه بطريقة جافة .. وكل الحاضرين لي جالسين معه وجههم اعتلاه تعبير الجدية كيسمعو له بتركيز ...
الأغلبية منهم كانو كبار فالسن مقارنة معه .. حتى هو لو كان باه عايش هو لي كان غايكون خليفة جده فهاد المكان .. هكذا دايرين القواعد عندهم .. وبما انه ابن الابن الأكبر هو لي خذا البلاصة ...
كان عارف كيفاش يمسك زمام الأمور بين يديه ويسير الوضع غير بسلاسة بالرغم من أن سنه ماتعداش اربعة وثلاثين سنة ..
حتى موضوع توفيق والبنت لي باغي يتزوج بيها شاغل باله ومخليه يسرع الأمر باش يتاخذ هاد الخطوة ..
ماشي أول مرة كيحضر ل مجلس فحال هذا ... خصوصا فالسنوات الأخيرة ومع مرض جده كان ديما مرافقه وبمثابة يديه اليمنى ..
هاد المرة حتى جده غاب على المكان مخلي ليه حرية التصرف ...
لكنها كانت أول مرة كيترأس هو المجلس .. وخصه ياخذ القرار النهائي لي كيخص مصلحة قبيلتهم قبل مصلحته هو ..
من بعد ماطرح جزء من فكرته ... أضاف بنبرة رجولية باش يزيد يقنعهم
هشام :~ الخصومة طالت كثر من ثلاثين عام .. وخصنا نفكرو ف مصلحة القبايل بزوج ..
سكت ورجع شاف ف ردود أفعالهم ... بان له كلشي كيستنى اقتراحه بصبر وتعجب ..
حرك راسه بالإيجاب واضاف بصوته الخشن ..
هشام :~ هاد الخصومة واخا وقفات .. مانفعاتنا بوالو .. غير خلاتنا في خلاف ديما مع بعض ... ضراتنا و ضرات ولادنا هما اللولين ..
العم :~ الأمور مزيانة ... علاش غانسبقو ؟ الخصومة دامت ثلاثين عام ماغانجيوش نصلحوها ف ليلة وحدة ... ولا نهار واحد ..
كان عمه حميد لي اعترض .. بان له من الأول ماراضيش بهاد القرار .. وملامحه محتقنة ..
استمر هشام ف هدوئه بينما عمه ماقدرش يكبح نبرة صوته مازال .. نطق بتبرير غاضب ..
حميد:~ كيبان ليا بلي هذا اول قرار خاطئ خديتي ا الشيخ ...
حرك راسه ببرود .. وشبك أصابعه عاد رد بهدوء ..
هشام :~ هاد الخطوة صحيحة .. كان خاصها دار من شحال هادي، و كتاب انني انا لي نقررها ..
تكلم شيخ من كبار قبيلة مجاورة لهم ..
الشيخ الشاوي:~ حتى الشيخ الشافعي باغي يوقف هادشي .. ويكونو نساهم وناسكم خوت .. يتعاونو ف الشدة والفدة ..
سكت الكل ... كيناقشو الكلام ف راسهم .. وأضاف الرجل الكهل بتساؤل باش يسكت فضول الرجال الأخرين ..
الشيخ الشاوي :~ و شنو هو الحل لي بان ليك ؟
ابتسم هشام داخليا .. بلا مايظهر أثرها على شفاهه .. كأنه جابه حتى ل قلب الموضوع ..
هشام:~ ثأر الدم كيتحل بحاجة وحدة وهي الزواج .... !
الذهول ترسم على وجه كل من ف القاعة .. توقعوه هو لي غايتزوج .. وبهاد السرعة ؟
يمكن داكشي علاش خدا هاد القرار وماشاور حد .. حتى لهاد الليلة عاد جمعهم ...!
نطق عمه الصغير أحمد بذهول .. ماقدرش يكبح سؤاله ...
أحمد:~ غاتزوج من عندهم ؟ هادشي علاش باغي الصلح ؟
رمق عمه طويلاً .. عيونه السوداوين كيجابهو سواد اعمق من دياله .. عاد رد عليه بثبات ..
هشام:~ ولدك توفيق لي غايتزوج من عندهم ..
بلا ماعيطهم الفرصة فين يبلعو ذهولهم .. حتى كان كمل بنبرة جدية كانه حسم قراره ...
هشام:~ غانسيفط لهم رسالة الصلح .. و غدا ان شاء الله فحال هاد الوقت نكونو عندهم و نفاتحهوم فالموضوع .. الخصومة طالت على والو ..
كانو عارفين انه القرار النهائي ماغايقدروش يعتارضو عليه ولا يطعنو فيه مازال .. خصوصا ان الاغلبية كيبان عندهم نفس الرأي ومتفقين على الصلح .. واخا بعض أبناء عم باه بانو له ممتعضين ماقدروش يرفضو ..
سالا الاجتماع .. غادرو كل الشيوخ الكبار د القبائل المجاورة بعد ما اتفقو على أنه الامر نهائي ..
حتى خوات القاعة .. ناض هشام من مكانه باغي يخرج ..
عاد قرب عنده عمه أحمد اب توفيق .. والاستنكار مرسوم على وجهه كأنه باقي مامصدقش ولده لي غايتزوج من عندهم ..
أحمد :~ كيفاش ولدي انا يمشي يتزوج من عندهم ... باش تطبق قراراتك بلاما تدخل ولدي ف الموضوع .. و حنا ماعندناش لي كيتزوج من البراني ..(زاد بحدة) ولادنا كياخدو بنات خوتنا ...
عقد هشام بين حاجبيه ..
هشام :~ كنظن ا عمي باقي ماهضرتي مع توفيق وسمعتي شنو باغي يقول .. وواش هو باغي يتزوج من عندهم ولا لا ...
خلا كلامه مفتوح فالنهاية ..
بان له توفيق لي دخل للقاعة.. والسعادة مرسومة على وجهه .. توجه مباشرة عند باه باش يشرح له حيت عارف غايكون هشام ذكر الزواج .. وبما انه هو وافق تا حد اخر مايقدر يقول لا ....
ف نفس الليلة ...
جلسات فوق سريرها ومعها نجمة فنفس الغرفة ...
كل حواسها كانو مخدرين ..
مر اسبوع باش خبرها توفيق أنهم غايفاتحو الاب ديالها فموضوع الزواج والصلح ... من وقتها وهي كتحدق فالأرض بشرود بلا ماتقدر دير ولو ردة فعل وحدة ..
شحال كانت كتنتظار هاد اللحظة بلهفة .. !
ودابا لقات راسها ماقادراش تفرح بالطريقة الصحيحة .. وماقادراش حتى تقولها ل نجمة ...
شافت جهة هاد الاخيرة .. بانت لها مربعة رجليها وهازة واحد الكتاب كتقرا فيه حواجبها معقودين .. مقلتيها الزرقاوين كيتحركو على السطور بملل ... وكل مرة كتدلك جبينها بتعب ..
كتعرفها فهاد الحالة .. كاتكون كتفكر وعقلها ساهي واخا كتحاول تركز مع شنو قدامها باين حواسها شاردين ..
كتعتارف لراسها انه ديك الليلة كون حصلو اتوقع شي مصيبة ليها و لنجمة لي تبعاتها ف هبالها .. حتى هي كانت خايفة فالأول واخا حاولت تبين العكس ..
باقي مامصدقاش انهم فلتو منها فحال الشعرة من العجينة .. وحتى حد فدارهم ماعاق بيهم ..
والوقت لي وصلو فيه للدار معطلين ماكان حد .. وكيف توقعات الرجال كانو فالجامع .. ودخلو من الجهة الخلفية .. وبما أن الدار عامرة بالنسا حتى حد ماقدر يلاحظ غيابهم حد ولا يشك ..
عقلها كيعاود سِجِّل داك النهار .. حتى توفيق ماقدراتش تقول ليه أنها جات لعنده وشافته من بعيد .. بغات غير تطرد هاد الحدث من بالها ..
كل مرة كتبغي تطرد العيون القاسية لي واجهها بهم الشخص الغريب لي حصلها .. كتلقى راسها عاجزة وعقلها مبلوكي ..
اسبوع او اكثر و داك المشهد كيتعاود قدامها ببطء ...
كان مثل شي حيوان بري ضخم ومتوحش ... كيستنى غير الفرصة باش ينقض على فريسته ويلتهمها دقة وحدة ..
حتى المرة الأولى لي حصلها .. كانت ف عرس من قبيلتهم بلا مايعرف حتى حد ..
وشاحها لي بقا عنده هاد السنة كلها ... ظنات غايكون طاح لها فشي بلاصة ولا ضاع مع حوايجها .. ولكن باش تلقاه عنده .. الأمر خلا روحها تزلزل من الداخل ..
حتى اسمها المزيف باقي حافظه .. كينطقه بطريقة بدائية ثقيلة .. كينساب مع اذنيها حتى لهاد اللحظة .. مرسلاً رعشة قوية ف سائر جسدها ...
نظراته الحارة باقي مروسمين ف عقلها .. حرارة أنفاسه مازال كتحرق جلدها ..
زفرات بضيق لاحت الغطا بعنف .. وتكلمات بغضب ..
سيدرا :~ كيفاش حتى تقتي فديك البنت وداك الولد ..
حطات نجمة الكتاب من يديها وهمسات تحت سنانها بتساؤل
نجمة :~ اش فكرك ف داكشي عاوتاني ؟
هزات سيدرا كتافها و هي كاتعوج فمها ..
سيدرا :~ تفكرت .. تفكرت و صافي ماهضرناش مزيان على هادشي ..
تنهدات نجمة و تكلمات..
نجمة :~ درتها ف يد الله و صافي والحمد الله وهاد الهضرة سيمانة و نتي كتسوليني عليها وكنعاودها لك مليون مرة .. ( جمعات يديها وسكتات شوية ) عرفتي تخلعت فالأول .. قلت صافي هادي اللخرة ليا .. انا عمري باقي ندير شي مصيبة بحال هادي (هزات راسها للاعلى و هي كاتتنفس ب راحة) الحمد الله خرجات سالمة .. وإلا مانقولكش شنو كان غايكون ..
بلعات حروفها مابغاتش تقول لها على عصام وأنه دخل عليها على غفلة لغرفة أخته .. وفالأول ظناتهم غايكونو دارو لها شي مكيدة ..
رفعات سيدرا حاجبها وابتسمت بزز منها ..
سيدرا :~ ولكن قدرنا نديروها وندخلو بلا مانحصلو .. خصنا شي مغامرة اخرى بحال هادي عاوتاني ..
هزات نجمة راسها برفض ..
نجمة:~ لا اختي بغيتي تغامري غامري بوحدك .. نتي باغيتي تشوفي توفيق وانا شنو مشا ليا حتى نمشي معك ..
ضحكات سيدرا .. ونعسات على فخض نجمة ..
سيدرا:~ حيت خايفة عليا .. واذا عاودتها غاتعاودي تمشي معايا وخا تقولي لا أنا كنعرفك ..
مطت نجمة شفتيها بطريقة طفولية ..
نجمة :~ انا حصلت كون ما شمس مانعرف فين نكون دابا ..
مسحات سيدرا على عنقها .. و نطقات بهمس حتى هي وعقلها مشى بعيد ..
سيدرا :~ حتى انا حصلت .. ولكن ..
تنفسات بعنف .. بلا مايوصل همسها عند نجمة .. بغات تشتت تفكيرها .. قالت بتسائل..
سيدرا :~ كيف دايرا هاد شمس بعدا ؟
نجمة ( زفرات بضيق) :~ كي بغيتيها تكون ؟ (هزات كتافها ) انسان بحالي بحاك كيف غاتكون دايرا ..
ضرباتها سيدرا لكتفها ..
سيدرا :~ وا عرفتهااا انسان زعما غير حيت ملي جيتي ونتي كتهضري عليها .. وباينة خوها حتى هو ضريف ..
تجاهلت نجمة الجزء الأخير من جملتها .. وحركات اصابعها ف شعر سيدرا ..
نجمة :~ زوينة .. ضريفة وبنت الناس .. كون كانت هنا فقبيلتنا متأكدة غاتكون صاحبتنا وحتى هي كتلبس فحالك .. وعندها بنت صغيرة ومزوجة وكان خصخا تولي طبيبة وجدها مابغاش يخليها تقرا هادشي لي عرفت ...
هاد الاخيرة لي بقات كتهضر وسيدرا غافلة على شنو كتقول .. كتشوف غير فمها كيتحرك ..
مابغاتش تقول لها انه حصلها شي حد ..
كانت باغيا تقصي هاد الشخص لي ظهر فحياتها مرة اخرى .. كأن الصدف كتلعب لعبتها .. مرتين بنفس الطريقة .. وفقبيلتهم مجدداً ..
وكيفما نساته المرة الأولى حتى هاد المرة ذكرياتها غايصبح الصباح غايتلشاو .. هي مشات على ود توفيق وهو الأحق بتفكيرها حالياً ..
كانت الأجواء متوترة زيادة عن اللزوم ..
راقبت بعيون كلها فضول .. ملامح جدها وعمامها وحتى والدها كيهضرو غير بعينيهم طول اليوم .. كانو كلهم متغيرين ..
وقادرة تقرا التردد على وجه والدها لي كيرمقها ويتنهد بثقل كأنه حامل جبال فوق قلبه ... وفهم الموضوع قبل حتى مايفتحوه معهم ..
ومن بعد الفطور عيط جدها على الرجال لي ماكيتجمعو إلا فالحالات الطارئة ..
حتى رجال القبائل الاخرين تجمعو كلهم عندهم مع وقت العصر .. ف مجلس الرجال ...
كانت عارفة أنه واخيراً دابا غاتقدر ترتاح .. ورسالة الصلح غاتكون وصلاتهم والأمر الباقي محسوب على جدها وعمامها ..
العداوة القديمة بين القبيلتين سهلات عليها الموضوع.. ماغاتبانش على علاقة بتوفيق وفنفس الوقت هي الحفيدة المناسبة باش يزوجوها ..
واخا حاولو يقنعوها من قبل تتزوج كانت كترفض ...
وحيت بنات عمها لي كبار عليها كلهم تزوجو بقات هي فقط ف سن الرابع والعشرين أكبر الحفيدات للشيخ عبد الله الشافعي ..
ونجمة باقي كتقرا وصغيرة عليها بسنتين ..
لذلك كانت عارفة راسها غاتكون هي قربان الصلح والعروسة المناسبة ...
وجدها باش يحافظ على ماء وجهه .. ماغايبغيش يكسر كبريائه بالرفض ..!
لازمه يقبل بالصلح ويزوجها لتوفيق ...
_____
كان مترأس الطاولة ... و جامع أولاده و أحفاده كاملين .. رجال عائلة الشافعي..
وبجنبه الايمن كان گالس أب سيدرا .. كان بمثابة ذراعه الايمن شاف فيه وطمنه بعينيه ..
حيت عارف هاد الهضرة لي غادي تخرج من فمه غادي تخلي أولاده بالدرجة الاولى يثورو ويرفض .. شابك بين يديه و هو حاطهم فوق الطاولة و الكل جالس على نار كيتسنى يعرف اشنو واقع ... حنحن بصوته الخشن و تكلم
الشيخ عبد الله الشافعي :~ اليوم وصلاتني رسالة من قبيلة الشيخ ...
الصدمة و الدهشة ظهرات على ملامح الكل ... كيفاش قبيلة الشيخ كلها تطلب الصلح من بعد ثلاثين سنة د العداوة ولا كثر ..
تكلم واحد من ابناءه ..
~: بمناسبة ؟؟
غمض عينيه بمعنى ماعنده حتى فكرة و تكلم ..
الشيخ الشافعي :~ يمكن حفيد اسماعيل هو الوحيد لي عنده العقل ف ديك القبيلة .. و بغا الصلح و كلشي يرجع كيف كان فالأول ...
زاد ابنه الكبير كيتكلم :
~: و شنو قرارك ا الوالد ؟
الشيخ عبد الله الشافعي :~ مانكذبش .. من شحال هادي و انا باغي هاد الصلح يكون و لكن مايمكنش يجي من عندي ... هاد الصلح خصو يتم ... ( غمض عينيه و هو كيزفر بعمق ) و واحد الحاجة ديالنا خصها ترجع لبلاصتها ..
فهاد الأثناء تكلم اب سيدرا ..
~: يعني راك قابل بدون اي شروط ؟
الشيخ عبد الله الشافعي :~ الشرط د الصلح كايكون باين ... و لكن حاليا هذا ماشي موضوعنا ..
اب سيدرا .. رجع شاف ف باه متوتر ..
حيت عارف الوضع والشرط لي كيحد بين العداوة شنو كايكون وخصوصا ملي الصلح بادروه قبيلة الشيخ .. وحدة من بناتهم غاتكون هي الثمن ..
وحتى لو كلفه الأمر يبزز على بنته سيدرا ماغايترددش لحظة وحدة .. مايقدرش يكسر كلمة ابوه ...
بقى كلشي ملتزم الصمت حتى حد مايقدر يعارض قرارات الجد ... اولا هو جدهم .. ثانية هو شيخ القبيلة يعني كلامه فوق كلشي ...
فجأة ... الصمت تكسر .... تحدث واحد الشخص .... اخر واحد توقعو يسمعو صوته فهاد الاجتماع ...
كان ابن الاخ دالشيخ عبد الله لي غاب سنوات عاد رجع مؤخرً ل قبيلتهم ... تكلم و هو حاني راسو و ضاغط على يديه ...
:~ مايمكنش ا عمي ... ( هز فيه عينيه ) مايمكنش تنسى داكشي لي داروه و تقبل بالصلح ..
عينين الجد تفتحو على مصرعيهم و نطق بلهجة صارمة ...
الشيخ الشافعي :~ ادريس ؟؟؟ كيفاش كاتعارض كلامي ؟؟؟
ادريس ( غمض عينيه وزير على قبضة يديه ) :~ حاشى ا عمي .. حاشى انا ماكانعارضش كلامك ... كلامك هو الكبير و لكن الا نسيتي انا نفكرك شنو دار ...
ثانية وحدة وكان غايفشي بالسر لي حاولو يخبيواه سنوات ..والفضيحة لي لملموها بمشقة بلا مايعرف حد ...
قبل مايكمل كلامه الجد ضرب على الطاولة بجهد حتى الكل قفر من مكانه ...
يديه كانو كيرتاجفو ... وبؤبؤ عينيه كيتحرك بعنف ..
الشيخ الشافعي :~ واااياااك واياك ا ادريس و تكمل ... الهضرة ...كلامي قلته ... والا جمعتكم هنا غير حيت من التقاليد و الاعراف ديالنا اني نجمع ولادي ونخبرهم بأي قرار غادي ناخدو ...ونتوما هنا دوركم هو تحنيو الراس و تسمعو ل كلامي و حتى كون بغيت نرفض ماغانقدرش حيت وجهي غادي يتلطخ ... شيوخ گاع القبائل متدخلين ف هاد الامر مانقدرش نرفض و الا اسمي ماغايبقى عنده قيمة ... و ل آخر مرة ... اخر مرة تعاود تجبد معايا هاد الموضوع ا ادريس ..
قصة عشق الشيوخ
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء