رجل أهملها و هي في قمة احتياجها له و رجل أسعدها دون انتضار أي مقابل منها..!!
يقال أن وطن المرء ليس مكان ولادته و لكنه المكان الذي تنتهي فيه كل محاولاته للهروب
سنروي لكم هنا حكاية أنثى .. أنثى وحيدة، رقيقة، جميلة و حائرة .. قدرها أراد لها حياة مليئة بالصعوبات و التخلي و لكن الأمل يلوح كالأطياف من بعيد و يدعوها لعدم الإستسلام و تجاوز المحن
تقول هي، الأول أحبني قبل أن أولد
أما الثاني فولدت بعدما أحببته..!!
ثم ماذا، ثم إنك مركز الكون عندي ليلي ونهاري كلي وأنا بعض منك .. أنت المتحدث وقلبي المنصت المطيع ....
تابعو معي قصتنا الجديدة من بدايتها و لاا تضيعو أي حرف من حروفها ... هي قصة تلك الأنثى الجميلة مثل القصص و الروايات الأسطورية مع أميرها..!!
قد يكون أمير أحلامها العبثية لكن ليس الواقعية..!!
روماانسية، اثااارة، تشويييق، حب، هووس، تفرشييخ، درااما و علاقات غير شرعية 🔥
رجلان في حياتي🍷
...بعطلة الربيع و بعد موسم الامتحانات كجميع بنات جيلها الأيام الأولى دوزاتها في النوم و قراءة الروايات ، هوايتها هيا القراءة مثل ماماها و بما انهم رجال تعليم اول حاجة تفطمو بيها ولادهم القراءة ...مسحت دمعة فرح مع نهاية الرواية و حطات تلفون تتنهد وهيا ترفع حواجبها من شكل غرفتها ...
غرفة واسعة و مضوية شوية، باينة فيها ديال البنات
من ديكوراتها الأنثوية و الألوان المتناسقة و الصباغة دالحيط الهادئة و الفاتحة فاللون الأبيض، رغم جمالها و ديكوراتها إلا أن الأغراض فيها مبعثرة و متراكمة بكثرة الملابس مليوحين في الأرض و فوق السرير و القنات، الپلاكار مفتوح على آخرو و مامطويش مزيان .. بيتها مكتظ بحوايجها و هي واقفة على رجل معبسة و مترددة و حااايرة شنو خاصها تاخد معاها في هاد السفرية العائلية، عيات تفكر و تشوف حتى تنهدات بقلة حيلة و شافت فهاتفها آااخر أمل ليها، ما كاينش لي غايخرجها من هاد الوحلة من غير رفيقة دربها و صديقتها المقربة لي ماتقدر تدير تاحاجة لاماخذاتش رأيها و قنعاتها بالحاجة، هزات التيلفون ديالها و دوزات آبيل فيديو ثواني و كتلقى الرد
ابتسام : قحبة عاد فقتي !
جنان : (قلبات الكامرة كتوريها ) فمك فمك سديه ، لي كيت تالفين ليا وسط هاد الحالة لي درت ، مهيم مالقيت ما نلبس !
ابتسام : داوية بصح و لا طانزة ؟ دوك البيسات عمرك قستيهم آ صاحبتي و ما تزيديش فيه تاني
جنان : (هبطات عينيها كتشوف ) هادو؟
ابتسام : ( بحسرة ) هادوك يا الحبيبة
جنان حطات التيليفون فوق الكوافوز وكملات المحادثة مع صاحبتها الوحيدة ، ساعدتها في أدق التفاصيل من الكبيرة للصغيرة حتى تسدات لا فاليز .. سلاو هضرتهم لي ما كتساليش فاش سمعو منادات أم جنان
هبطات و هي متحمسة باش تسافر و الفرحة ظاهرة على وجهها ..
تجمعو على طبلتهم كيف العادة بثلاثة بيهم، رغم أن أسرتهم صغيرة إلا و أنها أسرة يتضرب بيها المثل من ديما عندها شرف الانتماء لهاد الطبلة لي كيترأسها باباها و كتحضنها ماماها ..
سعد : (بطى حرك يديه و ذاق الفطور ) الله يعطيك الصحة أستاذة رجاء
جنان: ( جلست بفرحة كتلذد ) واو طوب كيف ديما (هزات يد ماماها الليسرية و قبلتها بكل حب ) لهلا يخطيك امامي
رجاء : (ابتسامة فرحة على وجها ) بصحتكم ، تهناو بيه إن شاء الله ههه شنو عندي من غير روح الروح ( و زوجها ) و رفيق الحياة
فرحتها و هيا تتشاهد عائلتها مجموعة و فرحانة و بنتها الوحيدة معمرة عليهم عشهم لي بناوه درجة بدرجة ...رجاء !! من ديما هي ديك الأم الجميلة قلبا و قالبا ، الأم لي واخدة الحياة من الجهة الساهلة و مسالمة و عاطية أهمية كبيرة لأسرتها .. هي ايضا معلمة الاجيال و كاي زوجة و ام عاملة في خارج و داخل البيت لكن قادرة توفق بين أسرتها و عملها و حتى تجاربها في الحياة خلاوها تكون رزينة و عارفة شنو كدير ، حطها على الجرحة يبرى
...في اليوم التالي، شدو الطريق مسافرين
بالضبط لآقشور ، مكان المناظر الخلابة والإستمتاع بهواء شلالها الصغير ووديانها لي كتعطي نفس جديدة و راحة البال ....اخيرا وصلو المكان كان يعج بالزوار ..نزلو من سيارتهم
رجاء و سعد قصدو المطعم من بعد ما دومونضاو غداهم و أنظارهم كانت مراقبة جنان لي واقفة بعيدة على والديها كتاخد صور مع الشلال و الطبيعة الخلابة من بعد ما خدات العديد من الصور ، رسلاتهم لابتسام باش تختار معاها شنو تنشر في حساباتها .. حتى جاها اتصال
جنان : ألو ما ميووغ صافا ؟
ابتسام : ( بابتسامة ) نتي لي طالعة ليك آ القحبة ، فوجي مع رااسك
جنان : و الله ما نكدب عليك هاد البلاصة زوينة بزااف، ارتاحيت فيها ، و حتى رجاء و بابا حسيت بيهم عجبهم الحال ، و نرميو شوية تعب الامتحانات.. ، (بقات ساكتة و مغمضة عينيها مستمتعة بهاد الهواء ) ماكرهتكش تكوني معايا
ابتسام : ( لابسة بيجامتها جالسة فسداري لاخروج لا دخول) سعداتك اختي بماماك معلمة ومتفهمة و باباك تيخرجكم و يساريكم بحال تريكتي حاضين سويقة الدار ...
جنان : ( باسف) كن بابا ماشي يبغي و الله تنجيبك ..ماما ماتقول والو لكن بابا راك عارفاه طخانكيل تيكره زايد
ابتسام : (بحب) : لهلا يخطيك الحووووب موااح
جنان : بيزوو بب نخليك دبا ...
خشات تيليفونها في صاكادوها ، و بقات هابطة مع دريجات الشلال حتى كتفاجئ بواحد المنظر طبيعي خلاب وصعب الوصف ، قنطرة من المياه محاطة بالأشجار ، سبحان الخالق ، مسماة بقنطرة ربي اسم على مسمى هاد القنطرة انتاصرات على جميع قناطر المهندسين مهما تطورو من أعمالهم كتبقى قنطرة ربانية لا يعلى عليها ، مليئة بالسياح الأجانب ، جنان ما بخلاتش على راسها بالسلفيات من بعد ما رجعات المطعم ..
جلسات فوق الكرسي و الفرحة و الابتسامة باينين عليها
رجاء بابتسامتها المعهودة : عجباتك آقشور آ حبيبة ؟
جنان : بزاااف آ مامي ، شوفي هاد المناظر و الهوا كيردو الروح ، سبحان الخالق على هاد الجمال الطبيعي
سعد( كيشوف فيهم بهدوء و نطق بصوت تقيل و حكيم ): و الأجمل هو بساطة الحياة لي واخدينها هاد الناس ، و كرمهم و جودهم علينا و على بعضهم .. آقشور بفطرتها و طبيعتها و بادوتها قضااات على شي حاجة سميتها التصنع و المدينة و الحضارة .
رجاء: صراحة كيستاهل نجيو ليه مرة مرة
جنان : وي مامي نجيو مرة آخرة ، عاد آ بابا كنضن راها منطقة معروفة سياحيا ، كاينين بزاف الأجناب !
سعد ( هز عينيه بقا كيشوف في هاد الجمال و نطق بهدوء ) : أكيد معروفة ، غير من صورها لي منتاشرين في الدلائل السياحية ، هاد الصور كافيين باش يغريو بزااف من السياح باش يزورها ، زيدي عليها الموقع لي جات فيه ، في قلب جبال الريف ، محتواها كامل طبيعي ، و شكون يكره يجي يغدي روحو
بادرو في الأكل من بعد ما تحطو أطباقهم و كملو الحديث ديالهم مغيرين جوهم و مستمتعين بوقتهم
بعد استراحة لابأس بيها
سعد : (موجه كلامو لرجاء ) : الله يجعل شي براكة ، نهبطو لشفشاون نرتاحو ..
رجاء : ( جوباتو في الحين ) : آه ، نهبطو في الضو أحسن، طريق الجبل تكون صعيبة في الليل
جنان : (وقفات كتعمل صاكادوها في ضهرها من بعد ما شافت واليديها وقفو ) الله ( وهي كتستنشق في الهوا) ما سخيتش
رجاء : ( حاوطتها من كتفها ) : نعاودوها آحبيبة إلا كتاب
جنان (باستها في حنكها ) : إن شاء الله
سعد خدا الوجهة لشفشاون بالضبط للأطيل برادور 4 نجوم لي غيزيغفاوه البارح هو رجاء لمدة ثلاثة ليالي
بعد ساعة كانت رجاء و سعد في غرفتهم و جنان كذلك في غرفتها كيرتاحو
جنان كتنشف في شعرها الأشقر الطويل ، و مقابلة مع مراية الحمام لي كتعكس وجهها الأبيض و ملامحها لكتبين جمالها الهادئ أنفها الدقيق ، و شفتيها الوردية المتورمة و عينيها العسليتين ، عينيها لي فيهم سحر زرقاء اليمامة و برائة الأطفال ، عينيها الكبار لي فيهم جمال غامض ... مربرة رشيقة بجمالها، فاتنة و ناعمة ، متوسطة القد و الطول
ما هي إلا دقائق و لقات بنفسها فوق السرير كتستعد للنوم لمواجهة برنامج الغد و تكون في كامل لياقتها
في الصباح في مطعم الأوطيل ، أسرة جنان الصغيرة كيتناولو فطورهم في هدوء و كيتبادلو أطراف الحديث
جنان : بابا واش غادي نمشيو للقصبة هي الأولى ولا حي السويقة ؟
رجاء بابتسامتها المعهودة : حي السويقة آ بنوتي باش نتقداو على خاطرنا
جنان : فيها غير المحلات آ مامي؟
سعد (عرفها أول مرة تكاتشف هاد المدينة كيحاول يحببها في المكان حيت عارف رجاء غادي تعطل في التقدية حاول يبني ليها فكرة مسبقة باش ما تملش و تركز على الأشياء الزوينة ) : لا غادي نشوفو حتى أقدم البيوت في المدينة ، المعروفين بلونهم البيض و الأزرق ، و على ظهرهم شفشاون تلقبات بالجوهرة الزرقاء ، ناس عاشو في دوك المنازل من عهد الأندلس ، فاش كيتجول فيها الإنسان كيحس يراسو مرتاح و منها نيت نكتاشفو المنتوجات المحلية ، و نهضرو مع ناسها ونكتاشفو لهجهتم و نتعرفو على لباسهم و تقاليدهم ..
جنان تحمسات بزاف و عجبها حي السويقة غير من تصورها لي خداتو من باباها ..
طبعا سعد من ديما هو داك الاب المسؤول، الراعي لأسرته ، المعلم و المصحح لأخطاء صغيرتو ، الواعظ لزوجتو ، الصديق مع آميراتو ، الحكيم في قراراتو ، و رزين في تصرفاتو ، عطوف في ألم أهلو ، و المهم أنه حنون على بنتو و مراتو ... طيب القلب و مأسس علاقتهم على مبدأ الحوار و التفاهم و الأهم التواضع
توالت الأيام و عادت المياه إلى مجاريها ، بعودة سعد و رجاء إلى عملهم و جنات لدراستها ، دخلو من جديد في روتينهم اليومي ، لكن من بعد العطلة والسفر كيكون الواحد في أحسن الأحوال و أكيد مستعد يقدم ما هو أفضل ...
في القسم عند رجاء داخلة بحسن لباسها ووقارها و الابتسامة لي ما كتخطاش وجها المبشور ، المعلمة العزيزة عند تلاميذها و المحبوبة عند صديقاتها المعلمات
رجاء : بونجوغ مي زيليف ☺️
التلاميذ : بونجوغ مادام
رجاء : فوزالي بيان ؟
التلاميذ : وي مدام
رجاء : فوزيت بخي ؟
التلاميذ : وي مدام
رجاء : ألوغ أون كومنص باغ ......
حصة رجاء بدات بتذكير لما سبق و بدات درسها الجديد و كيف ديما وسط درسها ضروري ما تنصح تلاميذها بأهمية الدراسة و تصحح من أسلوبهم و أخطائهم و توعيهم ، رؤيتها ليهم ماشي غير تلاميذ و مفروضين عليها بالعكس كتعتابرهم و ليداتها و كتمنى ليهم كل الخير
أمام الثانوية واقفة جنان بوزرتها البيضاء هي و ابتسام ...
ابتسام : يلاه نتحركو آ القحبة ليسي بدا يخوا
جنان : راني متافقة مع مامي باش دوز علينا ، صبري شوية
ابتسام : يا اختي مك نافعانا و هزانا ، الله يخليها ليك
جنان : اللهم آمين ، مكملة حياتنا
ابتسام : ( لي داز كتسلم عليه و ضحك معاه و اجتماعية بزاف عكس جنان لصداقاتها كاملين كيتمحورو على ابتسام و اكتفات بصديقة واحدة هي الروح و لقات فيها كل ما تحتاج ) نخرجو في العشية ؟ نمشيو المكتبة نصاوبو ليكسبوزي راه غدا نصبحو على صميد دجاجة..
جنان : (ضحكات حتى تغمضو ليها عويناتها ، و بانو غمازاتها ) ههه علاش كيقولو عليه دجاجة ؟
ابتسام : فاش ايت عبيد صاوب ليكسبوزي هو فلوس و مجاش ، قاليه آيت عبيد راه ليكسبوزي بقاا مع فلوس ههههه قاليه صميد ما كنعرف لا فلوس و لا دجاجة كنعرف غير ليكسبوزي
جنان و ابتساااااام ما حبسوش من الضحك و التعاويد حتى بانت ليهم رجاء جاية بطموبيلتها
ً
جنان غادة جيهت ماماها و كتهضر: أوكي ، مي ضروري نجيب معايا بابا ، راك عارفة ما نقدرش نهبط بوحدي و يتسنانا حتى نساليو صافي ...
ابتسام : صافي مشات
طلعاات جنات للكرسي الأمامي لحدا ماماها من بعد ما قبلاتها و سلوى لقات السلام و حياتها كذلك رجاء ، حتى هي في متابة بنتها و عزيزة عليها
رجاء : كيف دوزتي نهارك ما بخانسيس ؟
جنان : طوب مامي ، بابا يكون مسالي سو سواغ ؟ آنمشي مع ابتسام نوجدو ليكسبوزي
رجاء ( بجمالها و رقتها و حبها ) : على قبلك نخويو وقتنا كامل ، المهم هي نوفرو ليك الظروف لي لازماك ، علاش شحال عندي من بنت أنا ؟
جنان : ميغسي مامي جو تيم بوكو
رجاء : الله يحفظك آ بنتي و الله يبعد عليك كل شر يا رب
رجاء وصلات ابتسام هي الأولى من بعد ما شكرتها و من بعد مشاو للدار مباشرة لقاو سعد حتى هو عاد وصل ، لقاو التحية و سولهم على أحوالهم من بعد طلعاات جنان لبيتها، ..
سعد (موجه كلامو لرجاء ) : عيطت ليك شي ثلاتة المرات و كنلقى تيليفونك طافي .. بغيت غير نقول ليك شنو خاص في الدار نجيبو معايا
رجاء : آه طفى ليا ، صافي أنا نهبط نتقدى نجيب لي خاص
سعد : صافي أنا نهبط
رجاء : لا احبيبي نتا غير رتاح شوية باش تمشي مع جنان المكتبة أنا نتكلف
سعد : وخا إن شاء الله
خرجات رجاء مشات لسوبر مارشي ، كتقدى بعناية داكشي لي خاصها ، امرأة متولة في دارها و حكيمة في تدبير شؤون بيتها، من القليل دايرة الكتير ، مكلفة بالكبيرة و الصغيرة .. سلات كاع احتيجاتها
متجهة للمنزل ديالها صطاسيونات طموبيلتها في باركينك الحي ورا دارها
حلت بابها لقات سعد و جنان عاد خارجين، طلعو معاها التقدية
رجاء : الله يرضي عليك آ حبيبتي
جنان : مامي خلي حتى نرجع و نعاونك ارتاحي شوية ، من صباح لدابا وانت واقفة
رجاء : ما كاينش بزاف آ الصغيرة ديالي غادي غير نقاد هادشي و نطيب عشانا ،و راحتي هي نشوفك مزيانة و ديما ضاحكة
جنان : باست لأمها يديها و خدودها ، و قالت آ مامي أنا كبرت صافي ما بقيتش صغيرة
رجاء : وخا نهز حفايدي تبقاى في عيني صغيرة ديالي ، ابنتي جنان الصغيرة لي نخاف عليها من الهوا لي كيقيصها
جنان بغنج : بابا شوف أنا كبرت ياك ؟
تبسم في وجها فعلا حتى في نضرو غادي تبقى صغيرة و نطق بهدوء: كتبقى هضرت ماماك غير تعبير مجازي ، كيوصف إحساسها و خا عقلها عارف الحقيقة حنانتها طغااات ، وغالبا ما كنستعملو هاد الأسلوب في التعبير عن حالة القلب (شاف في رجاء شوفة امتنان و شكر على تعبها و نطق و هو كيشوف فيها ) لالة رجاء ، ديري غير داكشي لي قديتي عليه ، عيتي بزااف اليوم ، ارتاحي شوية
من بعد ما خرج زوجها و ابنتها مباشرة و ضعات هاتفها يتشاجرجا و قدات شغل دارها كامل كل حاجة حطاتها في بلاصتها ، دارها منوراها بلمساتها و نظامها و نقاوتها .. كل حاجة محطوطة في بلاصتها ، دارها لوحة فنية و هي تفنات فيها ، عزيز عليها تشوف فيها المثالية و خصوصا مني كيتمزج مجهودها وذوقها الراقي
من بعد هاد العياء كامل خدات دوشها تلوح فيه التسخسيخ و توضات و توجهات لقبلتها مع الله كتصلي المغرب لي أذن ، ما هي إلا دقائق حتى انتهت و رفعات كفوفها للسماء كطلب الله و تناجيه باش يحمي ليها ابنتها من كل أدى و يخلي ليها زوجها و يكملو حياتهم في طاعة الله و يرزقهم الهناء و الصحة و السلامة
سلات دعاءها و هي مزال كتردد بعض الأذكار اتاجهات الكوزينة توجد عشيوتهم ، طبعا شي حاجة بسرعة.. بغات تشعل الفورنو و لقات بوطتو الكبيرة خاوية تأفأفات منها حيت نساات ماتفكراتهاش و عيات باش تهبط تجيبها ..
جبدات البوطة الصغيرة لي مرة مرة كديباني بيها، و لا كيستعملوها في خراجاتهم للغابة
خدات كاسرول و عمراتها بالما و خلاتها تغلى
مشات كتوجد لا صوص طوماط ديالها بالكفتة ... غلا الماء و حطاات فيه سباكيتي من بعد عشرة دقائق زولااتها و حطات صوص لي وجدات طيب ..عطات بظهرها للبوطة , كتصفي في ليبات دياولها من الماء و بدات كتغسل في دوك المعان لي استعملات حتى بدات كتسمع شي صوت شرارات ضارت بسرعة تشوف مصدر صوت ، حتى بانت ليها شوية العافية خارجة من البوطة ، خدات زيف الماعن لي كان حداها بلاما تفكر بزربة خشاتو في الما و لاحت ديك لاصوص في الأرض بدات كتحاول طفيها ، و عاد ما العافية كتزيد التجهد ، طالعات العافية بشكل خيالي فحال شي لهلوبة مفاجئة، رجاء بعدات جسدها بلا ما تحس و حاولات تهرب منها و تخرج من الكوزينة.. بغاا تغوت و طلب المساعدة و اللحظة لي هي خارجة تهزات البوطة بقوة و سرعة حتى للسقف الكوزينة و نزلات عليها بواحد الضربة لضهرها من حيت لا تدري جابتها الأرض....
سعد هبط لأقرب سيبير من بعد ما جنان عطاتو لكلي باش يخرج ليها دوك البحوث لي صاوبو .. ابتسام و جنان بقاو في الطموبيل
ابتسام : علاش آصحبتي ما خليتينيش نخلص معاااك داكشي لي خدمنا ؟
جنان بعبوس : عيقتي آ حبيبة ، صافي ما بيناتناش ، زايدون بابا لي خلصهم عادي ، مرة آخرى انت تخلصي
ابتسام : غير كتقولي ، حشومة تزربي عليا
جنان ( صحبتها و عارفا مستواها المعيشي و مستحيل جنان تخليها تخلص شي حاجة وخا كتبغي ما تخليهاش و هي عارفة أنها تقدر تكون محتاجهم ) و صافي راه قلت ليك ماشي أنا بابا (يلاه بغات تهضر ابتسام و قاطعتها جنان و شدات على قلبها ) حسيت بشي حاجة وركاات ليا على قلبي (تنهدات جوج تنهيدات موالين عاد حسات بالراحة )
ابتسام (شدات ليها في إيديها ): غير بشوية عليك ، تمشي للدار وارتاحي
و هما كيهضرو سعد طلع للطموبيل و عطا لجنان تهز هادوك الأوراق خرج منهم جوج طبعات ، عطات وحدة لابتسام و وصلوها حتى لباب دارهم و شكراتهم و اتاجهو للمنزلهم
صطاسيوناو في الباركينك لي ورا الدار و سعد نزل هو الأول و جنان هزات وراقي الليكسبوزي و غادين يدورو للباب الدار
حتى كيتفاجئو بي بزاف دالناس متجمعين حدا دارهم و كترة الكلام و الضجيج ، بعض صرخات الجيران و كاميرات التيليفونات كتلتاقط الصور و الفيديوهات .. سيارة الإطفاء واقفة أمام باب دارهم و رجال الإطفاء هازين معداتهم كيخمدو في العافية لمنتاشرة في طابق الأول كله و النار خارجة من نوافده ، عافية حمرة و حواشيها كحلين مع دخان لي مغمم المكان
هادشي لي شافو هاد الشخصين كافي باش يرفعهم من الأرض إلى السماء ، كافي يهز روحهم من جسدهم و يعيشهم ألم السكرات ، الصورة لي تحطت أمامهم مستحيل يستوعبوها و مستحيل يصدقوها ، العقل يرفض التفكير و القلب توقفات نبضاتو ، و الدم ما بقاش كيمارس دورته المعتادة من هلع المنظر و النفس لي هبطات ما بقاتش قدرات طلع
سعد لاح سوارت الدار و الطموبيل و زطم عليهم وقرب من دارو كتر ، و هز عينيه كيشوف في ديك العافية لي خارجة من الطابق الأول و ملتاهبة حمراء و كيطيح منها جميراات و لهلوبات في الأرض المطافئ كيبعدو الناس باش ما يتآدوش
بخطوااات متسارعين نحو باب داره وفي برهة من التانية رجع كيجري بطاقتو كاملة وفي ودنو غير صوتها و في عينيه غير صورتها نطق بأعلى صوتو : رجااااااااااااء رجاااااااااء
جهدو كامل ضرب في رجل من رجال الأطفاء و غادي في اتجاه داره و في بالو غير مرتو و حياتو و توأم الروح
اتاجه حداه واحد الشاب آخر من جيرانو كيعاون داك رجل المطافئ بان ليه قريب يغلب فيه كيحاولو يمنعوه من دخووول بالخصوص مزال ما خمدوش العافية بالكامل
كيحاول يتملص من شدتهم و كيغوت صرخة من ورا صرخة : وا مرتيييي و مرتيييي للداخل آعباد الله .. (كيشهق من حرارة جهدو) وااا طلقو مني .. نمشي نعتقها طلقو مني راه مرااااتي للداخل ، راه محتاجني ، ارحم والديكم طلقوني (خرجو عروقو من شدة الأعصاب و عينيه حمارو باغي يتفك منهم و كيغوت باش يعطيوه فرصة في إنقادها )
واحد الحاج جارو واقف حداهم طبب عليه على ظهرو و متأسف من كلامو : عظم الله أجرك في مرتك و أحسن الله عزاءك
سمعو و ما سمعوش كلشي مخلط عليه باغي غير يطلع يساعدها و كيحس بيها كتناديه و كطلب مساعدته و هضر بالجهد : نتا آش كتقول! العافية مزال شاعلة فين مرتي
الحاج : راه المطافئ دخلو للدار من شرجم الكوزينة طفاوها هي اللولة و عطاونة الخبار .. (بتأسف ) الله يرزقكم الصبر و يرحمها و يغفر ليها
سعد تشوكا من الخبر ما مصدقش حتى نطقات جارتهم كبيرة في السن كتبكي بحرقة و ضيم و تعدد : آه آسي سعد و الباركة في راسك آ خيي و ربييييي يتبتها عند السؤال .. قتلوها هاد الكفارة لي ما جاو بكري ، قتلوها و ما عتقوووهااااااش .. طلبنا و زاوكناهم ، عينا نتاصلو بيهم و ما جاو حتى دا مول الأمانة آمانتو، و الروح طلعاات عند الله و الدراري عياو مع الباب ما بغا يتحل ليهم آ العالي
سعد شنق على هداك رجل المطافئ لي شادو بدون شعور و نطق و هو كل كيترعد : علاش ما جيتوووش ؟ علاااااش ماادرتوش خدمتكم ؟ حس المسؤولية ما عندكمش .. كتلعبو بأرواح عباد الله.. إنسانة غادي تبقى في ذمتكم إلى يوم الدين على هاد التهاون و على هاد الضمير لي مات فيكم و نتوما حيين .. حسبيا الله ونعم الوكيل ، حسبيا الله و نعم الوكيل
(كيغوت عليهم بكل ما جا في فمو عاقل و ما عاقلش ) غادي ندعيكم و نتابعكم قانونيا آ القتالة ، الروح عزيزة عند الله و الله يبين فيكم الحق
الجارة : الله ياخد فيكم الحق يتمتو بنتها و شويتو كبدتها
(جارتها حتى هي كتبي عليها بحرقة طبعا هي مصرفا معاها غير الخير و تقريبا الجيران كاملين عمرهم شافو منها العيب ، كاع الناس معتارفة بأخلاقها و حسن طيبتها و كيتحسرو عليها بقاات فيهم )
هداك رجل الإطفاء تسل من سعد و هرب من قبضتو و انساحب
نزل سعد على ركابيه ما قدرش يبقى واقف
جيران كلهم كيطبطبو عليه و يعزيويه
سعد كيتمتم بخفوت : اللهم أجرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منها (رددها مرارا وتكرارا ) إنا لله و إنا إليه راجعون إنا لله .... و إنا إليه و إنا إليه راجعون (نزلو دموعو )
صعيب بزاف تفقد توأم الروح و رفيقة الدرب ، تفقد لي ساكنة في قلبك و أم ابنتك .. إحساس مؤلم أنك ما تبقاش تشوف شريكة العمر لي كتقاسم معاها حياتك بكل ما فيها من أفراح و هموم و أقراح ..فجأة حتى يقولو ليك فارقت الحياة ..
طيح الدموع عليها قليلة في حقها و كتحس بلي الدموع ما عطينهاش حجمها الحقيقي
الخبر كان قاسي على سعد و صدمة كبيرة، ما عارفش باش يعزي راسو ، فقد أرَق و أنقى قلب عرفو في حياته ... كيتألم من موت زوجته و كيبكي بلا صوت
سعد كيردد بألم : الموت علينا حق ، الموت علينا حق
جيران حاولو يوقفوه كيصبرو فيه : كلنا ليها آ سي سعد هم السابقون و نحن اللاحقون
جار آخر : الله يرزقك الصبر آ خويا ، هذي سنة الله تعالى في خلقة ، قوي إيمانك
جنان في المقابل لا تختلف عن سعد في رؤيتها للواقعة البشعة غير أنها تمسكاااات بجميع الأمال، وظنت أنها مجرد حادثة وغادي يخرجو منها بأقل الخسائر ، لاحت وراقها و كتغوت بأعلى صوتها و برجفة : ماميييييي ماااااااامييي ( و مشااااات كتجري للدارهم باغة دخل من الباب فحال سعد ، فكرة وحدة في دماغها هي تشوف ماماها، حتى كتحس بجسد قوي حكمها من ضهرها و زير بإديه على صدرها و هزها و نطق ):
رجل من الوقاية المدنية : تهدني ، حتى نطيفيو العافيا
جنان كتفركل ليه بكل قوتها بغا تسل من قبضتو القوية و كتهضر و كلها كترعد و فمها بياااض من الخلعة و كتنطق بصوتها لي بح من مور دوك الغوتاات الحارات لنادات بيهم أمها : طلق مني عفاااااك ، مامي للداخل... م م م مامي للداخل و العافية تقدر تحرقها ، عفااااك خليني نمشي نشوفها .. الله يخليك طلقني نمشي نساعدها ..
كتهدر بلا وعي و صراخها رناتو قوات : مامييييييييييي( نقصات من صوتها لي زاد بحة على بحة) بغيت مامي عنداك تكون وقعات ليها شي حاجة!
في هاد اللحظة بالظبط دموعها هبطو بغزارة بلاما ياخدو إذنها ، و جسدها ما بقاش ديالها و رخات جسمها على الليدين لي شادينها بقوة و بإحكام بدون ما يأديوها و نطقات بصوتها المنغنغ بنخصة البكاء و نبرتو المضيومة : عفاك عاونو مامي ، تقدر توقع ليها شي حاجة خيبة ..الله يخليكم .. (بصرخة خلات كاع الناس يسكتو و يشوفو فيها ) ماااااااااااااميييييييي ( هنا صافي صوتها مشا و ما كاينش لي حاظر تما وما تأسف على حالتها )
بصوت مبحوح كيتسمعو غير بعض الحروف : مامي عفاك ، خرجي من تما ، عنداك توقع ليك شي حاجة ضرك، الله يخليك خرجي دغيا راني غادي نموت بالخلعة ، ياك نتي كتعنقيني فاش كنخاف و أنا دابا خايفة بزاااف عفاااااك خرجي عنقني و طمأنيني و قولي ليا أنا معااااك فحال لي كديري ليا ديما .. اهئ اهئ اهئ صافي سمحلي ليا آ مامي إلى قلقتك صافي أنا عمرني نكبر صافي أنا ديما نبقى صغيرة غير ما تقلقيش مني .. مامي عفاااااك اهئ اهئ اهئ ... مامي ما تخلينيش بوحدي اهئ اهئ اهئ مااااااااااااااااااااااميييييييييييييي
جارة من الجارات حطاات إديها على راسها و نطقات حتى هي بدموعها : .. صبري آ ابنتي جنان الله يرضي عليك ... صبري و زيدي في الصبر
جنان شافت فيها بالدموع و الرجفة : عفاااك آخالتي قولو يطلق مني نمشي عند مامي ، راه خليناها الفوق فاش خرجنا ..
(هزاااات عينيها كتشوف الدخان لي خارج من دارهم) تقدر تكون محتجانا ، قولو يخليني نعاونها عفااااااااااك آ خالتي
الجارة حساات براسها عاجزة أمام توسولاتها و نطقات: أحسن الله عزاك في ماماك أبنتي ، والله يصبركم فشنو وقع ليكم .. إنا لله و إنا إليه راجعون
جار آخر : الله ينزل عليك الصبر آ بنتي ، لله ما أخد و لله ما أعطى ... و الموت بالأجل و ماماك وفى أجالها
ألم فقدان الأم ألم لا يجسد في الوصف ، ألم هاز معاه نزيف الأبناء الحاد و علاش لا و الطيبة، والحنان، والأمان، والهناء، و أي حاجة زوينة مشات و مشات معاها الميمة الحبيبة، مخليا وراها حسرة في النفس، ولوعة في القلب، فقدانها مخلي غصة في القلب مدى العمر
فما بالك في جنان الطفلة لحياتها كاملة كتمحور غير على أهلها و بالخصوص أمها ، لا تخطو خطوة بدون استشارتها ، ديما معاوناها بقلبها لي كيف الجنة لا يبخل من العطااااء واقفة معاها في الكبيرة و الصغيرة ، تعطيها لحلوة أو تاخد هي المرة ...
فراق الأم وجع لا يعلم إلا الله ، ما جاوش و قالو فراق الأم كفراق القلب على الجسد ، كتولي غير عايش وصافي... فراق الام مرض كيعذب من الداخل وحزن أبدي كيسكن في روحك ونتا كتكون متأكد أنك فقدتي الحضن الدافي لي كيحتويك من كل شر والصدر الحنون الحنين فيك و السند لي كتعول عليه في حياتك و الظهر لي لايح عليه التقل ديالك و السعادة والرضى في الحياة و مع الله..
بكل بساطة الأم هي الحياة وكل الوانها إلى مشات كتموت وأنت حي
الشخص لي حاملها بين إديه ما ألماتوش العافية بقدر ما ألماتو هي بوضعيتها و كلامها و بكاها ، ما عرف باش يواسيها و اكتفى بأنه يحطها في سيارة الاسعاف مني شافها مغمي عليها من بعد ما سمعات التعازي عند الناس
ما كاين ما صعب من فقدان عزيز علينا، وما كاينش الكلمات لي تعبر على لي في داخلنا، وما يبقى لينا غير نرضاااو بقضاء الله وقدره فالموت علينا حق لا مفر منه.
سعد وقف على رجليه و كيدعي بصوت عالي بلاما يحس باغي يصبر راسو و يقوي راسو براسو حيت هذا ماشي وقت الضعف : يا ربي تقبل منها القليل وتجاوز عنها في التقصير . يا ربي ثبتها بالقول الثابت، يا ربي ارفع درجتها يا ربي اغفر خطيئتها وثقل موازينها .. يا ربي أنا شاهد كانت نعمة الزوجة يا ربي أنا شاهد كانت نعمة الأم
جار من الجيران كيشوف فيه و نطق : هذا المضمون فيك آسي سعد ، لا اعتراض على أمر الله (ضرب على كتفو بمواسات ) نتا الأب و نتا الأم للابنتك ، راه فقدات الوعي و دخلوها لسيارة الاعساف
من بعد غصة فقدان الزوجة تفكر غصة ابنتو و اسأل عنها و اتوجه عندها بلاما يزيد يفكر
وسط سيارت الاسعاف بدات كتحل جنان عينيها بتقاتل و عقلها شبه غائب ، حتى بدات كتسرجع آخر الأحداث و لبرهة من الوقت ضننات أنه مجرد كابوس
حلات عينيها مزيان مني شافت رجل ثلاثيني ببنية قوة لابس لباس الوقاية واقف عند راسها ، ما شعراتش حتى جمعات الوقفة كأن ديك اللبسة أكدات ليها راها كلشي كان حقيقي
شافت فيه عينيها الدابلين و المدمعين و نطقات بصوتها الباح و فحالا كتسولو : مم م م ماااامي ؟
الرجل الواقف أمامها عجزاتو على الجواب و اكتفى أنه يحدر راسو بتأسف
هبطات من السيارة كتجري بغات طلع للدار و هو يشدها باباها و هي هابطة
حيت مدورين الدار بشريط أحمر في إنتظار الطبيب الشرعي للتأكيد الوفاة و إمضاء الشرطة المحلية للحادت
عنقها بحرارة و هو كيحاول يهدنها و لكن هو في الأصل ما قادر حتى يهدن راسو ، باغي يواسيها و في الحقيقة باغيها هي تواسيه و سط هاد الحضن المكسور لي جامع بين قلبين محطمين ، روحين في أنفاسهم طعم مرارة الفراق و ما أدراك ما هذا الفراق
جنان نطقات كلها كترعد و هضرتها مقطعة و صوتها مبحوح : ب ب ب بابا ، مامي فين هي ؟ بغيت نشوفها عفاااااك .. تقدر تكون محتاجاني في شي حاجة ، أصلا هي عيات شوية أنا نمشي نعونها
(كتهضر بلا وعي ) وخا ما تخلينيش نعاونها نجلس غير حداها نونسها ... ياك هي كتبغيني نبقا غير حداها نونسها و تسمع الحس ديالي
( سعد داك الدموع لي كان شاد نزلو من عينيه الحمرين فحال الدم، الخبر لي أكدو ليه المطافئ نزل عليه فحال شي مضا و دبحو ، و العزاء لي خدا من عند الجيران خلاه يآمن بالله وبقدره)
سعد بصوتو المغنغن بالبكاء باغي يصبر ابنتو الوحيدة لي خلات ليه مرتو : الله يرضي عليك آ بنتي ما ديريش هكا ، خليك نتي هي الذرية الصالحة لي خلات ماماك في الحياة باش الدعي معاها و خليك ستراً بينها و بين النار و ما تكونيش سبب في عذابها الله يرضي على ابنتي .. آجالها هو هذا ... (كيشوف في السما و يحاول يكبح ضعفو و ألمو و قهرتو و هضر ) و لن يؤخر الله نفسا إذا جاء أجلها و هو خبير بيما تعلمون (غمض عينيه و نزلو دموعو من جديد )
سعد زاد بدورو فاحتضانها ويلاه بغا يهضر حتى بانت ليهم واحد الجتة مغطيينها بليزار بيض غادي يدخلوها للسيارة
سعد جمد في بلاصتو و جنان طلقات منو و مشات كتجري بغات تلاح عليها و عاود شدوها نفس الليدين ديال داك الشخص لي مع الإطفاء و حكمها أكتر من قبيلة
جنان كتبكي صافي بدات كدخلها الفكرة : اهئ اهئ اهئ عفاااك طلقوني نمشي نشوف مامي الله يخليكم ، واش تمشي وما نشوفهاش اهئ اهئ، واش ما نقولش ليها بسلامة ، واش ما نبوسهاش عافاك نبوس غير إديها و نعنقها صافي اهئ اهئ أنا بغيت نقول ليها غير أنا جيت و نبوس راسها اهئ اهئ...
الإهمال في حياتنا .. يمكن يقتلك و إلى ما قتلكش يقدر يدير ليك تشوه و لا عاهة مستديمة، فيه خطورة على نفسك و على غيرك ..
تعاملنا مع البوطة باستهتار و برعونة كتوصلك لما لا يحمد عقباه ..
تصرفاتنا لي كنطبقو مع هاد القنينة الصغيرة هما السبب الرئيسي في الحوادث و الكوارت
خطأ رجاء متداول عند ملايين البشرية و القليل من القلة لي مستوعب الخطورة أو واخدة الحيطة و الحذر و مقدر قيمة حياته و حياة و اليديه أو ولادو
رجاء قتلاتها البوطة الصغيرة لأسباب جد تافهة ، يكفي أنها ما فحصاتهاش قبل ما تستعملها
و بوطتها كانت فيها الجلدة تالفة و زادت انصهرات مع حرارة العافية و بدا كيتسرب الغاز ...
بسباب ديك عدم المراقبة و الفحص و توفير الظروف الملائمة والأخد بعين الاعتبار بأن البوطة الصغيرة أخطر ما كاين
تلاقات العافية مع الغاز و ارتااافعت درجة حرارة الغاز و ارتافع معاها ضغطها ولات البوطة قنبلة موقوتة هدمات حائط المطبخ وهبطات بقوة على رجاء حتى تلاحت خارج الكوزينة قتلاتها في البلاصة وعافيتها كلات كل ما جا قدامها ..
حاجة بسيطة يتمات جنان و حرماتها من أمها ، حاجة بسيطة و خسائرها كبيرة .. يا ريتنا ما انستاهنوش بحياتنا
زيادة على تأخر رجال الإطفاء بخمسة و أربعين دقيقة على الحادثة، حتى يموت لي يبغا يموت ، الحريق كيخلف خسائر بشرية و بلاما نهضرو على المادية ، واش هاد الناس ما واعينش بخطورة الوضع ؟ واش هاد الناس عديمي المسؤلية لهاد الدرجة ؟ واش مسمينهم الحماية المدنية و لكن بدون حماية؟ .. زيادة على التأخر ما كاينش حتى الوسائل لي غادي يعتامدو عليها في إخماد الحريق ، لدرجة الباب هو أبسط الأمور ما قدروش يحلوه ، و من حسن الحظ أن النوافد كانت بدون شبابيك حديدية ، أما علم الله العافية فين توصل
الماء كان يتناتر بشكل خفيف و إخمادهم للحريق خدا منهم خمسة و عشرين الدقيقة بمساعدة الجيران
للأسف و ماذا أسفي على الأشياء الضرورية لي ما مموفراش في هاد الظروف
داكشي علاش خاصك تحمي راسك و ما تسناش المساعدة و لا الحماية من هاد البلاد وفرهم لنفسك بنفسك
من بعد ما بقى واقف سعد كيشوف في الجثة كينطق و حاط إيدو على فمو : إنا لله و إنا إليه راجعون (كررها ثلاث مرات ) و مشا يتبع ابنتو
رجل الإطفاء قطعات ليه في قلبو ، ضراتو حالتها : وخا آ جنان تمشي عندها تشوفيها ولكن ما تبكيش و تقلقيها شوفيها و ودعيها و قولها بسلامة و دعي معاها بالرحمة
جنان ما بغاتش تسمع هاد الهضرة و غمضات عينيها حتى تعصرو مزيان من الدموع و هو رخف عليها و وما للصحابو لي هازينها يخليوها تشوفها مشات بخطوات تقال و هي ألف حاجة كضور في دماغها من غير موتها .. طلعات جوج دريجات و المسؤول على الجثة شافها قاصدة ماماها و عرا ليها على وجها
سعد لحق على جنان حتى هو ... بزوجهم شافو رجاء احساب ليهم غير ناعسة و جها عليه النور و شعرها مطلوق و ابتسامتها المعهودة باقة و مازالة معاها ... مشات حداها و نزلات على ركبيها و قربات منها
جنان البكا طاغي عليها و لاعب ليها على صوتها : م م م مامي حبيبة نوضي ( كتلمس ليها وجها بشوية و إديها كيترعدو و جمدو ) أنا جيت نوضي، عيتي بزاف ؟ داكشي علاش نعستي .. (مزلو دموع حارين مني ما جوباتهاش و ما استاجباتش ليها ) اهئ اهئ ما عمرني عيطت ليك و ما جاوبتينيش علاش دابا تخاصمتي معايا اهئ سمحي ليا عفاك إلى غلطت معاااك و الله ما قصدت غير نوضي عمرني نعاود مزااال اهئ اهئ (هنا صافي عرفات مها ماتت ) مامي هاكي خودي روحي و عيشي بيها بلا بيك أنا ما بغيتهاش ما نقدرش نعيش ونتي ما كايناش ..اهئ اهئ ولا ديني معااااك ما تخلينيش بوحدي اهئ اهئ (شدات وجها بزوج إدين ) واش أتخلي ابنتك الوحيدة ، روحك و قلبك ، تخليهم أو تمشي ؟
سعد هبط عند بنتو وزير على اكتفاتها ونطق بصوتو الحكيم وخا وسط المآسي كيحاول يحضر عقلو و يوقف على رجلو : إنا لله و إنا إليه راجعون .. ثقي في الله آبنتي ، روح ماماك مشات عند الرفيق الأعلى و هو أرحم بيها .. و طلبي الله يأجرنا في مصيبتنا و يرزقنا الصبر .. و يرحمها
جنان كتبكي بكاء شديد و مسموع و سعد هبط قبل رأس رجاء و جنان حتى هي و ودعوها بحزن و أسى و ألم و الدموع و ما ساخيينش بيها و ما قادرينش يفارقوها و مزال جنان ما متيقة بلي هادي هي النهاية و هادي هي آخر مرة يقدرو يشوفوها
هبطو من السيارة و حضنو بعض بقوة ووسطهم كلام كتيييير و ما قادرينش يقولوه...
كان خاصهم ضروري شخص من العائلة يمشي معاهم في سيارة الاسعاف باش يديو الجثة للمستشفى لتأكيد سبب الوفاة و يغسلوها و يعطيوهم حق الدفن
سعد طلع للسيارة الإسعاف من بعد ما وصى جيرانه على ابنته و وصاهم يعلمو أهلها و أهلو
غير انطلقات السيارة وهي تبعها جنان كتهرول برجليها و كتغوت
جنان : مااااميييي ، ماااامييي وقفي ما تمشيييش وقفي (كطيح و كتعاود تنوض و سيارة كتزيد تبعد ) ماااميييي اهئ اهئ اهئ
جيران كيحاولو يشدوها و يوقفوها... بكات و غوتات و نادات و لكن قدر الله وما شاء فعل .. عطات جهدها كامل و مشى كاع حلقها لي طلقات و نشفو عينيها من الدموع و فجأة فقدات الوعي
الجيران وقفو في موت رجاء وقفة رجل واحد ... قامو بمراسيم الدفن والعزاء على أتم وجه في غياب سعد .. بتعاونهم و تضامنهم و فرو كل ما قد تحتاح هده العائلة الصغيرة في العزاء و بما أنه حلّ الليل فالدفن ما غادي يكون حتى الغد مع العاشرة
رجع سعد في طاكسي من بعد ما قدم إمضاءه على بعض الأوراق لقا الحي كامل واقف و كيجري و تقريبا جميع المنازل فاتحة بابها للناس لي باغة تعزي بحكم دارو تحرقاات و موجدين الأكل للناس البعيدة
وفرو عليه العناء بزاااف و حس بلي جيرانه ما خدلوهش و كان هذا هو المطلوب منهم
جاو عندو شي رجال كيقدمو ليه التعازي و منهم بعض من الأهل و سول على جنان و خبروه بلي راه ناعسة عند جارتهم الكبيرة أمل و طمأنوه عليها بقاو واقفين كيواسوه حتى قرب يأدن الفحر و جرو واحد الصديق ديالو ربيع مقرب ليه بزاف يباات عندو .. غدا خاص يكون مستعد لمراسم الدفن
ابتسام وصلتها الخبار ، أول ما حلات عينيها في الصباح لبسات جلابيتها و هبطات بجرى للحي ديال جنان كتقلب عليها حتى تلاقات مع سعد
ابتسام بالدموع : عظم الله أجركم .. الله يرزقكم الصبر
سعد : اللهم آمين آ ابنتي .. الله يرضي عليك
سيري فيقي جنان حيث الجنازة غادي تخرج من الحي و قريب يجيبوها بالسيارة لهنا باش نتبعوها .. ضروري تحضر حتى هي .. و عاونيها بشوية الصبر الله يوفقك
ابتسام مشاات عند الجارات كتقلب عليها فين ناعسة ، وصلوها حتال عندها... كان صعيب بزاف على ابتسام تفيقها ، حملوها مهمة صعبة ، هي ضعيفة قداااام دموع صديقتها و حتى هي باقة داخلة وسط الصدمة و ما قادراش تقوليها نوضي حضري لجنازة ماماك ...
جنان شبه غائبة ، بزاف على النوم ، المهدئ لي عطاوها من بعد ما استرجعات الوعي كان كفيل يهدها ، ابتسام حطات يديها على شعر جنات و ابقات كتحرك يديها باللطف و عينيها عامرين بالدموع و كتهمس ليها في وذنها
ابتسام: جنان حبيبة نوضي ، جنان
جنان بدات كتململ و حلات عينيها بشوية و بمجرد ما استرجعات وعيها ناضت على وقفتها
جنان كدخل و تخرج في الهدرة : م م م ماميي ، ع ع ع عافية طفات ، غ غ غطاو ليها وجهها ، مممم ماتت ياك ؟
ابتسام دموع على دموووع أترااااات فيها مشات حازتها ليها بجهد و عنقااااتها بقوتها كاملة و كتبكي و جنان زادت عنقاتها .. محتاجة غير الأحضان و المواساة و لي يبكي معاها
ابتسام كتنخصص معاها : صبري آحبيبتي ، بغاها الله و راه داها ، ما عندنا ما نديرو آجنان ، حكم الله كيتصرف ، صبري آحبيتي ما تحرقيهاش و تعذبيها
قدما صبرتي قدما ربي يوقف معااااك
جنان : اهئ اهئ يا ربي تسمح ليا را ما قدرتش نصبر على فراااقها وا راني ما قدراااش ، راني كنتعذب من للداخل ، و كون غير مشيت معاها اهئ اهئ ما بقا ليا حد بقيت بوحدي
ابتسام : نعلي الشيطان آحبيبتي و حضري إيمانك بالله .. راه باباك و أنا ديما نبقاااو معااااك
وقت لابأس به مر عليهم بحديت مليئ بالبكا و الضيم و الغبنة و ابتسام حاولت قدر الإمكان تواسيها و تزيد في صبرها .. غسلات ليها وجهها و جمعات ليها شعرها و طلبات ليها جليلبة لبساتها ليها و لاحت عليها شال غطا ليها شعرها و خرجاتها للباب
الأهل و الأحباب و الأصدقاء و الجيران كلشي حاضر ، بكاو معاها و عزاوها و صبروها و سعد كذلك ... ما هي إلا دقائق حتى وصلات سيارة نقل الأموات و مكتوب فيها إنا لله و إنا إليه راجعون و سطها رجاء مغسلة و مكفنة و حاطينها وسط الصندوق و مشمعينو باش ما يتحلش و تدفن بيه هادو هما إجراءات الدولة و الشرطة المحلية في الحوادت و هذا هو تعاملهم مع الميت لي كيتم فحصه في المستشفى و تحديد سبب و فاته
سعد حاط يدو على كتف جنان من بعد ما حلو ليهم باب السيارة شافو غير الصندوق و انطالقو
تبارك الله الجنازة كانت كبيرة بزاااف رغم صغر العائلة تبعهم الكبير و الصغير و الشباب و كلشي
جنان واقفة كتبكي على ابتسام في كتفها : اهئ اهئ اختي ابتسام حطو مامي في الصندوق و سدو عليها اهئ اهئ عمرني نشوفها مزاااال اهئ اهئ
بكات معاها ابتسام و أمل جارتها كتصبر فيها
الرجال قامو بصلاة الجنازة و اتاجهو للمقبرة باش يدفنوها ..
مرت الأيام على جنان و سعد و لكن المياه ما رجعاتش لمجاريها ...
ابتسام و جنان راجعين من ليسي و كيتبادلو أطراف الحديث
جنان (بعبوس ): مامي الله يرحمها كانت كتجيبني ديما و تسولني كيف دوزت نهاري (نزلات دميعة)
ابتسام : صافي آصحبتي باركة عليك من البكا .. ياك باباك داير كتر من جهدو عليك ، صبري و ديري بحسابه مسكين و قوي راسك
جنان (كتمسح دموعها بكف إديها ) : كون تشوفي دارنا كيف ولات ! وخا صبغنا و صلحنا الكوزينة ، ولات باردة و ما فيهاش حس الدفئ .. مامي تخلات علينا
ابتسام : جنان الله يهديك ، ديري عقلك ... واش هي لي اختارت ؟ واش حكم الله بين إديها! ... نعلي الشيطان واش باغة تكفري ؟
جنان تنهدات : نتي ما شفتيش داكشي لي عايشين ... ماكلة الزنقة و الدار بلا فراش... فرااااغ كبير و لينا عايشين .. الهدرة قليلة و (قاطعاتها ابتسام )
ابتسام : داوية بصح و لا كتفلاي ! ... ماكلة الزنقة شكون يكرها ! حنا قتلتنا حفيظة بالمرقة و راجلها ما عارفنا واش حيين و لا ميتين .. حمدي الله عطاك الله أب معوضك فيه الأم و الأب و صافي جمعي راسك آ صحبتي و حبسي عليا هاد الدموع
جنان: و نعم بالله ، الحمد لله .. (دارت واحد نصف ابتسامة من فوق خاطرها ونطقااات ) لهلا يخطيك عليا ما شيغي ، عمرتي عليا
ابتسام : وا هكاك يلاه زيدي
وصلات جنان للدار و مع دخلات للدار لقات باباها حتى هو عاد جا و جايب معاه الماكلة .. دجاج محمر مع الروز و الفريت
جنان (سلمات على باباها و باستو ) : بابا لباس
سعد : الحمد لله ونتي آبنتي ؟ كيف غادة مع الدراسة ؟
جنان : الحمد لله خاصني غير مامي
سعد : ما تيأسيش آبنتي .. و ماعمرك تقنطي من رحمة الله ، كوني من أهل الإيمان الله يرضي عليك و ما تخليش الله يسخط عليك راه الصبر من طاعة الله (تنهد و نطق ) كولي شوية
جنان (حدرات راسها و عارفة هضرت باباها على صواب غير الفراق جاها صعيب و على غفلة نطقات) : الله يرحمها و يجعلها من أهل جنة الفردوس (و بدات كتنقب من داكشي لي جاب باها )
سعد : اللهم آمين
كملو ماكلتهم في صمت و هدوء كيتسمع غير أصوات مضغهم للأكل ، كانو في وقت أكلهم أحاديثهم ما كتساليش و ديما كانو خالقين جوهم الخاص بيهم سبحان مبدل الأحوااال
سعد : أنا غادي نطلع نرتاح شوية من عيا الخدمة و نتي نوضي راجعي شوية دروسك، وركزي في قرايتك آبنتي و لي ما فهمتيهاش و ما توفقتيش فيها أنا نعاونك فيها .. فاش نفيق نلقاك موجدة ليا شنو ما فاهماش نخدموه
جنان (الكانة ما عندهاش و ما راشقاش ليها على الحفاظة و لكن مستحيل تخالف كلام باها لي باغي ليها مصلاحتها ) : وخا بابا
ناضت جنان من بعد كتجمع في داكشي لي كلاو فيه باغة دخلو الكوزينة حتى كتصدم في هاداكشي لي كتشوف .. كوزينة مرونة على الآخر ، الماعن متراكمين خاصهم الغسيل ، الفورنو عامرة بالحليب ، سطل زبل عامر بزااااف ، الأرض عامرة بأتاي و طبايع الرجلين ... ضرب للكوزينة في هاد الحالة تشطح ليك ..
مشات حلات الشرجم الكوزينة يدخل ليها الهوا و تبدل ريحتها ، هزاااات سطل الزبل تقيل بزاااف مشات خواتو في لابوبيل و رجعات و بدات كتغسل في الماعن و غلبوها وهما لاصق فيهم الأكل و كارم و بدااااات كتبكي على هاد الحالة حتى صونا ليها التيليفون
حيدات جلابيتها و ناضت مع جنان الكوزينة .. جنان كملات الماعن و غسلات سطل الزبل و لبساتو شصية تبق ترميها و جمعات بيت التلفازة لي فرشو سعد و صالون باقي خاوي
ابتسام حكات البوطة و مسحات الثلاجة و خرجات تسيقة من الكوزينة و سيقات الطواليط و الصالون و هبطوها بزوجات حتى للباب دار
جنان (شادة في ضهرها ) : أووووف يا ربي ضهري غادي يتقسم
ابتسام : جوج درجات قسمو ليك الظهر و باز آختي ، دوزي عند مرت با لي حاشة واش تكون مي و شوفي تمارة ديال بصح ، وشوفي قسيم الظهر على الأصول
جنان : شنو دابا نمشيو نرتاحو
ابتسام : انرتاحو و الله ينعل لي ما يحشم .. زيدي قدامي نجمعو هاديك الزريبة ديال بيتك ما حدي جيت جيت و ندورو الماكينة نصبنو قبل ما يفيق باك .. القحبة غادي يقتلك الفشوش
جنان استسلمات لهضرتها و شكرتها بزااااف على مساعدتها من بعد ما طلعو لبيتها جبدو الماريو كامل .. لي نقيا طواوها و لي موسخة حطوها في الشبكة و لي ما بغاتهاش عطاتها لابتسام جمعات ليها واحد السااااك ديال الحوايج عطاتهم ليها
أكيد ما كيسكتوش من الهضرة
ابتسام : لا غير خلي ليك هادي ، باقي عمرك لبستيها
جنان : لا غير خوديها فاش جبتها للدار ما عجباتنيش ، ما شي كيف تخيلتها
على أي حاجة كيعلقو على أي حاجة كيتناقشو
طرفو الكوافوزات من داك التخربيق ، حيت باقة حازنة على ماماها ما كديرش صباغات ، عطاتهم ليها كاملين و الميك آب خلات ليها غير إكخون على الشمس و مرطب الشفاه و عاد تهلات فيها بالحوايج عارفة وضعيتها الاجتماعية و ابتسام فرحات بيهم و شكراتها
..
ابتسام بدلات ليها كوفرلي ناموسية و دوزات ليها آسبيراتور على البيت و جنان مسحات البيرو و الشرجم من الغبرة و جبدات الكتوبة علاين يفيق باباها
و هبطو الحوايج الماكينة و صوبو قهيوة كيهضرو في الكوزينة حتى ذخل عليهم سعد من بعد ما فيقو صوت الصابون
لقا السلام و شاف التغيير الملحوظ في الدار ، و الابتسامة لي ظاهرة على جنان، و عرف أن ابتسام صديقة مفيدة لبنته و مفيدة حتى لنفسيتها
جنان (بتردد) : بابا نشربو قهوة و نمشيو نراجعو ؟ (كانت خايفة يرفض ابتسام حيت هو حدودي بعض الشيء)
سعد : إن شاء الله آ ابنتي غير شربو نتوما أنا ما قادش فاش تساليو نجي نخدم معاكم
فعلا شربو قهوتهم غسلو الماعن فاش شربو و طلعو
ابتسام دخلات سبقاتها لبيتها و جنان عيطات لباباها و لحق عليهم .. ثلاثة ساعات ديال المراجعة و لقاهم ما فاهمينش بزاف الأشياء .. و عاهدهم بأنه غادي يبقى يخصص ليهم وقت الخدمة لي أن جنان فاتوها شي دروس
مشى الحال و طاح الليل سعد و صل ابتسام حتى لدارهم و شكرها على طيبوبتها مع ابنته و على مجهودها لتغير مزاجها
من بعد مباشرة مشى القهوة يجلس فيها مع صديقه ربيع يبدل شوية الجو
الايام تمر ، لكن نفس و روح جنان حبيسة الماضي حبيسة الدفئ لي فقداته و الام حنونة ..
في هاد الفترة كانت ابتسام هي مصدر ابتسامة جنان، مونساها فالدار لدرجة بعض المرات تتبات معها ، جنان بفضل ابتسام رجعت دخل الكوزينة ولو تقلي البيض للفطور ...كانو تيمشيو بجوج و يدخلو بجوج، فترة الامتحانات كلها ابتسام دوزاتها معاها و سعد ساعدهم بزاف فالمراجعة ...اليوم كان موعد نتائج خرجت جنان متجهة المؤسسة و اقبل خبرت سعد انها فرجوعها اتمر للقبور اما هو فاتكل للعمل ، طريق كلها تتصل بابتسام ماتتجاوبش وصلت وكان تجمع طلاب كثير ، دخلت بيناتهم تالمحت نقطتها و الوان طيف مرو فوجهاا
مزال ماكملت هضرتها و هاتف تيرن ليها برقم ابتسام ..
جنان: الو ابتسام !! كحلتهاا !! جبت 13
ابتسام: بصح !؟ اوا ماعليش ما يبقاش فيك الحال الباك تعوضي ..شوفي راني عيانة شوية .. ارتاح شوية ما نقدرش نتشافو ليوم
جنان: ( تتمسح دموعها ) الله يشاافيك !! نزور ماما الله يرحمها و ندوز عند جارتنا امل
ابتسام: فوقاش ترجعي الدار !؟
جنان : بابا خارج تاهو ! انا مابقيتش تنقدر نجلس بوحدي ! مهم نخليك ..
...شدات طريق القبور لي قريبة لها على المؤسسة ، طريقها كلها دموع و اشتياق و وجع ، مارضاتش على نقطتها ، كانت طامعة توقف على قبور امها و تفرحها ..فدخلة المقبرة لاحظت مطايفة ..تراجعت وراء بخوف..
جنان: اعوذ بالله حتى المقبرة ما وقروها ..
امراة: ( خارجة من مقبرة تتلهث) سيري ابنتي سيري ماشي وقت الزيارة راه روح طيح ...
جنان خافت طبيعي ، ورجعت ادراجها قاصدة الدار ، طول الطريق تتوقف طاكسي كلشي عامر ، باحزانها و قلبها عامر ماحساتش راسها تاوصلت الدار ..طلعت بخطوات تقال، تخلت عن فكرة جارتهم دوزت ساروت و دخلت ..ظيم طايح عليهاا.. راسها ضرها بالشمس...تا سمعت صوت ...قربت الصالون تتحك وذنها ظنت انها تخيلت كما عادتها ..هيا داخلة بيتها وهيا تسمع صوت واضح لكن انثوي ..بخطوات مترددين قربت من جهة صوت كانت غرفة امها واباها فتحت الباب بالمهل تاضربت فمشهد لي ذبحها فقلبهاااا و خوا لها ركااابي ..
جنان: باااباااا !!!!!!!!!!
رجليها خواو بيها من شدة الصدمة ...و عقلها تيصرخ باعلى صووت و عينيها تيبكيو الدم ..تتحرك راسهاا بجنون رافضة تصدق ..راااافضة بشدة ..طاحت على ركابيها وهيا تاتشوفو وقف تيلبس حوايجه وتايناديها ..حاولات توقف بكل قوتها وخرجت تتجري و دموع مضببين طريقهاا تاتسمع صوته تيناديها ..
جناااااان
جناااااااااااااااان
..تتجري تتجري
باكثر سرعة تتجري و صوت سعد تينقص، تمشات و دموع ونيسها ، طريقها كانت طويلة و لي مرت بجانبو تيشوف فيها، الطفلة المدللة لي كبرت مع بزاف دالحب و لي نفس الحب تخطف منها و شغل مكانه صدمات ..تقريبا تلاتة متر لي تمشات لقات راسها فمكان اخر ، بعينن يملأهم حزن تتكتشف المكان ...جلست على رصيف مقابل مع جردة و ابتدت رحلة النواح و البكااء من جديد ، تتعتصر االم تتعصر دموعها رافضة تخيل المنظر ...كفااش !؟ و قتاش !؟ بصوت جريح تتكلم وحدها ..
جنان: علااااش ابابااا !! علاش تصدمني فيييك ، اش بقى ليا من غييرك !؟ اقتلتني ابااااباااا مزال مابردت ريحة ماما فالدار مزال مابردو حتى عظامها فالقبر ...علاش ابابا توسخ فراشها و معااامن و معااامن ( تفكرت وجها و نظرة عيونها ) مع صاااااااااحبتي ( غوتت باحر شديد ) ااااااااااااه
عند سعد
سعد وقف مني شاف الجيران كيشوفو فيه و هو لابس غير شورط قصير حفيان و الفوق عريان رجع بالسرعة كيلبس حوايجو باغي يلحق على ابنته لا تآدي راسها و ابتسام لقاها كتلبس بالشوية عليها
سعد (بأعصاب و توتر ما قدرش يتيق أن ابنته شافتو في هاد الوضعية هو ابتسام و عريانين، قمة الأعصاب شدوه ، نطق بصوت عالي لعند ابتسام ) : لبسي حوايجك دغيا ؟
ابتسام( دلات شنيفاتها مقلقة و مزال كتلبس بشوية عليها) : علاش كتغوت عليا آ سعد !! ياك نتا لي عيطتي لي قلتي ليا جي للدار راه جنان ما كايناش ... باش نعرف راه تشوفنا
سعد ما عاودش معها الهضرة و قدامو غير ابنتو يلقاها و تكون على خير و بيخير و لبس سباطه في الدروج وسد صدايف القميجة حتى هما و في بالو غير جنان يلقاها ومن بعد كلشي يحن فيه الله .... خرج كيجري و تبع الاتجاه لي مشات منو على الله يلقاها
سعد شداته التلفة، الطريق لي ديه كتجيبو ، داخ ما عرف فين يقلب ، و ما خلى فين قلب ، و هو كيقلب قالو راسو راه ممكن تكون رجعات للدار ... رجع كيجري للدار عندو أمل يلقاها و يطمأن عليها
نفس فيه كطلع و تهبط بلا انتظام هموو كامل على ابنتو..
دخل للدار بانت ليه ابتسام مازل ما مشات ، جالسة في صالون
سعد (تنهد و كيبرد في راسو حيت الأعصاب ما عندهم فاش يفيدوه دابا، تكلم بصوت متوتر) : جنان مزال ما رجعات ؟
ابتسام (كتمسح في دموعها ) : لا مزال ما جاتش
سعد (بأعصاب ) : انت شنو مزال كديري هنايا ؟
ياك قلت ليك سيري
ابتسام : اهئ اهئ علاش نتا دبا كتهضر معايا هكذا ؟ شنو درت ليك أنا ؟ فاش غلطت ؟ عطيني حاجة وحدة غلطت فيها؟
سعد (زاد في نبرة صوتو و كيشوف في السقف مزال واقف و كيمشي و يجي ) : علاقتنا من بدايتها غلطة
ابتسام تشوكات و عاد ما زادت في البكا و مشات شدات ليه في إيديه و هزات عينيها كتشوف ليه في عينيه
ابتسام : دابا داكشي لي عشناه كامل غلطة ؟ نتا غير استغليتيني ياك ؟ اهئ اهئ (نتر إديه من إيديها و خشاهم في شعرو و هز راسو للسقف مرة آخرة كيفكر داخ ) عارف بلي نتا أول إنسان نبض ليه قلبي ، تقت فيك و في كلامك و سلمتك راسي ( ولات كلها كترعد و ما قادراش تهضر ) حتى عذريتي وهبتها ليك بلاما نفكر و قلت مستحيل تخلى عليا اهئ اهئ (طاحت على ركابيها) دبا هادشي كامل غير غلطة ، فين الإنسان المسؤول لي تعرفت عليه النهار الأول فيين ....(قاطع كلامها ب : سوووووس )
سعد (مسح على وجهو و هبط هزها من اكتافها و قفها ) : ابتسام سمعي ليا ، غير نلقا جنان على خير و بيخير و نهضرو في كلشي من بعد ، ماشي وقت الهضرة دابا ( حط إديه بزوج على خدودها ) ركزي معايا مزيان دابا سيري للدار نلقاو جنان و نشوفو كلشي من بعد، كوني متأكدة كلشي غادي يتقاد وخا ؟ (هي ومات ليه راسها بآه )
ابتسام (كتمسح بدموعها و مكسورة من الهضرة لي لاح ليها نطقات بصوتها الباكي ) : وخا، و شوف المقبرة تقدر تكون مشات ليها
خرج سعد من الدار يكمل بحثه على ابنته و طالب راغب يلقاها على خير و ما تكونش تآدات
من بعد تبعاتو ابتسام و عويناتها تنفخو بالبكا , هضرت سعد كتعاود في بالها ، حسات براسها إنسانة ضعيفة بزاف ، دخلات لأول قهوة بانت ليها محتاجة تجلس و تقاد أفكارها و ما تمشيش لدارهم لي غادي يزيدوها غبينة فوق غبينة و هي ما نقصهاش
جلسات طلبات عصير الليمون , و حطات راسها فوق طبلة كتبكي و بحرقة و ما همهاش ناس لي جالسين حداها ، بقا راسها محطوط و كتفكر كيفاش بدات هاد العلاقة لي من بدايتها غلط كيف سماها سعد
ابتسام حطات راسها فوق طبلة كتبكي و بحرقة و ما همهاش ناس لي جالسين حداها ، بقا راسها محطوط و كتفكر كيفاش بدات هاد العلاقة لي من بدايتها غلط كيف سماها سعد
وسط بكاها حط ليها السيرفور طلبها ، بقات في نفس وضعيتها ما هزات راسها حتى حسات بيه بعد ، مسحات دموعها و قربات حداها الكأس شربات منو شوية ولكن ما قدراتش تسرطو بصعوبة باش تسرط ليها ، كان بارد وسط حلقها ، شردات و هي كتشوف في هداك الكاس ...
—> فلاش باك 🔙
وسط غرفة جنان
جنان : علاش تعطلتي آ حبيبة ؟ بابا راجع معايا قبيلة حيت باغي يخرج عند صاحبو
ابتسام : وانا كرهت آ القحبة ! راه مي حلفات عليا ما نعتب الباب حتى ندير شقاية ، ما ترحمنيش في الشقا ، ما تعرف قراية ما والو ..(تنهدات) صافي ماشي مشكل خدمي معايا نتي داكشي لي خدم معاك باك ..
جنان(شادة راسها وسط إيديها) : وخ، عطيني 30 دقيقة آ حبيبة نعسها ، راه راسي يطرطق و نفيق أنا معاك
ابتسام (حطات إيديها على جبهتها كتحسس حرارتها ) : كليتي شي حاجة بعدا ؟
جنان (بعدات عليها ومشات ناموسية ديالها باغة غير نعس ) : ما رشقاش ليا والله ، شهيتي مسدودة
ابتسام ( كتحيد في عبايتها) : كتحماقي عليا لا ! واش باغة طيحي واقفة؟ نعسي علاما نوجد ليك شي حاجة ، نعسي ..
جنان ما جوبتهاش غمضات عينيها ، ابتسام طوات عبايتها و بقات غير بتيشورط غوز سميطات و كولون أسود لاسق على طايتها ، حلات بلاكار جنان هزات منو باندة جمعات شعرها بإهمال من بعد هبطات ديركت الكوزينة جبدات الكفتة و حطات الكرادة كتقطع في البصلة و الربيع حتى دخل عليها سعد كيشوف فيها و هي خدامة واخدة راحتها في الكوزينة كتحرك من هنا و لهيه و ما رداتش ليه البال راه كاين عند بالها راه خارج كيف قالت ليها جنان حتى نطق
سعد : السلام
ابتسام قفزات حتى طاحت ليها المعلقة من فوق المقلة و دارت بسرعة شافت فيه متفاجئة من وجودو في الدار ،
حضنات نفسها كتغطي درعانها حشمانة منو و عطاتو بضهرها و نطقات
ابتسام (بخجل و صوت شبه مسموع ) : سمح ليا سي سعد ، ما يصحابش ليا راه كين في دار (توترات) هبطت غير نوجد شي حاجة لجنان ما كلات والو من الصباح
سعد هبطها و طلعاها مراقب طايتها العامرة و المعزولة وسط الكلون لي مبينها مثيرة و رقبتها العارية و طايح عليها بعض خصلات من شعرها ، و سوتيانات لي باينين تحت تيشورط ، صراحة حركات غريزتو
قرب حداها وحط إديه على اكتفها و بقا هابط بشوية مع ذرعانها العاريين حتى وصل لإيديها لي محاوطة بيهم صدرها و هبطهم ليها و هي مزال عطياه بالضهر و مشوكية من حركته
سعد (همس حدا وذنها و مزال شاد في إديها ) : ابتسام ما نبغيكش تحشمي مني ، خودي راحتك ..
ابتسام (وسط الصدمة ما عرفاتش باش تجاوب سرطات ريقها ) : امم س سي سعد
سعد بحركة حفيفة ضورها عندو حتى شاف نص في صدرها و هز ليها راسها لي مهبطاه من الحشمة و نطق
سعد : ما كاين لاش ديك سي ، غير سعد كفياني .. وخ ؟
ابتسام توترات و عاد مزاد وجها في حموريتو و الغريب أنها ما دارت حتى ردت فعل من حركاته و عم الهدوء في الكوزينة حتى بعد منها سعد و جبد تيليفونو
سعد (كيشوف فيها و كيراقب حركاتها وهضر ) : كتبي ليا نمرتك هنا
ابتسام ( ما عوداتش معاه الهدرة كتباتها ليه بسرعة و نطقات ) : هاد النمرة ديال خويا مرة مرة كيخليه عندي باش كنهضر مع جنان و صافي
سعد (ابتاسم ليها في وجها ) : ماشي مشكيل ، غدا نجيب ليك تيليفون يكون ديالك ، تبقاي تستعمليه بوحدك ، وخ ؟
عاود شد ليها في إيديها و باسها ليها ومن توترها دغيا حركات ليه راسها بآه ابتاسم ليها و قال ليها
سعد : هكذا نبغيك .. (دوز إيديه على حنكها ) أنا فاهمك ونتي فاهماني
خرج و خل قلبها كيضرب في التسعين ، كلسات فوق كرسي لي جنبها و حطات إيديها على قلبها و لاخرة في حنكها كتمتم غير بوحدها
ابتسام : يا ربي على تيتيز و بعقلو (هزات إيديها لي باسها فيها شمتها و تنهداااات ) آح على ريحة فيه كتهبل ، أووووفففف كلو كيهبل كلو ... وقفتو و تقوليتو و ضحكتو وا كلشي فيه كيطير العقل (تبسمات ) بعدا عجبتو ههه .. ولد الحرام طلع عايق بيا و مسايسني (ضحكااااات بجهد ) قاليا فاهمين بعضياتنا ههه ... إيوا الله يجيب لي يفهمنا هههههه ، آويلي نشقا في دارنا و نزيد هنا كنعس مهدودة .. هااااححح كاينة النتيجة حتى حاجة ما تهم دابا
ناضت كتكمل في طيابها لجنان باش طلعو ليها
🔚🔚🔚🔚🔚🔚🔚
سعد من بعد ما خرج ، اتاجه مباشرة للمقبرة طامع يلقاها أو والو ، عيط على صاحبو ربيع جا كيقلب معاااه ، هبطو ليسي ديالها ربما تكون حداها ، مشاو الجرادي لي قراب و لي بعاد كلهم .. و دقو على جيران لي بعد لمرات كتمشي عندهم أو والو .. لا حس و لا خبر و ستسلمو من التقلاب راجعين للدار متأملين يلقاوها و كيهضرو :
سعد ( مخلوع على ابنتو بزاف ): يا ربي تحفظها .. تقول الأرض بلعاتها
ربيع : رخف على روحك آ صاحبي ، البنت لي شافت ماشي ساهل ، يضربها شوية البرد و ترجع للدار
سعد (كلو أعصاب و خلعة ) : هادشي لي خالعني آ خويا ربيع ، حيت ماشي ساهل خايف عليها توقع ليها شي حاجة خايبة ، و لا دير في راسها شي حاجة .. نتا عارف كيفاش ربيناها أنا و المرحومة ، ما عارفة والو في الدنيا
ربيع : نعل الشيطان آ صاحبي ، حيد عليك هاد الأفكار .. راه مزال الحال و الضو .. تسناها في الدار إلا ما جاتش من هنا 12 الليل ، عيط عليا نمشيو البوليس
سعد : بارك الله و فيك .. سمح ليا بزاف برزطتك
ربيع (طبطب على اكتفو ) : هانية ، خيرك سابق آخويا .. الله يصوب ليك
وصلو للدار و تفارقو ، طلع كينادي بإسمها و كيقلب عليها طلع للبيتها ولكن والو .. هبط جلس في الدروج كيتسنى فيها و كيطلب الله تكون على خير و ما وقع ليها وااالو ، شوية رجعات بيه الداكرة للحظاتو مع ابتسام و كيفاش تقربو للبعضهم
فلاش باك 🔙🔙🔙
جالسين في غرفة جنان بثلاثة بيهم كيراجعو حتى استأدنات جنان و مشات الحمام
ابتسام : شكرا بزاااف، مراجعتك معانا نفعاتني بزاااف في امتحانات ، إن شاء الله ما نعاودش العام مزال
سعد : بالعكس نتي لي معذبة معانا ، مني كتجي و نتي في الشغال الدار ، و وقفتك مع جنان و بزاف الحاجات.. شكرا قليلة في حقك
(حط إيدو على إيديها كشكر و امتنان و لكن ابتسام حطات إيديها الأخرى عليه و زيرات عليه )
ابتسام (هضرات عينيها في عينيه ) : مزال تجاوزو هاد المرحلة .. ربي كبير و يعوضك .. (نصف ابتسامة ) خاصك غير نتا آ سي سعد تعاون راسك و تعاوني
سعد جر إديه بشوية من بعد ما سمع الحمام تحلات و جنان جاية بخطواتها و نطق : إن شاء الله
🔚🔚🔚🔚🔚🔚
ابتسام ملأت فراغ سعد في الدار ، و عطات جهدها كامل بحسن أخلاقها و توافقها مع ابنتو ، خرجات جنان من ديك المزاج الحزين و واساتها ، و رجعات ليها ضحكتها .. ناهيك على الشعال لي كديرهم ديما بدون ملل .. حوايجهم ديما مصبنين و طياب يوميا من بعد ما كانو كياكلو غير ماكلة الزنقة و غرفتو ديما مرتبة و حوايجو ديما مستفين في البلاكار .. كانت ديما كتفاجئو ..هادشي كامل لاحظه
غير ذلك كانت عاطية العين بفورمتها و لباسها و كلامها و توددها ليه .. ما قدرش يقاومها و هو فعلا محتاج ليها
الراجل كيبقى راجل .. الراجل ما كيصبرش على فراق مراته ، عكس لمراة كتصبر و تقدر تعايش بلا راجل في حياتها على قبل ولادها و تكرس حياتها ليهم و تبقى وفية للإنسان لي كان معاها حتى تموت ..
الراجل وخا يكون كيموت على مراته و يتوفى عليها خاصو ضروري يملأ الفراغ الداخلي لي كيحس بيه ، بحكم غريزتو ضروري من وجود مرأة في حياتو
و من حسن حظ ابتسام أنها استغلات هاد الفترة لي كيدوز منها سعد و عرفات تخليه يطيح فيها..
جنان مزال في نفس وضعيتها ، بكات لساعات و شحال ديال الأنين عطات للروحها و ما عياتش ، وخا عينيها نشفو من الدموع و لكن قلبها مزال كيبكي ، مزال ما وقفات من الضربة الأولى لي طيحاتها من جهة ميمتها و نزلات عليها الضربة الثانية ، و تصدمات من أقرب الناس للقلبها ، حسات بالخيانة و الغدر و النفاق .. الدقة اللولة من عند الله مقبولة و الحمد لله و التانية من عند العبد مامقبولاش و قاست الخطوط الحمراء ..
البرد دخل ليها في عظامها ، جاتها الرعشة و راسها غادي يطرطق بالحريق و شوية الدوخة و الليل طاح و الدنيا بدات كتخوى و الخوف بدا كيتملكها ، وقفات بسرعة احتضنات راسها و اتاجهات للدار المكان الوحيد لي عندها و ما عندهاش عليه البديل .. غادة راجعة و كتحاول تمحي ديك الصورة لي شافت على باباها و على رفيقة العمر و داك المنظر لي ترسخ في دماغها و كرهها في شي حاجة سميتها أب أو صديقة.. باغة غير تنعس و ما تبقاش عاقلة و ما كرهاتش تلحق على ماماها و تنعس على ركبتها كيف موالفة و بالها هاني ..
وصلات للدار حلات الباب ، لقات باها جالس في الدروج غير شافها تنهد و هزاتو الفرحة مني شافها واقفة على رجليها و ما واقع ليها والو .. هبط كيجري باغي يعنقها و يفحصها و جنان غير شافتو جاي للعندها و هي تهز إيديها بلوكاتها ناحيتو و غوتات بأعلى صوت
جنان : وقف .. وقاااااااف (تنفسها مامنتاظمش و كيتسمع ) وقف .. اهئ اهئ ما تقربش ليا .. بعد مني .
سعد (وقف في بلاصتو مصدوم من حالتها) : وخا آ ابنتي ، غير تهدني ما نقربش ليك ..
جنان (كتهدر باهستيريا ) : لا لا لا لا اهئ اهئ أنا ماشي ابنتك ، مستحيل بابا يدير فحال هادشي مستحيل يخون ماما مزال ما داز على موتها حتى نص في العام ، بابا أب مثالي و زوج مثالي اهئ اهئ نتا ماشي بابا .. اهئ اهئ
سعد (تألم من هضرتها من الداخل و فاهم ابنتو و عارف احساسها ) : جنان الله يرضي عليك أجي نجلسو نهضرو و سمعي ليا و نفهمك شنو وقع ، البكا ما عندو باش يفيدك و عمر البكا ما كان حل ..
جنان (حطات إيديها على وذنيها سداتهم بقوة و كتهضر ) : لا ما بغيت نسمع والو ، اهئ اهئ ما بغيتش نسمع ليك اهئ اهئ بغيت غير نعس و صافي
سعد : وخ لي بغيتي ، طلعي ارتاحي من بعد و نهضرو
سعد بغاها تسمعه ، عارف هضرته تقدر تفيقها وتوعيها بالوضع لي هما فيه ، ولكن ما بغاش يضغط عليها و خلاها على راحتها من بعد و يهضرو ، الحمد لله لي شافها مزيانة و على خير و حتى هو صراحة محتاج يرتب أفكارو و ياخد ساعات من الراحة من بعد نهارهم الطويل
دازت من حداه كتجري و طلعات بيتها و ردخات الباب حتى وصل عندو صداه ، خلاتو كيتأسف على حالتها ، خلاتو كيأنبو ضميرو مليون مرة حيت عيشها هادشي و وصلها لهاد الحالة و هي مزال مأثر عليها موت أمها و عاد بدات كتقبل الموضوع ، حس براسه رجعها نقطة الصفر ، دموعها لي نزلو وألمها حس بيهم و وجعوه ، ما كانش ضارب حسابو ابنتو غادي دخل في الموضوع و تآدى بهاد الشكل ، ضرو خاطرو عليها ..
سورت باب الزنقة و طلع وجد ليه قهوة راسو غادي يتفرع بالتخمام بقا مدة و طلع لبيتو باش يرتاح و داز عليها حل الباب لقاها مزال بحوايجها و سبرديلتها و مكمشة فوق الناموسية ، حيد ليها سبرديلتها و غطاها و حيد ليها الشعر على وجها و قبلها بدفئ فوق راسها و سد الباب و مشا لغرفته فكرة تديه و فكرة تجيبو
مر أسبوع على سعد كيحاول يتقرب من جنان و يهضر معاها و لكن للأسف كل محاولاته بائت بالفشل ، انعزلات على العالم الخارجي ، انغالقات على راسها هاد الأيام ما بين غرفتها و الحمام ، لتاجآت للنوم و البكاء و الصمت القاتل..
سعد حتى هو دخل في دوامة روتينية، يدير شغال الدار لي عرف و لي ما عرف ، الماكلة يجيبها واجدة ، مهتم بجنان و حريص على ماكلتها وخا قليلة .. انقاطعات علاقتو بابتسام من بعد الواقعة ، عيات اتاصل بيه و لكن الخاطر لي يجاوبها ما عندوش و ما عارف ما يقول و ما عندو حتى شي فكرة على القرار لي خاصو ياخدو
جالس كيتفرج في الأخبار حتى صونات ليه ابتسام عاود في تيليفونو هاد المرة ما ترددش و جوبها و ما بقاش باغي يهرب .. و فضل المواجهة .. حاس بلي هدا هو الوقت لي يدير شي حل
ابتسام : ألو سعد (الصمت) سعد جاوبني ..
سعد : وي ابتسام
ابتسام (بصوت حزين): علاش آ سعد ما كتجاوبنيش ؟ واش ما بقيتش فيك ؟ ما حنش قلبك عليا ؟ تخليني وراك ! ما تسولش على حالتي !
سعد : مني ما جاوبتكش فهمي راسك .. أنا مرون دبا غير مع راسي خاصني نرتب أفكاري .. و نصلح علاقتي بي ابنتي لي عالم بيها غير الله .. أنا سبب في وجعها و دموعها و ألمها
ابتسام (بدات كتهضر بصوت منغنغ بالدموع ) : أنا شكون يحس بيا ! فاش كنتي كتشد ليا في إيدي و تقولي ما تخافيش أنا معاك ما كانوش أفكارك مرتبين ؟ ما كنتيش مرون ؟ .. فاش سلمتك راسي و تقت فيك ما كنتش فاهمة راسي!!! اهئ اهئ
سعد (بأعصاب ) : ما تهضريش فحالة أنا شديتك بزز و لا ضحكت عليك .. كلشي كان بخاطرك و بإرادتك ..
ابتسام : اهئ اهئ آه بخاطري حيت تقت فيك و عطيتك كلشي حيت كنبغيك اهئ اهئ و حسيت بيك حتى نتا كتبغيني .. و قلت عمرنا نتخلاو على بعضياتنا .. اهئ اهئ أول حب نبض ليه قلبي .. نتا الكل في الكل .. علاش دبا تخلى عليا ؟
سعد (تنهد عارف هو أول شخص في حياتها و هي ما غلطاتش في حتى حاجة معاه، علاش يظلمها ) : ابتسام سمعيني ، أنا محتاج شوية الوقت و صافي و إن شاء الله يكون الخير
ابتسام (مسحات دموعها و دارت نصف إبتسامة و نطقات بصوت هادئ) : نتا عارف نعطيك وقتي كامل ، غير ما تخلاش عليا ، ما نقدرش نشوف حياتي مع شي شخص آخر من غيرك .. نتا لي سكنتي القلب و الروح .. عفاك ما تبقاش تقطع عليا خبارك ، نتسناك العمر كامل .. ما عمرك تبقا تعاود هادشي..
سعد (هضرتها هدناتو و كان محتاج يسمع فحال هاد الهضرة و محتاج لمراة حنينة في حياتو، تملأ فراغو و تخرجو من حزنو ، و تسول عليه ، نطق) : ابنتي بعدات عليا بزاف من نهار شافتنا و حالتها ما عجباتنيش .. تشوشت عليها .. ما قادرش نركز و هي هكدا .. نتي ما عندك حتى دخل ما ديري في راسك والو و حبسي دموعك
ابتسام : نتا عارف شنو كتعني ليا جنان ، أكتر من اختي ، حتى أنا حسيت بأنني غلطت من جيهتها ، ربي شاهد عليا شحال كان كيأنبني ضميري و لكن الحب غلبني .. توحشتها و توحشت نخوي عليها قلبي و نهضرو و نضحكو .. كل نهار كنبغي نجي عندها و لكن ما عرفتش واش غادي تقبلني و لا لا ..
سعد : غدا جي عندها ، أنا كترفض تهضر معايا ، نحاولو معاك نتي ربما تبغي تهضر معاك .. كيف ما كان الحال كتبقاي صديقتها الوحيدة ربما تعطيك فرصة
ابتسام : وخا احبيبي أنا غدا نجي بسلامة
قطعو الاتصال
سعد محتاج يتبادل الحوارات كيف موالف ، و محتاج يحط أفكارو و أسرارو و يعالج مشاكلو الصغيرة و الكبيرة مع شي شريكة .. كيف كان كيعمل مع المرحومة .. حاس براسو بوحدو مغلوب .. باغي يبدل الجو في الدار ، كتبان ليه سوداوية ما فيهاش الروح محتاج لي تعمرها عليه و تخرجهم من هاد الكآبة لي ولاو عايشين فيها ...
باغي يعطي راسو فرصة و يملأ الفراغ لي حاس بيه ، مرتو الله يرحمها ما غاديش يقدر يرجعها
و ابتسام كيشوفها هي الحل و ما يلقاش من غيرها و ما احسن منها..
حنينة و زوينة و الأهم متفاهمة مع ابنتو و كتبغيها و خيرها شافو و لمسو و عمرو ما ينساه ..
باغي دابا غير يرجع علاقتو بابنتو و من بعد كلشي غادي يتحل و يحن مولانا يحن
اليوم ناضت جنان بكري ، ملات بزااااف من الجلسة و النعاس و البكاء ...
جنان كذلك ما كتختالفش على سعد ، حياتها فارغة ، محتاجة لماماها لا شيء غير ماماها ، محتاجة لحياتها القديمة ، محتاجة لحنانة مها و تشكي عليها و تبكي عليها .. و الأهم محتاجة شي واحد يعنقها بجهدو كامل و يقول ليها أنا معااك ، ما تبكيش..
جالسة طالعة هابطة في فايس بوك حتى سمعات لانطيغفون ، حطات تيليفونها حداها فوق الكوافوز ، و مشات طلات من شقة الريدو ديال النافدة ديال غرفتها و هي تبان ليها ابتسام .. ما دارت حتى شي ردت فعل زادت سدات الريدو مزيان حتى ضلامت الغرفة و مشات الباب سورتاتو ، و هزات ليزيكوتوغ ديال تيليفون و خدمات موسيقتها المفضلة الهادئة و حطاتهم في وذنيها و غمات وجها بالماطلا ..
ما بغات تهضر مع حتى شي واحد ، وما قادراش تواجهم بشنو دارو و لا تعاتبهم.. باباها كتحتارمو بزاف ما عمرها تخيلات غادي تحط هي وياه في هاد الموقف ، و ما عندها حتى شي حاجة تقولها ليه ، مواضيعهم اليومية كانت ديما محتارمة ما عمرهم فاتو الحدود .. أما ابتسام صافي بغات تخرجها من حياتها ما بقاتش بغات تشوفها ، مازال ماماتيقاش أنها دارت علاقة مع باباها ..
سعد فاش سمع لانطيرفون عرفها ابتسام حل ليها الباب و هبط عندها يستقبلها ، هي غير تحل الباب دخلات و سداتو
لابسة كسيوة صيفية في الأصفر طروا كار بارزة طايتها مع صندالة الصبع بالسميطات و طالقة شعرها الأسود ضارب ليها في الكتاف و مكياج خفيف و هازة صاك صغيور في الجنب ، عاطية العين و كتبان كبر من سنها
غير شافت سعد هابط جيهتها و هي تمشي تعنقو
ابتسام (مزال وسط حضنو ) : ما تخايلش شحال توحشتك آ سعد
سعد (بعدها عليه شوية و هضر) : لباس عليك ؟
ابتسام : الحمد لله غير شفتك ، و نتا ؟ و جنان ؟
سعد : الحمد لله (تنهد).. جنان من نهار شافتنا و هي سادة عليها .. ما هضراتش نهائيا و ماكلتها قليلة .. زيدي طلعي نكلمها ليك ربما تبغي تهضر معاك نتي
طالع في الدروج و هي تشد ليه في إيدو حتى دار عندها و هضرات
ابتسام : سعد الله يخليك سمعني .. ردت فعل جنان مسألة عادية و طبيعية.. بلاما تشطن راسك على والو ، مرحلة و غادي تجاوزها ، في الأول ضروري ما تقبلهاش و تجيها صعيبة و لكن من بعد غادي تبدا تفهم الوضع بشوية بشوية و أنا وياك هنا باش نعاونوها (بغا يهضر و هي تقاطعو و شدات ليه حتى إيديه الآخرة) عفاك خليني نكمل هضرتي .. أنا كنضن جا الوقت باش تفهم بلي ماماها فعلا ماتت و الله يرحمها ، عمرها ترجع.. و باباها حتى هو عندو حياتو و من حقو يعيشها .. ما يمكنش تبقا ساد عليك طول حياتك .. أصلا هي ما بقاتش صغيرة، تبارك الله 17 سنة .. غدا ولا بعدو تأسس حياتها و تمشي ، بالعكس هي لي خاصها تشجعك تعاود تبني حياتك و ما تكونش أنانية و تخليك على راحتك و أنا من عندي غادي تبقا ديما أعز صديقاتي و لي ضراتها نداويها ليها و أكيد جنان القلب الكبير تقبلنا و تفرح لفرحنا
سعد (عاود عنقها ) : من إمتى كبرتي نتي ؟ كنشك بزاف بلي نتي وجنان بناتكم غير عام !! (عنقاتو حتى هي ) فرق كبير
ابتسام : ما بقاتش في السن آ سعد راك عارف
سعد (جرها من إيديها و طالع بيها في الدروج ) : عارف ، دخلي الصالون أنا نحاول معاها تهبط و يكون الخير
طلع سعد عند جنان كيدق عليها و ينادي بإسمها ، حتى سمعاتو جنان و حيدات ليزيكوتور
جنان ( من وراء الباب ) : نعام
سعد : جات عندك ابتسام و بغات تهضر معاك هبطي شوفيها
جنان (بصوت باكي ) : أنا عيانة بزاف و محتاجة نعس شوية ، عفاك قوليها تمشي و جامي تبقا تجي عندي
مشات رجعات لبلاصتها ، سعد هبط لقا ابتسام جالسة في الصالون غير شافتو وقفات عندو
ابتسام : ما بغاتش تشوفني ياك ؟ كيفما توقعت
سعد : ما بغيتش نورك عليها ، غير كتبكي ما عارفة والو
ابتسام (قلبات عينيها و تنهدت ) : سعد شوف فيا .. إلا كانت البنت ما عرفاش مع الوقت غادي تعرف .. الكرة دابا عندك ، خود القرار لي يسلك و قصح شوية ، خلي العاطفة بعيدة .. واش أنا وياك نبغيو نضروها فشي حاجة ؟ هادي هي الفرصة باش تفرض قرارك ، وحنا غادي نبينو ليها أن كلشي للصالحها .. ولكن ضروري من الخطوة الأولى تكون من جيهتك و نتا تعرف
سعد (حط جبهتو على جبهتها و نطق ) : ما عرفتش ، و لكن أنا فعلا باغيك تكوني معايا و حدايا و تعمري داري (باسها في فمها بوسة خفيفة ) ولكن جنان مابغ.... (ابتسام قاطعتو )
ابتسام : عفاك بلا هاد ولكن (بعدات عليه و هزات ساكها ) أنا مانقدرش نكمل هكدا نتا عارف ظروفي ، نتا دابا لي تختار كلشي بين يديك
رجعات ابتسام للدارهم و خلات سعد كيفكر في هضرتها
جالس في صالون فين خلاتو ابتسام ، فكرة تديه و فكرة تجيبو ، شاف هضرت ابتسام على صواب ، بصح هادي حياتو و خاصو يعيشها كيف هو باغي و يرتاح في بالو و يلقى البهجة في دارو ، و يحد من هاد العيشة ديال الويل لي ولا عايش ، رجاء ماتت و أجلها وفى و راضي بحكم الله و هو الحياة مزال قدامو ، محتاج مؤنسة ... ابنتو هي روحو و على راسو وعينو ، و ما عمرها ينقصها شي حاجة ، كيف ما كانت عايشة غادي تبقى عايشة و أحسن كاع و فكرة وحدة في دماغو ما غاديش يدخل عليها شي وحدة برانية لي تكرفس عليها بالعكس كون ما شافهاش هي المناسبة ما يقربش ليها ..
جمع الوقفة و هز سوارتو و خرج يجيب ليهم باش يتغداو و عازم ياخد قرار و يهضر معاها
جنان دارت تيليفونها يتشارجا من بعد ما طفا ، جمعات هادوك الكتوبة القدام كاملين ديال هاد العام لي قرات فيهم و بغات تعطيهم لولد جارتهم كانت وصاتها عليهم و منها نيت تخرج شوية ، تبدل شوية الهوا , خدات دوش خفيف و بدلات حوايجها ، عاد هبطا و هي تلاقا مع باباها طالع جايب معاه بيتزا ..
سعد(شافها لابسة حوايج الخروج) : فين غادة ؟
جنان (شافت في الكرطونة لي هازة ) : هادو كتوبتي ديال هاد العام ، كانت وصاتني عليهم خالتي أمل لولدها.. نعطيهم ليها و نجلس معاها شوية و نرجع
سعد (كيهضر و هو غادي الكوزينة ) : وخ ، أجي تغداي هو الأول
جنان(غادة مزال هابطة في الدروج ) : لا ما قادراش ناكل
سعد (علا صوتو و هضر بصرامة ) : حطي ديك الكارطونة ، و دوزي قدامي ..
جنان تخلعت من نبرة صوتو ، حطات الكارطونة بالزربة و تبعاتو
سعد (بنفس النبرة) : من إمتى وليتي تميكي على هضرتي ؟
جنان حدرات راسها و إلتزمت الصمت، عندها بزاف ما تقول و عندها بزاف الأسئلة و عندها بزااف العتابات و لكن احتافظت بيهم لراسها ، مستحيل تهز عينيها شي نهار في باباها ، علاقتهم يعمها الاحترام
سعد (تنهد فاش شافها ساكتة و هضر) : أجي اجلسي هنا (هاز صبعو ناحية الكرسي ديال صالة مونجي و بدورها جنان ما عاوداتش كلامو)
جنان الصمت و سعد مشا حط البيتزات في طبيسلات و جلس حتى هو حداها
سعد : غادي تسمعيني آ بنتي الله يرضي عليك
(يلاه بغات تهضر جنان و هي تسكت ، بلعات هضرها تسناها تهضر ولكن والو و هو يكمل هضرتو )
سعد : أنا غلطت و كنعتارف بغلطي ، أنا غلطت مع الله فاش درت علاقة غير شرعية و غلطت حتى معاك و آديتك بدون قصد سمحي ليا آ بنتي..(جنان تغرغرو عينيها) نتي عارفة أنه تخلقنا بالفطرة ، كل رجل محتاج للمرأة في جنبو تكون ونيستو و ترافقو في دربو . يلقاها معاه في السراء و الضراء (قطعاتو جنان)
جنان : أنا بابا نبقى معاك في كلشي و نونسك ونهضر معاك و لي بغيتيها نديرها ليك ، غير ما تخلينيش كيف خلاتني مامي
سعد (تبسم ، سيمانة ما سمع هاد بابا ، قربها ليه وباس ليها راسها ) : أنا عمرني نتخلى عليك آ ابنتي، كاين شي واحد كيسمح في كبدتو ؟ أنا عارفك غادي تبقاي معايا ، ولكن أنا محتاج زوجة في الدار ، لي تونسك فاش ما نكونش و ضحك معاك و تعمر عليك و تعاونك في الشغال الدار لي عياوك و ..
جنان (كتبكي ) : اهئ اهئ ولكن أنا ما بغيت حتى وحدة تاخد بلاصة مامي الله يرحمها عفاك ما بغيتش
سعد (مسح ليها دموعها ) : شكون قالك غادي تاخد بلاصة ماماك ؟ ( هز إديها و حطها في قلبو ) بلاصة ماماك في القلب و الروح و مستحيل تحرك من المكان ديالها و لكن شاءت الأقدار و أحكام الله كتصرف .. و هدي هي سنة الحياة ، الاستمرارية ولابد منها، زيادة على ذلك راه ابتسام صاحبتك لي غادي دخل للدار ، كضني ابتسام انسانة خايبة غادي ضرك؟ وقفات معاك ماشي مرة ماشي جوج ، تيليفون منك كتجي تجري وراك ، و ما تحتاجيش نعاود ليك شنو دارت ، نتي أدرى (عاود مسح ليها دموعها و عنقها ) يلااه مسحي دموعك آ جنان إن شاء الله يكون غير الخير ..
جنان (زيرات عليه محتاجة لهاد الحضن و رافضة بتاتا هاد الوضع) :الصمت
سعد (بعد عليها ) : باركة من البكا ، يلاه كولي شوية ، ما بقيتي كاتاكلي والو
جنان مساحت دوك الدميعات لي بقاو و حركات راسها و بدات كتاكل و سعد كيحاول يهضر معاها أكتر و يفهمها رغبتو بالزواج من ابتسام
قصة رجلان في حياتي
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء