كان طالع فالدروج بتثاقل...كمتشرد يجوب الاحياء والشوارع...او كجثة متحركة غي كيتنفس فقط...ضايع؟ لا كيحس بشي حاجة تسلبات منو بالغصب...تايه؟ تماما بحال شي سكير يالله خرج من البار لا وجهة له...الدار والجذران وكاع الزوايا كانو باردين...من نهار خرجات منها ماعاود زارها...حتى من همس عند جداتها...يمكن شافها مرة او جوج خلال هاد الفترة...غير باش يتفادا داك السؤال "بابا فوقاش غاترجع رملة؟"
حل باب الغرفة...رجع سدها من بعد مادخل...حتى افتقدت للون الحياة...اخر مرة خرج منها خلا كولشي مهرس دبا الاشياء رجعات لبلاصتها وهي؟
كلس فوق السرير...حتى هو افتقد للدفئ...كولشي افتقد للون الحياة...كأنها كانت الطعم وكانت النكهة ...كانت المنفى وكانت الملجأ...كانت الالم وكانت المسكن...كأنه بها ابتدى كل شيئ وبها انتهى!
مشات وبقا هو حبيس الارق...مسجون مع الضغط العصبي والنفسي...متهم بالخذلان مدى الحياة...خرجات من حياتو ببرود وعلى غفلة تماما كيفما دخلات ليها...كلام كتير كان تمنا يقولو قبل متمشي...واش غايفصح عن ما بداخله؟ لا.. يمكن كان محتاج يوصيها...على راسها...مشاات قبل مايقوليها تعلمي تنوضي بوحدك من بعد ماطيحي...تعلمي ماتشبتي بحتى واحد...ماتيقي بحتى واحد...حتى لو كنت أنا داك الواحد...كوني حرة تعلمي تعيشي لراسك!كوني بخير فقط!
جبد التيليفون من جيبو...فتحو ودخل لالبوم الصور...كانو مجموعة من الصور ليها بوحدها...فوضعيات مختلفة وحتى وحدة ماكانت رادة ليها البال...على غفلة! وهي ناعسة...وهي ساهية...او كتلعب مع همس!
"فين غاتكوني..فين!"
تمتمها بضياع...!
ورجع التيليفون لبلاصتو تكا على السرير...داير يديه فوق راسو...ماكرهش يغيب ..يفيق يلقا راسو فشي قنت اخر بحياة اخرى من غير هادي!
دخل فسبات عميق من بعد يومين ماداق طعم النوم ويوم عصيب...استنزف كل طاقته...!
كانت فالكوزينة...طالقة راديو عل الصباح...حالة سريجيم داخل منو هواء الصباح النقي والدافئ...رائحة القهوة معطرة كتفوح فكاع الارجاء...مع ريحة المسمن لي كانت كدورو فالمقلة باش يطيب وبالها كولو مع حفيدتها...غير سمعات باب الحمام تسد...سمحات فداك الملوية ومشات كتميل بشوية وتمسح يديها فالفواطة...حتى وقفات عليها...حادرة راسها...شدات فيديها وقالت بحماس...
زادت زيرات عليها...ونزلو دموعها حتى هي..كتشاركها ألمها وقالت بدفئ...
"لا تبكيش الوريدة ديالي...وانا شكاندير؟ من دبا الفوق ماراكش بوحدك..نتي مع جداك الحبيبة ديالي...ولي تقالت عليك خفافت عليا...وربي عوينا أبنتي"
"الامومة" رعشة خفيفة سرات فداتها من جنون هاد الكلمة...الكلمة لي كدغدغ مشاعر كل أنثى...قطعة منو كاينة داخلها...كيفاش غاتحاول تنساه او تعايش مع الفراق...وهو ما مشا حتى زرع فدواخلها ثمرة غاتبقا تكاتر يوم عن يوم كذكرها فاسمه...كل مانوات تنساه...
نزللت دمعة حارة من عينيها وهي تابعة جداتها على طول داك الكولوار ديال المستوصف الوحيد لي فداك الفيلاج...مامشات الجدة حتى جراتها معاها تأكد على صحتها وصحة لي فكرشها...غامت عينيها بالذكريات مرة اخرى وهي كدكر كلامه فداك الليلة...كلام جاها عادي فاش سولها على موانع الحمل..لاكن عاد عرفات دبا منحى كلامه وعلاش سولها...عاد عرفات علاش مكانش باغي منها الولاد...ماكان باغي تاحاجة تربطو بيها...حتى يجي ويمشي وقت مابغا...دخلو لغرفة مقصدين...كانت تماك طبيبة لابسة طابليتها وغارقة وسط الوراق...غي علات راسها دارت ابتسامة عريضة وناضت تستقبل الجدة...قائلة بترحيب...
"اهلا..اهلا مي عزيزة...واغيبة هادي..كيدايرة مع الصحيحة شوية؟"
جرات رملة لي كانت حادرة راسها ملتزمة الصمت وقالت بفرح...
"هادي حفيدتي...وراها حاملة الحبيبة...جينا نطمنو عليها ايلا كنتي مسالية"
ابتاسمات بدفئ..حياتها بهدوء وقالت بترحيب...
"الله ياودي هي الاولى الحاجة...تفضلي معايا لداخل"
تمشاو لمكان الفحص...تسرحات عل الباياص من بعد ماحيدات جلابتها...حتى نطقات الجدة...
"ابنتي...راه كانت فيها حق الشهر..وليني هبطات ليها غا يوماين..هاد الصباح ماجاتش"
ابتاسمات الطبيبة وشافت فرملة...
"كطرا بزاف فبداية الحمل...كان كيجيك شي وجع؟"
حركات رملة راسها بالايجاب وقالت بخفوت...
"جاني شي جوج مرات كنت كنحسابها ديال العادة"
هزات راسها بتفهم وقالت...
"شحال هادي باش جاتك اخر مرة؟"
سهات كتحاول دكر...مع كترة المشاكيل ولي داز عليها لي عقللت هو انها جاتها اخر مرة فالكوخ مباشرة من بعد ما دخل بيها...ارتجفت شفتيها فاش تفكرات داك النهار...وتمتمات بضياع...
"مابقيتش عاقلة...ولكن تكون اكتر من ربعين يوم هادي"
ابتاسمات بدفئ وشافت فالجدة...
"نقلبوها ونشوفو...وحتى الجنين نطمنو عليه الحاجة راه تقدمنا جابو لينا الايكو"
ضحكات بخفوت وشرعات فعملها...قلباتها وخ قصحاتها شوية صبرات...عاد دهنات ليها جيل على كرشها...وشيراتليها تشوف فالشاشة قبالتها...
"هانا يا لالة هاهو ولدك ولا بنتك...عندك اربع اسابيع"
شافت فالجدة...
"شهر الحاجة غا وجدي للزردة من دبا...صحتها هي وياه مزيانة...وماتخافش من داك نقاطي دم لي كيهبطو طبيعي فبداية الحمل...حدها داك3 اشهر الاولى وماغايبقا يجيها والو..."
كانت كتمنا تشوف هاد المشهد هي وياه..علاش لا يكون شادليها فيديها دبا وفرحان بحالا فرحانة هي من الداخل...كتبقا غير أمنية من الاماني لي عمرهوم يتحققو...خرجات من شرودها فاش وقفات الطبيبة هي والجدة...ناضت قادات حوايجها...لبسات جلابتها...وخرجو من تماك تحت توصيات الطبيبة لي ماسمعات منهوم حتى حاجة...حيت عقلها لي غايستوعب ماشي معاها دبا...
كان واقف جنب النافذة كيدخن بشراهة...طول اليوم وهو فالمكتب...نهار كولو مدوزو بقهوة وكيسان دالما مخوضين بالدوا...منين خرج من عندو خالد وهو ضايع...تايه...بحال الحنش المقطوع ليه راسو...
"للأسف...قدرت نوصل لخالي...عيطتليه فالتيليفون...مكايناش عندو وحتى جدة ماتت من شحال هادا"
النهار كولو وهو كيدور غي فبلاصتو...خصص فريق يقلب عليها ليل نهار...وهو لي غايسهر عليهوم وماغايهنالو بال حتى يلقاها...!...او فقط يعرف مكانها...يكون مطمن عليها وبالو هاني...!...طفا اخر سيجارة...لاحها من النافذة...دوز على وجهه بتعب...ومشا فين يبرد هاد الحر! مكانش قادر يركز النهار كامل...حتى انه تناسا قضية الشيطان لي كانت الفتيل لي شعل النار فقلبو...عارف طريقو مزالة طويلة...لكن كيحس براسو استنزف بالكامل وماقادر يخطي حتى خطوة وشي حاجة ناقصاه...فجأة تطفا داك الحماس والقدرة عن التحمل...يمكن كون كان عارف مكانها...كان غايكون مرتاح...ماشي بحال دبا مخنوق والاكسجين كيحس بيه كيوصل لحلقو ويرجع مكينفدش لرئته بتاتا...
دفع الباب ودخل...بدون تعبير! سدها برجليه وتقدم لعندو...نهار كولو مخليه كيتبرد فهاد لاكاف..يالله قدر يخوي راسو ليه...جر كرسي قلبو وكلس قبالتو...كان شرطي واقف عند راسو...ومينوط فيديه كيشوفيه بحذر...حتى نطق وقاص بحدة...
"بلا منطولو فالهضرة بزااف...راك عارف راسك علاش جاي!!...داكشي كولو لي كتعرف على الشيطان...كل صغيرة وكبيرة بغيت نعرفها...ماتختابرش صبري هاد المرة..ماغانكونش رحيم معاك"
من نبرته القاسية...قدر يعرف منير انه واصل للحد...هو كان عارف راسو غايعاود يزور هاد البلاصة يعاود التحقيق معاه...عارفو ذكي وقدر يوصل لمعلومات كثيرة...من نهار جات فنة عاودات ليه اش طرا عرف القضية فيها إن...وبلي وراقو كولهوم تكشفو...شافيه بنظرة باردة ونطق بثقة...
"الشيطان تا حد ماكايعرفو...وصعيب بزاف توصل ليه...يسحابلك بهاد الطريقة غاتصيدو...راك غالط اولد العم...الشيطان بحال شي شبح..هو كيشوفك وانت مستحيل تلمحو"
جبد وقاص سيجارة من جيبو...شعلها...ونطق ببرود وهو كينفخ الدخان على وجهو...
"كيفاش كدير تواصل معاه...من غير الرسائل لي كتحط تحت داك الباب"
ابتسم منير بشحوب...كيفما كان متوقع...مشا بعيد فالتحقيق...بلل ريقه وقال بهدوء...
"مع الاسف الطريقة الوحيدة هي هاديك...ونهار كتفرش داك القضية..هو كيلقاني ماشي أنا..يعني ماغاتستافد والو من داك الشخص...غاتبقا دور فحلقة مفقودة"
خدا نفس من سيجارته..كيرمقو بنظرات حادة...ساط الدخان فالسما ونطق بصوت مدعدع...
"شغلي كنعرفو...انت فقط جاوب على قد السؤال...شنو استافدتي من داك الرسالة لي سيفطتي ليه؟ هادشي كولو باش تنتاقم لراسك؟ هانتا دبا فالحبس شكون غايخرجك؟يعني انت بين يدي هاد الحركة فاش فادتك؟"
ابتاسم بمكر ورد عليه ببرود...
"هانتا جاوبتي...بغيت نرد دقتي...انت دخلتيني للحبس بدم بارد..على قبلها...وانا لويتلك اليد لي كتحرقك...وماكانتش كاينة شي طريقة اخرى من غير هادي..."
سكت شوية واضاف باستهزاء...
"شحال خايبة تكون عارف نقطة ضعف العدو ديالك اولا اولد عمي؟"
ضحك وقاص بسخرية...وقال بامتعاض...
"داير يد مع واحد قتل البنت لي كنتي سنين كتهترف بيها؟ سيبيزاغ!"
خدا نفس من سيجارته كيتسناه يجاوب...لاكن الصمت هو لي جاه من عندو...نوال كانت وباقا نقطة ضعف منير حتى من بعد موتها...سنين من بعد ماتقتلات دوزها كلها اكتآب ومصحات نفسية...وخ بعيد خبارو كتوصلو...لاح الكارو فالارض...زطم عليه بصباطو...ونطق بلا مايشوفيه...
"منين عرفتي بالرسالة الاولى؟"
نطق من فوره وبدون تردد...
"من عمي...الحاج حكيم"
شافيه وقاص بحدة..عاقد حجبانه حتى أضاف الاخر ببرود...
"عمي كان عارف عندي علاقة مع مافيا الشيطان...جا عندي من بعد موت نوال ...استنطقني وهو لي خبرني بامر الرسالة...كان كيسحابليه باقي على علاقة معاه...وانا كنت بعيد بزاف عليهوم..وكيما قلتلك فاس كيبغيوني هوما كيوصلو لي...اول مرة كنتواصل معاهوم هي فاش سيفطتليه اارسالة"
ناض وقف وقاص تحنا عند راسو ونطق باصرار...
"مايمكنش متكون كاينة حتى طريقة اخى باش تواصل معاهوم...هاد الهضرة كولها لي كولتي...وخ كشفتي وراقك ولكن ماقنعاتنيش"
شافيه منير وقال بحدة...
"لي عندي كولتو..."
سكت شوية كيراقب فنظرات عيونه القاسية ..ابتسم بمكر وقال بعبث..
"هاديك الحاجة لي مخلياك مرتاح حتى لهاد الدرجة غانعرفها وعن قريب...مع الاسف المعلومات لي عطيتيني ماكافياش...غانضطر نستعمل معاك اسلوب اخر...نضايفوك شوية عندنا..غاتكون مليتي فداك السجن الانفرادي لي دايرين ليك لهيه...!"
ماتسناهش يجاوب دار عطاه بالضهر تم خارج بحالو...وقال موجه كلامه للشرطي لي عند راسو...
"تهلاو فيه مزيان...حتى يبغي ينطق بلي عارف بلي ماعارف عاد عيطولي"
زدح الباب وخرج...!..كالعادة كيحس براسو منهك...ماعندو فين يزيد!
شنو غاندير دبا؟
واش غانبقا كالسة هكا مربعة يدي؟
جدة مسكينة براسها خاص لي يكون بيها!...ياربي عاوني شنو ندير؟
حطات يديها كتحسس بطنها ببطئ وأسئلة كثيرة كدور فراسها...ومطارق كيضربو فكل جهة من دماغها...غمضات عينيها براحة...متناغمة مع يدين جداتها الحنان...كانت مكلساها على رجليها تماما بحال البارح...هاد الحركة ولفاتها ويمكن تصير عندها عادة...رجعات حلات عينيها كتشوف ففراغ فشاشة التلفاز لي مجهدة ليه جداتها متبعة مسلسلها المفضل..مركزة معاه كون ما يديها لي كدوز على راسها كون يسحابها نعسات...
بلعات ريقها لي نشف...ونطقات بضياع وفلحظة شرود...حتى وصل صوتها لمسامع الجدة...
"من سعدات عليا الكبيدة ديالي..هادي دارك ولا عيا هاد الكتف يهزك هاد الكتف..نتي وداكشي لي فكرشك...الحمدالله عايشة بالقليل وماخاصني تا خير ...وحتى خالك الله يرضي عليه مكيفوتنيش"
مسحات دموعها...باست على راسها...وناضت كضحك من بعد ماحزراتها..دخلات لكوزينة...خلات الجدة موراها كتحسر لحالتها...ودعي فسرها ربي يطول ليها فالعمر حتى تكون معاها تاتوقف على رجليها!
كانت الساعة تشير الى الثامنة صباحا...ما غفا حتى فات الفجر...وبفضل الادوية لي كياخد...الليل كولو عقلو وبالو مشغولين غير معاها...اول مالقا راس الخيط كيفاش يعرف الطريق ليها...ناض وقصد الارض لي خلاليها...ايلا كان الحظ حليفو غاتكون دارت شي خطوة بخصوصها...حبس الطوموبيل ونزل...حيد نظاظرو كيحقق فالبلاكة لي كانت مكتوبة فيها للبيع الاتصال بالسمسار...
شقت ابتسامة دافئة ملامح وجهه...ولمعو عينيه ببريق من الامل لاول مرة من بعد مامشات...مافكرش جوج مرات وكان عيط للرقم لي فالبلاكة...بصفته مهتم بشراء الارض...غي نعتليه المكتب ديالو لي كان قريب...ركب سيارته ودقائق معدودة كان كالس حداه...كيدي ويجيب معاه فالهضرة بصفته عميد شرطة من بعد ما قدم الهوية ديالو...ماكانش عندو خيار اخر للضغط عل السمسار من غير هدا...حتى
هز ورقة صغيرة كتب فيها رقم ومدهاليه...
"هانتا اسيدي...هدا رقمها...عيطاتلي بيه مرة وحدة من بعد ماخرجات من عندي...تفاهمنا باش نحطو الارض فالبيع ونبقاو على اتصال...وكيفما كتليك كيجيوني بزاف دالعروض كنعيط النمرة طافية هادي 3 ايام!"
شد من عندو الورقة كيحقق فالارقام لي عليها باهتمام...رجع شافيه وقال بحدة...
"كيما تافقنا هادشي يبقا هنا...حتى ايلا تاصلات ماتكولها حتى حاجة..غير ترجع عندك علمني"
جبد كارط فيزيت عليها رقمه عطاهاليه...سلم عليه من بعد ماوصاه..وخرج كارز على داك الرقم ...دخل لطوموبيل اول حاجة دارها..صونا كيلقاه طافي...مرات عديدة ووالو...حرك الطوموبيل...نيشان لولاية الامن...دخل مكيقشعش قدامو...
توجه لمكتب المعلوميات الخاص بالتجسس والتتبع...يمكن اول مرة يدخل لتماك برجليه...عادة هو غير كيأمر ويتبع التحقيقات من بعيد ويشرف عليها فقط...كاينين ضباط وعمداء ممتازين يكفيو ويفيو..لاكن هادي قضيته هو...واقف عليها بيديه...
وقف على الشخص لي مكلف...وقف عطاه التحية ورجع كلس...حطليه الورقة وطلب منه يحدد الموقع...
من بعد عدة محاولات شافيه وقال بثبات...
"سيادة العميد الرقم غير مرتبط بالشبكة مايمكنش نحددو الموقع...لي قدرت نعرفو هو اخر مكان كانت فيه على بعد 3 كيلومتر من المدينة...فالطريق الجهوية رقم 4...
"دير لازم...مانبغيكش ضيع حتى فرصة باش تعرف بلاصتو..."
حرك راسو بتفهم..عطاه التحية مرة اخرى...وبقا كيراقب طيفه حتى خرج من المكتب عاد تنهد بارتياح...
خرج متاجه البيرو ديالو...سحب سيجارة من جيبو...بدا يدخنها فالكولوار...دخل لبيرو زدح الباب موراه...جبد تيليفونو مباشرة دوز نمرة وبقا كيمشي ويجي بعصب...خاصو غير معامن ...غير تشد الخط بدا يغوت...
"دااااك الكلب مزاال ماجااا؟"
سحب نفس من سيجارته كينتاضر الرد حتى عاود نطق بسخط...
"مكتصلاحو لواالو...بربي ويكون جاا وماشفتوهش حسابكوم معايا أنا داك الساعات!"
قطع الخط بلا ماينتاضر الرد...عاود دوز رقمها والو باقي طافي..لاح التيلي فوق المكتب ومشا حل السرجم يتنفس شوية...ويضرب فيه البرد عالله تطفا النار لي شاعلة فيه...
كانت ما بين اليقظة والنوم...كتسمع صوت الدقان فالباب...المرة الاولى كيسحابها غي كتحلم...حتى توكضات من بعد ماستمر ااصوت بزاف عاد ناضت كتعكز...وتمسح فعينيها...نعاسها رجع تقيل بزاف...كون تلقا تبقا غي ناعسة ماتنوضش...دورات عينيها فالارجاء..حس الجدة مكاينش...شافت الساعة كانت الحضاش دالنهار...عرفاتها غاتكون خرجات...ويمكن هي لي كدق دبا...
اتاجهات لباب كتجر رجليها...مع الحلة مع بقات واقفة كتحقق فالشخص لي قبالتها وهو كذالك كيطلعها ويهبطها مع ابتسامة دافئة مرسومة على وجهه...
"شكون انت؟"
نطقاتها بتوتر...حتى حيد نظاضرو وبانو عينيه ذات اللون الرمادي الفريد من نوعه...غطت ابتسامة دافئة ملامح وجهه الوسيمة وقال بمرح...
"بلا شك انت هي رملة؟"
عقدات حجبانها باستغراب...منين كيعرفها حتى مد يديه باش يصافحها وقال بهدوء...
"انا ياسين ولد خالك!"
بقات مدة كتحقق فيه...حتى عاقت براسها مخلية يديه منشورة عاد تداركات الامر..مدات يديها ورسمات ابتسامة جميلة على شفتيها وقالت بترحيب...
"مرحبااا..سمحليا غي ماعرفتكش!"
شافت لداخل متوترة وقالت...
"زيد تفضل...جدة يمكن خرجات للسوق..."
خلاها تقدمات هي الاولى...سد الباب ودخل موراها...حتى وصلو لوسط الدار وقالت...
"خود راحتك...شوية ونجي"
حرك راسو بابتسامة...ومشات دخلات لحمام...سدات عليها بالسقطة كتنهد بعدم ارتياح...ماكرهاتش تخرج تلقا جداتها جات...رجعات خايفة تبقا مع شي حد غريب فالدار...باارغم من انه كيبان محترم..مربي وولد عائلة..غسلات وجهها ونشفاتو...قضات حاجتها...ومرة مرة تصنت واش كاين شي حس...ووالو..عيات تلف فالحمام...حتى شافت راسها طولات عاد خرجات مسلمة امرها للله...لقاتو كالس داير رجل على رجل كيلعب فتيليفونو...غير شافها جمعو من باب الاحترام وابتسم...فوجهها
"تشرب شي حاجة؟"
نطقاتها من بعد تردد غي باش ماتبقاش ساكتة...حتى هو حس بيها مرتابكة...شيرليها تكلس وقال بود...
"لا غير ارتاحي...بلا ماتشقي راسك..انا فطرت عاد جيت"
ابتاسمات بدفئ وكلسات قبالتو...كتلعب فصبعان يديها بتوتر والصمت سيد الموقف حتى كسرو فاش نطق...بصوت جهوري خشن...
"اه دوات معاه جدة عاد البارح...هو باغي غير يطرق المسمار دغيا باش يسافر...يمكن قرب موعد العملية على ماقاتلي جدة...دبا ايلا تفاهمنا فالتمن والاجراءات نتوكلو عالله"
"انشاءالله...تجي جدة...غانخرجو جميع نشوفو هاد الشي..."
ابتاسمات بدفئ وقالت بامتنان...
"شكرا بزاف وسمحلي غانعدبك معايا"
ضحك وقال بمرح...
"الله اودي...حنا عائلة وخ مكانتعارفوش...يقدر نكونو تشاوفنا فالصغر وماعقلناش"
حدرات راسها وقالت بهمس...
"يمكن"
ساد الصمت مرة اخرى...كطلب فسرها تجي جداتها دغيا..وربي استجب ليها هاد المرة...غي سمعات الدقات فالباب طارت من حداه...بزربة مشات تحل...
دخلات الجدة..هازة التقضية كتسوط على وجهها من الصهد...غي شافها ناض عندها كيبوس فراسها ويعنق...وهي كذالك...
ياسين ماشي بحال رملة مني دفنوه مازاروه...بالعكس هو مواضب على زيارة الجدة مرة فالشهر..فولاد ولدها كولهوم هدا هو الحنين فيها...حتى انه مواعدها غير يضرب شي قضية مزيانة يصيفطها للحج...
كلسو على براد داتاي وحلاوي...رملة غي ساكتة كتصنت لحديتهوم..عجباتها علاقتهوم حتى جاتها الغيرة..
مر شحال دالوقت عاد ناضو خرجو لصاحب المحل...ياسين كان مزروب وخاصو يرجع فاخر النهار...
هو لي تكلف بكولشي...تفاهم مع صاحب المحل...تفاوضو على الثمن حتى رضى الطرفين بجوج...حتى انه شجع رملة تزعم...خصوصا ان المشروع شافو مربح والقهوة عمرها طيح...ديما خدامة...
ودعهوم من بعد ماقاد الامور...ومشا على امل اللقاء فاش تكون الفلوس واجدة...باش يسنيو العقد...وهو لي غايتكلف بكاع الاوراق...
تكات على سريرها...يدها على كرشها كتشوف بشرود فالسقف...خايفة ومرتابكة...خطوة مهمة داخلة عليها خاصها المزيد من الشجاعة..والقوة باش تقدر تستامر بوحدها...تنهدات بخفوت...وتمتمات...
"ياربي عاوني ووقف معايا"
غمضات عينيها من بعد يوم متعب...وسرعان ماداها النعاس...هادشي لي رجعات كتعرف دير مؤخرا وتقنو...!
اليوم فاقت عل الصباح...النجوم كانو مزالين مزينين السما...فيقاتها جداتها باش تشد الطريق بكري لمدينة...كاين كار واحد كيدوز من الشانطي مع الستة دالصباح...استحمت باش تبرد شوية...الحال بدا يسخن ودار جداتها حتى هي سخونة...لبسات ملابس داخلية ديال الام ديالها..منين جات وهي كتلبس غير بيجاماتها لي خلات فاش كانت بنت...قدامين اه لاكن كانت كتحس فيهوم بالراحة وكتشم فيهوم ريحتها...لاحت عليها جلابتها...وهزات تيليفونها لي من نهار جات وهو طافي...عوالة غير توصل لمدينة تشري شارجور وتشعلو...
خرجات معاها جداتها وقفو فطرف الطريق...هواء الصباح البارد كيضرب فيها وكضها ونعشها شيئا ما...حتى جا الكار...ودعات جداتها وركبات من بعد مادعات معاها ووصاتها ترجع بكري...
بمجرد ماحطات راسها على النافذة راحت فسبات عميق...
5ساعات من الطريق...نزلات فالمحطة لي كانت دخلات ليها بالليل...غير حطات رجليها فالارض...راوداتها الذكرى المشؤومة ديال داك الليلة...حست نفسها ضياق...غير شمات الهوا ديال هاد المدينة حسات بالاختناق...دارت شال فوق راسها...كتحاول درق ملامحها...غادية وحاضية مع جنابها حتى خرجات شدات اول طاكسي جات حداها...كانت وجهتها وسط المدينة...خلصات الطاكسي ونزلاات كتختل بحال شي سارق...دخلات لمحل لبيع الهواتف واللوازم دياله...خلات حتى خوا من الكليان عاد تقدمات بحذر..موجهة كلامها لصاحب المحل...
"عافاك بغيت ناخد شارجور"
جبدات تيليفونها وراتو ليه...
"لهاد التيليفون"
ابتاسم وشدو من عندها...مشا كيقلب على غرضها وبقات هي كدور فعينيها..قلبها غايخرج من بلاصته...كدعي فسرها امتا يدوز هاد النهار في سلام...
جابلها شارجور حطوليها...خلصاتو وقالت بلباقة...
"عافاك نقدر نديرو فالشارج ناخد غير واحد النمرة حيت طفاليا مع الطريق؟"
حرك راسو بالايجاب وشير ليها حداه...
"اهاه تقدري ديريه هنا"
قاداتو فالشارج...
شكرات العامل فالمحل...وشعلات التيليفون تعيط للسمسار....كلسات فوق واحد الكرسي...بمجرد ماتشعل بداو الميساجات يتوافدو على علبة الرسائل الواحد تلوى الاخر!...قطبت حجبانها باستغراب...ودخلات ليهوم...تحلو عينيها على وسعهوم فاش شافت الرقم...الرقم لي حافضاه عن ظهر قلب...خلا جسدها ينتافض فوق داك الكرسي ودخلات كتقراهوم بسرعة...
📩"رملة شعلي التيليفون وكوليلي فين راااك!!"
📩"رملة عارفك خايفة وهربانة...غي رجعي أنا معاك..مايقدر تاحد يأديك"
📩"فيينك يا رملة؟ كاين خطر على حياتك ضروري ترجعي"
كلمات خلاو عينيها يلمعو ببريق غريب...حيرة يمكن او حزن دفين!
نبظات قلبها تسارعو...كتجاهد دموعها باش مينزلوش...كلماته كانت ومزالة بحال شي دلو بارد كتزلزل كيانها الهش!
شهقات بضعف...بلعات الغصة لي تكونات فحلقها...وردات عليه بحروف رسالة ب أنامل مرتجفة...
📩"مابقيت محتاجة لحتى واحد فحياتي لا انت لا غيرك...انساااني!"
بمجرد ماسيفطات الرسالة طلع رقمه مضوي الشاشة كيصوني عليها!..
غادي جاي وسط داك البلاطو مثل المجنون...التيليفون فودنو كيرن...وهو غايبخ الدم..كيتمتم بسخط...
"جاااوبي يا رملة جااااوبي...ماتجهلينيش!"
ثواني فقط وتقطع الخط فوجهه...تمتم بسخط ورجع كيعيط مرة اخرى هاد المرة كان خارج التغطية...مسح على وجهه بعصب...ودار شاف فهداك لي حداه...قال بحدة...
"سربي دغياااا عرفلي البلاصة...طللللق رااسك"
غوت حتى ربكو..بقا شحال كيخربق فداك الحاسوب ووقاص غادي جاي فوق راسو..كيقرا ويعاود فرسالتها...اكتر من 5 أيام وهو كيصوني فالرقم ليل نهار...ويسيفط فاارسائل...دون جدوى...لا بقا كيعرف يركز فقضيته مع الشيطان ولا يرتاح...بالو مشغول بيها..كيحس براسو مقيد ومادام بعيدة عليه وماشي قبالة عينيه الخطر ممكن يداهمها فاي لحظة...واليوم فاش جاه اشعار بلي شعلات الهاتف...خرج من المكتب صاعر نيشان لتحت عند نفس الشخص لي كلفو يراقب الخط...لقاه نيت متبع الاشارة...تزامنا مع الرسالة لي وصلاته وخلاته كيغلي من داخل...
"سيدي قدرنا نعرفو فين كانت"
أصبحت عاجزة عن الثقة في أي كائن بشري كيفما كان جنسه...ولعل هدا ناتج عن خيبات امل من الماضي ...ومجموعة من الروايات التي كانت تسرد علي من بعض الاصدقاء عن معضم تجاربهم الفاشلة...وإعطاءهم بعدها فرصة تانية للشخص داته...الشيئ اللذي يدفعني للتفكير باحتقار والم في ماهية الامر...إذ كيف يمكن لانسان عاقل ان يعود للمشي آمنا بمحاداة بركان نشيط...او رمال متحركة ...أنا اليوم تأكدت عن قناعة إن من تتّخذه صاحباً في لحظات ضعفك و تُفضي له بأسرارك، و أن من تثق بهم اليوم، هم وحدهم القادرون على أن يصنعوا أسباب خوفك أو شعورك بالخزي من نفسك في المستقبل القريب...لم تعد تغرني مواساتهم او حتى مطالبتهم لي بتحنن برمي شتات الماضي والبدء معهم بصفحة جديدة... لانني وببساطة صرت على يقين بأن فعلهم هدا مجرد تمهيد لترك جروح جديدة حتى يتمكنوا من تدميرك مجددا وبدون رحمة...🌸🌸🌸
خرجات من المحل بسرعة من بعد ماطفات التيليفون...مشات كتسلت بنفس الطريقة لي جات بيها...وكانت وجهتها محل ملابس...دخللت بزربة بحالا كيجريو عليها...خدات جوج لبيسات بلا ماتقيصهوم..وصاك ديال اليد...خلصات بداك الفلوس لي بقااو ليها...وتاجهات للبنك..لي حلات فيه الكونط اخر مرة...كيما واعدوها كولشي لقاتو واجد...الكارط كيشي وكارني د شيك...لاكن هي كانت بدلات رأيها قبل ماتجي...بغات تسحب المبلغ كولو وتسد الكونط نهائيا...الشي لي خلا المكلفة بخدمة الزبناء تشدها اكثر من ربع ساعة وهي كتقنع فيها تخلي الكونط مفتوح...حتى عصبتااها وهي مزروبة ...خايفة غير من جنابها...حتى نطقات بنفاذ صبر...
كأي مؤسسة كتقدم خدمات للمواطن نهار تبغي تسمح فيهوم كيبداو يصعبوها عليك...عوجات فمها ماعاجبها حال...جبدات ورقة حطاتها ليها وقالت ببرود..
"وخ الالة عمري ليا هاد الطلب وسنيه...وبالنسبة لفلوس غاتسناي حتى للعشية...راك عارفة جيتي فالصباح مازال ماكاينش هاد المبلغ لي باغا..."
بقات شحال كتحقق فيها...شافت فالساعة كانت تشير الى منتصف النهار...طلعات فيها وهبطات...عرفات أن حنيان الراس ماغايفيد فوالو...هزات داك الورقة ووقفات..خرجات فيها عينيها وقالت بانفعال...
"بغيت نشوف المدير اختي ايلا كان ممكن"
ناضت وقفات البنت وقالت بهدوء...
"المدير مكاينش دبا...انا هنا وراني كنساعدك"
رملة ركبوها الاعصاب...خاصها تخرج فاقرب وقت من تماك...الشي لي خلاها تفقد أعصابها وغوتات فوجه البنت حتى نتابهو ليها كاع العاملين فالبنكة...
كانت كدوي وتنهج وترعد غي بوحدها...ماموالفاش تنفاعل بهاد الطريقة وفمكان عمومي...حتى خرج المدير لي كدبات عليها وقالت ليها مكاينش...جاي عندها كيكالميها فاش شاف كاع الزبناء كيتفرجو...
"رتاحي الالة..ماتعصبيش...كولشي غانحلوه..."
شاف فالبنت لي كانت مكلفة بيها...
"سناء ياك لباس شنو المشكيل دالسيدة؟"
البنت ماعرفت باش تبللت ماتوقعاتهاش تنوض تغوت..الشي لي خلاها تلطف الجو فالتالي...ونفدولها طلبها كيفما بغات...والفلوس لي ماكانتش كاينة حضروهوم...وبهكا جمعات المبلغ..دارتو فصاكها وخرجات كتجري...
مع حلات الباب مع لقات صطافيط دالبوليس...رجعات سداتو وبقات واقفة كدور فعينيها...كتشوف غير من الزاج...
"اويلي ياكما كيقلبو عليا؟"
تمتماتها فنفسها بخفوت...حتى جا عندها الحارس...كيحليها الباب...
"تفضلي الالة"
شافت فيه مطولا...ماقادراش تزيد...كتقول غير غانخرج غايشدوني...حتى بدا يشوفيها بتوجس عاد توكلات عالله وخرجات...مغطية راسها بالشال على السطافيط داابوليس...كتمشا بخطوات مسرعة...غير دارت من على البنكة تخبعات مور واحد الصور...فين مادورات عينيها كتشوف البوليس.. مفرقين على طول الشارع الظاهر كيقلبو على شي حد....عقدات حجبانها باستغراب...ومشات مخبية منهوم...غادية وكتشوف جنابها وتزطم فجلايلها...حتى وقفات مسمرة فبلاصتها من المنظر لي قبالتها!
كانت سيارة ميرسيديس سوداء واقفة حداها عاطياها بالظهر كتسطاسيوني...كتحمل نفس ارقام سيارة وقاص...الدم جمد ليها فالركابي...
وغير شافت الباب كيتحل...تخبات بسرعة مور واحد البوطو...كارزة على داك الصاك والميكة لي هازة حتى عراقو يديها...كانت كتنفس بصعوبة...كطلب فسرها تكون غالطة فالارقام...غمضات عينيها بخوف ورجعات حلاتهوم...بلعات ريقها وطلات غير بشوية اللور...حتى كتصعق فاش شافتو...نزل كيهضر مع جوج من رجال الشرطة واقفين فالجانب الاخر من الشارع...!
كان عاطيها بالجنب...بنفس وقفته الرجولية ..شوفته زرعات الرعب داخلها...خلات نبظات قلبها يتسارعو...والدم يتدفق فعروقها بعنف...فغرت شفتيها كتشهق في صمت...سامحة لذرات من الاكسجين يدخلو لرئتيها...لاكن دون جدوى..بحال شي جاثوم أطبق على انفاسها...خوف رهيب زحف مع ظلوعها...رجعات راسها للور وتكات عل البوطو...باغا تزيد وماقداتش...رجليها رجعو بحال العجين من تحتها...
"ياربي شنو كيدير هنا؟"
تمتماتها بخفوت...وصوت مرتجف...مافهمات والو...هاد الصدفة كولها...فهاد المدينة الكبيرة ماغاتلاقاه غير هو؟ وسط هاد الحشد من الناس!
بلعات ريقها...كتنفس بصعوبة...رجعات طلات غير بشوية كان مزال واقف...هاد المرة مامعاه تاواحد كان كيهضر فالتيليفون وكيبان معصب...استغلت الفرصة...وكملات الطريق...مكتشوفش قدامها بقوة الضبابة لي غشات عينيها...حتى دخلات فدرب...فاللحظة لي غايدور فيها راسو...لمح غير خيال اختفى قبالتو...كمل هضرتو عادي فالتيلي كيغوت بانفعاال...
"مايمكنش تكون بعدااات تحركو ماتبقاوش واااقفين قلبو فكااع المحالات لي حدا مول التيليفونات..."
قطع عليهوم...وبقا غادي جاي بلاصتو...كيغزز سنانه بعصب...باقي عندو امل باش يلقاها وخ مول الحانوت مانفعهوم بوالو...لاكن كان متأكد انها مابعداتش...وطوق داك السيكتور كولو...
هي غير دخلات فالدرب...وخرجات للشارع التاني...اول طاكسي شافتو دايز ركبات فيه...وخ كان هاز بلاصة وغادي لوجهة اخرى كان خاصها غير تبعد...
غي ركبات دارت يديها على قلبها لي كيخفق بجنون...تكات على الكرسي اللور...غمضات عينيها كترد أنفاسها...كتفكر واش هادشي صدفة...كتهضر غي بوحدها بحال شي حمقة بشوية...
"ياربي كان غايشوفني...شنو كيدير تماك...وعلاش البوليس مجموعين بزاف؟اووف...زعما يكون كيقلب عليا؟"
سكتات شوية كتنهج ودور فعينيها حتى تفكرات شي حاجة...وتمتمات بذهول...
"اويلي التيليفون!! غبية أرملة غبية...عرفك من التيليفون لي شعلتي...ومابعدتيش من تماك"
ضربات على راسها بعصب كتلعن غباءها...وراسها كيدي ويجيب...كتهضر فسرها...
"النمرة كانت غي عند السمسار! زعما يكون هو عطاهاليه؟ كيفاش عرفو وفين شافو؟ياربي غانحماق"
بقات تخمم ودماغها مرفوع...قلبها باقي كيخفق بعنف...مرة مرة دور وراها بحال شي حمقة...مكتلقا والو...حتى سولها مول الطاكسي...
"واش الجامع لي حدا البلدية ابنتي؟"
كانت ساهية حتى عاود نطق عاد جاوبات...
"أ؟ اه اه غي حطني فين ماكان!"
زير ليمن نزلها وكمل الطريق بالبلاصة لي كانت معاه...اول مانزللت...مشات لاول حانوت كان قبالتها...شرات قرعة دالما...كلسات على واحد الكرسي تماك...طاحت على القرعة كولها...بحالا يالله خرجات من شي صحراء قاحلة...
ماكاملاش حتى جوج سوايع ليها فهاد المدينة...عاشت الرعب...شافت فالصاك لي فيديها...وعضات على شنايفها...كدوي بسخط...
"كتغامري ا رملة بهاد الفلوس..."
شدات الصاك دارتو فالميكة دالحوايج باش مايتيرش الشبوهات...وهزات داك التيليفون...جبدات النمرة لي كانت فيه قسماتها على جوج ورماتها...
كانت وجهتها الاخيرة هو السمسار او عل الاقل تهضر معاه غير فالهاتف...لاكن عرفات شي حاجة ماشي تا لتماك...قررات تخلي كولشي وتهرب لتاني مرة...
ناضت مرة اخرى...كتمشا بسرعة...كتحس براسها فكابوس خاصها غير امتا تفيق منو...بحال شي مجرم هارب من العدالة تماما كانت كتمشا على طول داك الشارع بحذر كتحاول تخفي ملامحها بداك الشال...حتى لقات طاكسي صغير...ركبات ونيشان المحطة...
وبما انه كاين كار واحد حتى للفجر...شدات طاكسي بوحدها كورصة ماتسناتهاش حتى تعمر...وشد بيها الطريق راجعة عند جداتها طالبة الخلاص فقط...!
ومشهد واحد قبالتها هو اخر صورة خداتها فعينيها ليه..بالرغم من أنها كانت نظرة خاطفة الا ان التفاصيل بقاو محفورين فراسها...حطات راسها على النافذة...مسحت دمعة هبطات على خدها باردة كالثلج وتمتمات بتعب...
"ياربي عاوني باش ننسا..ياربي!"
واش نفذات منو بسهولة؟ لا ..القدر ماكانش باغيهوم يتلاقاو!
دخل البيرو ديالو..بوجه شاحب ..ملامحه طافين...مسح على وجهه بتعب..سد الباب ومشا نيشان للسرجم تكا بيديه...النظرة لي كانت مرسومة تحت جفونه...كتروي الف حكاية...عن الضياع! الحسرة! وفقدان الامل...مزيج من الاحاسيس المختلطة كيحسها كتنهش فقلبه...وهي بذاتها لي كطرجمها عينيه...
تطرق الباب ودخل سعد...رجع سدو وقال بتوجس...
"ماكاين والو؟"
غمض عينيه بشدة ونطق بتعب بلا مايدور...
"ضيعتها للمرة التانية!"
من نبرة صوته الخافتة...حس بيه سعد...تقدم عندو بضع خطوات وقال بهدوء..
"ماديرش فبالك..غادي تلقاها...شحال من قضية كانت معقدة على هادي وتحلات"
نطق من فوره...وبصوت خافت...
"هادي ماشي أي قضية...وهاديك لي كنقلب عليها ماشي اي وحدة"
تنهد سعد بخفوت وقال مغيرا الموضوع...
"هداك خينا لي كنا مراقبين راه جا للدار واخيرا...وراه لقاو القبض عليه"
بمجرد ماسالا جملته دار لعنده بملامح مظلمة...عقد حجبانه وقال بحدة...
"فينهوا حققتو معاه؟"
حرك راسو بالايجاب وقال...
"حققنا معاه...مع الاسف...حتى هو ماعارف والو...فاش كيشد أي ظرف جاه...كيسيفط المحتوى ديالو فرسالة لواحد الرقم...كيفما قال منير داك الرقم كيتبدل مور كل عملية...ومادام مزال مادارو حتى حاجة اذن الرقم لي عطانا راه خدام حاليا"
دوز على راسو بغضب وقال...
"غانتحركو دباااا خاصنا نوصلو لمول الرقم ...قدرتو تحددو الموقع؟"
خنزر فيه...وتم خارج هو الاول بلا حتى مايجاوبو...تنهد سعد باستسلام وتبعو...
دقائق ركبو كولهوم فسيارة الشرطة...صاكها بيديه...تبعاتهوم سطافيط ماللور...غادي بسرعة متبعين الاشارة لي كتعطيهوم خريطة التتبع...كان على اعصابه...يديه عاصرة على المقود...صدره كيطلع ويهبط مامرتاحش حتى فالتنفس ديالو...عارف طريقو مزال طويلة...والشيطان ماغايلقاهش بسهولة...لاكن كيتمنا فسرو هاد الكابوس يتسالا...حيت كاع طاقتو استنزفت...!
دقائق طويلة وهوما تابعين الاشارة...حتى قربو لمكانها...حطو السيارات ونزلو...طلب من العناصر لي معاه يبقاو بعيد وتقدم غير هو وسعد...غاديين بحذر حتى وصلو لمنطقة خالية تماما...منطقة فيها غي الشجر ...كطل على حافة ..ريحة الازبال منباعتة من الاسفل...شاف فيه سعد ورجع شاف فالاشارة لي كتعطي بلي هوما قراب بزاف...وقال بخفوت...
"مافهمتش! مكاين والو هنا...كنت كنحسابها منطقة سكنية وغانهجمو عليه فشي دار ولا قهوة...شنو هادشي؟"
وقاص كانو غير عينيه لي كيدورو بتوجس...كتفصلهوم بضع خطوات على مكان الاشارة...وبالضبط مور داك الحافة...دارليه اشارة...بعينيه...جبدو سلاحهوم بجوج وقربو بخطوات ثقال وبحذر...حاضيين كاع الجوانب...خطوة بخطوة...حتى!
حتى باغتاتهوم رائحة نثنة...روعات قلبهوم...سدو على نيفهوم بجوج...وطلو من تحت...حلو عينيهوم بذهول...وهوما كيشوفو جثة مرمية مع الزبل...والاشارة كتسني عند سعد باللون الاحمر...بلي هدا هو مكان الهاتف!...
مرت دقائق طويلة من بعد ماتأكدو من الهاتف كاين فجيب الضحية..تكا بيديه على سيارة البوليس لي جابوها لجنب الحافة...كيحس براسو ضايع...وتايه...حتى كيقول زدت خطوة كيرجع الف للوراء...بحالا داخل فشي دوامة..او متاهة...كيعيا يتخبط حتى كيلقا راسو رجع لنقطة الصفر...وكيخصو يبدا من اول وجديد!
شد على راسو بغضب...الدم فار فعروقو...ووجه كلو متشنج...علا راسو للسما...الدنيا كدور بيه وخ هو واقف فبلاصتو...ودنيه كيسمع فيهوم غير الطنين وصفير مزعج...حس بالضبابة على عينيه...وكل انش من جسده كيستغيت بجنون...!...ترخاو عضامه وهو كيشوف فسيارة الاسعاف وفريق الشرطة العلمية والمسعفين والبوليس الدنيا مخلطة...شي غادي شي جاي...كيبانو ليه بحال النمل...حتى تغاشات عينيه ومابقاش قادر يزيد يوقف...تحرك كيجر فرجليه...حل الباب وركب...تكا على كرسي السيارة غمض عينيه كيحس بالضياع! ويقدر ينهار فاي لحظة!
رجع لنقطة الصفر! حتى استنزف كاع طاقته فداك المراحل كولهوم باش يوصل لهنا...حتى أنه فقد قطعة غالية من روحه...خسر عائلتو..الكبيرة والصغيرة...استهلك كل ذرة من الطاقة لي كانت عندو على حساب صحتو...دفن راسو فالتفكير..ضاع فدروب الهم وتاه فدوامة الماضي اللعين...باش يلقا راسو فاخر المطاف كيعاود من البداية!
واش صافي هادي هي النهاية! واش غايعلن الاستسلام بهاد السهولة؟
هو يقول: لقد أنتزع مني الماضي كل شيئ حتى أنتِ...!
هي ترد: يوجد جرح عميق بداخلي...وبقلبي تحديدا...!
هو يقول: كنت أهرب من كل شيئ حتى تعثرت بعيناكِ...
هي ترد: كانت كل عواطفي تطالبني بالبقاء...لكني اخترت النسيان...
هو يقول: فلتغفري..!
هي ترد: المغفرة لا تنقد الحب...آسفة...!
هاهي الايام تتوالى ورا بعضها وهي كتحلق وراء الاستقرار والنجاح...ذكرى مرة او حلوة دازت فحياتها..طوات صفحتها الى الابد...!
الحياة عبارة عن دروس ومقررات كدوز اختبار فيهوم من فترة لفترة وعلى غفلة...تقدر تنجح او تفشل...كيفما كانت النتيجة لازم تستامر...بقدر خيبات الامل..وبقدر موجات الفشل لي غرقات فيهوم...قدرات توقف على رجليها...ترسم مسار لحياتها من اول وجديد...تجمع شتات نفسها وتكون داخلها روح جديدة...باقا محافضة على نقاءها الداخلي وفنفس الوقت تايقة فراسها اكثر..!
خمسة اشهر يمكن يكونو قلال باش ترمم شتات نفسها وشنو تكسر فيها لداخل...لاكن فاش كتكون العزيمة والارادة...تكفيك بضعة أيام فقط باش تعاود تنوض من جديد!
وقفات أمام المقهى...لي كان فحلة جديدة...ماشي كيفما دخلات ليه اول مرة..اضافت لمستها فالاصلاح والديكور وحتى الخدمات...لابسة سروال وكبوط سخون شوية من البرد كرشها منفوخة وبدات تقل..تزادت فالوزن بزاف وملامح وجهها مرتاحين..لقات اخر نظرة على المقهى وجبدات تيليفون من جيبها...دوزات المكالمة...ونطقات بمجرد ماتشد الخط...
"فينك تعطلتي!"
ماجاهاش الرد بينما سمعات كلاكصون من اللور ديال شي طوموبيل...دارت تشوف فاذا بها لمحاتو شقت ابتسامة عذبة ملامحها الفاتنة انهت المكالمة ومشات ركبات...شافت فيه وقالت بعتاب...
"نشرتيني!"
ضحك بقهقهة رجولية...جرها لعندو سلم عليها بالوجه وقال بمزاح...
غمزها..حتى ضحكات..وضربات ليه يديه..من وجهها ونزلات بلا ماتقول حتى كلمة طلعات عند جداها...
خلاتو موراها كيضحك ويحك فراسو..كيتفكر نهار شافها اول مرة والحشمة والخوف لي كان فيها..مايقولش هي هادي لي رامية فشوشها عليه دبا..5 اشهر كانت كافية باش يتقرب ليها يختزل كاع السافات ويعرفها عن قرب وقف معاها من نهار جابت الفلوس ورجعات لفيلاج...تكلف بالمسائل الادارية والقانونية ديال القهوة ووقف معاها هو وجداتها حتى وقفات على رجليها وشدات فزمام الامور..طلقات معاه بسرعة..بطريقة او باخرى ارتاحت ليه..ولاول مرة كتحس بداك الدفئ العائلي محاوطها من كاع الجوانب..تعرفات على خوتو كولهوم وخالها لي كاين فالمدينة..كترات زيارتها لعندهوم..لسببين..متبعة عند طبيبة فنفس مدينتهوم وكتفوج معاهوم فاش كتمل من جو الخدمة والفيلاج..!
"ههه...كولكوم ولادي غي تهلاليا ف الوريدة ديالي...وسيرو دبا باش متعطلوش..سير تاني ورجعهالي حتى لتالي الليل..."
هزات صبعها بتحذير موجهة كلامها لرملة..
"هاه والمباتة مامعاناش...مكاين لا خالي حصرني...لا مشا الحال حتى للصباح...شوفي الطبيبة ورجعي"
ابتاسمات بدفئ...باست على راسها وقالت برقة..
"وخ اجداتي الحبيبة..شي حاجة اخرى؟"
حركات راسها بالايجاب وقالت بجدية..
"اييه وا دوي لطبيبة على داك الحريق لي رجع كيجيك فالقلب..واش عادي عنداك تنساي"
عنقاتها كتبوس فيها وقالت بمرح...
"وخ أجدة وادعي معايا"
ركبو فالطوموبيل على دعاوي الجدة وشدو الطريق للمدينة...كانت مدينة اخرى قريبة لفيلاج فقط ساعتان دالطريق..شي مرات فاش كتكون ناعسة ياسين كيديرها فساعة وربع...اما لاكانت فايقة وعايقة بالطريق..كتبقا حاضية ليه الكونتور وممنوع يزيد فالسرعة...!
مكاينش لي كيديرها الخاطر قدو..لي بغاتها كتحضر..عمرها ماحسات براسها مفششة وحرة بحال دبا...عوامل كتيرة خلاوها تخرج من داك القوقعة لي كانت فيها..!..حسات براسها حرة..بنات ثقتها من جديد..الانثى لي طعنات فقلبها قادرة تنفس بحرية دبا...الانثى لي تخدلات من نفسها قادرة تكمل طريقها من نقطة النهاية...!
غير ركبات..دارت السمطة ..شعلات الموسيقى..صغرات عينيها وشافت فيه..
"اهاه فين غاتديني مور الطبيبة؟"
حل السرجم جبد كارو كيكميه وقال..
"سمعتي جداتك اش قالت لا؟"
مطت شفتيهاا..دارت ابتسامة بريئة وقالت بترجي...
"عافاااك..نمشيو للالعاب بحال داك النهاار عاافاك"
خنزر فيها كيسوط الدخان وقال بحدة..
"واش تخورتي فمخك..باغا تولديلي تماك؟ نفكرك اش طرا اخر مرة؟ ولا لا..."
حدرات راسها كتعض فشنايفها بحزن...بينما هو تمتم بسخط..
"على انا عاد دوز عليا مرة اخرى..لاا..المرة لي فاتت سخفتي دبا طيحي داكشي لي فكرشك فين غانزدقو داك الساعات؟"
ناضت من على البياص كتقاد فحوايجها من بعد مافحصاتها الطبيبة...تاجهات معاها لمكتب فين كان كيتسناهوم ياسين...وكلسات مقابلة معاه...هزات الدكتورة ملفها الطبي..ابتاسمات وشافت فيها..
ضحكات حتى بانت غمازتها..وقالت وبريق الفرح فعينيها..
"بنوووتة!"
ابتسم وجرها لعندو عنقها وقال بفرح...
"الحمدالله كنتي غاتقتلي شي حد كون مازدقاتش بنت"
ضحكات وبعدات عليه كتقاد شعرها..وقالت بحب...
"كنحماق على البنيتات الصغار..عرفتي همس شحال كانت مزيونة..وبريئة..فينما نشوفيها كنت كنقول بغيت بنت بحالها..نمشطليها ونلبسها ونلعب فشعرها ومانخلي مندير معاها"
كانت كتهضر بحماس...وهو متبع معاها بتركيز...حتى انها نطقات بسميت همس بلا ماتحس...فلحظة عابرة..يمكن ماعاقتش براسها..حتى هو ماحكرش عليها..شدلها فيدها وقال بهدوء..
"المهم هي الصحة..وتزاد على خير"
ابتاسمات بدفى وقالت وهي شادة الضحكة..
"ناري يا الصكع الطبيبة من نهار كولتيلها هادي مراتي وهي عليك تهلا فيها وماتغبنهاش"
ضحك حتى تغمضو عينيه...وقال وهو كيحليها باب الطوموبيل...
"ركبي ركبي كون تسيقليا ماجدة الخبار..تغبرني انا ونتي والطبيبة!"
مسحات دموعها لي كانو هابطين ونطقات بحرقة...مكتشوفش فيه..
"كدير غي لي فراسك..ماكايهمك حد ومابغيتيش تسالي هاد الشي ديالك"
دوز على وجهه بتعب..ورد بصوت متحشرج..
"نهار يتسالا هاد الكابوس ..غانسالي هادشي.."
شافت فيه بضياع...كتحسر لحالة لي رجع فيها..عارفاه كيعاني فصمت وحياتو ظلامت من جديد..تنهدات بحرقة وهي كدوز يديها على ضهره...بلعات الغصة فحلقها وقالت بخفوت..
"انشاءالله..تلقا داك عدو الله وتلقاها حتى هي"
الصمت هو كل ماجاها من عندو...غير كيعصر فعينيه بتعب ووجهه متشنج..ابتاسمات بدفئ وقالت..
"غدا عيد ميلاد همس..عنداك تعطل عليها..راها توحشاتك اولدي"
ظهر شبح ابتسامة على تقاسيم وجهه الجذابة..شافيها وقال بخفوت...
"غانجي ضروري"
باس على يديها..كيطبطب عليهوم كانه كيطمانها عليه..ابتاسمات بحب...وناضت ودعاتو وخرجات...
بمجرد ماسد الباب..مشا نيشان للكوزينة..قاد قهوة كحلة..هز سيجارة وخرج لبالكون..تقابل مع البحر..كيكمي ويسوط الدخان فالسما..مراقب غروب الشمس بملامح ضايعة..ودوك البحور السوداء لي تحت جفونه..كيغلفها الجمود والبرود..!
5 اشهر دازت عندو فرمشة عين..الساعات كانو عبارة عن ثواني..والايام كتسارع بجنون..وهو كيتخبط بين الضغط والانهيار..والتفكير فالقضايا بجوج لي شاغلين بالو..البحت مزال متواصل ليل نهار..مكاين حتى شي جديد..لا فقضيتها ولا فقضية الشيطان كولشي معقد..والمعلومات لي جمعهوم الى الان..زادو عقدو البحت...كان محتاج لفترة من الراحة..خدا كونجي مدته شهر..خرج على برا..يرتاح شوية ويلملم شتات نفسه..ويرتب افكاره..وسط داك الاحساس بالضياع لي كيفتك بيه جزء بجزء...!
حقا ارتشف من كؤوس الهم حد الثمالة!...
كان الظلام بدا يطيح والبرد تحرك...الجلسة مع ماجدة كانت زوينة بزاف..ارتاحت ليها وتفاهمو بجوج...هي بنت قارية وواعية ..مثقفة وواصلة فحياتها ..تخرجات حتى هي محامية هاد العام...وقريبا غاتبدا تخدم...عجباتها هضرتها وكيفاش كتعامل بلباقة..وعجباتها اكثر العلاقة لي بينها وبين ياسين...كانت ساهية فيهوم...دايرة يديها على خدها..مرة مرة كتاكل من قطعة الحلوى لي حداها...وترجع تشوفيهوم باعجاب...كيفاش كيعاملها بحنان..كيفاش كيشوفيها بحب...كيفاش كيهضر معاها بهدوء! كل حركة..وكل التفاتة كانت كترسخ فدماغها...ودخل فمقارنات لا فائدة منهم..! "حبيبة" "كنبغيك" كلمات عمرها سمعاتهوم من عندو..حتى أنه عمرو تغزل بيها!..هي بوحدها لي كانت كتوهم!
"حبيبة ياكما عييتي؟"
خرجات من سهوتها على صوت ماجدة فاش تكلمات معاها...ابتاسمات ليها ونطقات بهدوء...
"حتى انا ليا الشرف والله..وانشاءالله ضروري مانجي راه خويا هداك..."
تسالمو على بعضيااتهوم من بعد ماجا ياسين...مشات رملة ركبات فطوموبيل كتسناه...مراقباهوم من الزاجة...وضحكة بريئة مزينة وجهها...تغرمات بهاد الكوبل حد الجنون...كيبان ماساخيش بيها...!...شافتو باسها من شفايفها وعنقها بقوة بحالا غاتهرب منو..تكات على الزاجة ديال النافذة كتمتم بخفوت...وبنبرة مكلومة...
"هدا هو الحب..داكشي لي كنت عايشاه مجرد وهم"
*********************
حبس الطوموبيل قدام فيلا صغيرة...جاية فحي راقي..جبد سيجارة من البواطة لي حداه...شعلها وبدا ينفث دخانها فهدوء..سارح بتفكيره لبعيد وشارد فالفراغ...مابقا كيقدر يدير حتى شي خطوة من دون جرعة نيكوتين..!
لاحها من بعد مانزل وعفس عليها...سد السنسلة دجاكيطتو فاش ضربو برد خفيف...طرق اللوطو وتوجع بخطوات تقال فاتجاه هاديك الدار...كيحدق فحيوطها بجمود..حتى وصل لباب...صونا جوج مرات بدون تردد...ووقف كيتسنا...حتى سمع خطوات جايين من داخل...وصوت انثوي رقيق نطق عاليا...
"جاغيف"
ثواني وتحل الباب...وطلت عليه بوجهها البشوش...
غير شافتو توسعو ملامحها بذهول ونطقات بعدم تصديق...بصوت عذب..!
"قصحتي قلبك علينا بزاف اوقاص..فؤاد كان باغيلك غي الخير..يمكن الظروف لي كنتي فيها خلاتك ثور فوجهه ولاكن كتبقا كانت بيناتكوم عشرة وكان خاصكوم ديرو بوجهها"
حرك راسو بتفهم ..ابتاسمات بدفئ..واشارت ليه باش يدخلو لدار...
كيقولو الصداقة كنز..ماكاتقاسش بداك القائمة الطويلة دالنماري لي على الهاتف او على مواقع التواصل الاجتماعي..لاكن كتقاس بأشخاص كيوقفو معاك ويسندولك كتفك ايلا كنتي غاطيح...وفؤاد وسمر كانو هاد الاشخاص..من ايام الدراسة وهوما مع بعض..حتى انهم اختارو مجال الامن بتلاتة..هو مشا للشرطة..وسمر وفؤاد دخلو للجهاز الاستخباراتي فالمغرب..فؤاد من ديما كان ضد انه يكمل فطريقه باش يقلب على الشيطان لسبب واحد انه كاين خلفيات ورا هاد القضية..خصوصا منين كانو كيوصلوه تهديدات فالماضي..حتى ماتت نوال بسباب قصوحية راسه..الشي لي خلا فؤاد يرد عليه اللوم فالوقت لي كان هو براسو ضميره كيأنبو من بعد موتها..الوقت كان غير مناسب وطرا نقاش حاد بينهوم..واحد كيهضر معاه على مصلحته والاخر كانت نفسيته فالحضيض ..بجوجهوم غلطو وسخونية الراس ديالهوم فداك اللحظة خلات علاقتهوم تقطع..لسنوات..حتى يومنا هدا...
دخل لداخل..وسمر موراه هازة ولدها..غير شافو ناض وقف مامصدقش عينيه..حط الكتاب لي كان بين يديه وناض وقف...!
كأنهم عاد تشاوفو البارح..حتى حاجة ماتبدلات..باقيين بنفس الشهامة والجاذبية بجوج..!..اللحظة كانت محتاجة فقط عناق اخوي حاار..اما القلب فكان صافي من الجهتين..!طبطب على كتفو فؤاد وقال بود..
"توحشناك أ صديقي"
ابتسم وقاص بدفئ مزير على دراعه وقال بصوت خشن..
"هانا هنا دبا!"
حرك الاخر راسو وقال بتأكيد..
"وانا ماغانطلقكش"
نطقات سمر بحماس...
"وانا غانعس البرهوش ونجي نديرو شي كليسة"
ابتسمو لبعضهوم...وناضو خرجو لا طيراس...عارفو مدام جا السهرة غاطوال وماغاتحلاش بلا كاس ودخان السجائر...
جلس فؤاد من بعد ماعمر الطبلة قطعة و سقاطة ...كبليهوم جوج كيسان ..شافيه وقال..
"كيبقيتي شوية دبا؟"
شعل سيجارة وسحب نفس عميق وقال..
"فففف...من غير الدماغ كولشي لباس.."
شافيه وابتسم..طبطب على كتافو واضاف بامتنان...
"كالولي جيتي عندي لطبيب.."
ارتشف من الكوب لي حداه ورد بهدوء..
"جيت سولت عليك الحاج ..كنتي ناعس مابغيتش ندخل.."
شافيه تكا براسو على الكرسي كيبان عيان..تقاد فالكلسة وقال بتوجس..
"مالك أصاحبي؟ باقي داك القضية تابعاك"!
شافيه وقاص بنص عين..مسح على وجهه بتعب ..تقاد فجلسته وقال بجدية..
"محتاجك!"
فهمو غير من عينيه..لي كتروي الف حكاية..تنهد بوجوم وجاوبو...
"اش تم؟؟"
حبس اللوطو قدام دار الجدة...كانت غارقة فنعاسها..حتى انها ماحساتش بالطوموبيل وقفات..حيد السمطة وقرب منها كيحرك فيها..
"رملة...رميلة...رملتي"
حلات عينيها على اخر كلمة..شافت فيه مدوخة وقالت..
"وقاص..وصلنا؟"
عقد حجبانه وتنهد..عرفها دايخة وماشي اول مرة تغلط فسميتو..رجع تقاد فبلاصتو وقال...
"هاد النعاس ديالك ماشي طبيعي الزين.."
حكات عينيها بتعب وجاوبات بملل...
"كنعيا بزاف..والفشلة ديما شاداني..اووف الله يسمحلنا من الوالدين"
ابتاسمات ليه...قربات منو سلمات عليه بالوجه وقالت بامتنان..
"شكرا بزاف على اليوم"
هز يديها باسهوم وقال بمرح...
"لا شكر..الوريدة...اجي ما كلتيش ليا كيجاتك ماجدة؟"
تنهدات بحزن..يالله نسات منظرهوم بجوج حتى رجع فكرها تاني..علات راسها فيه مصطنعة الابتسامة...وقالت...
"غزالة...وجيتو مع بعضياتكوم..الله يسر ليكوم!"
دوز على يديها بحنان كيحدق فالبريق لي طفا تحت جفونها...وقال بخفوت...
"ماديري فبالك والو..الف واحد يتمناك..كنقولها ونعاودها..هاد الحمار لي خلاك..خاصو العصا..ماقدرش النعمة لي كانت عندو..نساي!"
انتفض قلبها بعنف..تنهدات بعمق وردت بجفاء مصطنع..
"نسيت بقات فيا غي الشمتة..!"
جرها لعندو عنقها كيدوز على ظهرها بلطف وقال...
"ماتفكريش بزاف فالماضي..الوريدة ديالي..ماكنحملش نشوفك مضيومة ولا كتبكي"
غمضات عينيها بأسى..وتمتمات بهمس خافت بلا مايسمعها..
"حتى هو كان كيقولي نفس الهضرة!"
باس على راسها..وبعدها عليه..نزل من بلاصتو حلها الباب تنزل..وصلها حتى لدار الفوق..ومامشا حتى طمن عليها..وضحكها كعادتو..عاد شد طريق الرجعة لمدينتو...
##
التحقت سمر بالجلسة..هزات حتى هي كارو شعلاتو ..كان كايعاود اخر تطورات فقضية الشيطان بتركيز وهوما كيتصنتو بالمثل...حتى سالا ونطق فؤاد بحيرة...
"هادشي محير أصديقي..كيما سبقلي كوتلك لحد الان جامي سمعت سميتو...يعني المافيا صغيرة...ولا السيد ذكي حتى لهاد الدرجة لي مايبانش فالصورة.."
تكا وقاص على الكرسي شعل سيجارة اخرى...سحب نفس وقال بهدوء...
"هادشي لي كنت كنضن..لاكن اخر حاجة توصلت ليها..هي شي حوايج خطيرة..القضية داخلين فيها مسؤولين كبار..وحتى شي ناس من عندكوم...عندهوم علاقة بهاد المافيا...كيتسترو عليهوم وممهدين ليهوم الطريق!"
نطقات سمر بذهول...
"لا؟ باش عرفتيها؟"
شرب من كاسو وقال وهو مفيكسي عينيه فالفراغ...
"هادي شهراين كنت متبع واحد العملية...تهريب 20 طن دالمخدرات لاسبانيا غاتنطالق من هنا..وكنت شاك 70% انها تابعة لشيطان...سيفطت اشعار لوالي الامن..والمدير الجهوي ديال دي جي اس تي...باش ندخلو.. درست خطة ...وماجاني حتى شي رد من عندهوم...ونهار العملية كانو عندنا بلايص خاصة باش نتخباو نراقبو من بعيد .حتى كنتفاجئ بمداهمة لبلاصة ديالنا...اضطريت نسحب الفريق ديالي..وحتى الدعم ديالهوم ماسيفطوهش..وفاش عيطت لمدير الجهوي تيليفونو طافي..من بعد قالك ماوصلهوم حتى اشعار!...اش بانلكم فهادشي؟"
ضحكات سمر بسخرية وقالت...
"حاجة باينة..المغرب من زمان مورط فبحال هاد القضايا...أباطرة الحشيش والتهريب قدرو يختارقو الجهاز الامني...وشي وحدبن وصلات بيهوم يتحكمو فمسؤولين امنين..حيت بساطة كيعمرولهوم الجيب ويوفرو ليهوم السيولة المالية تغنيهوم هوما وتريكتهوم ولي داير بيهوم..فين مامشيتي كاين ناس بلا ضمير...وفاش كيكون الواحد نزيه كتجي فيه تماما كيف طراليك انت!..تهديدات وكتوصل بيهوم حتى لتصفية والقتل..كيمشيو ناس ابرياء ماعندهوم حتى دخل.."
طفا سيجارته وشافيها...قال ببرود..
"تماما...من بعد نوال ومراتي التانية..جا الدور عليا...اخر محاولة داروها هي فاش خرجت كونجي الشهر لي فات على برا..تعرضت لمحاولة قتل..قدرت نفلت منها..وواحد منهوم خلاليا ميساج...راك كتلعب بالنار..خاف على راسك هاد المرة..من بعد البحت توصلت ان القضية داخلة غيها المخابرات الداخلية والخارجية..."
طأطأ راسه فؤاد وقال باسف...
"دومااج...المغرب مزال كيفشل فاختيار الكوادر..حنا ماشي عندنا نقص فالكفاءات حنا كنعطيو المناصب الكبار بباك صاحبي..الملك غاطس فقضايا الاقتصاد ومخلي مهمات كبار فيدين ناس متلاعبين...بحال المستشارين ..وشحال من شخصية كبيرة كيلعبو تحت الضل...وكيضغطو عل القصر"
حرك وقاص راسه بتأكيد ورد من فوره...
"مع الاسف...القصر متورط بشكل كبير مع خلايا التهريب الدولي للمخدرات...كيأمنو ليهوم الحماية هوما والمسؤولين الامنين لي تابعين الرشاوي وكيرعاو على الفتات..وحتى الصحافة رجعات معاوناهوم...مؤخرا تشد واحد العميد صاحبي فالناظور..بسباب بلاغ كاذب نصبولو فخ وغبروه"
"سيكغاف هادشي غير غادي وكيزيد..كنقادوها من جهة حتى كتخرج ايد من فوق تلوي لينا دراعنا...شوفو غير نهار تشد الرماش..شحال من راس طيح معاه...جر معاه ناس من القصر ورؤساء امنين وقضاة وشحال من مافيا مشات فداك الحملة...تما عرف القضية مقودة والمغرب خلف فيه الله...ماللخر الدراري...اقتصاد البلاد قايم على العشبة..هاد الشي لي كديرو الدولة مرة مرة تشدلينا واحد ولا جوج من بارونات الحشيش غير مسرحيات تباها بيهوم فيزافي الدول لوخرين..بالعربية التاعرابت أ وقاص حنا مجرد كراكيز كتحركنا كيف بغات..راه نهار تبغي طيح شي مافيا غايجي الامر من فوق"
تقاد وقاص فجلسته كيمسح على راسو بحنق ونطق بتأسف...
"عندك الحق..خير مثال ..الذيب لي كان واحد من اكبر مؤسسي كارتيلات المخدرات فالمغرب..ياك شحال وقفو عليه وعاونهوم فقضايا امنية استعصت عليهوم..كان كولشي عارفو من البارونات الكبار دالحشيش...حتى حد ماتابعو..ونهار طاح جا الامر من الحسن التاني اعتقلوه بدون سابق إنذار.."
رمتني بالهوى عيناك الجزء العاشر
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء