رمتني بالهوى عيناك الجزء الثالث

من تأليف Yassmine Yass
2020

محتوى القصة

رواية رمتني بالهوى عيناك

فالخارج كانو العيالات كالسين فصالون بوحدهوم...حياة والحاجة فضيلة أم وقاص..ومرت باها درملة ونسا اخرين من عائلتها...خوتها وعمامات رملة...كانو كيتبادلو الاحاديت فجو مرح...وصوت ضحكاتهم واصواتهم العالية واصلة حتى لبيت لي كانو كالسين فيه الرجال...كان صالون صغير عصري...وسطه طبيلة محطوط عليها الضيافة...وفراس المجمع كان كالس أب رملة وحداه رجل قده فالسن...الشيب مغطي راسو...وابتسامته ماتمحاتش على وجهو المبشور كان هداك أب وقاص الحاج حكيم العدناني
كيهضر مع أب رملة فأحاديت مزال ماتعداتش جمل الترحيب والصواب...
"مرحبا بااحاج حكيم...حصلنا الشرف لي دخلتو لداري من جديد..."
نطقها أب رملة باحترام وحشمان يهز عينيه مباشرة فيهوم...من شدة وقارو ليه...ونظرا لطبيعة العلاقة لي كتربطهوم بصفة الحاج حكيم هو العميد الاقليمي السابق للمنطقة لي هوما فيها قبل مايتقاعد ويتعطا لوقاص مشعل المهمة...ابتسم هدا الاخير ورد بهدوء...
"شكرا على الترحيب..وبلا شك عارف علاش جينا؟"
حرك راسه الجالس امامه وقال بخفوت...والفرحة باينة على محياه
"اييه مرحبا بيكوم..الدار داركوم وماغانلقاوش ماحسن من ولدكم.."
كان وقاص فقط كيستامع بلا ماتبان على وجهه حتى شي تعابير...شوفاته الحادة مركزة على باه بالخصوص وكأنه كيتسناه ينطق بشي حاجة معينة ويختاصرو هاد مشهد الترحيب لي ماشي مهم بالنسبة ليه...حتى شافيه باه وكأنه فهمو غير من نظراته..حنحن بصوت مسموع وقال بجدية...
"كيما كتعرف..هادشي جا مزروب السي محمد...المرة لي فاتت جينا أنا والحاجة وعطيتونا البنت...نتا السي محمد انا بنفسي كنشهدليك بسمعتك واخلاقك وتفانيك فالعمل...ونهار لي شافت الحاجة ام وقاص بنتكم وشاوراتني أنا وافقت مباشرة...وخ والحق يتقال ماخديناشاي بري المعني بالامر..."
سكت شوية ونظراته على وقاص لي كان كالس على أعصابه كيتسناه غير امتا يكمل...رجع تقاد فكلستو الحاج حكيم وكمل كلامه بجدية أكثر...
"وكيما كتعرف ولاد اليوم مايمكنش تفرض عليهوم شي ري...هداك علاش طلبت منك ضيف الله للمرة التانية...يعني ماكنشاي ولا بد من هاد الهرج لي دايرين العيلات على برا..."
تبسم أب رملة باحراج هو بلا شي متوتر من جلوسه قدام ريئيسه السابق لي مزال هيبته طاغية فمكان تواجده كالعادة...وقدام ولده لي لا يقل هبة ووقار عليه...تقاد فالجلسة دياله وقال بارتباك...
"راك عارف العيالات..مرت باها غير سمعاتكوم راجعين على قبل البنت علمات الحباب...هدا مكان"
بادله الحاج حكيم الابتسامة بدوره وقال بتفهم....
"مكاين باس أسيدي...المهم بلا منطولو بزاف فالهضرة....الدراري خاصهوم يتعرفو على بعضياتهم وايلا توالمو حنا مانزيدوهوم غير الله يكمل بالخير.."
بلع ريقه السي محمد وتنهد بعدم ارتياح..كان كيضن ان هاد الزيارة هي بمتابة موافقة نهائية على موضوع الزواج...لاكن من هضرته وسكوت المعني بالامر...خلا الشك يستوطن تفكيره والفار يلعب بعبه...خصوصا أن هاديك لي مسجونة فغرفتها ماضامنش ردة فعلها وهي مبززين عليها هاد الزواج..
حنحن بصوت مسموع وقال بارتباك...
"اهاه من حقهم يتعارفو على بعضياتهم..."
ابتاسم ابتسامة صفراء...ونادا على مرته بصوت عالي..ماكاملاش حتى تلات تواني كانت فباب البيت الضحكة واصلة ليها حتى للودن..شافيها وقال بخفوت...
"فاطمة السيد باغي يشوف رملة طلعيه للصالون لي الفوق وخليها تخرج عنده...يهضرو شوية"

تمحات ابتسامتها وخيبات سيفتها...ماعاجبها حال...مابغات تبين عدم الرضى ونطقات بخفوت حانية الراس...
"مرحبا هانا نمشي نخرجها ونعلمك طلع الفوق"
مشات بسرعة...كتزرب فخطواتها وتعض على سنانها...دخلات عليهوم لبيت لقاتها مزالة كالسة فنفس الكرسي قبالت المراية من اللحظة لي خرجات الزيانة من عندها وفنة عند راسها...كانو كيهضرو بخفوت..بمجرد ماتحلات الباب...سكتو وشافو فيها...دخلات بنفس نظراتها الخبيثة...شارت بعينيها جهة لباب لفنة...لي فهماتها بلا ماتنطق ومشات خرجات هاربة من شرها...غي تسدات الباب...قربات لرملة شداتها من دراعها وزيرات عليها بقوة...ونطقات بنبرة حادة كتركز على كل حرف خرج من فمها...
"العريس باغي يشوفك..واياك ثم واياك ديري شي فضيحة هضري متبتة ومرزنة...و يا ويلك تبيني بلي ماخاصكش تزوجي..فكري مزيان لا فلتي هاد العريس هنا غاتبقاي مسجونة فهاد البيت وداك الساعات مرحبا بيك فالجحيم ديال الصح...دقيقة تكوني فبيت الكلاس لي لفوق"
طلقات منها بالشنتة من بعد ماسالات من تهديدها...خرجات من البيت وصفقات الباب بقوة...دليل على غضبها وعدم رضاها...وسخطها...نزلات قطرة من الماء من عينيها...مرت على خدها سخونة حتى وصلات لشفتيها وقدرات دوق طعم ملوحيتها داك الساعة...مسحاتها دغيا وشافت فالمراية...عينيها قطرة من الدم...كابتة فيهوم غضبها وسخطها حتى هي...غمضاتهوم بعنف ورجعات حلاتهوم...تنفسات بقوة...وناضت خرجات من البيت...عازمة على قرار وخاصها تنفدو...
ثواني وكان واقف حدا البيت...ماغايحتاجش يدق حيت البيت كان على شكل صالون بتقويسة بلا باب...تقدم بخطوات ثابتة لداخل...
وتوقف بمجرد ما لمح طيفها وهي عاطياه بالظهر...كيبان فقط شعرها الفحمي هابط مع ضهرها...مسرح كالليل السرمدي له أول ما له أخر مغطي ضهر داك القميص الحريري بالكامل...
سرطات ريقها منين حسات بوجود شي حد اخر معاها...وغمضات عينيها بنهم فاش داعبات رائحة جد مألوفة أنفاسها العابثة واطمرت عليهم بشدة...دغدغة خفيفة استولت على الجانب العلوي من صدرها خلات دقات قلبها تسارع وتسمع صوتهم فودنيها...!
اد"اش هاد العداب يا ربي""
قالتها داخلها بخفوت وهي حاطة يدسها فوق قلبها كتحاول تمحي صورته لي زارت افكارها من جديد...حلات عينيها فغرت شفتيها وهي عاطياه بالضهر باغا تنطق لاكن خايفة من مواجهة ردة فعله من مور الكلام لي غايخرج من ثغرها دبا...رجعات سدات فمها بتردد والكلمات بقات عالقة بين لسانها وحلقها...رجعات غمضات عينيها من بعد ماتشجعات وقالت بامتعاض...
"أنا ماباغاش نتزوج بيك أولد الناس غير هوما لي بززو عليا"

زيرات بضفرانها على توب القميص لي لابسة بتوتر فاش لاحت كلامها فالهوا ونفذ لمسامعه بوضوح...
ثواني الصمت كانت كطول حتى ضنات أنه انساحب ولا مادخلش من أصله...بلعات ريقها ...ويالله كانت غادور حتى سمعاتو تحرك وصوت خطواته وهو جاي ناحيتها خلاها تغمض عينيها ويزيد من ارتباكها حتى وصلها صوته الاجش من خلفها...

"وعلاش مبززين عليك الزواج؟"

يمكن تكذب أنفها لي استنشق رائحة عطره من أول ما دخل...لاكن صوته؟
صوته كان بحال شي طوفان نفذ تحت من جلدها ومزق جسدها بعنف...ورعشة قوية زحفات فوق قفصها الصدري واكتاسحات عمدوها الفقري وخلات كل ذرة من أنفاسها تحتضر وكل إنش من جسدها يرتاجف...
رجليها ماساعفوهاش باش دور وتأكد...او بالاحرى قلبها لي ماطاوعهاش دور خايفة يكون مجرد خيال رسماته ليها مخيلتها المهووسة برسم صور عنه...
لاكن الصمت لي جاها من بعد خلاها تجمع أشتات شجاعتها لي تلاشات ودارت لعنده بحركة بطيئة حتى!
حتى استقرت عينيها فالسواد لي تحت جفونه...نفس النظرات الحادة...نفس تقاسيم الوجه القاسية...حتى حاجة ماتبدللت فيه من غير دقنه الحليقة ولحيته لي نقص منها بعناية...هو بشحمه ولحمه...
ماشي طيفه أو مجرد خيال...ماقدراتش تخبي شعور الصدمة لي بان بوضوح فاتساع حدقتيها والبريق الغريب لي استولى عليهوم...رجليها حسات بيهوم رجعو بحال العجين من تحتها.. والصهدة خارجة مع انفاسها اللاهتة...غمضات عينيها وحلاتهوم مرة وجوج وتلاتة..وكل مرة كانت كطبق رموشها الكثيفة وترجع تحلهوم باش تأكد كانو كيزيدو دقات قلبها فالخفقان مع كل رمشة...مايمكنش تكذب عينيها وكايمكنش تغلط فعينيه!...عينيه لي فيها سحر غريب كيشدها ليه اكتر ويخليها مأسورة حد العناء!
فغرات شفتيها من بعد مابلعات ريقها من طعم الصدأ لي تكوم فحلقها...ونطقات بعدها بحروف إسمه وخرجات حارة من فمها...بنبرة مرتعشة...
"وقاااص؟"
مكانش باين على تعابيره الصدمة ..وكأنه كان شاك بلي هي ودبا تأكد فقط...شعور راوده من اول نهار عرف اسمها فاش هضر مع باه وعطاه معلومات كافية على عروسته المزعومة...اول ما نطق اسمها جات فباله الغريبة لي بقات معاه سيمانة فالغابة...الحدس دياله طلع صحيح...غير من اسمها لي مايمكنش يتكرر جوج مرات ففترة وجيزة...وكان من بين الاسباب باش قبل يشوفها...من ديما كان عنده فضول ناحيتها ودبا زاد أكثر...تقدم عندها وهو مزال كيدقق الشوفة فملامحها...نظراته المتفحصة وصمته العنيف كان كيعزف سمفونية صاخبة على أوثار قلبها...متعمد يلعب على أعصابها وكأنه يتلذذ بمنظرها وهي كالجرذ المرتعش من الارتباك....
وصل لعندها وكانت كتفصلهوم فقط خطوة...ريحته زادت استوطنت أعماقها وقربه ليها هلك حواسها دون رحمة! حتى حسات بملمس أصابعه الخشنة جنب فمها كيتحسس شفتها المدمغة وحجبانه معقودين بحدة...
نفس حارة خرجات من ثغرها استشعرها من بين صبعانه بوضوح... قبل ما تحرك تفاحة أدم فحلقه ناطقا بخفوت وبنبرة خشنة...

"شكون ضربك؟"

"بابا"
نطقاتها بدون شعور وهي مسحورة من نظراته...وحركة صبعانوو لي كيدوزو بلطف جنب شفتها...لاحظت انعقاد حجبانه وشفتيه لي تحركو وقال بحدة...
"واش ضربك حيت مابغيتيش تزوجي؟"
حدرات راسها وبعدات عليه شوية...تنفسات بهدوء كتسمح لذرات الهواء دخل لرئتيها ونطقات من بين أنفاسها المتحشرجة..وبصوت منخفض..
"ضربني فاش ساق ليا الخبار كنت تالفة فالغابة سيمانة...وتا حد ماعرفني فين كنت...هو نواها فيا غالطة وخ أنا مدرت والو"
كان كيراقب شفتيها لي كيتحركو بارتجاف وحركة يديها لي كتفرك فيهوم بارتباك...تنهد وقال بخفوت...
"أول مرة يوقع هادشي بيناتكم؟"
حركات راسها بالنفي...بلعات الغصة لي فحلقها ودوات بخفوت وعينيها مزالين فالارض...
"من ديما..أصلا ولفت"
مباشرة من بعد جوابها جاا لبالو داك الليلة لي دوات على باها..نهار عرف أنها كتكره البوليس...دبا عاد قدر يفهم السبب...من هضرتها ونبرة صوتها المغمغمة بالبكاء عرف أنها مقهورة...وبلا مايحتاج يسولها على مرت باها وطبيعة العلاقة لي بيناتهوم حيت كولشي باين...بقا شحال مراقبها كيدقق فتفاصيلها...تقدم بخطوة حتى لعندها هز صبعه حطو تحت ذقنها علا ليها راسها ونطق بهدوء..
"شوفي فيا"
قدر يحس بارتجافها مرة أخرى. فاش طلاقاو عيونهم...بقا شحال كيدقق فالظلام لي تحت جفونها...وبؤبؤها لي كيلمع بحال شي نجم ساطع فسماء مظلمة...وقال..
"علاش ماباغاش هاد الزواج؟"
انعقد لسانها كأنها طفلة تتعلم الكلام...خمس دقائق!!..فقط كون يرجع الزمان اللور خمس دقائق مكانتش غاتنطق بلي نطقاتو...باش غاتجاوبو؟ تقولو مابغيتش نتزوج بيك حيت ماقدرتش نساك؟ بلي مابغاتوش على قبل اخر وهوما نفس الشخص؟ 
"غبية وفاشلة" صفتين غايبقاو ملازمينها طول حياتها...غمضات عينيها ورجعات حلاتهوم كتلعن راسها على تسرعها وعنادها لي ماشي فوقته...طوفان الندم كان كيعصف فقلبها بشدة...فغرت شفتيها ونطقات بخفوت من بعد ما لملمات حطام روحها... وهي كدوي بحرقة...
"ماخداو رأيي فحتى حاجة...من ديما كيقررو فبلاصتي...بحالا أنا شي دمية متحركة كيلعبو بيها فمسرح بلا جمهور...ماكلفوش راسهوم حتى يسولوني واش باغا...ماخلاوني نعرف والو...لي عرفتو فقط هو أنه جايني عريس ولد رئيس بابا فالخدمة...فايت فيه الزواج وعنده بنت..."
رجعات حدرات عينيها وكتحس بالعرق هابط مع عمودها الفقري من شدة التوتر...زفرات بصعوبة وقالت بصوت مرتجف والارتباك مسيطر عليها...
"أول حاجة جات لبالي هو أنهم باغين يلوحوني لزواج غير باش يتهناو مني ونتسما مزوجة"
سكتات من بعدها ماقدراتش تزيد تهضر..كان صوت قوي داخلها ورغبة مجنونة كطلب شوية دالجرأة والقليل من الشجاعة وتعتارف بلي رفضات الزواج حيت تعلقات بيه من أول ماشافتو خلاها مسلوبة العقل والروح...وبلي قلبها خلاتو فداك الكوخ..ورجعات مجردة من الاحاسيس...معلقة بين مطرقة اليأس...وسندان النسيان..!
كان كيراقب صمتها فهدوء..فهم كل حرف من الي نطقاته...خشا يدو فجيابو وقال بنبرة باردة تشبه لبرودة ليالي لندن وتعابير وجهه طاغي عليها الجمود...
" ودبا؟ تبغي تزوجي بيا؟"

من بعد مدة كان رجع لصالون فين مجموعين الرجال...كلس بلاصته وهد المرة كان انضم ليهوم حتى أخ رملة ...الكل كان كيتسناه ينطق...الحاج حكيم كان كيشوفيه بترقب وخايف من قراره...اما أب رملة فكانو تعابير وجهه غالب عليهوم الخوف...وماقدرش حتى يسول اش طرا الفوق..حتى فصل داك الصمت ولحظات الترقب صوت الحاج الحكيم لي قال بتساؤل
"ايوا اولدي اش قررتو؟"
تقاد فكلستو وشبك صبعان يديه...شاف فأب رملة بنظرة حادة خلاتو يبلع ريقه وقال بجدية...
"موافق على هاد الزواج...لاكن عندي شروط"
نظرات متوجسة هي لي بانت فعينيهوم كولهوم من غير الاب دياله لي حنا راسه لتحت كأنه عارف الكلام لي جاي من بعد...!
"شنو هوما شروطك أولدي؟"
جملة خرجات من فم أب رملة بترقب...قبل مايوصلو صوت وقاص من جديد... وهو كيأكد على كل حرف كينطقو...
"مرتي مانبغي حتى حد يزورها فيكوم...لا عائلتها القريبة ولا البعيدة...نهار توحشكم غانجيبها بيدي...صداقها غاتسلمو نهار العقد بلي طلبتوه...وماغايكون لا عرس لا والو...بنتكم غاتعيش معززة مكرمة وماغاينقصها حتى خير...ايلا وافقتو على شروطي العقد غايكون من دبا سيمانة"
لاح الكلام فوجههوم وخلاهوم غير كيدورو فعينيهوم...شروط تقدر تكون قاصحة لاكن منطقية...
شاف السي محمد فولده بنظرة خاطفة ورجع شاف فوقاص..ابتسم بشحوب وقال...
"ما قلتي عيب أولدي...حنا لي نطلبو منك هو تهلى فيها وتصونها...البنت مصيرها دار راجلها...ومن حقك تشد تيقارك...أنا من جيهتي موافق على شروطكم ومانزيدكم غير الصلاة على النبي"
هاد المرة جاه الجواب من عند الحاج حكيم من بعد ما صلاو على النبي بخفوت وقال...وابتسامة واسعة على محياه
"إذن خليونا نقراو فاتحة أسيادنا والله يكمل بالخير"
**
الحياة ديما كتاخد منا كتر مكتعطي...كتلوثنا مع كل يوم جديد...يقدر اليوم تعطيك وغدا تبكيك...تعيش يوم من السعادة فالوطن وغدا لقاء مع المنفى والاغتراب...
ومع كل نهار كتحس بالنار لي فيك كتبرد ولهيبها ينطفي...وتحول أعز مافينا الى رماد...خدا معاه براءتنا...طفولتنا...إيماننا براسنا...ونقاءنا الداخلي...كتخلينا ننجارفو وراء أهواءنا...نقررو بلا منفكرو...ونخطأو بلا مانعتارفو...وفالاخير كنخرجو خاسرين من معركة كان العدو فيها قوي...عنيف...وبلا رحمة...!حتى!
حتى كينباثق شعاع من الامل من العدم...فنهار كنتي كضن أنه غايكون كسائر الايام...كتقلب فيه الموازين...كيرجع قلبك يخفق من جديد! والحياة لي لوتاته كتنقيه وتلبسو أثواب من السعادة ومجوهرات من الحب...!بسباب موقف! حادث! أو شخص!
ورملة كانت من بين هاد الناس لي لوثاتهم الحياة ومن بعد ماكانت عايشة أسيرة لليأس وسجينة مع العزلة... جا شخص ذوقها من طبق لذيذ ومر فنفس الوقت! ولي للاسف مازال ماعرفات أن سميتو الحب....حيت ببساطة ماعمرها عرفات معنى أنها توصل بقلبها لحالة الانتشاء...ومعنى أن كولشي يضحك من حولها...وتعانق أحاسيسها السعادة...بطريقة مكتقدر لا توصفها ولا تعبر عليها...!

"أنا موافقة" 
هي الكلمة الي كانت فاصلة بينها وبين سعادتها ولي مزال كتحس بنفس الرعشة ونفس الارتجافة لي داعبات أوصلاها نهار لي نطقاتها بكل جرأة وشجاعة فوجهه...وهي هايمة فملامحه القاسية والجذابة والمهلكة لروحها حد العناء!
ومن ساعتها وهي عايشة على ذكرى طيفه وهو خارج فاتجاه الاسفل...مخليها غارقة فبحر بدون أمواج...والارض تحتها تحولات الى هلام...ايلا خطات خطوة تزلق فيه...
ومن بعدها حسات بقلبها كيرقص وغايخرج من بين ضلوعها فاش سمعت صوت الزغاريد العالية طالعة من تحت...خلاتها تغمض عينيها وتعض على شفتيها بخجل بحالا راها وسطهوم...ومن يومها وهي فغيبوبة من السعادة والفرح حتى لحظة توثيق زواجها بيه...واقتران اسمها باسمه الى الابد...!
كانت كتحس بالاختناق وبحال شي جاثوم أطبق على أنفاسها بشدة...عينيها حادراهوم لتحت ببطئ كأنها كتقلب على حبل مشنقتها...ويديها شابكاهوم فحجرها..وهي كتراقب الحناء الغامقة المرسومة فيديها على شكل أزهار...جاية بحال شي نحت بالوان غامقة على قطعة جليد ناصعة البياض...وخاتم الزواج الذهبي كيزين إصبعها برقة...!
كانت حاسة فقط بوجوده جنبها و ثوب قميصها الابيض كيلامس ثوب بذلته الرمادية...بالرغم من وجود كل من خوها وخوه والاب ديالها والاب دياله والعيالات لي واقفين فباب الصالون كتوصلها همهماتهم الهامسة بوضووح...الا أنها كانت كتشعر غير بيه وبرقبه المهلك ليها...حتى مدليها العدول قلم شداته بيديها المرتعشة...وكأنها كانت فغيبوبة ماسمعات تا حاجة من كلامه حتى طلب منها توقع بخط يديها على عقد الزواج لي كيحمل اسمها جنب إسمه...وبمجرد ماحطات القلم ووضعات إمضاءها بلعات ريقها وحطاتو ...كتراقب بهدوء أصابعه لي هزو القلم من بعدها وريحته لي دخلات لاعماقها...زادتها هلاك على هلاك! وبمجرد ما سنا حتى هو..تعالات الزغاريد مرة اخرى..رفعاتها معاها لسماء صافية بدون غيوم فين كاينة غير هي ووقاص وهاد الشعور الزوين لي دغدغ أوصالها!
"أنا رجعت مراته دبا"
قالت هاد الجملة فداخلها بذهول وعدم تصديق وهي كالسة فجنبه كتلقا فالتهاني والتبريكات...والحمرة اعتلت خديها وهي كتجاوبهوم باستحياء....خاضعة! ومستسلمة وسط احساسها بالرهبة من اقتران إسمها باسمه...وكيفاش غاتكون حياتها من دبا الفوق..! ايلا كان غير دفيقة بقربه منها كيخليها تنصاهر ولمسة منه كيشن بيها هجوم على قلبها المسكين فماذا عن العمر كله؟ 

كان واقف جنب المسبح حاضي انعكاس ضوء القمر فماءو الصافي كيرتاشف قسط من النيكوتين من سيجارته لي كتحتارق بين صباعو كالعادة باغي يريح أعصابه...حتى حس بوطأة أقدام من الخلف موراها تحطات يد على كتفه وجاه صوت الاب ديالو قائلا بوجوم...
"متفكرش بزاف أولدي...كولشي غايتصلح مع الوقت"
ساط الدخان فالسما وشافيه بجنب...تنهد وقال بفتور...
"كتبقا بريئة و ماعندها تا ذنب دخل لهاد الحياة لي عايشها"
خشا حكيم يديه فجيبو وشاف لبعيد وقال باصرار...
"القرار بيدك نتا...ايلا ماعاونتيش راسك مكاينش لي يخرجك من هاد الدوامة...عطي لراسك فرصة اخرى ونسا عليك الماضي"
ترسمات ابتسامة ساخرة على وجه وقال بتهكم...
"شنو يضملنا بلي البركان تخمد وماعايعاودش يطلع؟!"
تنهد الحاج حكيم ورجع شافيه...مهما قال كيبقا كلامه من أجل التخفيف فقط وهو براسه مامتأكدش من الخطوة القادمة ولا شنو جاي للقدام...رجع رتب على كتفه وقال بجمود..
"ايلا كان بزواجك مرة اخرى غايرجع داك البركان...فانا متأكد بلي هاد المرة غاتخرج نتا لي رابح...عارفك قد المسؤولية وهاد المرة مكاينش مجال للخطأ..رجع عيش حياتك عادي وماتخافش"
لاح سيجارته فالارض عفس عليها بسباطه...دوز على وجهه بتعب وقال بامتعاض
"خايف عليها هي"
ابتسم بثبات وقال بثقة...
"متأكد بلي كولشي غايتبدل...غانعاود نكولهالك عطي لراسك فرصة اخرى أ ولدي"
بقا شحال ساكت الواقف جنبه كأنه كيفكر فكلامه...علا راسو للسما وزفر نفس حارة وقال بصوت أجش...
"خاصني الوقت الواليد"
حكيم: خود وقتك الكافي...غير متهرسش زواجك"
قال هاد الجملة ودار مشا بحالو خلاه من وراه كيتخبط فأفكارو ويناجي مخاوفه...الحاجة لي الوحيدة لي كيحس براسه مكبل فيها بالاصفاد وماقادر يدير والو هو شبح الماضي لي استولى على حياته بحال شي وباء فتاك مزال ماقادرش يبثرو من جذوره...3 سنين وهو بحال شي بركان خامد...ودبا جا الوقت فين يتحرك...هاد المرة ماشي غير بوحده بل معاه فتاة بريئة كل ما عطاتها الحياة هو الفشل واليأس...هي ماعندها حتى ذنب لاكن كتاب ودخلات لحياته...وصعيب بزاف باش يتقبل وجودها...او يقربها منه أكثر...دور راسه جهة الفيلا شاف فضوء غرفته لي مزال شاعل والساعة فيديه كتشير لمنتصف الليل...خشا يديه فجيبه وتمشا بخطوات ثابتة للداخل....

لحظات الانتظار باتت طويلة...دقات قلبها كتحس بيهوم كيضربو فودنيها...حالة من الخجل والفرحة مخلطة مع الارتباك هي لي اجتاحتها فهاد اللحظة...كانت كتنفس بصعوبة وصوت انفاسها هوما فقط لي كيتسمعو وسط هاد السكون الغريب فغرفة غريبة عليها...كتحس بيها باردة بحال الثلج...ساعات قليلة باش جات لهاد الدار من بعد ماودعات غرفتها...سريرها وخزانتها العتيقة...للاسف هادشي لي ودعات...وهادشي لي افتاقدات...فقط جماد!...خرجتها من دار باها مكانتش بحال كاع العرايسات....كانت باردة!...رتيبة!...مملة وتفتقد للاحاسيس!...تنهدات بحرقة وغصة اعتالات حلقها فاش تفكرات الام ديالها...أكيد كانت غاتكون خرجتها بحال أي عروسة...كانت غاتحتاضنها...تبكي على كتفها...تبوسها ودعيليها بالتيسير...تنصحها وتوقف بجنبها...وكانت غتكون دبا كتسنا غي امتا يجي الصباح باش تجيبلها الفطور وتبارك صباحها...لاكن للاسف شعور اليتم مر بحال العلقم...شهقات في صمت كتمنع الدموع المتراكمة فحدقتيها من أنهم ينزلو...هاد الليلة بغااتها بلا دموع...كتحس بالحياة ضحكات ليها وشعاع من النور تسلل لقلبها خلاها تعتانق السعادة واخيرا...
علات راسها للسقف كتزفر بقوة...كان وجهها بحال الشمس لي شرقات على الارض بنورها...وكأن الطبيعة خدات منها كولشي وعطاتها القسط الاوفر من الجمال...حسناء في ثوب عروس...كانت رموشها الكثيفة كضلل عينيها الفاتنتين ولي زادهوم الكحل المرسوم بدقة حسن وفتنة...
باب البيت لي تحل خلاها تجفل بلاصتها...حدرات راسها هاربة بنظراتها من لي غايدخل...حسات بسرب من النمل طالع كيدغدغ فاطرافها فاش حسات بوطأة أقدامه فاتجهاها...من بعدها ريحته الرجولية لي كتميزو غير هو هاد المرة كانت مخلطة مع رائحة السجائر...قلبها خفق بشدة حساته عايخرج من بين ضلوعها فاش كلس جنبها على السرير...قادرة تحس بداك الهلة من السحر! الدفء! والامان لي كيخلفها قربه منها فكل مرة...ماقدراتش تعلي راسها حتى كسر داك الصمت الغريب واختزل الكلام فحروف اسمها لي نطقهوم بخفوت...
" رَملَة"
علات راسها وشافت فيه بلا هواها...خلاته يرمقها بنظرات متفحصة..كيدقق بعناية فملامح وجهها الفاتنة...من ظلام عينيها الحالك...لشعرها المنسدل والمتربع على عرش كتفيها...والخجل لي ترسم على وجنتيها بدقة ...وآه منه فاش كيحط أوزاره فوق من بياضها الصافي!!...كانت! كانت بحال شي قديس وجهه منحوث من مرمر...!
لانت ملامحه القاسية شوية ...وبحركة فاجئاتها هز يده احتضن كفها البارد بكمشة بين صبعانه الخشنة قربها بشوية لفمه وطبع قبلة حنينة وهادئة...ارتعشت على اثرها أطرافها من أخمد قدميها حتى لقمة رأسها وصوته لي جاها من بعد بنبرة رجولية مبحوحة...قائلا بخفوت...
"مرحبا بيك فدارك"

الحروف وحلات فحلقها والكلمات ضاعو فطريقهوم للسانها وبادلاته ابتسامة خجولة!بريئة! فاتنة! وبانت لاول مرة غمازتها المرسومة فخدها الايسر بعناية...بحال شي بير من العسل...حلوة ولاذعة!
زير بأصابعه على يديها لي باقيين فقبضته وقال بنفس النبرة الهادئة...
"غانبقاو هنا فترة بسيطة من بعد غانمشيو لدارنا...فرصة باش تعرفي على الحاجة والحاج وهمس حتى هي..وايلا مارتاحيتيش هنا فأي لحظة علميني نمشيو وخ؟"
حركات راسها بالايجاب كتحس بيديها تشللات من لمساته عليهوم...بحال النار كتحرق جلدها بهدوء....ونظرها مثبت على حدقتيه وملامحه الجامدة...حركات شفتيها ونطقات بخفوت فاش لقات صوتها...
" لي بغيتي بحال بحال..."
ابتسامة خاطفة دغيا ضهرات على ملامحه وتمحات...زاد قرب ليها أكثر...وسمع لأنامله داعب خصلات شعرها المتناتر على وجهها...ويبعدها خلف ودنيها...ومن بعدها احتضن خدها بحركة جريئة كيستشعر ملمسهم الناعم...خلا سمفونية زوينة وهادئة تعزف على أوثار قلبها المسلوب من قربه...أما هو ضاعت الكلمات فحلقة وهو كيحاول يلقا جمل مناسبة للكلام لي باغي يقولو...
تحركات أخيرا تفاحة أدم فحلقة...وقال بنبرة حنينة رأفتا بقلبها المسكين...
"رَملة...لي بغيتك تعرفي هو أنه هاد الزواج مكانش أبدا من ضمن مخططاتي...كااين بزاف دالامور لي خلاتني منعاودش نفكر فعلاقة أخرى من بعد زواجي الاول...ماكنتش باغيك دخلي لحياتي وهي هكا...قاسية وفارغة!..."
سكت شوية كيراقب بريق حدقتيها لي كتاساه الوجوم...ويده مزال محطوطة على خدها كيمرر أصبعه الابهم تحت عينيها بهدوء...وكمل كلامه بخفوت...
" مابغيتكش تفكري بزاف فالسبب لي يجعلني نخليك بعيدة عليا ...نتي مراتي وتحت مسؤوليتي دبا...وطالما إسمك مقرون باسمي عمرها تمسك شي حاجة ونتي معايا أنا بجنبك ولي ضراتك كوليهالي. ..فقط خاصني شوية دالوقت...واش تقدري؟"
كلماته لسعات قلبها بحال السم الاذع...رفضه ليها فليلة زواجهوم ولي جا على شكل كلمات حنينة..عصف بقلبها وزعزع أنجادها...وقصف أنوثها كامرأة...
بلعات طعم الصدأ لي تكون فحلقها...لسانها تعقد ومالقات باش ترد ! وشنو غاتقول فهاد الموقف؟ كان عليها تفهم من اول مرة أنه كتاب غامض وماعارفاش شنو بين صفحاته...هي لي انجارفات وراء أحاسيسها بلا متعرف عليه والو...حركات راسها بالايجاب والالم معتاصر قلبها وروحها المهدودة...ضهر شبح ابتسامة رضى على وجهه...داعبت اوصالها...وقرب أكثر من وجهها...حتى حسات بحرارة بأنفاسه كتلفح جلدتها بهدوء وكلماته لي حرقات بشرتها من شدة قربه ليها... قائلا برضى وامتنان...
" كولشي غايتبدل مع الوقت..."
رعشة عنيفة سرات فأطرافها فاش شافتو كيقرب أكثر...حضن وجهها بيديه بجوج...شي لي خلاها تسدل الستار على حدقتيها برموشها الكثيفة...وتستشعر برودة شفتيه فاش تحطات على جبينها المتعرق وطبع قبلة حنينة! عميقة وهادئة! ونطق بخفوت...
« تصبحي على خير"

انسحب فهدوء خلاليها الغرفة باكملها وأنوثتها المقصوفة...ماقدراتش تمنع الدموع المتراكمة فعينيها من أنهم ينزلو...بمجرد ماسمعات صوت الباب تسد خلاتهوم يبللو خدها فصمت...شهقات بقوة وابتسامة ساخرة بانت على وجهها...وصوت الضمير داخلها كينطق بعتاب...كيفاش كانت موجدة راسها هاد الليلة باش تكون ليه كأي عروس...وخ مكانش لي ينصحها ويقولها اش دير...كانت باغا تستسلم ليه بخضوع...حتى طلب منها تعطيه وقت...تبعد ومتفكرش بزاف...تنهدات بحرقة ومسحات دموعها...مابقاتش قادرة تزيد تفكر...كتحس براسها استنزفت طاقتها وسط هاد النهار المتعب...ولي دازو عليها فيه كاع الفصول...ابتداءا من كتب كتابها فالصباح...لجميع حوايجها فالعشية حتى لقات راسها فبيته وعلى سريره...كتسناه بشوق...قبل مايجي يرفضها بكل رقي ولباقة...تكات على الفراش وجمعات رجليها عندها...جرات الغطا عليها...خشات راسها فالخدية..موسدة دموعها وشهقاتها الخافتة كتخرج بين الفينة والاخرى...كتواسي راسها على مايجيها النعاس...
فالغرفة المجاورة كان مدد على سرير صغير...من بعد مابدل حوايجه تماك ونعس حاضن بنته الغارقة فنومها...النوم غادر جفونه والتفكير أهلك عقله...حتى مابقاش عاقل امتا غفا...!
****
حسات ب لمسات عابثة على وجهها...وصوت مغمغم حدا ودنيها... خلاها تحل عينيها...فإذا بها لمحات كثلة صغيرة متحركة على السرير كتلعب فوجهها بمرح...غير شافت عينيها تحلو بعدات يديها وضحكات ببراءة...بادلاتها الابتسامة وتقادات فكلستها على السرير...شدات صبيعاتها الصغار بين يديها وقالت ...
"هممم حصلتك شنو كنتي كديري فوجهي الشيطانة؟"
ضحكات همس بطفولية ودارت يديها على عينيها بخجل وقالت...
"هيهي كنفيكك..."
بقات شحال كتأمل ملامحها بدقة...بنته من امرأة أخرى...مكتشبهليه فوالو...كانت فغاية الجمال...الشي لي كيدل على أنها نسخة طبق الاصل من مها...مغص طفيف حسات بيه فمعدتها بمجرد التفكير فالامر...ماعرفاتش علاش حسات بكره غريب اتجاهها وخ راها فعداد الاموات دبا! يا ترى واش كان كيبغيها بزاف؟
سؤال تبادر لذهنها خلاها تسترجع ذكرى رفضه ليها بالامس...ورجع الحزن سيطر على ملامح وجهها الشاحبة وهضرته كتعاود فوذنيها بعنف...حتى خرجها من سهوتها صوت الباب لي تفتح ومن بعدها صوت همس وهي كتنادي بمرح بكلمة ماما...ومشات كتجري تلاحت على الواقفة جنب الباب ولي حتاضنتها بقوة...كتبوس فيها بكل حب...
علاش كتعيط لعمتها بماما؟
سؤال نطقاته غير بينها وبين راسها باستغراب...وابتاسمات بخجل فاش قربات ليها حياة هازة همس بين يديها وقالت بوجه بشوش...
"صباح الخير عروستنا الغزالة...رتاحيتي شوية؟"
تقادات فجلستها ...بادلاتها الابتسامة...وخرج صوتها بنبرة خجولة...
"صباح النور...مزيان الحمدالله..."
ضحكات برقة وقالت بمرح...
" ياكما همس صدعاتك عل الصباح...هي مولفة غير كتفيق كتجي تقلب على باباها...وهاد المرة لقاتك هنا..."
رملة: لا بالعكس مزيان لي فيقاتني كنضن مشا الحال...
حياة: لا خودي راحتك نتي عروسة جديدة تفششي كيف بغيتي...جيت غير نقولك تلبسي حوايجك وتنزلي لتحت جاو شي عيالات من العائلة يباركوليك الصباح...ههه غير صبري وصافي هادي عاداتهوم عطيهوم صوابهوم وطلعي ترتاحي ...

ابتاسمات رملة فوجهها وحركات راسها بالموافقة...وقالت من بعدها باستحياء...
" وخ واش خاصني نلبس شي قفطان؟ سمحيلي ماعارفاش شنو ندير"
حطات حياة همس من يديها ورتبات على فخدها...ونطقات بفرح...
"الله أودي حتى انا كنت بحالك فاش يالله تزوجت...مادهشيش غايعجبك الحال غير عمامات راجلك وخوالتو...وهانا يا لالة غانوض معاك نعزلو اش تلبسي ونبقاو حتى نهبطو بجوج علا شحال عندي من مرات خويا غير وحيدة...استغلي الفرصة قبل ماتجي لي تنافسك..."
ضحكات بصوت عالي وغمزاتها...وكملات...
" يالله نوضي طرفي حالتك هانا غانختارليك اش تلبسي..."
حركات راسها بوخ وناضت راسمة ابتسامة شاحبة على وجهها...باارغم من أن حياة كانت كتهضر بعفوية وبطلاقة الا أنها ماقدرات تسولها والو...أسئلة كتيرة فدماغها علاش همس كتعيطليها ماما؟ وكيفاش غاتجي لي تنافسها؟
كتحس براسها غريبة على هاد العائلة وماعارفة والو عليها...دخلات الحمام لي كان مرافق لغرفتهم...وقفات قبالت المراية كتراقب شحوب وجهها وتحت عينيها لي باين فيه الارهاق والتعب...والبكا لي دمغ حدقتيها حتى افسد كحل عينيها...تخلعات من راسها...ومتأكدة أنها مكايناش شي عروسة صبحات هكا من بعد ليلة من زواجها...واش حياة مالاحظت والو ولا مابغاتش تحرجها...تنهدات بحرقة ومابقاتش باغا تفكر عل الاقل حتى تاخد دوش ساخن دفي بيه عضامها... 
*****
من بعد فترة من الوقت كانت كالسة فواحد من الصالونات التقليدية لي فالفيلا...لابسة قفيطن جوهرة فالكريمي بااراندة...شعرها هابط براحة خلف ضهرها...مزينة بمجوهرات من ذهب جاو مع زهاجها...وخاتم زواجها كيبرق وسط يديها المزينة بالحناء...كانت فأبهى حلتها والحمرة مزينة خدها من شدة الخجل من نظراتهم المتفحصة وكلماتهم المادحة فحسنها وجمالها...كانت جنبها حياة وعجوزتها لي ضحكتها واصلة لودنيها كتباها بمرت ولدها وسطهم...ماقاداها فرحة...كتعنق وتبوس فيها بسعادة عارمة...كانت كتبادلهم فقط ابتسامة خجولة ولا كترد عليهوم باستحياء ايلا سولاتها شي وحدة على سنها...شنو كانت كدير فحياتها وغيرها من أسئلة باش يرضيو فضولهم ناحيتها...ومزالة كتحس بالاغتراب وسطهم...وهاد المرة ماشي يتيمة للام فقط بل العائلة كولها كأنها مقطوعة من شجرة...
طلعات لبيتها من بعد مافرقو الضيافة وانساحبو كولهوم...بقات غير واحد عمتهوم بعيدة خلاتها كالسة مع عجوزتها وحياة كيتبادلو أحاديت ماعندها فيها حتى دخل وماغاتفيدها بوالو...هداك لاش تحججات بانها باغا تبدل حوايجها وانساحبات فهدوء...كانت باغا غير امتا تنفارد براسها...تبكي على سعدها وحظها العاثر...حتى لحقات عليها الخدامة وفاجئاتها بخبر زيارة صاحبتها فنة ليها...
ابتاسمات بفرح بحال شي طفل صغير شاف شي حلوى لذيذة...شحال كانت باغا معامن تهضر ولمن تشكي...واعداتها تجي تصبح عليها ووفات بكلمتها...شكرات الخادمة وخرجات هي الاولى من البيت...عاد تبعاتها هاد الاخيرة كتنعت ليها فين كاينة...كانت كليسة فالطابق الفوق قريبة من بيتها كطل على المسبح...
غير وصللت عندها مشات كتجري عنقاتها بحالا كانت مسجونة وعانقات الحرية...بادلاتها فنة السلام وقالت بذهول...
"هادشي كامل خير عندهوم؟اصاحبتي؟"
عبسات ملامحها وردات عليها بحنق...
"واش دبا جيتي تباركيلي ولا تبرككي فين عايشة؟"
تبسمات فنة برقة وجراتها من يديها غير كلسو قالت بحماس...
«"جيت نعرف كولشي عاوديلي اش طرا بالتفصيل..."
راقبات شحوب وجه صديقتها وملامحها لي طفات فجأة...قبل مايوصلها صوتها المكلوم قائلة بحزن...
" ماطرا والو بيناتنا..."
عقدات حجبانها وقالت بتوجس...
«"كيفاش ماطرا والو؟؟"
وكأنها كان خاصها غير شكون يبرك على زر التشغيل وبدات تعاودليها كولشي...شنو طرا البارح من بعد ماهضرات معاها الصباح فالفيكس ديال دارهوم علماتها بلي ضريب الصداق سالا وغاتمشي فالعشية لدار راجلها...واعداتها باش تزورها وتاخد العنوان من مرت باها...ومن بعدها سردات عليها شنو قالها بالتفصيل بالليل...رفضه الواضح ليها فاول ليلة دزواجهوم...
كانت كتعاود بحرقة وطلب منها الامر الكثير من الشجاعة باش ما يهبطوش دموعها...وكانت فنة كتسمع ليها باستلغاء بلا مايبان على وجهها حتى شي تعبير...وبدون شعور داك الاحساس بالغيرة من صاحبتها فاش عرفاتها تزوجات من نفس الشخص لي اصطادمات بيه داك النهار تطفا وحسات براحة غريية ماعرفاتش تفسرها...خلاتها حتى سالات وقالت ببرود...
"القضية باينة السيد باقي كيبغي مراته...جابك غير باش تنسيه فيها...وتربي معاه بنتو..."

لاح الوراق لي كانو بين يديه فالهوا حتى ترشو فوق داك الطاولة المستديرة لي كانو ضايرين بيها شلا ضباط وهو على رأسهم...حجبانه معقودين وعلى وجهه تعابير القسوة والجمود...كيزفر أنفاس حارة من فمه....بقا شحال كيشوفيهوم بنظرات حارقة وتكا من بعدها على الطاولة بيديه وقال مزمجرا بسخط فوجوه الكالسين أمامه...
"كيفاااش دازت الشحنة بلا ماتسيقولها الخباار هااا؟فييين كنتو وسط هادشي كولو؟"
الصمت هو لي جا من جهتهوم وهوما حانين راسهوم ماقاد تا حد يشوفيه حتى زعزعهم صوت ضربة على الطاولة جفلو كولهوم متبوعة بصوته لي زاد علا بحدة...
"معاااااكوم كندوي!!! فين كنتو غافلين على هادشي؟"
نطق واحد من الضباط من بعد مابلل ريقة وتمتم بخفوت...
"غفلونا أسيادة العميد...ضللونا بمعلومات كاذبة ومشينا لبلاصة اخرى...نصبولنا فخ!"
زير على قبضة يديه بشدة والغضب متمكن منو عل الاخر...غمض عينيه كيحاول يتكالما وقال بحنق...
"شكون مور هادشي؟"
رجع نطق نفس الشخص وهاد المرة علا عينه شافيه...
"للاسف ماقدرناش نعرفوه...و..."
"خرجوا"
نطقها بخفوت مقاطع كلامه وهو كيحاول يتمالك أعصابه...ناضو بسرعة هزو وراقهوم وخرجو واحد تابع لاخور...متاقيين شرو..حيت عارفينه كيداير ايلا مشا حتى تعصب...ولا ايلا فشلات شي مهمة كيرجع خايب وفمو مبري منو...رجع للمكتب ديالو كلس كيدوز على راسو بتعب...عينيه مضلامة وملامح وجهه زادت قسات...حتى دق باب مكتبه ودخل بدون إذن كأنه كان مطلوب من قبل..وقف قبالته عطاه التحية وقال..
"سيادة العميد طلبتيني؟"
"كلس"
جاه رد وقاص بحدة...وبقا شحال ساكت حتى كلس عاد كمل كلامه بحنق...وبدون مقدمات....
"بلا شك فراسك المهمة لي فشلات مؤخرا...بغيتك تكلف بيها فالسر...بلا مايسيق حتى شي حد الخبار...بغيتك تعرفلي شكون موراها...القضية ديال نصبو ليهوم فخ مادخلاتش لراسي..."
حرك راسه الجالس أمامه وقال بتوجس..
"هي شاك أنهم عندهوم يد مع البوليس؟"
ناض من البيرو...خشا يديه فجيبو...وقال بتأكيد..
" الخيانة ماخطات حتى بلاصة...غانتكل عليك فهادشي..أ سعد...!"
ناض سعد من قدامه...عطاه التحية مرة اخرى وانصرف بهدوء...
علاقتهوم فالخدمة لا تمت للاخوة بصلة...التعامل فالمكتب ماشي هو ديال الدار بتاتا...كيخلي كل من شافهوم او سمع حديتهوم يجزم أنهم ماشي خوت...والسبب راجع لوقاص لي من ديما كيعرف يفرق بين حياته الشخصية والمهنية...تنهد بضيق ورجع كلس على كرسيه...رجع راسو اللور براحة غمض عينيه كيتنفس ببطئ حتى زارتو صورة للمخيلة ديالو...خلاتو يفتح عينيه ويهز الهاتف دارو فودنه من بعد مادخل الرقم وبقا يتصنت لصوت رنينه المتواصل بهدوء...

كانت غادية جاية وسط بيته لي على اساس رجع بيتهوم من بعد الزواج وخ هجرو من اول ليلة ليهوم...حالة من الشك والتوتر سيطرات عليها من وقت ما خرجات فنة من عندها...هضرتها استوطنت عقلها والوسواس بقا كينهش داخلها بعنف...
يمكن فنة عندها الحق...هو مزال عايش على ذكرى مرتو القديمة...ومادام رفضها اذن راه باقي كيبغيها!! لاكن علاش تزوج بيها منين غايخليها ديكور وهو غايبقا عايش على الاطلال كيناجي ذكريااتها الميتة؟واش بصح يكون محتاج فقط لي يربي ليه بنتو؟ واش جابها غير باش تكون أم بمهر مقنع؟كلسات على السرير ودارت يديها تحت دقنها...تكات بيهوم على رجليها وسافرات بتفكيرها لبعيد...والاسئلة كضارب فراسها بعنف...حتى! سمعات تلات طرقات على الباب هوما لي قدرو يخرجوها من معركتها مع الوساويس...ناضت واقفة وأذنت بالدخول...من بعدها تحل الباب ودخلات منه امرأة اربعينية...دايرة زيف على راسها ومحزمة بطبلية ديال الكوزينة..من هندامها عرفات انها الخدامة...ابتاسمات فوجهها بشحوب قبل ماتنطق هاد الاخيرة بابتسامة خجولة...
"لالة...السي وقاص عيط عاد دبا فالفيكس...كالي نعلمك توجدي راسك...غايدوز موراك تخرجو من دبا ساعة!"
وقفات شوية كتسنا ردة فعلها...لاكن الصمت هو لي جا من عندها...وهي واقفة فاغرة فمها بصدمة وعينيها كيدورو غي بوحدهوم...لدرجة ماحساتش بالباب لي تسد وراء خروج الخدامة...
غايدوز موراها! غايخرجو! من دبا ساعة! ساعة فقط! 
تضاربات هاد الكلمات فراسها قبل ماتستوعب أن هاد المشهد لي داز عاد دبا كانت دعوة رسمية لموعدهم الاول!
موعدهم الاول!
جوج كلمات خلاوها تلف وضيع وسط كومة من الملابس لي جبداتهوم من الشانطات لي كانو فالارض ولي مزال مالقاتش الفرصة فين تستفهوم جنب ملابسه فالخزانة....ضاعت بين السراول والكبابط وتاهت بين الالوان والفراشات كتراقص فمعدتها بسعادة....شنو غاتختار؟ شنو خاصها تلبس؟ ماعرفاتش باش تبدا وكيفاش غاتسالي...لي عارفة هو أنها خاصها تكون فأبهى حلتها وفالموعد تماما!
ومن بعد اقتتال عنيف بين حماسها وفرحتها واضطرابها الشديد..وهي كتسارا فديك الغرفة بحال شي فراشة حرة وطليقة...وقفات اخيييرا أمام المرآة...كتراقب انعكاس صورتها قدامها من بين رموشها الكثيفة راضية كل الرضى على حلتها البهية...وكان ناقصها فقط أحمر شفاه...وعطر بنكهة العنبر والياسمين لتكتمل الصورة وسبحان من صورها!

دقات قلبها كانو كيتسارعو مع كل خطوة كانت كتخطيها فاتجاه سيارة المرسيديس السوداء الواقفة جنب الفيلا والبرد كيدغدغ مفاصلها بعنف من بعد ما أسدل النهار عن ستاره وجا مكانه الليل بعبائته السوداء الحالكة!...وصلات قدام السيارة...وأظافرها كانت كتختارق لحم كفيها من قوة شدها على قبضة يديها بيد واليد الاخرى مزيرة على حقيبة اليد الصغيرة لي كانت فارغة حيت ببساطة ماعندها باش تعمرها...!
الاضطراب وصل لحده معاها...حتى كانت غاضن للحظة أن السيارة فارغة ومافيها حد عاد سمعات صوت فتح الباب من الداخل ...بلعات ريقها فاش تفتحات الزاجة دالجنب اوطوماتيكيا...وشافته كالس خلف المقود منهمك فالهضرة على الهاتف لي بين يديه بحيت اكتفى فقط انه يشير ليها باش طلع...
حلات الباب وكلسات قدامه بهدوء...دارت حزام الامان والتزمت الصمت...كتسمع غير صوته الحاد وهو كيهضر فالتيلي بدون توقف وكأن الطرف الاخر أخرس مكيردش ابدا...وصوت هدير محرك السيارة من بعد ماتحرك مباشرة فاش طلعات...
كانت بحالا كالسة على كومة من الشوك وهي كتملل فبلاصتها بضيق...مشتتة نظرها للاشجار جانب الطريق...ومرة مرة كتشوفيه بنص عين وهو مركز فالسياقة ومكالمته لي مابغاتش تسالي...ويا ريتها ماسالاتش...فبمجرد ماقطع الخط ونزل الهاتف جنبه...حسات بيديها تعرقو وهي مزيرة على توب القميص القطني لي لابسة من فوق...قادرة تحس بنظراته المتفحصة فاش شافيها...الشي لي خلاها تحدر عينيها مخليا ليه المجال ليترفس ملامحها ببطئ...حتى حسات بيديه خلف شعرها...وصبعانه لي تجرآت على المقبض باش جامعاه ...حيدو بهدوء وهو كيراقب تناثر خصلات شعرها الفحمي على كتفيها ببطئ وتما عاد اكتاملات الصورة بالفعل!
ضهر شبح ابتسامة على وجهه...
ونطق ببحة خافتة ومميزة دغدغات مسامعها بوحشية 
"كيجيك زوين وهو مطلوق...متبقايش تجمعيه"
لا هاد المرة تغزل فيها بالفعل وماشي مجرد تخيلات...!
جملة قصفات صدرها بقوة...خلاتها ضيع وهي كتقلب على قلبها لي ذاب وسط ضلوعها...! بحالا هادشي لي كان ناقصها باش ذوب وتنصاهر هي بأكملها... !التوت شفتيها بابتسامة خجولة ماقاداش تشوفيه من شدة الاحراج...وصوت الهاتف لي عاود صونا هو لي خلاها تنفس بارتياح...وتمنات هاد المرة طول مدة المكالمة اكتر من الاولى على الاقل حتى يوصلو...! وكان الحظ حليفها بالفعل...حتى توقفات السيارة من بعد ما وصلو لوجهتهم...عاد أنهى المكالمة وشافيها...ابتسم فوجهها بهدوء ولي شافو مايتيقش أنه يالله كان داخل فمشاحنة حادة على الهاتف...بادلاته الابتسامة وهي كتراقب نظراته الصامتة قبل ماينطق بخفوت...
"مشينا؟"

ثواني من بعد مانزلو كانو أمام باب مطعم فاخر...أضواء خافتة مستفة مع الجناب عند المدخل وصوت موسيقى هادئة كتسمع حتى لبرا...وقف أماماها مباشرة كيسلم على الشخص لي ستقبلهم فالدخلة...لي فهمات أنه مالك هاد المكان...سلم عليه وحياها غير بعينيه...بادلاتو ابتسامة خجولة ورجع كمل ترحيبه بوقاص ومن حديتهوم كيضهر على أنه مدة مازار هاد المكان..للحظة سهات فيه وهي كاتحدق فملامحه باعجاب...ماعمرها شافت شي راجل كيجمع هادشي كله من الجمال والرجولة الطاغية...
ما فيقها غير قبضة يديه لي احتضنت صبعانها بتملك وصوته الجهوري والمبحوح وهو كيقول بثبات...
"يالله ندخلو!"
اكتفت فقط بابتسامة وتمشات معاه كتستشعر ملمس أصابعه الخشنة لي ملفوفة على يديها
كان المطعم خالي الا منهوم..الاضاءة كانت خافتة وكل طبلة عليها شمعة كتراقص بهدوء....وشحال فكرها هاد المكان بجو داك الكوخ فالغابة...جو رومانسي وشاعري بامتياز...!
من بعد مدة كان كل واحد فيهوم كالس قبالة الاخر...فطاولة مستديرة كتوسطها شمعة حمرا ووردة فنفس اللون! 
كان كيراقبها هو من بين نظراته الصلبة والمسيطرة و كانت هي مشتتة النظر عليه باش تقدر تاخد نفس ولو جزء من الثانية بعيد عن نظراته!
حتى وصلها همسه الرجولي وقال
"عجباتك البلاصة؟"
هزات عينيها فيه من بعد مارجعات خصلات شعرها خلف ودنيها وقالت برقة وابتسامة ساحرة...
" زوين بزاف...ولكن علاش خاوي؟"
رمقها بابتسامة دافئة ورد...
" مكنبغيش الصداع بزاف الشي لي خلاني نحجزو كلو هاد الليلة...!"
ابتسمت بتفهم وهبطات راسها حتى عاود نطق...
"كيدوزتي نهارك الاول فالفيلا؟"
علات عينيها فيه وجاوبات مباشرة...
" داز زوين...جاو شي نسا من عائلتكم كلسو معانا العشية كلها...ومن بعدها جات عندي صاحبتي فنة..."
بمجرد مانطقات جملتها الاخيرة بلعات ريقها كتراقب ملامحه لي بقاو مركزين على شنو كتقول بلا مايدير حتى شي ردة فعل...الشي لي خلاها ظن أنه ماعجبوش الحال خصوصا وهي عارفة شنو كانت شروطه من قبل زواجهوم...!
سكتات شوية كتقاد كلمات فمها...وهي كتراقب نظراته الجامدة عاد نطقات بأسى خافت...والحروف كتخرج متقطة من حلقها...
"أ..أنا عارفة بلي شرطتي على بابا باش مايزورني حد..و..ولكن...!"
سكتات فجأة فاش حسات بيديه تحطات على يدها وصوته لي قاطعها بهمس...
"شرطي كان هو نخليك تبعدي على الناس لي غايضروك...أما لي كتشوفي راسك كترتاحي ليه فهو مرحب بيه فأي وقت...وصاحبتك هادي ايلا كنتي كتيقي فيها فيمكن ليها تجي عندك امتا مابغات المهم هو نتي تكوني مرتاحة...!"
اعجابها بيه زاد اكتر فهاد اللحظة...وهي كتراقلو من بين نظراتها المذهولة يالله قدرات تعرف السبب لي خلاه يشرط بحال هاد الشرط...أكيد حس بيها وبالعذاب لي كانت عايشاه فدارهوم هداك علاش قرر ييعدها عليهوم وعلى قسوتهوم...عينيها لمعو ببريق غريب من بعد ماحيد يديه من فوق يديها فاللحظة لي وصل فيها الناذل حطليه بطاقة المأكولات وحدة حداه والاخرى حداها...!
هزها بين يديه كيقرا فقائمة الاطباق بتركيز بينما هي مزالة كتحدق فيه بنظرات جامدة...وسؤال واحد كيدور فراسها
علاش مصر ييعدها عليه؟
سؤال نهش فقلبها وحرك وساويسها..خلا هالة غريبة من الخوف والتوتر تطبق على انفاسها...وتركيزها يتشتت حتى انها خلات ليه حرية اختيار الاطباق وبمجرد ما نصرف الناذل ماقدرتش تزيد تكبح داك الفضول القاتل لي تكون داخلها وخرج سؤال من فمها بصوت مرتجف 
"واش مزال كتبغيها؟"

ماحدراتش راسها هاد المرة وبقات كتشوفيه بتحدي فمحاولة أنها تقرا ملامحه لاكن مع الاسف مابانليها والو و
تعابير وجهو بقات جامدة وفنفس الوقت كيغلفها البرود...حتى رمقها بنظرات صلبة وقال مغيرا للموضوع..
"الماكلة هنا غاتعجبك...ومتأكد غاتبقاي طلبيني نجيو كل نهار...! "
مطت شفتيها بخيبة امل وحدرات عينيها...حزن عميق نهش قلبها وخلا دموعها يتحجرو فطرف عينيها ومن بعدها التزمت الصمت حتى رجع الناذل وفيديه طبق سلطة حطو فالوسط ومشا...
لمحاتو بطرف عينيها فاش هز الشوكة وبدا ياكل...مابغاتش تزيد تحرج حداه وحاولات ما أمكن تخفي توترها وهزات بدورها شوكة...حطات اللقمة ففمها وبقات تلعب بيها ماقادراش تبلعها او بالاحرى ماعندها منين دوز وداك الحجرة متقلة على حلقها...!
كان كياكل بشوية وغير غافل عليها...غايكون كذاب ايلا قال أنه مكتبقاش فيه هاد المسكينة...كتبقا انثى والانثى كيما بغات تكون مرهفة الاحساس وسهلة باش تجرح...عاد هي ماعندها حتى ذنب تعيش معاه هاد الحياة المبهمة وصعيب على أي واحد يتأقلم وسط دوامة ماعارف ساسها من راسها...تنهد بضيق وخرج صوته المتحشرج قائلا بهدوء...
"نوال الله يرحمها كتبقا أم بنتي...تزوجنا زواج تقليدي ووخ المدة القصيرة لي دوزناها بجوج خلات ذكرى زوينة فقلبي وخلات جزء منها فرعايتي...وهاد الذكرى أكيد ماعمرها غاتمحى...!"!!
علات عينيها فيه وحدقتيها كيلمعو ببريق هادئ...
جوابو ماقتلها ما حياها بل زاد بنزين الفضول على نار الاحتراق وخلاها معلقة فحبل مشنقة بلا مايزيح الكرسي من تحتها...ايلا كانت بقات مجرد ذكرى فقلبه فعلاش مصر يبعدها عليه؟
هاد المرة احتافضات بسؤالها لراسها...بلعات الغصة فقلبها وحنات عينيها فالطبسيل وبدات تاكل بلا متجاوبو...كتنعل راسها وتعاود على تسرعها وغباءها...فهو أكيد احتراما لمشاعرها جا جوابو على داك الشكل...!ماعرفاتش حتى طعم ديك الماكلة كيف داير من شدة مرارة حلقها...وكان هو ماخافيش عليه شحوبها وتوترها الملحوظ...هادشي علاش طلب منها من الاول ماتسولش وماتركز فوالو ومتحاولش تبحت فعلاش كيبعد عليها...كان عارف مزيان أن هادشي غايزيد من تعبها وغايهلكها وهو هادشي لي ماباغيش...تنهد بأسى وتوقف عن الاكل...بقا شحال غير كيشوفيها بوجوم قبل ماتبدل المعزوفة الموسيقية وجات وحدة اخرى هادئة و أكثر رومانسية...ضهر شبح ابتسامة على وجهه بمجرد ماجات الفكرة لبالو...
رقصة! أكيد رقصة هي لي قادرة ترطب الجو مافيها شك!
وقبل ماتجول الفكرة فدماغه اكتر كان ناض بهدوء ووقف أمامها...يديه تمدات من العدم وهي حانية غرتها ساهية فلا شيئ...وصوته لي نطق فوق راسها بهمس...خلاها تعلي عينيها وتشوفيه بذهول...
"الصراحة جامي درتها ولكن متأكد غاتكون تجربة مميزة...أش قلتي؟"
وقبل ماترفض أو تستوعب طلبه المجنون!...كان شد فيديها وجرها لعنده حتى ضربات مع صدره العريض...يد حاوطات خصرها بنعومة...والاخرى زير بيها على يديها بشدة مقربها ليه أكثر..!
وعينيه مباشرة كيدققو فعمق السواد لي فعيونها...!
ولثاني مرة كيتير انتباهو الكحل المرسوم بعناية فيهوم...وباتساع بحر حدقتيها كيبانو أكثر فتنة...!
بلعات ريقها فاش استوعبت أنها بين يديه وقادرة تسمع صوت دقات قلبه وسط من صدره العريض بوضوح...وغير بدا يتحرك بيها على وقع الموسيقى لي غاتكون كتكذب ايلا قالت أنها كتسمعها من شدة الحرارة لي خارجة من ودنيها...فغرت شفتيها وقالت بصوت مرتجف...وبهمس خافت...
"وقاص أنا مكنعرفش نشطح!"

"مكنعرفش نشطح!"
ابتسامة عريضة زينات شفايفه حتى بان صف اللؤلؤ لي تحتهوم وقال...
"حتى حنا ماغانشطحوش غير غانميلو...كتعرفي تميلي ولا نعلمك؟"
هضرته جابتليها الضحكة...كتماتها فاش بدا يتمايل على إيقاع الموسيقى الكلاسيكي وتبعاته هي فخطواته...طولات فيه الشوفة ونطقات بهمس...
"مكانش كيسحاب ليا نتا هكا"
قوس حجبانه وقال باهتمام...
"بحالاش؟"
ابتاسمات برقة ونطقات...
"أول انطباع خديتو عليك راك عارفو"
سكتات حابسة الضحكة بينما هو متبع الكلمات لي كيخرجو من فمها باهتمام...حتى لاحت الكلمات فوجه بهمس خافت..
"متكبر!...بارد!...عصبي..!ولا تمت للجنتلمانية بصلة!"
خرجات من حلقه قهقهة رجولية ببحة خطيرة لأول مرة...خلات قلبها يخفق بعنف...طلق من يديها لي كان شاد ودورها هي الاخرى على خصرها..زاد جرها لعنده حتى ولات قريبة أكثر وأنفاسها السخونة كيضربو فأنفه...ترخات ملامح وجهه ونطق بخفوت...

"اهاه؟ ودبا!"

رعشة حلوة سرات فجسدها...قربه ليها القاتل وأنفاسه لي لفحات بشرة وجهها خلات قلبها يرقص على أوثار يديه لي ملتفة حول خصرها بتملك...تنفسات بهدوء...كتمات ارتجافة صوتها وقالت برقة...
"دبا طلعتي عكس داكشي تماما حنين...رومانسي!...وراجل!"

ابتسم مجددا وقال بعدم فهم متعمد...
"مافهمتش...شرحي أكثر"
مطت شفتيها بهدوء...حساته باغي يلعب معاها... فقررات تقلب اللعبة لصالحها...ابتاسمات برقة وقالت بهمس...
"حنين حيت داويتيني فاش كنت ضعيفة ومحتاجة لي يعاوني...وحتى فاش تزوجتي بيا ورفضتيني بلباقة خايف على كرامتي لاتهرس كنتي حنين أكثر...وهاد الصفة خلاتني نحتارمك..."
سكتات شوية كتحدق فعينيه بنهم...عاد كملات هضرتها بخشوع...
"وراجل حيت دافعتي عليا وماخليتي حتى حاجة تقيسني وأنا معاك...وهاد الصفة...خلاتني نحس بالامان فحضورك....!"
سكتات مرة اخرى وكأنها كتاخد استراحة تستف افكارها وتجمع أنفاسها الضائعة فقربه منها بهاد الطريقة القاتلة...مطت شفتيها وقالت بوجوم...
"ورمانسي...يالله عرفتها هاد الليلة...موعد! مطعم فاخر!شموع!ورود حمراء!...رقصة كلاسيكية!...وهاد الصفة ماعجباتنيش!"
جوابها بقد ماكان صادق كان صادم بالنسبة ليه...كيفاش لاحته فوجهه بجرأة خلاته يتوقف عن الرقص... زاد زير على خصرها وقال بجمود...
"علاش؟!"
توترات من تعابير وجهه لي رجعات ضلامت...لاكن بقات محافضة على هدوءها...واللعبة لي بداها هو غاتسالي حتى تبغي هي...وهاد المرة شافت فيه بتحدي...عينيها مزال محافضين على بريقهوم الهادئ ...هزات يديها فحركة جريئة ودوراتها على عنقه...قربات أكثر لوجهه..ابتاسمات برقة وقالت بخفوت...
"حيت بكل بساطة هاد الصفة ايلا ولفاتها المرا غايعاني منها الراجل...خصوصا ايلا كان باغي يبعد وخايف من شي حاجة بحالك...فخاصو...!"
سكتات شوية كتراقب نظراته المذهولة وبحركة أكثر جرأة خلات صبعان يديها يتحركو برقة خلف رقبته كترسم دوائر وهمية وابتاسمات بنهم..فاش حسات بتصلب عضلات صدره عند صدرها ونطقات بهمس خافت...
"خاصو مايعاودهاش...حيت هادشي قادر يلعب بمشاعر أي أنثى شحال ماكانت باردة ومتحجرة...إذن مادامك خاصك تبعد فمتخلينيش نديرك فراسي وفضولي لي كتشوفه دبا غايتحول لنيران لي غاتحرقك أسيادة العميد...!"

سكتات كتحداه بهجوم من خلف جمالها الأخاذ...ورقتها المهلكة...شنات عليه حرب بدون أسلحة...حتى بلا ماتهضر...
رجعات هاديك النظرة الصلبة والجامدة لعينيه القاسية...وهاد المرة كان كيتخللها شوية دالاعجاب...بجرأتها وصراحتها الصادمة...عرفها كتحداه وحس بيها باغا تلعب معاه ومتأكد مزيان بلي غاتخرج خاسرة من لعبة الحكم فيها هو بنفسه...ماينكرش أنها عجباته هاد اللعبة بقد ماعجباته هي وأكثر...خفى اعجابه بمهارة..وتحنى أكثر حتى تكا بجبينه على جبينها بحركة حميمية خلاتها تغمض عينيها وتستشعر حرارة أنفاسه وعطره المخدر...قبل ماينطق بهمسه الرجولي المبحوح...
"عنيدة كيما عرفتك فالاول...تيقي بيا بلي هادشي لي كندير كيطلب مني قوة وصبر كتر مكتخيلي...مسألة وقت فقط وفضولك غايموت وخوفي غايتلاشى..."
فصل كلامه وبعد شوية...حسات بذرات الهواء تسللات لنيفها من بعد ما كان أطبق على أنفاسها حلات عينيها من بعد ماكانت مخدرة حتى تلاقاو بالظلام لي تحت جفونه...بعدها التوت شفتيه بابتسامة دافئة...هز صبعه الابهم ببطئ كيحركو على ذقنها حتى تبورشات...وكمل كلامه بخفوت...
"ومن هنا لداك الوقت...خليك بعيدة على عنادك!"
شافت فيه بتحدي بمجرد مالاح هاد جوج كلمات فوجهها... صبعان يديها زادو تجرأو أكثر على رقبته... فغرت شفتيها وقالت باصرار...
"و ايلا بقيت متشبتة بعنادي؟"
سكتات لجزء من الثانية ونطقات بسرعة قبل مايجاوب وقالت بنبرة متهكمة...
"أكيد غاتخرج نتا الخاسر اولا؟!"
خدا وقته الكافي فتفرس ملامح وجهها بدقة وابتسامة ماكرة على وجهه...كأنه كيتحداها غير بنظراته...رجع قرب منها اكثر هز يديه بعد الشعر المتناتر على وجهها...قرب بشوية حتى حسات بذقنه كدغدغ خدها...ودفن وجهه فشعرها..بحركة قاتلة بالنسبة ليها خلاتها تغمض عينيها...بقوة معلنة على انهيار اخر دفاعاتها...قدام ريحة جسمه لي انسابت مع انفاسها بحال شي وباء فتاك.
.قبل مايوصلها صوته الاجش وهو كينطق بهمس مهلك مباشرة فودنيها...
"لا ماغانخسرش...لاكن أي حاجة عندها وقتها...سي نو ماغاتقدريش عليها وغاضعفي فأول خطوة!"
بالرغم من اغماضها الشديد لعينيها كان شعورها بوجوده أقوى..وكأنه كيختابر قوة تحملها بالفعل...بلعات ريقها وقالت بصوت خافت خرج من حلقها بخفوت بالكاد تسمع...
"ش..شنو كتقصد؟"
كأن الامر تحول للعبة جريئة بيناتهوم بالفعل...دقات قلبها كانت كتسمعهوم كيخفقو فوذنيها بعنف...الحاجة الوحيدة لي قدرات تسيطر عليها هو انتظام أنفاسها بلا ماتبين خوفها وتوترها الشديد...بينما اللعب كان سهل بزااف بالنسبة ليه...فاش بعد شوية عليها...وركز بنظراته فبحر عينيها البراقة...وتمتم بصوت متحشرج...
"بحال مثلا هاد الخطوة..!"
نظراته لي ركزات على شفتيها خلات قلبها يستنفر...الغشاوة غطات على عينيها فاش شافته ميل راسه وقرب بجرأة أكثر من وجهها...حتى داعب بأنفه جانب خدها المحمر من شدة الحرارة لي اكتسحت جسدها وأنفاسه السخونة كتحرق بشرتها بقسوة!...بينما رجليها حسات بيهوم رجعو بحال الرغوة من تحتها مابقاتش قادرة تهزها...وغمضات عينيها باستسلام فاش قرب شفايفه من ثغرها بهدوء...حتى!

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.