رمتني بالهوى عيناك الجزء السابع

من تأليف Yassmine Yass
2020

محتوى القصة

رواية رمتني بالهوى عيناك

دخلات البيت بشوية كتحاول مادير حتى شي صوت ضنا منها أنه مزال ناعس...وقفات بمجرد ماشافتو خارج من الحمام...جذعه العاري...وقطرات الماء لي هابطة من شعره...خلاو داك البركان من الاحاسيس تتفجر فقلبها من جديد...شافها واقفة على رجل وحدة متكية على ركيلة..ابتسم بدفئ ومشا لعندها...اعتقل جسدها بين يديه وهزها حطها فوق النموسية...هز يديه كيرجع خصلات شعرها مور ودنيها ونطق بصوت أجش...
"ياك وصاك الطبيب ماتفورصيش عليها علاش نضتي؟"
مرة اخرى كيجلدها بسياط الاهتمام لي كتلقا راسها عاجزة تساير معاها...تنهدات ونطقات بخفوت...
"جات حياة وخالتي يطلو عليا!"
سكتات كتقرا تعابير الاستغراب فوجهه بطريقة او باخرى عرفات السؤال لي كيدور فدماغه...بلعات ريقها وأردفت بفتور...
"أنا وحياة باقيين كنهضرو منين خرجنا من الفيلا أنا لي خبرتها الصباح...وجاو شافوني هدا ماكان!"
حرك راسه بتفهم فقط وبلا مايدوي...حسات بيه مامرتاحش...مرة اخرى مكتقدرش تفهم شنو كيدور فباله...الطريقة باش كيفكر...وشنو كيعني بصمته!...تنهدات وعاودات نطقات من جديد...هاد المرة كان الحزن طاغي على نبرة صوتها...وهي كتشوف مباشرة فالحجر الاسود لي تحت جفونه...
"وقاص أنا مابغيتش يكون عندك مشكل مع عائلتك بسبابي!سمحليا!"
خدا كفوفها بين أصابعه الباردة...زير عليهوم بين يديه وقال بثباث...
"تا حاجة ما بسبابك غي ريحي راسك!"
طبع قبلة على يديها...وكانت نهاية الحديت فالموضوع...ناض متاجه للخزانة...جبد حوايجه شنو غايلبس...كانو ملابس منزلية فهمات أنه باقي معاها فالدار...وقف قبالت المراية عاطيها بالظهر ونطق بخفوت...
"همس فينهيا؟"
جاوبات من فورها...وهي مراقبة حركاته...
"مع فنة!"
سكت كيلبس حوايجه حتى ضنت أنه ماسمعهاش...ثواني عاد وصلها صوته كينطق بفتور...
"شحال ونتي كتعرفي فنة؟"
سؤاله فاجئها...تقادات فجلستها...بلعات طعم الصدأ لي تكون فحلقها ونطقات بخفوت...
"سنين هادي...منين كنا صغار!"
حط المشط من يديه من بعد ماسالا...ضار شافيها ونطق ببرود...
"غانمشي نشوف همس...ماتحركيش!"
خرج بلا ماتجاوبه...خلاها كتشوف فهيكل الباب فاش سدو موراه...كتستعرض هضرة حياة قبل 20 دقيقة وتربطها مع سؤاله قبل ثواني...حسات بشي حاجة أطبقت على انفاسها...والما كيمشي من تحتها...خلاتها معلقة بين مطرقة الوسواس وسندان الشك...!



هبط لتحت كيقلب بعينيه على بنتو...سمع ضحكتها خارجة من الكوزينة...قادوه رجليه لتماك...لقاها كالسة فوق صالا مونجي حداها كاس العصير وحلوة..فيديها طابليط كضحك مع الرسوم...غير شافته حطات الطابليط من يديها ...هبطات من الكرسي ومشات عنده كتجري تعلقات فيه...هزها كيبوسها ويضحك معاها حتى سمع صوت أنثوي جاي من الخلف...
"السلام!"
دار موراه لقا فنة...لابسة بيجامة بيتية مزيرة عليها فايت شايفها على رملة من قبل..شعرها الاشقر جامعاه بطريقة مهملة لفوق...وابتسامة واسعة على وجهها...حرك راسه لفوق ولتحت...حتى عاودات نطقات برقة...
"واش نحطلك تفطر؟"
جاوبها بلا مايشوف فيها...
"لا غي رتاحي غانقاد قهوة لراسي..."
حط بنته بلاصتها ومشا لعصارة القهوة...بينما هي مراقباه بعينيها...قلبها غايخرج من بلاصته...حاسة بالتوتر والخلعة فنفس الوقت...مزال قدامها طريق طويلة باش تجرو لعندها...دارته فدماغها وماغاتخرجوش...كانت ساهية فيه حتى شافتو كيحرك شفايفه فاتجاهها...رجعات للواقع ودورات راسها فين كيشوف...لقات رملة موراها...تقادات فوقفتها كتبلع فريقها...
حتى قرب فاتجاههوم...شد فيد رملة وقال بصوت خشن...
"علاش هبطتي تاني؟"
بقات مدة كتحقق فيه وففنة لي مبتاسمة ليها بهدوء...شنو غاتقول؟ هبطها الشك والوسواس...هبطات حيت خافت يبقاو بجوج الراس فالراس؟ بلعات داك المرورية لي تكونات فحلقها وخرج صوتها بنبرة خافتة...
"غي قنطت بوحدي...زايدون غانحطو الغدا دبا"
شدها من يديها كلسها فوق الطبلة حدا همس وقال بجدية وبعتاب...
"الغدا يوصلك حتى لفوق...ماعرفتش كيفاش كتهبطي وطلعي فالدروج ونتي هكا...سيمانة متقدريش تصبريها بلا حركة؟"
حدرات راسها والتازمات الصمت...هضرتو على صواب ماعندها ماتقول...!تنهد بنفاذ صبر وناض هز قهوته من بعد ماوجدات وخرج للبالكون يكمي...
"اوووف ياختي وهاد الراجل وشحال عندك قاصح خوفني"
نطقاتها فنة وهي باقا متبعة طيفه منين داز...شافت فيها رملة كتحلل كلامها ...افكار كتيرة توافدات لدماغها...خلاتها تزيد تغرق فدوامة الشك والوسواس...حتى عاودات هضرات بخفوت...
"نحطو الغدا غير هنا ولا تنوضي لبرا؟"
خرجات من سهوتها ونطقات ببرود...
"غي هنا ...اصلا ماعنديش الشهية ورجلي عطاتني الحريق تاني!"
مشات طفات عل البوطة وبدات تقاد الماكلة وقالت...
"كولي شوية وشربي الدوا وارتاحي...!"
حركات راسها بالايجاب وابتسامة شاحبة على وجهها...كتشوفيها كتمشي وتجي فالكوزينة باريحية...والافكار مزال كضارب فراسها...
زعما تقدر تغدرها؟ عشرة سنين عمرها شافت منها شي حاجة خايبة! ديما كانت ليها ونعم الصديقة...كتيق فيها كتر من راسها شنو لي غايخليها ديرها؟
كلاو فجو هادئ كانت فنة كتهضر غير بوحدها مرة كتجاوبها رملة مرة كتلها مع همس...! حتى سالاو شربات دواها...خلات فنة كتجمع الكوزينة وتمات غادية عنده حتى بانليها هابط لابس كيطمة وصبادريل...وصل عنندها نطقات بخفوت...
"واش خارج؟"
جاوبها بإيماءة وقال باهتمام...
"شربتي الدوا؟"
حركات راسها باه وقالت بهمس...
"فين غادي؟"
طول فيها الشوفة وهزها بين يديه...عرفها باغا طلع...تم غادي بيها البيت وقال...
"غانطلاقا شي حد! وغاندوز نجيب شنو ناقص فالدار!"
التزمت الصمت حتى حطها فراشها...تحنا خطف قبلة من ثغرها وكمل كلامه...
"خاصك شي حاجة؟"
ابتاسمات بحب وردت بتساؤل...
"لا...واش ماخدامش اايوم؟"
هز يديها باسهوم بشغف ونطق...
"حتى الليل...رتاحي شوية براكة من الحركة...وخ؟"
حركات راسها بالايجاب...ابتسم بدفئ وناض خرج....

رجع هبط لتحت وقف كيهضر مع همس لي لصقات فيه يخرجها معاه...قدر يقنعها من بعد اخد ورد باش تكلس...باسها وطلعات كتجري لبيتها...علا راسه متبع ليها العين حتى غبرات...غير غافل على الواقفة امام المطبخ كتستارق النظر خلسة...شافيها باستغراب...عاد حدرات عينيها ودخلات لداخل دايرة يديها على قلبها كضغط على دقاته الخافقة بعنف...ماتهدنات حتى سمعات الباب تسد...
كان الحال بدا يظلام...فاش رجع...كان السكون كيعم المكان...الدار بحالا خالية ومافيها حتى شي واحد...حط السخرة فالكوزينة وطلع بثثاقل للاعلى...سمع ضحكات خارجين من غرفة همس...قرب بشوية حل الباب لي كان غير مردود...كان كيضنها رملة لاكن زدقات فنة كتلعب معاها خالقين جو مع بعضياتهوم...بقا مدة كيراقب غير من بعيد...تقاسيم وجهه قاتمة صعيب على اي واحد يقرا فاش كيفكر فهاد اللحظة...تنهد ورجع رد الباب واتاجه لبيتهوم...كانت الغرفة مظلمة...كيف دخل شعل ضو خفيف...حط سوارته وتيليفونو ومشا لعندها...كانت ناعسة على ظهرها شعرها مسرح على الوسادة بحال شي وردة عاد تفتحات...خدا وقته الكافي فتأملها...عاد حط كفه على وجهها كيتلمس خدها بهدوء...
لمسات حنينة وناعمة...خلاتها تحل عينيها على صورة ملامحه الجذابة...ابتتسمات بدفئ حتى بانو غمازاتها...كانت! كانت فاتنة...بريئة...كانت بحال صورة جميلة ماتقدر تلقاها فحتى شي متحف او ألبوم!
تحنا عندها وامتلك شفتيها فقبلة مفاجئة كتمات على انفاسها...بشغف وبحب! روى عطشه منها...
"باقا رجلك كتحرقك؟"
نطقها وهو دافن وجهه فتجويف عنقها من بعد ما أفلت شفتيها...وبدا كيطبع قبلات متتالية تماك...تنهدات بعمق وهي كتحس بيه محاصرها بحرارة جسده عليها..هزات يديها دارتها على عنقه ونطقات بخفوت...
"لا...مكتحرقنيش!"
علا راسه من بعد مافصل قبلاته والعاطفة متفجرة فسوداويتيه...حط صبعه الابهم على شفايفها كيتحسس ملمسهوم الرطب ونطق بصوت اجش...
"اممم، وايلا كان راجلك باغيك شنو يدير؟"
شهقات في صمت كتكتم دقات قلبها المتضاربة داخل قفصها الصدري بعنف...وهمسات بخفوت كتجاهد الكلمات لي عالقين فجوفها....
"وايلا كانت مراتك مكتقدرش تحرك رجليها؟"
شبح ابتسامة جذابة ترسمات على وجهه...حيد صبعه من شفايفها وحط شفتيه كيهضر وهو كيتنفس من أنفاسها وكيجاهد رغبته الملحة فيها...
"غنحاولو على الرجيلة متخافيش"
كلماته لي خرجات بين أنفاسه الهادرة....كتزيد تزلزل كيانها بالاضافة لوجوده الطاغي حداها...يديها لي حسهوم كيتحركو فوق من ضهره بهدوء...عطاوه جوابها بوضوح...وثواني كان اجتاحها بطوفان مشاعره العنيفة...وشحال كيجيها حلو هاد الاحساس لي كتلمسو معاه فالفراش...كيشبع رغبتها وكيرضي غريزتها كأنثى باخلاص!
وحتى هو كتحسو مرتاح معاها...وخ مكينطقش قبلاته ولمساته المتملكة كتشرح ليها كولشي...وفكل مرة كتحس بروحها كتخرج من بين ظلوعها وتهاجر لعنده كأنها عارفة مكانها وكأنه المفر والمهرب الوحيد لي عندها...!
تكا حداها كيرد النفس من بعد ماسالاو...بينما هي جرات الغطا عليها...خدودها نقطة من الدم وحرارة جسمها طالعة بزاف...جرها لعنده كيقبل راسها بحنان...وكيدوز يديه على جبهتها كانت حراراتها طالعة...ابتسم بدفئ ونطق ببحة صوته المهلكة...
"كليتي شي حاجة ولا مني خرجت ونتي ناعسة؟"
تمخشات فيه كتحك وجهها فوق صدره...فحركة اعتادتها وكتحسسها بالانتماء...عنقاته وقالت بهمس...
"اننن...مافياش الجوع! وكنحس براسي مزال ماشبعت نعاس يمكن من داك المهدئ لي كناخد!"
دور راسه شاف الساعة...تحنا على شفايفها خطف قبلة بمذاق العسل لي مكيسخاش بيه ونطق بصوت متحشرج...
"غانمشي للخدمة...ايلا احتاجيتي شي حاجة عيطيلي وخ؟"
حركات راسها بالايجاب ومع ابتسامة دافئة...بعدها عليه شوية وناض كيلبس فالشورط دياله نيشان للحمام...بينما هي جرات عليها الغطا وتكمشات...كتحس بالفراشات كيلعبو فكرشها...!

دازت مدة ليست بالطويلة فاش دوش وخرج كانت رجعات نعسات...ابتسم بود ومشا وقف عند راسها...كانت ناعسة عريانة...يمكن ماغاتحسش بالبرد دبا ولكن غاتحس بيه فالصباح...ناض شعل المكيف...عاد لبس حوايجه دالخدمة هز تيليفون والسوارت وخرج من البيت...كان تقريبا منتصف الليل...وكان ولا بد يدخل يشوف بنته...تنهد بانزعاج فاش عرفها انها ماغاتكونش بوحدها...الفكرة ديال واحد غريب معاهوم فالدار زعجاته لاقصى حد ولو مابينش على قبل رملة الا انه اي رجل كيفما بغا يكون فاول الزواج كيكون باغي يرتاح مع شريكته...يتصرف باريحية ومايضرب حساب تا حد...كيحس براسه مقيد...رجع كمل طريقه بلا مايفتح باب الغرفة ديال همس وهبط فالدروج نوعا ما معصب والمود خسر...
هزات كاس دالما بارد هبط مع حلقها بحال التلج عله يطفي داك العافية لي كانت شاعلة فقلبها...النوم جفا عيونها وماقدراتش تنعس...كيفاش غاتنعس وهي الشغل الشاغل تفكيرها "هو" بطريقة او باخرى حسات بوجوده فالدار وبالظبط فالبيت معاها...حسات بالغيرة؟ اه ومن من؟ من مراته! هدا جنون مايمكنش يتقبلو العقل...درجة الهوس الي وصلات ليها غير طبيعية...انجذاب ماشي فمحله وللشخص الغلط...هادا منطق العقل اما القلب عنده رأي آخر...حطات داك الكاس دالما ...طفات الضو دالكوزينة وخرجات...سمعات اثار خطوات جاي من الفوق...ابتسامة عريضة شقت شفتيها وبمجرد ماوصلات السيالة العصبية لدماغها وعطاتها اشعار انه هو لي نازل بدا عقلها ينفذ اول فكرة طاحت عليه...
زربات فخطواتها حتى خرجات فيه وصل لنهاية الدرج...كانت قاصدة تصطدم فيه...بينما هو تفاجأ وماكانش داير بحسابها...ضو خفيف لي كان شاعل لتحت...خلاوها تصطادم بملامح وجهه الجذابة...وعقلها يرجع ليها اول مشهد شافته فيه نهار خطوبة رملة...بنفس الطريقة ونفس الشعور..غير الزمان والمكان مختلفان...
كانه كان خاصه غير يلقاها قدامه فهاد اللحظة بالظبط...طلع فيها وهبط كانت كدور فعينيها بطريقة بريئة وابتسامة مزينة شفايفها حتى نطقات بخفوت وبنبرة دلع...
"سمحليا مارديتش البال!"
كانت كتلعب بشفايفها ووجهها بحركات مثيرة...التحلوين والتمسكين لي كيكونو سلاح اي أنثى فاش تحط العين على شي ذكر...طالت لحظات الصمت كتحاول تقرا الكلمات لي مصورة داخل عيونه والتوتر كان حليفها...تململات شوية يالله كانت باغا تبعد...حتى حسات بيديه زيرات على معصمها وبحركة خفيفة كان ظهرها متكي على حرف الدروج وهو محاوطها بجسمه بالكامل فهالة من الرجولة كتمات على أنفاسها...

"شنو كتحاولي ديري؟"
سؤال خرج من ثغره بنبرة حادة...كان! كان بحال شي أسد متحفز لفريسته...من قسوة صوته لي نفذات لداخلها خلا قلبها يخفق بشدة...شنو قصد من سؤاله؟ ااقدرة على الاستيعاب تقالت عندها فهاد اللحظة الشي لي خلاه يكرر سؤاله بطريقة أخرى...وهاد المرة يديه لي على معصمها حسات بيها كتغرس أكثر فأكثر قبل ماينطق بنبرة أكثر حدة...
"خرجي من روندتك هاد الحركات ماكدوزش عليا...علاش كتقلبي؟"
ألجمها بسياط نظراته القاسية...الكلمات ضاعو فحلقها..ممتيقاش أنها كانت مكشوفة عنده طول هاد الفترة والاكتر من ذالك هو هاد المعاملة لي عاملها دبا بجفاء...هي ماشي من النوع لي دغيا كيستسلم او كتهرب ايلا حصلات...شقت ابتسامة لعوبة شفتيها ونطقات بهمس...
"منين نتا عارفني اش باغا أسيادة العميد لا فائدة فالتوضيح!"
غمزاته وسكتات شوية كتحدق فيه باعجاب...نظراته ماتغيروش وماستغربش حيت كان متوقعها من وحدة بحالها...ثواني وكان وصلو صوتها هاد المرة أكثر جرأة...
"ولكن لابغيتي تسمعها من عندي فسمع"!
هزات يديها كتقربها بشوية من وجهه...قبل ماتحطها كان شدها مزير عليها ..كيرمقها ببرود قاتل..ابتاسمات بمكر وأردفت بهدوء...
"هه ماعليش...أنا وحدة معجبة بيك لحد الجنون! كولشي من عندك نتقبلو...عارفك ذكي ومدوزش عليك بلا منحتاج نهضر اكثر غرضي واضح وباين..والقلب ومايريد"
عيونه كانت شعلة من نار...ابتسم باستهزاء...طلق من يديها وشدها من فكها مزير عليه بعنف...ونطق بنبرة تهديد باردة كالثلج...
"وخ!...سمعتك!...ودبا غاتسمعيني مزيان ودخلي هادشي لراسك!"
كان كيركز على كل حرف خرج من حلقه...زاد زير على فكها..حتى بدا الخوف يتسلل لضلوعها وكمل كلامه بحدة...
"غدا الصباح...غاتجمعي حوايجك...وغاتمشي عند هاديك لي دايرة فيك الثقة الفوق...وغاتختلقي أي عذر باش تخرجي من هاد الدار وحياتها فمرة...والا!"
سكت كيرمقها بنظرات خطيرة كون كانت قرطاس كانت تقتلها...بلعات ريقها وخرجات نبرتها مرتجفة وبالسيف باش كتفرز الحروف من الشدة لي شادها...
"و..والا؟"
ضحك بمكر وزاد قرب لوجهها كيهضر ويلفحها بنيران غضبه الحارقة...
"وحدة عارفاني ذكي ومدوزش عليا إذن عارفاني حتى شنو ممكن ندير من بعد؟ اولا؟!"
طلق من فكها واعتصر عنقها بقبضة يديه حتى قطع فيها النفس وبدات تخضار وتزراق شادة فيديه عينيها عايخرجو من بلاصتهوم بينما هو كمل كلامه ببرود...
"كنضن فهمتي أنك غي كضيعي الوقت فهاد الدار...واللعب معايا غايجيبلك غير الهلاك...فيا لي يطلعك دبا لعندها يتعراو كاع وراقك قدامها...ولكن ماغانديرهاش عرفتي علاش؟"
حركات راسها يمين شمال كتستنجده يطلق منها...بينما هووكمل كلامه بنفس البرود...
"حيت كنخاف عليها من أي حاجة ممكن تكسرها...حيت قلبها بقد ماصافي ونقي مكيقدرش يتحمل القذارة لي كاينة فشي ناس...بحالك مثلا!"
طلق منها من بعد مادفعها حتى مشات وجات على حرف داك الدروج...شادة فعنقها كتنهج باش تعاود تلتاقط أنفاسها ورجليها رجعو بحال الرغوة من تحتها...تهديده جابلها الفشلة ورجعات معاها هضرة منير الليلة ديال العرس..."غايقتلها كيما قتل الاولى"
هرمون الخوف زاد تفجر داخلها...شدات على قلبها بينما هو مزال واقف قدامها داير يديه فجيبه كيهضر باريحية...هاد المرة...
"كنتمنا تخدمي ذكاءك هاد المرة...والا راك كتلعبي بالنار"
لاح هاد الجملة وخلاها موراه كدور فعينيها ورجليها كيرجفو بالخوف...كتحرك راسها بالايجاب على فهمها لكلامه بوضوح...سد الباب وخرج...خلا دموعها هابطين بمجرد ماتزدحات الباب...كلسات فالدروج شادة فراسها كتناجي خيبة أملها...ودقات قلبها المفطور...

تسلل ضوء الصباح للغرفة...حلات عينيها بتثاقل... مكانه كان خالي...ومرة اخرى عطره دغدغ جيوبها الانفية...كتحس بيه منتاشر العرفة كأنه معاها...كتشمه فالفراش..فالوسادة...وداتها كولها...تدفق الدم فعروقها فاش تفكرات ليلتهم مع بعض...احمرو خدودها بحالا راه معاها...تجبدات بلاصتها والابتسامة واصلة لودنيها...كتحس براسها نعسات بزاف ومع ذالك فايقة ناشطة...شافت الساعة كانت التسعود ديال الصباح...ناضت بشوية كتعكز لاوية عليها ايزار...دخلات نيشان للدوش كتفكر كيفاش تستحم بلا ماتقيص البانضة لي على رجليها...مالقات حتى حل من غير انها تغلف رجليها بميكة ودوش كالسة باش متقيسهومش...نصف ساعة وكانت خارجة من الحمام لابسةبينوار وفوطة مغلفة بيها راسها..مشات هزات ركيلتها اولا باش دور بارتياح فالبيت وماتفورصيش على رجليها...وقفات قدام الخزانة تجبد حوايجها حتى دخلات فنة...قابلاتها
بملامح ممحية...وجه شاحب...تحت عينيها كحل من أثر التعب والسهير...ولابسة حوايجها لي جات بيهوم وصاكها...تفاصيل لاحظاتهوم رملة من اول مادخلات لعندها...حطات الحوايج فوق النموسية وقالت باستغراب...
"فنة فين غادة؟"
قربات لعندها وقالت بحزن...
"غادية بحالي أختي!"
عقدات حجبانها مستغربة لحالتها...زادت لعندها شوية حطات يديها على جبهتها تم على خدها كتلمس فيها ونطقات بتوجس...
"ياك لباس واش مريضة؟"
حركات راسها بالرفض وحدرات عينيها...مما زاد من استغراب رملة شدات فيديها وقالت بخفوت...
"فنة ياك لباس مالك؟ علاش غادا ياك قلتي اتبقاي معايا؟"
رجعات علات عينيها وهاد المرة صدماتها فاش شافت الدموع بداو يقطرو منهوم...شهقات بكبت وتمتمات بخوف...
"اويلي مالك أ فنة علاش كتبكي؟"
مسحات دموعها ونطقات بنبرة صوت مرتجفة...
"ماعرفتش شنو غانقولك اصاحبتي! ماعرفتش كيفاش غانبداليك الهضرة!"
زفرات رملة بنفاذ صبر وشدات فيها...
"واانطقي خلاص خلعتيني عليك!"
بلعات ريقها الاخرى...بللت شفتيها وقالت بحزن...
"مابغيتش نجبدلك الصداع ولا نفقصك...نتي اختي وصاحبتي وعشرة سنين وربي شاهد حاطاك بلاصة عائلتي..لي ضراتك كضرني...!"
سكتات كتراقب الذهول والاستغراب لي مرسوم على وجهها وكملات كلامها بنفس نبرة الحزن..
"راجلك البارح حاول يتحرش بيا!"
سطل من الما بارد حساتو تكب عليها...طلقاات منها وبعدات شوية...كتحاول تستوعب شنو خرج من فمها...واش سمعات مزيان؟ وقع داك الجملة مزال كيتردد فودنيها...حرف بحرف كلمة بكلمة حتى رجع غي طنين!عينيها كيبرقو ببريق غريب...مزيج من الصدمة والذهول...! الريق نشف فحلقها لدرجة ماقدراتش تنطق فالاول والحروف بقاو عالقين بين حلقها ولسانها...هاد الجملة ألجمتها وخلات دقات قلبها يتسارعو بشدة...يمكن وصلو للواقفة امامها كتراقب ردات فعلها بهدوء حتى عاودات نطقات بانكسار...
"عارفاك ماغاتيقينيش ولاكن انا بحالك مصدومة...مكنتش متوقعاها منو...انا بقيت معاك بالنية الصافية وربي عالم...دخل عليا فالليل للكوزينة...وشدني بالسيف باغي يبوسني...حتى أنني تجاريت معاه وضربته...شوفي شنو دارلي"
حيدات الشعر على عنقها وعرات يديها كتوريها الاثار لي خلا فيها البارح...وسط ذهول وصدمة رملة!...شنايفها مزال كيتحركو...كانت مزالة كتشرح...لاكن رملة مكانت قادرة تسمع والو من بعد ماشافت داكشي...فقط طنين قوي فودنيها وصوت أنفاسها لي تسارع وترتافع فالغرفة...رجليها حسااهوم بحال الرغوة من تحتها...مابقاتش قادة توقف...كلسات بانهيار فوق السرير...كتصنت لبكاء الواقفة أمامها...وغير مكيزيد يزعجها....

حنات على رجليها كتنخصص وشدات فيديها...وقالت بترجي...
"سمحيلي عافاك! ماقصدتش نديرلك المشاكل فزواجك...شوفي..نتوما مزال جداد والرجال هوما هادو كولهوم خاينين...عافااك ماتقولي ليه والو وانا عن نفسي مستاعدة نسا كولشي وصداقتي ليك ماغاديش ضرر ولا تهز...فوقاش ماحتاجيتيني غاتلقايني جنبك..."
الصمت هو كل ماوصلها من الجالسة أمامها...يمكن الصدمة كانت مزال متمكنة منها ماقدرات تنطق حتى حرف...
ناضت عنقاتها وباستها...هزات صاكها ونطقات بخفوت
"نخليك دبا ترتاحي غانعيطلك من بعد!" من بعد هاد الجملة طلعاتها وهبطاتها وخرجات سدات الباب...وقفات شوية كتمسح دموع التماسيح لي كانت كتهبطها وابتسامة مكر على وجهها...تنهدات بارتياح وهمسات...
"اووف دبا مزيان...غاديين غاديين لا خير نديروه! ههه قالك ماباغيش يكسر قلبها...!دخييل قلبك ياخويااا"
ضحكات فسرها...قادات حالتها ودوزات على راسها براحة ومشات خرجات من الدار...
منين سدات الباب ماعرفاتش شحال دازت من دقيقة وهي على نفس الوضعية كالسة...عينيها كيحدقو فالفراغ قدامها...ودموعها نازلين في صمت كيرويو خدها قطرة قطرة!...كلامها كان بحال شي سكين تغرس فأحشاءها...كينهش كل ذرة من روحها...
كانت حرب معلنة فدواخلها بين حبها الكبير ليه والخذلان لي كتحس بيه فهاد اللحظة! هي فاش قصرات معاه!؟ شنو لي يخليه يديرها؟ واش بصح كاع الرجال هكا كولهوم خاينين!
شهقات فصمت كتأمل الخاتم لي بين يديها! خاتم الزواج لي مزين صبعها الرقيق...والالم كينهش فقلبها دون رحمة!
كتسترجع ذكريات الام ديالها وهي كتبكي من مشاكلها مع باها...عصرات عينيها بوجع والدمع غير مكيزيد يتدفق تحت جفونها...مع كل دمعة ذكرى أليمة...كانت كتراقب غير من بعيد...غالب مشاجراتهوم كانت على البنات...كل مرة جايبنلها خبار كان مع وحدة...مرات كانت كترد لقلبها مرات كانت كتواجه وتزمجر بسخط...فالاخير شنو؟ هو ماتابش وهي ماتت غير بالفقصة...اليوم كيتكرر المشهد ديال هادي سنوات...بنفس الطريقة المؤلمة أو أكثر...هاد المرة خلا قلبها ينزف والجرح يتمزق...! هادشي علاش كتكره البوليس! كولهوم بنفس الشخصية...مابغاتش نسخة اخرى من باها او خوها...!مابغاتش داك الصورة لي راسماها عليه فمخيلتها ضبب او تلوث...مابغاتش داك الاحساس بالامان والانتشاء وهي معاه يتلاشى...! بغات تنسا هاد الهضرة لي تقالت ليها...واش تقدر تعايش معاها وتكمل عادي بحالا عمرها سمعاتها؟ واش تقدر توقف هاد النزيف لي فقلبها بحالا ماطرات تا حاجة؟ واش يمكن الحب لي هازة ليه فقفصها الصدري يشفع ليه عندها!...أفكار كانت كضارب فراسها لاهي قادرة تنسا ولا هي قادرة تواجه!
حسات بالاختناق..بحال شي حجرة متقلة على حنجورتها...حيدات الفوطة لي على راسها وهبط شعرها الفازك على وجهها...
مسحات دموعها...معلية راسها لفوق كتنفس بعمق ...كتسمح لذرات من الاكسجين دخل لرئتها علها طفي النار لي شاعلة لداخل...!

مرت...ساعة...جوج...وتلاتة..وحل المساء...كانت واقفة فالكوزينة على رجل وحدة...كتسمع لغناء همس موراها مع الرسوم فالطابليط..بينما هي دموعها سايلين ودايرة بالبصلة السبة...كل ماقطعاتها كيزيد قلبها ينزف...كتناجي كل دمعة وكل جرح يرحم قلبها...حين قررت "النسيان"...وتحمل كاع هاد الالام فسبيل داك الحب المهلك لفؤادها الهش...
سمعات الساروت دار فالباب...من بعدها صوت خطواته وهو جاي لعندها...
"رملة؟"
جفلات بلاصتها على وقع صوته فاش نطق اسمها باستغراب...شهقات بشوية...حتى حسات بحرارة جسمه قدامها..ويديه لي تأبطات دراعها دورها عنده بهدوء...كيشوف فيها باستغراب...مرة اخرى سحب الهواء من حولها...وحسات بأنفاسها كيتكتمو مجددا...
هز يديه رجع الشعر مور ودنيها وقال بعتاب...
"علاش نضتي من بلاصتك؟ ياك قتلك ماتحركيش..رجلك مزال مريضة"!
انتفض قلبها بعنف...بعدات منو شوية حدرات راسها ونطقات بخفوت...
"عييت ناعسة...بغيت غي نتلف شوية...غانوجد الغذا!"
عقد حجبانه كيراقبها بشك فحالا اذا حس بيها مغيرة...حط صبعه تحت من ذقنها وعلالها راسها بهدوء...
نطق بصوت مبحوح...
"كتبكي؟"
بلعات طعم الصدأ لي تكون فحلقها وهي كتحدق فعينيه قدام قامته الطويلة...قسوة ملامحه..وجاذبيته المتوحشة...الحروف كانو على طرف لسانها لاكن ماقدراتش تنطقهوم....
"علاش درتي هكا؟"
سؤال كان كيدور فراسها...
مانطقاتوش ولكن عينيها تكلمو قبل من ثغرها...عينيها كانو طافيين هاد المرة...مزيج من الحزن! الخذلان! اللوم!...والعتاب...
همست بتوتر أخيرا...وابتسامة شاحبة مزينة ثغرها...
"لا..مكنبكيش...غي البصلة"!
كان باغي يزيد يهضر...لاكن بقدوم همس لي تعلقات فيه كتوريه شي حاجة فالطابليط نسا الامر...وحتى هي عطاها فرصة فين تنفس...رجعات تقطع فداك البصلة هاد المرة بدون دموع...!كانت كتحاول تبان عادية لاكن عيونه لي كانو كيتفحصوها كانو كيقراو العكس...!
"صاحبتك مشات؟"
سؤال مباغت نطقو من خلفها اصابها في مقتل...كتمات شهقتها...وجاوبات بلا مادور...
"مشات الصباح...!"
ماجاوبهاش...ولاكن سمعاته كيضحك مع بنته ومن بعدها خرج هو وياها طلعو الفوق...حطات السكين من يدها..وكلسات فاقرب كرسي على الصالة مونجي...ونظرة الالم ووجع ذفين أطلت من عمق عينيها!
علات راسها لسما كتستنشق الهوا ونطقات بهمس وبصوت مرتجف...مشبع بالضعف...
"ياربي...عاوني نسا"
صعيب بزاف الاحساس بالخذلان والضياع...حتى حاجة مكتقدر تعالج هاد الشعور...بحال شي نار فينا لداخل كطفا شيأ فشيأ حتى كتحول معاها كولشي الى رماد...الدفئ لي فينا لداخل..القدرة عن الحب...وقوة عاطفتنا....! كتقتل شغفنا والحاجة الزوينة لي مشبتين بيها باش نحياو ونعيشو!...

جلست مرة اخرى على نفس الكرسي...هاد المرة كانو ضايرين كولهوم بطبلة الاكل...يمكن اول مرة غايذوق شي حاجة من يديها...اول مرة غايكلسو فجو عائلي بحال هكا...! كانت طول الوقت ساهية...مرة كتوكل همس مرة كتلعب بالمعلقة فطبسيلها...ومرة كتجاوب على أسئلته...
شربتي دواك؟
كتحرقك رجليك؟
ماقصتيهاش بالما فاش دوشتي؟
أسئلة كانت غي مكتزيد الطين بلة وثقل على قلبها الجريح...شنو فائدة الاهتمام الى كان الطعن فيك من الخلف...فحال الما والزيت عمرهوم يتمزجو...
كملو مكلتهوم فهدوء...من بعدها هي مشات مع همس للصالون وهو قرر يطلع يرتاح...
صوت التلفاز بوحده لي كان خالق جو بيناتهوم...متكية وجارة همس حداها كتلعب فشعرها فصمت... كتراقب حركاتها البريئة فهدوء...للحظة حسداتها...تمنات ترجع لطفولتها....تنفسات بعمق وغامت عينيها بالذكريات...لطفولتها...فين ماكان لا هم لا حزن لا ألم...فين كانت كتستامد الدفئ والحنان من حضن أمها...فاش كانت كتبكي على ابسط الاشياء حتى كتلقاها حاضناها بحنان...سالو دموعها من جديد بحالا رجع خاصها غير السبة باش تبكي وتبرد...
لمسات حنينة دازو على وجهها وصوت بريئ هو لي خرجها من طيف الذكريات المؤلم....
"رملة...علاس كتبكي؟"
ابتاسمات بحزن ومسحات دموعها...حركات راسها بنفي وهمسات بخفوت...
"مكنبكيش أحبيبة ديالي غير عيني كيحرقوني"
ابتاسمات براءة وقالت...
"نمسيو عند بابا؟ عندو دوا"
دوزات على شعرها بحنان ونطقات بألم...
"كيفاش غايكون هو الداء وهو الدواء فنفس الوقت؟"
حركات راسها بعدم فهم وقالت بصوتها الطفولي...
"سنو! ماعندوس الدوا؟"
ضحكات على براءتها ومسحات دموعها...جراتها خشاتها فحضنها وهمسات...
"مافيكش نعيساات أحبيبة؟ نعسو!"
اكتفت فقط أنها تهز راسها بطفولية وتخشات فحضنها...غمضات عينيها كتحاول تنعس...باست على راسها وزيراات عليها...بطريقة او باخرى هاد الطفلة كتحس بيها كتشبهلها...كيتشاركو فنقطة وحدة...نقص الحنان ويتم الام...يمكن تكون همس مزالة صغيرة ومزال ماعارفة بحق الام...لاكن هي جربات... والوجع كان مهلك لروحها ولقلبها...ماباغاهاش تعيش نفس الاحساس لاكن لا مواجهة مع القدر...!
***********
******
واحد!...جوج!...ثلاثة!...حسباتهوم فنفسها ودخلات للغرفة...كان الظلام طاح تقريبا...وكانت محتاجة تشرب الدوا...دخلات كتعكز...مكانش تماك...لاكن صوت الما واصل حتى لعندها عرفاته كيدوش...ريحته عالقة فالغرفة...منتاشرة فكل ركن وفكل زاوية...! شربات دواها وخرجات للبالكون...ماعارفاش علاش كتحس بالخنقة والنفس محبوس داخل قفصها الصدري...وقفات على حافة الشرفة...هواء دافي داعب خصلات شعرها مع رائحة البحر لي كتحسسها دائما بالانتعاش...
غمضات عينيها على ضوء القمر لي ضارب فملامحها الحزينة... كتناجي دوك ذرات الهواء المنعشة...حتى حسات بيدين تسللو من العدم وحاوطوها من الخلف...بعطره الجذاب وحرارة صدره العاري حسات بيه و بداك الهالة اطبقت عليها من جديد...!
"قنطتي؟"
سؤال نطقو قريب من ودنيها خلاها تشهق فصمت...أنفاسه الحارة كانت كضرب فعنقها بعنف...بلعات الغصة لي فحلقها ونطقات بهمس...

"لا"
جواب خرج من حلقها بارد كيعكس تماما الحرارة لي عندها لداخل...!
طبع قبلة دافئة على عنقها...خلات رعشة تسرا داخلها...وسكين يتغرس مجددا فأحشاءها...دورها لعنده وباقي محافض على قربه المهلك...خدا دقيقة فتأمل ملامحها الهادئة وتتبع داك النظرة الغائمة لي تحت جفونها عالله يقدر يقرا شي حاجة لاكن كيفشل مجددا...وحتى داك الشوية ديال الضوء المنبعث مع القمر ماقدر يبين ليه والو..هز يديه كيعبث بخصلات شعرها الفحمي ونطق بصوت مبحوح...انساب مع أذنها ببطئ...
"مالها رملتي؟ مقلقة وماعندها خاطر..امم؟"

رجليها رجعو بحال العجين من تحتها...صوت داخلها كيهتف بشدة باغيها تنطق وتفرج عن ما بداخلها...ترتاح وتريح قلبها...لاكن داك الشوية دالكبرياء لي عندها كيمنعها بعتاب...حطات يديها على صدره العاري...
كأنها كتستنجد بيه باش ماطيحش...شفايفها كيرجفو بكبت حتى كتبغي تنطق وكترجع تغرق فصمتها...غير كيتجمعو الحروف فحلقها كتلقاهوم تبخرو بمجرد مكيوصلو لسانها...مرة وجوج وتلاتة حتى حسات بأنفاسه عند وجهها وشفايفه كتلامس شفايفها...بلطف وبشوية كان كيقلبها بشغف...بحب وبنشوة!
انساجمات معاه والارتجافة كتسري فداتها كولها...حتى فصل القبلة وحلات عينيها من بعدها منتشية بداك الاحساس...حضن وجهها بيد وحدة كيتحسس بشرتها بهدوء وكرر سؤاله للمرة التانية...
"مالك؟"
حركات راسها بنفي وفمها نطق عكس داكشي لي فقلبها...
"ماماليش!"
علامات الحيرة بانت على وجهه...وخ الظلام قدرات تفرز نظرات الاستغراب لي كيرمقها بيهوم...
بقات شحال ساكتة والصمت أطبق عليها...تمنات لو يفهمها غير من عينيها...لو يعرف شنو باغا تقول بلا ماتنطق...لهاد الدرجة صعيب تواجهه او تواجه الحقيقة...حدرات راسها وهي مزالة فحضنه تقريبا...تنفسات بعمق وانفاسها الحارة كضرب فصدره العاري... غمضات عينيها ونطقات بصعوبة على وقع دقات قلبها المتسارعة...
"وقاص!...واش تقدر تسمح فيا شي نهار؟"
حسات باصابعه كتغوص فأغلال شعرها...وقبلة دافئة تحطات على مقدمة راسها...علات عينيها شافت فيه...عضات على شفتيها بارتجاف...وعاودات نطقات سؤالها بوضوح هاد المرة...
"تقدر تخلا عليا شي نهار بسباب وحدة اخرى؟"

كانت يديه كتسارا فوق من خدها بشوية...وابتسامة دافئة على وجهه...هو كان مأخوذ بانعكاس ضوء القمر على استدارة وجهها الفاتن وهي كانت كتعد ثواني صمته القاتل كانها ماسولاتوش او كانه ماسمعهاش...أنفاسه كضرب فوجهها بشدة...حتى تكلم بهدوء...
"شنو عاوداتلك صاحبتك قبل ماتمشي؟"
دقات قلبها تسارعو...وعينيها شعو بالذهول! سؤاله أصابها فالصميم...لهاد الدرجة كيقدر يعري أفكارها...لهاد الدرجة هي مكشوفة أمامه...الكلام لي مكانتش باغا تسمعو وكتحوم من حوله لاحو فوجهها ببساطة وبحالا ماشي هو لي كان شاغلها طول اليوم وخلا شرخ فقلبها عميق وكينزف...سؤاله ألجمها...هاد المرة فعلا مالقات باش تجاوبه...كان كيتسمع فقط هسيس أنفاسها المضطربة وسط داك الصمت الغريب...زاد زيرها لعنده وعاود نطق بنفس الهدوء...
"أكثر حاجة كتجذبني ليك هي هاد البراءة لي فيك...كنحسك مزالة طفلة وهادشي كيثيرني بطريقة او باخرى!"
سكت شوية كيعبث بخصلات شعرها وكمل بامتعاض هاد المرة...
"وأكثر حاجة كتخوفني عليك هي تقتك الزايدة وهاد النية لي فيك...بقد ما نقية بقد ماكتقدريش تميزي بين الي كيبغيلك الخير وبين لي ناويلك الغدر...لي بغيت نوصليك هو ماشي أي واحد عاودلك شي حاجة تيقيها ديما حكمي العقل...وشنو مكانت قاتلك صاحبتك باش تقلب الموضوع لصالحها فداكشي كولو غير باش تشوشلك دماغك...ومكاينة حتى حاجة من داكشي والعكس صحيح"
وقع كلماته كانو كيضربو فمسامعها بقوة...مع كل حرف كان كيتجمد الدم فعروقها...مزيج من الصدمة والحزن والفرح فنفس الوقت...حسات براسها طاحت فمصيدة وتغدرات من أقرب الناس ليها...ارتجفو شفايفها وتكلمات بخفوت...
"يعني نتا ما...م...!"
لاحظ ارتجاف صوتها وكيفاش ماقدراتش تنطقها...ابتاسم بدفئ وقال...
"خوي راسك من هادشي...عمري غانديرها...!"
غمضت عينيها من بعد ماتجمعو فيهوم الدموع على وقع كلامه...وفنفس الوقت ابتسامة حب ضهرت على ملامحها الحزينة...حطات راسها على صدره ودورات يديها على ضهره عنقاته بحب..بتملك...وبشغف...! نطقات بخفوت...
"غي قتلني قبل ماتفكر ديرها"
زاد دفعها لحضنه ..كيحرك يديه فوق ظهرها هو الاخر حتى كتحس بارتعاشة كتسري فذاتها...
دازت مدة وهو غي معنقها...عاد طلق منها كيدوز على شعرها بحنان...
"مافيكش الجوع؟ ماكليتي والو فالغذا!"
حركات راسها بالايجاب والفرحة باينة على وجهها..اخيرا رتاحت وقلبها طمن...بادلها نفس الابتسامة الشغوفة وتحنا هزها بين يديه...وتم غادي بيها لتحت...
"إذن أنا لي غانطيب هاد المرة!"
لوات يديها على عنقه ونطقات بتوجس...
"هي ماعجبكش طيابي فالغذا؟"
كان وصل لكوزينة حطها فالكرسي وهز يديها باسهوم...ابتسم ونطق بصوت مبحوح...
"تقدري تقولي تاني أحسن طياب كندوق من بعد الواليدة هو ديالك!"
الطريقة باش شكر طيابها زلزلت كيانها...تبسمات بحرج والتزمت الصمت...بينما هو تحرك من قدامها كيقلب فالتلاجة...دارت يديها على خدها كتراقبه بحب...ماعارفاش شمن حسنة دارت فحياتها لي طيحاتها فراجل بحال هدا!...كأنه جا غي باش ينتاشلها من داك الظلام المخيف والخواء لي كانت عايشة فيه...كأنه جا يصقل شخصيتها...يصحح أخطاءها ويشكلها من جديد...كيما بغاها هو وكيما كانت باغا تكون!

كلسات قبالت المراية كتمرر المشط غشعرها الحريري ببطئ...لابسة ثياب نومها وعلى وجهها ابتسامة واسعة...كتفكر فكلامه...فحركاته فكولشي ديالو...مأسورة بداك الكتلة من الرجولة والشهامة لي كيمتاز بيها...كيفاش قدراات تشك فيه؟ زفرات بضيق على هبالها وتقتها لي ماكانتش حاطاها فالموضع المناسب...خداها التفكير لصاحبتها وهي كتشوف فالمراية بشرود...تنهدات بحزن على غدرها..كانت ونعم الصديقة علاش بغات تكسر قلبها فحين هي ما صرفات فيها غي الخير...! دخل هو فغمار تفكيرها...ماحساتش بيه حتى خطف المشط من يديها وبدا يسرحليها شعرها ابتاسمات ونطقات بخفوت...
"نعسات؟"
حرك راسه واصابعه كداعب خصلات شعرها مع المشط ونطق بخفوت...
"نعسات...مزال ماولفاتش الدار!"
جاوباتو من فورها...
"علاش ماكنتوش عايشين هنا قبل؟"
حتى خرجو الحروف من حلقها عاد استوعبت اش قالت...عضات على شفايفها كدور فعينيها بارتباك...
اكتفى أنه يحرك راسه بنفي وبلا مايجاوبها...حط المشط من يديه وتحنا باسها فقمة راسها ونطق بهمس...
"نوضي تنعسي راه مشا الحال"
جمعات شعرها بينما هو هز باكية الكارو من فوق الطبلة...شافت فيه وتكلمات بضيق...
"غاتخدم تاني بالليل؟"
كان غايجاوب حتى سمع رنين الهاتف ديالو مشا هزو...شاف الرقم...عقد حجبانه اكتسى قناع القسوة من جديد ونطق من بعد ماشد الخط..
"اش تماا؟"
كان اتصال من الخدمة باينة غير من نبرة صوته الجدية...كانت كتراقب تغيرات ملامحه فكل ثانية...هاد الراجل كيجمع بين القسوة والاهتمام...بين الجمود والامان...سيف ذو حدين كل مرة بوجه على حساب الشخص وعلى حساب الوضعية...عقدات حجبانها فاش سمعاته كايهضر بحدة...كانت كتحاول تستارق السمع...لاكن قطع دغيا وكل ما فرزاتو هو..
"ماديرو والو...خليوه يتبرد حتى للصباح"
حط التيلي وتم جاي لعندها...وابتسامة واسعة على وجهه...قطبات حجبانها باستغراب وناضت واقفة معكزة على رجل وحدة...شدها من يديها جرها لعنده...حاوط خصرها بيديه وغفلها بقبلة ففمها والاخرى فرقبتها كيستنشق عطرها المهلك...وانساب صوته الشجي لودنيها...
"بغيتيني نمشي ولا نبقا؟"
للحظة ماستوعباتش اش قصد حتى تفكرات سؤالها قبل المكالمة...ضحكات بخفوت وبعدات عليه شوية...هضرات وانفاسها كتلفح وجهه...
"بقا!"
حدرات راسها بخجل...زاد جرها عنده بتملك حتى حسات بصدرهاكيتعصر مع عضلات صدره العريض ونار انفاسه كتلسعها بعنف...تحنا باسها من خدها وهمس بصوت خشن...
"كاين علاش نبقا بعدا؟"
خدودها رجعو غايطرطقو بالحرارة...وماقدراتش تعلي فيه عينيها...عرفات منحى كلامه فين غادي...وحتى هي باغاه وبشدة خصوصا هاد الليلة...بلعات ريقها لي نشف داخل حلقها وهمسات بخفوت...
"غير بقا...كنخاف بوحدي!"
طريقة كلامها البريئة والطفولية كثير فيه الجنون...كتقيس داك الجانب القاسي من شخصيته...سمعات قهقهته بصوت مرتفع ومن بعدها خشاها فحضنه كينطق بمزاح...
"وخ أمدام نبقاو نحلو مشكل هاد الخوف معاك"
باسها فوق شعرها وطلق منها كيبتاسم بحب...
"غاتسناي عليا نرد المجاج وهانا معاك"
خلاها واقفة كترد النفس وتبرد على راسها من داك السخونية لي كتجتاحها فاش كيكون قريب ليها...وخرج لبالكون يكمي...رجعات شافت فالمراية...خدودها غايطرطقو بالدم من فرط الخجل...تنفسات بعمق كتقاد البينوار ديال قميص النوم الحريري لي لابسة...!متوترة ومرتابكة بحال كل ليلة كيبغي يقرب منها كتكون ديما بحال اول مرة! 

فالصباح فاقت على صوت هضرته فالتيليفون...حلات عينيها حتى تواكضات وتقادات بلاصتها...جرات عليها الغطا حيت جاها البرد من بعد مادوشو هاد المرة بجوج عاد نعسو مور ليلة حميمية بامتياز....بقات حاضياه من بعيد لابس غير سروال قطني وصدره عريان....عقدات حجبانها فاش عرفاتو معامن كيهضر...غير قطع الخط نطقات بتوجس...
"خويا هدا؟"
حط التيلي فوق الكوافوز وجا كلس حداها...باس على يديها وقال بدون تعبير...
"اه...يمكن لقا تيليفونك طافي..."
سكت شوية تحت نظراتها المستغربة وعاود نطق بهدوء...
"الواليد ديالك عيان شوية خاصك تمشي تشوفيه!"
قلبها مشا وجا...وسعات عينيها بذعر...زيرات على يديه وقالت بخوف...
"ياك لباس مالو؟؟"
ابتسم بدفئ وطبطب على يديها...
"متخافيش كون كانت شي حاجة كغاف كان غايقولهالي...نوضي لبسي حوايجك نديك تشوفيه"
ناضت بسرعة وبلا عقل... و نسات واش موعتة من رجليها حتى شد فيدها قبل ماتنزل من الفراش...
"بشوية أرملة رجليك!!"
حركات راسها بشوية ...ناض ونوضها معاه مسندة عليه حتى عطاها الركيلة دخلات للحمام...وبقا هو كيشوف فالفراغ ويتنهد...
بعد مدة كانت راكبة حداه فالسيارة...دايرة يديها على خدها ..كيتسمع غير صوت المحرك وهسيس أنفاسها المرتبكة...
اول رجعة عندها لدارهوم من مور ماتزوجات...راجعة معطوبة وبسبب مرض باها...منين ساقت الخبار والخوف متمكن منها...حتى الفطور مابغاتش تفطر وخ بزز عليها...الشهية تسدات حاسة انها كاينة شي حاجة وغير مابغاوش يخلعوها...ماقدراتش تعاود تاصل بخوها من بعد ماشعلات التيلي ...بغات تمشي وتاكد لراسها...مرضه كان مفاجئ...عمره تشكا من شي حاجة وعمرو طاح الفراش...تنهدات بحزن...مكتحملش المرض ومكتحملش السبيطارات...
توقفات السيارة حدا دارهوم...زفرات النفس بقوة...كتشوف فالارجاء...حتى حاجة ماتبدلات فالدرب...وعجبا ماجاهاش ولو شوية دالحنين...ضارت عنده فاش سمعاته تكلم بهدوء...
"فالعشية غانرجع لعندك باش نشوفو...خلي تيليفونك حداك!"
ابتاسمات بشحوب ونطقات...
"وخ...وعاود تاصل بعائشة عنداك تعطل على همس"!
طبطب على كتافها وقال...
"اتصلت بيها فاش كنتي ساهية فالطريق...راه معاها دبا"
تنهدات بحزن وحدرات عينيها...جرها لعنده باس على راسها ونطق حدا ودنيها...
"ماغايكون عنده والو انشاءالله...!"
طلق منها من بعد ماطبع قبلة فخدها ونزل حليها الباب...مدلها صاكها والركيلة...دق فالباب حتى حلات مرت خوها...سلم عليها ودع رملة وانسحب فهدوء...!
ركب فالطوموبيل ديمارا وزاد...عقلو بقا معلق معاها...واكثر شيئ كيكرهو هوما دموعها ونظرة الحزن فعينيها...وعلى هادشي مابغاش يطلع معاها!
منين قطع مع خوها وهو ضارو قلبو عليها...ماقدر يقولها والو...زير على المقود بعصبية وكلام خوها مزال كيتردد فراسه..."سرطان الرئة..وحالتو مدهورة"

اول ماحطات رجليها فدارهوم...انتفض جسمها بقسوة...حتى شي ذكرى ماعندها زوينة فهاد الدار..كتحس بالجدران غايطبقو عليها فأي لحظة...مكاينش الدفئ فقط برود قاتل...كان خوها كالس وسط الدار واقفة فوق راسه مرت باها كيداكرو على شي حاجة يمكن...غير شافوها سكتو...مشات كتعكز سلمات على خوها ومرت باها...مكاين لا عناق لا حرارة اللقاء الاول من بعد الزواج...بحال شي واجب ودارته...حسات براسها غريبة كتر من الاول...بحالا مابقات عندها حتى بلاصة فهاد الدار...جرها خوها تكلس من بعد ماسولها مالها من رجليها...جاوبات ببساطة بانه كان حادت فدارها الجديدة...شدات فيديه وقالت بامتناع...
"غي خليني نمشي نشوف با...!"
تنهد بحزن وجرها معاه لبيت...كتخطي الخطوة وتعكز برجليها...تابعاه وقلبها مقبوط...حاسة بلي كاينة شي حاجة مخبينها عليها...ووجوهوم كتبين كولشي...!
دخلات البيت...كان صوت السعال الحاد ديالو واصل حتى لبرا...ممدد فوق الفراش ساكن وهادئ من غير صدره لي كيتهز بقوة باش كيخرج الكحبة...
كلسات حداه وقالت بهمس وهي كتراقب شحوب وجهه...
"بابا!"
حول نظره ليها من بعد ماكان عاطيها بالجنب...غير شافها تغيرو ملامحه...وضهر شبح ابتسامة على وجهه...ناض بتعب كيتعافر حتى تقاد بلاصته...زفر بالم ونطق...
"بنتي جيتي؟"
حطات يديها فوق من جبينه كان محموم وقطيرات العرق هابطين عليه...بلعات ريقها وتكلمات بخوف...
"شنو عندك أبابا باش كتحس!"
شاف فخوها لي كان واقف موراها ورجع شافيها...عرف أن راجلها ماقالها والو...يمكن خلا الامر ليهوم...الصمت هو كل ماجاها من عندهوم بجوج...حتى بدات تقطع الشك باليقين وداكشي لي فبالها هو لي كاين...أكيد الامر خطير ومخبيين عليها...زادت قربات منه ونطقات بهمس خافت...
"با...قولي مالك...باش مريض؟"
شد فيديها زير عليهوم...عينيه فعينيها والحروف ضاعو فحلقه...فين داك السلطة والجبروت...كولشي تبخر قدامها وفهاد اللحظة...لاول مرة كيخاف يكسرها او يبكيها...عارف قلبها هشيش وحنينة بزااف...عارف راسه قسا عليها وبزاف...مع ذالك عمررها تشكات او غوتات او وقفاات فوجهه...من طفولتها وهي عايشة تحت الحكرة...زاد كمل منين ماتت مها...وحتى زواجها كان بالسيف عليها...قلبه كان قاسح فاش دار هادشي لاكن دبا ماقدرش يخبرها بمرضه وأن أجله فالحياة أصبح معدود ومسألة أيام وماغاتعاودش تشوفو من جديد...حنا راسه بحزن...الشي لي خلاها تنتافض جنبه بقوة...ودورات راسها شافت فخوها...كتسولو غير بعينيها الدامعين على وعسى يخرج عن صمته ويريحها...
حط يديه على كتفها وقال بحسرة..
"للاسف عندو كونصير فالرئة...وفمراحل متقدمة!"
الخبر طاح عليها بحال الصاعقة...قلبها تخطف من بلاصته...ودمعة حارة تسللات من عينيها...رجعات دورات راسها وشافت فباها لي كان باقي حادر راسه...زيرات على يديه ونطقات بصوت مرتجف كتكتم شهقاتها باش مايخرجوش...
"شنو قالك الطبيب؟ شنو الحل!"
هز راسه وجاوبها بصوت متشنج...
"الدوا ونقطع البلية!"
هزات يديه لعندها باستهوم مطولا ونطقات بخفوت...ودموعها هابطين حارين...
"غاتولي مزيان...ربي كبير"
تغرغرو عينيه بالدموع...وصدره اهتز بتنهيدة حارة...مابغاش يضعف قدامها أكثر وخرجو الحروف من حلقه بحرقة...
"سامحيني أبنتي!"
شهقات في صمت وهي مزيرة على يديه...ارتجفو شفتيها وتكلمات بألم...
"علاياش ..؟"
بلع ريقه وطعم المر لي تكون فحلقه وقال بتشنج...
"على كولشي...على داكشي لي صرفت فيك من نهار عقلتي على راسك فهاد الدنيا لدبا!"
غمضات على عينيها وعلى سوادهوم الملتهب بوجع...كانت كتشوفو ديما قوي...ماحملاتش نظرة الضعف فعينيه...رجعات حلات عينيها ونطقات من بعد مالقات صوتها...
"ماهازة والو فخاطري من جيهتك...مسامحاك من ديما"
من بعدها ماقدراتش تزيد تصبر مزال وترمات فحضنه...طالقة العنان لدموها يهبطو براحة...صوت شهقاتها علا فالغرفة...كتبكي بحرقة وهو مزير بقوة فاول مرة كيحتاضنها...من نهار وعات على راسها!

على خطى تابثة دخل الكوميسارية لي داز من الكولوار كيعطيه السلام...كيكتافي بأنه يهز راسه فقط...بغض النظر عن المنصب دياله...شخصيته القوية ...لي كتعكسها ملامحه القاسية وتصرفاته الرزينة كتخلي كولشي يحتارمو ويديرو ليه الف حساب...عاد تفانيه فالعمل وعاطي كل مافجهدو فخدمة الوطن وأمن المواطنين...!
وصل لبيرو...دخل نيشان للخزانة لي تماك حلها وهز السلاح...قاد الصمطة على كتفه...حل جوج صدايف من القميص دياله...حتى دخل واحد من حراس الامن..عطاه التحية...شافيه ونطق بهدوء...
"فينهوا؟"
تقدم شوية ونطق...
"فبلاصة التحقيق سيادة العميد!"
حط التيليفون فالبيرو وسوارت الطوموبيل...وتم خارج..
"تبعني!"
مشا من موراه حتى لبلاصة لي قالو...كان بيت مظلم فيه بيرو واحد وكراسا ضايرين بيه...وفقط مصباح واحد لي مضوي اعلى الطبلة...حل الباب ودخل عاقد حجبانه...غير شافو لي كالس فالبيرو دار وعطاه بالظهر...
سد الباب وتقدم عنده بخطوات واثقة...وصل عند راسه وتحنا على البيرو بيديه...ضهرت على وجهه ابتسامة لعوبة ونطق بصوت باح كفحيح الافعى عند ودنيه...
"مرحبا بالسي منير...زارتنا البركة!"
علا راسه ومشا كلس قبالته...بينما منير كيعض فشفايفه من شدة الغضب...يديه ورجليه كيتهزو بقوة الاعصاب والتوتر...منين دخل البارح وهو هكاك مانعس مارتاح...كانت عينيه نقطة حمراء...زفر بضيق ونطق بحنق...
"رتاحيتي دبا ا سيادة العميد وصلتي لداكشي لي باغي؟"
كان مزال محتافظ بنفس الابتسامة الماكرة...حط يد على البيرو كينقر بصبعه عليه ونطق ببرود قاتل...
"لا نتا مزال فالمرحلة الاولى...نضايفوك شوية عندنا من بعد نسيفطوك فين ترتاح...داك الساعات عاد غانرتاح حتى أنا!"
غمض عينيه بنفاذ صبر زاد قتلو ببروده ونطق بغضب كارز على سنانه...
"انت لي خططتي ليها ياك؟"
تقاد فالكلسة دياله وجمع يديه فوق الطبلة...شافيه هاد المرة بنظرات كون كانت قرطاس كون قتلاتو ونطق بنفس البرود...
"تء تء...واش انا لي درتلك الحشيش فكوفر الطوموبيل حتى شدوك الباراج!"
زفر بقوة ونطق بين أنفاسه الغاضبة...
"انت عارفني مزيان اش قصدت...شنو معنية الباراج ماغايشدني غي انا وماغايقلبني غير انا من دون الناس وفوسط المدينة..ايلا مكانش شي حد مبيع بيك ها؟"
قهقه بصوت خشن...ونطق بسخرية...
"ااه ياا ولد العم عيتي تحضي...جيتي حتى لبين يدي"
ضرب منير بيديه فوق المكتب ونطق من فوره...
"فأحلامك السي العميد...غانخرج منها بحال كل مرة"
رجعات قسات ملامح الجالس أمامه...قطب حجبانه ..تكا على المكتب وزاد حتى لوجهه تقابل معاه...وقال بنبرة جدية لا تحتمل المزاح...
"هاد المرة ماشي بحال كل مرة السي منير...هاد المرة ضوسيك طاح بين يدي وغانجبدلك كاع ضواساك ونستفهوملك حدا عينيك...وعيط لهادوك لي كانو واقفين معاك يفكوك دبا"
حنا راسه منير كيغزز سنانه ويديه كيتهزو باضطراب...تنفس بعمق كيحاول يبرد على راسه...رجع علا عينيه ونطق بغضب...
"كون درتي هادشي على نوال كاع ماتموت وتقتل بداك الطريقة...مايسحابش ليا مرتك الجديدة كتعنيلك حتى لهاد الدرجة ابن عمي"

غير سالا جملته حس بلكمة قوية تعطات ليه للوجه حتى تغاشا...وقبل مايستوعب اش طرا كان وقف عند راسه شانق عليه...كرز على سنانه وقال بغضب...
"اخر مرة تجبد سيرتهوم على فمك...حسابي مزال معاك طويل عنداك يسحابلك نسيت داك التنوعير ديالك مع نوال من مور ظهري...غادي تودي على القديم والجديد...عطيتك شحال من فرصة تخطيني عليك ومدامك كتحك على الضبرة...تحمل العواقب"
طلق منه كينهج ودفعو حتى اختل توازنه على الكرسي...شافيه شوفة الموت وخرج من بعد ماوصاهوم يهبطوه يتبرد...خلاه كيمسح الدم لي خرجلو من نيفو وكيشتم فسره ببذاءة...
دخل المكتب دياله...وكلس كيزفر بقوة الاعصاب...جبد سيجارة وشعلها كتحرق بين يديه عالله يبرد شوية...دقائق وتحل الباب من بعد ماتطرق...كان سعد لي عطا التحية وكلس..شاف فيه بعيون بحال الجمر ونطق بحنق وهو كيسوط الدخان من فمه...
"ايلا كنتي غاتجبدليا داك الكلب د ولد عمك...غير تهز من قدامي!"
حنا راسه ونطق بتوتر...
"ماجيتش على ودو...جيت على القضية لي كلفتيني بيها هادي شهراين"
غير سمع القضية عقد حجبانه وقال وهو كيطفي الكارو دار بناقص...
"شنو تماك"؟
بلع ريقه والحروف ضاعو فحلقه...ماعرفش كيفاش غايوصليه المعلومة ولا بالاحرى كيفاش غايواجه غضبه من بعد ماينطق...بقا كيدور فعينيه بارتباك حتى حس بالمكتب تهز بفعل الضربة لي ضرب عليه وصوته لي زمجر بغضب...زعزع الجدران...
"واااانطق وااااش غاتباتو هنااا؟
تنفس بعمق...وهضر من فوره...
"هاديك العملية ودوك العصابة زدقات تابعة ل..."
تلعتم فالكلام...دوز على عنقه بارتباك عاد نطق...
"تابعة للحاج الشيطان"
سكت شوية عاد كمل بوضوح...
"يعني طول هاد السنين وهو كيخدم بسمية عصابات اخرى...وخ اختفى باقي كيتحكم من بعيد"
ملامح قاسية...عيون تشتاط غضبا...فك متشنج...هادشي لي قدر يقرا سعد فتغيرات وجه وقاص من بعد ماكمل كلامه...بقا ثواني كيتسنا رد فعله...وكل ماسمع من عنده هو "خرج دبا"
ناض وكأنه جاه الفرج...خرج وزدح الباب...وبقا واقف كيرجع النفس وداير ودنه على المكتب...عجبا ماسمع لا صوت تهراس ولا حتى حاجة...غمض عينيه بتوتر ومشا لبيرو دياله...
اما عند وقاص كان باقي لاسق فكرسيه كيفما خلاه...وقع داك الجملة وسماعه لداك الاسم فهاد الوقت نيت وهاد الظروف كان صادم...كل مكيفكر فيه دبا هو عودة الكابوس ديال هادي 4 سنوات...جبد سيجارة اخرى..تبعاتها التانية والتالة ومن بعدها بزاف...
كل مكتحرق بين يديه كل مادماغه كيدور...فدوامة مالها نهاية...والكابوس غايبدا بمجرد ماغايشد راس الخيط مرة اخرى...
طفا اخر سيجارة كانت بين يديه من بعد ماتسالات العلبة...دوز على راسه بتعب...وراسه كيحس بيه كيزدح...ظغط رهيب استنزف كاع طاقته هاد النهار...غمض عينيه وجات صورتها قبالته...تنهد بتعب شديد...وهز التيليفون دوز نمرتها بدون تردد...حس براسه محتاج لصوتها فهاد اللحظة...هز يديه كيضغط على عينيه بارهاق...حتى وصلو صوتها المرتجف وهي كتنطق اسمه مباشرة من بعد ماتشد الخط...تكا راسه على الكرسي ونطق بتشنج...
"كتبكي؟"
ماجاوباتوش كان كيسمع فقط هسيس أنفاسها وشهقاتها الصامتة...حتى عاود نطق بانفعال...كيضغط على حروف اسمها بشدة...
"رملة...!!"
وصله صوت بكاءها هاد المرة واضح ونطقات بارتجاف...
"كنتي عارف ياك؟"
دوز على شعره بتعب ونطق بوجوم...
"هادشي علاش مابغيتش نكولك شنو كاين...غي باش مانشوفكش كتبكي!"
شهقات بقوة كتحاول تكتم أنفاسها ونطقات بحرقة...
"ماقدرتش نشوفو هكاك...قلبي كيحرقني أوقاص"

ناضت من بلاصتها ماقادراش تحرك من حدا الاب ديالها...وخ نعس يرتاح فضلات تبقا حداه...من بعد ماسمعات صوت الجرس فالباب...عرفاته غايكون هو...وقفات وتمات غادية كتعكز...حتى سبقاتها مرت باها وحلات...حسات بقلبها تفاجا فاش سمعات صوته وهو كيسلم على خوها والبقية...مع نطق سميتها كيسول عليها مع خرجات لعنده...عينيها ذبلانين بالبكا...لون وجهها مخطوف ومغلف بالشحوب...مكرهاتش ترما فحضنه فهاد اللحظة لاكن الاعين كولها عليهوم...تقدمات عنده بشوية...شد فيديها ونطق بخفوت...
"كيبقا شوية؟"
حركات راسها بالايجاب ونطقات والحزن واضح ف تعابيرها...
"ناعس دبا!"
طلع فيها وهبط كانت مزالة بحوايجها ديال الصباح...قوس حجبانه وقال...
"كليتي شي حاجة؟"
قبل ماتنطق كان هضر خوها وقال بعتاب...
"عيينا معاها فاش تحط الغدا والو مابغاتش"
تنهدات هي الاخرى ونطقات بحزن...
"ماعنديش الشهية دالماكلة... مافياش الجوع"
جرها كلسها ووجه الكلام لمرت باها ماتسوق لحتى واحد...
"تقدري تجيبيلها شي حاجة تاكلها دبا؟"
حركات راسها بالايجاب ومشات كتميق بفمها دخلات لكوزينة وتبعاتها مرت خوها...وقفات حداها فالبوطاجي هزات تفاحة كتاكلها ونطقات بهمس...
"طلعلها الشان أخدوج..شوفي كيداير ليها كي الما القليل.."
تنهدات خديجة ونطقات بغل...
"ربي كيعطي الفول لي ماعندو ضراس...ميمونها تكعد كيتي أنا لي الراجل واقيلة غايعكدهوم ويخليني"
حطات التفاحة من يديها وقربات حداها كتمحلس عليها وهضرات بخفوت...
"قوليلي أخدوج...ايلا قدر الله ومات شيخي...غاترجعي لداركوم؟ ولا غاتبقاي هنا؟"
شافت فيها خديجة باستغراب وتكلمات باستنكار...
"الله اختي حورية السيد مزال مامات ونتي كتسولي على الدار"
شعلات عل البوطة وضارت عندها لقاتها كدور فعينيها ونطقات بشك...
"ياكما راجلك لي مسيفطك تسوليني؟"
حركات راسها بنفي..دارت ضحكة صفرا ونطقات بمرح كترطب...
"لا اويلي اش هاد الهضرة أخديجة...غي سولت من باب الفضول وصافي..."
ماجاوباتهاش الاخرى ...طفات عل البوطة من بعد ماسخنات الماكلة وخلاتها كضرب أسداس فأخماس ولي فراس الجمل فراس الجمالة...
دخلو اابيت عند باها من بعد ماوقف عليها حتى كلات بالزز...كان باغي يطمن عليه لاكن لقاه ناعس وكان باين عليه التعب...مابغاش يفيقو...لقاها فرصة نيت فين يهضر معاها شوية...كلسو فوق واحد الفوطوي شادلها فيدها كيدوز على شعرها بحنان...
"ماديريش فبالك...انشاءالله دبا يبرا ويولي مزيان"
تغرغرو عينيها بالدموع ونطقات بألم وهي كتشوف فعينيه...
"هو تسامح معايا عاد قبيلة...غايمشي ويخليني"
كانو ملامح وجهه متشنجين بوضوح...شي حاجة كضرو فقلبو فاش كيشوف دموعها...جرها لعنده شوية وقبل قمة رأسها...بعد ونطق بخفوت كيلفح وجهها بلهيب أنفاسه الحارة...
"خاصك تكوني قوية...ربي بوحده لي بيديه أجله...خلي ايمانك بالله قوي...غير ماتبكيش"
شافت فيه بحب...قربات منه وتخشات فحضنه...زيرات عليه بقوة...كأنها كتستامد منه الطاقة والقدرة باش تستحمل هادشي لي عاشته ومزالة كتعيشو هاد النهار...أطبقت على جفنيها بهدوء طالقة العنان لدموعها يجريو فصمت...والنفس كطلع من صدرها حارة...حتى هو مابخلش عليها من حضنه وزاد زير عليها أكثر كأنه باغي يخشيها فضلوعه..يخبيها تماك ومادوقش طعم الحزن أبدا...!
دقائق طويلة مرت وهوما على نفس الوضعية حتى حسات براسها شوية رتاحت عاد بعدات عليه شوية وتكلمات بخفوت...
"نقدر نبقا معاه هاد الليلة؟"
ابتسم بدفئ هز يديه كيمرها على وجهها ببطئ...حتى أطبقت على جفنيها...مستمتعة بداك الدفئ لي كيرسلو لقلبها غير بقربه ليها...ورجعات حلات عينيها فاش نطق بصوت اجش...
"تقدري تبقاي شحال مابغيتي غير خلي تيليفونك حداك"
ابتسمت بامتنان وهمست بحب...
"وخ.."

ركب فطوموبيلتو من بعد ماخرج من عندها...مدة وهو غير كيدور بوجهة غير معروفة فقط باغي يتلف فدروب التفكير...وبالو مشغول فهاد التغيرات لي طراو فحياته...بزااف ديال المطارق كيضربو فراسو من كل جهة وأكثرها الهضرة لي قاليه سعد...ضرب بيديه على المقود...زفر نفس قوية...عقله مرفوع وافكارو مخربقة ...خاصه بزاف دالوقت باش يرتبها...تكا براسو عل الكرسي زاد فالسرعة...وكمل طريقه لوجهة معينة...
دخلات لبيتها من بعد مامشا اول ليلة غاتبات فيه من بعد زواجها...تاحاجة ماتغيرات...باقي كيجيها بارد بحال كيف كان او اكثر...مشات حلات الخزانة لي عندها تماك باقيين فيها حوايجها القدام...جبدات بيجامة قطنية لبساتها...ومشات تكمشات بلاصتها...كتفكر حتى هي فحياتها وكيف تقلبات...كل مرة كتحس براسها كتغرق...حتى كيعمر الما فريتها مزيان عاد كتمدليها يد تنقدها...نفس الاحساس كيتعاود بزاف دالمرات...وكيكون كافي باش يكتم أنفاسها ويخليها ديما كطلب النجدة...وعمرها ماغاترتاح...!
######
فدار صغيرة جاية جنب الطريق على شكل فيلا معزولة...حبس الطوموبيل ونزل...كان ظلام حالك يالله واصل شعاع دواحد من أعمدة الانارة جاي بعيد...
وقف حدا الباب بملامح ممحية...فكو متشنج ونظراته قاسية...كانت مجموعة من اوراق الاشجار والزبل متكدسة تحت الباب...جبد الساروت وحل...كان خاصو يدفعها باش يدخل...رجع سدها من بعد مانفض يده من الغبرة...وتقدم بخطوات تقال حتى وصل لباب دار لداخل...اوراق الاشجار والخشيش والتراب مغطيين عل الزليج لي كشف بقوة الغبرة...عفس على كولشي وداز...حل الباب بنفس الطريقة ودخل...كان ظلام دامس وسواد رهيب...تقدم جوج خطوات وشعل الضو...!
تنهد وهو كيساري عينيه فالارجاء...كولشي باقي بلاصته...الاثاث الفاخر والديكورات...كولشي كانت ختارتو على ذوقها...أنيق وعصري غير لونهوم مبدل بسباب الغبرة...حك نيفه حتى تزير صدره...كانت الدنيا مغموقة وريحة الغمال عاطية...سد الباب وزاد بخطوات الى الامام...صوتها مزال كيتردد فودنيه بحالا ماشي 3 سنين هادي لي دازت...هنا كانت كضحك مع التلفزة وهي كتاكل السقاطة...وفداك الزاوية لهيه كانت كتقرا وحداها كاس دالقهوة وحازمة راسها بزيف فاش كيقربو الامتحانات...وهنا! وبالظبط حدا باب الكوزينة شدها الحريق اول مرة فاش وصل وقت ولادتها...
باقي كيعقل مزيان على داك النهار بحالا يالله البارح...نهار جات همس للدنيا...! زفر بضيق وزاد كمل الفوق طالع فالدروج...هنا بدا الصوت يعلا شوية بشوية...غير فعوط الضحك...كان الغوات هاد المرة...صوت شجاراتهوم ديال كل ليلة كان مزال عالق فالجدران...وكون كانت الاشياء تنطق كانت غاتعاود أسرار وأسرار!...شعل الضو ديال الكولوار...دخل لاول بيت عل ليمن...كانت غرفة صغيرة فاللون الزهري...صبغوها فاش عرفو جنس المولود غايكون بنت...كانت خزانة ومهد صغير وبزاف دالالعاب فالارض...طفا الضو ورجع خرج...غمض عينيه باسى وتقدم لاخر غرفة فداك الممر...كان بابها مفتوح...وشريط أصفر كيحد هيكل الباب بحال شي حاجز...مطبوع بكتابة فالاسود...
"Crime scene do not cross" "مسرح الجريمة ممنوع التجاوز"

تحنا من تحت الشريط ودخل...تردد شحال باش يزيد للامام...غمض عينيه بألم وهو كيتفكر داك الليلة اللعينة...وبعد اخد ورد شعل الضو...
كانت عرفة نوم كبيرة...سرير عصري وخزانة...أشياء مكسرة ومبعثرة هنا وهناك... أثار يدين ورجلين ملطخة ب الدماء مزالين فكل قنت...عل الجدران وفوق الارض...
ضغط على كفه بغضب...فاش كيتفكر أنها كانت كتخبط فكاع الركاني وكتغوت لي يعتقها...قلبه كيتزير عليه...مزال ذكرى ديك الليلة نقطة سوداء فحياته...الصدمة كانت قوية بزاف...واحد فبلاصته كان اكيد غايتسطا ولا غايحماق بدل مايبقا غارق فالاحساس بالذنب...
زاد شوية للقدام بالضبط جانب السرير حدا الكوموندينو...بقا واقف شحال كيشوف داك الشراطي فاللون الابيض كيحددو جسمها فين كانت طايحة غارقة فدماياتها...كان مولف كيشوف جثث كتيرة...بحكم خدمته كانو كيبانو ليه عادي بحالا ناعسين مرشوش عليهوم صباغة حمراء.....ولاكن هاديك كانت أبشع جثة شافها فحياته...الطريقة البشعة باش تقتللت وكيفاش كانت كتعوم فبركة من الدم...خلات قلبه ينزف حتى هو...شعر راسه وقف تماما بحال فاش شافها قبل 3 سنوات...غمض عينيه كيحاول يمحي داك الصورة ويمحي معاها حتى داك الذكرى والشعور بالالم...كلس على داك السرير حتى طلعاات الغبرة...شد فراسو متكي بيديه على ركبتيه...كيتنفس بصعوبة حتى غامت عينيه بذكريات الماضي...وبالظبط داك الليلة...

🔙🔙🔙🔙فلاش باك...العودة الى الماضي..3 سنوات الى الوراء🔙🔙🔙🔙
الثاني عشر من دجنبر 2016...الساعة 21h30 مساءا"
كانت ليلة ممطرة وكأن السماء قررت ثور والمطر أعلن عن التمرد فاوائل فصل الشتاء...
رعد..وبرق...وكاع الدروبة والزناقي خاويبن...كولشي مدفي فدارو كيتصنت لصوت المطر...كاين لي خايف من الرعد وساد عينه كيدعي فسرو وكاين لي عاجبو الحال وكالس كيستمتع بنغمات قطرات المطر فاش كضرب فالنوافذ وعلى الشرفات...!
الحركة توقفات فأنحاء المدينة...الا مكان واحد باقي كيعج بالحركة والداخل ليه كتر من الخارج...ولاية أمن المدينة...
كان كالس وسط المكتب دياله...مدور بيه فريق من العمل...من خيرة الضباط وحراس الامن...
كان صوت ضحكهم واصل حتى لبرا...كان يوم مميز وتاريخي...كولهوم فرحانين من بعد ماكانو دوزو أشهر طويلة فمحاولة القاء القبض على وحدة من اكبر العصابات وتجار المخدرات فاابلاد بقيادة أكبر بارون مافيا لي كيتلقب ب"الشيطان"
كانت فرحة لا توصف على وجههوم...وحتى هو كان مشاركهوم الفرحة بنفس القدر...إنجاز كبير تزاد فمسيرته المهنية...وخ العملية بقات ناقصة...حيت ماتشدش راس الحربة ولاكن قدرو يحجزو على كاع داك الكمية دالحشيش لي كانت مهربة خارج البلاد وفق خطة تكتيكية كانت من تحت راسه...العملية كانو فيها ضحايا بزاف حيت وقع اشتباك فاخر المطاف بين اطراف العصابة وقوات الامن...وكان من بين الضحايا...ولد اللملقب بالحاج الشيطان ودراعه ليمن...ضحك باستهزاء فاش تفكر حجم التهديدات لي كانو كيوصلوه من عنده هو وباه...من نهار عرفوه كينبش عليهوم وحتى راس كبيرة مكتوقف فطريقه...التجؤو للتهديدات...كانت بالنسبة ليه هضرة خاوية...والكلب لي كينبح مكيعضش...كان كيضربها عرض الحائط ويكمل على خدمته...وكل مرة كيطيح فيها عضو من اعضاء المافيا كان كيحس بالفخر وكتزيد تقته فراسه باش يكمل على شنو بدا...شاف فالساعة كانت قريبة العشرة ديال الليل...ضرب بيديه فالمكتب وقال بمرح...
"سيادنا اش بانلكم نحتافلو هاد الليلة؟"
كولشي شافيه ورحبو بالفكرة...لبسو جواكطهوم وخرجو من البيرو...كل واحد قصد طوموبيلتو...بمجرد مادخل...صونا الهاتف دياله...غير شاف المتصل تنهد بنفاذ صبر...مابغاش يجاوب...وكيقول فنفسه...غير غاتفرعلي راسي تاني...وماكانش مستاعد لحتى شي مشاحنة معاها...سكت التيلي...ديمارا الطوموبيل وزاد...ثواني قليلة ورجع يصوني بنفس الرقم "نوال"...غمض عينيه بضيق...شد الخط ودار مكبر الصوت...وقبل ماينطق هو كانت وصلاته نبرة صوتها المرتجفة وهي كدوي بخفوت...بالكاد سمعها...
"وقاااص...عتقني واقيلة الشفارة دخلو لدار"
قوس حجبانه وحبس اللوطو فالجنب...هز التيلي دارو فودنيه ونطق باستغراب...
"دار؟ شمن داار؟"
وصلو صوتها على الفور كتهضر بزربة بنفس النبرة الخائفة...
"دارنا ا وقاص دارنا..عتق دغيا راه ماقدرتش نهبط لتحت"
غمض عينيه بغضب وغوت عليها...
"ااااش داااك لداااار فهاد الساعة شنووو مشيتي ديري تمااااك...يااك خليتك مع الواليدة...
تنفسات بقوة حتى وصله هسيس انفاسها ونطقات بزربة كارزة على سنانها...
"حتاجيت لباس لهمس قلت نجي دغيا ونرجع...ماشي وقت هاد الهضرة دغيا راغ غانموت بالخوف...كنسمع صوت الباب كيتفرع والزاج..."
زفر نفس سخونة من شدة الاعصاب وكمل كلامه بحنق...
"سدي عليك فالبيت عندااك تخرجي هانا جاي"
ماتسناهاش تجاوب...لاح التيلي من بعد ماقطع...رجع ديمارا اللوطو وانطالق بسرعة جنونية للدار....

كان غادي كيتسارع مع اارياح وقطرات المطر لي كضرب فالسيارة...كيدوز على راسو بغضب...وكيتمنا مايكونش داكشي لي فباله...حتى رجع صونا تيليفونو هاد المرة وبنفس رقمها...ولاول مرة كيخاف يجاوب على شي مكالمة...حس بشي حاجة نغزاتو فصدرو...شد الخط وغمض عينيه كيسمع لصوت بكاء هاد المرة مع نبرة خافتة...كتهضر بزربة وبهستيرية...
"وقاص..دخلو لدار...هاهوما باغيين يفرعو عليا اللبيت...وقاص ماعرفت شنو باغيين هادو...غانموت بالخوف...دغيا عاافاااك...وقاص ياكما باغيين يقتلوني...وق..."
سمع صوت الباب تفرع...موراها صوت شهقة ديالها...وصوتها لي رجع كيوصلو بعيد فاش حيدات التيليفون من حدا ودنيها وخلاته فيدها...
"شكون انت؟"
"ش...شنو باغي مني؟"
"و..وقاااص...عندو موس غايقتل..."
ماكملاتش جملتها...واخر ماسمعو هو صوت صرختها لي طلقات بحال شي صفارة انذار...ومن بعدها تقطع الخط...وتقطع حتى الاتصال بينه وبين العالم الخارجي...ترفع وهو كيحس براسه مكتف...ماعارفش واش غايقدر يعتقها...لاكن لي عارف هو هاد الليلة غاتكون نقطة سوداء فحياته...كان كيسوك غايب تماما عن الوعي...صوت صراخها كيتردد فودنه بقوة...كان كيحس بالعرق كينساب على طول عموده الفقري...السيارة غادية بسرعتها القصوى...حتى ضرب الفران وتحكو الروايض فاش وقف قدام الدار وبالظبط حدا سيارتها المركونة حدا الكراج...نزل بسرعة...سحب السلاح دياله من حزامه...ودخل مكيشوفش قدامه...كان الضو ديال برا مشعول...باب الدار مفروع والزاج مشتت فالارض...كان الهدوء وفوضى عارمة فالدار...تما قلبو بدا كيدق بوتيرة سريعة...وعرف أنه تعطل وفات الفوت غير من الدخلة دالباب...كون كانو باقيين ماغايكونش هاد السكون فالدار...مسح قطيرات العرق لي نسابت مع جبينه...وتمشا بخطوات تقال...كيزيد خطوة ويفشل فجوج...حتى وصل للاعلى...وبالظبط حدا الغرفة لي كان بابها مهرس...وتماك نهار وزغب شعره وقف فاش شاف داك المنظر لي الطريق كلها من تحت لفوق كيوجد راسه باش يشوفو وباش يستوعبه...كان عارف غايلقاها مقتولة ولاكن ماشي بهاد الطريقة...زاد بخطوات ثابتة ورجليه بحال الرغوة من تحته...عينيه حمارو وتحجرو فيهوم الدموع...حتى وقف عند راسها...كانت ممددة على الارض...غيديها فاز دالزاج يمكن كانت كتحاول دافع على راسها...يديها الاخرى حاطاها على بلاصة الطعنه بالموس...والمنظر لي مكيستوعبوش العقل ومتقدرش تشوفو حتى شي عين هو أنها مدبوحة من الوريد حتى الوريد...الدم كان مزال سخون وكيهبط بغزارة من عنقها...ترخاو كاع أعضاءه...السلاح هبط كيتسرس بين يديه...وطاح منهار على ركبتيه كيشوفيها بصدمة...وكان مزال كيحاول يتيق عينيه...
قلبو كان كيحس بيه كيتسلت من بلاصته...وجهه متشنج وبقوة ماعاصر على راسه لونه رجع حمر وعروقو بارزة فجبهته...عينيه كانت نقطة من الدم وبحال شي جمرة ملتهبة...احساس الغدر...الشمتة...الذنب...والضعف ...وعدم القدرة على التصديق...خلاوه مبكوم لمدة طويلة وهي ممددة حداه...
"أنا السبب"
"أنا لي قتلتك"
"سمحيلي ماقدرتش نعتقك"
"كولشي بسبابي ماقدرتش نحميك"
كلمات كان كيتمتم بيهوم بعدم تصديق ...حتى أنه ماقدرش حتى يمد يده يقيص فيها...حدو ناض بحال شي ثور هايج هرس أي حاجة جات قدامه...جاتو موجة من الجنون فرغ بيها النار لي كانت شاعلة فقلبو داك الليلة...!

كان ممكن هاد الكابوس يسالي مع هاد الليلة...ولاكن مكانش كيضن بلي الشبح غايبقا تابعو حياته كولها...من بعد يوماين على موتها وصلاته رسالة من عند الشيطان...اربع جمل فقط قلبو حياته لجحيم...مابقا قادر يخطي حتى خطوة الامام...رسالة باقي محتافض بيها لدبا...وخ ضيع ...حفضها عن ظهر قلب...رسالة ماباغيش يعاود يستعرض كلماتها فهاد اللحظة...فاش رجع للواقع...كان راسه عاطيه الحريق...وكان مزال على نفس الوضعية...غير هاد المرة كان هاز البوم صور كيقلب فصفحاته بهدوء...الاغللبية كان فيه صورها والقليل من صوره هو وهمس...حيت خلاتها فشهرين مالحقاتش تشبع منها...وحتى هو قليل فاش كان كياخد معاها صور للذكرى...كاع صورها كيصرخو بالحيوية...بالمرح والسعادة...الى جانب جمالها لي كان عاطي للعين كانت حتى روحها نقية...وعزيزة على كولشي...كبرات حداه وعلى عينيه...كبنت عمته وعمرو فكر فيها أكثر من ذالك...حتى لنهار وصل للسن قرر فيه يتزوج...وكأي ولد فاش كيمل من الزهو وكترة البنات كيخلي اختيار شريكة الحياة للام دياله...وحيت كانت عارفة نوال منجذبة لولدها قنعاتو ياخدها ورحب بالفكرة...مادام منه وفيه وعمره شاف عليها شي حاجة خايبة...وماكانش خافي عليه أنها كتحمل مشاعر اتجاهه...كانت كتبان على وجهها وهو كان كيقراها طايرة...عرسهوم كان اسطوري فرحات بيه كاع العائلة من غير شخص واحد...كان جاي غير باش يتأكد أنها تزوجات...ويبكي عل الاطلال من بعدها...كولشي كان عارفو كيبغيها...كيهلوس بيها...ساكنة فضلوعه ...حب طفولة قديم...كبر معاه وبدا قلبه كيضخها هي فبلاصة الدم...منير وشكون مكيعرفوش فالعائلة كيموت على نوال...وحتى هي ماكانتش خافية عليها حتى انها كانت عاطياه وقت غير سنوات قليلة قبل متزوج وقبل ماتعمر عينيها بوقاص...لاكن علاقتهوم مادامتش بزاف وهي لي وضعات نهايتها حيت ماقدراتش تصبر لطبعه وحبه المتملك...خصوصا انها مكانتش كتبغيه ومكيثيرهاش كرجل...عكس وقاص داك الشخصية القاصحة والقوية والطبع العنيد كان كيسالي معاها...ونهار تقدمو ليها لزواج كان اسعد نهار فحياتها...زواج تقليدي بالنسبة ليه وفارس الاحلام بالنسبة ليها...
حياتهوم بدات فالاول عادية...كأي زوجين فبداية زواجهوم...كان كيحاول يتعرف عليها بصفتها مراته وهي مابخلاتش عليه تبينلو انجذابها ليه فكل لحظة...حتى بداو يبانو المشاكيل ...فالاول على الولاد كان باغيها تحمل وهي مكانتش مستاعدة خصوصا فعامهوم الاول...كانت باقا كتقرا ومابغاتش تشغل بشي حاجة اخرى...وهمس كانت غي غلطة وجات بلا ماضربلها حساب...كانت كتلقا مشاكل فانها تعامل معاه ومع طبيعة خدمتو...عصبيته وطبعه القاسي...والمشكيل الكبير لي كان منغص عليها حياتها هو منير...وخ تزوجات ماسلماتش منو...كان بحال الشبح تابعها فكل خطوة...ومكيفلت حتى فرصة باش يجبدلها الصداع وخ كان خارج البلاد...مرة بمكالمة مرة برسالة...مرة بصورة...وفكل مرة كان كيحصلها وقاص حتى بدا الشك يتسلل لحياتهوم...ورجعات علاقتهوم باردة فالاخير من كترة المشاجرات... واخرها كانت غير شهرين قبل ماتولد همس...
رجع الالبوم لبلاصته فالمجر...كيرجع ذكرى داك النهار...نهار لقا عندها عدة رسائل عليهوم ختم جايين من الخارج...كانو بسميتها وواصلينها من عند منير...
باقي كيعقل على داك النهار مزيان...لي جن جنونه عليها وكان اول مرة كيهز يدو عليها...
🔙🔙🔙
كانت كالسة فنفس المكان لي فيه دبا...شادة على كرشها وكتبكي وتشهق من بعد ماصرفقها...واليد الاخرى...مغمضة بيها عينيها كتسمع للسبان والشتائم فوق راسها...بينما هو عقلو غايخرج بالغوات...وكون ماجاتو واحلة فروحها...كان غاينفس فيها غضبه مزيان...
"وااااااعلااااش ماتجيش تعلمينيييي علااااااش...علاااش مخلياهوم عندك وساااكتة لدينمك دوييييي؟"
هزات راسها فيه كتبكي وتشهق كتشوفو غادي جاي قدامها كايبخ الدم...تنفسات بعمق وهضرات بارتجاف...
"هئ...هئ...ماقدرتش نقولهالك غاتزدق مضارب معاه...هو حيت بلوكيتو من كولشي رجع كيسيفطلي رسائل...هانتا شفتيهوم والله مااااحليت شي وحدة فيهوووم...خبعتهوم حتى نلوحهوم...هئ...هئ"
سكتات شوية كترد النفس ورجعات غمضات عينيها بيديها كتبكي بحرقة...
"عيييت...عيييت ماااابغاش يتفرق عليااااا...بحااال شي شبح غايبقا تابعني...هئ هئ..."

هادي كانت فقط موجة من الذكريات لي كيدير جهده الجهيد باش ينساهوم...باارغم من مشاكلهم وحياتهوم الزوجية لي مكانتش مستقرة...داك الليلة خلات فقلبه جرح كبير...مزال كينزف لدبا...فوق ماتجبدات سيرتها او شاف فوجه همس...كيوجد نفسه من دبا نهار تكبر وترجع تعرف وتسول على مها...قلبو كيبكي الدم وهو كيحاول يوجد أجوبة من دبا...كانت بريئة وماعندها حتى شي ذنب...يمكن الذنب لي دارتو فحياتها هو قبلات تزوج بيه وتسلمو قلبها على طبق من ذهب...كان تراجع على داك العملية مور اخر تهديد مكانتش غاتموت...كان قابل الامر بجدية مكانتش غاتموت...وكان ماعصاتش كلامه ومشات للدار فداك الليلة مكانتش غاتموت...كان وكان وكيبقا كولشي من الماضي والقدر مامنه هروب...تنهد بضيق...مسح على وجهه بتعب...وناض خرج من الدار بنفس الطريقة لي دخل بيها...كتبانليه فكل زاوية وفكل قنت وصوتها باقي كيتردد فودنيه...حتى ركب سيارته وتاجه للمكتب دياله من جديد...
فاش وصل كان الاب دياله فانتظاره...مرات قليلة فاش كيزورو حتى كتكون شي حاجة ضرورية او نهار كيبغي يزور أصدقاء ما قبل التقاعد...سد الباب ومشا سلم عليه...من وجهه كيبان غاضب...بلا مايحتاج يسولو مالو ...الجواب كان واضح...غير كلس بلاصته دخل معاه نيشان فالموضوع...
"هادشي لي سمعت بصح؟ منير تشد تاني؟؟"
حط يديه فوق المكتب ونطق ببرود...
" ايااه...راه كيتبرد لتحت..."
رجع تكا على الكرسي دياله كيراقب تغير ملامح باه وفكه لي كيبان متشنج قبل مايوصو صوته كينطق بحنق...هاد المرة
"شنو كيدورلك فراسك؟ ياكما باغي تغرقو؟"
رجع تقاد فالكلسة وتقابل معاه كيدوي بجدية لا تحتمل المزاح...
"اش بانليك الواليد؟ غاندير كيف كنتي كادير انت فاش كيطيح بين يديك؟
ضرب بالعصا دالعكاز دياله فالارض وعلا صوته شوية كينطق بنفس النبرة الغاضبة...
"راااه ولد عمك من دمنا...!"
غمض عينيه بنفاذ صبر ماباغيش يفقد أعصابه على باه وبالظبط فهاد الليلة الكحلة ماعندو فين يزيد...حك على ذقنه بيديه وقال بفتور...
"سمع الحاج...غاتخرج راسك من هاد القضية...ولد خوك غايتربا والقانون عاياخد مجراه...ماتخلينيش نتصرف شي تصرف ماغايعجب حتى واحد...داك الشي ديال المحسوبية والزبونية ديالك ماغاتنفعوش معايا..."
كان كيعني كل حرف خرج من فمه وسط صدمة باه لي جالس قبالته...ماتوقعش منو هاد الهضرة...زفر بضيق وناض وقف...شافيه بحنق وتكلم..
"وصلنا معاك حتى لهاد الهضرة اولدي؟ وهادشي كامل غير حيت لقيتيه مع مرتك؟"
هنا وقاص فقد اعصابه لي كان كيحاول يبردها..وناض وقف تقابل معاه وزدح بيديه فوق المكتب وقال بعصبية والشرار خارج من عينيه...
"مررتي خليها بعيدة على هادشي...الواليد خليني نحتارمك وخليني ندير خدمتي..."
مكانش متوقع غادي يدور فيه حتى انه اول مرة يرفع صوته عليه...بقا مدة كيشوفيه كيزفر بغيض حتى قرر ينساحب فصمت وبلا ماينطق بحتى حرف حل الباب وخرج...
بقا وقاص مدة عادي جاي كيدوز على وجهه بتعب وعرق نافر فرقبته من شدة الاعصاب...كولشي تجمع عليه هاد النهار كأنه كان ناقص غير باه فالاخير باش يكمل...كان باغي يدفن راسه فالخدمة عل الاقل ينسا شوية لاكن شكون خلاه كل واحد منين كيجر...حط السلاح وهز الجاكيط وشد طريق البار...

كأس من الخمر المعتق وموسيقى الجاز...فإن اجتمعا فسلام على القلب من نشوة الجنون!...بقا مدة كالس بوحدو...ونيسته السيجارة والكاس لي بين يديه...كيبني ويعلي...فكرة كتديه لفكرة...من مشكل لاخر...الشيطان لي رجع سمع سميته لاول مرة من بعد 3 سنوات...ذكريات داك الليلة المشؤومة وهو كيستعرضهوم قدامه وبالعرض البطيئ...باه لي زاد كمل على مابيه وخلاه يزمجر فوجهه بغضب...بالرغم من انه كان عارف شنو كان كيدير باه فاش كان فجهاز الامن...كان شخص غير نزيه...رشايوي من الدرجة الاولى...وكيمشي على مبدأ المصلحة والزبونية...حقيقة كان كينكرها وكيحاول ينساها وعمرو واجهو بيها حتى اليوم لي اضطر يلمح له ولو غير شوية من داكشي لي كان كيدير وهو كيخرق فالقانون...غمض عينيه كيعصر فيهوم من شدة التعب...ارتشف ما تبقى فالكاس....وزاد واحد اخر هاد المرة جات صورتها بين عينيه...حتى هي خدات حيز من تفكيره...كيحس براسه مقيد من كاع الجوانب...خايف عليها من اي خيبة تقدر تكسر قلبها...وخايف اكثر يكون هو السبب فيها..
مرو دقائق طوال...حتى حس براسه اكتفى...و بدا يتناسا شوية بشوية...ناض خلص وخرج...ركب فسيارتو شاف الساعة لقاها الوحدة دالليل...العقل عامر ومجهد بالتفكير والقلب يطالب فشوفتها...بلا مايفكر جوج مرات حرك السيارة وقاد فطريق بيتها...
كانت ممدة على السرير...شعرها مفرق على الوسادة بحال شي وردة متفتحة...عينيها مع الظلام كيبان غير بؤبهم كيتحرك يمين شمال...من بعد ماعيات كتقلب فبلاصتها والنوم مابغا يجيها...ولفات تنعس فحضنه ولا عل الاقل تشم ريحته حداها...هاد الفراش جاها بارد وماشي مريح...تأفافات بضيق وهزات الوسادة دارتها على على راسها...سدات عينيها كتحاول تبزز على راسها النعاس..حتى سمعات صوت الهاتف كيرن تحت منها...طفجها...هزاتو دغيا قطعات الصوت عاد شافت الرقم...رعشة سرات فذاتها وهي كتقرا سميته مضوية الهاتف...دقات قلبها بداو يتصارعو...رجعات تكات فبلاصتها عاد شدات الخط...كتسمع لهسيس أنفاسه قبل ماينطق بصوت مبحوح خلاها تنهد بلاصتها...
" رملة!"
تنهدات بحب فكل مرة كينطق اسمها بهاد الشكل كيخلي قلبها يرجف بعنف...شهقات فصمت وجاوباتو بخفوت...
"باقي مانعستيش؟"
جاوبها من فوره وبنفس النبرة الباحة...
"لا ماشي قبل مانشوفك...نزلي هانا لتحت..."
الذهول ترسم فعيونها وناضت تقادات بلاصتها...كتحاول تستوعب كلامه...ناضت بسرعة حلات السرجم وهي تحل عينيها على وسعهوم...وتمتمات بخفوت...وهي كتشوف سيارته مركونة فالشارع...
" اويلي كيغاندير...كولهوم ناعسين...!"
ابتسم بخفوت وقال باصرار...
"ضبري راسك...5 دقايق ايلا ماهبطتيش غانبدا نضرب بالحجر..."
قطع عليها خلاها مصدومة حاطة التيلي فودنيها كتبرقق فعينيها بذهول...
اما هو لاح التيلي حداه كيبتاسم فسره ...عاجباه هاد موجة الجنون والتهور لي كيدير!

فحال شي مراهقة فسن الثامن عشر...هبطات كتسلت بركيلتها...هازة فيديها بنطوفتها...دايرة شال سخون على كتافها...حلات الباب ورجعات سداتها بشوية...لبسات بنطوفتها...شافت يمين وشمال واش مكاين حد..وتمات غادية فاتجاه سيارة المرسيديس السوداء المركونة قبالتها...
فحال شي قمر ساطع فظلام حالك....شافها جاية لعندو...كتجر فرجليها ومعذبة مع داك ااركيلة... ابتسم حتى بانو سنانو و مد يديه برك على الزر حلها الباب...ثواني وكانت كالسة قدامه دايرة يديها على صدرها كتنهج...وهو واخد وقته الكامل فتفحصها...حتى ضارت عنده ونطقات بعدم تصديق...
"نااري ايلا فاقو ومالقاونيش؟"
كانت كدوي ببراءة بحال شي طفلة دايرة شي زبلة...كانت عفوية وزوينة بشكل مؤلم لقلبه!...قرب منها حتى امتزجو انفاسهوم...خلا اصابعه تمادى و تغلغل فشعرها ...حتى جرها أكثر لعنده...حط شفايفه على ديالها وبدا فتقبيلها بدون مقدمات...مغمض عينيه كيتلذذ بطعم العسل لي كيذوقو فكل مرة قبلها...انفجار مفاجئ حسات بيه فقلبها...وهي كتحس بلسانه كيلعب داخل ثغرها ببطئ...وبشغف...وريحته كدخل مع جيوبها الانفية هاد المرة كانت فريدة من نوعها مخلطة مع رائحة السجائر...كانت دمار!
علا راسه من بعد ما افلت شفتيها...وبقا حاضي ارتجافهوم ولونهوم لي رجع احمر كرزي...فمنظر مغري...رجع خطف قبلة اخرى ونطق بصوت أجش... وانفاسه الحارقة كضرب فأنفها...
"وهاهوما فاقو؟"
ابتاسمات بخجل وهمسات...
"اش جابك فهاد الليل!"
ابتسم هو الاخر تنهد...وتكلم باحتراق....
" توحشت مراتي وجيت نشوفها!"
حدقات فعيونه من داك المسافة القليلة لي كتفصلهوم...ببريق الحب النابع من عينيها...خلاوه يتوه فسحرهوم...وينجاذب أكثر فأكثر...قرب بأنفاسه السخونة كيستنشق من رائحة عطرها الاخاد...وطبع قبلتين على جفونها من بعد ما اطبقت عليهم برموشها الكتاف...كتحس بشفايفه سخونين كيتحطو على وجهها كيقبل كل إنش منه...بنشوة...بحرارة..واشتياق!
خلاو دقات قلبها تضطرب بشكل مهول...كتعلن الاستسلام لداك كمية الاحاسيس والمشاعر لي كيغدق عليها بيهوم فكل مرة...كيخليوها مستسلمة وخاضعة حد الانتشاء...والقشعريرة تسرا فذاتها...
توقف فاش حس بيها كترجف...حط صبعان يديه على وجهها وهمس بصوت خشن...
"فيك البرد؟"
حلات عينيها على صوته ...كانو عينيه نايمين...شكله جذاب...تقاسيم وجهه مرخية...شنايفه حومر ونفسو مزال كضرب سخونة فوجهها...حركات راسها بنفي وابتاسمات...
بعد عليها هاد المرة مخليلها مساحة فين تسترجع انفاسها...دار للخلف...هز كرطونة حطهاليها فحجرها...ابتسم وتكلم بدفئ...
" كولي...عارف غاتكوني متعشيتيش!"
شافت فالكرطونة ورجعات شافت فيه...
تكلمات بتعجب...
" باش عرفتيني؟"
ضحك ورجع قرب منها...وتكلم بتساؤل...
" ماعرفت...يمكن حيت ولفتي حتى نبزز عليك تاكلي معايا؟"
ضحكات بخفوت حتى تغمضو عينيها...باسها فخدها بوسة طويلة ونطق من بعد ماعنكش شعرها...
" يالله كولي قبل مايبرد"

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.