قصة رمتني بالهوى عيناك

من تأليف Yassmine Yass
2020قصة كاملة سفالة نادرة

محتوى القصة

رواية رمتني بالهوى عيناك

صوت الريح كان مجهد...مجهد بزااف..الشتا خيط من السما والشجر كيتمايلو على بعضياتهم...كان الظلاام قااتم حد الرعب....كيتسمع غير صوت خطواتها المسرعة وصوت عواء الذئاب المخيف....كتزطم على الخشيش بقوة حتى كتنزل رجليها لتحت وطلع محملة بالتراب والغيص...صوت دقات قلبها كيتسمع!!! كيتسمع حتى لودنيها...كان كيقطع ما بين أضلعها حتى كتحس بالغشاوة على عينيها...وقفات شوية كتلتاقط أنفاسها متكية على وحدة من الاشجار...شعرها الطويل طايح على وجهها حاجب كل ملامحها...ضارت من موراها كتصنت وخ صوت المطر المجهد قدرات تميز صوت الخطوات لي مزال تابعينها...عينيها تغرغرو بالدموع ويديها كيرجفو...سحبات نفس قوية هزات فستانها حتى وصل لركبتها وعطات رجليها للريح تاني
غادية وكتعتر حتى كتبغي طيح وترجع تنوض...الشتا غادا وكتجهد وصوت الخطوات لي وراها حتى هوما...ماقادراش تزيد تفكر...واش توقف تستسلم ليهوم ولا تزيد تجري وتوه فهاد الغابة الحقيرة؟...لعنات راسها ألف مرة على النهار لي قررات تجي فهاد الرحلة وعلى اللحظة لي سمحات فالمخيم وطلعات للجبل تمتع بغروب الشمس...كون يسحابليها غاطيح فيدين دوك الرجال لي باينة مافقلبهم رحمة...زفرات بغيض وماقدراتش تزيد ترجع دوك الذكريات همها الوحيد يسالي هاد الكابوس...
رجعات كتجري هاد المرة بخطوات أسرع يد شادة على قلبها ويد كتحيد الشعر على عينيها...ومرة مرة كطلع أطراف الفستان لي لابسة ولي مصعب عليها المشية... حتى جفلات فجأة على صورة خيال أمامها...من شدة الظلام ماقدراتش تفرز ملامحه...لاكن فاش قهقه بصوته الرخيم قدرات تعرفو...صوت ضحكتو قصف فقلبها حتى مابقاتش قادة تنفس...قبل مايزيد ينطق وضحكة ماكرة على وجهه...
"ماعندك فين تهربي منا الغزالة"
ارتجفو شفايفها باغا تغوت لاكن بحال شي حجرة كانت متقلة على حلقها...ولا شي حد قطع لسانها...رجليها كانو بحال الرغوة تحت منها...ماقدراتش تحرك حتى سمعات صوت أخر كيهضر موراها وهو كينهج...
"غانخرج منك كاع هاد الجرا لي خليتينا نجريو موراك"
قبل ماتلتافت موراها كان وصلها صوت الثالت وهو كينطق بسخرية ويضحك
"ههه يسحابليها ايلا جرات ماغانلقاوهاش مايسحابش ليها حنا ولاد الغابة وكنعرفوها كتر من الحلوف"
مابقات كتسمع والو من غير صوت قهقهاتهم الرخيمة وحدة قدامها وجوج خلفها...

"ياااربي شنو هاد الذنب لي درت حتى طحت بين يديهوم"
رددات هاد الجملة بينها وبين راسها وهي سادة عينيها كتحاول تكبح الدموع للي تجمعو فيهوم...ماعارفاش شنو دير لي عارفاه مزيان ومتأكدة منو هو هاد الليلة اللعينة غاتبدل بزاف فحياتها...حلات عينيها على صوت أقدام كتكسر الخشيش لي فالارض وكتحس بيها من قدامها خلفها...تما قدرات تحل عينيها لتواجه مصيرها...كل ما لمحاتو هو وجه لي مقابل معاها...وخ الظلام قدرات تفرز ملامح وجهه القاتمة...عينيه لي تحت منهوم كحل كيدل على تعاطيه المخدرات...ومسطاجو لي واصل حتى لخده...قبل ماضهر شبه ابتسامة على وجه ويدو لي لوات على ساعدها وجرها لعندو بعنف كينطق لتاني مرة بصوته الرخيم وهاد الخطرة قدرات توصل كلماته المقززة بوضوح لودنيها مع ريحة الشراب الخانزة لي خارجة من فمه وهو كينطق بحرارة...
"سنين وحنا عايشين فهاد الغابة...وشحال من بنت طاحت بين يدينا ولاكن عمرها قدرات تهرب"
سكت شوية وهز صبع يديه كيمررو على بشرتها حتى انتفضت بهلع...قبل مايزيد يقربها ليه بعنف ورجع نطق بوقاحة وصبعو مزال كيمررو بهدوء على بشرتها المبللة...
"وعمرنا طحنا فشي وحدة زوينة وفتية بحالك...كيبانلي ربي كيبغينا بزااف وغانتمتعو هاد الليلة"
كلماته زادت دخلات الرعب لقلبها...مقصدهم دبا أصبح واضح...زفرات نفس حارة وهبطو دموعها لي كانت حابساهوم مع ارتجاف شفتيها لي لونهوم رجع مايل لزروقية من شدة البرد وحتى الخلعة...كيفاش غادير تنفذ منهوم؟ 
ماخلاوهاش مزال تزيد تفكر فطريقة النجاة حتى حسات براسها مهزوزة لسما يديه محاوطة ضهرها وتحت ركبتها...غادي بيها للمجهول وهوما تابعينو ماللور كيضحكو...
فرحانين حيت الفريسة داليوم غير الايام لي دازو...قدرو يميزوها عن بعد فاش بانت ليهوم واقفة فراس الجبل بوحدها لمحوها غي ماللور شعرها الاسود كيطير مع الريح وأهداب فستانها الابيض حتى هوما...لوحة فنية مرسومة مع منظر الشمس لي كتغرب قدامها...منظرها خلا غريزتهوم تفيق وتوجهو ليها وهوما كيتغامزو وشي كيميل على شي...

"زكااااي الينعلدينمك"
زاد شتم بصوت عالي وهي كترطا بين يديه وضرب فوجهو وصدرو وفين ماجات باش ينزلها...حتى مابقاش قادر يتحكم فحركاتها العنيفة والمتمردة بين يديه وعتر فواحد العود دالشجر كان فالارض جا طايح من بعد ماطلقها نزلات على مؤخرتها حتى توعتات...
"غانقتلك القحبة"
هادشي لي قدرات تسمع من بين انفاسها الاهثة قبل ماتستجمع قواها وناضت من الارض قبل ماينوض هو وقبل مايستوعبو الجوج لوخرين أش طرا كانت عطات رجليها للريح للمرة التانية ومشات كتجري مبعدة عليهوم بخطوات قلال... لتافتت موراها لقاتهوم واقفين كيشوفو فيها متحركوش...يالله بدا الامل يتسلل لقلبها انهم استسلمو وتوقفو عن ملاحقتها...حتى حسات بألم فضيع اجتاح جسدها من اللور...ووخز قوي وصل لأعماقها...خلا حركتها تشل...وجسمها يتصلب...وشهقة حااارة خرجات من فمها رداتها بصعوبة لداخل وهي كتحس بسائل سخون هابط مع ضهرها..بصعوبة باش قدرات تهز يديها لي كانت كتحس بيهوم منملين...تحسسات أعلى كتفها بأناملها الرقاق حتى توقفات مكان الالم كتحسس شنو تماك والعرق نازل على وجهها...قبل ماتعاود تشهق هاد المرة بقوة فاش قاصت السكين لي كان مغروص فكتفها بعنف...

"يا الله عاوني"
نطقات بخفوت وبصوت مرتجف...وهي كتزفر النفس بحرارة وكتحاول تخرج السكين من كتفها...قطرات العرق كتصبب على جبهتها معاندة مع قطرات المطر... غوتات بقوة فاش قدرات تخرج السكين من كتفها...عينيها كان كيبان فيهوم بريق بحال الزاج من تحت لونهوم القاتم بفعل الظلام...استنشقت هواء بارد والالم كينهش جسدها بقوة...كتحسو كينتاشر بحال شي سم من بلاصة لبلاصة بهدوء قاتل...قدرات واخيرا تحرك من بلاصتها وتجري هاد المرة ولو بخطوات تقيلة ...المهم أنها تقدر تخلص منهوم...
تحركو من موراها بشوية ومزالين كيضحكو...هاد المرة مايحتاحوش يجريو حيت عارفين الطير الجريح شحال ما حلق ماغايقدرش يعلي كتر وغايطيح بدون ادنى مجهود...لاكن ضنهم تلاشى فاش شافو خيالها اختفى فرمشة عين من امامهم...هاديك الساعة سرعو فخطواتهوم حتى جفلو فجأة أمام حافة جاية خلف الاشجار...طلو براسهوم لتحت مكان كيبان والو من شدة الظلام والرياح الي كتعصف بقوة...نطق الاول بدهشة وقال وهو كيزفر باضطراب...
"مكنضنش تكون عالية بزااف...غاتكون كاينة طريق من تحت"
زاد التاني بخطوة للامام كيطلل غير براسو وقال بتوجس
"موحال تكون باقا عايشة وهي تكركبات من هنا...حتى ايلا وصلات لتحت غاتوصل ميتة"
ضار التالت لعندو ورمقو بنظرات غاظبة وقال
"تحرك نقلبو عليها لتحت بينا ولا بيها هاد اليلة...عمر شي حد مرمدنا بحالها"
تفرقو من بعد ماقررو يمشيو يقلبو عليها...مشا كل واحد من طريق لعل شي وحدة فيهوم تكون مختصرة ويوصلو ليها قبل ماتموت ايلا كانت حية وقبل ماياكلو الحلالف جتثها ايلا كانت ماتت...
مابقا فيها حتى ذرة قوة...وحتى الشجاعة الي عندها تلاشات...والالم لي كيسري فداتها فهاد اللحظة يضاهي كاع داك الشي لي دازت منو...كتفها عاطيها الحريق ...رجليها كيرجفو...وحتى عظم فيها مابقا صحيح بفعل الطيحة...
كان المطر توقف والبرد مزال كيدغدغ أطرافها بعنف...هزات يديها كتحسس داتها ...راسها ووجهها ...فين ماحطات صبعها كتوجع...فكرات أنها تستسلم وتبقا بلاصتها متنوضش حتى لصباح ولا حتى يلقاها شي حد تحت من هاد الحافة الي نجات منها بأعجوبة...
فكرتها تلاشات بمجرد ماجاو فبالها الوحوش الي تابعينها...والجملة ديال أنهم عارفين الغابة كتر من الحلوف خلاتها تنتافض بسرعة وناضت بصعوبة قبل مايقدرو يوصلو ليها وهاد المرة لا هي غاتقدر تقاوم ولا هوما غايرحموها...جمعات ما تبقى من قوتها ومشات كتجر فرجليها كتحس هاد المرة بالشوك كينغزوها من تحت توقفات لثانية كتشوف لقات راسها من دون حذاء...غمضات عينيها بتعب وقررات تكمل السير بلا بيه...حتى بدات تسترجع قوتها شوية بشوية عاد قدرات تسرع فخطواتها أو بالاحرى تجري وتعاند الرياح وصوت دقات قلبها لي كيعصف داخلها بعنف شديد...مزال كيوصل لمسامعها بهدوء...
الغشاوة كانت عامية عينيها...والدموع كانو كيهبطو بغزارة كيبللو وجنتيها فغياب المطر...صوت شهقاتها بالم كيتسمعو بين الفينة والاخرى...وغير مكتزيد تسرع فخطواتها...والرعب مستوطن قلبها وعقلها...حتى!
حتى! ارتاطم جسدها بشي حاجة صلبة مشات وجات فبلاصتها هاد المرة...ماتقدرش تقول جدار حيت هدا رطب...وايلا كانت ماغالطاش هدا صدر إنسان...مجرد الفكرة ديال أنها عاود طاحت بين يديهوم خلات شهقة حارة تخرج من أعماقها بحرارة وهاد المرة مابغااش تعلي راسها ومابغاتش تشوف نهاية مصيرها بين يديهوم...حتى حسات بيد هاداك الواقف أمامها شدات على مرفقها وصوت تسلل لودنيها خلاها تزيد ترجف...

صوت تسلل لودنيها خلاها تزيد ترجف...
"شكون نتي وشنو كديري هنا؟"
قدرات تميز صوته هاد المرة...نبرته الهادئة وأنفاسه الحارة لي لفحات جلدة شعرها كانت ماشي دهداك الوحش لي حاصرها قبل من دبا...حتى رائحة عطره...كانت! مسكِّرة...مخدِّرة...منعِشة...كانت! كانت البداية وكانت النهاية!!غزات نيفها وكتحس بيها علقات حتى فحوايجها...قبل ماتعلي راسها وتلاقات عيونها ببحر من السواد تحت جفونه...وكأن الليل كيعكس بريقه المظلم فسوادهم...وضوء القمر لي تسلل من بعد ماعطاتو الغيوم الطريق لطلوعه...خلات! خلات! قلبها يرجف من النظرة الحادة لي قرات فعينيه...نظرته الغامضة خلات المها يتلاشى ودقات قلبها غير يزيدو...كانت بحال شي غريق كطلب النجدة من السواد المتراكم تحت جفونه وحجبانه المقوسين المرسومة فوق من عينيه بحذر ...خلات دغدغة خفيفة تسري فجسدها فاش عاود نطق بصوت أجش...وبنبرة هامسة
"واش نتي بيخير؟"
تحركات شفتيها برجفة وكأنها كتحاول تنطق بشي حاجة لاكن كأن القط أكل لسانها هاد المرة...هزات يديها حيدات الشعر من على عينيها والشعر لي كان حاجب عليه الرؤية رجع منسدل على كتفها وياريت! ياريت ماحيداتوش وماخلاتش ضوء القمر يسطع فوق من وجهها يبعثر أنفاسه ويخلي ريقه ينشف فحلقه...حس بيه مر ولذيذ فنفس الوقت... حس بالضياع فاش لمح جوج جوهرات سوداء متلألئة...لا يقل سوادهم على ديالو لاكن! لاكن هادو خلاو دقات قلبه تضطارب وتسارع بقسوة...آه من عيونها...عينان كتشبه لشي بحر أسود حالِك...شق شي أرض من جليد تا حاجة مافيها من غير ثلوج ناصعة البياض...رمش عينيه الهايمة ورجع شاف فشفايفها بحدة...بالرغم من ازرراق لونهم بفعل البرد...رجفتهم سرات فقلبه رعشة...بحال شي سكين حاد تخطا أحشاءه...حار فوصف هاته الحسناء الواقفة أمامه...فاش غايركز بالضبط؟...فسواد عينيها الغريب؟ ولا فبياض بشرتها الناصع؟...ولا! ولا فخصلات الشعر الفحمة المنسدلة على كتفيها كيداعبها الريح يمين وشمال...
أسير!...حس براسه أسير وعينيه مزالين عالقين فملامحها..كأنه كيبحت على شي حاجة ضايعة!...يمكن كيبحت على قلبه لي ضاع بين ضلوعه... كانت عاصفة! عاصفة هوجاء هي لي قصفات داخله بعنف...الشيئ لي قدر ينطق فظل تسمره قدام سواد عينيها وكل ذرة من أنفاسه كانت كتحتاضر هو...
"ماشاء الله"
كانت اخر كلمة دخلات كدغدغ مسامعها قبل ماتسد عينيها وترخا بين يديه مستسلمة كليا للألم لي زحف فجسدها النحيل وكينهش فيه بقسوة...حس بثقلها بين يديه...ثواني وكان هازها بحال الريشة مستوطن كاع جسدها...شعرها كيتراقص بأريحية على صوت وطأة قدميه على الأرض...

شعرها الاسود الحريري كان مسترسل بنعومة على السرير لي ناعسة فوق منو...كانت بحال شي كومة من الثلج...ناصِع ..برٌاق...وشديد البياض ...بياض غطا على فستانها الممزق والملطخ بالدم ورجليها العامرين بالغيص...كانت بحال شي لوحة سريالية مرسومة بدقة واليد لي رسماتها تفننات فتخطيطها بكل حب...
تسللات نسمات باردة مع أشعة الشمس الدافئة كداعب وجهها بهدوء لتكشف عن قطيرات العرق لي كتنزالق من أعلى جبينها حتى لاسفل ذقنها مرورا من على خذها برفق...
قدرات تحرك رموشها الكثيفة وحلات عينيها بشوية...قطبات حجبانها بألم فاش بغات تحرك وحسات بوخز قوي أعلى كتفها...ولي عطا الاشارة لدماغها يسترجع كاع أحدات داك الليلة المشؤومة...مزال كتحس بوطأة أقدامهوم وصوت أنفاسها اللاهتة كيرن فودنيها...الاحدات مرو بسرعة وبتذاخل عنيف فراسها...خلا الالم يزيد وعينيها يغطيهوم بريق من الدموع...حتى توقفو فصورة على شكل عيون ذات نظرات حادة...وريحة مزال كتحسها لاسقة فبشرتها وتسللات لأعماقها بوقاحة...غمضات عينيها لوهلة كتنفس ببطئ وكأنها كتحاول تبت طيف هاديك الصورة فدماغها قبل ماطير...واستغرق الامر منها بضع ثواني فاش وعات على راسها وحلات عينيها مصدومة كمن لسعتها أفعى من بعد ماتفكرات أنها فقدات الوعي بين يديه...مايمكنش تكذب راسها ومايمكنش يكون مجرد حلم...آثار أصابعه متأكدة غاتكون باقا مطراسية فيديها...هي مزالة معاه وهادشي قدرات تعرفو من ريحته المسكرة لي مالية المكان...اش كيطرا ليها؟ ايلا كان حلم خاصها تفيق منه بسرعة وقبل مايفوت الفوت...هداكشي لي حاولات دير وهي كتملل فبلاصتها باش تنوض...مغمضة عينيها باغا تمحي طيف داك الصورة اللعينة لي خلاتها ماقادراش تعقل راسها شنو طرا من بعد...
ثواني وكانت كالسة على نفس السرير لي ناعسة عليه...عاضة على شفتيها بألم وشادة بيديها على كتفها لي زاد حرقها فاش ناضت...زفرات نفس قوية ودارت بعينيها فأرجاء الغرفة...كانت الارضية كولها ديال الخشب...وقبالتها مدفئة نارها مزالة قوية كأنها يالله تشعلات...رجعات كتعصر عينيها من شدة الالم لي كينهش كتفها وعاود حلاتهوم هاد المرة على بقاايا قطن ملطخ بالدماء كان فكوافوزة فوق راسها معاه إناء ديال الما ومقص وطريفات دالفاصمة وبزاف ديال القراعي دالدوا ماقدراتش تفرز ديالاش...وغير من الشريط ديال الفاصمة الي ملوي على كتافها عرفات أن داك الغريب هو لي داواها...ولاكن فينهوا دبا؟
سؤال تبادر الى ذهنها وقبل ماتبدا تفكر وطرح فرضيات كانت لمحات طيفه واقف عند الباب حاجب إطارها بأكمله...
وكأنها كان خاصها غي تعاود تشوفو باش تحس بنفس الرعشة!...ونفس الاحتراق واللهيب القاسي لي دغدغ أوصالها وباغتها أول مرة!!

جمدات بلاصتها بحال شي صورة غيرر مكتملة خطتها أنامل لا تتقن الرسم...تزادو دقات قلبها هاد المرة على أوثار نغمة ماعمرها عرفاتها...مع توتر غريب غزى أطرافها...خلاها تحدر راسها شوية هاربة من داك الطيف لي واقف أمامها واكتفت فقط تسمع لخطوات أقدامو على الارض ومن ريحته لي غادية وكدخل لأعماقها وتغرص بحدة عرفات أنه جاي لجهتها...جاي باش ينخر داتها أكثر ويزيد يدخل لعظامها بدون سابق انذار
"مكانش عليك تنوضي ونتي باقا عيانة"
فقط تنهيدة مكتومة مع رجفة خفيفة تحركات بيها شفتيها من بعد ماسمعات صوته هاد المرة كان صوت جهوري واضح بنبرة حادة مع بحة رجولية استوطنت أذنيها...
جملته كانت عادية جدا لاكن جاتها بحالا رما عليها كومة من كلمات الغزل!...كيفاش هاد الغريب كيخلي تأتيرو عليها بهاد الطريقة وكأنه ساحر القى عليها تعويذة من النظرة الاولى...آه من النظرة الاولى هااديك! هاديك هي لي خلاتها تبقا مصدومة وناسية كل مادازت منه بالامس...لي يشوفها دبا مايقولش دوزات كابوس مرعب قدرات تنجا منه بأعجوبة...
"شنو سميتك بعدا؟"
خرج صوته هاد المرة بنبرة أكثر حدة وهو كيراقبها بتوجس حتى ضن أنها بكماء مكتهضرش...قبل مايتسلل صوتها لأذنيه وهي كتهضر بنبرة هامسة مع ارتجافة طفيفة فحلقها...
"رَملَة...سميتي رَملَة"
رمال! رمال متحركة هي الي اجتاحت انفاسه فهاد اللحظة وكأنه فصحراء قاحلة...كان خاصه غير صوتها باش يروي عطشه 
عاود إسمها من بين شفايفه بهمس بالكاد تسمع... 
"رَملة!"
هزات راسها شوية كتشوفيه من خلف خصلات شعرها لي مخبية تحتهوم توترها وارتجافة شفتيها الي كانت واضحة فنبرة صوتها قبل ماتعاود تنطق بخفوت...
"خاصني نمشي...!"
الصمت لي خيم عليهوم فهاد اللحظة خلااها ضن أنه انسحب ومابقاش أمامها...لاكن ريحته للمرة ماعرفت شحال أكداتليها وجوده وماشي غير ريحته بل الرجفة لي سرات فقلبها وخلات جسدها يتعرق فاش حسات بأصابع يديه الخشنة تحطات فوق من جبينها بهدوء كتحسسها بعناية...
مجرد لمسة! 
أطبقت على أنفاسها بقسوة وخلات خدودها توهج بلهيب أحمر...مع شعرها المظلم لي باقي حاجب ملامحها خلاوه يفصل فخيوط رواية أخرى من الحسن والجمال!

حس بتوترها وارتجاف جلدها تحت من يديه...وعاود نطق بصوت أجش...
"باقية طالعة ليك السخانة...ومتقدريش تمشي دبا!"
ابتلعت ريقها وهي كاتمة أنفاسها من أنها تخرج وتوصل لعنده...كان هو داك الساعات حيد يديه من على جبهتها وعاود استقام فوقفته كيطالعها بعناية...
حلات عينيها ..زفرات بضيق ونطقات بهمس فاش قدرات تلقا صوتها من جديد...!
"لا أنا مزيانة نقدر نمشي!"
ربع يديه وهو كيراقب ارتجافها بهدوء...ضهرت على شفايفه ابتسامة ملتوية وقال:
"هزي عينيك وشوفي فيا!"
حسات بسرب من النمل طالع من صبع رجليها الصغير كيدغدغ كل إنش من جسدها وكأنها حبة من السكر كيتذوقوها بنهم...!
محمومة! وفنفس الوقت باردة! هادشي لي حساته من بعد ما القى عبارته الوقحة!
عقلها لي صورليها هادشي...كانت بالنسبة ليه عادية لاكن هي أصابتها في مقتل...واش متعمد يديرلها هكا..كون كانت تقدر تهز عينيها كانت غاديرها من أول مادخل...لاكن علاش ماقادراش؟
سؤال تبادر لذهنها بسرعة خلاها توكض وتوعا على راسها...تجمع شتات نفسها ومتخليش هاد الهالة من التوتر لي حاوطها بيها تزيد تفتك فروحها ببرود...
ومن بعد اقتتال عنيف بينها وبين حواسها قدرات تماسك أخيرا وعلات راسها شافت فيه...وخلات ليه المجال اخيرا يتأمل ملامحها ببطئ...هاديك الاحداق السوداء الواسعة بالرغم من التعب كانت مُهْلِكة...سها لفترة فالجالسة أمامه وهو غافل عن حركة أظافرها لي كانت غارساهوم فلحمها...كتفرغ فيهوم انفعالها والارض تحتها كتحس بيها بحال شي بلاعة غاطمرعليها بقسوة...
حلوة!... بريئة! ...وهادئة!
خلاته مسجون بين الما والنار..! لا هو قادر يخطي للأمام ولا يرجع للخلف...خلات عقله متأرجح بين مطرقة الفضول وسندان التراجع! ومن بعد ماركز فعينيها بدقة...
عقد حجبانو ونطق أول سؤال تبادر لذهنه... 
"شكون لي دار فيك هاد الحالة!"
كانت نبرة التوجس واضحة فصوته...
خلاتها تعاود تحدر عينيها لتسقط أهدابها الفحمية مجددا حاجبة عليه الرؤية من جديد...
حتى ضن أنها غاترجع تاني لصمتها المعهود...وصله صوتها الهادئ وهاد المرة بوضوح...
"ماعرفتهومش!"
وقبل مايفتح شفتيه ويهضر كانت أضافت بنبرة مرتجفة وعينيها الارض
"جيت رحلة لهاد الغابة...و!"
سكتات كتبلع ريقها والهدوء لي عم المكان خلاها تهز عينيها مرة اخرى فيه وهاد المرة قابلها بنظرة مهتمة وملامح مرخية...خلاتها تسرد عليه كل ماداز عليها البارح...

كان كيشوفيها باهتمام وهي كتعاود...ومراقب كل حركاتها من صبعان يديها لي كتزير عليهوم بقوة!...ارتجاف شفتيها مع كل كلمة!....حتى لحجبانها المرسومين بعناية فاش كتقطبهوم بألم دليل على أن كتفها مزال عاطيها الحريق...
فاش سالات كان عاطيها بضهره..يديه وحدة فجيب السروال لي لابس والاخرى تحت ذقنه كيحلل كلامها فعقله بهدوء!...كلامها قدر يلمس فيه الصدق وكاع الافكار لي راودوه طول هاد الليلة لي كان كيضمد ليها جرحها تمحاو فرمشة عين...
على الاقل زدقات نقية ومادارت لابيديها ولا رجليها...وغير حظها العاثر لي طيحها بين يديهوم...لانت ملامحه شوية ونظراته القاسية تركزات على منظر الثلوج المتراكم على برا...أبيض ناصع وكأنه كيعكس صورة الجالسة خلفه...قطب جبينه بتركيز...تحركات تفاحة آدم العالقة فحلقه ببطئ... وكل ماقدر ينطق بيه من بعد صمته لفترة هو...
"ماتقدريش تمشي دبا!"
خرجها من سهوتها من بعد ماكانت واخذة راحتها فتأمله من الخلف...كتافه العريضة...طوله الفارع...ساعده الايسر المدسوس فجيبه براحة!...وقفته الرجولية! والهيبة الي كاتحس بيها محاوطاه من كاع الجوانب ومالية الغرفة بأكملها....حتى!..حتى نطق ببحة رجولية كيمنعها من الخروج...وهي لي كانت كضن أنها ايلا رحمات فضوله وعاوداتليه اش طرالها مع كلمة شكر بسيطة...غاتقدر تنفذ منه...و تبعد عليه باش تنفس براحة!!
فغرت شفتيها باغا تكلم لاكن كان سبقها وأضاف بفتور وهو مزال كيراقب اللون الابيض لي على برا 
"ماغاتقدريش تمشي حيت الطريق مقطوعة! "
رجع دار ناحيتها ببطئ وتكلم بنفس الهدوء...
"غايخصهوم سيمانة على الاقل باش تفتح"
راقب الصدمة لي بنات فحدقيتها بوضوح...وحجبانها لي قطباتهوم بضيق...وحتى حلقها لي تحرك فاش بغات تهضر...لاكن كان سبقها مرة اخرى وكأنه قرا سؤالها غي فعينيها
"حتى المخيم ماغاتقدريش ترجعي ليه...الغابة كولها حصرها الثلج" 
لاح كلامه ببرود وهو كيرضي تساؤلاتها لي مانطقاتش بيهوم...ماعدا سؤال واحد!!....
خشا هاد المرة يديه بجوج فجيب سرواله القطني وقال بنبرة جدية...باش يجاوب على اخر تساؤال كيروج فدماغها...
"يعني غاتضطري تبقاي هنا حتى تفتح الطريق و!"
سكت شوية كيتفحص أعلى كتفيها وبالضبط ركز الشوفة فطرف الثوب الممزق لي كيكشف على بياض بشرتها تحت منه...وكمل بنفس الجدية...
"ويبرا الجرح لي فكتفك"
بهكا قدر يروي فضولها وجميع تساؤلاتها لاكن! قصف اخر حصن من قدرتها على التحمل أكثر...الفكرة ديال أنها غاتبقا هنا سيمانة ومع هاد الغريب! نهشات قلبها بطريقة مُهلِكة...خلات يديها يتعرقو!...ورجليها يرجفو!...وكاع مفاصلها تسري فيهوم رعشة قوية هدمات كل وسائل دفاعاتها!...بحال شي عاصفة هوجاء...مرت على غصن فتي قلعاتو من جدوره!!

الفأس لي بين يديه بالرغم من ثقلها كانت كتهبط بسلاسة على قطع الخشب لي فالارض كتكسرها بتركيز...عاقد مابين حجبانو بحدة وجبينه مبللة بقطرات العرق بفضل الشمس لي سطعات من الافق دايرة بلاصتها بين الغيوم من بعد ليلة مثلجة وباردة بامتياز...غير غافل على خيال هاديك الغريبة لي كيعرف عليها فقط اسمها الغريب!...واقفة خلف ستار النافذة كتستارق النظر إليه!...وخ بعيدة قادر يحس بتورتها الشديد...ضهر شبح ابتسامة على تعابير وجهه القاسية وهو كيتفكر شحوب ملامحها وكيفاش خلاها مسمرة بلاصتها من بعد ما رما كلامه عليها بكل برود...
"شنو غاندير فهاد المصيبة ياربي؟!" 
تمتمات بضيق وهي غادية جاية بلاصتها بانفعال..من بعد ماقررات ترجع الستار على النافذة وتمتانع عن مراقبته خلسة باش تقدر تفكر براحة...!
حايرة وماعارفاش كيفاش تخرج من هاد الكابوس...فاش غاتفكر بالضبط؟ فأصدقاءها لي خلاتهوم فالمخيم وبالضبط فصاحبتها لي غاتكون حسات بغيابها وقالبة عليها الدنيا؟ ولا فالضربة لي فكتفها ..لي عاطياها الحريق وخاصها تعالج فأقرب وقت...ولا! 
ولا فهداك الغريب صاحب الملامح القاسية لي خاصها تبقا معاه سيمانة! بوحدهوم الراس فالراس! 
نظراتها مباشرة تحولو لجهة النافذة فين كان...وهاد المرة بلاصته كان فيها غي الخشب وهو لا أثر له!...
رجعات كتعبر البيت بخطواتها وضفران يديها كلاتهوم من شدة التوتر...
شنو غاتقول لعائلتها فاش ترجع؟ باها ذو الشخصية الصارمة وخوها لي ما خلااها تجي لهاد القرينة حتى شوفها الويل...! ومن دبا قدرات تخيل حجم الشتائم والهضرة الطايحة لي غاتسمع من داك عقروشة ديال مرات باها...مجرد التفكير فهادشي خلا الالم ديال كتفها يهبط لمعدتها على شكل غصة تقلات ليها على قلبها وطمرات على روحها بعنف...!
الشي الوحيد لي مخلي شوية دالراحة تسلل لقلبها هو أنهم عارفينها فالمخيم والمخيم كان يالله فبدايته ومزال ماغايساليش... إذن غاتقدر ترجع لعندهوم من بعد ماتفتح الطريق...

وبينما هي كتجلد فذاتها بكل قسوة وتعاتب فنفسها بدون رحمة...حسات بحركة خفيفة من خلفها...ومن ريحته لي ديما سابقاه عرفاته هو لي دخل...هاد المرة تخلات على توترها ...تنفسات بعمق وضارت مباشرة لعنده نطقات أول سؤال جا فبالها بنبرة شبه هامسة....
"واش نتا ساكن هنا؟"
ضنات أن صوتها ماوصلوش وهو حاني قدام المدفئة كيدخل فيها الخشب بحذر... قبل مايعدل من الوقفة ديالو وضار عندها كينفض يديه وقال بفتور...
"لا"
صوته الي خرج متحشرج ونظرات عينيه القاسية لي قابلاتها ألجمت شفتيها وماقدرات تزيد حتى سؤال من بعد...وحتى هو ماعطاهاش الفرصة فين تزيد تهضر وكان تحرك بخطوات ثابتة لواحد الجهة من داك الكوخ...من شكلها كدل على أنها كوزينة...!

وفخضم انشغالها بتأمله بحالا باغا تحفظ كاع تفاصيله كان هو كيتحرك بأريحية وكتافه العراض كيتراقصو غير آبه للواقفة خلفه!
"مستفز"
فقط هادشي لي نطقات بيه من بين سنانها وبحذر باش مايوصلش صوتها لعنده...قبل ماضرب رجليها مع الارض بغيظ ورجعات لبلاصتها تكلس..!

ماعقلاتش على راسها امتا غفات...ولا يمكن ماتت! فاش حلات عينيها ووعات على راسها كان الليل أقبل بلحيته السوداء والكوخ لي هي فيه اكتسى حلة جميلة وسط أضواء خافتة منبعثة من شموع يتراقص لهيبها طربا...خلات عينيها يبرقو بذهول من داك المنظر...!
هدوء!...سكون...!...راحة عارمة هوما لي حسات بيهوم فهاد اللحظة قبل ماتختارق أصوات غريبة وذنيها..خلاتها تشد على كرشها...وترمش حجبانها بضيق...!
كان صوت أمعاءها وهدير معدتها فاش كتلتاصق ببطنها بفعل الجوع...!
منين داقت الماكلة فوجبة الغذاء ديال البارح وقبل ماتجيها داك الرغبة الحقيرة فأنها طلع لراس الجبل تراقب الغروب...!
شتمات راسها للمرة الالف على نهار قررات طلع لتماك...! وناضت بتأفأف كتحس بالدوخة والغشاوة على عينيها...وكثلة من التعب مكتاسحة كامل جسدها...لاكن ألم معدتها كان أقوى...!
تحركات بخطى ثقيلة كتلمس اقدامها الحافية والمتسخة...الارضية الخشبية...كانت غادية باتجاه المطبخ حتى توقفات عند طاولة أمام المدفئة عليها أشياء ملفوفة بغطاء سميك...ومن الريحة لي تسللات لجيوبها الانفية...قدرات تعرف أنها ماكلة...ومجرد الفكرة ديال أن داك الغريب هو لي طيب وخلا ليها حقها خلات ابتسامة طفيفة ترسمات على شفتيها...وعينيها مباشرة توجهو للنافذة على برا لاكن مكانش تماك...!
سحبات الكرسي من بعد ماحيدات داك الغطا وكلسات كدقق نظرها فدوك الاطباق...
بحذر! وبعناية باش كانت محطوطة...خلاتها تحدر راسها وتبدا تاكل بنهم!...بشراهة! وبلهفة! عمرها دارتها...!كأنها باغا تستأصل داك الجوع من أصوله...وتقطع أحبال صوته اللعين فمعدتها!
هزات راسها واخيرا كتشوف فدوك الاطباق الفارغة ولي محال تحتاج لغسيل من بعد مادازت عليهوم بحال شي حرب حرقت الاخظر واليابس!
*
*
كان الليل وعتمته يبحر في عينيه القاسيتين...
من غير ضوء القمر لي كيبان كيلمع فحدقتيه مع البرد لي كيلفح فبشرته بهدوء وهو كينفث دخان سيجارته عاليا حتى كيختافي من أمام نظراته الحادة...
تعابير وجهه القاتمة كتحمل تفاصيل مبهمة...وحكايات ترويها حدقتيه عن الألم والضياع! كان شارد كمن راودته ذكرى حزينة او بحالا كان كيتسنا غي يطيح الظلام باش يكتاءب !
علا راسو الفوق وزفر اخر نفس من دخان سيجارته المحترقة...قبل مايلوحها ويزطم عليها بحذاءه وسط الثلج!
بقا شوية على برا واقف بسكون كينضف رئتيه بهواء نقي كيدخل مع نيفو باارد كيريح أعصابه...!
من بعد مدة كان واقف امامها مباشرة...ومن شدة تركيزها على شنو كدير ماحساتش بيه فاش دخل وسد الباب...

كانت كالسة على جنب السرير...صوت أنفاسها اللاهثة واصل حتى لعنده تتخللها شهقات متتالية وهي كتحاول تحيد الفاصمة لي ضايرة على كتفها...عنقها كتحس بيه عواج من الحركة لي مرجعاه للخلف باش تشوف بلاصة الجرحة... وعينيها مغرغرين بالدموع...!!
توقفات فجأة عن الحركة منين حسات ب الغاشي حداها...فاش رفعات نظرها للاعلى كان واقف مباشرة عند راسها كيشوفيها باهتمام...!
وجوده مجددا قدامها وقريب ليها خلاها ترتاشف من كؤوس التوتر حد الارتواء!
رعشة عصفات بجسدهاا الهش فاش حسات بالطرف الاخر من السرير تهز من تحتها على اثر جلوسه جنبها ..كان قريب ليها كيفصلهم فقط شبر أو شبرين اذا صحت التقدير!
بريق غريب تكوم فحدقتيها المظلمة...وجاثوم أطبق على أنفاسها شل حركتها فاش حسات بيديه كتحرك عند كتفها كيلمس خصلات شعرها الفحمية المنسدلة على كتفيها بعناية كيرجعها للخلف ببطئ!...بالرغم من نعومته كان كيبان واهن وغبار الليلة الماضية خلا لونه يبهات ...!
علا عينيه شافيها...منين حس بارتجاف جسدها على السرير وجفولها من حركته...تماما بحال المرة لي فاتت فاش قاص جبينها!

ماتبدل والو من المنظر لي كان برا لهدا لي لقاه لداخل...عينيها كانت قمر مكتمل تنير الليالي من بعد العتمة...والدمع لي فيهوم كان بحال النجوم المتلألئة بأركان السماء...!
ببطئ وبهدوء! كان هز طرف دالفاصمة والدوا بين يديه حطه فالوسط ورجع كيحيد الشريط اللاصق والقطن من الجرح مرة اخرى... والشي لي ماعارفاهش هي هو أنه بدل ليها الفاصمة فاش كانت فغييوبة هاد العشية وهادي تالت مرة كيقطب جرحها منين جابها لهنا... واول مرة وهي فايقة وحاسة بحركات أنامله الخشنة كدبح رقة بشرتها بعنف...خلاتها تنزل عينيها وترحم أنفاسها من الاحتضار بين يديه...ومخلياه يتصرف بأريحية...غير داري بالاعصار المدمر لي كتخلفه لمساته الهادئة فقلب هاد المسكينة!
محمومة...!واطرافها بداو يتعرقو!...صوت تنفسه حدا ودنيها كانت كتسمعه بوضوح...حسات بالصهد أكتر وشي حاجة وحلات فحلقها...وشدات على عينيها بألم وصوت شهقة مرتعشة خرجات من جوفها بمجرد ما حيد الفاصمة الملتصقة بالجرح...وبدون شعور كانت زيرات على يديه وتمتمات بهمس
"آح"

صوتها لي وصل لعنده بهمس وأصابعها الرقيقة لي شدات على ساعده بشدة خلاته يتوقف على شنو كان كيدير ويوجه نظره للجالسة أمامه...وبالظبط فهداك الظلام الحالك المجموع تحت جفونها...وظل الشموع المتراقصة فحدقتيها بهدوء...نطق بنبرة هامسة من بعد ما ترخات ملامحه القاسية لأول مرة...!
"كتحرقك؟"
دغدغة حلوة! لذيذة! وقاسية فنفس الوقت هي لي سرات فجسدها دبا...!صوته الهادئ لي وصل لودنيها هاد المرة خلا طعم المرورة يهبط مع حلقها وشفتيها ترتاجف بحدة! 
من شدة التوتر زادت زيرات على يديه ونظراته مزالة مستوطنة بحر عيونها الصافي والبراق!...وفاش قدرات تلقا صوتها نطقات بخفوت من بين أنفاسها المكلومة
"امم...كتحرقني بزاف!"
عضات على شفتيها بألم ودمعة يتيمة ماكانتش باغاها تخرج انسابت على خدها كتأكد صدق كلامها...
خلاته يهز يديه بلا هواه...وتلامس أصابعه الخشنة بشرة خديها الناعمة...مررهوم ببطئ وبرفق كيمسح الدموع لي نسابت من عينيها..وقال ببحة رجولية هامسة...
"شتتت...بلا بكا..!"
حسات بهواء بارد لفح وجهها...جسمها زاروه كاع الفصول...رجفات ببرد...وزفرات بحرارة نفس سخونة خرجات من ثغرها...لامسات وجهه ونظرات عينيه تحولو مباشرة من عينيها لشفتيها لي كترجف بعنف!
كانت حلوة!... ومغرية! خلات رغبة مجنونة تجتاح عقله...فملامستهم...
بمجرد ماحط صبعو الابهم عليهم ...كانت..أسدلت الستار على عينيها مخبياهوم برموشها الكثيفة...
ودقات قلبها كيرقصو على سمفونية جميلة كتعزف على يديه....وهو كيمرر صبعه بهدوء وبحركة أطبقت على أنفاسها...وطوفان اجتاح كيان أحاسيسها وخلاها ذوب على إيقاع لمساته الهادئة...!
ملمسهم لي كان رطب من تحت يديه!..ولونهوم الدموي مع اعتلاء حمرة طفيفة غطات على شحوب بشرتها واتساخها... خلاته يتجرأ أكثر...وبدون تفكير زاد قرب منها ببطئ..حتى رجع كيتنفس من نفسها!...ميل راسه بشوية حتى كان نيفه عند ديالها...والنفس لي خرجات من ثغرها سخونة خلاته يبلع ريقه وبلا مايزيد يفكر كان أطبق على شفتيها...كيلتاهم فيهوم بنهم...واخدها معاه فقبلة حنينة! دافية! ولذيذة فنفس الوقت!

حسات براسها طايرة فوق من سحابة...كتراقص الطيور وتعاند مع حبات المطر...لي كانو كيهبطو من فوق جبينها...باردين بحال الثلج...ماباغاش تحل عينيها وماباغاش تفارق هداك الاحساس لي دخلها فيه بقبلته الجريئة!...قبل! قبل ما يعم المكان سكون غريب...وتحس بالوخز فأعلى كثفها باقي ...وداك الشعور لي كيدغدغ حواسها مابقاش...!
ومنين حلات عينيها ورجعات للواقع...كان هو باقي مشغول فتقطيب جرحها وقبضة يديها مزالين معتاصرين يديه بشدة...وهو مزال مركز فشنو كيدير...غافل تماما عن تأوهاتها من شدة الامل ولا عن اعتصار قبضتها عند يديه...والاسوء من ذالك هو!! هو ان هاديك القبلة عمرها ما كانت! ودموعها مزالين هابطين بغزارة كتروي خدها وهو ماعمرو مسحهم!...وصوت شهقاتها الطفيفة كيكسر هدوء المكان وهو غير مكثرت تماما بشنو كيطرا فالجالسة أمامه...!
فقط وهم!
بقات حالة عينيها بلا ماترمش فاش عرفات أنهم مجرد تخيلات ! عقلها تبلوكا ومابقاتش فاهمة شنو كيطرا ليها فقربها من هاد الغريب! شتمات راسها ألف مرة فنفسها وهي كتمسح دموعها بغيض وبلا مايحس بيها...زفرات بنفس مكتوم...وباغاه غير امتا يسالي وينساحب ويرحم رقبتها من سيف التوتر لي كيغدقها بيه طول ماهو قريب ليها!
كيفاش تجرآت تفكر فيه بهاد الطريقة! كيفاش قدرات تخلي أحاسيسها اللعينة تسيطر عليها بوقاحة؟ 
يمكن ارهاقها الذهني وتعبها الجسدي وارتفاع حرارة جسمها خلاتها تخيل وتفكيرها ينحارف بهاد الطريقة!
افكار كثيرة تضاربات داخلها وهي كتجلد فراسها وتعاتب فنفسها بعنف وغضب شديدين...قدر يحس بيه هو الاخر من خلال ارتجاف جسدها باكمله فالجانب لي كالسة عليه من السرير وفسره على أنه مجرد تعبير عن الالم وعدم صبرها لهاد الجرح لي مخليها محمومة وهادشي واضح من تعرق يديها وفوق جبينها...!
"غادي تولي مزيان دبا...!"
قالها وهو كيجمع دوك الاغراض لي استعمل من بعد ما نظف جرحها وعقمه ولوا عليه طرف ديال الفاصمة من جديد...
ناض من حداها حط داكشي فوق من الكوافوز وقال بصوته الجهوري وببحة عميقة وهو كيتفحصها بهدوء...
"خاصك تبدلي هاد الحوايج...وطرفي بما دافئ...الحمام غاتلقايه الفوق" 
تحرك من حداها من بعد ما القى كلامه الآمِر..خلاها مزالة مهبطة راسها وماقدر يقرا تا حاجة فتعبير وجهها مع ظلام الليل وغرتها الفحمية لي حاجبة ملامحها...
اش غايشوف بالضبط؟
احمرار خدها من شدة الاحراج من راسها قبل كل شيئ؟ ولا دوك الشتائم لي كيخرجو بهمس من بين شفايفها؟ ولا عقلها اللعين وشنو كيصور ليها من أفكار وقحة!
دوزات على وجهها بتعب فاش حساته تحرك من حداها وصوت خطواته كتبعد خلاتها تنفس براحة...!
فقط لبضعة ثواني وكان رجع هاز فيديه ملابس وفوطة للاستحمام...حطهوم حداها وقال بصوت متحشرج:
"غاتضطري تلبسي حوايجي من بعد الحمام...وردي البال الجرحة باقا طرية!"

دقائق طويلة وكانت واقفة 
بقميص قطني مغطي يديها حتى لصبعانها و سروال طويل كون ماكانت البانضة لي عنده لتحت كون راها كتمسح بيه أرض هداك القفص لي هي فيه ولي سميته حمام...!
منظرها كان غريب وسط حوايجه...بحال شي إبرة وسط كومة من القش...جسدها الهزيل وسط قميصه الظخم خلا البرد يتسلل بين ضلوعها ومابقاتش كتحس براسها محمومة وحتى الم جرحها خف شوية...كانت حريصة باش ماتقيصوش ...وداك شوية دالما لي حطو ليها من بعد منزل ليها الحوايج يالله قدرات تغسل بيه شعرها وهي قالباه للامام...
ونظفات بيه لحمها مع شوية ديال الصابون بريحة الحامض...!
من بعد ماجمعات حوايجها لي حيدات وصبناتهم مع ملابسها الداخلية...حلات الباب الخشبي ديال داك القفص وخرجات كتجر رجليها وسط صندالة ضخمة....رجليها الصغيرة القد كانت كتبان كتعوم وسطها...
سدات الباب وتمشات بخطوات تقيلة كتنشف شعرها ورائحة الشمبوان ديالو لي غسلات بيه كدخل مع جيوبها الانفية كتحسسها بالانتعاش...!
الشموع المتراقصة كانت منتشرة فكل زاوية من داك البيت...!
سارات عينيها فكاع الارجاء حتى لمحات سرير صغير كيشبه لهاداك لي نعسات عليه لتحت...مع الظلام وضوء الشموع الخفيف...قدرات تميز داك الكثلة من اللحم الممدودة فوقه ...
رجعات هاديك الرغبة المجنونة فأنها تمشي تشوفه أطبقت على تفكيرها من جديد...!
وبكل جرأة مشات كتسلت وعيننيها كيرمشو بترقب...
ثواني حتى كانت واقفة عند راسه...من داك الشوية ديال الضو لي واصل لعنده...قدرات تشوفو بوضوح...
كان ناعس على كرشه يديه تحت الخدية حجبانه مقرونين وكون ما نفسه لي منتاضم كانت تشك أنه فايق...!
ملامحه القاسية حتى فعز نومه ماترخاوش...بالرغم من ذالك كان كيبان مرتاح ومنهك فنفس الوقت!
السواد لي تحت عيونه كان كيوضح مدى التعب والانهاك ليي كيعيشو...
اش جابه لهاد القرينة؟ وشنو كيدير هنا بوحده بلا حتى شي وسيلة ديال التواصل وعلاش منعازل فهاد الكوخ؟ 
فضول غريب ناحيته خلاها طرح هاد الاسئلة بينها وبين نفسها! قبل ماتنطق بهمس
"يا ترى شكون نتا أهاد الغريب؟"
أفكار حمقاء راودتها خلاتها تبعد خطوات الى الوراء وتمتمات هاد المرة بنبرة خائفة
« عنداك يكون شي سفاح ولا شي مجرم هارب ومخبع هنا؟؟"
قلبات الدروة وهبطات كتجري مع داك الدروج....
مجرد فكرة عابرة خلاتها تهرول بخوف...ثواني وكانت كالسة فوق سريرها وعينيها كيبرقو برعب...
« ناري هادي هي اللخرة ليك أ رَملَة اخرتك على يد سفاح غايقتلك ويدفنك ومايجيب حد خبارك!! "
رددات هاد الكلمات بخفوت ويديها على فمها...
وعقلها الغبي كيصورليها شحال من حاجة ...تكات على الفراش وجرات الغطا عليها بشوية خايفة تصدر أي صوت لي يفيقو وينوض يقتلها...

غمضات عينيها كطلب من النوم يزورها مجددا عالله دوز هاد للليلة دغيا ويصبح الصباح...ولاكن هاهو وصل! شنو غادير...ماتقدرش تخرج من هناوماغاتقدر تمشي لحتى بلاصة حتى ايلا بغات تعاند وترجع للمخيم...طريقه مابقاتش عاقلة عليها وفرضية أنها ترجع تلاقا بدوك الوحوش مزالة قائمة! وهنا! هنا كتحس بجدران هاد الكوخ شوية وغادي تكتم أنفاسها! خصوصا ف ظل تواجدها مع هاد الغريب لي كيوترها بقربه ليها...
شحال كانت كتمنا تنعازل فكوخ بوحدها بحال هدا...تهنا من صخب الحياة لي كتعيشها...من إحساس الغربة وهي فدارهوم...! ومن أيامها الرتيبة والمملة لي كولها كتشبه بعضها...مكرهاتش تغيب وتفيق فشي بلاصة اخرى غير بوحدها...
طول سنواتها الخمسة وعشرون كانت كتحس بالوحدة كتقطعها بأنيابها...وكل إنش منها كتلوحو فقنت...
شعور تزادت الحدة دياله بالضبط فاش ماتت الام ديالها فسن التامنة عشر...!
لقات راسها من بعد كتخبط بين أمواج الألم والحزن وعواصف القهر وتسلط مرات باها الحقيرة!
عمرها قدرات تفهم باها...ابتداءا من فاش كانت مها عايشة ومدى قساوته وحدة طبعه معاهم...صرامته لي توارتها حتى خوها البكر ولقات راسها من بعد بين جوج سيوف كل واحد مضا من التاني...حتى فاش قرر يتزوج مرة اخرى ماقدراتش تفهمه...طبعه ماكان يقدر يخلي حتى مرا بجنبه ويمكن غير غريزته الذكورية وأهواءه البيولوجية لي خلاته يعاود الكرة ويمارس تسلطه على امرأة تانية ولا نقولو تالتة حيت حتى هي مانجاتش من قسوته وتحكمه الدائم فيها وفقرارات حياتها...من قرايتها حتى لملبسها وأكلها!
من ديما كانت كتفسر شخصيته القاسية راجعة لخدمته اللعينة!
وكلام مها لإحدى صديقاتها واحد النهار باقي كيرن فودنيها لدبا فاش اشتد مرضها ودهورات حالتها بسباب المرض لي فتك بضلوعها
« ماكرهتش كون طلقت منه ولاكن ولادي وصحتي لي غادا وكضيع مخليني نصبر حتى يحن الله...كرهت المخزن ومايجي منه" 
مهمته كضابط فالامن أثرات على عائلته الصغيرة وخلاته مايميزش بين الدار والكوميسارية...
باها خلاها تكره حتى هي المخزن وكاع رجال الأمن...وسكين حاد كيتغرص فأحشاءها بمجرد التفكير فخوها لي غادي فطريق باه وحتى هو ناوي يكون أسرة غاتكون دون شك بحال أسرتهم مفككة ومشتتة ومخيم عليها البرود...! 
ذكريات أليمة جات لهنا باش تنساها حتى كترجع بلا هواها طرق عقلها بعنف....النوم هاجر عينيها...الشموع النص فيهوم طفا واختلط السواد الداكن لي تحت جفونها مع ظلام الليل الحالك وبقا كيتسمع غير صوت أنفاسها الخافتة مع صوت عواء الدئاب على برا وقطرات من المطر بدات طرق النافذة بهدوء!

وقفات مقابلة للشمس...كتباهى بلون عينيها الفحمي ولي تزاد لمعانا مع أشعة الشمس..بشرتها كتبان نقية وصافية كصفاء السماء لي مقابلة معاها...خصلات شعرها الاسود الحالك كطل من تحت البطانية لي لايحاها عليها مغطية جسدها النحيل...نيفها حمر بالبرد ومع ذالك كانت محتاجة تشم هواء نقي وتبعد شوية من داك الكوخ...
"غادي تبردي ايلا بقيتي هنا"
وصلها صوته الخشن من الخلف...يالله حمدات الله أنها فاقت ومالقاتوش فوجهها...تنفسات بعمق عاد دارت عنده...!
طلعاته وهبطاتو لأول مرة فالضو...ملامحه كانت بارزة بوضوح...عينيه كيعكسو لون عينيها بحالا كيتعاند معاها...ذقنه غير حليقة وشعره المشعت هابط على عينيه بعناية....لاكن ملامحه ظلت قاسية بحال فالضو بحال فالظلام...
كان لابس معطف دافئ ولاوي شال على عنقه...معلق حقيبة على كتفه العريض كدلى منها بندقية كتبان غي الفوهة ديالها من الخلف...!
أما هي ماكان كيبان منها والو وهي وسط داك الخيمة لي مغطية بيها...بقات واقفة كدور فعينيها والكلام ضاع بين حلقها ولسانها حتى رجع نطق هو بهدوء...
"يقدر نتعطل فالعشية...خليك فالكوخ ومتخرجيش"
عينيها بان فيهوم الخوف وقدر يقراه بوضوح...وقبل ماينساحب بحال كل مرة من بعد ماقال هاد جوج كلمات كان خرج صوتها الرقيق مع بخار منبعث من فمها...
"مانقدرش نبقا بوحدي"
سكتات شوية وعاودات دوات باندفاع...
"علاش مانمشيش بحالي دبا؟ السما صافية والجو صحا...ياك غاتكون الطريق تفتحات؟"
ما دار حتى شي ردة فعل من غير أنه تحرك ناحيتها...وقبل ماتفتح فمها كان حط يده على جبينها كيقيص لتاني مرة حراراتها
تما أكل القط لسانها وبدات غير كتبلع فريقها...وفاش تسربات رائحة عطره هاد المرة مخلطة مع رائحة السجائر لنيفها...جفلات فجأة و بعدات عليه...قبل مايوصلها صوته مجددا بنبرة آمرة ووجه متجهم...
"دخلي لداخل غاتمرضي بالبرد...وهاد المرة مامستاعدش نمارس دور الممرض...براكة غي الضربة لي فكتفك...!"
مغرور..! ومتكبر حد الوقاحة...!
زفرات بغيض...كتلعن اخر ذرات من الصبر بقات داخلها...وزمجرت بسخط....من بعد ماكان عطاها بالظهر و غادي....
"بغيت نمشي بحالي وماواقفاش عليك داويني...وايلا كان غي على الخير لي درتي فيا فشكرا...كافياااك هادي؟؟"

غمض عينيه بنفاذ صبر ورجع دار عندها
ملامحه زادت قسات ونطق بصوت أكتر حدة .
"ضريتيني فرااااسي واش مكتعرفيش تسكتي؟
صوته هاد المرة ألجمها...بقات غير كدور فعينيها لي بان فيهوم الخوف...قدر يقراه بوضوح...من طبعه ماعزيزش عليه لي يعانده...ومكيحملش يشد الخاطر لشي حد....وكيغايدير يشدو وهو اصلا ماعندوش...ففاقد الشيئ لا يعطيه...!
تمتم بسخط بين سنانه يمكن كان كيشتمها بينه وبين نفسه...وماباغيش ينفاعل...زفر نفس خرجات سخونة من فمه ورجع نطق بفتور...من بعد مادور وجهه لجنب...
"سيري لبسي شي سبرديلة من عندي غانتسناك حدا الطوموبيل.ا"
رمشات عينيها ببلاهة وهي حاضنة راسها بداك المنطة كيبانو غير عينيها كيدورو وخصلات شعرها كيتحركو مع الريح...
بقات واقفة مخنزرة فيه ونيفها علاتو بتكبر...تفكيرها متأرجح بين مطرقة الخوف وسندان الكبرياء...واش ترجع الكوخ تكمش حتى يجي؟ ولا تخضع لأوامره وتمشي معاه؟ ولا تكون أكثر شجاعة وتمشي بحالها وخ ماعارفاش فين؟
وقبل ماتنطق كان عطاها بالظهر هاد المرة وتحرك ...بقات كتغزز فسنانها وتزير على داك اللحاف بيديها من شدة الاعصاب... مراقبة طيفه وهو كيتمشى بكل عنفوان...!
علات عينيها للسما ساطت نفس حارة ومشات كتجر فداك الصندلة وصبعان رجليها تجمدو من البرد والثلج...كتلعن فراسها وزهرها اللعين وفداك الغريب المغرور...
*
*
دقائق قليلة وكانت السيارة دات الدفع الرباعي شاقة طريقها وسط الغابة بسرعة منخفضة نظرا لتراكم الثلوج فالطريق...
كان مزير يديه على المقود بعصبية ...مركز فقط فالقيادة ومرة مرة كيزفر بضيق...
مولف يجي لهاد المنطقة بزاف وفهاد الوقت من السنة...كيبغي يتكالما ويكلس مع راسه...يتهنا من صخب المدينة وصداع روتينه اليومي...وكطول مدة مكوتو فمخبأه السري أكتر فاش كيكون عنده شي مشكيل ...كيبغي يهدأ أعصابه ويقاد الافكار فراسه...منعازل تماما على العالم الخارجي غير هو والغابة والجبل وهوايته المفظلة...!
« شنو سميتك بعدا"
وصله صوتها الهامس بنبرة فاترة...
~مصيبة!~ مصيبة هي وسلاطت عليه دخلات بوقاحة بينه وبين وحدته...شتتات أفكاره وحطمات تركيزه...وهدمات سكون رحلته الاستجمامية...!
كان نسا أنه دايها معاه...وراكبة بجنبه فالطوموبيل حتى نطقات...كسرات داك الهدوء..!
زير على المقود بصبعانه حتى بياضو وقال من بين سنانه...بصوت أجش..
"فاش غتهمك سميتي مثلا؟"
مغرور..! متكبر..!
هاد المرة ماقالتهاش فنفسها بل وصل صوتها لمسامعه بوضوح وهي كاتشد على كل حرف قبل ماتلوحو فودنيه...
بمجرد مانطقات حول نظره اتجاهها كيرمقها بغضب...
منظرها كان بحال شي قطة شرسة مبللة بالماء وهي ملوية فداك اللحاف وعينيها كيشعو بالغضب...شوية وغاطير تقمشو...!

يالله حركات فمها باش تزيد تشتمه كان سبقها وغوت فوجهها حتى لسقات مع الزاجة لي موراها...قائلا بسخط...
"هاد المغرور ...المتكبر هو لي غاينزلك فهاد الغابة ياكلوك الحلالف ايلا ماسكتيش"
ضرب بيديه على المقود ورجع حاضي الطريق من بعد ماشافها سقرات وكدور فعينيها...
كتخاف ماتحشم...!
بقات شحال مكمشة كتشوف فيه حتى استقرو دقات قلبها وهضرات هاد المرة بخفوت...مادام الغضب مانفعش معاه غاتجرب الرطوبية...
"علاش انت مغرور بحال هكا؟"
غمض عينيه بنفاذ صبر ونطق من تحت سنانه بلا مايشوف فيها
"مكنحملش لي راسهوم قصح من الحجر"
فغرات شفتيها ودوات بتهكم...
"إذن مكتحملش حتى راسك"
صوت الروايض لي تحكو مع الارض إثر توقفه المفاجئ خلاها تمشي وتجي وسط داك الكرسي لي كالسة فيه عاد وصلها صوته بنبرة حادة وآمرة فنفس الوقت...
"نزلي.."
غيمة من الرعب غطات على تعابيرها وأول فكرة طاحت فبالها هي أنه غايديرها على قد فمه ويسمح فيها بصح وسط الغابة...يالله غايبدا عقلها يفكر فشنو غادير ويألف فسيناريوهات غبية بحال أفكارها...كان هو نزل وصفق الباب بعنف دار نظاراته الشمسية...هز حقيبته من الكوفر ومشا فاتجاه واحد التلة...تما تنفسات بارتياح ورجعات فيها الروح...ماغايسمحش فيها غير وصلو لوجهتهم...!
حط داك الحقيبة على واحد الحجرة وجبد البندقية بدا يعمر فيها بتركيز...
سمع خطوات تقال جايين من وراه عرفها هي مابغاش يدور لا يزدق مفرغ فيها داك العمارة كولها ويتهنا من صداعها فخطرة....
حتى هي عطاته تيساع ومامشاتش كاع جيهته...مشات نيشان لفوق واحد الحجرة وبقات واقفة قبالت الشمس...هبطات داك الغطا على راسها حتى بداو خصلات شعرها كيطايرو مع الريح...نسيم عليل لفح وجهها وخ باارد لاكن حسسها بالانتعاش...هواء نقي دخل لرئتيها يسكن الروح...منظر رائع قبالتها لجبال مزينة بالثلوج وأشجار لا تقل جمالا عنها...نسات هداك لي موراها ولي كان غافل عليها مشغول فالبحت عن فريسة...نزلات من فوق داك الحجرة وبغات تزيد تستكشف المنطقة أكثر...بقات غادية بخطوات ثقيلة كتجر فداك السبرديلة دياله مقاسها فايت الاربعين جاية فرجليها بحال شي فلوكة كون ماسيور لي مزيرين كانت غاتفلت من رجليها فاول خطوة...

"رجعي ماتمشيش لتماك"

وصلها صوته بنبرته الخشنة والامرة كالعادة...
عوجات فمها ومادارتش حتى تشوف فيه...وقالت بامتعاض...بينها وبين نفسها...
"هادشي لي كتعرف ليه غير تآمر"

ماجات فين تكمل جملتها حتى كانت سمعات صوت طلقة نارية...خلاتها تفافا غير فبلاصتها وماحسات غير برجليها تلوات بيها وجات طايحة...
"آي رجليييييي!"

هاد المرة صبره تقاضا ووصل لحده...رما داك البندقية ومشا لعندها كيضغط على قبضة يديه بعنف وسنانه كيتكرزو غير بوحدهوم...
ثواني وكان واقف عند راسها...وهي حانية غرتها كتنين بألم شادة على رجليها ..وكتعصر فعينيها بعنف...قبل مايوصلها صوته الغاضب زلزلها الطبل دودنيها...
" وااااش مكتسمعيش؟ واش نتي حمقة؟؟ يااك نبهتك ماتجيش لهنا؟ هاد البلاصة كتزلق ونتي راسك قاااصح!!"
علات راسها وكانو عينيها حومر مغرغرين بالدموع...زفرات نفس حارة وردات بغضب...
"مااااتغوتش علياااا...أصلا بسبابك زلقت! نتااا لي خلعتيني بداك الصووت!ودبا بعد منيييييي خليني عليك" 
جات تحرك لاكن ألم رهيب سرا فرجليها خلاها تشهق بقوة وتغوت بألم...
ماقدراتش تزيد تكبح دموعها وهبطو بغزارة من عينيها...كتبكي بحرقة...
كان مزال يزيد يغوت عليها من فرط الاعصاب لي هو فيه...لاكن فاش شاف منظرها وهي كتلوا بألم..وماقادراش تحرك...عقد حجبانه ونزل لمستواها جلس القرفصاء عند رجليها وبدا يحيد ليها فالسبرديلة بشوية... وصوت بكاها مالي المكان...
"أننننن...😭😭"
قطبات جبينها بألم وهي كتعصر فعينيها...بمجرد ماحيد ليها السبرديلة وبدا كيتحسس موضع الألم...نطقات بصوت مكلوم...

"آه كيحرقني! كيحرقني بزاف! عافاك كضرني!"
نبرة صوتها المترجية والمخلطة مع الالم خلات ملامحه تلين شوية ونطق بصوت أجش...
"شتتت! غير زكاااي متخافيش رخي رجليك"
بقا شوية كيمسد رجليها بلطف حتى ترخات ومابقاتش كترجف عاد غفلها بحركة خفيفة وعاود لواها ليها حتى طرطقات...!
شهقات من شدة الوجع وغرصات ظفارها فاللحاف لي مزالة ملوية فيه..شافيها ونطق بخفوت...

"غاتولي مزيان...تسناي متنوضيش"

ترخات ملامحها فاش مابقاتش كتحس بالالم فكاحلها فقط وخز طفيف...راقباته حتى مشا لطوموبيل ورجع هاز معاه شريط أبيض...
عاود تحنا عند رجليها وبدا يلويه بتركيز...وهي كتنخصص..
فاش سالا شافيها وقال بنبرة حادة لا تخلو من العتاب...

"تقدري دبا تكلسي بعقلك بلا ماديري شي مشكيل؟"

مسحات بقايا الدموع من عينيها وحركات راسها بالايجاب...كترمش فعينيها ببراءة..
وقف من بعد مالبس ليها السبرديلة مد يديه ناحيتها وقال....

"يالله نوضي"

شدات فيديه ووقفات...غير زطمات على رجليها بحالا ضربها الضو...زيرات على يديه وقالت بتذمر..

"لا لا منقدرش نوقف عليها كتحرقني"

غمض عينيه بنفاذ صبر ونطق...

"ماتقدريش تمشاي"؟

علات رااسها شافت فيه وقالت بصوت مغمغم بالبكا...ودموعها فطرف عينيها..

"والله مانقدر"

زاد عصر فعينيه من شدة الاعصاب الشيئ لي كانت حاسة بيه غير من قبضة يدو لي عصرات على يديها....وكانت ممتنة لنظاراته الشمسية فهاد اللحظة لي حاجبة عينيه حيت متأكدة غاتكون مشتعلة بالغضب لا محالة...
غمضات عينيها كتسنا شي شتيمة تخرج من فمه حتى حسات بيديه تلوات تحت من ركبتها واللاخرى احتضنت ظهرها من الخلف وهزها بخفة بحال شي كومة ديال التبن...
شعرها كيمشي ويجي على وقع خطواته لي كيتبتهوم بهدوء فالثلج...
كثلة متحركة من الرجولة!...واحد بلاصته مكانش يقدر يتحكم فأعصابه بهاد الطريقة! وخ عرفات أنه قليل الكلام ومن محبيي الهدوء كانت مصرة تستافزو بأي طريقة...التوت شفتيها بابتسامة وهي كتراقب ذقنه وأنفه لي هازهوم بعنفوان...!
قبل ماتنطق بصوت رقيق قائلة بامتنان...

"شكراً"

مادار حتى شي ردة فعل من غير أنه وقف حدا داك الحجرة وحطها عليها بهدوء ...حتى زفرات بضيق وكانت ناوية تقصفه بشي شتيمة عاد نطق بصوت خشن...

"غاتشكريني بصح إيلا سكتي وكلستي بعقلك"

مطت شفتيها وماجاوباتوش حتى شافتو مشا هز البندقية ديالو وغادي فالاتجاه المعاكس...على منين جاو...

"هييه! فين غادي ومخليني هنا؟"

نطقاتها بالجهد باش يسمعها وخ يالله بعد عليها بخطوات قليلة....
يالله كانت غاتعاود تعيطليه حتى دار عندها.. ونطق بحدة...

"ماغانبعدش!"

شافها حلات فمها غادوي ..كان سبقها وقال بتحذير...

"ماتزيدي حتى شي سؤال"

وخ نبرته التحذيرية ألجمتها...لاكن الحروف خلاتهوم ضايعين بين لسانها وحلقها الشيئ لي قدر يقراه بوضوح وهي كتبلع فريقها ودور فعينيها...
زفر بنفاذ صبر وقال وهو كيجمع فقبضة يديه بغضب...

"شنو؟"

بحالا كان ساد عليها بالسقطة فشي بيت وطلق ليها...مباشرة من بعد كلمته لي حسات بيها كون كانت رصاصة كانت تقتلها...تمتمات بخفوت...

"دبا إيلا بغيت نعيطليك شنو غانقولك؟"

عنيدة..! متمردة...! حد الوقاحة...
ماكان فيه لي يتجادل معاها هداك علاش جات إجابته مختصرة هاد المرة...

"وَقَّاصْ!"

رما سميته فوجهها بهدوء خلاها كتعاودها بين شفايفها بهمس وهي مراقبة طيفه غادي وكيبعد...!

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.