أخفيتك بقلبي مثل الخطيئة الجزء الثاني

2020

محتوى القصة

رواية أخفيتك في قلبي مثل الخطيئة

-واش شفتي شنو دار باك أولدي؟ شفتي باش جازاني؟؟

هكا نطق سؤالو الي خرج بحرقة من فمو وعلامات الحزن والتعب والشمتة على وجهو ... مزال لحد الآن مامستوعبش السي اللي طرا..!! حس براسو تقولب من ولده العزيز عليع، شافيه كمال اللي مافارقوش ولو لحظة شد فيديه فمحاولة انه يهدنو شوية مع العلم انه حتى هو مزال ماستوعب الامر وفالداخل ديالو كتلة من الغضب ممكن تنفاجر فاي وقت لاكن كيبقا جدو عندو عزيز وبلاصتو بوحدها...

كمال: ديها فصحتك دبا أجدي كولشي غايتحل...ومكنضنش غايبغي يجي لهنا...
ح.صالح؛ (ضحك بسخرية وتعب شديد) ماغايبغيش؟ نسيتي باللي كيتسنا غي للفرصة باش ينتاقم ويدمرنا؟

كمال: باش عرفتيها الحاج؟ السيد على ماسمعت باني حياتو تماك...و...

ح.صالح: (قاطعو) انا الي عارف داك اللفعة دغيثة شنو والدة...باك عطاني ضربة قاضية من بعد موتو...باك انتاقم مني على الماضي كولو بتوقيع واحد...خدل تقتي الي عطيتهالو فاخر لحظات حياتو...باك بغانا نعيشو فحرب من بعد موتو...(زير على يديه وكمل هضرتو) واش مستاعد لهاد الحرب أبني؟

كمال: أنا معاك أجدي فاش مابغيتي...غانبقا ديما فجنبك ومستحيل نخليو شي حد يشتت شملنا ولا يريب الإمبراطورية اللي تعبتي عليها حتى بنيتيها...أنا هنا باش نحافض عليها...نتا غير نعس على جنب الراحة...

ح.صالح: (طبطب على يديه بافتخار) الله يرضي عليك اولدي...نتا أحسن مادار ابراهيم فحياتو...سبع وغاتبقا ديما فنظري سبع...

كمال: تربيتك أجدي الله يطولينا فعمرك...رتاح دبا حاول تنعس باش يخدم فيك الدوا...انا غانهبط نوقف على توجاد لصدقة بيدي..من بعد هادشي الي طرا غانديرو شي حاجة بسيطة ونجمعو ونطويو...

ح.صالح: وخ مايستاهلش ولكن كيبقا ولدي طرف مني دير داكشي الي خاصو يدار ...شي حاجة تليق بسميت عائلتنا وبصمعتنا...وزيد أكد على المحامي هادشي اللي تقال هاد الصباح يبقا هنا...

كمال: (باس يديه) كون هاني الحاج...خليتلك الراحة...
خرج على برا للجردة دوز على راسو بتعب وبقا غادي جاي...الامبراطورية الي كيحاول يجرها لعندو كولها من بعد جدو جا الي يقسمها معاه ويقدر يدي الحصة الكبيرة فيها...ضربليه تعب سنوات وهو كيحاول يكسب تقة جدو ويتحكم فكولشي من بعدو...سنوات من الكفاح ..شبابو الي معاش فيه والو وفناه كولو فالخدمة والحفاظ على هاد الممتلكات من الضياع...كولشي تضربليه فالزيرو من بعد ماقرا الوصية...هو عارف جدو ماغايدوزوش ولكن باه علاش دار هكا؟ علاش فضل ولدو المنفي فالخارج والي مكتجمعهوم بيه حتى شي علاقة من غير ماضي أسود عارفين عليه غير التشاش...علاش تعمد يخليهوم عايشين فحرب من بعد موتو...شنو قصد بهاد الحركة؟ كان عارفها غاتكون ضربة قاضية لعائلة الطاهيري والحاج صالح بالخصوص...عارف باللي الدار الكبيرة هي أثمن حاجة كيملكها الحاج قيمتها غالية عليه وكتعتابر جزء منو وكل جدار فيها كيحكي قصة كفاحو وشبابو...ومدام هداها ليه قبل من موتو الا وراه كيعزو بقدرها او اكتر ولاكن علاش مشا كتب 70 فالمية فيها وفكاع داكشي الي غايجي فحقو لولدو يوسف...واش مانساش الماضي وبغا ينتاقم..؟ الحرقة ديالو مابراتش واخا دازت عليها سنييين و سنين و بدا حياة جديدة..؟


أسئلة كتيرة كانت كاتدور فراسو...حس بالشمتة والخطر فنفس الوقت...!! خاصو يتحرك يدير شي حاجة قبل مايفوت الفوت...جبد سيجارة من جيبو شعلها وبقا غادي جاي كيخمم و يعاود و يدورها فذماغه... حتى توقف للحظة فبلاصتو طفا سيجارتو ورجع نيشان عند جدو...لقاه باقي ممدود فبلاصتو فين خلاه حال عينيه وشاد فقلبو الي باقي كيحرقو...تحنا عندو وقال بحماس...

كمال: جدي خاصنا نتصرفو قبل مايفوت الفوت...
ح.صالح: (بصوت تعبان) شنو كيدور فراسك اولدي...
كمال: الوصية كتقول باللي 70 فالمية من هاد الدار ومن الاملاك الي غاتجي فحقو كيعطيها لولدو يوسف...
ح.صالح: للاسف...

كمال: الي بقا فيا فهادشي هو هاد الدار عارفها شنو كتعني ليك اجدي للاسف ماعندنا منديرو بخصوصها ولكن الاملاك ديال الواليد وداكشي الي غايجي فحقو عندنا كيفاش نتصرفو فيه...

ح.صالح: (تقاد فالكلسة وبانت ابتسامة على وجهو الشاحب طبطب على كتفو وقال) فهمت قصدك بغيتيني نقسم كولشي ونحرمو من الحق لي غايجيه فالميرات وبهكا السي يوسف ماغايلقا مايورت من بعد باه ومن بعدي من غير هاد الدار والنص فالشركة ديال ابراهيم ياك؟

كمال: تماما الحاج...ايلا كان هو وصا باش يورت 70 فالمية دأملاكو وداكشي الي غايجي فحقو اذن نتا غاتحرمو من الميرات وماغايجي فحقو والو...براكة غير شرك معانا هاد الدار والشركة اللي بسميت الواليد اما البقية غانتصرفو فيها حنا وبوصية من عندك...اش كلتي الحاج؟

ح.صالح: من ديما غاتبقا سبع...راجل ونقدر نعول عليك...نتا كتشبهني..كتفكرني فصغري...نتا مكتشبه لباك فوالو...هادشي الي كولتي هو الي غايكون...وخ بقات فيا هاد دار لاكن ماغايقدرش يخرجنا منها...باقي 30 فالمية ديالك ودختك ونتا هو أنا 

كمال: أكيد الحاج طول ما أنا فجنبك ماتخاف من والو...وايلا كان مستاعد للحرب خليه يجي...
ح.صالح: الله يرضي عليك...ندوزو الربعين ونباشرو فالاجراءات...
كمال: انشاءالله الحاج...يالله رتاح وماتعبش راسك

باس يديه وخرج من عندو داير ابتسامة انتصاار...خلا جدو يوزع املاكو ويكتب وصيتو و هو مزال فالحياة بهكا غايضمن حقو حيت عارف جدو ماغايفوتوش...وهاد الامبراطورية الي بناها نصها الكبير غايبقا ليه...وهاد الدار بالنسبة ليه زايدة ناقصة هو غرضو الشركات و المتاجر الكبار...اعداءو غايكونو كتار منهوم عمامو و ولاد عمامو الي كيكنو ليه حقد دفين كونو هو المفضل عند جدو خلا كولشي يحقد عليه وينويو فيه الدغينة..لاكن هو مكيعمرش راسو بهادشي ...!! بالعكس غير مكيزيد يجتاهد ويخدم باش يزيد يكسب تقة جدو ورضاه عليه...وبهكا كيضرب ليهوم كولشي فالزيرو...وكيبقا هو الافضل والسبع فيهوم كيما كيلقبو الحاج صالح...


فاقت من النعاس مدكدكة وراسها تقيل...من بعد ليلة من السهر دوزاتها سكرانة وغايبة عن الوعي...تململات من بلاصتها باش تنوض مالقاتش رقية...حلات باب البيت شافتهوم كالسين فوق الطبلة كيفطرو ويضحكو...دخلات اول حاجة لطواليط..قضات حاجتها وطرفات حالتها عاد خرجات عندهوم...كالسة رقية وجوج خوتها كبار وحدة محامية ولوخرا استاذة وخوها الصغير الي كيقرا فالتاسعة اخر العنقود...باها ومها الي مزالين شباب مزال فيهوم مايضحك وينشط مدورين بيهوم ولادهوم وعايشين السعادة فرحانين...شافوها وصلات لعندهوم ولقات تحية الصباح...رحبو بيها وضحكو فوجهها قادو ليها بلاصة وكلسات معاهوم...هوما كيهضرو معاها وهي مرفوعة...هدا هو حالها فاش كتجي لعندهوم كتحس راسها وسط جو عائلي بامتياز الشي الي كيغيضها وكيخلي الالم يعتاصر قلبها...شعور عمرها جرباتو...هاد الجو كانت ومزالة مفتاقداه...علاش هي متكونش بحال رقية يكلسو هكا على طبلة الفطور يضحكو وياكلو وينوض كل واحد من بعد لشغالو...علاش مها ماشي بحال مامات رقية؟ 

كتحس بيها وتهضر معاها وتشاركها كولشي؟ 

وعلاش باباها مكانش بحال بات رقية؟

كيفهمها ويخاف عليها يسمع منها ويعطيها حرية الاختيار…!! واش الديفو فيها ولا فيهوم...!!

سؤال طالما سولاتو بينها وبين راسها...مزال مالقاتليه جواب...واش رقية كان عندها الصح فاش قالتليها نتي تقربي من ماماك متخليهاش بعيدة عليك...؟ سؤال داز فراسها وتفكرات هضرتها وهي كتشوفيها كيفاش كتبادل اطراف الحديت بينها وبين عائلتها بسلاسة ومن غير قيود...واش خاص المبادرة تجي من عندها وتحطم داك جدار الجليد الي بينها وبين مها؟ 

استاءدنات بلباقة من بعد مدوزات الكلسة كولها سين وجيم بينها و بين راسها ... رجعات لبيت رقية سدات الباب ... هزات تيليفونها...قلبات على نمرتها بقات تشوفيها وتسول راسها هاهي عيطات اش غاتقوليها؟ باش غادير السبة؟ لهاد الدرجة صعيب تاصل بمها وخاصها ضروري سبب...مافكراتش جوج مرات دوزات المكالمة ..دارت تيلي على ودنيها بتردد كتسنا... صونا مرة وجوج وتلاتة ومن بعدها لا من مجيب...قطعات الخط وخيبة امل على وجهها...لاكن هاد المرة مابغاتش تستسلم مشات قلبات على نمرة خالتها ودوزات الخط ... وخ عمرها دوات معاها لقات بالي هادي الفرصة فين تبدا تتحك بيهوم...وصلها صوت رقيق من ورا تيلي زاد وترها وخرجها من سهوتها...كانت بنت خالتها الي فسنها تقريبا...وخ عدد المرات القليلة الي تلاقات بيها لاكن فكل مرة كتحس بيها مكتحملهاش ...كتغير منها وغير كتنافقها...بلعات ريقها وتكلمات بهدوء...

ليلى: الو حسنة لباس عليك؟ شخبار خالتي نبيلة؟
حسنة: لباس حمدالله أش فكرك فينا؟
ليلى: (عوجات سيفتها وكملات هضرتها ببرود) عيطت لماما وماجاوباتنيش قلت نعيط لتيليفون دخالتي لا تكون ماسمعاتش ديالها...

حسنة: ماماك؟ 
ليلى: اه ممكن دوزيها ليا؟
حسنة: ماماك ماجااتش عندنا ومي راها فالسويقة تاتجي ولا بغيتي ندوزها ليك...
ليلى: (عقدات حواجبها باستغراب) صافي وخ شكرا... (قطعات الخط)


قطعات الخط وخلات التيلي فيديها...ضيعات ابيل على والو...حسات براسها غبية وحطات راسها فموقف محرج...كان عليها تتاصل ففيكس الدار وتما تعرف بالي مها مامشاتش...ضرباات على جبهتها بغباء وناضت هزات حوايجها باش تلبس...حتى سمعات تيليفونها كيصوني...كانت نمرة مها...ارتابكات بعض الشيئ قبل ماتحل الخط وتجاوب...

صفية: (بصوت نعسان) الو ليلى ياك لباس أبنتي؟
بقات دور فعينيها كتفكر اش تقول عاد نطقات بفتور...
ليلى: لا والو غير بغيت نسول فيك وكي وصلتي؟

صفية: وصلت مزيان الحمد الله ها انا مع خالتك دبا يالله فقنا وغادي نفطرو...هاهي كتسلم عليك...

ضلامو عينيها بتوجس و بقات غي كتشوف فالفراغ...شكون فيهوم الكذاب...حسنة ولا ماماها...حسنة وخ كتنافقها لاكن ماعندها حتى مصلحة فانها تكدب عليها...ولاكن مها علاش كدبات والاهم من هادشي كولو فين مشات ايلا مكانتش عند خالتها؟

خرجات من سهوتها على صوت مها من ورا التيليفون...
صفية: الو...الو...ليلى...

قطعات الخط فوجهها ولاحت التيلي جنب النموسية...بقات مدة كالسة كتحاول تربط الأحدات وترتب الأفكار فدماغها...لاكن دون جدوى مافهمات والو وسؤال واحد كيدور فراسها علاش مها كدبات عليها.....!!!!!!

فالطرف الاخر...كانو علامات الحزن والخيبة على وجه صفية...مكانتش باغا تكدب عليها ولاكن هي مضطرة...اشنو غاتقوليها...بايتة مع صاحبها وكتعيش الحب الي معاشتوش من قبل؟

بلعات غصة فقلبها قبل متحط يد على كتفها العاري وسط شوميز دونوي فالأحمر...شافت فيه بعينين دابلين قبل متنطق بصوت متحشرج...

صفية: أول مرة تتاصل بيا باش تسولني كيف دايرة...!!

كلس جنبها جرها ليه عنقها...حطات راسها على صدرو العاري الي مغطياه زغبات من الشعر الاسود...رجل ذو ملامح صلبة...فايت الاربعينيات بشي شوية...شعر رأسه مزين بخصلات من الشيب زايداه جمالية و وقار...دوز يديه على شعرها الناعم وقال بصوتو الخشن...
-هادشي خاصو يفرحك ماشي يحزنك...

صفية: (هبطات دمعة حارة من عينيها وبلعات ريقها بحرقة) كنحس براسي كندير شي حاجة ممزياناش...أول مرة نكدب عليها...أنا مكنسواش أ عمر...

تنهد بهدوء ..بعدها عليه ودور وجهها لعندو...هز يديها باسهوم وقال...
عمر: شحال من مرة طلبت يديك لزواج...شحال من مرة طلبت منك تحكيلها عليا وعلى علاقتنا...وتجيو تعيشو معايا...وشحال من مرة واعدتك نديرها بحال بنتي راوية...نعيشو مجموعين تحت سقف واحد علاش معقدة الامور...

صفية: (حدرات عينيها بحزن وقالت) ليلى ماغاتفهمنيش...وخ نشرحليها ماغاتقبلهاش...مابغيتش نغبنها تاني...هي معقدة من باها بزاف...كنضن ماغاتبغي حتى راجل اخر فحياتها خصوصا لا كان سميتو راجل مها...أنا حايرة وماعرفت مندير...من ناحية هي الي ماباغاش نخصرها ايلا مشات تاعرفات...ومن ناحية نتا...منقدرش نتخلا عليك من بعد مالقيت فيك داكشي الي كنت مفتاقداه...فهمني عافاك...مابغيتش نخصركوم بجوج هداك علاش محتافضة على علاقتنا فالسر...!!


عمر: (زفر بضيق وزاد زير على يديها) اذن خلينا نتزوجو فالسر...حتى تلقاي الفرصة المناسبة وخبريها...(طلق من يديها وحضن وجهها كيمسح دموعها بحنان) مابقيتش باغي نشوفك حزينة...وفنفس الوقت مابغيتش نبقاو عايشين فالحرام...أنا وياك كنبغيو بعضياتنا ومتفاهمين...بجوجنا جربنا تجربة زواج اللي كانت فاشلة...وهادي ماشي نهاية العالم...من ديما كنكولك هاد الهضرة ونتي مصرة باش تعقدي الامور...خلينا نتزوجو ومن بعد نشوفو شي طريقة نتقربو فيها من ليلى وأكيد غاتقبلها هي بنت اليوم وغاتفهمنا...

صفية: خليني نفكر...
شقات ابتسامة بسيطة ملامح وجهو الخشنة باس على راسها وقال برضى...

عمر: خودي وقتك أعمري...ودبا كوزينتك كتسناك...بغيت فطور من يديك...
صفية: (بابتسامة ذابلة) وخ سير دوش تخرج تلقاه واجد...

رجع باس على يديها ودخل للدوش خلاها كتخبط فأفكارها وراسها كيدي ويجيب...كتحس براسها ضايعة وسط دوامة ماليها نهاية...تختار الحب ولا بنتها؟ ب اينا واحد فيهوم غاضحي؟

*******************************

دخلات كتقرقب بكعبها العالي...كتفحص فجدران هاد البناء الفخم...كتساري عينيها وسط هاد الكولوار الطويل الي كيبان ماليه نهاية...ارضية ناصعة البياض وريحة زكية منباعتة منو وكأنه ماشي مستشفى بل قاعة للحفلات...كان هدوء غريب حتى شكات أنه مكاين حتى شي حد...وكيفاش غايكون واليوم الاحد...علاش كان مصر دوز مقابلة بنهار الاحد...بلاصة الاستقبال خاوية...!! الكولوار خاوي...!! البيوت خاويين...!! 

يالله غايبدا يجيها الخوف...حتى سمعات صوت خطى جايين من بعيد...كان شاب وسيم ..بلباس عادي...هاز فيديه شي ملفات...غير لمحها جا لعندها...طلعها وهبطها وقال بابتسامة مرحة...
-أكيد الدكتورة أسماء...سمحيلينا جبناك فهاد النهار ديال العطلة...لاكن كيف كتعرفي الكلينيك يالله جديد وباقي فيه الاشغال على طول السيمانة...هداك علاش ختاريت المقابلة تكون اليوم باش ناخدو راحتنا...

هاهو جاوب على سؤالها من غير ماتسولو...وقبل متلحق تجاوبو...كان شارليها بيديه فاتجاه واحد المكتب باش يدخلو...ابتاسمات فوجهو برقة...تقدمات قبل منو...دخلات...تبعها سد الباب...حط دوك الملفات على سطح المكتب...ودار عندها...

-تشربي شي حاجة؟
واخيرا عطاها فرصة تهضر وتسمعو صوتها...حنحنات بشوية وقالت بهدوء...
اسماء: لا شكرا موسيو؟

ابتاسم بهدوء ومشا تقابل معاها...شبك صبعان يديه وقال ...
-أنا سليم...صاحب هاد الكلينيك النص بالنص أنا وصاحبي...كيما خبروك فالتيلي أننا قريب نديماريو...كولشي تقريبا جاهز...الغرف والاجهزة وحتى الاطباء تقريبا الطاقم كولو كاين بقا ناقصنا طبيب أطفال وكنضن لقيناه...ايلا مستاعدة نبداو المقابلة...!!

أسماء: أكيد تفضل موسيو سليم...
بداو المقابلة الي كانت نص الهضرة فيها ديالو...غريب هاد الشخص...كيبغي يهضر بزااف ويقول كولشي بلا متسولو...يمكن هو من الناس الي عزيز عليهوم يقضيو غرض بزربة وميضعوش الوقت ويدخلو فالموضوع نيشان...!! 

وجهو كيبان فيه المعقول عارف راسو اش باغي وعندو كل خطوة مدروسة مسبقا...سمعات ليه بزااف...شنو باغي منها وشنو كينتاضر...قبل مايعطيها فرصة تهضر على راسها وتبين ليه شحال هي جد مناسبة لهاد البلاصة وهاد البوسط...بلا شك واضح من عينيها الي قرا فيهوم الارادة والطموح...وحتى هضرتها وحركاتها كيبينو شحال هي حنينة وعندها خاطر لوليدات الصغار.. كيف لا وهي بطبعها هادئة وتخصصها كان طب الاطفال...حلات كاع وراقها قدامو...درس مستواها التقافي واضطلع على مسيرتها الدراسية...طرباتو قلبا وقالبا...وبغاها تكون معاهوم فمشروعهم...انتهت المقابلة وناضت انساحبات فهدوء من بعد ماعطاها تاريخ فوقاش غيبداو باش تكون معاهوم فالافتتاح...


بمجرد ماخرجات هز تيليفونو صونا لصاحبو ...كان فالجهة المقابلة كالس فمكتب بوزرة بيضاء...حاط حداه بزاف دالوراق كانو كيتسناو امضاءو لاكن هو كان شارد وعقلو مسافر للمستقبل...حتى صونا تيليفونو خرجو من سهوتو...هزو شاف الرقم...شقات ابتسامة خفيفة ملامح وجهو الراكدة...فتح الخط ودوا بصوت خشن...

يوسف: صديقي...!!
سليم: خويا وحبيبي...
يوسف: المقابلة طولات اش تم؟
سليم: كولشي هو هداك ليكيب كملات باقي خاص غير تجي باش نبداو...
يوسف: عطيني تاريخ محدد أصاحبي فرمشة عين نكون معاك...

سليم: وا عليه...بيناتنا التيلي...بدا تجمع حوايجك وسلم على الميمة غيثة...
يوسف: الليحفظك أخويا...تهلا...

قطع التيلي حطو حداه...تكا براسو على الكرسي وسرح ضهرو مزيان...سرح بتفكيرو للمرة التانية وهاد المرة الابتسامة مافارقاتش وجهو...كيحس براسو قرب للهدف ديالو...داكشي للي كيخطط ليه من سنين قرب يتحقق...وكأن الزمان كان حابس بالنسبة ليه ويالله عطا الاشارة لعقارب الساعة باش تحرك...غايبدا اللعبة ديالو مع الحياة وكله عزيمة وارادة باش ينجح فالتالي ويربح الرهان الي حاطو بينو وبين نفسو...صراع الدم غايبدا وعائلة الطاهيري بين عينيه...فين غادي وعلاش ناوي الله وحده الي عالم...

*******************************

كان أمامها باب مقهى راقي...كتنباعت من داخله موسيقى هادئة وقفات بضعة تواني قدامه بلا متحرك..فقط يديها الي كيرجفو فوق من البوشيط الي هازة...كارزة عليها بصبعانها من شدة التوتر...كانت فابهى حلتها...مايزيد عن شهرين ماضارت بحالتها...شعرها الأشقر المجعد الخالي من أي زغبة من الشيب...عينيها الغائرتين من تحت نظاراتها الشمسية...ودقات قلبها الغير المنتظمة كطرجم احساسها فهاد اللحظة وهي واقفة على بعد خطوات فقط منو...!!

سنين دازت من عمرها طويلة ومتعبة من بعد اخر لقاء كان بيناتهوم...!! 

اللقاء الاخير واللعين...!! اللقاء الي قررات فيه طلع الكتبة ديال قصتها معاه دير حد لحكايتهوم بجوج وتكتب نهايتها...كانو عندها اسباب خاصة ...اسباب كانت بالنسبة ليه ماليها حتى شي معنى...ماقنعاتوش واعتابرها ضعيفة وجبانة...خلاتو وقطعات علاقتها بيه بدون سابق انذار...!! مامتيقاش راسها أنها غادية تلاقاه دبا وانها غير قبل ساعة سمعات صوته فالتيليفون ...هضر معاها وقبل يرجع يشوفها من بعد كاع هاد السنين...!!

بلعات ريقها ...سحبات نفس قوية و رجعات نفتاتها...شقات ابتسامة جميلة وجهها المشرق...قبل ماتقرر دفع الباب ودخل...

نفس المكان ...نفس الزاوية...نفس المقعد...كان كالس ببذلته الرسمية...شعرو مغطى بالشيب تماما...وجهو بداوه التجاعيد...لاكن عينو...عينو مزال فيهوم نفس السحر بحال شحال هادي...وقفات على بعد خطوات من طبلتو...خدات وقتها الكافي فتفحصه...استغلات الفرصة ديال انه عاطيها جنب ساهي فالنافذة على المنظر الي برا...كيحتاسي كوب القهوة فهدوء...رجف قلبها بقوة قبل ماتنطق اسمه الي تسلل لمسامعه بحال شي رنة زوينة كتنعش القلب...

صباح: المهدي...
تنهد بصمت قبل مايدور يشوفيها...تلاقاو عينيهوم بجوج...توقف الزمن للحظة كل واحد فيهوم هايم فالآخر...ماتبدل فيها والو...مزالة أيقونة للجمال والانوتة وخ تقدمات فالسن...جميلة بحال اول مرة واخر مرة شافها...ماعرف مايقول عنده كلام كتير وماعارفش باش يبدا...لسانو تعقد قدامها...بالرغم من هيبتو والخشونة الي كتبان فملامحه...الا انها حركات فيه مشاعر غريبة بحال شي مراهق فموعد غرامي فالجامعة...طالت فترة صمتو قبل ماتعاود تسمعو صوتها العذب...

صباح: واش نكلس؟
خرج من سهوتو فاش شافها كتشير للمقعد الي قدامو...عرف راسو كان شارد فيها وهايم...ابتاسم بهدوء ...كحز الكرسي ديالو وناض تقابل معاها...هز يديها لعندو غمض عينيه وتحنا باسهوم بجنتلمانية...قبلة حنينة زرعات دغدغات فقلبها...حسات بالنمل كيسرح فسائر جسدها...لطالما هاد الحركة كانت كتعجبها وكتحسسها بأنوثتها...

المهدي باقي هو هداك ماتبدلش بحركة بسيطة كيخليها طايرة مع الطيور...ماطلقش من يديها بقا شادهوم...شافيها وطول الشوفة...كان كيدقق فملامح وجهها عن قرب...باقي حافظهم عن ظهر قلب...كيفاش غاينسا مليكته...اول حب فحياتو...معاها عرف بحق شبابو ودوز معاها وقت زوين وجرب شعور الحب لأول مرة...طالت فترة وقوفو حتى حس بيها ارتابكات من نظراته...تنهد بعمق...قبل مايطلق من يديها وفسحلها المجال فين تكلس...

رجع لبلاصتو شبك صبعان يديه حطهوم فوق الطبلة وقال...
المهدي: قهوة طوبة ونص؟
صباح: باقي عاقل؟
المهدي: بحال يالله البارح...!!


سكتات كتأمل فيه بهدوء...وداخلها كيرجف...كيفاش مزال عاقل على تفاصيلها الصغيرة...بقات شحال كتشوفيه حتى رجع نطق بسؤال مكانتش متوقعاه...

المهدي: علاش بغيتي تشوفيني؟ اش فكرك فيا من بعد كاع هاد السنين؟

زادت توترات وملامح وجهها تشنجو...باش غاتجاوبو؟ هو مزال ماعارف عليها والو...شنو غاتقولو؟ منين غاتبدا وباش غاتسالي...؟

"البركة فراسك"

كانو هاد جوج كلمات بحال شي رصاصة اختارقات مسامعها وخرجاتها من موجة الأسئلة الي كدور فدماغها...حلات عينيها على وسعهوم وبانو علامات الدهشة على وجهها...باش عرف وشكون قالهالو؟ ماقدراتش تجاوب حتى كمل هضرتو بنبرة متهكمة...

المهدي: المفروض تكوني لابسة الابيض دبا وكالسة كتستقبلي الضياف فصدقة الربعين امدام الطاهيري ...ولا أنا غالط؟

كيفاش تقلب فرمشة عين وتحولو نظراتو لنظرات غامضة وخالية من أي تعبير ...ماشي هكا استقبلها يالله دبا شوية...علاش لبس قناع البرود...وشنو غرضو من هاد الاسئلة...قرات فوجهه عتاب وشيئ من الحقد...كان يسحابلها نسا...كان يسحابلها غايستقبلها بحالا ماوقع والو لاكن هيهات داكشي الي دارت موحال يتغفر وخ يكون كيعشقها...!!

بلعات ريقها وقررات تواجهو...جاوباتو بنفس نبرته الحادة وقالت...
صباح: مامشا معاك باس...ولباس الارملة ماجاش معايا ...ماناسبنيش...ومدام مانسيتيش عشقي للقهوة اكيد ماغاتكونش نسيتي بلي ايلا مارتاحيتش فالحاجة مكنديرهاش...

ضحك باستهزاء وهز فنجان قهوته كيرتاشف فيها بنهم...حطها بهدوء فوق الطبلة وقلب وجهو لجهة النافذة...حتى نطق بصوت خشن...

المهدي: مزال كنتسنا جواب لسؤالي الاول...أش فكرك فيا من بعد كاع هاد السنين؟

حدرات راسها وشقات ابتسامة حزينة ملامح وجهها البريئة...سؤالو ماعندها ليه حتى جواب...هي براسها ماعرفاتش اش فكرها فيه...وعلاش بالضبط فهاد النهار...الي عارفة هو أنها ماقدراتش تكبح داك الرغبة الجامحة فانها تعاود تشوفو وتحيي الماضي...علات راسها لقاتو مزال عاطيها بجنب وجهه...كيشرب قهوته وكيتسناها تجاوب على خاطرها...وخ حس بارتباكها الا ان ملامح وجهه كتقولها فكري فجواب مناسب على خاطرك...أنا هنا حتى تقدري تجاوبي ...!!

شحال كانت غالطة انه غايتلاقاها بالاحضان..عندو الحق يعاملها بجفاء...
ضحكات بسخرية على غباءها والموقف الي حطات فيه راسها ...قررات تنهي هاد اللقاء الي مزالل فبدايته والي ماعنده حتى معنى... لعنات راسها الف مرة على تسرعها وانجرافها وراء مشاعرها اليتيمة...وقالت بفتور...

صباح: كنت محتاجة شي حد الي كيفهمني...شي واحد الي كيقراني غي بعينيه كيعرف شنو بغيت وشنو خاصني...مافكرتش بزاف اول واحد تاصلت بيه هو انت...كنضن كنت غالطة...ضيعتلك وقتك على والو...على العموم فرصة سعيدة الي رجعت شفتك...خليتلك الراحة...(سحبات بوشيطتها بهدوء وكملات كلامها بتهكم) خاصني نمشي...الضياف قربو يجيو...
ماجاوبهاش ومدارش حتى يشوفيها...حتى هي ماعطاتوش الفرصة اكتر...انساحبات فهدوء بحال كيف جات...خرجات لبرا حابسة النفس...قلبها كتحس بيه كيتجبد من بلاصته...احساس بالندم وتأنيب الضمير غلب عليها...تصرفات بطيش بحال شي مراهقة فسن 18 مكانش عليها تتاصل ومكانش عليها تجي حتى لعنده...غمضات عينيها و وقفات كتستنشق هواء نقي قدام باب طموبيلتها...كرزات على سنانها والغضب متملكها...باقا كتلعن راسها فسرها...حسات بالاهانة وبالي صغرات راسها...علاش قبل يشوفها لاكان غايعاملها بهاد الطريقة؟

كان باغي الفرصة فين ينتاقم ويشفي غليله...هاهي جات حتى لعنده وعطاتو هاد الفرصة...بقات شحال واقفة كتبرد على راسها حتى تكالمات ...حلات باب طموبيلتها...ديمارات وزادت بينما هو بقا فمكانه على نفس الوضعية...حس براسه قسا عليها وجرحها...ولكن هادشي مكيجيش نقطة فبحر الجرح الي خلات فقلبه من زمان...باقي كيعقل مزيان على النهار الي طلبات تشوفو...مزال عاقل على الجملة الي كتباتها كنهاية لقصتهم...!!

"هادشي الي كنديرو فيه خطيئة المهدي...انا قررت ننهي هاد العلاقة...راجلي و ولادي محتاجين ليا...ماعنديش استعداد نخسر داري...علاقتنا كانت غلط وخاصنا نحبسو هنا...!!!"


على صوت هاتفه رجع للواقع ... شاف فيه بنظرة ساهية و دارلو مود صيلونص .. زفر أنفاسه بعمق تيستنشق ريحتها باقي مالية المكان ...مزال مامتيقش انها يالله كانت قدامو شد فيديها وشبع من شوفتها وخ عاملها بجفاء وقسا عليها الا أنها من وجهة نظرو تستاهل اكتر ...!! تنهد بعمق ...حط فنجان قهوته...هز سوارت طوموبيلتو خلص وخرج....

هارب من ديك البلاصة وديك الريحة الي كل ماشمها كتزيد تجرفو للهاوية و تغرقو أكثر و اكثر فبحر ما ليه نهاية....

بداو الضيوف يتوافدو على الدار الكبيرة...هوما نفسهم الي جاو للجنازة...معارفهم كتار وفاش كتكون الدعوة مفتوحة كولشي كيبغي يجي يشري وجهه ويحضر فبحال هاد المناسبات...كمال كان قايم بالواجب مع الضيوف...الجردة والصالونات وقاع الدار كلشي عامر...صوت المسمعين واصل حتى لبرا...السرباية غاديين جايين وهو معاهوم كينهي ويأمر...بينما فالطابق الفوق كانو مجموعين عمامو وعيالاتهوم و ولادهوم..ومنضامة ليهوم حتى بديعة واسماء...كانو باقيين تحت تاثير صدمة الوصية والخبر اللي سمعوه الصباح...مزال مامتيقينش ومزال مامستوعبينش اش طرا...قبل مايهضر سعيد الابن المتوسط من بعد ابراهيم...

سعيد: خاصنا نشوفو شي حل لراسنا...الحاج غايبقا تابع داك كمال حتى غايگلسنا عل الضس...الدار الكبيرة هاهي مشات كيف الما البارد...ايلا بقينا كنتفرجو غايطيرو حتى الشركات والأراضي...

ياسين: (بحقد) انا معاك الواليد...خاصنا نتحركو قبل مايفوت الفوت...

محمد: (ولد الحاج صالح الصغير) الهضرة ماتشري خضرة اسيادنا...ايلا بقينا غي داويين بحال هكا شي ماغانقضيو...الحاج عيا وممكن فاي لحظة يودع...ومع داك البرهوش واكليه دماغو مشا يكتبليه كولشي فسميتو كيما دار مع المرحوم...

بديعة: نعلو الشيطان اخوتي...متخليوش الطمع يعمي عينيكوم...بابا عارف راسو شكايدير ومكنضنش غايضلم شي واحد من ولادو...وزايدون نتوما كاملين بخيركم وخميركم ...الحاج مامخليكوم مخصوصين من والو...والورت مكنهضروش عليه وبنادم باقي فالحياة...نعلو الشيطان وطلبو ربي يطول فعمره ويخليه لينا بركة...

شافو فيها كاملين بسخرية بيهوم بعيالاتهوم...هاد الهضرة كولها مكدخلش لراسهوم...هوما همهم الوحيد الفلوس ...تا باقي غي اشاعات...

ياسين: (ضحك باستهزاء) نتي أعمتي باقا نية...ماعارفاش اش كايطرا فهاد الدار...وهاد الهضرة الي گالو عمامي هي الي كاينة...وحنا ماغانربعوش يدينا ونتسناو السي كمال يديها باردة...

بديعة: (تنهدات بضيق وقالت بغضب) تما اولد خويا كون كنتي بحالو وقابلتي مع جدك شغالو...فعوط ماتحاسب معاه عاندو ولا تحسدوش...فالوقت الي هو واقف جنب الحاج نتا كضل تالع فالبيران وليبواط...خرجو عليك البنات والقساير...كتفرتك ففلوس باك وماهامك حد...خدم لا بغيتي الفلوس...

ياسين: (كرز على سنانو وشاف فيها) نتي عارفك مكتحملينيش اعمتي...(شاف فاسماء للي كالسة فالركنة كتسمع لحديتهوم بشرود...ضحك بسخرية وقال بمكر) والدليل نهار تقدمت لبنتك ومابغيتيش...

بديعة: (طلعات ليها القردة وناضت وقفات...قربات لعندو وهزات صبعها ناحيته) السبب واضح اولد خويا...ماغانعطيش البنت الوحيدة ديالي لواحد طايش بحالك...
نقزات مو من اللور باش ترد الاعتبار لولدها...

نادية: ايوا لواه ابديعة...حدك تما...بنتك فين غاتلقا بحال ولدي...ولا زعما صاف غي تخرجات طبيبة درتيلها الشان...هاهي بقات حداك حتى بارت...الي تكبر على اللبن يشتاقو...

شافت فيها بديعة بحقد...تقيسها فعينيها وماتقيسهاش فبنتها...هي الوحيدة الي عارفة السبب ورا تأخر زواجها...مكرهاتش تشوفها عروسة لاكن الغالب الله...مي هادشي مكيعنيش أنها تخلي شي حد يهينها...يالله زادت لعندها باش تخرج سخطها عليها حتى وقف بيناتهوم سعيد...كيحاول يطفي العافية قبل ماتشخد...

سعيد: صافي هنيونا...ماشي هدا موضوعنا...حسابات العيالات ماعندنا منديرو بيهوم...

بديعة: (الفوار خارج من ودنيها وغاطرطق طلعات فيهوم وهبطات...قبل متنطق بسخط) انا الي حمقة جاية لعندكم لهنا فالوقت الي خاصني نكون فيه جنب با...خليتلكم الراحة أخوتي...


هزات صاكها وضارت لعند أسماء لقاتها مكايناش...ماحساتش بيها امتا خرجات...تمنات انها تكون انساحبات قبل ماتسمع هاد الكلام الجارح عليها...رجعات رمقاتهوم بنظرات حاقدة وخرجات كضرب رجل فرجل نيشان لبيت باها...الي كان مزال ممدود كيما وصاه الطبيب...

جنب الپيسين كانت واقفة شاردة فالما وهواء خفيف كيداعب خصلات شعرها الطويل...سرحات بتفكيرها لبعيد...فينما تجي لهاد الدار كدخل فدوامة الماضي والدكريات ...هنا عاشت طفولتها معاه...فهاد الجردة لعبو وضحكو وشحال جراو...يوسف اسم تحفر فقلبها فسن صغيرة...بنج تضرب ليها ومزال مافاقت منو...يقولو عليها بايرة...يقولو عليها الي بغاو...هي مستحيل تقبل بشي حد من غيرو الا لا رفضها هو وماعقلش عليها...!!

خرجها من سهوتها صوت كمال اللي وقف عليها...قفزات من بلاصتها بالخلعة...شافت فيه وابتاسمات...

اسماء: خلعتيني...
كمال: فاش شاردة ابنت عمتي؟
اسماء: والو غير ساهية وصافي...
كمال: كان عندك مقابلة اليوم كيف دازت؟

اسماء: (تفكرات سليم داك الشخص الغريب الي دوزليها المقابلة...ابتاسمات بهدوء وجاوباتو) كولشي داز مزيان...خداوني باش نخدم...غانكون معاهوم فالافتتاح من بعد مايتحدد التاريخ ديالو...

كمال: (خشا يدو فجيابو وقال باهتمام) نفهم بالي الكلينيك مزال جديد؟
اسماء: وي يالله بناوه...شاركين فيه جوج صحاب...واحد دوزليا المقابلة والتاني مزال ماعرفتوش...

كمال: مزيان الله يوفق...بغينا الحفلة فاش تبداي...

اسماء: (ضحكات برقة) هه جاتك اولد خالي...

ابتاسم بهدوء يالله غايجاوبها حتى حس بشي حد وقف حداهوم...دار لعنده طلعو وهبطو ماعرفوش حتى مد يده يصافحو...

المهدي: البركة فراسكوم اولدي...
كمال: (مد يديه يبادلو السلام وعلامات الاستغراب على وجهو حيت ماعرفوش...نطق بخفوت وقال) مامشا معاك باس...

المهدي: يمكن مكتعرفنيش...انا المهدي...صديق المرحوم من شحال هادي...ماصلاحليش نحضر الجنازة كنت خارج البلاد...كنتأسف مرة اخرى...
كمال: الله اودي ماشي مشكيل السي المهدي...تفضل دخل لداخل مرحبا...

المهدي: لا غانمشي أولدي...جيت فقط ندير الواجب...ايلا كان ممكن تكلمليا السيدة الواليدة...نعزيها قبل مانمشي...
كمال: اهاه تفضل بعدا گلس...
شارليه جهة طبلة باقا خاوية فالجردة...شاف فاسماء وتكلم...
كمال: اسماء ممكن تكلمي الواليدة؟
اسماء: اهاه وخ...


دخلات لداخل كتقلب بعينيها عليها...مشات جهة الصالون الكبير...كانت لابسة الأبيض گالسة فالركنة...عقلها شارد وكتبان مهمومة الي شافها يقول غي حزنانة على ود راجلها لاكن هي الكية الي فقلبها ماعندها تا علاقة بالجنازة والحزن والموت...وقفات عند راسها اسماء...كلسات حداها شدات فيديها وقالت...

اسماء: خالتي صباح شي حد باغي يعزيك برا...
صباح: (باستغراب) شكون هدا؟
اسماء: كيقول معرفة قديمة للمرحوم يالله صلاحليه يجي سميتو المهدي...راه مع كمال برا...

توسعو عينيها بصدمة وخفق قلبها بعنف...اش جاي يدير هنا...كيفاش تجرأ يتبعها حتى لدارها...ناضت طافجة من بلاصتها فاش رجعات معاها هضرة اسماء باللي كالس برا مع كمال...فكرة وحدة كدور فراسها...عنداك يغلط وتوصل بيه الوقاحة يعاود لولدها الشي اللي بيناتهم...!! من بعد الجفاء الي قابلها بيه الصباح رجعات متوقعة منه أي حاجة...مشات كتعتر وسط داك العباية البيضة...حتى وقفات عند راسهوم كتلهت...كانو منغامسين كيتبادلو أطراف حديت التعارف....حتى علا راسو شافيها...ابتاسم بخبث وشاف فكمال...غمضات عينيها ورجعات حلاتهوم...طلعات معاها الصهدة...كتسناه ينطق بالجملة الي غادمرها...هاد الحركة الجريئة موراها شي حاجة مافيها شك...!!

استاذن من كمال وناض وقف تقابل معاها...مد يديه لعندها وقال...
المهدي: البركة فراسكوم مدام الطاهيري...الله يرزقكم الصبر...

تنفسات الصعداء وتنهدات بارتياح...مدات يديها الباردة بفعل الخلعة سلمات عليه ودغيا خطفات يديها...وقالت بصوت متقطع ومرتبك...
صباح: مامشا معاك باس اسيدي...الله يتبت خطواتكم...

المهدي: (شاف فكمال الي باقي كالس كيشوفيهوم وقال ) العفو أمدام هدا واجب...خليتليكم الراحة ...

يالله غايجاوبو كمال حتى عيطليه السيرفور من اللور باش يحطو العشا سلم عليه دغيا ونساحب...خلاليه الفرصة فين يرجع يهضر معاها...رجع دار عندها وضحك...بادلاتو هي الشوفة بنظرات غاضبة وبحقد...كون ماخافت من الشوهة كانت غاطيير فوجهو وتخرج فيه كاع غضبها لاكن جاها فوقت غير مناسب كيلعب على اعصابها فالوقت الي هي محتاجة فيه شي حد الي يوقف فجنبها...
المهدي: (طلعها وهبطها وقال) جا معاك هاد اللباس امدام الطاهيري ...ماعرفتش بالضبط علاش مارتاحيتيش فيه...!!

وصلات ليها لطوب وهي كتشوفو كيتهكم عليها ومزال مصر يجرحها...قرباات عندو كتر وخرجات فيه عينيها...دوات بغضب ونفسها السخونة كضرب فوجهو...

صباح: ايلااا ساليتي التمتيلية ديالك البايخة ممكن تمشي بحالك...

ضحك حتى بانو سنانو وزاد قرب ليها كتر حتى ضرباتها ريحتو الرجولية الفخمة و دوا مباشرة فودنيها بصوت أجش...

المهدي: توحشت عصبيتك وغضبك...جرحتيني أه ...مزال الجرح مابراش لاكن هادشي مكيعنيش أني غانسمح فيك ونسحب يدي من يديك نهار تحتاجيني...مزال عندنا هضرة طويلة ومزال عندنا لقاء آخر...أمسية سعيدة...رجعي عند ضيوفك دبا...

بعد منها خلاها كتعرق من شدة التوتر ومن قربو ليها...شافت يمين وشمال مابانليها تاحد منتابه ليهوم...تنهدات بارتياح قبل ماتلمح طيفو غادي وكيبعد...شدات فقلبها وبقات شحال واقفة بلاصتها بدون حركة...حتى تحطات يد على كتفها وسمعات صوت ورا ضهرها...

كمال: الواليدة دخلي لداخل غاتبردي...
صباح: هاه...وخ اولدي...
مشات بخطوات مسرعة هاربة من نظراته...دخلات كتعتر فجلايلها رجعات لبلاصتها وسط النسا...عقلها غايب وذماغها موضر...هضرته باقا كترن فمسامعها وتحفر فقلبها رفعاتها لعالم اخر...وبدات تدي وتجيب مع دماغها...اش خاصها تفهم من هادشي؟


تكات براسها على الخدية...عينيها للسقف وعقلها تالع كيفكر...شحال كتكره نهار الاحد ...شحال ممل ومكيبغيش يدوز...كون كانت غي فدارهوم وبالضبط فبيتها...كون راها حانية على ماكينتها المخرششة كتخيط وتفصل فالتواب...كتمارس هوايتها المفظلة بشغف وبتركيز...بقات هكا حتى دخلات عليها رقية هازة فيديها كاس دالما...سدات الباب وجات تكات فالسرير الي حداها...ضارت شافت فيها لقاتها شاردة وكتخمم...

رقية: فيك الجوع نجيبو السقاطة؟
ليلى: (جاوباتها بشرود) لا بغيت نعس غي طفي الضو...
رقية: (باستغراب) كيطرا وجرا؟؟
ليلى: (ضارت شافت فيها) بغيت هاد النهار يتسالا دغيا...بغيت نغمض عيني ونحلهوم نلقا كولشي تقاد فحياتي ...!!

رقية: نعسي نعسي بلا متبداي تغبني تاني...غدا قاريين على النبوري...بونوي...

طفات الضو وجرات عليها المانطة...
ليلى: (بقات شحال ساكتة عاد جاوباتها ببرود) تصبحي على خير...
تقلبات لجهة الحيط غمضات عينيها كتحاول تنعس لاكن النوم هاجر جفونها...حاجة وحدة الي شاغلة تفكيرها هو موضوع مها وعلاش كذبات عليها...شنو مخبية وفينهيا دبا ايلا مكانتش عند خالتها...!!

رجعات تقلبات للجنب لاخور وحلات عينيها...بانليها ضو تيليفونها شاعل ...كانت دايراه على وضع الصامت منين قطعات على مها النهار كولو...هزاتو تشوف شكون تاصل...كان ياسين...صونا بلا حساب ..ماعيا ما مل...حلاتو باش تقرا الميساج الي عاد جا...كان مكتوب فيه...

"فعايل القحاب هوما هادو...علاش مكتجاوبيش؟ ولا صافي قضيتي غرضك؟ اللعب ماشي معايا أماما...نجيبك نجيبك...وهاد القفازة الي فيك دبا نحدهاليك...أنا ماشي بحال دوك البوعارا الي كتعرفي..."

قراتو وهي معمشة عينيها من ضو التيليفون المجهد....ماحرك فيها حتى شعرة...اخر همها تفكر فياسين ولا شي حد من غيرو...كيبقا فيكتيم فتخاتو وساستو ومبرداتلوش من حقه...تاحد مكايبغي يطلع معاه الصبع...ولكن الدنيا هي هادي لا متخورتيش غايخوروك...!!

لاحت التيلي بعيد عليها...جرات عليها الغطا تغماات مزيان وغمضات عينيها كتحاول تنعس تختاصر الوقت الي بقا على ما الصباح...
*****************

طلعات كتجر رجليها مع الدروج ويديها على الحديدة الباردة...كتزيد خلفة وترتاح...عيات من بعد يوم متعب فالمردسة وليلة مانعساتش فيها مزيان دوزاتها بين اليقضة والنوم كولها كوابيس مزعجة...وصلات الباب دورات الساروت ودخلات...سمعات أصوات جاية من الصالون وريحة أتاي بالنعناع مالية المكان...

عقدات حجبانها واستغربات...عرفات أنه غايكون عندهم ضيف...!! شكون غايزورهوم فهاد العشية...!! حطات صاكها على طبلة قدام الباب ومشات فاتجاه الصالون...دخلات ف إذا بها كتصدم منين شافتو...شنو جا يدير عندهوم؟ 

وقفات لدقيقة كتفكر تاريخ اليوم...اليوم ماشي الاول دالشهر؟ وحتى ايلا كان ممولفش يجي كيسيفطلهم الفلوس فحساب ماماها...يكون زعما جا على قبلها باش يشوفها؟

يكون زعما تحركات فيه مشاعر الابوة من جيهتها وتوحشها وجا عندها؟ 

يالله كانت غاتشق ابتسامة خفيفة وجهها لاكن كبحاتها واكتفات فقط بإلقاء السلام والتحية...

ليلى: السلام عليكم...
ضحكات فوجهها صفية بينما هو بقاو ملامحو باردين وشوفاتو متغيروش...

صفية: على سلامتك أبنتي...اجي تگلسي باباك جا يشوفك...

تدفق الدم فعروقها وطلعات معاها الصهدة...ممتيقاش داكشي الي سمعاتو...اذن بصح توحشها وجا يشوفها...ماعرفات مادير لا ماتقدم لا ماتوخر...واش تمشي تكلس حداه...واش تمشي تبوس ليه يديه وراسو؟ 

مادارت والو من هادشي...مشات كلسات فأقرب كرسي بعيد عليه كتحقق فملامحه من بعيد كتأكد أنها فايقة ومكتحلمش...بقات مدة كتسناه يهضر يسولها عن أحوالها...عن دراستها...كيفاش غادية مع امتحاناتها...!! شيئ من هدا القبيل...لاكن هو مانطقش بل هضرات مها فبلاصتو وكسرات داك الصمت الغريب وداك النظرات الحادة الي كانت بيناتهوم...

صفية: بنتي ليلى...باك جا يهضر معاك فواحد الموضوع...
ليلى: (حولات نظرها فاتجاه مها كتسناها تهضر)

صفية: (بارتباك) احمم...شي واحد طلب يدك من باباك وهو وافق...!!


ياريتها مانطقااتش وياريتو ماجاش ...!!

كانت غاتكون نهاية العالم كون بصح جا غير يشوفها...لاكن هو غرضو واضح وباين...ضحكات بسخرية وشافت فيه بحقد...نطقات بصوت متحشرج والحرقة فقلبها...

ليلى: هه شحال كنت هبيلة فاش ضنيتك جاي تشوفني وتطمن على حالي...كان كيسحابلي قلبك حن وتفكرتي باللي عندك بنت ناكرها وجيتي تشوفها فاش تنادم معاك الحال...ساعة طلعت غالطة...!! كان يسحابلي تهنيت منك زدقتي مزال كتحفر ليا وخ بعيد...

ناضت من فوق الكرسي عينيها حومر بحال الجمر...قربات منو بشوية حتى تحنات على الطبلة قبالتو...ابتاسمات بحقد ...طلعاتو وهبطاتو باشمئزاز وقالت...

ليلى: داك الخطيب سير زوجو وحدة من بناتك لوخرين...ولا حيت هوما كيقراو كتخاف على مستقبالهم وانا ديال الزواج وبلاصتي دار راجلي؟ الانانية عندك زادت لادوز السي البشير...شرفتي وهترفتي ومابقيتي عارف اش كدير...!! اش كيسحابلك راسك...غاتمشي تغبر حتى تغبر وتلوحنا ونهار تجي جايب ليا عريس فيدك غانطلاقاك بالاحضان ونقولك مرحبا امتا نديرو العقد؟ هه لااا راااك غالط...هادي هي الي عمرها تكون ليك...ودبا ايلا ساليتي هاد المسرحية ممكن تنوض تمشي لعند ولادك يالله توصل راك تعطلتي...

ناض وقف كارز على سنانو وجامع قبضة يديه...عروق وجهو بانو بالأعصاب والذخان بدا يخرج من ودنيه...كان موجد باش يجمع معاها بطرشة حتى لقا صفية واقفة فوسطهم...

صفية: (شداتليه فيديه وهي كتقفقف) ماتديش عليها البشير البنت صغيرة وبلا عقل...

يالله غايجاوب حتى وقفات ليلى من اللور مخرجة عينيها فيهوم ودافعة صدرها للقدام...غوتات بحر جهدها بحال شي لبوءة شرسة زمجرت بعنف...فوجه صفية...

ليلى: أنا ماصغيييراش....انا عارفة مصلاحتي حسن منك ومنو...ايلا كنتو باغيين تهبطوني لتحت ماعمرها غاتكونلكم...مصلاحتي عارفاها وداكشي الي باغا غانوصليه...بالسيف عليك وعليه...فهمتي؟؟

صفية: (غوتات فوجهها) احتارمي راسك حنا راه واليديك...
ليلى: (ضحكات من تحت سنانها وقالت بسخرية) متشرفين أماما وبابا...!!

البشير:: (شاف فصفية وقال بحنق) شفتي ترابي بنتك فين وصلات؟ شفتي علاش باغي نزوجها؟ هاد السلكوطة ايلا بقات هكا غاتجيبلنا العار...(هز يديه فوجه صفية متناسي تماما وجود ليلى وماعاطيها حتى شي اعتبار) سمعي نگولك...كلامي وااضح...بغيت جوااب من بعد يوماين...يا تزوج يا غانهز يدي من عليكم...ونحسبكم عمركم ماكنتو...!!

ليلى: هه على أساس دبا راك حاسبنا...!! سمع السي البشير جوابي هانتا سمعتيه...أنا ماقابلاش...ونهار نبغي نتزوج غانجيبو انا وغانختارو أنا ودبا ايلا بقا فيك سير زوجو وحدة من بناتك...ولاكان غي على دوك جوج دريال الي كتسيفط كل شهر مكتقد حتى لمصروف الكوزينة...غير سحبها...أنا قادة براسي...

زادت عصباتو بهضرتها...دفع صفية فرمشة عين ومشا تقبضلها بكول قميجتها...خرج فيها عينيه كيديها ويجيبها...

البشير: غاااانربيك السلگوطة...مابقيتي تحتارمي حد هااااا...

علا يديه لفوق ونزل عليها بطرشة للوجه...حتى عواج ليها الحنك...حسات بوجهها تنمل والصهدة طلعات معاها...القرودة بداو يشطحو ليها عند راسها...مابقاتش عاقلة على فين هي وشكون حداها...دفعاتو بقوة حتى جا متكي على الطبلة...طلعات ضبابة على عينيها هزااات أقرب ڤاز دالورد كان حداها...يالله مشات تشير على خيالو قدامها حتى حسات بيدين شدوها ومها كتغوت عند وجهها كتبان ليها مضببة وصورتها ماواضحاااش...

صفية: وااااش تسطيتي؟؟؟ بااغا ضربي بااااك امسخوطة الواليدين؟؟؟ هااااا؟ 

ماكانت كتسمع والو غي الطنين وصوت غريق كيختارق ودنها...حسات بتدفق عنيف فالدم ديالها...دفعات مها بكامل قوتها وبداات تغوت وتقطع فحوايجها...كتصرخ لربي الي خلقها كانت كمن لبسها جني...كتهز فالمخاد وضرب بيهوم هي وفين جاات...اي حاجة دالزاج هرساتها...كضرب فراسها وضرب فالي جا حداها، صوت غوااتها زلزل الحيوووووط دهاد الدااار ... جاتها نوبة عصبية بقوة الصدمة ماعرفو مايديرو ليها...حتى شافوها كتشهق بعنف وصدرها كيطلع ويهبط...كانت كولها كترعد حتى جات طايحة للارض غايبة عن الوعي والكشاكش خارجة من فمها...

تحنات عندها صفية ودموع محجرين فعينيها...ضربات ضربة على قلبها وهزات ليها راسها كضرب فحنكها باش تفيقها لاكن دون جدوى...علات راسها فالبشير لقاتو واقف مكيتحركش...كيغزز فسنانو بعصبية وكارز على يديه...البنت خرجات عن طوعو كليا ومابقاش كيقدر يسيطر عليها...!! زااد عند راسها وهي طايحة للارض...جمع دفال فمو...بزق عليها ورمقها بنظرة حااقدة كون كانت قرطاس تقتلها...خلف عليها بحال شي حشرة خلاها طايحة فالارض هي ومها...زدح الباب وخرج صاعر...


تعسعس الليل وبرزو نجومو...هوااء باارد كيضرب فوجهها داخل من السرجم الي قبالتها...لمسات حنينة كدوز مع شعرها...كتخللو خصلة خصلة...دموع كتيرة محجرة فعينيها مامخلياهومش يهبطو...دموعها عزاز ماباغاش تخصرهوم على أنانية باها...ماعقلاتش شحال دالوقت داز حتى فاقت ففراشها كتحس بعضامها مدگدگين وحمى باردة مكتسية جسدها النحيل...كانت صفية كالسة حداها...دموعها على خدها كتسناها تفيق...شاردة بتفكيرها لبعيد...هادشي اللي طرا هاد العشية مكانش على البال...الامور غادية وكتعقد...كلشي خرج عن السيطرة...جبروت البشير وتمرد ليلى فاش كيتلاقاو كيشعلو نار صعيب طفيها...نار كتبقا هي كدور وسطها...ماعارفة واش توقف فوجه طليقها على قبل بنتها ولا تكبح تمرد بنتها على قبل طليقها...مابقات عارفة شنو دير...كتحس براسها ضعيفة وجبانة وسطهم...خرجها من تفكيرها صوت ليلى فاش قالت بهمس وهي عاطياها بالظهر مكمشة فراسها..

ليلى: واش أنا ماشي بنتو؟

قفزات من بلاصتها ومشات تقابلات معاها كدوز على وجهها بخوف...

صفية: فقتي ابنتي؟ باش كتحسي دبا؟ مزيان؟
ماعطات حتى أهمية لأسئلتها كأنها ماسمعاتهاش...بقات مركزة نظرها على السرجم وقالت ببرود...

ليلى: فاش غلطت معاه؟ هوما باش احسن مني؟ علاش هوما مهلي فيهوم وكيقريهوم فأحسن المدارس ...كيخرجهوم ويساريهوم وأنا كيكرهني؟

تنهدات صفية بحزن...كذرف الدموع بصمت...بالعة الغصة فقلبها وماعارفة باش تجاوبها...

ليلى: (حولات نظرها لجهتها وقالت بهمس) جاوبيني علاش كيكرهني؟
صفية: (نزلات دمعة حارة من عينيها ونطقات بألم) هو مكيكرهكش كيبغي غي مصلحتك أ ليلى...

ليلى: (ضحكات بحزن وقالت) هو اناني ومتسلط ونتي كدابة وكتبغي درقي الشمس بالغربال...ياك حتى نتي گردعك...خانك وتزوج عليك بلا خبارك...غدرك وما خلا مادار فيك...عل الاقل أجي فصفي ماشي فصفو...ولا مزالة كتخافي منو وخ راه بعيد وعايش حياتو ممسوقش لينا؟ حتى ل إمتى؟

صفية: (حدرات راسها بحزن ونطقات بصوت شبه مسموع) عييت...داكشي الي هازاه فقلبي صعيب تفهميه...باك عشت معاه عشرين عام فالوقت الي نتي ماقدرتيش تصبري عليه حتى نهار بتصرفاتو وتسلطو وجبروتو...(هبطات دمعة حارة من عينيها وتبعاتها بشهقة عنيفة موراها انهمر شلال من الدموع وعلات راسها كتشوفيها) يقدر نبانليك ضعيفة ولكن تحملت كتر من طاقتي وانا كنطاكي عليك من صغرك لدبا...غايجي نهار وتفهميني أبنتي...ايلا كنت دبا كنوقف فصفو فغير من خوفي عليك...مابغيتوش يأديك...

هاد الهضرة بالنسبة ل ليلى ماكدخلش ليها لراسها...مبررات مكتقنعهاش...وعمرها تقنع وحدة بحالها عندها القوة والعزيمة والإرادة ايلا بغات دير شي حاجة...الي بغاتها كتوصل ليها...مبررات تافهة مكيأتروش فيها...بدات تشك أنها ماشي بنتهوم بجوج..!!

صفية مكتشبه ليها فوالو..هي ضعيفة وليلى قوية...شتان بين الاتنان...!! 

بقات شحال ساكتة وهي عارفة أن نقاشها مع مها عمرو ماغايروي عطشها...فضلات تنعس وطفي راسها على انها تسمع مبررات واهية كتبين شحال هي ضعيفة...جرات عليها الغطا وزادت تكمشات فراسها...غمضات عينيها وقالت بفتور...

ليلى: بغيت نعس...تصبحي على خير أصفية...

فهمات انها ماباغاش تهضر معاها...تحنات عندها باستها فراسها...مسحات دموع من على خدها ...طفات ضو الفيوز الي حداها وناضت كتجر فرجليها بخطوات تقال مشات لبيتها...كلسات جنب نموسيتها وعنقات راسها ..طلقات العنان لدموع كانو حابسين فعينيها وبدات تبكي وتشهق بصوت خاافت وسط الظلام...

بكات وفشات حتى مابقا فين تزيد...حتى حسات براسها بردات...مشات هزات تيليفونها ودوزات اخر نمرة كانت معيطة ليها...ماصوناش بزاف وجاوب كأنه كان كيتسناها...بقات ساكتة شادة الخط كتصنت لنبرة صوتو الخائفة...

عمر: واش فاقت؟ علاش مكتجاوبيش؟ خلعتيني عليك أ صفية!!

صفية: (تنهدات بعمق وقالت) فاقت دبا راها ناعسة...شكرا بزااف...ماعرفت شنو كنت غاندير بلا بيك أ عمر...فاش خرج وخلاهاليا غايبة فيدي تلفت...اول واحد طاح فبالي هو نتا...شكرا حيت سيفطتي الطبيب...

عمر: مابيناتناش الشكر...هدا واجب أ صفية...حنا معاهدين على النية والصفا...ايلا ماوقفتش معاك فالشدة فين غاتلقايني؟ ليلى من مقام بنتي...وكنضن هاد الشي الي طرا هاد العشية غايخليك تاخدي القرار الصحيح...

صفية: أنا صافي خديتو!

عمر: شنو قررتي؟

صفية: (شدات على قلبها غمضات عينيها كتعصر فيهوم...تنهدات بعمق وقالت بلا متردد) قابلة نتزوج بيك...ومن غدا...


كانو النظرات الي فعينيها قاسية قاسية بزاف حجبانها غاضبين بحال شي بركان ...بحال شي رعد...بحال شي آلهة إغريقية وهي سارحة بتفكيرها لبعيد لوسط البحر...كتحس براسها بوحدها ومامعاها حد كولشي مشا عليها وكتعاني من كم مهول من العزلة...!! حتى حد مكيشعر بيها ...تاحد ماكاتعني ليه شي حاجة...!!

فين غادية بيها الحياة وشنو مصيرها فيها...؟؟ علاش شادة معاها الضد ومابغاتش تصاف معااها...؟؟ واش المشكيل فيها ولا فيهوم...؟؟!

تنهداات بعمق كأنه آخر نفس ليها...عينيها غرغرو ...يمكن من الدموع ويمكن من الهوا دالبحر البارد...جبدات كارو من الصاك شعلاتو وبدات تنفت دخانو بهدوء...شحال كتكره بحال هاد الكلسة الي كدير بينها وبين راسها...!! 

مكتحملهاش لاكن كتفرض عليها بحال كيف كيبغيو يفرضو عليها بزاف دالحوايج...!! كتكرها ولاكن حتى كتلقا رجليها صاگو بيها جهة البحر وبالضبط لهاد الحجرة اللي كون كانت دوي كانت تعاود كل مكايروج فقلبها 

شحال من تنهيدة تنهدات وشحال من كارو شعلات وشحال فروحها حرقات...لاكن بدون دموع...!!

اليوم تسالات المهلة الي عاطيها باها باش تفكر وتعطيه قرارها من بعد داك الليلة المشؤومة الي دوزات...يوماين دوزاتها ضايعة ماشي حيت كتفكر فالقرار حيت قرارها واضح ولكن كتفكر فسبب حقدو عليها...!! شي مرات كتفكر تقتلو وتهنا منو، يتحسب مات ومترحمش عليه...!! وشي مرات كيجيها الحنين وكتبغيه يكون فجنبها...تحس تاهي بداك الاحساس الزوين الي كتقرا عليه وكتشوفو قدامها...!!

الاب هو الكتف الي تسند عليه ...الاب هو الي يهزك بسنانو وفحضنو مكاينش الخوف...الاب الاب الاب...!! أحاسيس كتيرة عمرها جرباتهوم...وفهاد الساعة مابقات باغا تجرب والو...غمضات عينيها عصراتهوم مزيان...تنهدات بضيق ورجعات حلاتهوم...تسللات قطرة من الماء على خدها...ماشي دمعة وانما قطرة مطر غليضة مصحوبة برياح قوية غاتبدا تجهاد شوية بشوية...

لاحت سيجارتها الي باقي فيها النص...ناضت وقفات فوق الحجرة شعرها طاير مع الريح هزات صاكها ونقزات غادية مكمشة فراسها وكتزرب فخطواتها فاتجاه الشارع باش تشد طاكسي...ملامح وجهها تبدلو مابقاوش متصلبين...جسدها ترخا كأنها خلات كاع داك الطاقة السلبية فوق من الحجرة ونزلات...لما لا وهي قررات قرار لا رجعة فيه...

"تحسبو مات وتهنا"

بدا الريح كيجهاد وقطرات المطر الباردة دخلات كتسلل مع جسدها حتى سرات فيه القشعريرة ...بدات تزرب فخطواتها كضرب رجل مع رجل حتى وصلات للشارع...وقفات فالسطوب باش تقطع الشانطي...الطريق عامرة وصوت الكلاكصون كيدخل مع مسامعها زعجها وزاد على مابيها...كولشي مزروب كولشي باغي يدخل بحالو كولشي كيجري باغي يتغطا من الشتا...حتى حد ماعطاها الطريق وبقات واقفة كتسنا الزحام يخفاف...حتى حسات بروايض تحكو عند رجليها...

علات عينيها بشوية...حيدات خصلات الشعر المشعتة فوق من وجهها...فاذا بها كتلمح لمرة أخرى...نفس النظرات ...نفس العيون...ونفس الطيف الي ولفات تشوفو كل صباح قدام باب المدرسة ...!!

بقات مسمرة بلاصتها قبل مايخرج راسو بشوية خايف لاتقيصو الشتا ونطق لاول مرة سمعها صوتو...

كمال: السلام ليلى صافا؟
بقات مدة كتشوفيه بملامح باردة...منين عرف سميتي؟ يكون زعما سول ختو عليا؟ ولكن فاش كيهمو يعرف سميتي؟؟

أسئلة تراودو لذهنها وهي واقفة حاضنة راسها والشتا نازلة عليها كتبان بحال شي قطة غطسات فالما وخرجات جسدها كيتنفض بالبرد...طالت مدة صمتها وهو كيشوفيها بملامح هادئة حتى قررات أخيرا تنطق ..مشات معاه فالخط وكأنها كتعرفو من زمان...

ليلى: لباس الحمد لله ونتا كيداير؟ مزيان شخبار سلمى لباس عليها؟؟

كمال: (بانت ابتسامة خفيفة على وجهو وقال وهو كيتفحصها شبر شبر) لباس حمد لله...طلعي نوصلك...الجو بارد عليك...غاتمرضي...

"جابك الله بحال الحسنة وخ كنت باغة نطلاقاك فظروف أحسن وفشي نهار ماشي مقود بحال هدا مي فوق ماجا الخير ينفع"

هاد الجملة قالها عقلها بينما فمها نطق حاجة أخرى مع ابتسامة شكر وامتنان ساحرة...
لبلى: بلا منعدبك دارنا غير قريبة 

كمال: (زاد خرج راسو شوية كيشوف فالسما كتزيد ظلام والبرق كيضرب...رجع شافيها وقال وهو مزال محافض على الهدوء ديالو) ايلا خليتك فهاد الجو الغاضب ...ماغانمشيش هاني للدار...طلعي قبل ماتمرضي...

"صافي أ ليلى خرجي من روندتك و تفائلي بأول لقاء ليك معاه تحت المطر..!!"

ضحكات بخفية و هي كتردد هاد الجملة فنفسها...تحركات بهدوء فاتجاه الباب طلع الزاج وتسناها حتى طلعات...ركبات حداه...شافيها كيطلع ويهبط...ملامح وجهو ترخاو ابتاسم ليها وقال...

كمال: فرصة سعيدة مادموزيل ليلى...

دارت لاسانتير وضارت عندو...دارت ابتسامة جانبية ونطقات بهدوء...وصوت حنين...
ليلى: شكرا بزاف وخ غانعدبك معايا أ...
كمال: كمال...سميتي كمال...ومرحبا...عذابك راحة ألالة...

ليلى: بارك الله فيك
ابتسم ليها ...حرك الفولون وزاد طالق موسيقى هادئة ...استغلت الفرصة وبدات تسكاني فيه...بدات من لباسو المتول...ساعة اليد الفخمة اللي داير...ماركة الكارو الي كيكمي محطوطة جنبو...واخيرا ريحة بارفانو الغابقة فطوموبيلتو اللي ذات طراز عالي وآخر موديل...تنهدات بالحس ومشا عقلها لبعيد..كتفصل وتخيط وتبلاني بلا طاشرون...نسات باللي قبل دقائق كانت ساخطة عل الوضعية...الدنيا كانت كتبانليها كحلة...كولشي مخورها وهي حاشية صبع...دبا نسات فين كانت وفاش كانت كتفكر وعلاش خرجاات اصلا فهاد الجو المقود....وفكرة وحدة كدور فدماغها...كيغادير طيح هاد التيتيز الي حداها وماتخليش هاد اللقاء يدوز مرور الكرام بلا متخلي تأتيرها عليه...؟؟

افكار كتيرة تشربكات فدماغها...قبل مايدخل على الخط قاطع تفكيرها وهضر بشوية ...

كمال: اش خرجك فهاد الجو؟
ليلى: (شافت فيه وضحكات بخفة) فاش خرجت مكانش الجو هكا...كنت باغا نكلس شوية قبالت البحر ساعة هانتا كتشوف...(شافت فراسها كتقطر) رجعت بحال شي دجاجة منتوفة...

ضحك هاد المرة بين شوية على سنانو لاكن بقا محافض على هدوءو ونبرة صوتو المتزنة...أمعن الشوفة فقطرات الماء المتناترة عل وجهها وشعرها اللي كيقطر...عجبو منظرها وقال بلا مايحس...

كمال: زوينة رغم الظروف...

مكيأتروش فيها كلمات الغزل...!! كيجيوها غير نفاق...لاكن هادشي مكيمنعش تبين راسها حشماات وتخلي الاحساس بالانوتة يبان شوية...!!

حدرات عينيها للارض وابتاسمات برقة...هو مراقبها وكيتفحصها شبر شبر...كان مولف يشوفها من بعيد...كان كيعجبو يبقا يشوف فيها بنظرات خاطفة بلا مايعيق بيه تا حد...!! كانت كتجيه هادئة وتقيلة...داخلة سوق راسها وملامح وجهها كتير الاستغراب...!!

فيها شي حاجة مختالفة...كتبان مبهمة ومخبية بزااف لداخل...!! شحال من مرة ثارو الفضول ديالو اتجاهها...!! حتى زعم فمرة من المرات وسول عليها ختو...سؤال عابر...قدر يعرف سميتها وباللي كتقرا معاها فنفس الفصل وزيادة عن دالك مغرورة وحاسة براسها...تاحد مكيحملها فالقسم من غير رقية...كانت هادي الجملة باش جاوباتو اختو...خلاتو يزيد ينجاذب ليها ويتعرف عليها اكتر...واش هو فضول أو إعجاب بشخصيتها المبهمة؟ براسو ماعارفش...الي عارف هو أن هاد اللقاء ماخاصش يسالي هنا...

مد يدو شعل الشوفاج...شافيها وقال...
كمال: هكا مزيان باش دفاي...
ليلى: (بامتنان) شكرا بزاف...
كمال: العفو ألالة...وباش متمرضيش خاصك تشربي شي حاجة سخونة...حليب باللويزة مثلا...أش بانليك فشي كافي؟؟

"حليب باللويزة؟ كانت غاطلع القضية مقودة كون عرضتيني على شي فودكا السي كمال...مي بون نقضيو بالحليب حتى يحن الله"

ابتاسمات برقة من بعد مارددات هاد الكلمات فدماغها وقالت...
ليلى: مابغيتش نبسل عليك...ديجا قربت للدار غاندخل ناخد دوش سخون ونعس...

كمال: نفهم من هضرتك أنك رفضتي عراضتي؟؟

بعد مرور عشرة دقائق...كانو كالسين فقهوة جنب البحر...قطرات المطر كضرب فالنافذة وكتهبط كتسرس مع الزاج وهي مراقباهوم فهدوء...مرة مرة كتشرب من كأس الحليب باللويزة اللي حاطاه حداها...متناسية تماما الشخص الي قبالتها واللي باقي كيتفحص فيها شبر بشبر ...حتى نطق من بعد ماطال صمتها...

كمال: كيعجبك البحر على مابانلي؟
ليلى: (شافت فيه وابتاسمات) كنحس بيه صافي ونقي...مافيه لا نفاق لا حسد...قلبو واسع لكولشي...!!

كمال: (ارتشف من كوب القهوة الي حداه بلا مايحيد عينو عليها) اممم ومتنسايش بلي غدار...!!

ليلى: عندك الصح...ولكن كيدي غي العوامة...يعني عمرو يغدرك لا حنيتي الراس ومادرتيش فيها واعر...!!

كمال: ولكن شي مرات كيخصك دير فيها واعر باش توصل...!!

ليلى: (ببرود) وي ايلا زدقات مزيان...وايلا مزدقات غااتكون خرجتي على راسك وفعوط متزيد خطوة لقدام رجعتي الاف للور...

كمال: (باهتمام) والمعنى؟

ليلى: واااضح...والي هو لا بغيتي توصل متجتاهدش بزاف...خدم بداكشي الي عندك...حيت سخونية الراس كترجع بالبرودة...!!

كمال: (بابتسامة اعجاب) كنتي غاتحرمينا من هاد الحديت كون رفصتي العراضة...

علات عينيها للسقف خطفات شوفة فجنبات وأرجاء المقهى ورجعات شافت فيه قابلاتو بنظرات باهتة وقالت...

ليلى: عادة ماعنديش مع هاد الأماكن الهادئة...كنميل بزااف للضجة كيعجبني نغبر فيها نتخبا ومايعرفونيش...بحال هاد البلايص كيعجبني نكون فيهوم بوحدي...وداكشي الي كنت كنحاول ندير قبيلة جنب البحر كون ما جات الشتا وريبات ليا الحفلة...

كمال: (شافيها مطولا من بعد مكان حاضيها كيفاش كدوي...وكيفاش كتعقد حجبانها وترجع ترخيهوم مع كل حركة كتخرج من شفتيها...ابتسم جنب وقال..) على هاد الحساب مزال خاصنا شي گليسة على ذوقك...أش كلتي؟؟

حديث ممل فوسط جو كئيب ...كيجيبليها القطعة...مكرهاتش فهاد اللحظة تشعل شي جوان تكميه وتبدا تبخ عليه...ممكن داك الساعة يمشي معاها فخطها...يذوقها وييفهمها...هاد الشخص ماشي من النوع ديالها...وخ قابلات بزااف بحالو...إنسان غامض وممبينش على وراقو...بحال هاد النوع كيستافزها...كيثير فضولها وكيطلب منها بزااف دالوقت باش تحفض طريقو وتعرف منين دوزليه...شمن وجه مخبي وراء هاد القناع الوسيم؟ نية وسهل ضحك عليه؟ ولا قافز وماغاتصور منو تا حاجة؟ باش تجاوب على هاد جوج أسئلة كان خاصها بصح شي كليسة بعقلها معاه...!!


حلات فمها على وسعو وناضت تقابلات معاها...

رقية: أويلي على الصكعة...مالقيتي فين ديري معاه غي فبواط دونوي؟

ليلى: (شعلات الگارو الي كانت كتلعب بيه فيديها وقالت) وشنو فيها متلا؟
رقية: (رجعات كلسات بلاصتها كتحرك فراسها بعدم تصديق) نتي بزااف؟؟ واش كولشي عندك بحال بحال؟ الولد باينة فيه ولد الناس..ماتعرفيه باغييك للمعقول؟؟ نتي دغيا بينتي وجهك وعريتي على وراقك معاه؟

بقات مدة كتشوفيها قبل ماتنفاجر فوجهها بالضحك حتى تخنقات بدخان السيجارة اللي داخل مع حلقها...

ليلى: هههه ... كح كححح الزوااج؟ ههه منيتك بحال هادوك غايبغيو يتزوجو وحدة بحالي؟ هداك وخ سكوتي باينة فيه كيضرب من تحت لتحت...واحد بحالو لباس عليه..خانز فلوس...راكب فاخر حديدة..لابس من أغلى الماركات بغيتيه يديني أنا...فيقي تبولي أ ماما...خرجو عليك القصص ورجعات تبانلك لافي اونغوز...هادوك ابنتي كيشبعو تخوار فهادي وفهاديك...ونهار يبغيو يتزوجو غايمشي عند ماماه تختار ليه وحدة بحالو بنت القاع والباع...تجي مع سميتو وتهز بعائلتو...تبقاي تحلمي عليا هنااا...نوضي تقودي لداركوم راه طاح الليل والدنيا خايية نوضي...

رقية: باااز كتجري عليا دبا؟؟ لاش معيطة ليا من أصلو؟

ليلى: (نترات نترة وخنزرات فيها) فين أختي گلتليك أجي ياك نتي الي غي عاودت ليك فالتيلي هزيتي صاكك وجيتي كتجري تعرفي اش طرا...حسستيني بحالا طلاقيت أوباما ومافخباريش...!!

رقية: والله تا باينة فيه ولد الناس...
ليلى: (صغرات عينيها فيها وطفات الكارو...تقادات فالكلسة وقالت) ياكما تكوني مزعوطة فيه وانا مافخباريش؟ هانتي شوفي نتي صاحبتي...خليني غانفتخو وربحي بيه...هههه

رقية: (كتعوجها) نانانانا...مكنضحكش الشيخة...داوية من نيتي...غير من داكشي الي عاودتيلي وكيف داز اللقاء بانليا نيتو صافية...

ليلى: (ناضت وقفات هزات تيليفونها كدوز فشي نمرة ودوي) تي نوضي تشللي قالاك نيتو صافية...والي سمع لقاء يقول هنا نبات...!! شربلي حليب باللويزة قيملي قلبي مع العشية بحالا راني شادة باياص فشي سبيطار...وزاد كملها بهضرتو المملة...بففف شفعليه عندي غا داك الزين الي فيه...

رقية: هههه أحياني عليك أ ابيضار...
ماجاوباتهاش قرنات حجبانها مع بعضهم وعاودات دوزات للنمرة فاش ماجاوباتهاش وبدات تمشي وتجي بلاصتها...

رقية: أسبحان الله لمن كتعيطي فهاد نصاص الليل؟
ليلى: (قطعات ولاحت التيلي شافت فيها) كنعيط لخالتك الصفية، منين جيت وهي مكايناش...

رقية: ااه والله مارديت البال...بصح فين مشات؟

مشا تفكيرها لبعيد...تفكرات نهار كذبات عليها بالي هي عند ختها...ضحكات باستهزاء وفنفس الوقت حسات بغصة فقلبها...رجعات كلسات بلاصتها وقالت بفتور...

ليلى: مامشات فين غاتكون غير عند ختها...
رقسة: (تكسلات فوق من النموسية...طلقات يديها براحة وقالت) هممم إذن غانبات معاك اليوم مابقالها مجي دبا...!!

دوز الساروت فالباب بشوية وفتح...شافيها بحب وابتاسم...عنقها بيد ودار إشارة باليد لوخرا وقال بصوت خافت...

عمر: مرحبا بيك فدارك ألالة العروسة...


بلعات غصة فحلقها كانت متقلة عليها ...لونها رجع أحمر فحال شي عروس شابة كتزف لاول مرة لبيت راجلها...!!

خجل مخلط مع خوف...خجل من راسها حيت كضن أنها دارت شي حاجة ماشي صح...وخوف من الي جاي...من المستقبل...من فقدان الناس الي عزاز عليها...!!

قرار الزواج واش كان صائب أو خطأ...هاد اللحظة ماتقدرش تحكم...مشاعرها ملخبطة وأحاسيس مامفهومينش...!!

تقدمات بخطوات الى الامام...جاتها الدار مبدلة...هاد المرة داخلة براسها مرفوع بصفتها مراتو وماشي عشيقتو...ولفات تجي معاه تحت رداء الحرام...اليوم رجعات حلالو والمفروض تكون مرتاحة دبا...!!

لاكن الحجرة مزال متقلة على حلقها والغمة مابغاتش تزول...

هو كانت الضحكة واصلة لودنيه...شحال كان كيتسنا هاد النهار وعمرو مكان راضي على داكشي الي داز...كانو غارقين فبحور الخطيئة بلا مايحسو...بغاها بشغف بحال شي شاب فأولى مراحل المراهقة...بغاها بطبعها وبعفويها وبظروفها...بغا صفية المسالمة...الحنينة ومولات القلب الابيض...وحتى هي لمسات فيه الرجولة والفحولة واهم حاجة الاحترام لكيانها كأنثى الشي الي عمرها حسات بيه فعلاقتها السابقة مع أب ليلى...

شتان بين الاتنان وصدق من قال الحب مكيعرفش السن...هو إحساس وقت ما دق بابك...غايدخل صوا حليتي صوا لا...

سد وراه الباب وتبعها لبيت...هي كانت غاددية كتمشا فالكولوار الدنيا كدور بيها...كتحس بيه باارد والجدران غاتنطابق فوق راسها...بالها كله مع ليلى وحالتها...خصوصا أنها خرجات الصباح بكري بلا ماتعرفها فين صدات خصرات عليها وريقة صغيرة خلاتها كملاحظة فوق من الطبلة...كتبات عليها...

"أنا خارجة نتمشا..ايلا عيط داك راجلك قوليلو ماتت"...

كون ماكانت عاطية وعد لعمر ان كتب كتابهوم غايكون اليوم مكانتش تخرج قبل ماتجي...خصوصا انها فهمات من هضرتها أنها ماموافقاش على عرض باها وعمرها توافق...
كلسات بهدوء جنب النموسية...كرزات على صبعان يديها بقوة...قبل ماتمر يد حنينة على ضهرها...وقال بصوت حنين...

عمر: مال صفية ديالي؟؟

صفية: (شافت فيه ابتاسمات بذبول وقالت) بالي مع ليلى...يعلم الله كيف راها دبا...

عمر: كانت كتعيط قبيلة علاش ماجاوبتيهاش؟
تحجرو الدموع فعينيها وهي كتشوفيه...سحبات نفس بحرقة وقالت بصوت خافت ومرتعش...

صفية: ماقدرتش...مامستاعداش نواجهها ولا حتى نكدب عليها...

تكات على صدرو الي طالما حسات عليه بالراحة...عصرات عينيها بألم...هبطات دمعة حارة كتسرس مع خدها...وقالت بصوت غالب عليه الدموع...

صفية: بغيت نرتاح...ماكرهتش نفيق نلقا كولشي تقاد...تفهمني ليلى وتسامحني...
هز يديه كيدوز على شعرها بحنان وقال وهو كيبوس فراسها...

عمر: كولشي غايتصلح...من حدي معاك...متخافي من والو...!!

بجوج كلمات كيقدر يكالميها...كيحسسها بالامان والطمأنينة...غمضات عينيها كتنفس بهدوء...يالله غاتكالما حتى صونا تيليفونها داخل صاكها...هزات راسها مفزوعة...جبداتو بزربة ضنا منها غاتكون ليلى...ساعة زدق اخر شخص تبغي تهضر معاه فهاد اللحظة وفهاد اليوم بالظبط...شافت فعمر ودوزات الخط يديها كيترعدو...بمجرد ماقالت الو...خرجلها صوتو من التيليفون...باينة فيه ساخط وعلى ناار...

البشير: داك الكلبة دبنتك أش قررات؟

صفية: (غمضات عينيها بعصبية وقالت من تحت سنانها وبجرأة أول مرة تواجهو بيها) هاديك بنتي سميتها ليلى...وماغاديرش شي حاجة بلا خاطرها...قرارها هو لا...وهادشي راه قالتو ليك قبل ماتخرج داك الليلة مكانش عليك تسنا يوماين باش تعرفو...


سمعااتو زفر بقوة...وقبل مايبدا يشتم ويسب...كانت قطعات عليه بسرعة...ورماات التيليفون...مصدومة من راسها ومن الجواب الي عطاتو...فين مشا داك الخوف ديالها منو؟ أكيد ماغايبقاش وهي رجعات تحت حماية رجل مسؤول بحال عمر...شافت فيه مطولا وهو كيبادلها بنظرات استفهام...باغي يستفسر على هادشي اللي طرا دبا...وخ واضح من ملامحو الي ضلامت أنه فهم شكون المتصل...واش خاصو يتقلق منها ولا يعذرها..يتعصب ولا يدير عين ميكة...؟؟

سؤال صعيب يجاوب عليه وهو كيمس رجولتو...مابغاش يدير شي حاجة الي تخصر عليه فرحته فهاد النهار...هداك علاش فضل ينساحب لبرا فهدوء..منها يكمي سيجارة منها يخليلها مساحة فين تكالما وتنفس بهدوء...
.
.

كان واقف جنب المسبح كينفث سيجارتو بهدوء...كيشوف صورتها فالگمرة الي مغطينها الغيوم من بعد هاد اليوم الممطر...صورتها تحفرات فدماغو وبقا بين عيننيه منظرها وقطرات المطر هابطة مع وجهها...شفران عينيها الي كانو فازكين...وصوتها...!!

صوتها باقي كيرن فودنيه بحال شي سمفونية جميلة وحلوة...ليلى...غامضة ومبهمة...مشاكسة وعنيدة...صفات خداهوم عليها من أول جلسة...يا ترى كيفاش غايدوز تاني لقاء...ابتاسم بشوية وهو مزال مراقب الغيوم فالسما...حتى حس بطيف شي حد.وقف حداه...شاف مع جنبو..كانت صباح...خارجة بشعر مشعت...لابسة بينوار حريري حاضنة راسها من البرد...وقفات جنبو سحبات نفس قوي غمضات عينيها وبقات شحال ساكتة وهو كيشوف فيها...عاد نطقات...بتهكم...

صباح: أخيرا عرفتي بلي الحياة مافيهاش غي الخدمة والفلوس...!!

لاح سيجارتو وعفس عليها ...خشا يديه فجييو وقال بعدم فهم...

كمال: شنو كتقصدي الواليدة؟؟

صباح: (شافت فيه وضحكات بسخرية) من ديما كتوقف هنا وكيكون عقلك خدام بالخدمة وكيفاش دير تجر كولشي ليك ...لاكن هاد المرة شوفاتك فشكل...القضية فيها مرا...!!

كمال: (رجع شاف فالكمرة وقال بفتور) راك غالطة الواليدة...

صباح: نسيتي بلي أنا الي والدااك...

زادت عندو شوية دارت يديها على كتفو وقالت...
صباح: عيش حياتك من حدك مزال صغير...ماديرش الغلط الي درتو أنا...أنا بقيت تابعة باك حتى ضاع شبابي...ونتا غاتبقا تابع جدك حتى غاتلقا راسك لا ولاد لا وتاد أولد كرشي...

زير على فكو وتحبسات فيه النفس...مابغاش يبين لاكن هضرتها بورشاتو...طرشاتو بشوية وفيقاتو...بقا واقف وماجاوبهاش حتى عاودات نطقات بهدوء...

صباح: الحب زوين...هو الوحيد اللي قادر يبدلك...يخليك تشوف الحياة زوينة وتبغي مزال تعيش...الحب زوين ايلا ختاريتي الشخص المناسب...عرف شنو تختار وماتفكرش بزااف خلي قلبك هو غايوريك الطريق...تصبح على خير أولدي...

زيرات على كتفو ...خرجات تنهيدة من القلب ورجعات أدراجها...كتمشا بخطوااات تقال...مخلياه موراها والدمعة واقفة فطرف عينيها...صباح وحدة من الي قولباتهوم الحياة...حسات بالتخويرة متأخرة بزاف...حسات بيها حتى مشا شبابها وضاع...حتى ذبالت ولقات راسها...ماعاشت مع الي كتبغي...مابغاها الي عايشة معاه...كولشي مشا...ومابقالها ماتعوض...!!


سحب تيليفونو من جييو...دخل اول حرف من سميتها طلعات نمرتها من بعد ماعطاتها ليه قبل مايتفارقو...دخل الميساجات ...بقا شحال كيشوف فالتيلي كيرتب أفكار فدماغو شنو غايكتب ليها؟ 

للاسف مالقا مايكتب أو بالاحرى ماعندو مايكتب...لا طبعو ولا شخصيتو ولا حتى انعدام تجربتو مع جنس النساء يخليه يكون جملة فدماغو باش يكتبها ليها...كل ما يشعر به الان هو خوف...!! خوف من أنه يخطي للقدام ويفشل...شي حاجة مانعاه من أنه يخوض علاقات ويحتك بالجنس اللطيف...واش يتراجع؟ شي حاجة مخلياه يزيد القدام ومايديرهاش...يمكن فضولو ناحيتها...رغبتو الجامحة فانه يزيد يكتاشفها عن قرب...يعرف أسرارها والطريقة باش كتفكر...!! شنو باغية من الحياة...شنو أهدافها...شنو أحلامها وشنو باغا تحقق...واش فيها مواصفات البنت الي باغي؟

مبدئيا اه...علاش كيفكر فيها دبا ومابغاتش تمحا من بالو؟ 

أخر سؤال لقاه كيسول بيه راسو وهو متكي على السرير عينو للسقف...ساهي وكيخمم...امتا وصل لهنا وكيفاش ماعرفش الي عارف هو خاصو يطفي الضو وينعس...حيت السهر شي حاجة الي ماعندوش فقاموسو...
**********************************

"أووووووووف شنو غانلبس تاني؟"

وجهات سؤالها لرقية وهي واقفة قبالت البلاكار حايرة كتقلب شنو تلبس...

رقية: (عوجات سيفتها وقالت) لبسي أقصر كسوة عندك من دوك المقزبين...

ضارت عندها خنزرات ورجعات شافت فالبلاكار...مدات يديها هزات كسوة قصيرة فالاسود كولها كتشرق وقالت...

ليلى: ماطلبتي غا الموجود الزين...

رقية: أنا والله مافهمتك...علاش مصرة تبيني للسيد حقيقتك من الاول؟ علاش ماتعطيش لراسك فرصة تعرفي اش تحت من راسو...تعرفي عليه عن قرب ماتعرفي يكون غرضو شريف...

ليلى: هههه كضحكيني الصكعة...واش بنتليك أنا مستاعدة للزواج؟ لا نفسيتي ولا ظروفي تخليتي ندفن راسي مع راجل من دبا...واش نسيتي الحرب الي منوضة مع داك الشماتة ديال با على ود هاد القراية الي كنقرا؟ فالتالي نوض نسمح فكولشي ونمشي نتزوج؟ الزواج خليه لمواليه الي يعرفو ليه...أما أنا ماعندي منين نجيه...

رقية: وحتى لين أختي؟ تبقاي بايرة حياتك كولها؟؟

ليلى: (شافت فيها وضحكات) ههه متخافيش أصاحبتي ماغانبقاش واحلة ليك فدماغك...أنا غانتزوج فجوج حالات...

رقية: (ربعات يديها وقالت) اممم أما هما؟
ليلى: (كلسات تقابللت معاها فيديها الكسوة وقالت) الولى هي لابغيت من قلبي...وخلاني داكشي الي كتقولو عليه الحب عميا ونقبل نكمل حياتي معاه...وهاد الاحتمال التاني مستبعد للغاية...والتاني...هو لا لقيت شي فيكتيم صحيح...بوكو لعاقة...نتزوج باش نفسخو نبني مستقبلي على ضهرو ونسوسو...

رقية: (تنهدات بقلة حيلة وقالت) كتلعبي بحياتك وصافي...
ليلى: عادي...أخرتها وحدة غاتلعب بوحدة علاش مانسبقهاش أنا...

ناضت تقابلات مع المراية وبدات توجد راسها...ممسوقاش وضاربة الدنيا بركلة لاكن الي فدماغها مستحيل شي حد يعرفو...


"الطمأنينة" 

هو أكثر شعور كيقدسو الانسان وكيسعى لتحقيقه...وما إن كيوصل لداك الهدف...كيلقا أن داك السلام الداخلي اللي كان كيسعا باش ينالو...ماشي كولشي...باقي خاصو شي حاجة...ولا حوايج هوما...

دوك الحوايج الي كيأججو الشغف وكيخففو من تقل الزمن...الافعال الي كتخفف من ضيق الحياة الصارمة...الي كتسهلها وتخليها ممكنة...وهاد الحوايج غالبا مكيكونو...من النوع المتمادي والخليع الي كيكون فغريزتنا...هداك الي كيكسر القيود وكيتجاوز التقليدي...كيميل للهدم والخلق دقة وحدة...يقدر يجرك للهاوية ونتا ماحاسش...كيمس بالجانب الاخلاقي والسلوكي فيك...كيخليك دير حوايج غريبة نتا ماشي ديالهوم...كيخليوك تنجر ورا أهواءك ومضرب حساب لحتى حاجة...الشي الي كيفتح جروح عميقة فضميرك...وكيخلي الطمأنينة أمر مستحيل معاه...تما كينشب صراع مهول ومخيف بين ضميرك والسعي وراء الطمأنينة...

ليلى وحدة من هاد الناس...مستاعدة دير أي حاجة باش تحس براسها مرتاحة...ضحك على هدا...تلعب على لاخور...ضحك..تنشط...تسهر...دير الي بغات من دون قيود...!!

مكتحملش النفاق ومستحيل تكذب باش ترضي شي واحد...خاصها ترضي راسها وبس...وبنادم يقول الي بغا يقول...أصلا فكاع الحالات غايهضر وهي الي غاتجي فيها الدقة...!!

وقفات فالباب ديال الكلوب الي دارت تلاقا معاه فيه...سارات عينيها على طول الكونطوار مابانش ليها...دخلات بخطوات تقال...كتمشا بكعبها العالي ورجليها العاريتين مع الغوب القصير الي لابسة...مزير على جسمها ومبين كاع تفاصيله...شعرها الاسود جمعاتو هاد المرة طلعاتو الفوق باش يبان مزيان عنقها الطويل والمثير...كانت دايرة مكياج خفيف وعكر أحمر ماط...جات زوينة بزااف خلات الأعين كولهوم عليها...وخ الانارة ضعيفة الا أن جمالها كان باين...
كانت عينو عليها من أول مادخلات...قليل فاش كيتردد لبحال هاد الاماكن...ولا نقولو جا ليها مرة أو جوج...!!

الخدمة خداتو على عالم الليل وحتى النهار...صحاب معندوش...بنات مكيرافقش...همو كلو الممتلكات والفلوس...لاكن دبا فضولو ناحية هاد الجميلة الي داخلة خلاه يجي ويبقا يتسناها ساعة بأكملها قبل الموعد...ويطلب مشروب كحولي...و يتصنت لموسيقى ماشي من ذوقو 

شافها جاية عندو من بعد ماقشعاتو...ناض من بلاصتو وقف كيراقب فيها بنهم حتى وصلات لعندو...مدات يديها تسلم عليه...كان ساهي فيها وفجمالها الاخاذ...قبل مايدارك راسو وهز يديها باسهوم فحركة جنتلمانية ماعرفش كيفاش حتى جات من عندو...!!

كمال: تفضلي...
قالها وهو كيشير بيديه لبلاصة بجنبو باش يدارك الموقف...

ابتاسمات بهدوء وگلسات...گلس جنبها شافيها وقال..

كمال: شنو تشربي؟

ليلى: (بابتسامة راقية) بحالك....

كمال: (بدهشة مابغاش يبينها) كتشربي؟

ليلى: كاين الي كيدخل لهاد البلايص ومكيشربش؟؟

كمال: مبايناش فيك...!!

ضحكات بخفة وزادت لعندو حتى حس بريحتها تغلغلات فنيفو...

ليلى: بزااف دالحوايج مايمكنش تقراهوم فالوجه حتى كيتشافو مباشرة...

ماجاوبهاش...حدو عيط لسيرفور طلبات اش بغات ومشا...
كمال: (حقق الشوفة فيها وقال) ولي بغا يقراك من داخل أش يدير؟

ليلى: (هزات صاكها جبدات گارو شعلاتو وشافت فيه بعينيها المكحلين و بنظرة جريئة قاتلة و قالت) الليل طويل أش بغيتي تعرف بالظبط؟؟

واش لهاد الدرجة هي متحررة وماهامها حد؟ 
واش يكتافي فقط بهاد القدر الي شافو...؟؟ أكيد لا فضولو ناحيتها كيزيد فكل تانية وكل دقيقة...شي حاجة كتجرو يعرف خباياها...جاتو بحال شي حجاية باغي يحلها...!!

هز كاسو وتقاد فگلستو...طوا رجل وخلا لاخور...حقق فيها الشوفة مطولا...كيكون جملة على شكل سؤال باش يبدالها...جابليها السيرفور مشروبها خدات منو رشفة وشافت فيه...

ليلى: خاصك بزااف دالوقت باش تسولني؟؟

كمال: ضحك بخفة حتى بانو سنانو وسط داك الانارة الضعيفة وقال...

"علاش نتي هكا"

ليلى: (تكات براسها على الفوطوي كتشوفيه وتشرب من كاسها بهدوء...) هادشي اللي بغات الحياة...!!

كمال: ونتي شنو بغيتي منها؟

ليلى: (ضحكات بسخرية وغمضات عينيها) والو فقط تنصفني...ونخرج بتعادل من مباراة لحد الان هي الغالبة فيها...!!

كمال: (بفضول أكتر) علاش كتلعبي معاها منيين ماقاداش عليها؟

ليلى: (سحبات نفس قوي من سيجارتها وضحكات حتى دمعو عينيها) هه...الظروف الي خلاتني ندخل لعب معاها بلا حكم...بلا صفارة...بلا مانختار اللاعبين...والاهم من هادشي مدة الماتش مامحدداش...يعني امتا غايصفر الحكم ماعرفتش...!!

كمال: (جغم من كاسو وقال) الحكم أصلا مكاينش...!!

ليلى: وأنا متأكدة نهار الي غايكون غانسالي أنا واللعبة وغاتبقا هي...

كمال: علاش متشائمة؟ شنو لي يخليك ضني بلي نتي الي غاتخرجي خاسرة؟؟

ليلى: وشنو الي يخليني نضن العكس؟ فنظرك ضرباات الجزاء غاتكون لصالحي؟

كمال: كولشي ممكن خاص غي العزيمة...الي كنعرف ومتأكد منو هو ايلا بغيتي شي حاجة بقوة كتوصلي ليها...

ليلى: (تنهدات بقوة وشافت فالسقف) يارييت....

كمال: لفين باغا توصلي؟ 

بقات شحال ساكتة...حتى شقات ابتسامة خفيفة ملامح وجهها المظلمة...تقادات فالگلسة وشيرات بيديها جهة السجادة الحمراء اللي مطلوقة على طول الكولوار وقالت...

ليلى: بغيت نوصل لهيه..لفوق داك البساط الاحمر...ندخل بحال الدخلة الي دخلت بيها دبا...ولكن ماشي هنا...فأكبر مسرح فالعالم...وموراية يكونو واقفين عارضات مشهورات لابسين لباس من تصميمي و عليه تيكيت لاصقة ماللور كتحمل اسم ماركتي...!!

بقات شحال ساهية والابتسامة مافارقاتهاش كأنها كتخايل راسها وسط داك الحفل الكبير الي فدماغها وداك الحلم البعيد...البعيد بزاف فنظرها...حتى تحطات يد فوق من كتفها قطعات حلمها ورجعها للواقع بسؤالو...

كمال: الإرادة الي كندوي عليها عندك باينة فعينيك واللمعة الي فيهوم.. ..شنوو باقي خاصك مزال؟

ليلى: (ضارت شافت فيه ومعطلاتوش بجوابها على سؤالو) الفلوس...!!

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.