الله ما أخد و الله ما أعطى .. الموت هو خاتمة الإنسان على الأرض، كيفاش رضيعة يلاه شافت النور بشهور معدودة تودع هاد دنيا و حضن والديها بين رمشة عين .. كيفما كانعرفو اكرام الميت ذفنه .. الجنازة قايمة و اول وحدين وقفو للعزاء صديقتها رقية .. سليم و سمر ..صوت القرآن مسموع فالفيلا و غيثة فحضنها سيف ناعس كاتبكي على حيفدتها الدم .. اما يوسف فهو اب مكلوم مرتين حالتو حالة .. مصدوم .. الصدمة الاولى جاتو بمرضها و الصدمة الثانية بموتها و الصدمة الثالثة بانهيار ليلى ... على ذكرها تسمع صراخها من البيت و دخل كيجري عندها لقى رقية كتصبر فيها و كاتواسيها
ليلى: (بصوت ضعيف و تنفس بطيئ كاتبكي و كتستغيث) بنتتتييي ليليااااااا، جيبووو لياااا بنتي حبييبتييي
رقية: (دموعها شلال نازلين) البقاء لله وحده أليلى .. بغاها الله داها مانقدروش نعارضو قضاء الله
ليلي: (كاطيح و تنوض و هيا تشوفو واقف) يووووسف .. ليليا بببنتي (كاتوسلو بكل قوة) ماابغيت والو من هاد دنيا بغيت غير بنتي ترجعلياااا، اقلبييي محرووق ايوسف، محروووق
يوسف: (مكلوم اكثر منها) اللهم آجرنا فمصيبتنا ليلا .. الله يرحمها و الله يرزقنا الصبر (شد على صدره) حرقتها عمرها تبرى
ليلى: (دفعاتو بحر جهدها) مااااابغييييتش نسمع هاد الهضرة .. رجعووو ليااا بنتي (طاحت على ركابيها تا شداتها رقية مع يووسف) حراااام عليكم اعباااد الله .. بنتي رضعتها بيدي و اول مرة تقولي ماما بفمها صغيور و ريحتها مزالة فصدري كفاش ماتت .. بغييتوني نحمااااق هاااا، اش بغييييتو كييفاش مااتت كيفاااش
رقية: أمر الله .. امر الله
يوسف: (كيسرط ريقه بالسيف و قلبه كيتقطع) الله يرحمها
ليلي: (بأنين و ضعف و الم) ليلياااا واااا بنتي وااا حبيبتتتي ..
يوسف: (وقفها من جديد و جلسها) قدر الله و ماشاء فعل .. انا لله و انا اليه راجعون أليلى! ماغاديش نتعاندو معاه، شوية غانخرجوها تذفن
..كلمات قاسية على مسامعها، ماقادرااش تصدق ان ليليا بنتها الصغيورة ماتت! خلاها بحال الحنش المقطوع راسه، واجبه كأب خاصو يديرو، لازم عليه يشد فراسو و يتمم المراسم عاد يبكي و يعد تاهو، فخضم صدمتها رمات عليها رقية عباية و كتصبرها و هيا غير كتبكي و صوت بكا ليليا كايتعاود فوذنيها كتغمض عينيها بالجهد و تعاود تحلهم مقهورة .. صورتها بين عينيها كتهز ملابسها جهة صدرها كتشم ريحتها غاتسخف
ليلى: بتتتتي ا رقية بنتي
رقية: (كتعنقها و تواسيها) الله يبرد عليك الله يصبرك الله يصبرك
ليلى: كنموووووت ارقية .. (كاتنفس بالجهد مخنوقة) غااانتسطاااا ارقية .. يااريت انا ولا هيا (كتضرب بقوة فصدرها) ياااريت كووون متتت انااا ولا بنتي
بكاء و نحيب كايقطع فالقلوب .. فراق الضنى لهلا يكتبو على شي مسلم .. كفنو البنية لي كانت جثة هامدة باردة مثل الجليد و قرا عليها الفقي ماتيسر من القرآن و يوسف حاني على ركابيه كيسمع تلاوة القرآن مأزم .. حان وقت الوداع لدار البقاء، دخلات غيثة هيا اللولى توداعات معاها و شوية خرج يوسف جايب ليلى تودع ضناها، جارها فحال شي وحدة مجنونة او فاقدة عقلها .. لمحاتها مكفنة محطوطة على الارض .. بعيون حزينة و روح تائهة قربات حداها نعسات مقربة ليها تحت بكاء الكل و كتكلم معاها كأنها كتشوفها حية
ليلى: نعسي اكبيدة ماماها! نعسي باش تفيقي ترضعي و نخرجكم نتي خوك تشمو شوية دالهوا نقي فالجردة
دوزات يديها مع ملامح وجهها اللي كايبانو بوحدهم من جسمها .. كان وجهها مبشور، بويوض منفوخ .. ملاك فوق الارض .. كاتشوف فيها و تبسم ابتسامة كاتقطعليها فالقلب .. الدموع معمرين عينيها و كولها كاترجف .. داز الوقت عليها بديك الحال، حتى قرب عندها يوسف شدها و هي مرخيية، عنقها بين يديه كايبوس فراسها و كايهمسلها
يوسف: اجي للبيت دابا، اجي معايا
ماعلاتش راسها ولا تزحزحات، عينيها لاصقين مع ضناها .. كاتشوف فيها مرخية، بغا ينوضها و لكن يبساتليه فبلاصتها، حاول معاها بالسياسة و مابغاتش، بغا يهزها عادي و يدخلها للبيت باش يخرجو الجنازة و هي دفعو كاتحرك راسها بالنفي
ليلى: بعد مني، مغااداش بغييت نبقى مع بنتي .. بنتييييي الحبيبة ديالي مغانخليهاش بووحدها، مغاتبقااش بوحدها
يوسف: (شدها بالزز قلبه كايتقطع) ليلى هذا المكتاب (غمض عينيه بحرقة مقادرش يعلي راسو و يشوف فبنته، سبقاته لدار البقاء هي اللولة و هي مزالة رضيعة مكاتعرف والو فهاد الدنيا) الله يصبرنا على فراقها ..
هزها بالزز منها و هي كاتركلييه و تعووود و تغوووت باغا ترجع عند ليليا
ليلى: طلق منيييييي وااابعععععد علياااااا واااع، وااابنتيي بغييت نبقى معااها .. خودوووني معااها ماتدفنوهاش تحت الثراااب بوحدها .. غاتخااف من الضلمة بعد مني واااع اهههههه
كاتبكي و تغوت و تنطرليه و تنذب فحنووكها، دخل بيها للبيت مقصح راسو .. حطها فوق الفراش و حكمها بتعنيييقة قوية و هي قلبها غايسكت بقوة مابكات، تهدااات و كاملة فشلات .. بقا كايطبطب عليها و يزير عليها و هي كاتبكي بصوت مسموع مامتخايلاش حياتها بلا ليليا .. تا دخلات عنده رقية .. خلاها معاها و وصاها ماتغفلش عليها و تتهلا فيها و خرج .. خاصو يوقف على جنازة و دفين بنته بيديه .. بقلب مفطور، كايبكي الدم من داخله .. هزها بين يديه، مغطية كولها .. خطوة بخطوة خارجين بيها .. تا حطها وسط محمل صغير على قدها، عينيه مغرقينهم دموع الالم .. فراق كبدتو شواه وسط قلبه، خلا فيه كية محفورة و مغززة .. غاديين بيها مابغا يخلي حد يهزها معاه، قلبه واكلو، هو سابق كولشي و مقربين للمقبرة، خطوة بخطوة، عقله كايبغي يحبس .. مامستوعبش انها بين ليلة و نهار ماتت بهاد السهولة، قلبها كان معذبها لهاد الدرجة و هوما محاسينش بألمها .. وصلو للمقبرة و مشا بيديه كايحفر و يقادليها القبر اللي غاتدفن فيه، كل حفرة كايفرها فالثراب كأنه كايحفرها لقلبه، الناار شاعلة فيه .. ذاته شاخذة .. راسو طاايب .. تا كمل الحفير و هزها بشوية .. خشاها وسط حفرتها و ترخى، رجليه و يديه ماتو عليه .. كايشوف فداك المنظر عقله قريب يخرج .. بغا يمووت و مايحضرش لهاد النهار .. شد على صدره كايخبط عليه .. محرووق و العاافية مقادرش يطفيها، قرب عنده سليم شد فيه و مشا هو كايرد عليها الثراب .. خلا يوسف كايمسح على وجهه، الدموع اللي بداو ينزلوليه .. و وجهو مزنگ مزير و مقادرش يتقبل ..
.........
صوت القرآن و الطلبة كايقراو فالدار .. ليلى ماخرجاتش من البيت مللي خرجو ب بنتها مكفنة، كولشي كايبانليها كحل .. حوايجها معنقاهم كاتشم فيهم و تبكي .. صوتها بحاح و عينيها طابو، لدرجة الشهقة ولات كاتخرجها بالسيف، فشلات مابقاتش قادرة حتى تهز راسها .. اما يوسف فحالو ماشي احسن منها .. مشا لقنت بعيد على كولشي فالجردة .. جلس كايشوف فالفراغ و ضحكة ليليا و ابتساماتها كايتعاودو فذماغه، طيفها مرافقو فأي حركة .. كايغمض عينيه بقوة كايزيرهم حاس بذاته كاتغلي ..، كايزير على راسو و كايرجع يرخف .. كولو كايرجف .. شعل گارو و جوج و ثلاثة و لكن مغايبردوليهش ديك الحرقة و الألم .. مكاين تا حاجة غاتعوضو على ليليا .. الضربة اللي جاتو فيها هي خلاتو يدير پوز و يجلس مع راسو ضايع و تالف .. مابقى عارف فين يزيد، كولشي حبسليه بموتها ...
.......
النهار اللول داز على حاله اما الثاني فكان أقسى منه بالنسبة ل ليلى، كاتفيق كاتغوت و تبكي و تضرب فراسها و تشتت فالاثاث دالبيت حتى كايعطيوها مهدئات عاد كاتنعس .. ايامات من ورا الجنازة، دوزاتهم غير بالمهدئات .. فاشلة و طايبة بالسخانة و غير كاتشوف بعينيها تا لسانها اللي يغوت ثقال عليها .. يوسف واخا مقصح فقلبه و لكن قادر يتحكم فنفسه و كايدوز نهارو معاها، كايدوشليها و يبدليها و يوكلها واخا مكاتبغيلوش كايبزز عليها حتى كاتنعسليه عاد كايرتاح، نهارو كايدوزو فالخوف عليها عنداك تدير فراسها شي موصيبة، سيف مسكين من نهار ماتت اخته التوأم ديالو و هو مريض تا هو كايبكي .. غيثة هي اللي مقابلاه و يوسف راد معاه البال خايف عليه تا هو، ماحيلتو لسيف و لا ل ليلى و لا ل راسو .. موت ليليا خلا جرح عميق فقلوبهم كاملين .. كانو مكفسين و دابا زادو اكثر و اكثر
تحل السرجم و دخلات منو طايرة فالهوا .. وجهها كيضوي و ابتسامة بريئة على وجهها .. ابتسمت ليها بحب و مدات يديها استقبلاتها .. حطاتها فحضنها و جبدات بزولتها عطاتها ترضع .. و بقات كدوز ليها على شعرها حتى غفات بين يديها و نعسات .. عاد ناضت طافجة من حلمها شادة على صدرها لي عاطيها الحريق .. مثل كل ليلة من نهار ماتت و هي كتجي ترضع من صدرها مع انها كانت قاطعة ليها الرضاعة .. عاد كتمشي .. شافت حواليها كان الضلام فالبيت ماعرفاتو واش صباح ولا ليل .. البيت ديما ولا عندها مغمغم مكاتخلي نقطة د الضو تدخليها .. دايخة و راسها عاطيها الحريق .. ذاتها كولها كاتزدح .. الذكريات د صغيرتها مرافقين كل شبر فهاد البيت .. فينما دورات راسها كاتشوفها و كاتبكي .. البكاء .. الوجع .. القهرة، هادو اشياء رجعو مرافقينها فالفترة الاخيرة فحال ضلها .. كانت مابيها ماعليها حتى ماتت ناعسة بين يديها!
كيفاش و علاش ماعرفاتش و ماسولاتش، مابقالهاش فين تسول و لا تعرف .. كل اللي عرفاتو هو انها فاقت فصباح من الصباحات باغا تطمن على بنتها تا لقاتها ميتة و الروح خارجة من جسدها .. شدات وجهها بين يديها كاتبكي بالحس تا كايبغي نفسها يتقطع .. تحل باب البيت و دخل يوسف .. مهدود بعد يوم كامل من الخدمة فالكلينيك .. دازت على الجنازة ما يقارب الشهرين و هي على حالها مكاتهزش الراس، وقفات فنقطة وحدة
قرب لعندها فوق الفراش ملاقيش خاطره .. عنقها كايمسح على ضهرها و هي تزيير عليه، منضرهم كايثلج القلب .. زيرات عليه بقوة بين يديه و هو كايدوز عليها و يتنهد و كايبوس على جبهتها، مقدر حزنها و ألمها، الحزن اللي قادر هو يخبيه وسط طيات قلبه و مايبينوش لأي واحد و لكن هي ضعيفة قدام هاد كمية الوجع كاملة .. تقابل مع وجهها محاوطها بيديه و همسلها بجدية
يوسف: ليلى خاصك تشدي فراسك .. الموت د ليليا هرسات فينا النص و لكن ماتنسايش ان سيف تا هو ولدك و انت هملتيه فحالا عمرو كان؟ فين باغا توصلي بالبكا؟ واش غايرجعها ليك؟ واش عارفة راسك غير كاتعذبيها فقبرها بدموعك ياك؟
ليلى: (كاتنين بقوة مقادراش تدوي و كتزيررر علييه بيديها كأنها باغا تنقليه حجم ألمها) ب ب بنتي، بغيت بنتي ترجع، ك كانت صحة سلام .. كانت مزيانة غير السخانة طلعاتليها وانا درتليها الدوا ايوسف .. علاش ماتت علاش؟؟
يوسف: هشششش مكتاب عليها أليلى، هذا قدر الله و تا واحد مايقدر يعارضو .. (تأفأف كايشوف فملامحها الهزيلة) بنتنا كانت مريضة مرض اكبر من السخانة، هو اللي كان سبابها
ليلى: (تسمرات كاتشوف فيه) ك ك كيفااش؟؟
يوسف: (زير عينيه معارف كي يدير يقولهالها) ليليا، ك كانت مريضة .. كانت عندها ثقبة فالقلب تولدات بيها
مارمشاتش .. كاتشوف فيه بنظرة حارقة .. صدرها بدا كايطلع و ينزل بقوة .. ذاتها كولها كاتنفض و انفاسها فحال اللهيب شاعلين .. جناب عينيها حمار عمرها فكرات تسولو و عمرها تاحت ليها الفرصة حركات شفايفها برجفة و تمتمات بنبرة مبحوحة
ليلى: ك ك كان فخبارك؟ ق قبل ماتموت؟
يوسف: (حركليها راسو بالايجاب و تنهد بحسرة) كنت عارف و محدد نهار عمليتها
ليلى: (انفاعلات و عينيها جحضو فيه) كيفاش؟ شرحلياااا كيفاش بنتييي مريييضة و انااااا آاااخر من يعلم؟ و كنتي ناااوي ديرليييها العملية بلا خباااري ايوووسف؟
يوسف: تهدني أ ليلى تهدني (شاف كي كاتشوف فيه و كي منفاعلة باينة فيها غاطرطق .. شد على كتافها بقوة و قربلها مقابل مع عينيها بنظرة حنونة و بنبرة احن منها قال) واش شفتي حالتك كي كانت؟ لا قلتليك أليلى بنتك مريضة و عندها ثقبة وسط قلبها كي كنتي غاتصرفي؟ كنتي غاتزيدي تبكي و غاتزيدي تعذبي .. انا مابغيتليكش ديك الحالة حيت انت كنتي فحالة اكفس منها!
ليلى: (ميلات راسها للجنب كاتبكي بحرقة) واخا هكاك ايوسف كان خاصني نعرف، ب بنتي هاديك بنتييي الصغيورة ديالي تاواحد مايعوضني عليها .. تاواااحد يقدر كون كنت عارفة كنت غانتوقع اي حاجة و نحط اي احتمال ماشي حتى نفيق نلقاها زرقة حدايا (خبات وجهها بين يديها و زاادت حرقتها اكبر من الاول، يوسف تنهد بغا يشد فيها و هي دفعو بالجهد و خرجات فيه عينيه) بعددد منييييي ماتقييصش فيااا .. خبيييتي عليا اهممم حاجة نبغي نعرفها فحياااتي كاااملة، تصرفتي فحالا انا ماشي مااااامااااها .. كنتييي انااني بزاااف بهاداك التصرف ايوووسف، اناااانيييي .. انت زدتي حرقتيني دبااا
عاودات دفعاتو و هو مكنزز خاطره مزير عليه .. غواتها و صراخها و بكاها و صوتها، حس بيه كايخنقو .. فحالا مزيرة على عنقه، ناض من جنبها كايمسح بيديه على رقبته و صدره بلا مايشوف فيها مزال .. قلبه طايب و ماناقصش حتى هو يتلام .. بغا يهدنها و يصبرها بشوية كلمات و لكن حس براسو عاد مزاد على مابيها .. خرج من عندها و نزل لتحت مباشرة للبيت عند غيثة، غير دخل بانتليه غيثة فكرسيها و عينيها على سيف اللي كايبكي و ينين كولو حمر و مطبز، و عينيه وقفو عند سمر اللي جابها معاه فطريقه باش تفحصو و تشوف واش بيه شي حاجة اللي خطيرة .. مرض مرضة خايبة عليه و مابغاش يتهاون فصحته هو الآخر حتي يدفنو بيديه تا هو
كملات سمر فحوصاتها ليه، كاضحك معاه و تمسحليه ذاته بلانجيت .. تحنات باستو قبلة خفيفة فجبهته و شافت فغيثة بهداوة
سمر: ماتخافيش هادي سخانة كاتجي للدراري الصغار ماشي شي حاجة اللي خايبة، هاد الدوا تعطيهليه بانتضام ورا ثلاثة دالوجبات، فالصباح و العشية و الليل و انشاء الله غايصح و يولي بخير
غيثة: انشاء الله
سمر: نخليك دابا خاص نمشي
هزات صاكها و دارت باغا تمشي و هو يبانليها واقف كايتفحصها بنظرات هادئة
غيثة: (بابتسامة) ديما معذبينك معانا ابنتي بقاي هاد المرة تا تعشاي راه مابقاليه والو ..
سمر: خاصني نمشي اخالتي تعطلت و ماجيتش بطموبيلتي
يوسف: (بهدوء) غي بقاي لا بغيتي انا نوصلك!
شافت فيه و حركات راسها بالايجاب، رجعات شافت فغيثة و قالت برقة
سمر: لاكان هاكا، ماعندي مشكل
غيثة: (تبسماتلها) مرحبا بيك ابنتي (شافت فيوسف) و كي بقات ليلي ابني؟ شوية؟
يوسف: (ملامحه تقلبو) اممم الحمد لله
خلاهم و خرج من البيت ماعندو خاطر باش يدي و يجيب فالهضرة .. جلس فالجردة و جبد الگارو اللي رجع ونيسه بكثرة فهاد الايام .. اكثر من باكية كايسفها فنهار واحد .. بشراهة و خاطره ماهانيش .. طفى گاروه الثالث اللي شعلو و بالو مسافر مامعاهش، عينيه كايشوفو فالفراغ بصمت .. حتى شم رائحة عطرها اللي تخلطات مع رائحة الگارو، علا عينيه فيها و هي تخطفولو من يديه و تقابلات معاه كاتسف منه
سمر: (بهداوة) وليتي كاتكمي بزاف!
يوسف: (هز فيها حاجب) حاضياني؟
سمر: (تبسمات) لا مجرد ملاحظة اي واحد يقدر يلاحظها ..
ميل راسو للجنب و ومأليها بالايجاب، ببرود .. خلاها غير كاتشوف فيه و تبسم حتى تغيرو ملامحها و قالت بتسائل
سمر: مرتك مزالة مأثرة بزاف؟ هي صعيبة تتقبلها و لكن فنفس الوقت تا سيف مخاصوش اهمال .. و الاولاد كيحسو بواليدهوم .. مرضو كل مرة مرتبط بفراقو مع التوأم ديالو و حتى مع ماماه ..
يوسف: (بجدية) مقدر حالتها .. جرحها باقي طري ..
تحنحنات عرفاتو ماعجبوش الحال تجبد موضوعها .. طفات الگارو اللي خداتو من عنده و تنهدات
سمر: هاد النهار داز مشارجي بزاف (طولات فيه الشوفة) كاتبان فيك عيااان و مقصح .. ليليا كانت عزيزة عليك بزاف و اكيد موتها مكانتش ساهلة .. كنت كانشوف فعينيك ديك اللمعة دالخوف من خسارتها
يوسف: (زير على نواظر عينيه، هاد الموضوع بالذات حساس بالنسبة ليه .. خصوصا مع وضع ليلى .. شاف فعينيها مباشرة و قال ب برود) كاتقرايني؟
سمر: ماشي صعيبة .. وجهك اللي شاف فيه غايعرفك مهموم
يوسف: (تنهد و ناض وقف) هادشي اللي عطى الله .. يالله ندخلو غايكون العشا وجد
دخلو و هي كاتدور فعينيها على الديكور دالڤيلا، كانت الخدامة كاتوجد الطبلة و غيثة مشرفة عليهم .. تا كملات و تجمعو كايتعشاو .. يوسف كياكل بلا خاطر .. بالو غير مع ليلى اللي عارف ليلتها غادوزها كولها بكا فبكا .. كلا جوج لقمات و حبس .. تا كملو هوما و ناض يوصل سمر .. قبل مايخرج شاف فغيثة
يوسف: يما تاواحد مايطلع عندها لفوق تا نجي و غانطلعليها العشا
غيثة: عارفة لي كاين اولدي غير سير ..
حركلها راسو و خرج مع سمر غاديين جيهت الطموبيل
........
مسافة الطريق كولها و هوما ساكتين هو ساهي فالطريق وهي حاضياه، بطبعها سمر لا شافت شي واحد مراشقالوش مكاتحكرش عليه .. تا حبس فالعنوان اللي قالتلو عليه و شافت فيه مبتاسمة بدفئ
سمر: يوسف ماتبقاش هاز فقلبك بزاف .. عندك الحق تحزن على ليليا و مزال موتها طري و لكن ماتهلكش صحتك حتى انت
يوسف: (ببرود) عارف شكاندير!
تنهدات و هزات يدها طبطبات على كتفه بمواساة .. هبطات من الطموبيل مخلية عطرها عالق فأجوائه .. الطموبيل بقات عامرة برائحتها الانثوية، كان عطر فريد من نوعه ماسبقليهش شمو فشي وحدة من قبلها .. قلب طريقه راجع للڤيلا و عارف تابعاه حرب اخرى مع ليلى من جديد باش تاكل
.........
دخل للبيت عندها بصينية فيها العشا .. شاف يمين شمال مالقاهاش .. تزاد معاه الزايد .. حط الصينية و مشا حل باب الحمام قلب ماكايناش حسها مكاينش فالبيت .. تم هابط فالدروج كيغوت بسميتها .. شاف الساعة كانت قريبة الطناش دالليل .. دوز على وجهو بتعب راسو دار عليه .. حتى خرجات غيثة مخلوعة كتسول فيه ..
غيثة: مالك ابني؟
يوسف: (داتو كترعد بالخوف) ليلى ماكايناش فبيتها ..
غيثة: (شهقات حاطة يديها على فمها و نطقات بخوف) عتق أبني غاتكون مشات تاني عندها ..
قبل ماتكمل هضرتها كان خرج من الدار كيعتر فرجليه .. تصادف خروجه مع الشتا بدات طيح .. غير ركب فطوموبيل ديمارا و زاد كيقلب عليها فجناب الطريق .. قلبو غايخرج من بلاصتو .. حسها ماكاينش و لكن كان عارف ان هادي هي الطريق لي كتشد ديما .. حتى وصل لبلاصة المقصودة .. نزل و ردخ باب الطوموبيل .. الشتا خيط من السما و المقبرة خاوية فهاد الوقت .. غي كتوقف فداك البلاصة لحمك كيتشوك .. زفر انفاس حارة و دخل كيجري بقوة ما كل مرة لاحقها لهنا رجع حافض الطريق .. مشا نيشان لقبر بنتو لقاها گالسة تماك ضارب فيها ضو من واحد البوطو مور الصور جاي على الشارع حوايجها كيقطرو .. كتمرر يديها فالتراب و تهضر ..
ليلى: (بنبرة مكلومة گاع حوايجها موسخين بالغيس و التراب واصل حتى لشعرها و مغطي وجهها) كايجيك البرد فاش كطيح الشتا؟ (كمشات حفنة التراب فيديها و شهقات بالبكا) بقاي تجي عندي نغطيك .. (شافت فالقبر لي حداها و تنهدات) علاش ديتيها أ صفية؟ كانت مونساني .. كون خليتيهالي مزال ماشبعت منها ..
علا راسو لقوق للسما و خلا الما يهبط عليه براحة .. يمكن كان كيبكي و دموعو مكايبانوش مع قطرات المطر .. و لكن القلب مكلوم و ماعالم بيه غي الله .. تقدم عندها بخطوات محروق قلبو عليها .. تحنى لعندها و هزها باقية كتهضر غير بوحدها .. شافت فيه و ماعاوداتش نطقات .. بحالا كانت كتسناه يجي يهزها و عارفاه غايجي بحال كل مرة .. هي ولفاتها و هو رجع خايف عليها و على حالتها أكثر .. مجيتها بوحدها للمقبرة بالليل فاش كيغفل عليها كيتمنى يموت الف مرة ولا يشوفها هكا .. رجع عايش فرعب لا مفر منه .. حاط احتمالات كثيرة يقدر يرجع شي نهار و يلقاها تسطاات او وضعاات حد لحياتها و مايلقاهاش گاع .. ركبها فالطوموبيل و دارليها السمطة ..ديمارا اللوطو و زاد بسرعة .. عقلو غايب و عينيه عليها .. جماد مكتحرك مكترمش عينيها على شحال من ثانية ..
......
وصلو للدار و دخل هازها بين يديه غير شافتو غيثة سالت دمعة من خدها .. كانت عارفاه غايلقاها تماك حالتها حالة .. شافت فيه و مسحات دموعها .. بركات على الزر لي فكرسيها و دخلات لبيتها كتحسر على حالة ولدها و كنتها كيف رجعات ..
طلع بيها الفوق لبيتهوم نيشان للدوش .. نزلها و وقف معاها كيحيد الشعر من على وجهها لي كولو ملطس بالغيس .. مسحليها تحت عينيها و نطق بصوت مبحوح ..
يوسف: حتى لين؟
ليلى: (بخفوت) حتى نموت ..
يوسف: (قرب منها و باس على جبهتها و نطق بألم) و لمن غاتخلينا؟
ليلى : (حدرات راسها و عينيها كيبرقو بالدموع) قلبي كيحرقني بزااف .. ماقادراش على هاد الحريق .. شي حاجة لي اكثر من استطاعتي..
يوسف: (تنهد بضياع .. طلق عليها الما من فوق .. كيمرر يديه على وجهها كيغسل ليها الغيس) مكنقدرش نشوفك هكا ..
ليلى: (هبطو دموعها شلال حتى تخلطو مع الما) أنا آذيت گاع الناس لي ضايرين بيا .. كولهوم كيتآذاو (غمضات عينيها و رجعات حلاتهوم فيه) و حاسة غايجي شي نهار و نآديكوم حتى نتوما .. مابقيتش غانتحمل ..
يوسف: (كيشوفيها بوجوم) استسلمتي؟
ليلى: (حركات راسها بانفي و همسات) تهرست ..
جرها لعندو عنقها بقوة .. مزير عليها كيهمس فوذنيها بحرقة ..
يوسف: ماتعاوديش تقولي هاد الهضرة .. انا متفهم جرحك مزال طري و كيف ماتحرقت عليها حتى انت بحالي و لكن الحياة مكاتوقفش هنا أ ليلى .. كاين ناس محتاجين ليك كيتسناوك توقفي على رجليك وايلا تهرستي حنا نشدو فيدك .. ماعمرك غاطيحي وانا معاك .. (باس على راسها بعمق كيزفر انفاس حارة)
ليلى: (تكات براسها على صدره و ترخات و همسات بعياء) صعيب باش نعاود نوض .. بعد هاد الطيحة هادي، قاااصحة و هداتني
كمليها الدوش و هي مهدودة، راسها مقاداش تهزو .. يديها مرخيين و عينيها مورمين .. غسليها شعرها بصعوبة و هي مكاتقول لا اي لا اح .. واخا كاينتفها سي مرات ولكن الجرح د قلبها غالب عليها .. كولها كاترجف .. محاسة بوالو كأنها جثة .. جسد بدون روح .. روحها غادراتها أول ما ماتت بنتها .. رضيعتها و ملاكها .. كمليها و دوزليها الصابون مع جسمها .. كل حركة كاتخليها غير ترمش فيه، الهضرة تقطعات من حلقها .. كمليها و مشا جاب بينوار لواها بيه و هزها خرج بيها لعلى برا .. حطها فوق الفراش و هي تتكى، باغا غير تحط راسها و تغمض عينيها .. عض على شفايفه بحرقة و مشا جاب حوايجها .. بدليها بشوية عليه مكايس عليها كأنها زجاجة رقييقة و هشة خايفها تهرس .. كمليها و هز الصينية اللي كان مخليها فالبيت، هبط بيها للكوزينة .. سخنليها الماكلة و رجع طلع عندها، لقاها غمضات عينيها .. عرفها كاتمثل النعاس .. تنهد بحرقة و دوز بيديه مع شعرها بشوية مكايس عليها
يوسف: (بدفئ) ليلى حبيبة، كولي شوية نوضي
مجاوباتوش بقات على حالها، زير على قبضة يده و تحنى طبع قبلة حااااارة جنب عنقها .. عاودلها قبلة اخري فخذها و همسليها
يوسف: مغانتفاكش معاك تا تاكلي
حلات عينيها فيه عيانة و همسات بمرارة
ليلى: ماعندو منين يدوز
يوسف: غير حاولي .. على قبلي
صرطات ريقها بصعوبة و شافت فداك الطبق، تنهدات و قالت بخفوت
ليلى: وكلني انت
حركلها راسو بالايجاب و بدا كايوكلها، لقمة من بعد لقمة .. و لكن ماكثراتش .. دغيا شبعات، عطاها الما شربات و قادها فبلاصتها، هبط الصينية لتحت و رجع عندها، تكا جنبها و عنقها ليه كايشم فرائحة عبيرها، توحشها و توحش قربها .. توحش روحها القديمة اللي تهرسات و صعيب باش تعاود تتجمع من جديد
........
صباح نهار جديد .. حل عينيه مدگدگ راسو عاطيه الحريق .. الاجواء السلبية اللي عايش فيهم كايأثرو فيه تا هو و كل مرة مشتتين تركيزه .. شاف لجنبه فيها .. بانتليه غارقة فالنعاس، كاتقطعليه فقلبه مللي كايشوفها كي ضعافت و صفارت و تحت عينيها كحل و بانت فيها الازمة، عنقها ليه و باس على جبهتها و فمها .. ناض كايتكسل و يتفوه و دخل للدوش ، نيشان مشا تحت الرشاشة و طلق عليه الما سخون مخليه كايغلغل مع ذاته .. حلات عينيها بعدما سمعات الرشاش دالدوش مطلوق .. فاقت قبل منه و لكن بقات مغمضة عينيها ناضت ذاتها سخونة عليها و كاتدور فعينيها، حرقتها مقادراش تبرد .. باغا حاجة وحدة تقدر تنفس فيها غضبها واخا عاد الصباح بكري و لكن هذا هو سباب فياقها فهاد الساعة .. قلبات فجياب حوايجو و هي تلقى علاش كاتقلب .. باكية دالگارو .. جبداتها مع بريكة و مشات جيهت الباب دالبالكون .. حلاتو و هي تزيير عينيها من الضو دالشمس .. كانت داخلة ذهبية كاتعمي العينين .. ضراتها فعينيها، حكاتهم تا بردولها و تعودو على داك الشوية دالضو و جبدات گارو بيديها كايرجفو، شعلاتو و بدات كاتكمي و كاترعد حاضية مع جنابها .. بشراهة سفاتهم گارو ورا خوه فحالا كانت فشي صحراء و تلاقات مع شي بير دالما .. مع كل گارو و مع كل جرعة نيكوتين كاتزيد تشعل و تنفاعل، دخلات فثلاثة ورا بعضهم بدون انقطاع .. تا جبدات الرابع بغات تشعلو و هي تحس بيه تجبد من بين يديها و جرها معاه يوسف لداخل، مزالو بفوطة دالدوش .. كامل سارد .. شاف فيها مخنزر
ليلى: (كاتشوف فيديه بلهفة) ع عطيني .. (بغات تتلاح عليه تاخذو منو و هو يشدو بالغدايد فرتتو قدامها و جرهاليه بغضب من الكول دحوايجها مخرج فيها عينيه)
يوسف: واش ماتكافيتيش مع حااالتك بااغااا تزييدي عليها الگاااارو .. اش غايزيييدك هاد النمممم اششششش .. واش باغا تجهليني؟
ليلى: (كاترجف مخرجة فيه عينيها) ع علاش فرتتيه .. بغييتو هو اللي غايبرد عليا .. ه هوووو اللي غايخرجني من هادشي .. ياك انت باغيني نولي كي كنت، و خليييني نولي كي كنت ..
يوسف: (كاينخضها مواعيش براسو شكايدير شعلاااتو) تديريه مزااال ف فمك أليلى، كانحلفليك بيمين الله حتى عمر هضرتي تجي مع هضرتك مزال، هاد الزبل اللي باغاه يهدنك و يخرجك من حااالتك ماتيقتتتتك قطعتييه .. خليني زوين معاك و براكة من هاد الاستهتااار زدتي فييه ..
ليلى: (دفعاتو من عليها بقووة مخرجة فيه عينيها) شنوووو؟؟ مابقيييتش عااجباك؟ مابقيتيش باغيني؟ صافي مليتي؟؟ طلعتلييييك فرااااسك؟ كنت كانبانليك غير مللي كنت ضاااربة الدنيا بركلة و مللي ضرباااتني هي و خبطااااتنييي مابانتليكش فيا؟ باغي دابا تحرمنييي من الحاااجة الوحيييدة اللي غاتعاااوني .. داااك الگارو هو اللي يبرد عليا، هوووو اللي غايهدنني هو بووحدوووو، لا انت ولا غيرك غاتقدرو تمنعووني .. و تهديداااتك ليا مغاينفعوش كاتمسع، انا بغييتو و غانجيييبو و عاودها لراسك ..
يوسف: (حرك راسو بالايجاب) اهاااه، رجعييي لعوااايدك ثاني .. فضليه على اي حاجة فالدنيا (غوت بصوت عالي) شكووون باغا تقتلي هاد المرة؟؟؟ (هز صبعو ناحيتها و زمجر بسخط) بسبابو بنتك خلقات بثقبة فقلبها .. بسباب بليتك و قصوحية راسك ماتت..
سكت كاينهج حاس براسو مقادرش يتهدن، بينما هي هضرتو بدات كاتعاود فوذنيها على شكل طنين طوييييل .. بدا كايتعاود، مرة بعد مرة .. و قلبها بدا كايخبط .. بقوة، انفاسها تصاعدو تدريجيا و عينيها كايشوفو فالفراغ بعدم تصديق
ليلى: (حلات فمها شادة على صدرها) ب ب بسبابي؟ كيفاش بسبابي ؟؟
شاف فيه عاد استرجع الكلام اللي قالو .. زير على راسو بين يديه كايشوف فيها معارف باش يجاوبها .. بينما هي شنقات عليه مخرجة فيه عينيها و مكشكشة و غوتاات تا برزووو العروق فرقبتها بقوة مانفااعلاات
بقا غير كايشوف فيها، بنظرات ندم و حسرة .. عمرو نوا يلومها او يحملها المسؤولية لا بكلام ولا بتصرف .. كانت لحضة انفعال و غضب و لسانه نطق بكلام اللي عارفو يقدر يقتلها و يقطع فقلبها .. مثل خنجر و تغرس فروحها .. فكرة انها تكون هي سباب موت بنتها بغات تخرجليها العقل .. تسنات جوابه بالكلام و لكن هو جاوبها غير بعيونو و نظراته، بملامحه و الحسرة اللي باينة فيهوم .. دفعاته بحر جهدها حاسة بالعافية شاااخذة فصدرها .. تردخاات مع الارض بقوووة و شهقااات شهقة طوييييلة كاتضرب على قلبها اللي بغا يسكت .. العروق تشنجو فذاتها و ولات كولها حمرااا النفس تحقن فعنقها مكايدخلش مع قفصها الصدري و تكوانسات على وضعية وحدة مابقات لا كاتحرك ولا كاتململ، تا تحنى عندها شدها كايزعزعها و هي كاتشوف قبالتها بعينين خاارجين، مكوااانسية تا الرجفة مكاترجفش، مثل صنمة ماتحركات و لا تململات و هو كايحرك فيها و يزعزعها عقله غايخرج معاها ..
يوسف: ليلى، ليلى تنفسييي .. تنفسييي ماديريش فيا هاد الحالة، ماااشي انت سباب ليليا ماشي انت، كتاب عليها هادشي.. ليلى تنفسييييي (هز يدو للسما نزل عليها بتصرفييقة قاااصحة تا عاوداات شهقااات بصوووت مسموووع و شافت فيه بنظرات كولهم قهرة و حزن و ألم)
ليلى: (شدات على كرشها تحسساتها بشوي و همسات بنبرة صوت مبحوحة) وحدة فحالي .. ماتستاهلش تعيش، ا انا حملت بيها تسع اشهر كاملين .. ولدتها و هزيتها بين يدي و رضعتها من حليبي باش فاللخر انا اللي نقتلها؟
ليلى: قلتيهاليا بفمك أيوسف!! شكون غانقتل مزال؟؟ هانا تبعت ليليا لهادوك اللي سبقوها .. تقدر تكون انت اللي غاتبعها ياك؟ غاتخاف على راسك مني؟ غاتخاف تا على سيف و تخاف على ماماك .. انا وحش كايدمر اي واحد قريبليه .. قلتهالك و غانعاودها آذيت كاع لي ضايرين بيااا ..
يوسف: (صرط ريقه بصعوبة، محاملش يسمع منها هاد الهضرة) انت أ ليلى ماشي وحش و عمرك غاتكوني وحش .. هذا مكتابك و خاصك ترضاي بيه، ليليا كان مكتابليها تموت فداك النهار، ماشي بسبابك ولا بسبابي ولا بسباب اي واحد .. ربي بغاها أليلى واش كاتفهميني؟ كاتسمعيني؟ كتعرفي كلامي فين غادي؟؟
ليلى: (كاتشوف فيه و كاتحرك راسها بالنفي مهدودة) مايمكنش انت عارفني كانبغيها بزاف ياك؟ عااارفني كنت متعلقة بيها ..
جرها لعنده عنقها بجهده كامل، حس بالهضرة اللي كايقولها كاتدخلها من وذن و كاتخرجلها من الثانية .. طبطب عليها وسط حضنه كايتنفس بحرقة و الدموع مغرقين عينيه .. ماعرفش فين كان مخبيلهم هادشي .. الواحد مايمشي فحياتو غير فين مشاه الله و يوسف و ليلى، طريقهم اللي يمشيو فيها عامرة شوك، ألم و تعاسة .. فإنما بعد العسر يسرى .. ولا كايدعي ليل و نهار تتفك كربتهم و ليلى ترجع كيفما كانت واخا صعييب، تهرسات بزاف دالمرات و فكل مرة مللي كاتهز راسها كاتكون ناقصة قطعة ولا جوج و دابا هاد التهريسة اللخرة، صعيب تهز منها الراس .. كاتبكي بين يديه فحال البنية الصغيرة .. جسدها كوله كايتنفض بين يديه، حاسة براسها وصلات للافان دالصبر ديالها .. نوضها بشوية و هي غير كاتبكي و تشهق و كاتضرب على قلبها .. و مرة مرة كاتحسس كرشها .. الكرش اللي هزاات فيها بنتها تسع شهور، الكرش اللي مرضاتها فيها و كانت سباب موتها من بعد .. الضبابة ولات كاتشوفها قبالت عينيها و حتى صوت مكايدخل لوذنيها .. مشا يوسف من جنبها، شوية و رجع بكينات مهدئة .. شربلها حبة وحدة و هي غير مرخية، محاسة بوالو غير الوجع اللي كاين داخلها .. جلس جنبها كايمسح وجهها من الدموع، اللي غير كايزولو كايعوضوهم وحدين جداد .. مابقى عارف مايدير و لا كيفاش يتصرف .. دموعها كايحرقوه فقلبه و حالتها مخلياه عاجز .. بقى مراقبها هكاك هي و صوت شهقاتها، عارف حتى يلا دوا مغاداش تسمع ولا تشوف فيه .. عارف فحالات فحال هادو كاتسكت و تتجاهلو مكاتسمعليهش .. مدة قليلة حتى غفات مع ديك الكينة .. بغاها غير ترتاح شوية تا تعاود تفيق .. يمكن بنعاسها تقدر ترتاح شوية، بقا معاها وقت طويل ماحسبوش .. تا عيا بديك الجلسة عاد ناض يبدل عليه .. لبس حوايجو و رجع لجنبها، مابغاش يخليها بوحدها واخا ناعسة .. باغي يكون معاها فأي وقت، بغا يحميها من اي حاجة فالدنيا واخا ماقدرش يحميها من لسانه و من الكلام اللي غرسو فقلبها فحال السم هلكها و زاد كسر ضهرها...
..........
حلات عينيها فالعشية، بعدما بقات نهارها كامل ناعسة .. شافت فجنابها بنظرات خاليين من الحياة .. ماتحركات ولا تململات بقات على حالها مرخية و مهدودة، فوذنيها كتردد جملة وحدة، مثل الصدى كايتعاود فأرجاء راسها
الدموع نزلو بجوج خطوط متوازيين على طول خذوذها .. و لكن ماتحركاتش مشافتش حتى فيوسف اللي دوز نهاره فالبيت .. غير مشا لفوق الفوطوي خدام فيه .. ماردلهاش البال فاقت تا فات الوقت، حس بالعيا و ناض كايتكسل، غير وقف بانتليه حالة عينيها .. قرب عندها بسرعة كايتمتم بسميتها بين شفايفه ..
يوسف: ليلى .. حبيبة (قرب عندها و دوز يديه مع جبهتها و وجهها و لكن بانتليه مدارت حتى ردة فعل) كاتسمعيني؟
يوسف: انا معاك أليلى ماتنسايش هادشي.. عمرني غانطلق من يديك و كيفما قلتليك، اللي طرا مع ليليا مكتاب .. ليليا الله يرحمها و سيف محتاجك، توحشك و باغيك، شهراين و انت مبعدة عليه .. هو محتاج الحضن ديالك (دوز يديه مع شعرها بحنان) كاتسمعيني؟
حركات عينيها بهدوء، شافت فيه بنظرات طافيين و قالت بنبرة صوت مخنوقة
ليلى: بغيت نشوفو، جيبو ليا ..
حركليها راسو بالايجاب و ناض وقف
يوسف: وخ .. دبااا ..
خلاها و خرج من البيت، غير خرج رجعات شافت لقبالتها، ساكتة و مهدنة، حتى رجع عندها بسيف بين يديه .. مارداتلوش البال تا حطولها فوق صدرها .. شافت فيه بنظرتها الفارغة و ناضت بشووية عليها، كاتحرك بهداوة .. زيراتو معاها و تحنات كاتبوس فيه و تعنق و كاتشم فريحتو و كاتنهد .. تبسمات ابتسامة ذابلة و شافت فيوسف
ليلى: ولا كايشبهليك بزاف
يوسف: (عقد حواجبه فيها باستغراب) اممم زاد كبر
ليلى: (حضناته بحناان كاتشم فريحته بعمق و تنهد) توحشتك أمامي (رجعات شافت فوجهه) ليليا كون كانت باقا معانا كانت غاتكون شابهاليك .. (علات عينيها فيوسف) شحال عندو دبا؟
يوسف: (بحرقة) عام دبا ..
ليلى: (دوزات على شعرو بحنان) كنت باغا نديرليهوم اول أنيڤ بجوج .. (سهات فالفراغ دموعها نازلين فصمت) نفرح بيهوم و نديرلهوم حفلة كبيرة .. نلبسو هو كوستيم قدو و هي (شهقات بخفوت) كسيوة فالغوز .. كانت غاتجي بحال الاميرة ..(شافت فيوسف لي كيشوفيها مأزم و نطقات بفتور) علااش ربي كيديليا اي واحد عزيز عليا؟؟
يوسف: غاتعارضي قدر الله ا ليلى؟
ليلى: (شافت فيه بهداوة) فيا الجوع .. ماكرهتش تطيبليا شي حاجة بيديك، ديك الماكلة اللي كنتي كاتوكلني قبل مانتزوجو عاقل؟
يوسف: (تبسملها) كيفاش غانسى دوك الأيام؟ (ناض وقف و باسلها على جبهتها) تكاي على مانوجدليك ..
تحنى باسها من خذها و هي تزير عينيها .. هبط لتحت مستغرب لحالها، فاقت مهدنة على غير عادتها و مبدلة .. بغا يسايرها تا يشوف آخرتها معاها و مع حالتها الجديدة، اما هي غير مشا يوسف تخشات فسيف، كاتبوسو و تعنقو و تدندن بصوت حنين .. كاتدوز يدها مع وجهه و ملامحه و هو كايغنغن و يضحك
ليلى: (بخفوت) تعلمتي تقول ماما ولا مزال؟
سيف: (كايخبط فحناكها) غزرررر .. ما .. مااا ..
تبسمات بدفئ و باستليه يديه
ليلى: الله يطوليك فعمرك، خاصك تكبر و ما عليك غير بالصبر، هاد الدنيا غدارة اولدي انا ولفتها تطعني من الضهر .. (تنهدات تنهيدة مسموعة) خايفة عليك بزاااااف
بقات معاه، كادوي بنبرة صوت مرخية و كاتبسمليه مرة مرة، تا دخل يوسف بصينية فيها الماكلة .. حطها قبالتها فوق الفراش و تبسمليها
يوسف: عطيني نشد سيف ..
مداتوليه مبتاسمة، ابتسامة جابتليه الشك و الريبة .. غطسات مع طبقها، كتاكل و تبنن و ترجع تشوف فيه و هو مامحيدش عينيه من عليها
ليلى: جا بنين بزاف ..
يوسف: (بهدوء) بالصحة، نزيدك؟
كلات آخر لقمة و هزات كاس دالما شرباتو كامل
ليلى: (تنهدات) الحمد لله، شبعت
حط سيف جنبها و هز الصينية
يوسف: غانهبطها و نرجع
حركاتليه راسها بالايجاب و رجعات هزات سيف كاتلعب معاه و تهز يديه تحطهم على وجهها، رجع عندهم يوسف و تخشى معاهم فوق الفراش .. عنقها من الخلف و تخشى بوجهه فعنقها، كايبوس فيها قبل حنونة و هي كاتبورش بين يديه، فكل قبلة و كل لمسة منه .. عنقاتلها سيف بحراااارة و تحنات باستو قبلات متتالية كاتلعب فخصلات شعره الكثيفة و تغمض عينيها مع لمسات يوسف الحنونة عليها .. حتى غفالها سيف بين يديها و دارت شافت فيه
رجع شاف فيها بدوك النظرات دالشك، بينما هي تخشات وسط عنق سيف تنشقات ريحتو و زيرات عليه وسط حضنها، مداتوليه و هبطو لتحت بينما هي ناضت .. بجسدها المتهالك و الهزيل، مشات جيهت الپلاكار و اختارت روب دونوي فاللون الابيض .. لبساتو و طلقات شعرها، تقابلات مع المراية كاتشوف فوجهها اللي ضعاف و صفار كايتقشر لا هو لا شنايفها، تبسمات ببرود و همسات
ليلى: صبرتي معايا بزاف ايوسف (بانليها الباب تحل .. دخل كايطل عليها، و هي قربات عنده نيشان تخشات فيه و عنقاته بقوة كاتهمس) توحشتك بزاف، بعدت عليك مؤخرا و هملتك و بعد المرات كنت كانقصحك بتصرفاتي .. سمحليا غانكون عييتك معايا
بعدها عليه بشوية مبتسم و شد وجهها بين يديه كايشوف فعينيها، حس بيها بحالا توگضات بشنو عرفات منه، كأنها تداركات نفسها و دابا كاتحاول ترجع معاه فحال اللول، احترم خطوتها اتجاهه و تا هو مابغاش يبخل عليها بخطواته
يوسف: (بحب كايتأمل عينيها) عمرني نعيا بسبابك أليلى، بالعكس باغي غير نشوفك قوية و صبارة .. ليلى لي كتوقف على رجليها مباشرة من بعد ماطيح ..
ليلى: (عنقاته بقوة و همساتليه فوذنيه) بغيت نحس براسي اليوم عروسة جديدة بين يديك، عروسة و تولدت من اول و جديد ..
يوسف: (حضنها بين يديه غامرها بعطفه) من ديما انت عروستي .. مرتي و حبيبة ديالي ..
ليلى: (تعلات باسته فعنقه بوسة سااخنة) كانبغيك
يوسف: (جرهالو مزير على مؤخرتها بين يديه) شنو سر هاد التغيير أليلى (حط جبهته على جبهتها كايشوف فعينيها) بين ليلة و نهار؟؟؟
ليلى: (تحسسات وجهه بين يديها) بغيت ننسى كولشي معاك .. بحال ديما .. انت بوحدك لي كتقدر تنسيني ..
حاوط وجهها تا هو بين يديه و تحنى على ثغرها بقبلة حنينة، تراجع شوي للخلف و همسلها
يوسف: أنا ديما معاك .. خاصك غي تشدي فيدي ايلا غرقنا نغرقو بجوج و فاش نوضو .. نوضو مجموعين ..
ليلى: حتى انا معاك .. حتى الموت ..
تبسم بدفئ و رجع غرق معاها فقبلة حارة .. كلها مشاعر و احاسيس، قلبها حاس بيه كايضرب مع قلبه .. جرها معاه جيهت الفراش و يديه كايدوزو من تحت الشوميز اللي لابسة .. حطها فوق الفراش و فمو مامفارقش مع فمها، توحشها و ماينكرش انه محتاجها .. يحس بيها و يحتاويها وسط حضنه و تحتويه حتى هي .. توحش صوت همسها و هي بين يديه، و آهاتها و تقاسيم وجهها و خذوذها المحمرين .. اصوات آهاتهم غاديين و كايتعالاو .. تعراو لبعضهم و عاشو اللحضة، بحب و اشتياق و لهفة .. حضنه تصبب بالعرق و انفاسها كايلهثو تحت من جسده، كل شوية كاتبوسو و تعنقو و تتبسمليه .. صرخاتها المثيرة كايرنو فوذنيه و ملامح الوجع اللي فوجهها كايخليوه يبغي يغرق معاها .. ليلة ساخنة، ماختموهاش بسرعة، خذاو فيها وقتهم مع بعضهم .. ساعة و ساعتين و ثلاثة، عاودو كثر من شوط و كل خطرة كايبداو بنفس جديد و بشوق اكبر كأنهم كايتقاسمو و ينفسو عن حزنهم بهاد الطريقة .. ختموها بنهيجهم، بجوجهم مخشيين فبعضعم معانقين فوق السرير .. علا وجهها شاف فملامحها مامثيقش انها مكاتبكيش و مكاتغوتش و ماجراتش عليه و لا تسيفات عليه فرمشة عين فحال عادتها، قبلها بخفة فشفايفها و همسلها بحب كبير
يوسف: يوسف كيبغيك .. كيف ماكنتي ..
ليلى: (تبسماتليه) سمحليا براف
يوسف: بلا ماتحتاجي طلبي السماحة انا عاذرك و غانبقى ديما نعطيك أعذار ..
ليلى: (عنقاته بقوة) احسن حاجة طرات فحياتي هي انك دخلتي ليها .. من غيرك كولشي عندي ظلام .. مابقيت حاملة حتى حاجة .. و مابقيتش باغا نفرح .. ماكرهتش نبقا هكا .. غارقة فهمي .. يقدر هكا تنساني الدنيا شوية و تميك عليا .. حيت غير كتشوفني هزيت الراس كتحشلي الرجلين ..
يوسف: استغفر الله .. علاش كتقولي هاد الهضرة؟
ليلى: حيت هي لي كاينة هاد الساعة ..
يوسف: (تنهد بحسرة) ننساو هادشي أليلى؟
ليلى: نسااو (باستو فصدرو) غاتهنى من صداعي دابا هههه
سكت عاقد حواجبه، تصرفاتها غريبة و كلامها غريب .. زيرها مع جسده بقوة كايبوس على راسها و كايتحسس فجسدها .. حس براسو توحشها من جديد
يوسف: نعاودوها؟
ليلى: انا هاد الليلة ديالك حتى تشبع ..
يوسف: (طلع فوق منها كيبوس فعنقها) وانا عمري غانشبع منك ..
ليلى: حتى انا مابغيتش يجي داك النهار و تشبع مني .. بغيت نبقى هنا (حطات يديها على قلبو) حتى مايبقاش يدق ..
تبسم و تحنى على شفايفها ملتهمهم بقبلة ساخنة .. يديه كيدوزو على كل جزء من جسدها .. كيتحسس حرارة جسمها و تجاوبها معاه .. بالرغم من الجرح لي فقلبها كينزف كانت كتحاول دير مجهود معاه .. تا سهتها و شافها تشروطات عاد طلق منها .. دوز يديه مع وجهها مصغر فيها عينيه و هي مخشية فيه كاتنين فحال القطيطة
يوسف: واياك تفكري شي نهار انني ندمت عليك و مابقيتش باغيك، انت أكثر وحدة باغيك و غانبقى نبغيك ..
ليلى: (باستو فشفايفو بنعومة) حتى انا كانبغيك و اذا درت شي حاجة من هنا لقدام، ف غاندير غير اللي غايهنيك و يريحك و يحيد عليك الثقل ماتخافش..
طول فيها الشوفة و هي كذلك، كأنها عارفة مقصد كلامه و هو كذلك، هو كايحذرها و هي كاتأكد ليه .. غمضات عينيها بشوية و رخات راسها بين يديه، مدة طويييلة دازت حتى عاودات حلاتهم من جديد .. شافت فيه لقاتو نعس .. تنهدات مطولة الشوفة فملامح وجهه و همسات بخفوت
ليلى: مباغاش نعذبك معايا مزال، وحدة فحالي ماتستاهلش تعيش ايوسف، وحدة كانت سباب باش تموت بنتها .. مخاصهاش تعيش، سمحليا (الدموع تجمعو فعينيها) حاولت نخلي ليلتنا اللخرة ذكرى زوينة محفورة فعقلك و قلبك، مابغيتكش تقلق مني ماغانقدرش على فراقك .. غانكون انانية شي شوية .. مابغيتش نهاركوم يكون قبل نهاري (تبسمات بحرقة و قربات باستو بوسة خفيييفة من شفايفه .. تفكات من بين يديه اللي كانو محاوطينها بصعوووبة .. ناضت بتثاقل عارية كيفما خرجات من كرش مها و غادة خطوة بختها جيهت الدوش .. سدات وراها الباب بالساروت و شافت مباشرة جيهت البانيو، طلقات فيه الما يعمر غير قليييل باش يعمر شوية بشوية و دازت لتحت الرشاش هي .. دوشات دوش خفيف .. و توضات كملات و شافت فالبانيو كان عمر .. قرباتليه متخايلاه فحال القبر اللي مدفونة فيه بنتها)
ليلى: (بخفوت) ماغانخليكش بوحدك تحت التراب .. يمكن هاديك هي احسن بلاصة غانحس فيها بالراحة ..
تخشات وسط داك الما كان بااااارد عكس داك اللي دوشات بيه، خلا رعشة قوية تتسارى فكامل أنحاء جسدها .. تخشات بشوية بشوية وسط داك الما حتى غطسات بوجهها كامل و غرقات راسها وسط منه حابسة انفاسها .. حلات عينيها و هي تبسم بسهوة، كاتشوف فصورة ليليا و ضحكتها الطفولية كاترن فوذنيها .. تخنقااات و صبرات نفسها، بقات هكاك فاقدة رغبتها فالحياة من جديد حتى حبسو انفاسها و حتى مقاومتها على العيش، يديها و رجليها ماتو عليها و جسدها المرخي بدا كايطلع شوية بشوية من داك البانيو .. تهاوات فمكانها بضعف و بلا حتى ذرة للإرادة فالعيش
..........
الموت يقدر تكون راحة لجسد أنهكه المرض او ضاقت بيه الدنيا و أحزانها .. و لكن كيبقى جرح عميق فقلوب لي كايبغيوك .. كاين منهوم لي كينساك فنهار .. كاين فشهر .. كاين حتى كدوز سنين .. و كاين لي ماعمرو غادي ينساك .. الانتحار من غير انه حرام كيبقى اكثر تصرف أناني يقدر يرتاكبو الانسان فحق عائلتو و الناس لي كيبغيوه .. كتصرف بانانية و كتقرر تنهي حياتك بلا ماتسوق لدوك الناس لي غاتحرق قلبهوم عليك و غاتبقى موتك كية فقلبهوم شحال ماحياو حيت ماشي موت الله و لكن السبب كنتي انت و أنانيتك .. مكايغفرلك لا الله ولا واحد من عباده .. جريمة كتكون ارتكبتيها فحق راسك و حقهوم .. فشكون عطاك الحق تتصرف بأنانية؟ انت ترتاح و واحد آخر تخليه كايتعذب من وراك!
جسدها تهاوى وسط داك البانيو، حتى طلع نص وجهها فوق الما، و بعد ذرات الهواء دخلو مع جيوبها الانفية هوما و قطرات من الماء .. حتى شرگات و حلات عينيها على وسعهم، خرجات براسها من داك البانيو، كاتشهق و تكح و تعاود و كاتضرب بيديها بوهن و ضعف على صدرها، كاتضرب و تعاود و كاتبكي بحررر جهدها و كاتمتم بكلمات مكايتفرزووش مع صوت بكاءها
مع صوتها و الكحان ديالها و داك البكا .. تسمع صوت الدقان فباب الحمام .. دقات عنييفة و صوته من على برا كايوصلها غااارق .. كايخبرها باش تفتح الباب و تخرج عنده، صوته باينة فيه خااايف .. و اللي كان شاك فيه هاد النهار كولو من تصرفاتها كايضنها غاتنفذو ..
يوسف: (كايخبط و يعاود صاااعر) ليلااااااا حليييييي .. واااش باغا تحمقينني حلييييي (ضرب راسو بقوة مع داك الباب بقوة ما خايف عليها و ماقادرش يوصل ليها .. تراجع بجسده للوراء مكايقشع والو، و اندفع جيهتو بالجهد .. كايضرب فيه و يعاود و عينيه مصرين باغيين يشوفوها، مقادرش يستوعب انها تدير فروحها شي حاجة .. ولا كايغلي كااامل حتى فرع داك الباب و دخل للحمام كاينهج و العرق متصبب من جسده، لابس غير كالصون و عينيه كايدورو .. بانتليه هكاك مخشية وسط البانيو كاترعد و تبكي .. كولها ساااردة و الما مزاله كايعمر بشوية فداك البانيو حتى فاض منه .. قرب لجيهتها كايترعد .. سد داك الما و تحنى عليها شدها من كتاافهها و قربها ليه كايشوف فعينيها بنظرات حااارقة)
يوسف: (بحدة) صااافي هذااا حددك؟؟؟؟؟
ليلى: (شافت فيه بعيون ذابلة كاتشهق و تدوي) اهئ ك كنت باغا نمووووت و ماقدرتش هئ هئ، ماقدرتش نتبع بنتي ماقدرتش انا خواااافة خليتها بوحدها ماقديتش نتجمع معاهاااا .. لا انا قادرة نمووت ولا قادرة نعييش ..
بقوة ما عصباته و مابقاش كايقشع قدامه، بغا يجرها من داك البانيو و ماخشى يده غير فشعرها و جبدها بالجهد منوو و هي مرخية، فحالا ماحساتش بداك الالم .. جرها معاه لبرا تا ردخها مع الناموسية بحرر جهدها و العااافية شاعلة فقلبه مشا هز فوطة لاحها عليها .. و بدا كايمشي و يجي قبالت عينيها .. ذاته فاايرة و عقله طاااير .. يدور يدور و يغوووووت ولا يخبط يده مع شي حيط تا كاتقفز .. كايشوف فيها منرفز لأقصى درجة .. قربلها صاااعر و دوا بكمية اعصاب كبييرة ماقادرش يتحكم فنفسه
يوسف: قلتيليا باغا تتبعي ليليا؟ تتجمعي معاااها؟؟ ولااااا متييي بديك الطرييقة أمووولات العقل ف غييير بلا ماتفكري فبنتك حيت انت غاتمشي لطريق عكس طرييقها، هي طير من طيوور الجنة و انت غاتخشاي فجاهناااام ديك الساعة قولييي بغيت بنتييي
زادت من حدة بكائها مع شنو كايقول .. ولات كولها كاترجف قلبها غايسكت
يوسف: (زير على كتفها بقبضته، بقوة و بغضب و نرفزة مقادرش يستوعب انها ودعاته و بغات تنهي حياتها بهاد الانانية كاملة، واش ليلة بحال اللي دوزها معاها كاتضنها كااافية باش تعوضو على السنين اللي غاتغادره فيها بموتها بهاد الطريقة الانانية)
"انتحار" مجرد ماتسمع هاد الكلمة لحمك كايتبورش .. علاش هاد الانسان كايبغي ينهي حياته بسهولة بهاد الكلمة هادي؟ كايخون امانة عهده عليها سيدي ربي و مكايحافضش عليها .. فاللخر كايمشي لجهنم نيشان للعقاب .. ما هو بدنيا ما هو بآخرة .. كاين اللي كايربطو بضعف الايمان و كاين اللي كايربطو بحالة نفسية متدهورة و كاين اللي كايضن انه بهاد الطريقة غايتهنى و يهني روحه من عذاب الدنيا تا كايشوف ما اكفس منه فالآخرة .. و كاين اللي فحال ليلى .. جمعات من كل حبة شوية و غادة للهاوية كاتغطس بلا ماتعلي الراس ولا تشوف فالعواقب اللي كايتسناوها لا اقدمت علي هاد الخطوة و نسات الناس اللي وقفو معاها فالمرة قبل الحلوة .. استغنات عليهم و فضلات تتهنى من كولشي بطريقة انانية فضيعة و بشعة!
يوسف: (بحدة فصوته) انت ماااشي ليلى اللي كانعرف، ليلى عمرها مكانت هاااكا ضعيييفة، كانو كايطيحوها ضربات قويين و فاللخر كاتنوض هازة راااسها لفوووق .. واخا تعيا ماتمرمد و تبكي و تخاااف و لكننن انااا ليلى اللي عرفتها النهااار الاول عمرررها تبغيييي تنتااااااحر .. عمرها تفكر تقتل راااسها .. عمررررها تدييير هاد الجرييمة اللي بغيتي ديريها، لا فحق نفسك ولا فحقي انااا و لا فحق سيف .. فنظرك لا كنتي نتاااحرتي كنت غانسمحليك؟ دويييي فنظرك كنت غانعذرككك؟؟ لاااا (حرك راسو بالنفي كايشوف فعينيها بدوك النظرات اللي زعزعوها) عمرررني ماكنت غانسمحليك و عمرررني ماكنت غانخلي ولديييي يسمحلييك .. اكبر انانية منك هي تقتلي راااسك من بعد هاد الطرييق كولها اللي مشيناها .. بغيتي تدمري كولشي و تلحقي ببنتك؟؟ علاااش انا مابكييتش عليييها؟ ماتقصحتش؟ اذا كنتي انت حاااسبة راسك سبابها بسباب الگارو ف حتى انا كان غايكون عندي ذنب و كنت نلوم راااسي!! مالني ماكنتش عارفك كاتكمي؟ اناا ماشي طبيب و عارف سلبيات داك الزبلللل؟ دوييييي
غوت حتى قفزات كاتحرك راسها بالنفي بلا ماتجاوبه .. "خايفة" خافت من ردة فعله و من عصبيته لأول مرة .. خافت من نظراته و نبرة صوته و من كولشي فيه، خافت عليه و منو و من راسها، خافت من كولشي!
يوسف: الشي اللي طرا ل ليليا مكتاب .. كان مكتاب عليها تولد و بعد اشهر تموت و انت لاكنتي عرفتي ماكنتي غاتقدري ديري واالو، حتى لو ماكنتيش كميييتي ففترة الحمل كانت تقدر موتها تجي لشي سبب آاااخر، لسبب ختاره الله مااشي عبدووو .. ماااشي انت اللي غاتختاااري النهار و الوقت اللي تموتي فييه سمعتيني، دخلااات هضرتي لعقلك ولا فحال ديما .. مكاتسمعيش كااااديري غير اللي قالك عليها عقلك .. الشي لاااخر لهلا يشقلب! علاش حنا عايشين معاك؟ مكاتحسبيناش أليلى .. انت وحدة انانية .. عمرك بغيتيني و عمرك بغيتي تا ولدك .. لا كنتي كاتبغينا ماكنتيش غاتضعافي هاكا و حنا معاك، من نهار طحتي وانا شاد فيديك بجوووج باغي نوضك و نفيقك ولكن انت كنتي غااايبة ... تعاملتي بأنانية .. ضربتي كاع داك الحب فالزيرو .. بغيتي تمشي بهاد السهولة؟ مافكرتي فحتى واحد من غير راسك؟ نتي غاترتاحي وانااا؟؟ (شدها من شعرها كيديها و يجيبها و غوت تا بانو حلاقمو) واناااااا؟؟؟ ماااابقيتش كاااانهمك؟؟؟
بعد من قدامها دمه فاير .. فكرة انه كان نااعس مجايبلها خبار انها كاتقتل راسها فالدوش بغات تسكتلو قلبه .. كيفاش بهاد السهولة كاملة اختارت تتخلى عليه بينما هو داير جهده كامل باش يشد فيها و مايطلقهاش .. محاولش يضعاف قدام انينها و شهقاتها اللي كاتبكيهم و كايقطعو فالقلب .. مشا للبلاكار .. جبد حوايجو .. لبسهم و دار شاف فيها مشنشن
يوسف: اليوم بينتي لي بلي مكنسوا تا حاجة عندك .. هاد الليلة عرفت بلي الوحيد لي كان متشبت بهاد الحب و هاد العلاقة دالزفت هو انا .. (قرب عندها صاعر) سمعتي؟؟؟ هو اناااا .. نتي مادرتي والو و مكتحاولي ديري والو و ماعمرك غاتفكري تشبتي بهاد الشي لي بيناتنا .. وحدة كتبغي غير راسها كيفاش غاتكون فيديل و تبغي واحد اخر و ولادها و عائلتها (سكت شوية كينهج .. مسح على وجهو و غوت) كتسوليني علاااش گاع لي ضايرين بيك كيمشيو و يخليوك؟؟ نوضي شوفي راسك فالمراية و غاتعرفي علاش .. (هز تيليفونو و كونطاكط طوموبيل و شافيها كيبخ الدم) عمري غانسمح ليك .. و نقولك حاجة؟؟ (ابتسم بسخرية) رجعت كنشك فداك الحب لي كنت كنشوفو فعينيك .. وحدة انانية بحالك ماغايصعابش عليها تقن الخداع .. (طلعها و هبطها و هي حانية راسها كتسمعليه و تبكي زفر بحرارة و نطق بصوت متحشرج) قلبي برد من جهتك ا ليلى ..
لاح هاد ال كلمات فوجهها وخرج من الباب زادحو موراه .. خلاها قفزات شادة على وجهها بين يديها .. غاتهبل بالبكا و بالحمل اللي بقات هازاه فوق كتافها، اي كلمة قالهالها تغلغلات وسط قلبها و عقلها .. تكورات على نفسها ضامة جسدها بحرااارة .. حسات بأنها خسراته، فلحضة ضعف فكرات فأفكار لا علاقة بغات تنفذهم باش تتهنى و لكن نسات ان يوسف .. ماشي فحالها و تفكيره ماشي فحال تفكيرها .. تسطحات على ضهرها كاتشوف فالسقوف بنظرات معتمة .. شدات فصدرها كاتحسس بلاصة قلبها و كاتمتم بوهن
ليلى: انا براسي مابقيتش كانعرف راسي ايوسف ماشي غير انت (سكتات شوية كادور فعينيها) موت ليليا بيا ولا بلا بيا كان مكتاب ليها .. (صدرها تقبط عليها) س سمحيليا ابنتي، م ماقديتش نجي عندك و مغانقدرش، م مغانجيش دابا حتى يكتاب عليا حتى انا، راك مع جداتك غاتهلا فيك ياك اصفية؟ (تبسمات بمرارة و ناضت مميلة راسها للجنب كاتمتم بنبرة كاتقطع فالقلب) يوسف تقلق مني مسكين .. انا عارفاه مغايقدرش يبقى بعيد عليا .. حتى يبرد و يرجعليا .. (تفكرات كلامو الاخير) ماشي بهاد السهولة غايبرد قلبك من جيهتي (ناضت بخطوات مبعثرة ناحية پلاكارها .. كاتجبد ماتلبس باش ماتبقاش عريانة حتى طاحت عينيها عليه .. جبداتو من البلاصة اللي كان محطوط فيها و تأملاته للحضات .. حلات صفحته الاولى و هي تبسم بدفئ من صورة يوسف اللي ملصقة فيها و فوقها مكتوبين دوك الجمل "هذا الوسيم هو روحي" "لن تنتهي رائحتك في قلبي ما حييت"
تنهدات كاتفكر فدوك الايام .. ايييه كي كانت و كي ولات .. كمشات على الدفتر بين يديها و دازت للبلاصة ديوسف فالبلاكار .. هزات قاميجته .. لبساتها و مشا للكوافوز رشات عليها من عطره .. و رجعات للسرير .. تكات شادة الدفتر و برائحته و قميصه حسات بحالا راه معنقها كايطبطب عليها .. حلات دوك الوراق كاتقرا فيهم بتمعن كأنها معارفاش شنو جاي من بعد كل سطر .. قصة حبهم كانت استثنائية مكاتعوضش، و فوقما كاتقرا شي تفصيل جديد و كاتفكرو بين طيات ذاكرتها عينيها كايدمعو بشوق و حنين لدوك الايام .. ليلتها كولها و هي كاتقرا فيه .. ماملاتش و ماعياتش .. حتى بدا كايطلع النهار و غفات و هي شاداه بين يديها .. جا نهار جديد .. دوزاتو كامل و هي قابطة فداك الدفتر بين يديها .. كاتقرا و تبسم و لا تبكي مع ذكريااتها، مكانتش متصورة ان دوك الاحداث اللي عاشتهم فماضيها غايجي النهار اللي غاتوحشهم فيها .. طلعات عندها الخدامة بالماكلة و على غير عادتها مقابلاتهاش كاتبكي و لا خايفة .. قابلاتتها بملامح هادئة و قبل ماتخرج طلبات منها تحليها الخاميات باش يدخل عندها الضو .. تحمسات مع كل سطر كتباتو بيديها .. ذكرياتها القدام جاوها حلويين، شخصيتها القديمة توحشاتها .. كل شوية كاتنهد بحسرة عليها .. حلمها و شغفها اللي حاربات عليه باش توصليه، فحالا تدفق الادرينالين فأوصالها على قبله، ولات باغا تنوض و تهز الثوب و المقص بين يديها .. ماعرفاتش كي وقعليها باش وصلات لهاد الحالة .. نهارها كولو دوزاتو مع صفحات دفترها، يوسف مارجعش گاع من البارح .. جا الليل و قربات تطلع شمس النهار الثاني و هي مزالا كاتقرا .. هكا دوزات يوماين اخرى حتى ختماتها مع آخر ذكرى كانت كتباتها و هي ذكرتها نهار ولدات .. بقوة ماكان داك النهار مميز بالنسبة ليها، رجعات للدفتر و كتباتها فيه تنهدات بحرقة كاتفكر تكمل اللي بقالها فيه و فعلا ناضت بلا ماتعگز جيهت الكوافوز، قلبات على ستيلو تا لقاتو و رجعات كاتكتب داكشي اللي دازت منه، بتفاصيله الصغيرة .. كاتكتب فيهم كأنها كاتخويهم و تلوحهم ورا ضهرها، مع كل دمعة كاتنزل من عينيها كاتحس بنفسها باغا تخرج من جديد، باغا تواجه، باغا ترجع للي كانت عليه واخا صعيب و لكن ماشي مستحيل .. كتبات آخر ذكرى عاشتها مع يوسف ديك الليلة و ختماتها بنقطة جنب السطر .. نقطة و دمعة سالتلها على الحرف الأخير اللي كتباته ..
تنهدات بحرقة كاتفكر فأيام مرضها و نفسيتها كي كان معاها، كي وقف و شد فيها، كان حيط حديدي حماها بزاف و هي مادارتليهش قيمة مللي بغات تضعاف و تقتل راسها .. حطات الدفتر فوق الفراش و ناضت كاتكسل .. هاد الايام ماكلتها قلالت و حركاتها قلالو و حتى الدوش مادوشاتش من غير لادخلات قضات حاجتها .. جمعات شعرها اللي تخبليها و تقابلات مع المراية، تأملات انعكاسها لأكثر من نصف ساعة، هاد الوجه اللي ولات عليه يوسف تقبله و بغاه، بعيوبه و بكل الحبوب و الضعافة و التقشير اللي فيه، هاد الشعر اللي كان لامع و رطب، ولا مخبل و لونه شاعب و مافيهش حيوية واخا هكاك كان كايهزو و يشمو و يبوسو بكل سخاء، هاد الجسد اللي ضعاف و عيا و مابقاش كايثير العين فحال اللول، يوسف كل نهار و كل لحضة كان باغيه و عمره عيب عليه و لا قال فحقه شي كلمة اللي جرحاتها .. تنهدات بالدموع فعينيها و همسات بخفوت
ليلى: كايشبعوك هموم و ضربة مورا ضربة و من بعدها يلوموك .. حتى واحد ماقادر يفهمني .. كيفما انا مافاهماش راسي ..(تلمسات وجهها بأصابعها الرقاق) حتى واحد مايقدر يخرجك من لي نتي فيه اليلى حتى واحد .. ايلا ماخرجتيش راسك .. لا يوسف ولا غيرو (تبسمات بحزن كاتفكر آخر نهار خرج فيه من الدار و فعلا مارجعش من ديك الساعة) غير قبل بجوج سوايع كان مستاعد يعطيني أعذار لو شنو مادرت .. دازت جوج سوايع برد قلبو من جيهتي (ابتسمت بسخرية) يااه على دنيا .. تقتلك و تحييك فرمشة عين (شافت فداك الدفتر و تبسمات .. بنفس جديد، رغم الجروح باغا تواجه عقباتها) غانحاول نسااا ..
دخلات للدوش فديك اللحضة، هزات كل ماعندها من كريمات و زيوت ديال قبل الدوش و ديال الدوش و اللي من بعد الدوش، بقات كاتذهن لجسدها و لوجهها و شعرها .. تهلات فراسها و كاذهن و تغسل و تعاود حتى خرجات من الحمام جديدة .. بدلات عليها بعدما كملات ذهين كريماتها، هزات السوشوار سرحات بيه شعرها، دارت مكياج خفيف و تنهدات كاتشوف فوجهها .. دابا عاد بان فيها شوية ديال الضو و عاد قدرات ترجع تشوف جزء صغييييير من ليلى القديمة فانعكاسها على المراية.....
......
خارج من غرفة العمليات كولو مدگدگ .. نهارو و ليلو ولا مدوزهم فالسبيطار .. الدار هارب من رجوعه ليها، فنفس الوقت كايتصل بيهم و يطمن على احوالهم كاملين و حتى عليها .. معصب منها و مقادرش يبرد عليها بهاد السهولة، فكرة انها بغات تتخلى عليه بديك البساطة و تنساحب بداك العنف و الانانية من حياته، خلاتو يكفر و يغضب عليها، دخل للبيرو ديالو و هي تبانليه جالسة و حاطة جوج فناجن دالقهوة قدامها و كاتشرب من واحد منهم
يوسف: (سد الباب داخل عاقدهم) ولا هاد البيرو عندك فحال شي اوتيل ادكتورة!
سمر: (علات فيه عينيها مبتاسمة و مداتليه فنجان دالقهوة) كنت كانساينك عرفتك غاتسالي العملية فهاد الوقت
جلس فبلاصتو و شد من عندها القهوة كايزگف منها
يوسف: شنو؟
سمر: (تبسماتليه) بغيت نعرضك اليوم لواحد المناسبة .. متأكدة انت الشخص الوحيد لي غاتبغي تجي و ماتخلينيش بوحدي فيها ..
يوسف: مافهمتش؟
سمر: (تنهدات متكية براسها على الفوطوي) واحد عاش تجربة و خسر فيها اعز شخص على قلبه غايحس بيا ياك؟ (شافتو مطول فيها الشوفة بلا مايجاوبها و هي تبسم) فحال هاد النهار خسرت ماما و بابا فواحد الاكسيدون و هاد النهار كايتصادف مع عيد ميلادي (هزات كتافها بجوج و ملامحها تغيرو) من ديما كاندوز هاد النهار بوحدي كانبغي نبعد على كولشي و كاناكل الحلوة د عيد ميلادي غير انا، و لكن اليوم حسيت براسي محتاجة لشي حد يكون معايا ..
يوسف: (تبسم ببرود و قلب وجهه للجنب، سكت لثواني و رجع شاف فيها) فوقاش ماتو واليديك شحال كان فعمرك؟
سمر: كنت كملت 19 عام .. (تبسمات بحزن) الله يرحمهوم فهاد النهار ..
يوسف: و صبرتي على موتهوم وخ فسن صغير؟
سمر: اكيد الفراق صعيب مي الحياة خاصها تستمر .. الجرح فالقلب مكيطفاش ولكن كيبقى قدر الله .. و النسيان نعمة ..
سكت شحال و سهى كايفكر فليلى اللي واخا هو كان معاها هي ماصبراتش .. هادي نقطة مكايتشابهوش فيها!
رجع شاف فيها بنظرات غامضة
يوسف: مافكرتيش تنتاحري و تبعيهم؟
سمر: (باستغراب و بضحكة استهزاء) ههه منين جبتي هاد الهضرة (حركات راسها بالنفي) لا لا، انا ماشي ضعيفة لهاد الدرجة .. ماتو و لكن ربي صبرني و ماشي بهاد السهولة غانقرر ننتاحر فاللخر نصدق لا دنيا ولا آخرة، كنت يلاه بديت قرايتي و مشواري فالطب .. واخا فاللول حزنت و اكتائبت و بكيييت بزاف و لكن من بعد تشجعت و كملت .. حيت كون كانو عايشين كانو غايبغيوني نكمل ..
سكت كايحركلها راسو بالايجاب و هي مراقبة ملامحه الوسيمة و الجادة بإعجاب
سمر: شنو نتسناك اليوم؟ نتعشاو و نشربو شي كويس بعقله و منها ندردشو شوية ..
يوسف: كاتعرفي طيبي بعدا؟
سمر: ماتخممش من هاد الناحية، راني زوفرية ضروري نتعلم
يوسف: (تبسم و حركلها راسو بالايجاب) لا كنت غناكل شي حاجة بنينة غانجي
خرجات من عنده خلاتو مكمل على قهوته و تفكيره مشا للشي اللي عاوداتليه، وحدة خسرات واليديها فدقة وحدة و بقات وحيدة و وحدة خسرات بنتها و بقالها ولد و راجل اللي وقف معاها و ماطلقش من يديها فخطرة، و مع ذلك ليلى كانت اضعف من انها تقاوم على قبله هو و لا على قبل سيف .. مسح على وجهه بقوة حاس براسو مخربق معارفش فين يفكر ولا كيفاش، تكا براسو على الكرسي اللي جالس عليه و دوز بيديه على وجهه بقوة كايهمس بحرقة
يوسف: ليلى يا ليلى و شحال عييتيني .. مرضت ..
.......
داز الوقت حتى وصلات السبعة .. خارج يوسف هو الاول من الباب دالسبيطار .. غادي جيهت الگاراج حتى حبساتو سمر اللي نادات عليه من اللور، دار عندها و شاف فيها بجدية
سمر: (بابتسامة) شنو باقيين على موعدنا؟
يوسف: (شاف فساعته) و هذا الوقت اللي درتو معاك واقيلا؟
سمر: ههه اه هو (شداتليه فكتفه) نمشيو فطموبيلتي ولا طموبيلتك؟
يوسف: كل واحد طموبيلتو انا عارف الطريق
ومآتليه براسها مبتاسمة و تفرقو كل واحد طلع للحديدة ديالو، مسافة الطريق اللي يوسف سبق فيها سمر حيت عارف طريقه .. نزلو بجوج هي كاتبسمليه و داخلين للعمارة فين كاينة شقتها
سمر: (كانت غادة مبتاسمة حتى تعكلات كانت غاطيح غير يوسف شدها من خصرها) اناري
يوسف: صاڤا؟
سمر: (بهدوء) صاڤا غير تعكلت ..
كملو طريقهوم حتى وصلو للدار .. دخل معاها لدارها لأول مرة، صورها ماليين الحيوط، بوضعيات مختلفة و جريئة .. جلس بهدوء فوق واحد الفوطوي .. جابتليه قريعات و فواكه جافة يدوز بيهم علاما تقاد العشا و داكشي اللي كان، مخشية فالكوزينة بسروال دجين و بودي قصيصر، جامعة شعرها و كاتدوي و تضحك معاه من عندها، بينما هو كايشرب و يفكر فليلى، غير ليلى اللي فبالو .. داز فقرعة و حل الثانية، جبد معاها گارو كايكمي و يهزهز في رجليه .. حتى بانتليه جايا عنده و حطات سالاد صاوباتها جلسات جنبه و هو مراقبها بنظرات هادئة متفحصة
يوسف: (لاح لوزة ففمو و قال بتهكم) كون ماخرجتيش طبيبة كنتي غاتكوني ممثلة؟
سمر: (عرفاتو كيدوي على التصاور شافت فيهوم و ضحكات) ماشي حيت كيعجبني نتصور .. مي ايلا لاحظتي هادو كولهوم دي سيلفي وانا لي مصوراهوم .. (كبات كاسها و دارت رجل على رجل كتشرب منو) الانسان هو لي تكون عندو هواية يتشغل بيها .. سي نو غاتمل فحياتك ..
يوسف: سي بيان ..
شعلات گارو و لاحت البريكة فوق الطبلة .. ساطت الدخان فالسما و هضرات ..
سمر: كتفكر بزاف فهاد الايام .. ديما ساهي ..
يوسف: (غمض عينيه بقوة و رجع حلهم فيها، كايشرب كاس مور خوه مجاوبهاش)
تنهدات مراقبة وضعه .. كايبانلها مهانيش .. شي حاجة شاغلة ذماغه و مشوشة عليه .. حطات يدها على فخضه كاتشوف فيه بجدية
سمر: تقدر دردش معايا فاش مابغيتي .. الكلام لي كيكون ضاير على الكاس عمرو كيخرج ..
يوسف: (تبسم ب برود و شاف فيها بجدية) مكاندردش مع أي واحد ..
عضات على شفتها السفلية بحركة مغرية قدام عينيه الثملين .. زيرات بيدها على يده مبسمة
سمر: ماتخليش بالك يمشي بعيد .. و بلا حساسيات .. هاد الليلة بغيت نهضر و نسمع فنفس الوقت .. ايلا كنتي غاتقمعني مور كل سؤال و وسط كل جملة كنفضل تقولي عيد ميلاد سعيد قبل الطناش دالليل و شكرا على هاد الساعة من وقتك .. (ابتسمت بسخرية) كافية كأول مرة ..
يوسف: (كايطلع و ينزل فيها بنظرات متفحصة و كايزگف من كاساته) علاه كاينة ثاني مرة؟
سمر: و شنو لي يخليها ماتكونش؟
يوسف: خرجي من روندتك!
سمر: مامضطراش نزيد نشرحلك أكثر .. وايلا قدرتي تنسا دوك ليزاغياغ بونصي و تركز معايا فدبا غايكون احسن .. مكنرتاحش مع شي حد فجلسة عامرة حساسيات ..
يوسف: (كب كاس اخر و تكا براسو على الفوطوي شافيها و نطق بفضول) بنت بحالك شنو لي يخليها مامرتابطاش لدبا؟
سمر: (كبات كاس اخر كدوزو مع صالاد و نطقات ببرود) زواجي شحال هادي كرهني فالعلاقات الجدية .. هكا كنحس براسي مزيانة .. عايشة حياتي هانية .. كيفما بغيتها بلا فريع الك... ..
يوسف: الزواج كان حابسك على هادشي؟
سمر: (حركات راسها بنفي) ماقصدتش هكا ولكن الزواج ماشي هو المصاحبة .. واش انا لي ماقدرتش ولا هو على المعقول ماعرفتش! لي عرفتو هو ان داك الغولاسيون كان خاصها تسالا فاش قررت نهيها .. و فاش حسيت براسي ماقادراش نزيد نصبر على شي حوايج ضروني .. و لغاو سميتي ..
أخفيتك بقلبي مثل الخطيئة الجزء 28
محتوى القصة
التنقل بين الأجزاء