قصة حكمو فضلمو

من تأليف Ghazal trust
2021قصة كاملة بدون سفالة

محتوى القصة

رواية حكمو فظلمو

كان يا مكان فبلاد واسعة وعريضة معروف عليها بين البلدان البلاد الفاشلة ... هاد البلاد واخا كبيرة وزوينة فيها البحر وفيها البر... فيها الجبال والصحراء... فيها غابات وخيرات خلات كاع البلدان يحطو عينيهم عليها.. اجمل بلاد على وجه الارض .. فيها كل ما تشهى تشوفو العين .. وكان فكل مرة كتشن عليهم بلاد البلدان الحرب كان الملك ديالها ايبيك الاول كيضحي بجزء منها ليهم تفاديا للحرب .. حيت كان عارف انه غادي يخسر الحرب .. وغادي يخسر الملك ويخسر كل شيء ، كان سبب هاد الضعف اللي عندو وهوا انه كان عاجز على انجاب الولد ... وهمو وتفكيرو فقط فانجاب الولد اللي يخلف الحكم من بعده خلاه ينسا ويهمل شؤون الدولة .. يهمل الجيش والشعب حتى ضعافت البلاد وضعاف شعبها وكله بسبب ملكهم المستهتر ... اللي بقا مقابل النساء والزواج من هادي لهادي حتى لأخر زوجة فيهم "راضية " .. راضية كانت جارية من الجواري ... اجمل جارية وافثنهم ... كانت جميلة لدرجة كبيرة .. كانت تهدات للملك ايبيك الاول هدية من طرف سلطان من سلاطين البلاد المجاورة اللي كان صديق عزيز للملك ابيبك .

الملك ايبيك فاش شاف راضية وقف من دهشته ليها ونزل على العرش وسهى فراضية .. سهى وشاف فعينيها ايام زاهية .. ايام غير الايام اللي عاش من قبل .

فديك الليلة ضاعج الملك ايبيك راضية وكان قال ليها

" الى ولدتي ليا الولد غتكوني زوجتي الوحيدة والاخيرة وملكة الملكات ولاللة العيالات من مشرق البلاد لمغربها "

كلام الملك ايبيك كان قدام وصيفة من الوصيفات اللي جات الصباح تصطاحب راضية لغرفتها وسمعات الكلام ونقلاتو من بعد طايب كيفور لنسوان الملك اللي تفزعو ووقفو كانه زلزال ضربهم .. كانو اربع نسوان ولدو للملك غير البنات وحتى وحدة ماقدرات تجيب الولد الشيء اللي خلا جنون الملك يزيد وينفرهم وينبدهم للجنب .

من بين نساء الملك ايبيك كانت وحدة سميتها " فنون" كانت اسم على غير مسمى .. كانت اشد غيرة وحقد والحاجة الزوينة كانت تتمناها لراسها .. وباش ماتكونش منسية بحال ضرايراتها قررات تودد لراضية وتكون معاها صداقة وبدات تهتم بيها وترعاها من اللحضة اللي طاحت فيها راضية حاملة ، كان الكل خايف من هاد التجديد فحياة الملك ايبيك .. وكان الكل خايف من النغيير اللي ممكن يطرا والحياة اللي غتقلب فالبلاد الى تولد ولي العهد للملك ايبيك اللي كان كيتسنى راضية تولد بفلرغ الصبر.... وماشي غير هوا اللي كان يتسنى .. البلاد كلها كانت تتسنى فالزيادة بما فيهم المستشارين واليد اليمنى للملك ايبيك والمجلس كله حيت فيكون حدث مهم وعضيم وتغيير جذري فمستقبلهم ومشتقبل اولادهم ..

فنصاص الليل فين كان الملك ايبيك ناعس على فراش الحرير فبيت يتساع قرية كلها بما فيها من ستائر وزرابي ونحاس وفضة وشموع مضوية المكان وشرفة كبيرة كطل على جردة واسعة وعريضة فيها خصلت من المياه وانواع الورود والطاوس كيتسارا وكل ما فالارض من حيوانات اليفة وطيور ملونة وكانت هي الحديقة الخاصة للملك ايبيك اللي كان مانع فيها التجوال او الدخول ليها من طرف شي واحد واخا يكونو بناتو .

فهاد الليل والعرق كيتصبب من جبين الملك كانها الروح بغات تخرج .. كان كيشوف حلم غريب عجيب ماقدر يلقا ليه حتى تفسير ولو فالحلم نفسه . هنا كان كيشوف حوت كبير كلتهاهم فكل ما جاء قدامو .. حوت خرج فجأة من اعماق البحار غطا البلاد والبلاد المجاورة من مشرقها لمغربها باش يحل فمو ويخرج منو بكركان من لهيب عضيم .. وهنا فاق الملك مضعور مخلوع كانها اخر لحضات عمره .. استرجع انفاسه ويدو على صدرو مخلوع وناض جلس ماقدرش يرجع ينعس.
اجمع الملك ايبيك جميع الفقهاء والكهنة والعلماء عندو فديك الليلة قبل طلوع الفجر فالمجلس وكان اجتماع مفاجئ .. تفاجئ فيه جميع الرجال وحتى الفقهاء .. شنو هاد الشيء اللي يخليك الملك ايبيك يجمع اجتماع فهاد الوقت ويطلبهم يحضرو من فراشهم . وطبعا حيت هوا الملك يحق له يدير كل مايرضيه ويرضي نفسه .

عرض الملك الحلم ديالو على الجميع خلا شي كيشوف فشي.. اشنو هاد الحلم الغريب! .. هادشي كيخلع وماشي حلم عادي.

ابتسم واحد من بين الفقهاء ودوي العلم ومن بعد ابتسمو اتباعه وقالو في هدوء

- هادي رؤية يا مولاي... ابشر ... غادي يتزاد ليك ولد وغيكون ملك عضيم من ملوك الارض.. غيكون شديد فالحكم .. وحوت اللي كلا اشكال وانوع .. كتعني غيغزو بلدان كثيرة .. غيقتل اعداء .. وغيركب الف فرس... وغيفتض الف بكر... غيخافه الف ملك والاف السلاطين والحكام فعهده ..

على وجه الملك ايبيك ترسمت ضحكة جنونية .. الفرحة خلاتو ينشر الخبر فالبلاد كاملة .. بأنه غيجي ولي العهد غادي يكون حاكم ماشي بحال كاع الحكام .

فالليلة المنتضرة بصرخة قفز الملك من جنب راضية واقف على وقت ولادتها وهز القصر ومافيه وتجمعو القابلات فبيت راضية وهي فالمخاض.. الملك خرج ووقف على اعصابه كيمشي ويجي الليلة كاملة ويتسنا فرحان فالولد ولي العهد اللي لا حكام بحال حكامو . راضية طولات فالمخاض يوماين متثالية والملك جن جنونه من الولد اللي مابغا يخرج حتى وصل الخبر للقصر وجا خوه الامير احمد وولد خوه الامير عز الذين والشيء اللي ثار غضب الملك ومابغاش حتى واحد يجي عندو لاكن عذروه وصبروه حتى ولدات اخيرا راضية والتقطات ااخر انفاسها ولحضاتها فالولادة وهي على فراش الموت والقابلة هازة المولود قدام عيونها الذابلة وشافت فيه قائلة

- ث...ثو...ثوران..شاه

نطقات بأخر كلمة ليها بعد رؤية مولودها وماتت وحملت القابلة ولي العهد كيغوت فيدها حطاتو وعلى الفور قبل خروجه من الغرفة كانت عندهم عادة ملكية مثوارتة . بحيث كيطبعو المولود الذكر بخاتم ملكي فرقبته من الوراء من بعد ما كيحميو الخاتم بنار ويطبعو بيها المولود فور خروجه هاكا كيكون معروف نسبه وفصله وحتى الى تلف او تسرق كيتعرف من خلال طبعة اللي كيطبعو بيها جميع الملوك اولادهم فور خروجهم للدنيا .
لاكن فديك الاثناء فين كانت القابلة هازة ولي العهد دخلات عليها من النافدة ديال الحديقة مرى بسلهام كحل طويل مغطية بالقب وموراها مراة اخرى مغطية حتى هي فيديها مولود اخر فخرقة بيضاء وعرات على وجهها القب فأذا بيها فنون ومعاها ضرتها الثانية حاملة فيديها المولود .. تخلعات القابلة وقالت

- منقدرش

فنون : اري الدري

القابلة : منقدرش...

- فنون ... غادي نقتلك الى ماعطيتنيش الولد ... وغادي تسكتي وتقطعي الحس

شافت فضرتها وشارت ليها بعينيها وحيدو ليها الولد وعطاوها مكانه مولود اخر بنت وقبل ماسخرجو قالت القابلة

- المرحومة طلبات اخر طلب .. بغات تكون سميتو ثوارن ... الى باق عايش سميوه ثوارن شاه

ضحكات فنون وشافت جهة راضية قائلة

- مسكينة ... ماتت .. هه

وخرجو من نفس النافدة متخفيين لعربة بعيدة باتفاقية مع بعض الحراس اللي كانو دايرين معاهم اليد ومشاو في حين خرجات القابلة بين يديها البنت ومداتها للملك ايبيك وهوا فكامل سعادته وعطاته مولوده وهوا فرحان

الملك ايبيك : ولي العهد ... حاكم البلاد والخليفة ديالي جااا

كان اثناءا الامير احمد وابنه الامير عز الدين كيبتاسمو بصعوبة ويقدمو ليه التهنئة والغصة فحلقهم كانت غتخنقهم حتى تكلمات القابلة وقالت حاذرة راسها

- جاتك بنت يا جلالة الملك .

تصدم الملك ماقدرش يعبر في حين فرحو وجوه اخرى فرحة لا توصف .. لاكن صدمة الملك كانت كبيرة وتزادته الصدمة من بعد ما دخل مذهول للغرفة وحط البنت فالجنب لقا راضية ممددة فوق الفراش وطاح من طوله حدا فراشها كيبكي ويغوت ... فراقها كان صعيب بالنسبة ليه وهوا اللي تعلق بحبها فوق قصير وبنا معاها امال واحلام كثيرة وميزها على جميع النساء ودارها فالمرتبة الاولى . لاكن مكانش مكتب للملك ايبيك يفرح بالولد ولا حتى بالبنت وسد عليها مدة طويلة حزين كيكمدها حتى استوعب وحمل بنتو بين يديه لثاني مرة وشاف وجهها فأذا بها ملاك ناصعة البياض بشفايف وردية جميلة بحال القمر وشعر بني وعيون جميلة نساتو احزانو وشاف فيها ذكرى المرحومة حبيبته وونيسته وضمها بقوة لصدره وفضلها على جميع بناته الاخريات وعطاها اسم مميز لخص فيه مشاعره كلها

________" شفاء "_________

كبرات شفاء .. وكانت فكل مرة كتكبر كيزيد جمالها وكبرايئها وغرورها بنفسها .. وحيث كانت المدللة فالقصر واصغر بنات الملك ايبيك وبعدها ما تولدات لا بنت لا ولد وتقبل الملك وضعه ونسا عليه فكرة الولد اللي كان محمق ليه راسو وخلا الاوضاع على ماهي عليه واخا تحسر وبكا على الولد اللي ماعندوش لاكن من بعد ولادة شفاء .. اسم على مسمى .. شفات ليه افكاره وجروحه وبدلات حياته وحياة القصر كلها بحضوها وبهجتها وابتسامتها الدائمة على وجهها واللي مكيغيرها لا حزن ولا حتى حاجة.. شفاء بالرغم من انها كتملك عدة اخوات لاكنها كتحس براسها وحيدة حيت مكانت حتى وحدة من خواتاتها كيبغيوها .. كانو غيورات منها ومن شدة جماها ونعومتها ورقتها وكلامها العذب وانوثها الطاغية .. حتى انها كانو كيجيوها عرسان كثار فكل موسم وفكل شهر وكان ردها دائما هوا الرفض .. كانت متعلقة بالملك ايبيك لحد لجنون وكان اهتمامه بيها وحبه ليها غطا على جميع العرسان .. كانت شفاء مولوعة وعاشقة لتربية الاشبال وكانت كتلقا وناستها وتمضي وقتها الكامل مع اشبالها الصغار منذ نعومة اذافرها بحيث كان اول مرة تشوف فيها شبل هوا فعيد مولدها الرابع بحيث هداه ليها الملك ايبيك ولاحظ تعلقها وحبها للشبل ديالها وقرر يخصص ليها مكان خاص لتربية الاشبال والاسود والرعاية الكاملة ودللها اخر دلال وكانت شفاء كتلبس افخر الملابس بحيث كان لها دوق رفيع وكانت ميزات شفاء مكتقتصرش فقط على الجمال والذوق الرفيع .. بل كانت شفاء شديدة الذكاء والقوة وكتكمن قوتها في ذكائها الشيء اللي خلاها تتعرض مرارا وتكرارا للقتل من طرف عاىلتها ومن طرف الاعداء المجاورة اللي لاحضو ان بلاد الملك ايبيك في تطور كبير وملحوظ وكل هاذا بسبب العقل المذبر خلف الستار ومن غرفة نومها ابنته شفاء

حياة شفاء ماشي بحال حياة اخواتها البنات .. كانت انشطتها مختلفة وسرية عكس نساء القصر كلهم اللي كان منهم اخواتها وزوجات ابيها والجواري وزوجات ابناء اعمامها اللي كانت انشطتهم محدودة فقلب القصر.. لاكن شفاء كانت لها عشق من نوع خاص... كانت كتعشق فن التنكر... وكانت كتنكر فكل مرة فزي رجالي .. او زي عجوز او متخفية في لباس وتخرج من القصر لاكتشاف المكان واكتشاف الحياة الثانية اللي بعيدة على حياة القصر.. حياة الشعب وحياة الشقاء وقانون الحياة خارج القصر اللي ماقدرات حتى امرأة قبل شفاء عارفاه .. ومن خلال تنكرها وخروجها من صباح اليوم لمساء اليوم كانت كتلقط اخبار كثيرة وتعرف خفايا وكل ما يقال على القصر وعلى الملك ايبيك وكانت جسوسة ماهرة
كتجمع الاخبار بكل انواعها وحتى واحد ماحس بيها .

ككل يوم كانت شفاء كتجول فالمدينة وسط التجار بلباس عادي ولحاف على راسها احمر كيبين عيونها البراقة الكبيرة فقط .. غادية وجنبها حارسها الشخصي بلباس التنكر كلباس الشعب وكيتمشاو وسط الناس ووسط التجار .. بالصدفة دخلات لمحل لبيع المرايا وبدات كدوز يدها على الزخرفة والمرايا وبهدوء ورقة تلفتات عند الحارس الشخصي وقالت تحت لحافها

- هادي ماشي صنع بلادنا ؟... سولو منين جاب هاد التحف؟

الحارس : التحف اللي عندك زوينة ... كتصنعهم بنفسك ؟

قال التاجر بفخر: كيجيو من بلاد الجانوب ...

قالت شفاء فجأة : من مملكة قيس كيرايخان ؟

التاجر تصدم فصوتها فاش هضرات ماتوقعش تكون مرى بصوت رنان تحت داك اللحاف وقال فدهشة

- من مملكة قيس الاللة ...
خرجات شفاء ريح سخون من نيفها وخرجات ساخطة من المحل ركبات الفرس وقالت

- يالاه نرجعو بحالنا .

مشات بيها الفرس كتجري واتوابها كتطاير مع الريح دخلات للقصر مباشرة لمكانها السري جنب حديقة الملك اسبيم الخاصة ونزلات سلمت الفرس للحارس وتما كانت وصيفة من وصيفاتها الخاصة كتسسناها كالعادة .. مدات شفاء يديها بجوج للوصيفة حيدات ليها القفازات السوداء المخفية لايديها واصابعها وحيدات اللحاف على راسها وجسدها ومشات شفاء كطلق فخصلات شعرها البنية بغيض دخلات للقصر والكل كينحني ليها احتراما وهنا صادفات شفاء فنون زوجة ابيها صاحبة اللسان اللاذغ وقفات قدامها بملابسها الفاخرة والزينة على راسها وقالت

- شفتك كتخرجي .. ودخلي .. الوقت اللي بغيتي .. مزال مالقيتي اللي يحكمك

بالجنب شافت فيها شفاء وراسها مرفوع وضحكت ضحكة ساخرة من بعد قالت ليها بصرامة

- ونتي... مالقيتيش اللي يحكمك ؟ ولا يمكن السن كيحكم مولاه .. فكل مرة كيزيد يكبر كيزيد يتحكم حتى كيخرف الواحد ومايبقاش يعرف اشنو كيقول ... (بابتسامة) اما انا ... ماتولدش باش نتحكم ... تولد باش نحكم

جن جنون شفاء ومشات عند باها من بعد ما لقات ليه التحية وحنات راسها وقالت بغيض

- السلعة ديال بلاد قيس كدخل عندنا لبلادنا .. لبلادنا لبلادنا وكتروج فالمدينة ؟ شكون عطا الحق للسلعة ديالهم تدخل ؟ قلتي باللي مغاديش نشجعو صنعتهم ونشجعو صنعتنا .. علاش مزال كدخل سلعتهم عندما ومن فوق هادشي لاقيا اقبال كبير وكتباع بأثمتة غالية

تفاجأ الملك وقال بغضب : ماعطيتش الحق لسلعة قيس دخل عندنا ابدا وشكون قالك هاد الهضرة ؟؟

بغضب شديد قلبات وجهها فارجاء الغرفة وقالت : شي واحد من مور هادشي كيدخل السلعة للبلاد ويعاون فاقتصاد بلاد قيس ... وحنا تافقنا منستوردو حتى حاجة باش هاكا نشجعو صنعتنا تزيد القدام وفلوسنا يبقاو عندنا واقتصادنا يكبر...(غززات سنانها) شكوون هادا اللي كيدخل السلعة ؟؟ غيكون شي واحد من المجلس .. ميمكنش لشي واحد عادي يدير يدو فيد العدو الا الى مكانش عنده هدف

رد الملك ايبك وقال : انا غنشوف شكون هادا اللي دار هادشي ... وغادي يكون عقابه عندي كبير

شافت شفاء حتى عيات وخرجات من بعد القاء التحية على الملك ومشات لجناحها . كانت كتملك اكبر جناح فالقصر وكان ليها مكان خاص وكرسي خاص كتستلقي فوق منو وطلق رجليها .. وكان هاد الكرسي محطوط فجزء معزول كتستقبل فيه الزوار اللي كيدخلو عندها وكان كرسيها مفرش من ريش الحمام وحرير الدودة و عند رجليها فرو ثعلب وكانو اثوابها مخيطة من خيط من ذهب و مجوهراتها الثمينة من الماس وزمرد وياقوت ومرجام وانذر الاحجار الكريمة وكانت ليها وصيفة خاصة مهتمة بتسريح شعرها والباسها ملابسها . كانت فكل مرة ترجع من التجوال ديالها كتاخد حمامها الخاص وتستلقي بأنعم الثياب فوق الكرسي العالي ديالها واستلقت على يد الكرسي فوق وسادات حريرية ناعمة الملمس ولاحت شعرها المبلل للوراء فجلسة ملكية انثوية راقية ووقالت برأس مرفوع لوصيفتها

- كلمي ليا جعفر ...يحضر عندي فالحال

كان جعفر هوا حارسها الشخصي .. يدها اليمنى والوحيد اللي كيدخل عندها من الحراس من بعد العبيد والعائلة .

حضر جعفر فالحين وحنا على ركبتو قدام كرسي شفاء اللي طلبات منو يجلس وقالت بغيض

- جعفر... شوف ليا شكون اللي كيدخل السلعة دقيس ... قيس حاط عينو علينا ... كيقلب منين يدوز لينا وحنا ماشي قدو ... مابغيتش تربطنا معاه حتى شي علاقة.. بغيت نسلو هاد الشوكة بلا دم وجبد ليا هاد الشيطان اللي كيلعب مور ضهرنا وبلا متعلم حتى واحد ... هادشي منبغيش شي واحد يعرفو.. مفهوم

جعفر: فالحال الاللة مولاتي... غادي ندير جهدي كامل باش نعرفو شكون

تنفسات باختناق وقالت بغيض: قيس كيطلع بلادو على ضهر بلادنا ... وكيقلب منين يدوز لينا وبابا كبر ... مابقاش عندو الجهد باش يقوم لشي حرب ولا شي مشكل...وعمي احمد وولدو عز الدين مزالين طامعين فالحكم ... القضية غادية وكتصعاب وانا كنفضل نموت مشنوقة ولا يجلس شي واحد بلاصة بابا ...

هاكا بدا جعفر كيشمشم الاخبار لشفاء في حين الملك ايبيك كيقلب من جهة اخرى .. لاكن جعفر كان بحال النمس ما ينافسو فيها حتى واحد ... وهادشي اللي خلا شفاء تحطو حارسها الشخصي ويدها اليمنى بلا علم حتى واحد ... الكل كيشوفو حارس شخصي فقط
. لاكن اللي معارفينش هوا النجاح والاخبار اللي كتوصلها كاملين من تحت راسو . شفاء مكانتش متوقعة ابدا غطرا مفاجأة تقلب موازين القصة كلها ... وكانتش كتشوف انه امر مستحيل ... لاكن اللي مكانش فالحسبان ابدا هوا زيارة الملك" قيس كيرايخان " للملك ايبك من بعد ما رسل ليه مرسول علمو بالزيارة ديالو وجا مع الوفد بصفته الملك قيس كيرايخان وكيطلب السلم والسلام فجلسة خاصة بيناتهم بحضور الوفد وحضور اعضاء المجلس الاعلى لمملكة ايبك ، ايبك فرح بهاد الزيارة وقبل السلم والسلام بناتهم لاكن هاد الزيارة المفاجأة مكانتش فقط على قبل السلم والسلام .. لاكن لغرض اخر ، طلب الملك قيس الجلوس غلى انفراد مع الملك ايبك اللي لبا ليه الطلب وهنا طلب يد الاميرة شفاء من الملك وخلاه مصدوم كيشوف فيه غير متوقع هاد المفاجأة ...

وطبعا كانت صدمة لشفاء اللي كانت كالعادة على كرسيها مستلقية والوصيفات كيدلعوها ويدلكو ليها يديها ورجليها حتى دخل عليهم فجاة الملك ايبك وناض الكل وقف بما فيهم شفاء وحنات راسها حتراما . بعد ما انفرد بيها الملك خبرها بالخبر وهنا ثارت شفاء غضبا وردة بقوة

- مستحيييل.... (بنفور) الملك قيس!!!.... اااناااا .. الاميرة شفااااء... (باشمازاز) للملك قيس صاحب ابشع وجه فالعالم ... الماكر الغذار ... مستحيل ... بأشمن وجه جا كيطلب يدي والصغير فبناتو اكبر مني بعشر سنوات !!! اش هاد التقة فالنفس

رد الملك ايبك وقال : ولاكن الى تزوجتي بالملك قيس غادي تولي عندنا القوة وغيتاحدو البلدان

ضحكات بسخرية: غادي تسلب منا القوة ابابا... الملك قيس باغي يضرب عصفورين بحجر واحد ... باغي يجدد الشباب ديالو .. و يستولي على البلاد وهاكا غادي تولي عندو قوة مضاعفة ويحكم الربع فالارض .

الملك ايبك : غادي نجاوبو ... ونعلمو بالرفض ديالك

شفاء : لا ...الرفض .. لا ..

ضبرت شفاء خطة محكمة خبرات بيها الملك ايبك .. لاكن الخطة كانت خطيرة جدا وماقدرش الملك ايبك يقبل بيها .. وبعد اصرار وعزيمة وثقة من شفاء قبل وهنا قررات شفاء تقابل الملك قيس شخصيا وتخبرو بردها .
كانو الاميرات فالقصر ومنهم شفاء .. كيغطيو وجههم امام الغريب ودائما اللثام على وجههم فالخرجة والدخلة.. لاكن عاد المرة شفاء ضربات بالقوانين عرض الحائط ... وتجهزات وتزينات ولبسات اجمل ما عندها وتعطرات بأعطر العطور ولبسات اجمل الثياب وطلقات شعرها انسدل على ضهرها وحطات تاج رقيق من الزمرد على راسها . كان حينها الملك ايبك فحضرة الملك قيس على انفراد فغرفة دايرين بيها الحراس .. كان الملك قيس جالس بارتياح ولحيته البيضاء واصلة لصدرو وعينيه وحواجبه كثيفة نازلة على عينيه ونضرته شرسة حادة .. وعلى راسو عمامة ملكية ويديه من بالخواتم مزدحمة وبوصت مخرشش غليض قال

م قيس: بشرني يا جلاللة الملك محمد ايبك بجواب الاميرة المصونة شفاء

هز الملك ايبك راسو بتنهيدة وقال بشموخ : الاميرة شفاء غادي تجاوبك بنفسها يا جلالة الملك قيس كيرايخان .

بعد جملته الاخيرة نفخ النفار بحضور الاميرة شفاء متبوعة بوصيفاتها ودخلات بحال الشمس سطعات المكان وكانت هي اجمل ماشافت عيون الملك قيس بجيث فتحهم على كبرهم من شدة جمالها وفتنتها ووقف قدام داك الجمال الفتان الفتاك الهالك لكل ما من شافو .. لدرجة حتى الملك ايبك تبهر فبنتو وفهاد الجمال اللي ضهراتو فجأة وبقا واقف كيشوف فيها بسعادة وسرور وقال بصوت مسموع

- هادي ابنتي اميرة قلبي وشفاء لروحي .. شفاء

تحنا الملك قيس على ركبتو وقبل يدها الناعمة اللي خلاتو يمشي فحلم جميل ماسخاش يفيق منو وجلسات الاميرة شفاء وصاحبة اجمل عيون فالعالم وابتسامة ساحرة على وجه الارض وقالت بصوتها الرنان

- انا فرحانة بزاف بطلبك ليدي يا جلالة الملك ... فرحة لا توصف

جلس الملك قيس فذهول ولسانو مربوط كيسمع النغمات والكلمات اللي شللت ليه دماغو كليا وقال

- الشرف والفرحة ليا الى قبلتي تزوجي بيا ... اللي مشافك مات ضايع واللي شافك يموت ضايع ... اامري... وتشرطي... كلشي ديالك .. واللي بغيتيها تحضر .. واللي مكانتش حاضرة نحضرها .. واللي على عليك نهبطو تحت رجليك .. امري انا عبدك المأمور.

ابتسمت شفاء وقالت : انا عندي شرط واحد ياجلالة الملك قيس... شرط واحد الى قبلتيه ... انا ليك ونتا ليا

الملك قيس: شرطي وامري .. نتي اللي تشرطي وجاو معك الشروط

هزات راسها بتعالي وقالت : شرطي يا جلالة الملك ... هوا تقتل ابنك الوحيد وخلفك من بعدك الامير طلال. .. والى قبلتي شرطي من ليوم نمشي معاك .. ومن هاد الشهر نعوضك خليفة ونخلف ليك ولاد وبنات ..

وكانت عارفة ان نقطة ضعف كل رجل هي المرأة .. ومحور الحياة كامل كيدور عليها هي فقط .. هي فتنة الدنيا بالنسبة ليهم ولأجلها كيشقاو .

ماهي الا اسبوع ودخل المرسول فوق عودو ومعاه جوج حراس من مملكة قيس حاملين فيديهم رد على شرط الاميرة شفاء.. وقدامها وهي واقفة فالمجلس بلثامها على وجهها وحداها الحارس الشخصي والوصيفات والملك ايبك .. تقدم المرسول فتح كيس اسود وجبد من وسطو راس ولي العهد الوحيد لمملكة قيس كيرايخان اللي تقلبات منذبة بسبب بطش و انانية و الملك قيس اللي قتل ولدو مقابل يحصل على الاميرة شفاء.

شفاء من بعد ما شافت راس ولي العهد الوحيد غمضات عينيها ماقدراتش تشوف وتأكد ليها ان اللي قدر يقتل ولدو على قبل يرضي غرائزه قادر يدير المستحيل .. غادرات المجلس ولحق عليها الملك ايبك مدعور مقادرش يصدق شنو شافت عينيه ودخل عليها لجناحها وقال

- قبل بالشرط... ودابا ماعندك منو هروب ... حكمتي على راسك بالاعدام والى وصلتي عندو يعلم الله اشنو ممكن يدير فيك

ضارت عندو رافعة راسها وقالت : تعطل ... الرد ديالو مجاش فالوقت .. وانا ماعنديش الوقت نتسناه وتزوجت ولد عمي عز الدين ... خبروه بهادشي .. الخطأ ديالو ماشي ديالي وغدا مع الصباح غادي نتاقل لقصري الجديد .. انا ... وزوجي عز الدين

عز الدين مكان عارف حتى حاجة على الموضوع كامل حتى تفاجأ بالسفر ديالو اللي مكانش معول عليه مع شفاء وامره الملك آيبك يرافقها لقصر من بمدينة اخرى .. فاش كانو الوصيفات كيحزمو الامتعة كانت شفاء فحوار ساخن مع الملك ايبك فغرفتها على انفراد

الملك ايبك : اشنو المعمول دابا؟؟ قيس مستحيل يسكت على هادشي ... وحنا عارفين شكون هوا قيس ... مادام قتل ولدو قادر يدير اي حاجة وهادشي راه خطار علينا

وقفات بهدوء وعنقات الملك من اللور وهوا جالس وقالت

- الملك قيس... تهرس ليه الكتف ... وتهرس فيه النص... ومابقاتش عندو القدرة باش يدير شي حاجة... ولدو الوحيد اللي كان عندو ... قتلو... وهوا دابا شرف .. وخرف .. ماتخافش من الملك قيس... خاف من ولدو اللي كان كيحرك كلشي بصبعو ... ودابا ولدو مات ... وانزاح ... وبقا قيس ... امره ساهل ماشي صعيب ... زايدون هوا اللي كان كيقلب منين يدوز لينا .. وجا برجلو حتى لعندنا ... عرفتي شنو .. واخا كون شن حرب علينا ماكناش نقدرو ننتاصرو فيها ونقتلو ولدو ... ولاكن دابا .. هاهوا قتلو بيدو ... وتهنينا ... ونتا عارف باللي ولي عهد شي حاجة كبيرة .. والبلاد بلا بيه كضعاف ... وكتقل قوتها .. وفكريا كيبدا الجيش والشعب يتقبل اي تغيير مفاجأ وكيبقا بالو مع شنو ممكن يوقع وولي العهد مكاينش... دابا قيس يالاه يتكافا مع ذاويه وعاىلته اللي مغاديش تسمح ليه على شنو دار .. وشعبه مستحيل يودزها ليه .. عرضهم بهاد البطش لهطر كبير... وحتى البلدان الاخرى غادي دور ليهم وغادي تستغل هاد الحدث العضيم باش يستولو على البلاد .. ومنها نيت ينساونا عليهم شوية ونرتاحو من عينيهم علينا .

الملك ايبك تبدلات ليه الفكرة وغسلت ليه شفاء الدماغ ، وماجات فين تشرق الشمس على قلعت العربة الخاصة بالاميرة والوصيفات ومعاهم الامير عز الدين وبعض الجنود فوق الاحصنة وشدو طريق طويلة بعيدا على القصر فطريق مدينة اخرى.

هنا تم اغتيال عربة الاميرة فجاة من طرف جنود الخفاء التابعة لقيس وهاجمو العربة وعرقلو حركة السير وفزعو الوصيفاات وحتى الاميرة اللي مكانتش ليها على البال .. بمجرد ما طلات من نافدة العربة الخشبية المزخرفة ولثامها على وجهها وسلهام باج منبت احجار والقب على راسها شافت نبلة دازت فصدر فارس من الفرسان وطاح وبقا العود غادي بوحدو .. صرخات صرخة وحدة والعربة كتجري وناض الكل كيغوت وخرج الامير عز الدين يشوف شنو كيوع حتى فجاة ضربو جندي بلثام اسود على وجهه بالسيف طيحو وهاجمو العربة والحراس وناضت مبارزة ودفاغ على الاميرة اللي كان قلبها غيسكت من الخلعة وهي كتشوف الحراس كيموتو متابعين حتى مابقا منهم حتى واحد وبقات العربة كتمشي بوحدها بصراخ الوصيفات اللي بداو يضربو فيهم وحدة وحدة حتى جبدو الاميرة من سوطهم وهي كدافع وضرب وتغوت وخرجوها طيحوها فالارض .. كانت اميرة بكل ما تحمل الكلمة من معنى .. سقوطها من على العربة كان يحتمل لاكنها ماتملاتوش وفقدات الوعي ديالها وراسها على الارض وعينيها قبل ميتسدو كليا شافت منهم ومن بين الرموش فرس من بعيد كتجري سوداء وىجليها كضرب فالارض بالعرض البطيء والغبار كيتطاير .. كانت الفرس جاية بحال شي شعاع خرج فجاة من قلب المعانات لانقاذها من هاد الاغتيال وعليها فقدات الوعي وحملوها بسرعة وهربو بيها . لاكن الفرس السوداء كانت سريعة كأنها كتسابق الرياح وكان على ضهرها شاب فيدو سيف كيدور فالجنب استعدادا لشي مبارزة .. وبعزيمة وتحدي دخلات يد العون بسيفها الرمادي دو حدين ضرب الجنود والاحصنة وتبع الاميرة المخطوفة حتى وصل عليها ومن الوراء ضرب بسيفه ارجل الحصان حتى كان غطيح وبخفة جبد الاميرة قبل سقوطها هي والحصان للفرس ديالو انطلق بيها بعيدا..

انقاذ الاميرة من الاغتيال كان ليه تغيير كبير فمجرى القصة .. بحيث رجعات لقصر الملك ايبك فاقدة الوعي وتسلمات فالحفض والصون حتى لثامها على وجهها مانزاحش ودخلوها لغرفتها حتى فاقت ووعات وطلبات تقابل الملك ايبك اللي كان غيموت بالخلعة على بنته وقرة عينه . . دخل بسرعة عندها لقاها ففراشها وجبهتها حمرا من اثر السقطة فوق الارض وجالسة جامعة رجليها فذهول .. جلس جنبها شد ليها فيديها وقال

- بنتي ... كيبقيتي .. خلعتيني عليك

ردت باستغراب: كفاش درت وصلت لهنا ...

رد : فاعل خير هوا اللي نقدك من قيس ورباعتو .. والا كنتي غتكوني تحت رحمته وكنت غنكون من عداد الموتى بحزني عليك ... شنو اللي وقع ؟؟ حكي ليا كلشي

ردت كتحاول تذكر : مللي مشينا من هنا تعرضو لينا شي وحدين ملثمين ضربو الامير عز الدين والوصيفات وقتلو الجنود وخطفوني ... ماعقلتش على شنو وقع من بعد .. وشكون عتقني وشكون جابني لهنا

الملك ايبك : اللي جابك لهنا واحد من الشعب ... مرود للتحصنة وكان ديك الساعة كيرود واحد الفرس فالغابة ... شاف اللي وقع ليكم وسمع غواتكم .. وتدخل .. ومن العربة ديالك والفرسان اللي كانو معاك .. عرفك اميرة .. وهوا اللي ردك لينا .. ومن بعد مشينا لحقنا الامير عز الدين وحتى هوا بيخير دابا

حطات يدها على صدرها كترتاح وقالت : كفاش الفرسان ديالنا والامير عز الدين كلهم ماقدروش على جنود قيس... وجا واحد من كافة الشعب بوحدو عتقني منهم ... ميكونش واحد منهم واهادي شي خطة محكمة باغين يوصلو بيها لشي حاجة؟؟

رد الملك ايبك بعد تفكير : لا ميمكنش... فاش بحث وسولت على شكون يكون هاد الشاب لقيتو زيادة وخلوق هنا فالبلاد وفهاد المدينة ... وباه كان فارس فالجيش ومات مؤخرا ... وولدو كبر هنا والناس كيعرفوه مزيان .. ماهر فترويض للاحصنة كما بغات تكون نوعها ... كن كانت خطة مكانش الشاب غيكون معروف بين الناس وعائلته معروفة

بقات شفاء ساكتة لفترة وقالت : وهاد الشاب اللي نقد حياتي .. فين مشا ؟

م ايبك : بغيت نعطيه مكافأة على هاد العمل النبيل والتضحية اللي دار لاكن رفض .. ومشا رجع بحالو

شفاء: ولاكن هوا نقد ليا حياتي ... كان خاصو ويستاهل المكافاة ... هوا دار اللي ماقدروش يديروه عشرة ديال الناس ... وبحاا هاد الشاب ماخصناش نفرطو فيه ابابا

الملك ايبك : شنو كتقصدي؟؟

هزات راسها قائلة : بغيت نشوف هادا اللي عتق ليا حياتي .

هاكا طلبات الاميرة شفاء مقابلة الشاب اللي ضحى ونقد حياتها من يدين قيس وجبروتو ومن بعد ما صحات طلبات من الملك ايبك يجيبو ليها .. وحيت الملك ايبك كان مدللها وكيخصر ليها حتى طلب رسل من يجيبو وجا الشاب ووقف فحضرة الاميرة شفاء اللي دخلات للمجلس مع الملك ايبك بغطية وجهها وشعرها بلثماها وساترة عراها بتوب طويل يديه واسعة فالابيض كامل احجار لامعة ملونة . كانت جميلة ورقيقة حتى فاحتشامها .. رمقات بعينها شاب واقف داخل المجلس وراسو محني احتراما وزاد تحنا ليها من بعد ما دخلات .. كان شاب طويل باكثاف عريضة لباسه اسود كان عبارة عن قميص بازرار سوداء وسروال اسد وحداء من الجلد طالع فوق السروال .. كان عندو صدر عريض وايدي قوية ورقبة عريضة عروقها بارزة .. اعجبت به شفاء قبل حتى ما تشوف وجهه .. كانت كتبان عليه الهبة والشموخ والقوة فالوقفة .. كان جامع يديه باحترام قدامو وشفاه كتشوف فيه ولاول مرة تحس بدقات قلبها او بالاحرى تحس بأنها عندها قلب من الاساس .. لاول مرة تحس بالرهبة وشي حاجة شبه الخوف والرعشة من لقاء شي راجل .. احساس لاول مرة تحس بيه من ولادتها .. لاول مرة تسكت بلا متنطق او يهرب منها الكلام .. كانها حشمانة تهضر او خايفة تهضر .. ماعرفاتش شنو كيوقع معاها وفين شخصيتها ولسانها . تصمكات وقفات كتشتت النضر ومن خلال عينيها ابتسمت وقال الملك ايبك بابتسامة

- ابنتي الاميرة شفاء.. بغات تشكرك بنفسها ... وهي اللي غتكافأك على الشجاعة ديالك والشهامة ... نتا فعلا تستاحق اكثر من كلمة شكر

رفع الشاب راسو وكانت شفاء فانتضار تشوف وجه منقذها فأذا به كيرفع عيونو الحادة الخشنة فيها حتى طأطات راشها من شدة الخجل وبدات تشتت النضر .. لاكن داخل ديك العيون الحادة بحر هايج بلونه الازق .. كانت عندو عيون زرقاء خلف رموش والشديدة السوداء والحواجب السوداء واللحية السوداء اللي كانت كتخفي شكل شفاهه جزىيا .. كان شاب شديد الوسامة ... وشديد الصرامة فديك الوسامة كان كيملك شعر اسود قاتم .. ونضرات تشق الصخور .. وكانت فديك النضرات كتبان عزة النفس وكبرياء الرجل الشيء اللي خلا شفاء ترتابك وماتقول حتى كلمة قدام دوك النضرات الموجهة لها ... لحسن حضها كان لثامها على وجهها والا كانت تفضحات من ردة فعلها .. اما هوا .. فشاف فقط عيونها الجميلة .. لاكن مشافش فيهم بزاف حيت ماقدراتش تبت النضرة فيه مباشرة وبدات بتشتيت النضر فارجاء الغرفة ..تسناها الملك ايبك تهضر لاكن ماهضراتش.. من بعد السهوة والتلفة عرفات انه غادي يخرج هاد الشاب من هاد المجلس بعد انتهاء المقابلة وميعاودش يرجع .. وهي مازال باغا تشوفو ومزال خاطرها باغي يقابلو مرة اخرى هادشي علاش زعمات وقالت بصوت مرتبك

- شكرا ليك ياا..اا ...

هبط راسو وقال : ثوران شاه مولاتي

كملت كلامها وقالت : ثوران شاه ... شكرا ليك ..

ماقدراتش تزيد كلمة اخرى ودورات وجهها حانية راسها وقالت بخفوت

- بابا ... هوا .. احمم.. يستحق مكافأة متزون بذهب ولا بمال .. يستحق منصب عالي فمجسلنا .. بحالو قلال والى بغيتي .. تقدر تصنفو قائد الجيش و المسؤول الاول على .. على... احم ... على حراستي .. هوا قادر يحميني .. وانا غنكون مرتاحة الى كان بجنبي .. شنو قلتي .. وزايدون انا تعرضت لبزاف ديال المحاولات القتل ... وخاصني حامي بحالو يدافع عليا ويحميني

ابتسم الملك وهز راسو فثوران شاه وقال

- بصفتي الملك ايبك .. كنعلنك قائد الجيش الاعضم لمملكتنا و الحارس الشخصي والمسؤول على جناح للاميرة شفاء كمكافأة ليك ودعلى عملك النبيل .

بهاد الفعل ابتسمت شفاء بسعادة كتشوف فالجنب حتى صدمها بالرد وتلاشات الابتسامة فجاة وقال حادر راسو

- شرف ليا نكون مسؤول على جناح الاميرة وقائد الجيش الاعضم .. لاكن يا جلالة الملك غنكون فرحان اكثر الى بقيت كما انا حر طليق بلا قيود

ابتسم الملك ايبك وقال : واحد بلاصتك كان غيكون فرحان .. تكون مسؤول خاص على جناح الاميرة وقائد الجيش الاعضم كيسعى ليها الالاف الرجال .. لاكن كنحتارم رأيك .. انت حر .. تقدر ترجع وتمارس الحرية ديالك كما بغيتي .. لاكن العرض ديالي غيبقا مفتوح ليك دائما

شفاء ماعجبهاش الرد وماعجبهاش الحال وهزات راسها وخرجات من المجلس مشات لغرفتها ونترات اللثام قائلة

- شكون هوا اللي يرفض يكون مسؤول على جناحي؟؟؟.. الالاف الرجال كيحلمو يكونو فهاد المنصب وقراب من بابي ... كفاش رفض عرض بحال هدا وقال شنو ؟ باغي يبقا حر ... (جلسات بغضب كتشوف قدامها ) وانااا!!!

تقدمات وصيفتها المقربة ليها وقالت : نتي الف واحد يتمنى يحضيك ... والى طلبتي عشرة من دابل يكونو واقفين حدا الباب .

ناضت شفاء وقفات قدام النافذة ديالها وقالت ساهية : ماخصني لا بعشرة ولا بعشرين

قالت الوصيفة يهدوء: كاين ناس اللي مكيبغيوش يخدمو عند الاسياد .. وكيبغيو يكون اسياد نفسهم ... ويمكن هاد الشاب هادا من هاد الناس.. سيد نفسه وميقدرش يتأقلم مع الوضع .. وولف الحرية

زفرات شفاء من نيفها وقالت : ولاكن انا غنكون فأمان معاه ...

دخل اثناىها الملك ايبك وتراجعات الةصيفة لور وتقدم عند شفاء اللي لقا ملامح وجهها عابسة والدمعة فعينها ... شفاء اللي عمرها سمعات الرفض من عند شي واحد اي كان ... كتسمعو لاول مرة من عند شاب غريب وماشي اي رفض.. لاكن رفض اعلى المناصب واهمهم .. حسات بنوع من الحكرة بالرعم من كونها اميرة .. حسات بالتقليل من شأنها وهادشي اللي وقع امر عادي لاكن بالنسبة ليها ماشي عادي وذرف دمعة من عينها لاول مرة وعنقات الملك ايبك وغمضات عينيها كتبكي على كتفو وهوا كيواسيها

الملك ايبك : الف واحد يتمنى يوقف عند الباب ويحضيك صباح وليل ... انا غنجيب ليك اشجع الفرسان ... وماتخرجي من القصر الا ومعاك جيش خاص غير باش يحضيك

السعادة والهناء اللي كانت عايشة فيهم شفاء طفاو ... كانت اللي طلباتها تحضر الا هاد المرة ... الساهل الممتنع خلاها كتفكر فيه غير هوا بوحدو ... ماقدراتش تهنا ولا يرتاح ليها بال وهوا رفض اهم منصب قدموه ليه . عقل شفاء طار وتحركات فيها العاطفة والجانب الضعيف وسيطر القلب على العقلة ومن ساعتها وهي كتفكر فثوران شاه .. عقل كيقول ليها راكي اميرة ماشي من مستواك ديري من الحبة قبة وتفكري فالموضوع وتعطيه اكثر من حجمه .. لاكن القلب كيغلب العقل وكيواطيها مع الارض.. وتقل ليها كتافها ومابقات حتى حاجة كارضيها .. ورجعات غير غادية جاية فالقصر وماعندها خاطر... لا تسمع ولا تجاوب .. جاتها فكرة تتنكر من جديد وتخرج بحال عادتها .. ومنها تبرد شوق عيونها وتشوف ثوران شاه . تافقات هي وحارسها الشخصي هاد المرة لبسات ملابس الفرسان وضورات على نيفها وراسها لثام وخرجات من القصر على الفرس ديالها من بعد ما جمعات معلومات كافية على ثوران شاه .. دقو باب من ابواب المدينة المتواضعة وفتحات ليهم بنت فمقتبل العمر.. جميلة شقراء وبيضاء البشرة دخلات لقلب شفاء من خلال ابتاسمتها الجميلة .. سولها الحارس الشخصي على ثوران شاه وخبراته انه فالاسطبل بين الخيول وعطاتهم النعت ومشاو لحقوه للاسطبل.. نزلات شفاء في صفة فارس متنكرة ودخلات الاسطبل هي والحارس... خلاتو كيسول وتقدمات كتسرح عينيها فالخيول المربوطة داخل الاسطبل حتى فجاة كتفاجأ بحس و وشوشة بين الجذران وتقدمات بخطى ثابتة كتستكشف فإذا به ثوران شاه فوضع مخل بالحياء مع شابة واقفين كيهضرو وكيتبادلو القبل احينا .. خرجات شفاء عينيها وتراجعات حاطة يدها على فمها كتسنط

- البنت : بابا اللي بغا .. وانا منقدرش نقول ليه لا

قال ثوران بغضب : نتي اللي بغيتي تزوجي على قبل السلطة ... تقدري تقولي لباك مابغيتش وهوا مغاديش يعارض

ردت البنت : بابا عطا الكلمة منقدرش نقول ليه لا

رد : علاش مابغيتش نهضر مع باك ... علاش كل مرة كتلقاي السبة ودابا فاش جاك عريس عندو المال والجاه ما درتي حتى سبة ...

حطات ديها على فمو وقالت : ثوران .. انا كنبغيك تيق بيا .. كنبغيك ومنقدر نبغي حتى واحد من غيرك .. واخا نفني عمري مع راجل اخر منقدرش نبغيه

رد بغضب: وعلاش قبلتي تزوجي بيه ؟؟ مللي كتبغيني علااش باغا تزوجي واحد اخر ... وشنو غتقولي ليه مللي تزوجي بيه فاش يسولك فيين هوا شرفك ولمن عطيتيه ؟؟؟ هااه؟

طرطقات شفاء عينيها وبالدهشة من داكشي اللي سمعات تقلبات من فوق التبن وطاحت حتى تسمع حسها وناضت بسرعة هربات كتجري وتعتر عامرة تبن وتخبات مور برميل ديال الماء كترد انفاسها

مور البرميل فين كانت كتسترجع انفاسها شافت الفتاة خارجة كتسلل من الاسطبل هاربة كتغطي وجهها وقربات راسها طلات شافتو وحط يدو فوق خشبة مسطحة وبقا مهبط راسو شحال من بعد ضرب فوق منها بيدو ووقف كيسوط وهي كتنفض حوايجها باش تنوض .. شافت حارسها الشخصي كيقلب عليها وناضت مشات عندو واتاجهه جهة ثوارن وهنا خبرو الحارس الشخصي انه عندهم فرس بغاو يروضوها وقبل يروضها وداز الحوار بين الحارس الشخصي وثوران وشفاء ساكتة كتشوف فيه بعينيها من تحت اللثام .. خبروه ان الفرس كاينة فالقصر وطلبو منو يروضها فالقصر وتمت الاتفاقية ورجعات شفاء لحال سبيلها في انتضار قدوم ثوران .. لاكن مانساتش المنضر المخل بالحياء واللي كانو فيه واقفين كيتبدالو القبل ويتحدثو وقررات تبحث وتعرف قصتهم .. فضولها جرها وخلاها ترسل وصيفاتها يجيبو ليها الاخبار حتى لقلب بيتها وهما عرفات ان العشيقة السرية لثوران كانت على علاقة معاه من زمن .. وكانو عايشين قصة حب من الطرفين لاكن العشيقة مارضاتش تزوج بيه لانه مروض خيول ..بل كانت طامعة فاكثر وثار غضبها مللي عرفات انه تعرض عليه منصب عالي ورفض يبقا على ماهوت عليه .. هنا جن جنونها من تصرفه وقبلات بعريس لا جمال ولا سن صالح للزواج .. اكبر منها بسنين كثيرة لاكنه وزير من وزراء القصر وغادي تعيش معاه فبيت من البيوت المجاورة داخل القصر المبنية خصيصا للمستشارين والوزراء
شفاء من بعد ما سمعات بالخبر طلبات من الملك ايبك يرسل مرسول لثوران شاه وهاد المرة هي اللي تقابلو بنفسها والعرض اللي قدمو باها ورفضو تعاود تقدمو هي .. وكالعادة ساير الملك بنتو المدللة فطلبها ورسل من موراه وحضر لاكن هاد المرة استقبلاتو فالحديقة الخاصة ديال الملك ايبك وتما جلس تحت اشعة الشمس الساطعة كيتسنا صاحبة السمو الاميرة شفاء .. كيتسنا كانه كيتسناها فوق من نفسه وكانه جالس بزز ..

اخيرا حضرت سمو الاميرة لمقابلة ثوران شاه مصحوبة بوصيفاتها ... لابسة اجمل الثياب فالاحمر ومزينة بالذهب الخالص والزمرد .. وفصبعها خاتم اخضر ثمين وهاد المرة حاطة لثام شفاف شوية معزول على توب الراس اللي محطوط براحة ونازل على كتافها مغطي جزء كبير من شعرها ... رائحة عطرها سابقاها قميصها بالصنعة الثراثية مزين ومطرز وبلغة الصدم فرجلها كتشقشق.. وقف ثوران شاه وهبط راسو لقا التحية وهي كتشوف فيه بابتسامة وودايزة قدامو حتى لمكانها وجلساات مسرحة رجليها فالجنب ومتكية على يدها برقة كتشوف قدامها فصمت وقالت

- ثوران شاه ... جلس.. مرحبا بيك

جلس مقابل معاها مكيشوفش فيها احتراما ليها .. لاكن هي استغلت نضراتو للارض وتمعنات فملامح وجهه ووسامتو حق تمعن وقالت بهدوء وحنان

عيطت ليك ليوم ... باش نقول ليك .. باللي انا فقدت التقة فجميع الجنود .. والحراس اللي هنا ... وحتى واحد ماقدر يكسب تيقتي من غيرك..

هز عينو شاف فيها وهنا ارتبكت وحولت نضرها ومارتاحت حتى بعد نضراته عليها عاد كملت كلامها وقالت

انا مكنأمركش.. كنطلب منك الى قبلتي ... تكون المرافق ديالي ... والمسؤول على جناحي ... وحتى جيشنا خاصو قائد بحالك ... حنا كنفتاقدو للفرسان اللي بحالك

تنهد وشاف فيها مباشرة وقال : شرف ليا يا مولاتي نكون المرافق ديالك وقائد الجيش.. ولاكن عفيني من هاد المسؤولية ... ماشي قدها ومنقدرش نتأمن على حياتك ونهز على رقبتي مسؤولية قد هادي .

جمعات رجليها للارض وتقادات فالجلسة وقالت بعيون حزينة

- ثوران شاه ... انا فخطر ... فخطر كبير وحياتي مهددة ... مكنقدرش نعس... ومكنقدرش نخرج ... من اللحضة اللي وقع ليا فيها الاختطاف وانا مخلوعة .. وخايفة وحتى واحد ماكنتيق فيه .. (زادت قربات منو اكثر وقالت يلطافة ) انا كنطلبك ... عفاك .. راه حياتي فخطر .

صوتها وتلحليحها وتوسلها دوب الحجر اللي داير بيهم .. فكفاش ميدوبش قلب ثوران شاه اللي جالس حداها وكيشوف فعينيها مباشرة النضرات بيناتهم كتبادل لفترة طويلة.. وكانت هادي اول مرة يتبادلو فيها النضرات عن قرب .. شفاء نسات راسها وبقات ساهية فيه بعيونها الذابلة وهوا كيشوف فيها وفداك الجمال الفتاك المخفي تحت اللثام... لزم الصمت وسرح فعيونها الهالكة في ثأمل وسهوة عميقة رفع يدو بدون شعور ببطئء شديد على لثامها حتى كان غيهبطو ليها وهي ساهية فيه ويدها كتمشي جهة وجهه في صمت وتأمل حتى كسرات الوصيفة اللي كانت كتشوف المشهد وشافتها قريبة تلمس وجهه وكان قريب يهبط لثامها ونقدات الموقف وكسرات الصمت بارتباك قاىلة

- مولاتي... تشربي شي حاجة؟

فجاة فاقت شفاء من سهوتها وتراجع ثوران في ارتباك وناضت شفاء وقفات كتفتف وحناكها من الخجل حمارو وقالت كتشتت النضر

- اا.. .صافي... اا..اا. بسلامة

مشات عكس الطريق تالفة وهوا كيحمحم فالجنب والوصيفة تابعتها كتعيط

- مولاتي ... فين غادية ها الطريق...

قفات شفاه كتشوف قدامها لقات راسها سالكة طريق الخطئء ورجعات ادراجها للقصر ودخلات بيتها وسدات على الوصيفات برا ووقفات كتنهج متكية على الباب.. مشات لفراشها بسرعة ترمات فوق منو مصمكة وعنقات وسادة من الوسدات تكمشات فيها وبقات حالة عينيها فنقطة وحدة ويديها وجسمها وعضامها كلهم كيرجفو ومقادراش توقف داك الارتجاف ودوك دقات القلب المتسارعة

بعد ثاني لقاء مابقاتش شفاء كتفكر تشوفو او تلاقا معاه من شدة خجلها من تصرفها الاخير .. وجلسات اسبوع حابسة راسها فبيتها كتراجع احداثها الاخيرة ورافضة تشوف اي واحد من اهل القصر حتى جاها الملك ايبك ببشرى سارة ودخل عليها فقاب بيتها

- شفاء... اميرتي شفاء... ابشري ...

وقفات مخلوعة : شنو ؟ شنو وقع؟

الملك : غيرجع عندك حامي خاص... والشاب اللي نقد حياتك ... قبل بالعرض ديالي وليوم فالمجلس الاعلى تتوج قائد الجيش والمسؤول على الجناح الخاص بيك و المرافق الشخصي ديالك

تصدمات شفاء من الخبر وجلسات للارض كتفكر فيها مزيان .. اما ثوران شاه فرجع عندو منصب ومكانة عالية وشد الجناح المجاور لجناح الاميرة شفاء وحتى من ملابسو تغيرات كليا ورجع عندو زي رسمي اسود اللون زادو وسامة اكثر وكان جميع الناس اللي فالقصر يهابوه لشخصيته القوية ولهبته الربانية وصرامته و حدة نضراته .. انتشرت اخباره فالقصر بسرعة وبلخصوص الطريقة باش جا .. والكل زاد احتارمه مللي سمعو ان الملك طلب منو وماشي امره وبعد اصرار عليه عاد وافق. من ساعة دخوله للقصر والفتنة بين النساء شاعلة . وحدة تقولها لاخرى والاخرى تجهز نفسها باش تلفت انتباهه ويتلفت ليها .. اما شفاء فكتفكر كفاذ غيكون وجهها من بعد ما تقابله للمرة الثالتة وهي ماخلات فيها مايصلاح المرة الفايتة .. وفوق هادشي كامل مغيبقاش ملزوم عليها اللثام قدامو وهنا غتكشف جميع تعابير وجهها قدامو

تولى ثوران شاه الابن المفقود للملك ايبك قيادة جيش الدولة وعطاه اهمية اكثر من منصبه كمسؤول على الاميرة الجميلة شفاء.. كان معضم وقتو كيقضيه فشؤون الجيش بحيث لقا راحته ولقا نفسه فديك المهمة وكأنه تخلق ليها .. كان شغفه وحبه للقيادة اكبر بكثير من اي حاجة اخرى .. واول حاجة بدا بيها من بعد ما تولى القيادة هوا تكوين الجيش وتدريبه من البداية وصنع جيش جديد بقوة وحدة واتحاد واحد ، وهنا رسم خطة لنفسه يمشي عليها ..

السيطرة على الجيش..

اول خطة حطها ثوران وهي السيطرة على الجيش... وكفاش يقدر يسيطر على جيش بأكمله .. وهادي كانت نقطة مهمة للتمكن من القيادة بشكل صحيح . بعد تفكير خدا من وقتو بزاف لقا طريقة اللي تخليه يكون جيش تحت سيطرتو بامتياز .. وهنا بدات الخطة كتطبق فوق ارض الواقع .

اتاجه ثوران جهة السجناء وجمع منهم عدد كبير اللي تسجنو بسبب الديون وختار منهم الشبان والشباب وسدد ديونهم من راتبه الخاص وضمهم لمجموعته الخاصة فالجيش .. لاكن ثوران ماكتفاش بسجناء بلادو فقط بل انتقل لسجناء البلدان المجاورة وبدا كيسدد الديون ديالهم مقابل يخرجو من السجن .. شيءا فشيءا بدات سيرتو كتمشي على كل لسان لاكن سرتو حملت فقط تسديد الديون .. اما تكوين جيش من السجناء فكان فغاية السرية ، كان ثوران شاه كيدرب فرقة من الجيش القديم وتما كون صداقة مع فارس من الفرسان كان اسمه شهيد وحطو النائب ديالو والمساعد ديالو الخاص ومن شهيد دخل فالصداقة فارس اخر اسمه ابن القيم ومن موراه انضم لثلاثي فارس اخر من الفرسان وكان هاد الاخير اسمه زاد علي وتشكل رباعي من الفرسان تكونات بينهم صداقة وكانو يتسمون بقوة البدن ووفرة الصحة وضخامة الجسم وكان ثوران فهاد المدة كلها اللي خارج المدينة ومعزول فمكان خاص بالصحراء كانها مدينة كبيرة وسط الصحرا داير بيها صور عضيم ووسطها كيجمع الجيش بأكمله مأمن ليهم الملك فيها الماكل والمشرب وهادا كان طلب ثوران فاول يوم وافق يكون فيه قائد.. طلب ينعازل على القوم باكمله وكان ليه تلبية الطلب ، وكان هوا وصحابه شهيد وابن القيم وزاد علي في تدريب يومي من فجر الفجر لغروب الشمس .. هنا قدم ثوران رسم متقون لاصحابه يمشي عليه الجيش وانطلقو في تدريب جماعي من بعد ما قسمهم لمجموعات كبيرة لا تعد ولا تحصى وكان على رأس كل مجموعة قائد من صحاب ثوران شاه اللي كانو كينفدو اوامره بالحرف من اجل تكوين جيش لا يهزم ولا يهر ابدا .
وعلى ذكر القهرة فقهرة شفاء كانت من نوع خاص... مكانتش متوقعة هاد الغبرة هادي كلها وهاد التغيير اللي وقع فجاة .. كانت متوقعة من بعد قبلو ثوران العرض غيكون حاضر معاهم فالقصر ويشرف على حمايتها ويرافقها فخرجاتها .. لاكن وقع ما لم يكن فالحسبان وضرب توقعاتها كلها عرض الحائط .. ومن بعد طول انتضار وملل وحتى حاجة مابقات كتسعدها وتحلي ايامها .. قررات تسافر هي بنفسها رفقة الحارس الشخصي ديالها سرا من بعد ما طلبات من الملك تمشي لقصر اخر ترتاح فيه فمدينة اخرى وهنا حزمت امتعتها وركبات عربتها هي ووصيفاتها وفنص الطريق وسط الغابة طلبات من العربة توقف ونزلات ركبات حصان اخر ولبسات سلهام اسود ولثام ورسلات الوصيفات والوفد كله للقصر اللي كانت غادية ليه بدون علم الملك او شي واحد اخر وسلكات هي وجعفر الحارس ديالها طريق اخرى فوق الحصان كيتسابقو مع الرياح حتى خرجو من الغابة ودخلو فالصحراء

شفاء ماقدراتش على حر الصحراء ورياحها وكانت فكل مرة كتبغي طيح من فوق الفرس ديالها كيوقفها الحارس ديالها ويطلب منها ترجع ، لاكن هي رفضات وكملات طريقها حتى وصلات للمجمع العسكري وتفتحو ليها ابواب المدينة ودخلات هي وجعفر .. طلقات نضرها تحت اللحاف شافت عالم اخر ... كله سيوف .. الفرسان في تدريب مع بعضهم واخرون من الخيم خارجين داخلين .. واخرون فتمضية السيوف منهمكين . تقدم الخيل بخطى بطيئة وهي كتشوف وجعفر جنبها حتى وصلات للخيمة ونزلات وعيون الفرسان عليها عليها .. شنو كدير بنت وسط الفرسان!! ... واضحة وضوح الشمس حيت تحت سلهامها ثوب نسوي مذهب وهي فخطواتها داخل الخيمة وراسها مرفوع كتسمع صوت ثوران الحاد وهوا كيوبخ بعض الصناع للسيوف اللي ماقدروش يخرجو ليه سيوف كما هوا بغاها ولاح السيف بغضب فوق الارض داخل الخيمة فأذا به كيجي قدام رجلين الاميرة اللي زطمات عليه ببلغتها ووقفات وسط الجميع .. بعد ما شاف ثوران رجلها ورفع راسه باستغراب وهنا هبط الحارس الشخصي راسو وقال

- صاحبة السمو الاميرة شفاء.

كلشي اعتدل فالوقفة وحنا راسو ومنهم ثوران اللي وقف حتى هوا لاكن باستغراب وهبط راسو كيتسائل..على شنو جان كدير هنا

اما هيا بصرامة رافعة راسها وكدور وتوبها موراها كيتجر ويدها على نيفها شادة لتامها .. لقات نهضر خفيفة على الحضور حتى وصلات للطاولة اللي قدام ثوران وهوا مطأطأ راسو احتراما وهنا خرجات يدها من القفازات بهدوء ودوزات فوق حافة السيف من السيوف المحطوطة تحت انضار ثوران وقالت

- اشنو كيوقع هنا ؟؟

هز راسو بنضرات صارمة شاف فيها وقال

- كلشي يخرج برا ..

خرج الكل حادر راسو وهي كتشوف فارجاء الخيمة ومشات جلسات فوق كرسي من الخشب عليه جلد ثور وكانت بغات تحط عليه تعبها وتعب سفرها وكانت متعودة على جلستها وبغات تكا وتلقي رجليها للجنب لاكن سمو الاميرة ماكنتش متعودة تجلس فوق كرسي قاصي بحالو وضبرها فجنابها وناضت منزعجة وقفات . تقدم ثوران وكاين كيشوف فيها بنضراته الحادة واحيانا كيصغرها ويتسائل بينو وبين نفسه وحط ليها غطا فوق الكرسي ووسادة ورجع اللور في حين رجعات جلسات وتكات على جنبها كتشوف فيه من راسو لرجليه

ثوران: علاش جيتي لهنا؟

هزات حاجبها وضحكات : سؤال غريب هادا!!

تنهد وقلب عينيه فالاعلى وقال : بغيت نقول .. باللي خطر عليك تجي لهنا بوحدك ...

ردت قائلة: الحامي ديالي اللي من المفروض يكون معايا ... مادايرش خدمتو ... والى وقعات ليا شي حاجة يتحمل هوا المسؤولية

هز حاجبو فيها مطولا وقال : الملك عارفك جايا لهنا؟؟

ابتسمت من عينيها وقالت : انا اميرة... نمشي فين ما بغيت .. الوقت اللي بغيت .

حطات يدها على حلقها كتكحب وبسرعة طلب ليها الماء وهزات الكاس تحت لثامها شربات منو وقالت

- بغيت نعرف شنو كيوقع هنا ؟ واش كلشي غادي مزيان .. والملك ايبيك هوا اللي سيفطني

رد هاز حاجبو : رسلك بوحدك !.
قالت : انا بغيت نجي بوحدي .

كان واقف كيشوف فيها من بعد خرج ولاح الخامية دالخيمة موراه كيسوط وقال

- وجدو ليا خيمة تليق بقام سمو الاميرة .. ربعة يحرسوها لقدام وربعة يحرسوها اللور

فورا بداو فنصب خيمة للاميرة وهي جالسة وحيدة لداخل حتى عيات وخرجات تشوف فين مشا ولقاتو محني فوق طبلة بين الخيام كيشوف السيوف .. فجأة دخلات بين الخيام امرأة بتوب طويل ولتام على وجهها هازة فوق راسها وجبة ودخلات بيها لخيمة ثوران حطاتها وخرجات .. بقات شفاء كتشوف مستغربة حتى رجع للخيمة ودخلات عندو فجاة بصرامة قائلة

- شنو كدير هنا مرى ؟؟ كتجيبو النسوان حتى لهنا عندكم!!!
تلفت وقال : هاديك مرى صحراوية ... من قبيلة قريبة من هنا وانا رسلت ليها تجي تخدمك وتشوف شنو خاصك هاد المدة اللي غتجلسي فيها هنا .

هزات حاجبها وتقدمات وثفات قدامو وقالت : اممم... وانا كنقول .. علاش جيتو تجمعتو هنا بعيد على انضارنا ... اممم.. دابا نتوما واش كتدربو ولا شنو كديرو هنا ؟؟؟ حنا عطيناكم السلطة باش تزيدو بالبلاد .. ماشي تفسدو فيها

عقد حواجبو وشاف فعينيها وقال : الاميرات مكيدخلوش فشغل الجيش... خليك اميرة فحدود القصر. هنا ... انا اللي كنحكم .

كلام القائد دخل بحال السيف فصدر شفاء .. وحتى اللي يوقف فجنبها ويشد فيدها مكاينش .. تصدمات وماعوداتش نطقات .. خرج خلاها الخيمة بوحدها جالسة كتشوف قدامها وذرفات دمعة بسببه من جديد وقلبات وجهها كتبكي فصمت مقادراش تصدق شنو وقع ..اميرة اللي منذ ولادتها وهي كتعطي الاوامر ولا واحد عارض كلمتها لا كبير لا صغير و لا مرة ذرفات دمعة بسبب بني ادم .. جا قائد الجيش وكسر كبريائها فكلمة . دخل من بعد للخيمة يعلمها باللي الخيمة المخصصة ليها جهزات فأذا بها كتبكي فصمت .. حسات بيه دخل ومسحات دمعتها فالخفاء وناضت رافعة راسها بصرامة

ثوران : سمو الاميرة.. الخيمة ديالك واجدة .

شافت بعينيها فالجنب وقالت : لا ... انا غادي نرجع بحالي اليوم

خرجات رافعة راسها وطلعات فوق الفرس ديالها وثوران واقف كيشوف فيها

- تقدري ترتاحي هاد الليلة هنا.. حتى للصباح

بلا متجاوبو ضربات الفرس ديالها ومشات كتجري والحارس الشخصي ديالها موراها .. شاف ثوران حتى عيا وامتطى الفرس ديالو وتبعها خوفا من اي مكروه يمسها والليل قريب يطيح . شفاء كانت مقادراش على السفر فديك الحالة .. لاكن نفسها خرجاتها من تما بزز منها . ضربات النص فالطريق حتى دخلت للغابة وهنا بدا الجسد ديال كيتمايل ولاحظ ثوران ميولها من فوق الفرس وشد الفرس وقفها لاكن مالحقش يشدها وطاحت مع غروب الشمس وخيوطها الحمراء .. نزل بسرعة في حين تبع الحارس الشخصي الفرس اللي مشات كتجري بوحدها . طاحت شفاء على وجهها فاقدة الوعي و هنا رفع راسها من فوق الارض كيشوف فيها وخيط من خيوط الشمس الحمراء كيدوز ويغيب على وجهها المغطى بلثام وكان طاح الثوب على شعرها الناعم وتعرا وتفرش فوق الربيع .. كانو عينيها كيتسدو ويتحلو بصعوبة وهي كتنين مقادراش تهضر وبين رمشوها كتشوف فعيون القائد ثوران شاه اللي مرتكب وكيهضر معاها ويحاول يفيقها

- سمو الاميرة .. سسمو الاميرة....

جبد قارورة ماء بسرعة وعينه مركزة مع القارورة اللي تعكسات باش تحل .. هبط اللثام بسرعة بيدو وتلفت يسقيها ماء حتى كيتفاجأ بداك الوجه اللي قدامو خلاه يتبت بحال الصنم حال فمو والماء كيتزلع من يدو ..كان قدامو اجمل وجه على سطح الارض.. عمرها شافت عينه بحال داك الجمال وعمرها تشوف بحالو .. رمشو كثيفة وحواجب سبحان من صورها .. شفاه تخلي من شافهم مرة ينتحر من حرمانهم حلات عينيها ثدريجيا قضت على ماتبقا ليه من عقل حتى رجع الحارس الشخصي بالفرس الهاربة وكلمه مرارا وتكرارا لاكن بدون رد ونزل الحارس انحنى على كتفو كيكلمو وثوران فشرود وسهوة كانه مخضر .. رثب على كتفو مرة اخرى الحارس بقوة عاد رجع لصوابه وشتت النضر كانه تالف فالطريق ، وفاش جا يعطيها تشري لقا القارورة خوات كلها من الماء ومالقا مايعطيها وحتى الحارس الشخصي نفد من مخزونه الماء .. بسرعة رد ليها اللثام على وجهها وحملها من فوق الارض فوق حصانه وركبها قدامه وقال لجعفر

- مابقاش بزاف ونوصلو ... غادي نكملو الطريق

ضرب الفرس برجلو وانطلق بيها اتجاه القصر هوا والحارس الشخصي ديالها

دخلت شفاء للقصر و وعلى سريرها طلقوها ترتاح .. عتقوها ماء وفاش فاقت لقات راسها فبيتها وحداها الملك ايبك وبعض مسؤولين القصر.. طبعا حيت ماعندها حتى واحد من غير الملك ايبك .. وحتى واحد فعائلتها مكيحمل فيها شعرة ومكيطوفوش بساحتها ولا حتى يهضرو معاها . جلسات مخلوعة وشدات فيد الملك ايبك وقالت

- شنو وقع ؟؟ فين انا ؟

الملك ايبك : القائد ثوران شاه قالي مشيتي عندهم للمخيم !! شنو مشيتي ديري

تذكرات الحادث وقالت فورا : جلالة الملك ... ياك كتيق فيا ...

الملك : طبعا ...

شفاء : خاصنا نحيدو القائد ثوران من منصبه ... فأقرب وقت ... اكبر خطأ درناه خوا عطينا داك المنصب ثوران شاه ... خاصو ينزاح من القيادة فالقريب العاجل ...

الملك ايبك : وعلاش هادشي ؟ شنو اللي واقع؟

شفاء : القائد ثوران صبح خطر علينا ... خرج فيا عينيه وقاليا نتي كتحكمي فالقصر .. وهنا انا اللي كنحكم ... وهز صوتو عليا

ضحك الملك ايبك وقال: صافي غير هادشي خلعك ؟؟ .. شوفي ابنتي ... حتى قائد ولا اي واحد مسؤول على شي قسم مهم فبلادنا مايبغي يتدخل ليه فالشؤون دياله .. الى قال ليك هاكا غيكون غير مابغاكش تشغلي راسك وصافي

خرجات عينيها : الااا ... انا عندي كاع الحق نتدخل ... انا الاميرة هنا بنت جلالة الملك ايبك ... وانا اللي نهضر وهوا اللي يسكت ... انا حاسة غادي توقع شي حاجة الى بقا قائد ... عطيه اي منصب... الا الدراع اليمنى لينا متعطيهاش ليه ... والى قتضى الحال انا نتولى القيادة... واخا من داخل القصر .

كان اثنائها القائد ثوران فالخارج كيمشي ويجي .. طلق رجليه فارجاء القصر حتى بانت ليه حبيبته السابقة دايزة من بعيد ومعاها الخادمة ديالها .. هبط عينيه ودار ضهره كيتنهد ويتسنا الملك ايبك حتى شمع صوتها من موراه قالت

- درتي راسك ماشفتينيش؟

بقا واقف مطولا كيغزز شفاهه ويديه مور ضهره وتلفت ببرود وقال

- من واجبي نحتارم زوجات الرجال .. ولالا

هزات راسها وكانت فتاة جميلة وقالت : شنو زعما كتبغي تعدبني بهاد الهضرة ؟؟

ضحك وقال : نعدبك !!.. علاش نتي دابا كتعدبي ؟؟.... بتي ليا كتمتعي ماشي كتعدبي

ردت وغصة فحلقها كتهبط فيها وقالت : واخا تشوفني هاكا .. انا مافرحاناش فزواجي ...

رد ببرودة: خاصك تكوني فرحانة .. الف وحدة تمنى تزوج بوزير من وزراء القصر ...(ابتسم) بالرفاه والبنين

دار ضهره بغا يمشي وشدات فيه من اللور وقالت بحزن

- ثوران ..

دار عندها ونهط بصوت حاد : جمعي يدك ... اااخر مرة ... اخر مرة طولي يدك كتسمعي

مشا وخلاها واقفة وطلب يشوف الملك اللي بدوره حتى هوا باغي يشوفو وتجمعو فالمجلس مع المستشارين وهنا طلب ثوران شاه الزيادة فأجور الفرسان وكان طلب شوية حساس بالنسبة للملك اللي تراجع على قراره وطلب مهلة يفكر فيها فالموضوع .. لاكن فالحقيقة كان باغي يستاشر مع بنته الاميرة شفاء وفعلا لحق عليها لبيتها وخبرها بالطلب وهنا حارت واش يزودو فالاجور ولالا .. هي فكلتا الحالتين مشكلة.. الى رفضو غيحقد الجيش عليهم والى قبلو غيمجدو ثوران شاه اللي طلب يزيدهم فالاجور . لاكن ختارت اقل الاضرار وقبلو يزيدو فالاجور . فاليوم الثاني تجمع القائد ثوران شاه والملك وزادو فأجور الفرسان لاكن تفاجأ ثوران بقرر الملك المفاجأ اللي قال

- لاحضت النبل والاخلاص ديالك والتفاني فالعمل وقررت تكون نتا هوا المستشار الاول ديالي ومنصبك فالقيادة العليا للجيش ... غتتولاه سمو الاميرة شفاء .

تصدم وتصدم المجلس كامل وبدات مناقشات بيناتهم .. كفاش بدسمو الاميرة غتتولى قيادة الجيش !!! .. الكل استغرب لاكن قدام الملك حتى حاجة مامستحيلة مدام هوا اللي كيقرر السلطة الكاملة عندو .
شاعت الاخبار فالقصر والبلاد ان واخيرا الحاكمة الحقيقية من وراء القضبان واللي كيمشي بشوارها الملك ايبك غتخرج للعلن وتتولى القيادة بنفسها .. الخبر هز العائلة الملكية بأكملها حتى واحد ماقبل هاد القرار المفاجئ لاكن حتى واحد ماقدر يعتارض لامن الرجال لا من النساء. ثوران شاه ماتقبلش المنصب الجديد وكان ناوي ينساحب بصفة نهائية الى تحيد من كرسي القيادة و ماعجبوش الحال يحكم جيشه واحد اخر.. جيشه اللي كون بنفسه وصرف عليه من مالو الخاص يجي واحد اخر ويقودو .. فكرة ماقدرش يستوعبها .

جا النهار اللي تتوج فيه الاميرة شفاء قائدة الجيش واجتمع الكل فساحة القصر العضيمة بحضور الجيش اللي فتحو ليه جذران القصر المتحركة وكان جيش عضيم ملأ ارجاء القصر العضيم داخلا وخارجا.

مكانت شفاء فمنصة عالية جنب الملك وجنب اعمامها وابنائهم بلباس ملكي راقي ولثام شفاف على نيفها وفالاسفل فمقدمة الصف كان واقف القائد ثوران شاه واتباعه .. تكلم الملك ايبك معلنا على القائدة الجديدة للجيش وكان الكل منتضر من القياد التحية لاكن حتى واحد متحرك من مكانه والكل بقا تابت كالصنم .. وهنا كانت الطامة الكبرى واللي دهشات الجميع ومنهم القائد ثوران اللي تلفت شاف حتى واحد ماتحرك .. وقف الملك ايبك كيخفي الغضب ديالو وشار بصبعه لواحد من اتباع القائد ثوران شاه وطلب منو يتقدم لاكن الاخير ماتحركش بقا حاذر راسو حتى شار ليه ثوران براسو وكان كلشي امام انضار الجميع وتقدم وهبط راسو .. طلب منو الملك يلقي التحية لاميرة شفاء لاكن ماتحركش من مكانه وهنا غضب الملك وآمر ثوران يعطيهم الحق باش يلقو التحية لاكن تكلم وقال

- جلالة الملك ... انا الى عطيت امر يلقيو التحية فكفاش غتقدر صاحبة السمو تقود الجيش.

حمار وجهه شفاء وبلعات ريقها ووقفات كتشوف فيه بغضب في حين تكلم القائد اللي فالمقدمة وقال

- قائدنا ولا قائد علينا ... ثوران شاه

قالها بصوت مرتفع وهنا تعزات المدينة بصوت الجيش فكلمة وحدة كيهللو باسمه .وهوا بابتسامة جانبية كيشوف فشفاء اللي كانت غترمي راسها من فوق المنصة من شدة الغضب والاحراج اللي تعرضات ليه ومكان ليها فير تغادر المكان وهي كدرف الدموع مرة اخرى في حين طلب الملك من ثوران يسكت الجيش وسكتو بهزة وحدة من يدو والكل قطع الحس وكانت حركة متعمدة باش يبين للملك مدى سلطته وسيطرته على هاد الجيش العضيم اللي خاضع ليه هوا وحده فقط

بعد اللي وقع دخلات شفاء فحالة جنونية وسدات عليها فبيتها بعيدا على شفاية خواتاتها ونسوان القصر ومابغاتش تشوف حتى واحد ولا تقابل شي واحد .. هي الوحيدة اللي مارضاتش بقائد الجيش يفرض سلطته عليهم .. عمر هاد هاد الحدث كان فتاريخ مملكتهم وهادشي ركب فيها وخافت تخسر كل ما بنات وكل ما زرعات بسبب اختيارها ليه كقائد .. ندمت اشد الندم بداك القرار اللي خدات وفكرة القائد شعلات فيها نيران من الندم حتى مرضات وطاحت طريحة الفراش.

كانت الاميرة شفاء قوية.. وذكية .. لاكن بقدر ما كانت قوية وذكية كانت ضعيفة واي فشل او هزيمة كيطيحها فالفراش لايام عديدة .. بحيث مكانتش كتقدر تستحمل الخسارة او الفشل وكانت كتملك عزة نفس وكبرياء ليس له مثيل . هادا علاش كانت كتبكي بزااف ومعروف عليها بكاية عند الملك بحيث كان الوحيد اللي كيواسيها ويوقف جنبها ويسمع شكواها وصابر على تمردها وكان كيشوف فيها الابن والبنت والزوجة اللي رحلت وخلات فقلبو بلاصةةكبيرة . كان كيشوف بنته الاميرة المدللة وحيدة لا ام لا اخ لا حتى حاجة .. عكس بناتو الاخريات فكانو كيملكو امهات واخوات وحتى الاصدقاء .

شفاء بالرغم من فشلها واحراجها قدام الكل ماستسلماتش ابدا .. وكانت داىما كتحشر نيفها فشؤون الدولة وسياستها .. وكتسعى بدورها للحكم وتكون هي الخليفة ديال الملك وعالمة علم اليقين ان كرسي العرش عليه اعين كثيرة وكتشير ليه اصابع كثيرة والى فيوم من الايام توفى الملك فغادي ينتهي معاه كل شيء .. ويبدا مكانه عهد جديد وسلالة جديدة وينتهي بيها المطاف كجارية او خادمة انتقاما منها ومن الملك ايبك . بعد اعتكاف وتفكير عميق لقات خطة جهنمية لا تخطر ببال احد.. خطة تخليها تفرض سيطرتها وتخرج للعلن مباشرة كما كتحلم وماتبقاش تسير الدلة من خلف القضبان ..

قررات شفاء تخبر الملك بالخطة الجديدة ديالها وطلبات يمشي عندها مباشرة من بعد انتهاء اجتماع الوزراء اللي كان ساخن وكان فيه ميتقال وفيه اخبار تقيلة كان جايبها الملك معاه لبنته لاميرة شفاء دخل للغرفة بهبته و طولته ولحيته البيضاء لقاها شاردة جنب الشرفة فوق الارض كتسرح شعر شبل من الاشبال اللي كتربي .. كانت جالسة فملابس خفيفا ناعمة كونها مكتخرج من البيت ومابغاش تشوف شي واحد نهائيا ووقفات استقبلات الملك بعناق حار وجلسات تعرض عليه الفكرة .. لاكن قبل ما يسمع ليها سبق هوا اخباره اللي فجعبته وقال

- ليوم فالمجلس استقبلنا مرسول من الملك قيس ... كيعلنو فيها الحرب علينا ... وانا قررت نرسل ليهم رسالة ودية تفاديا لهاد الحرب ونقبل باي عرض اقتارحه عليا .. لاكن قائد الجيش رفض وبغا الحرب تكون وقال .. مغنتنازلو على حتى شي شبر من بلادنا من ليوم ... واللي شن علينا الحرب خاصو يكون قاد بيها .. وحنا قادين على هاد الحرب

وقفات شفاء فدهشة وقالت : حرب!!

الملك : اه ... غنخوضو حرب مع قيس .. وهادشي كامل بسببك ... عارفة باللي قيس كيملك جيش لا يعد ولا يحصى

قالت وعينيها كيجول فارجاء الغرفة مفزوعة : و... ثوران عارف شكون هوا قيس؟ كفاش أيدتي قراره وقبلتي بالحرب

الملك : ماقبلتش ولاكن عندو سلطة على الجيش ... قنعني وقال باللي كيتيق فالجيش ديالو .. وغادي يوجدو ليه خطة اللي تخليهم يربحو الحرب واخا جيش قيس كبير على جيشنا .

تلفتات شافت فالملك وقالت : انا كنت بغيت نقول ليك حاجة اخرى ... فكرت مزيان وبغيت نبني امبراطورية خاصة ونكون انا الحاكمة فيها ... هاد الامبراطورية غادي تزيد من قوة بلادنا ... بغيت نبنيها فالجزء المنسي فشرق بلادنا وغادي نمشي على خطى القائد ثوران ... كما كون جيش بتسديد الديون غادي نكون جيش بالغاء الضرائب فهاد الامبادراطورية .. وكولشي غيبغي يعيش فيها وغادي نزيد فرواتب الجنود اكثر ... غيولي عندنا جوج ديال الجيوش .. جيش القائد ثوران شاه .. وجيش تابع ليا .. وهما فالنهاية ديال دولة وحدة .. لاكن هاد الدولة الى زادت كبرات وتقسمات غادي تضاعف قوتها اكثر ... والامبراطورية اللي غنبني غنستقبل فيها كل لاجئ ... محتاجين نوسعو فابلاد اكثر ومحتاجين لهاد الامبراطورية ... فالاتحاد قوة ... نتا .. ملك ..كتحكم البلاد .. انا بنتك ... غنكون اميراطورية ... غنحكمها ... وغنكبرها واخا غادي تكلفنا بزاغ .. لاكن الى تاحدنا غتكون عندنا قوة عضيمة .

فكرة هاد الامبراطورية وقوانينها الجديدة اللي كتخطط ليها شفاء جات على كانة الملك .. لاكن المبتغى الحقيقي منها هوا الخروج للعلن ... الى الاميرة شفاء قدرات دير امبراطورية فقلب دولتهم وحكماتها .. غتكون عندها فرصة اكثر للوصول لكرسي العرش وحتى واحد من العاىلة الملكية ميقدر سنتازعو منها .. والا غيلقا راسو كيواجه مستعمر ويدخل معاه فحرب لا منتهية ومستعمر بحال شفاء مكينهزمش ينهزم بسهولة .. لاكن خاصها الحق باش تبدا فهاد الامبراطورية وتحط ليها قوانين جديدة اللي تقدر تسلكها وشوية شوية غتبدا تفرض هاد القوانين على الشعب حتى تسيطر على البلاد وتملكها وهاكا غتكون وصلات لكرسي العرش بالحيلة وبلا سلالة واول امراة تحكم وتكون عندها سلطة حقيقية .

رحب الملك بالفكرة وقبلها .. وكيف لا وهوا كيتيق فذكائها وذهائها وماكرهش يسلمها الحكم ليدها ويرتاح ..لاكن لا .. مدام هوا فالحياة فواجب عليه يكمل المشوار لاخر نفس .

نفر النفار فالبوق معلنا على الحرب وتهزات البلاد بالخوف ... الكل بدا كيوجد راسو للخسارة والشعب بدا كيحزم الامتعة للرحيل من البلاد اللي ممكن تريب فأي لحضة بسبب هاد الحرب .. الملك الوزراء العائلة كلها فخوف وفزع وبينما النسوان ملهيين فالقصر بالحديث على الحرب والمكائد اللي كانن كتوقع بيناتهم وبين الجواري .. كانت شفاء ملهية فاشغالها بعيدا على تفاهتهم اللي كانت كتجيها مملة عكس ما كيدور فراسها وكانت كضرب بعيد لماهوا اكبر عكسهم تماما .. جلست كتفكر وتخطط وهي اكثر وحدة كتعرف قيس وباغا تفك منو بأي طريقة وماشي لصالحها يخسرو الحرب ويدخل العدو على بلادهم ويدمرها وهادشي خلاها تقلب على طريقة يربحو بيها الحرب بأي طريقة .

بعد تفكير وتفكير طويل حتى وصل وقت رحيل الجيش والملك والقائد وفأخر جلسة ليهم فالمجلس فاجأتهم بقدومها وهي فيدها ورق ملفوف كتجر فتيابها من بعد ما اعلن على قدومها وحنا ليها الكل راسو بنا فيهم ثوران شاه اللي معاودش شافها من نهار شاف وجهها .. هزات عينيها ولثامها على وجهها شافت فيه بنضرات بطيئة وهي كتسائل مع نفسها .. علاش كل مرة كتلتقاه كيبقاو دقات قلبها يتسارعو وكتلف ليها الهضرة وكيفشلو ركابيها وكضعاف .. فين كتمشي القوة والشخصية والسلطة ديالها فاش كيحضر فشي مجمع فيه هي ولا كتوقف قدام عينيه ... هاد الاسئلة كانت ديما كتكرر معاها لاكن مالقات ليها جواب وكانت كتحاول تبين قوتها وسلطتها بالرغم من الضعف الشديد اللي كيجيها فحضرته .. لمحها بعينيه وعاود بعدهم قبل متشوف فيه وطلبات الملك بعينيها يخرج الوزراء والمستشرين لان تقتها كانت منعدمة فالكل وبقا فالمجلس الملك بلباس الحرب وجنبه القائد ثوران كذلك ببلباس الحرب اسود زادو هبة ورهبة اكثر من قبل .

تقدمات الاميرة المصونة وقدمات للملك وقائد الجيش خطة محكمة على طبق من ذهب وطلقات الخريطة قدامهم كتشرح ليهم وثوران كيشوف فيها فذهول ودهشة حقيقية من فطنة و ذكاء هاد المخلوقة وذهائها الغير متوقع وكفاش حتى خرجات ليه مفاتيح الانتصار من عمق الخسارة .

كان الملك ايبك سعيد وفخور ببنته وكيمدحها قدام القائد ثوران شاه اللي لزم الصمت فدهشة ماقدرتش يصدق ان هاد الخطة اللي ماطاحتش على بالو خرجات من راس الاميرة الصغير وهوا اللي كان كيضن ان الاميرة المدللة كتعرف دير غير المشاكل وتعطي الاوامر . قبل الملك جبهة بنته بافتخار وخرج من المجلس فرحان وكله حماس وخلاها واقفة فالمجلس غير هي والقائد ثوران الراس فالراس فوق طبلة خشبية .. ابتسم القائد ببرودة وقال وعينيه على الخريطة

- واش متأكدة من هاد الخطة ديالك ؟

هزات راسها وقالت : متأكدة

قرب منها ويدو على الطاولة مقابل مع وجهها وحدق فعينيها مزيان وقال

- غادي نحدف الخطة اللي عندي ... وغادي نتبع الخطة ديالك .. ولاكن الى فشلات شنو غديري؟

- ردت بتقة فالنفس : متأكدة من الخطة ... وكن ماشفتيهاش ناجحة مغتحطهاش فالواجهة وتفضلها على الخطة ديالك

صغر عينه :كتعرفي قيس مزياان ... خطة بحال هادي ميديرهاش واحد مكيعرش العدو ديالو

ابتسمت وقالت كترمش وهوا كيتامل عيونها وكيحاول يشوف وجهها من جديد من تحت اللثام الشفاف اللي دايرة وقالت

- قبل منك عطيت الضربة القاضية لقيس .. وهي السبب باش نتا قائد الجيش هنا ... قيس اخطر مخلوق بشري

رد : اخطر مخلوق بشري .. بالنسبة ليك

ردت : بالنسبة للبلاد كلها ..

تنهد وقال كيشوف فيها : غادي نجلسو فالحرب تسع اشهر كلها ...

بقات كتشوف فيه وقالت : من بعد ؟

لزم الصمت مطولا وقال : عندي واحد الطلب . . . نشوف وجهك قبل مانمشيو

تصمرات فصدمة كتشوف فيه مطولا وترمش بخجل وعيون براقة كأنها فرحانة من الطلب .. وببطئ شديد هبطات اللثام وصدرها كيتهز كانها كتجري هاربة .. حدرت عيونها وزادها الخجل جمال على جمال وهوا كيتأمل وجهها او كيتأمل فالهلاك دياله بتمعن وخشوع ناسي المكان والزمان والمحيط وحتى الاصوات مابقاتش كتسمع فودنيه .. اما هي فمن الخجل ابتسمت وهزات عيونها شافت فيه كترمش وسمحات ليه يلمس وجهها بأبهامه ويمرره بلطف حتى لدقنها وبدا بملامسة بشرتها الناعمة .. كانت عايشة احساس جديد عمرها عاشتو وخفقان فقلبها كانها كتلفض انفاسها الاخيرة ورجليها و فالهواء كانها كطير ماشي واقفة فوق الارض لاكن بالرغم من هاد المشاعر والاحاسيس الجياشة كلها استغلت الفرصة باش طيحو فشباكها بحركاتها المثيرة وعضات على شفايفها كضحك الشيء اللي خلاه يبتاسم ويقرب منها حتى حسات بأنفاسه الملتهبة قريبة منها والمسموعة فأذانها كانها امواج بحر عالية .. دور وجهها وهي ذبلانة وقرب لشفايفها ياخد قبلة لاكن مع الاسف فزعهم الدق فالطبوا ورجعات لرشدها وحناكها حومر ندمانة على شنو دارت وطلعات لثامها على نيفها ومشات كتجري وتوبخ فراسها .. كفاش سمحات ليه يقرب منها ويلمس وجهها كفاش حتى نسات شنو دار فيها اخر مرة وسمحات ليه بهاد السهولة كأنها سهلة المنال ..

يتبع...

التنقل بين الأجزاء

صفحة القصة
سيتم تشغيل صندوق التعليقات بعد لحظات
معظم التعليقات تم إخفاءها بواسطة الفيسبوك، نحاول بكل الوسائل المتاحة إستعادتها في أقرب وقت ممكن.